معلومات البحث الكاملة في مستودع بيانات الجامعة

عنوان البحث(Papers / Research Title)


الشغب في الرياضة


الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)

 
عامر سعيد جاسم الخيكاني

Citation Information


عامر,سعيد,جاسم,الخيكاني ,الشغب في الرياضة , Time 5/26/2011 9:25:38 AM : كلية التربية الرياضية

وصف الابستركت (Abstract)


شعارات الرياضة في اللعب النظيف

الوصف الكامل (Full Abstract)


لاينكر أحد مطلقاً شعارات الرياضة في اللعب النظيف والروح العالية والتنافس الشريف التي تصاحب كل المنافسات الرياضية نظرياً والتي يعمل على تطبيقها عملياً المختصون والمسؤولون بمختلف السبل والوسائل المتاحة . وبالمقابل لايخفى على أحد الظواهر والحالات السلبية التي تعد الوجه المعكوس تماماً للروح الرياضية ويعد أبرزها الشغب الذي يقوم به اللاعبون المتنافسون أو الجمهور المشجع له .
       الشغب مصطلح واسع يستمد فعاليات التعبير عنه من سلوك العدوان الذي يميز مرتكبيه . وسلوك الشغب يشتمل على جميع صور العدوان الواردة من تهجم وتعدي وضرب وتشابك بالأيدي ، وعدوان لفظي من سب وشتم وصراخ وتهديد ، وسرعة إستثارة وهيجان نفسي عالي ، ومشاعر كره وحقد واضحة وصريحة نحو مثيرات البيئة غير الصحيحة (من وجهة نظر مرتكبي الشغب) ، وكذلك الرفض الذي يتم التعبير عنه باستنكار واضح بل ومؤذي لدرجة غير معقولة أحياناً ، ومشاعر الشك وعدم الثقة بالآخرين التي تتحول إلى ردود أفعال سيئة جداً ، فضلاً عن العدوان غير المباشر من تشويه لسمعة الذين ثار المشاغبون عليهم وإلحاق الضرر بممتلكاتهم أو مايشير إليهم كصور أو رموز تمثلهم .
       من الجدير ذكره هو إن الشغب سلوك جماعي يهدف الى الأخلال بالأمن ، ويعد مخالفة صريحة للأعراف والتقاليد والأنظمة السائدة في الملاعب ، ويعبر دون أدنى شك عن ثقافة وسلوك مثيريه كما يعد إنعكاساً للواقع الاجتماعي وأحداثه . ومن الأسباب الواقعية للشغب إنتشار ظاهرة العنف في المجتمع ، وثقافة الفرد واخلاقه وقيمه المستوردة من مجتمعات تسودها الفوضى والعنف ، كما إن ضعف الأمن داخل المنشآت الرياضية يشجع هذه الظاهرة ، فضلاً عن الشحن الاعلامي السلبي للجماهير ، وتصريحات التحدي من قبل الاداريين ، ناهيك عن إستفزاز بعض اللاعبين للمشجعين ، ويعد السبب الأهم لحدوث الشغب في الملاعب هو سوء تحكيم المباريات .
        لو أردنا الحديث عن الآثار السلبية التي يخلفها هذا السلوك غير المسؤول لقادنا الاستغراب وبشدة متسائلين : كيف يحدث ذلك في الرياضة ؟! ولنذكر بعض من هذه الحوادث :
• أدت أعمال العنف والشغب عام (1964) في مباراة (بيرو) و(الأرجنتين) إلى قتل (318) شخصاً وجرح أكثر من (500) آخرين أثر إحتساب الحكم لأحد الأهداف تسللاً في هذه المباراة ، ولم يمنع تدخل قوات الأمن الواسع النطاق من حدوث تلك المأساة .
• وفي عام (1971) في إنكلترا أدت أعمال العنف والشغب إلى سحق (66) شخصاً حتى الموت وسقوط أكثر من (200) جريح . • وتعد الكارثة الأكثر ذهولاً هي التي حدثت في أميركا الوسطى عام (1969) ، ففي مباراة (الهندوراس) و (السلفادور) ضمن تصفيات كأس العالم أدت حوادث عنف وشغب وحشية إلى قطع العلاقات بين البلدين وإعلان حالة الحرب التي سميت بحرب كرة القدم .
• الأحداث الدامية التي وقعت خلال مباراة ناديي (ليفربول) و (توتنكهام) في شبه النهائي لبطولة إنكلترا عام (1988) والتي راح ضحيتها (95) شخصاً وأصيب أكثر من (200) آخرين قطعت أطراف 80% منهم ، بسبب السلوك العدواني لمشجعي (ليفربول) .
• ومأساة هيسيل التي ذهب ضحيتها (39) شخصاً خلال مباراة ناديي (ليفربول الإنجليزي) و (يوفانتوس الإيطالي) والتي كانت أيضاً بسبب تعصب مشجعي (ليفربول) وسلوكهم العدواني في الملعب .   
• وفي مطلع عام 1995 حدث في (كولومبيا) و (إيطاليا) أحداث عنفٍ وشغب بلغت قمة الاثارة ، إذ قام بعض المتعصبين الكولومبيين وبعض المتعصبين الايطاليين بجرائم قتل بعض اللاعبين والمشجعين وأعمال عنفٍ وشغب تتسم بالدموية التي إنسحبت على اللعبة ، عندما وصفت وكالات الأنباء والصحف لعبة كرة القدم بأنها تتسم بالدموية ، فقد تم قتل المدافع الكولومبي لأنه سجل هدفاً بالخطأ في مرمى منتخب بلاده خلال المونديال الذي أقيم في أمريكا ، وقام (الفاتيكان) إثر ذلك بتجديد مطلبه بوقف مباريات كرة القدم في العالم لما تجلبه من مآسي ومجازر . وكذلك في الدوري الايطالي تم قتل أحد لاعبي نادي (جنوه) قبل بدء مباراتهم مع نادي (ميلان) على ملعب (لويجي) .
وهناك أمثلة عديدة أخرى منها :
• في تركيا توفي (44) مشجعاً وأصيب (600) آخرين خلال أحداث الشغب التي تلت مباراة لكرة القدم بين ناديين محليين سنة (1964) .
• وفي الأرجنتين فقد شهد العام (1968) مقتل (74) شخصاً وإصابة (150) آخرين بعد مباراة لكرة القدم بين فريقي (رايفر بليت) و (بوكا جونيورز) . • أما في البرازيل فقد أسفرت أحداث الشغب التي أعقبت مباراة بين ناديي (سان لويس) و (فورتاليزا) عام (1982) عن مقتل (3) أشخاص وإصابة (25) آخرين . • وفي كولومبيا قتل(22) شخصاً وأصيب (300) آخرين إثر أحداث شغب لها علاقة بالرياضة عام (1982) .
• أما الاتحاد السوفيتي السابق فقد شهد عام (1982) أحداث شغب أسفرت عن مقتل (69) شخصاً وإصابة (100) آخرين بعد لقاء فريقي (موسكو سبارتا) و (هارلم) . 
• وفي (وارشو) عام (1997) حدثت مواجهات خلال إحدى مباريات كرة القدم أسفرت عن جرح (37) شخصاً وتدمير (10) سيارات شرطة وتخريب ممتلكات أخرى .
• وفي (سلوفاكيا) فهناك تنامي للظاهرة من خلال ما تشهده الملاعب حديثاً من ترديد لبعض الهتافات العنصرية والنازية .        وقد شمل هذا السلوك غير الرياضي الملاعب العربية أيضاً ونذكر هنا الحالة الأغرب ففي إحدى مباريات كرة القدم ضمن الدوري العام في الاردن قام الطبيب المعالج بطعن أحد لاعبي الفريق المنافس .     
 بدأ الشغب في الملاعب الانكليزية لينتشر بسرعة هائلة إلى كل ملاعب العالم وليصبح بين ليلةٍ وضحاها (للأسف) الصفة الموحدة للجماهير المشجعة في أغلب بلدان أوربا وأمريكا ، وشيئاً فشيئاً زحفت هذه الثقافة باتجاه مجتمعاتنا العربية الاسلامية ليحاول المشجعين إطلاق العنان لكل تصرفاتهم بما فيها من سوء ظاهر غير المحسوبة تجاه الحكم أو لاعبي الفريق المنافس أو الجماهير المشجعة له ، إلا إن من المهم ذكره هنا هو إن الشغب الذي يظهر في ملاعبنا لايصل حجم وسوء الشغب الموجود في الملاعب الأوربية مثلاً . ولكن لفت إنتباه الصحافة على سبيل المثال ما آل إليه وضع التعصب للمشجعين العرب في الملاعب السعودية والأردنية والبلدان العربية الأخرى ومنها العراقية ، حيث بدأت ظاهرة الشغب بالظهور وبقوة في ملاعب العراق أسوة بأعمال العنف التي طالت العالم .          وإن أردنا الحديث عن الوضع الآن فقد شهد ملعب مدينة دهوك أعمال عنف وحوادث وإطلاق أعيرة نارية خلال مباراة جمعت بين فريقي زاخو ودهوك مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المشجعين . وتكرر هذا المشهد في المباراة التي جمعت فريقي النجف وكربلاء في مدينة النجف ضمن الدوري الممتاز حيث شهدت المباراة أعمال شغب وعنف وإشهار أسلحة متنوعة لم يتمكن مسؤولو الأمن من السيطرة عليها قبل أن يقدم الحكم على إنهائها قبل إنتهاء الوقت الأصلي بدقائق ، وفي محافظة بابل قتل أحد لاعبي فريقين شعبيين متنافسين بسبب أعيرة نارية أطلقت بشكل عشوائي قاده التعصب الأعمى للجماهير المشجعة والذي أدى إلى العراك بشراسة ليتحول الملعب إلى ساحة إشتباكات . ومن الملاحظ عموماً خلال السنوات الأخيرة إزدياد ظاهرة العنف في المجتمع وقد أثر ذلك على شريحة الشباب الذين إستمدوا أخلاقهم وسلوكياتهم من سلبيات تلك الثقافة  ومن الثقافات المستوردة إعلامياً .
         الذي يحدث بصورة عامة في ملاعبنا من شغب يعبر عن ثقافة مكتسبة وسلوك مفتعل ولكن لايخفى تأثير الواقع الاجتماعي والأحداث التي نعيشها كل يوم على مدى ظهور هذا السلوك غير المقبول ليس في الرياضة فحسب بل في المجتمع ككل .
       أسباب الشغب كثيرة ومتباينة في تأثيرها ويصعب حصرها ومنها الآتي :-• سوء إدارة أو تحكيم المباراة ويعد السبب الأبرز .• إنتشار مظاهر العنف في المجتمع .• ثقافة الفرد وأخلاقه ومبادئه .• ضعف الأمن داخل المنشآت الرياضية ، وخصوصاً أثناء المنافسات .• الشحن الاعلامي السلبي للجماهير بسبب المنافسة .• تصريحات التحدي من قبل الاداريين والمدربين والمعنيين بالمنافسة .• إستفزاز المشجعين من قبل بعض اللاعبين .• الحماس الزائد والتعصب الأعمى لبعض الجماهير .• ميل بعض الافراد إلى العنف عندما يكونوا في جماعات .        أما علاج الشغب كظاهرة يكمن في السيطرة والتحكم بأسباب هذه الظاهرة ومن الأمور الواجب مراعاتها للتقليل من هذا السلوك الفض هي :-• رفع مستوى وكفاءة التحكيم الرياضي .• تعزيز وتكثيف أفراد الأمن داخل المنشآت الرياضية .• تدريب أفراد الأمن ورفع قدراتهم في السيطرة والتعامل مع أحداث العنف الفردية والجماعية بشكل سريع ومباشر .• تخفيف حدة الخطاب الاعلامي والابتعاد عن تأجيج الجماهير الرياضية .• تطبيق الانظمة والعقوبات على الاداريين والاجهزة الفنية واللاعبين الذين يصدر منهم سلوك سلوك إستفزازي تجاه الآخرين .• زيادة نقاط الرقابة التي تصور جميع أركان المدرجات وتعريف المشجعين بذلك .• كتابة الأنظمة والعقوبات المترتبة على مخالفتها لتكون أمام الجمهور بخط واضح على تذاكر الدخول .• تثقيف الافراد والجماهير إعلامياً بطرائق التعبيرالسلمية في حالة الفوز أوالخسارة .• على كل فريق تحديد عناصر من رابطة المشجعين وتدريبهم في تنظيم عملية التشجيع الرياضي .
    وإذا أردنا أن تسير رياضتنا بالشكل المطلوب والبعيد عن هذه الظاهرة السلبية علينا بنشر وتطبيق ثقافة التنافس الشريف وتقبل الخسارة كما الفوز ، وتفادي الأسباب المؤشرة أعلاه والعمل على عدم وقوعها بتهيئة الاستشاري النفسي للفريق الرياضي أسوة بالمعالج البدني ليعمل ضمن منظومة الادارة الفنية للفريق الرياضي وإعداد اللاعبين لظروف المنافسة بايجابية عالية من خلال دراسة الأنماط السلوكية والصفات الشخصية لكل لاعب على حدة ووضع البرنامج التأهيلية اللازمة في إعداد اللاعب للتعامل بنجاح في حالة التعرض لمواقف إنفعالية داخل الملعب ، وتخفيف حدة الاعلام والابتعاد عن تأجيج الجماهير الرياضية ، فضلاً عن تعزيز وتكثيف عدد أفراد الأمن داخل المنشآت الرياضية ، ومن الأمور التي تعد غاية في الأهمية الاهتمام برفع مستوى وكفاءة التحكيم الرياضي وفرض العقوبات المناسبة على مسببي ومرتكبي الشغب بشكل يحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد الرياضة وجماليتها .

تحميل الملف المرفق Download Attached File

تحميل الملف من سيرفر شبكة جامعة بابل (Paper Link on Network Server) repository publications

البحث في الموقع

Authors, Titles, Abstracts

Full Text




خيارات العرض والخدمات


وصلات مرتبطة بهذا البحث