معلومات البحث الكاملة في مستودع بيانات الجامعة

عنوان البحث(Papers / Research Title)


الملك علي بن الشريف حسين


الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)

 
حيدر حاتم فالح العجرش

Citation Information


حيدر,حاتم,فالح,العجرش ,الملك علي بن الشريف حسين , Time 6/5/2011 11:12:44 PM : كلية التربية الاساسية

وصف الابستركت (Abstract)


سيتناول المقال الملك علي بن الشريف حسين

الوصف الكامل (Full Abstract)


الملك علي بن الشريف حسين
(دراسة تاريخية)
 
حيدر حاتم فالح العجرش
كلية التربية الاساسية
 
 
المقدمة
       لاشك أن الخوض في غمار دراسة شخصية لم يلقى عليه الضوء الكبير في الدراسات التاريخية بسب الفترة القصيرة التي أمضها بحكم مملكة لم تبقى طويلا وهي مملكة الحجاز هو من المواضيع الغير يسيرة لدراستها وتحليلها والوقوف على تفاصيلها ، وانطلاقا  من ندرة المعلومات الواصلة إلينا والتي دونها لنا المؤرخون خلال تلك الفترة الزمنية ، اكتسب البحث الحالي أهميته من أهمية الدور الكبير الذي لعبه الملك علي بن الشريف حسين ،والذي أتمنى أن يحالفني الحظ والتوفيق في ألقاء ضوء كاشف وإعطاء صورة واضحة لهذا البحث الموسوم ب (الملك علي بن الشريف حسين دراسة تاريخية) .
 
      قد أثرت أن اقسم البحث الحالي إلى ثلاث فصول تناولت في الفصل الأول نسب الملك علي وحياته الشخصية وصفاته ودوره في الثورة العربية الكبرى أما في الفصل الثاني فتناولت موقعه السياسي عند  إعلان دولة الحجاز ودوره في التصدي ابن سعود ومبايعته ملك على الحجاز وتوقعيه لاتفاقية التسليم مع ابن سعود إما في الفصل الثالث فتناولت وصوله إلى العراق وأوضاعه الاجتماعية والاقتصادية هناك والدور السياسي الذي لعبه في العراق ووفاته ..
 
تم الاستعانة في انجاز هذا مجموعة من المصادر الهامة التي كانت لي خير عون في انجاز البحث  أمثال كتاب العقيد جرالد دي غوري ثلاثة ملوك في بغداد وكتاب جيمس موريس الملوك الهاشميون وكتاب جورج انطونيوس يقظة العرب.،وكتاب أمين سعيد الثورة العربية الكبرى وكتاب طالب محمد وهيم مملكة الحجاز 1916 وغيرها من المصادر المتنوعة .
 
 
الفصل الاول
الملك علي بن الشريف حسين نسبه وصفاته ودوره في الثورة العربية
 
 
اولا:نسبه
   هو علي بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد المعين بن عون بن محسن بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن أبو نمي الثاني بن بركات بن محمد بن بركات بن الحسن بن عجلان بن رميثة بن محمد أبو نمي الأول بن الحسن بن علي الأكبر بن قتادة بن ادريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد الثائر بن موسى الثاني بن عبد الله الرضى بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام علي بن ابي طالب (ع).(1)
 
ينتمي إلى أسرة آل عون من الأشراف وهي إحدى ثلاث أسر كانت تتنافس على الزعامة على مكة مع آل زيد وآل بركات، وقد آلت الزعامة إلى آل عون منذ بداية القرن التاسع عشر.
 
  ولد علي في مكة عام 1879 م من أبوين هاشميين هما الشريف حسين بن علي بن عتون والشريفة عابدية بنت عبد الله بن عون ، وتلقى هناك دروسا في اللغة العربية والقران الكريم والعلوم الأخرى ،وفي عام 1887م توفيت والدته الشريفة عابدية وهي لاتزال بنت السبعة والعشرين عاما اثر إصابتها بمرض التيفوئيد ، وفي عام 1893م انتقل والده الشريف الحسين للإقامة الجبرية في اسطنبول،تربى مع إخوته بكنف أبوه الشريف حسين درس علي الابتدائية مع أخويه فيصل بن الحسين ملك العراق فيما بعد وعبد الله الأول ملك الأردن فيما بعد، حيث تعلموا اللغة التركية قراءة وكتابة، وقد نشأ مع البدو جريا على عادة الأشراف منذ القدم ليتعلم فصاحة العرب وشجاعتهم ، واصل دراسته هناك في مختلف العلوم ومنها العلوم العسكرية فازداد إتقاننا بفنونها وطيلة وجوده في اسطنبول تعلم الكثير من العلوم وازدادت خبرته .(2).
 
1-ويكيبيديا،الموسوعة الحرة،http://ar.wikipedia.org
2-محمد حمدي الجعفري ،ملكات هاشميات من دول المشرق العربي،ط1،مكتبة مصر ،(مصر،2009)،ص9
   وفي عام 1906م تزوج بالشريفة نفسية* بنت الشريف عبد الإله باشا بعد عام على زواجه رزق الملك علي  ببنت اسماها (عابدية) وفي عام 1908 رزقا بولد اسماه (شرف) الذي توفى بعد تسعة شهور من ولادته ،وفي ذات العام عادت اسرة الشريف حسن الى مكة اثر وفاة الشريف عبد الإله في اسطنبول الذي داهمه المرض بعد صدر الفرمان الخاص بتعينه أميرا على مكة ، فعين بدلا عنه الشريف حسين والد الشريف علي .(1)
رزق علي ببنت اسمها فاطمة ولكنها توفت أيضا في مكة ، وفي عام 1911 رزق الملك علي في مكة ببنت اسماها عالية** ، وفي عام 1913 في مدينة الطائف رزق الملك علي بولد اسماه عبد الإله*** وهو الابن الوحيد لوالديه الذي بقى على قيد الحياة أضف إلى ذلك كان للملك على بنات ثلاث أخر هي بديعة وجليلة.(2)
 
*هي ابنة الشريف عبد الإله باشا شقيق الشريف عون أمير مكة السابق ولدت في اسطنبول عام 1887م كأخت للشريف سالم الذي توفى وعمره واحد وعشرون عاما ، حيث كان والدها وليا لعهد الإمارة ويقيم في اسطنبول بقصر ضخم في منطقة أمير كندة تعود ملكيته إليه ، ولما كان الشريف عبد الإله باشا شقيق الشريف عون أمير مكة وولي عهده فقد احتفظ به السلطان العثماني كرهينة حسب السياق المعتاد إليه عند السلاطين العثمانيون الذين كانوا يحتفظوا بولي عهد مكة  كرهينة عندهم الى حين موعد تنصيبه أميرا ،في اسطنبول طالت مدة إقامة الشريف عبد الإله وكبرت ابنته الشريفة نفسية من زوجته التركية الأصل وترعرعت في مجتمع العاصمة العثمانية وتعلمت اللغة التركية وأصبحت لغتها الاعتيادية ،وعندما كان الشريف حسين وعائلته في الأستانة وقبل عودته إلى مكة طلب الشريف حسين يد الشريفة نفسية ابنة عمه الشريف عبد الاله لتزويجها بنجله الأكبر الأمير علي فعقد زواجهما في اسطنبول عام 1906.(فائق الشيخ علي ،مذكرات وريثة العروش الأميرة بديعة بنت الملك علي ،ط2،دار الحكمة (لندن،2002م)ص202-2003.
 
1-فائق الشيخ علي ،مذكرات وريثة العروش الأميرة بديعة بنت الملك علي ، ص 203.
 
2-سلمان التكريتي ،الوصي عبد الاله يبحث عن عرش 1939-1953،ط1،الدار العربية للموسوعات ،(بيروت،1988)،ص10.
 
 
بعد تولي الشريف حسين الإمارة على مكة كلف الملك علي قيادة بعض الغزوات لضبط الحجاز وتأديب بعض القبائل المتمردة ، واسند إليه كذلك في عام 1915 م مسؤولية الإشراف على بعض الشؤون العشائرية في المدينة المنورة ،وبحكم المسؤولية الجديدة للملك علي أصبح ينتقل من مدينة إلى أخرى مما جعله بعيدا عن زوجته وأبنائه .(1)
 
** ولدت الملكة عالية يوم 19 ديسمبر 1911 في حارة الفشاشية بمكة المكرمة وكان أبوها الملك علي بن حسين حينها في إحدى الغزوات خارج مكة. وعندما بلغت اليوم السابع من عمرها سماها جدها الشريف حسين بن علي عالية،  في 25 ديسمبر عام 1934 تزوجت الملكة عالية ابن عمها الملك غازي الأول ملك العراق ، وتمت مراسيم عقد القران بعد عشرة أيام من تتويجه وذلك يوم 18 أيلول عام 1933 ولقد اقتصر حضور الحفل على أقارب العروسين حيث كانت حالة الحداد معلنة بمناسبة وفاة الملك فيصل الأول وبعد زواجها انتقلت الملكة عالية إلى مقرها الجديد في قصر الزهور حيث أخذت تتلقى دروسا في العلوم والثقافة والآداب من قبل مدرسين ومدرسات أكفاء،وفي 2 مايو 1935 ولدت الملكة عالية ابنها الوحيد فيصل،توفيت في 21 ديسمبر 1950 بمرض السرطان ودفنت في المقبرة الملكية في منطقة الأعظمية في بغداد حيث أنها لم تر ابنها الملك فيصل الثاني لأنه كان نائما وأوصت بعدم ايقاضه، وقالت لخالته ان تقبله بالنيابة عن والدته وأوصت بالاهتمام بولدها. ويكيبيديا،الموسوعة الحرة،http://ar.wikipedia.org
***
 
ولد في مدينة الطائف في الحجاز، وعاش في مصر بعد تولي العائلة السعودية المنافسة للعائلة الهاشمية لمقاليد الأمور في الحجاز وشبه الجزيرة العربية. كان عبد الاله قد تزوج من أحد بنات فيصل الأول, وبعد وفاتها اقترن من سيدة مصرية، الأميرة عابدية من عائلة الطرابلسي المعروفة، وتلقى علومه في كلية فكتوريا في الإسكندرية بمصر، مما أدى إلى تاثره بالثقافة المصرية وأسلوب حياة العائلة الملكية في مصر، وكانت له علاقات وطيدة بالبلاط الملكي للملك فاروق. وبعد الاطاحة بالحكم الملكي في مصر حاول مرارا توطيد علاقاته باللواء محمد نجيب ورئيس وزرائه جمال عبد الناصر ثم عاد بعدها إلى بغداد ملحقاً بالبلاط الملكي ووزارة الخارجية. وفي عام 1941م، أختير وصيا على عرش العراق ولغاية 1953م, وذلك بعد مقتل الملك غازي الأول في حادثة سيارة لأن فيصل الثاني ابن الملك غازي، الوريث للعرش لم يبلغ بعد سن السادسة من عمره وأن عبد الاله يرتبط بصلة الخال للملك حيث إنه شقيق أم فيصل الثاني الملكة عالية. ثم نودي به وليا للعهد بعد انتهاء الوصاية عام 1953 وتتويج الأمير فيصل الثاني ملكاً على العراق. سلمان التكريتي ،الوصي عبد الاله يبحث عن عرش 1939-1953،ط1،الدار العربية للموسوعات ،(بيروت،1988)،ص7-8-9.
 
1-عبد الرضا ال كاشف الغطاء ، حياة الأمير عبد الإله ،ج1،ط1،مطبعة دار النشر والتأليف لمنشأ مجلة الغرى ،(النجف،1945) ص14.
 
ثانيا:
صفات وشخصية الملك علي
 
وصف العقيد البريطاني جرالد دي غوري في كتابه ثلاثة ملوك في بغداد الملك علي بأنه ضئيل الجسم متأنقا ونظيفا بشكل مدهش ويرتدي أثوابا مخططة أو مورده ويعتمر بعمامة مكية صغيرة وكانت إشارته وعاداته مكبوحة و انيقه و عربيته واضحة .(1)
 
وكما وصفه احد البريطانيين حينما اجتمع به مره بان القدر ضل طريقه في علي إذ انه خلق للقداسة أكثر مما خلق للملك.،كما وصف علي بأنه كثير المجاملة ذو أسلوب دبلوماسي.(2)
 
كما كتب لورنس في كتابه (أعمدة الحكمة السبعة ) عن الملك علي بأنه (إما بالنسبة إلى علي نفسه فأنني مندهش منه جدا ،فلقد كان ميالا إلى الكتب عالما بالشريعة والدين شديد الورع إلى درجة الخيال ، كان يدرك جيدا تراثه السامي الذي يدفع به إلى الطموح وكانت طبيعته نقيه جدا في أن يرى أو يشك في الدوافع المهمة لدى أولئك الذين كانوا يحيطون به وفي النتيجة فقد كان على الدوام غنيمة لأي رفيق دائم له ، كان شديد الحساسية لان يسدي النصيحة بشان زعيم عظيم ولو إن نقاء سريرته ومسلكه قد اكسباه محبة أولئك الذين كانوا على اتصال مباشر به ).(3)
 
 
1-العقيد جرالد دي غوري ن ثلاثة ملوك في بغداد،ترجمة سليم طه التكريتي ، ط1، الأهلية للنشر والتوزيع ،(الأردن،2006)،ص98.
1-جيمس موريس ،الملوك الهاشميون ، ترجمة يوسف المقدادي،ط1 ،الأهلية للنشر والتوزيع ، (الأردن‘2009) ص86-101.
2-العقيد جرالد دي غوري ن ثلاثة ملوك في بغداد ، ص99-100.
 
ثالثا :
دوره في الثورة العربية الكبرى
       قبل التطرق إلى دور الأمير علي في الثورة العربية الكبرى يجب إلى نشير إلى الأدوار التي كان يقوم بها قبل الثورة ومنها  سير الأمير علي مع قواته إلى سورية برفقة قوات وهيب باشا للانضمام إلى الجيش المتوجه إلى القناة بقيادة جمال باشا عين قائدا للجيوش المرابطة في سورية و الذي أوكلت الحكومة العثمانية إليه ـ مهمة الهجوم على قناة السويس، وقد دعا جمال القائد وهيب باشا للالتحاق بقوات الشام، كما دعى الحسين للإسهام في الحملة غير ان الحسين، تململ في الاستجابة لهذه الدعوة وأبدى موقفا سلبيا منها ولكنه أرسل فيما بعد الأمير علي واستغل بعض الحجج لإيقاف نجله الأمير علي بينما كان يواصل سيره مع قواته إلى سورية .(1)
 
أرسل الشريف حسين  الأمير علي إلى المدينة لحشد القبائل والتشاور معهم بأمر الثورة، فضلا عن مراقبته لتحركات الوالي العثماني ،ذات الوقت الذي تعمد فيه الأمير علي إثارة المشاحنات مع محافظ المدينة بصري باشا، الذي لم يتوان بدوره في إبلاغ جمال باشا بذلك وتدخل الأمير في الشؤون الحكومية ،مما أمر الأخير بصري باشا بردع الأمير علي عند حده وطالب بسحب الأمير علي من المدينة(2)
 
 لقد كان للأمير علي دور في موعد إعلان الثورة عندما طلب الشريف حسين من  نجليه موعد للبدء بالعمل،بعد  خشية الشريف حسين من حملة اليمن  وثانيا تخوفه من اكتشاف السلطات العثمانية لمفاوضاته مع الانكليز والزعماء العرب لذا اتفق الإخوان مع والدهما ـ وبعد اتفاقهما مع عشائر المدينة ـ على ان يكون 5 حزيران موعدا لحركاتهما في المدينة (3).
 
1- جمال باشا، مذكرات جمال باشا، ترجمة علي احمد شكري، تحقيق عبد المجيد محمود، مطبعة البصري. (بغداد، 1963)، ص169.
 
2-جمال باشا ، مذكرات جمال باشا ،ص326-336.
 
3-جورج انطونيوس،يقظة العرب، ترجمة الدكتور ناصر الدين الأسد والدكتور أحسان عباس،ط2، دار العلم للملايين،( بيروت، 1966)، ص239.
 
    قبيل إعلان الشريف الحسين الثورة على العثمانيين عام 1916 كان الأمير علي يأخذ العهود ويجمع القوى والأنصار من شيوخ القبائل لينظموا إلى الثورة ويقاتلوا معها ، آذ اخذ عهودا من شيوخ قبائل حرب وجهينة وبلى وبني سالم و مسروح التي كان له معهم علاقات قوية إنشائها خلال إقامته في مكة ،وكان سفر الأمير علي والأمير فيصل والمتطوعة من معسكر حمزة في أول صباح حزيران سنة 1916 أول نذير انذر به الترك بخروج العرب عليهم وانفضاضهم من حولهم .(1)
 وفي صباح 5 حزيران اجتمع كلا من الأمير علي والأمير فيصل  عند قبر حمزة ومن حولهما ( 1500) مقاتل وأعلنا باسم والدهما الثورة على الدولة العثمانية، تحركت بعدها قواتهما إلى جنوب شرقي المدينة حيث المكان المتفق عليه لبدء العمليات (2).
       بعد إعلان الثورة شكل (الجيش العربي الحجازي) الذي ضم ثلاث جيوش وضعها الشريف حسين تحت قيادة أبناءه وكالاتي:
1-الجيش الشمالي بقيادة الأمير فيصل يعينه مولود مخلص، وتضمن من القوات ومقره حوالي بير درويش غربي المدينة ومهمته الرئيسية مشاغلة جيش فخري باشا ومنعه من بلوغ ينبع .
 
2-الجيش الجنوبي بقيادة الأمير علي ومساعداه العقيد نوري السعيد والمقدم علي جودة الأيوبي، ومقره رايغ ومهمته منازلة الترك ومنعهم من الزحف إلى مكة .
 
3-الجيش الشرقي بقيادة الأمير عبد الله ومقره في العيص ومهمته منازلة العدو وتخريب سكة الحديد بين الشام والمدينة .(3)
 
 
1-أمين سعيد ،الثورة العربية الكبرى ،المجلد الأول ،مكتبة المدبولي ،(القاهرة )،ص146.
 
2- جورج انطونيوس، يقظة العرب ،ص289-290.
 
3-طالب محمد وهيم ،مملكة الحجاز 1916-1925،ط1،مركز الخليج العربي ،(البصرة،1982)،ص98.
 
     تحرك الأمير علي بجيشه الجنوبي قاصدا غدير أبو عوف فتراجع الترك إمامه وجلوا عن سفح الغاير وعسكروا بين المحز وأبار علي ،وفي 27 من ربيع الأول دار قتال شديد قرب بير الناجم بين جيش الأمير علي والترك أسفر على انهزام الأتراك وتقدم الجيش حتى بئر عباس واحتله واتخذه قاعدة له ، كما تقدم الأمير علي يوم 6-2-1917 الى أبو دهيبه الواقعة 70كم من رايغ وحقق نجاحا إثناء تقدمه ولم يستطيع القائد العثماني فخري باشا أن يحول دون سيره فوصل إلى بيار علي وعاد بستين أسير من الأتراك ،وبعدها اعد حملة جيدة على مكين وبيشه وبدر أن الأمير علي قضى سنين الحرب كلها في ميدان القتال حول المدينة ولم يعد إلى مكة إلا في أواخر عام 1919 م  .(1).
      وبفضل الأمير علي ومن خلال قيادته للجيش الجنوبي تحققت العديد من الانتصارات في ميدان المدينة المنورة وتحرير الحجاز.
 
 
1-أمين سعيد ،الثورة العربية الكبرى ،المجلد الأول ،ص215-216.
 
 
الفصل الثاني
قيام المملكة الحجازية وعهد الملك علي
 
اولا:قيام المملكة الحجازية
       انفصل الحجاز من ناحية واقعية عن الدولة العثمانية في 10 حزيران 1916 أي في اليوم الذي أعلنت فيه الثورة في مكة من قبل الحسين حيث بدأ منها استقلال ذلك القطر،اتجهت بعدها الأنظار في الشهور التالية نحو أقرار شكل الحكم الذي ستسير عليه الدولة الجديدة، والتي تعد أول دولة عربية كاملة الاستقلال تؤسس في القرن العشرين.
 
اجتمع بعض أعيان الحجاز وشخصياته المتنفذة في 2 تشرين الثاني وبناءاً على اقتراح الأمير عبد الله وبإيحاء من والده بلا ريب للتشاور في إقرار ملكية الحسين على البلاد العربية وتمهيدا لذلك قام الشيخ فؤاد الخطيب بإلقاء خطبه أشاد فيها بالحسين وجهوده لأجل القضية العربية، ختمها بطائفة كبيرة من البرقيات التي تساند المنصب الجديد الذي ينوي الشريف اتخاذه، وهو (الخطيب) يهدف بذلك اخذ مبايعتهم بملكية الحسين على العرب. ولما لم يكن هناك من يعارض هذا الاقتراح نادى الحاضرون بها في أول محرم 1335هـ/ 2 تشرين الثاني 1916 .(1).
 
وبإعلان الملكية جرت المراسيم الخاصة بمبايعة الشريف البيعة الخاصة، حيث قام الشيخ عبد الله مراد بقراءة كتاب البيعة الذي تسلمه من الشيخ عبد الله سراج نائب رئيس الوزراء إمام الحسين والشخصيات التي حضرت المناسبة من مختلف المدن الحجازية، واتبعت المراسيم الخاصة بالبيعة العامة إمام الناس، اقبل بعدها الشيخ سراج على الشريف حسين وسلمه الكتاب المذكور مصافحاً إياه إشارة لمبايعته، ليتبعه الحاضرون في مصافحة الملك الجديد .(2).
 
1-مذكرات الملك عبد الله، منشورات مجلة الرائد، الطبعة الثانية، (عمان،1947) ص173، 174.
 
2-القبلة، العدد 24/10 محرم / 1335هـ تشرين الأول 1916.
     انتقل الحجاز في سنة 1916 من إمارة عثمانية إلى مملكة مستقلة ذات نظام ملكي تسلم الملكية فيها الحسين كأول ملك للبلاد وقد حكم هذه حكما اتوقراطيا كان فيه المرجع الأول والأخير لكل الأمور، دون أن يتمتع الآخرون بصلاحياتهم فلم يترك ابسط الأشياء دون الإشارة إليها بخط يده، وهذا ما يمكن أن تلمسه من الأوامر أو التعيينات أو القوانين الصادرة هذه الفترة، آذ لم تكن تخلو من عبارة " أوامر الإدارة السنية" فلم يحدث أن استشار الملك رئيس وزرائه إلا مرة واحدة في عام 1919 عند وقوع معركة تربة حين أمره بالاتصال بالمعتمد البريطاني في جدة للتشاور معه في تلافي خطر الهجوم الوهابي بعد هزيمة القوات الحجازية، علما انه كان يستصعب الاتصال بالمعتمد مباشرة خشية اتهامه بالاستعانة ببريطانية ضد ابن سعود. (1).
 
   لقد أثار تفرده في الحكم نفور بعض الذين عملوا معه بعد الثورة، واضطروا إلى ترك الحجاز، أمثال رشيد رضا، رفيق العظم، عبد الرحمن الشهبندر، عزيز علي المصري، بل وأثار أبنائه أنفسهم، فقد قرر فيصل ـ كما ذهبت إحدى الروايات ـ وهو في طريقه لتسلم عرش العراق ـ ان لا يعود للحجاز طيلة وجود والده في الحكم. وقد سبق لفيصل وأخويه زين وعبد الله أن اتفقوا على إقالة والدهم من الحكم وتنصيب أخيهم الأكبر (علي) بدلا منه، ألا أن معارضة الأخر دفعتهم إلى التراجع بعد أن نصحهم بالتريث احتراما لشيخوخته، فضلا عما يثيره هذا العمل من التفسيرات والشكوك (2)
 
لقد كان الحسين كما يبدو عاجزا عن تخطي العقلية القديمة ولم يتكيف كليا مع ظروف عصره، فظل يستصعب الجديد، ويدافع عن القديم وقد ختم الحسين حياته السياسية بمعارضته للحكومة الدستورية التي ترأسها نجله الأمير علي، بعد استقالته سنة 1924 بناء على طلب أعيان الحجاز.
 
1- طالب محمد وهيم ،مملكة الحجاز 1916-1925،ص117
 
2-أمين سعيد، ملوك العرب المسلمين المعاصرون ودولهم ،ج2، مطبعة عيسى البابي الحلبي. (مصر، 1933)، ص149-150
 
ثانيا :تشكيل الوزارة ودور علي بها
شكل الشريف حسين في 5 تشرين الأول 1916 حكومته وذلك حسب مرسومه الملكي إلى الشيخ عبد الله سراج يأمره بتأليف الحكومة الحجازية.والتي ضمت الوزراء التالية أسماؤهم:
  الأمير علي رئيسا للوكلاء (الوزراء). الشيخ عبد الله سراج نائبا لرئيس الوكلاء وقاضيا للقضاة. الأمير فيصل وزيرا للداخلية. الأمير عبد الله وزيرا للخارجية ووزيرا للداخلية وكالة. عزيز علي المصري وزيرا للحربية. علي المالكي وزيرا للمعارف. الشيخ يوسف بن سالم وزيرا للنافعة (الإشغال والمواصلات). وكان سابقا رئيسا لبلدية الحجاز. محمد أمين وزيرا للأوقاف، بالإضافة الى منصبه السابق مدير الحرم. احمد عبد الرحمن باناجه وزيرا للمالية. الشيخ عبد القادر عزاوي وزيرا للبرق والبريد. الدكتور نديم وزيرا للصحة (1)
 
كان الأمير علي يحاصر المدينة عند تشكيل الوزارة وعين أميرا عليها بعد دخولها عام 1918ولم يشغل منصبه الوزاري أعلاه، وقد تولى هذا المنصب نيابة الشيخ سراج إضافة إلى منصب قاضي القضاة.(2)
 
1- جريدة القبلة، العدد 17/15 ذو الحجة 1334هـ / تشرين الأول 1916.
2-أمين سعيد،إسرار الثورة العربية الكبرى ومأساة الشريف حسين، دار الكاتب العربي (بيروت د.ت)،ص72.
 
   أن سلبيات سياسة الحسين الداخلية و اعتمده على انكلترا اعتمادا كليا في وضعه المادي والمعنوي، أوقعه في  شباك الدسائس الاستعمارية خاصة بين انكلترا وفرنسا في معاهدة سايكس ـ بيكو، الى وعد بلفور ثم الانتداب.
 
  هيأت سياسة الحسين المتعثرة داخليا وخارجيا الظروف المناسبة لتحقيق الحلم ال سعود في التوسع غربا حيث الحجاز وسواحله على البحر الأحمر،وفعلا تم عقد     مؤتمر في  الرياض بتاريخ حزيران 1924 وفيه اتخذ القرار الحاسم بإجلاء الحسين وأسرته عن الحجاز بقوة السلاح(1)
 
    تحركت القوات النجدية صوب الطائف في آب 1924 وتمكنت من اكتساح مخافر الحدود الأمامية، وواصلت تقدمها نحو الطائف. فيما سارع الحسين ـ وبعد سماعه بهذه الأخبار ـ الى إرسال نجله الأمير علي مع عدد من قواته لدرء الخطر الذي يهدد  الطائف ألا أن الأمير اخفق في إيقافهم وفشل في خطته التي ارتآها بالانسحاب عن المدينة، استعدادا لمواجهتهم. فقد أربك انسحابه وضع المدينة بعد خلوها من القيادة والقوات الكافية، مما سهل مهمة في اقتحام الطائف واحتلالها في 7 أيلول 1924(2)
 
 أن انسحاب الأمير علي إلى منطقة الهدى استعدادا لوقف التقدم النجدي نحو مكة لم يغير النتيجة، اذ تمكن النجديون من دحر علي في معركة سميت باسم الموقع الذي دارت فيه( معركة الهدى) وذلك في حوالي 26 أيلول 1924. ومما ساعد في هذه الهزيمة موقف البدو والذين قاتلوا جانب الأمير، وانضمامهم إلى القوات النجدية .
 
فاضطر علي للإنسحاب الى مكة، حيث امر بإخلائها من الاطفال والنساء بما فيهم عائلة الحسين(3)
 
1-أمين سعيد. الدولة، ص 146-147
2-أمين سعيد، الثورة ،ص 182-184
3- أمين سعيد، الثورة، ص 185-186
 
 
    ثالثا:عهد الملك علي
 ارتأى أعيان جدة بعد التشاور مع أعيان مكة تأليف لجنة مشتركة لمطالبة الحسين بالتنازل عن العرش لنجله علي، بهدف إيقاف القتال وطلبوا من  الأميرـ لدى اجتماعهم به في جدة ـ قبول منصب والده، ولم يوقفهم اعتذاره عن ذلك، وواصلوا خطوتهم هذه وابرقوا للحسين بمكة في 3 تشرين الأول 1924 يبلغوه بإجماع الأمة على تنازله لنجله علي، بعد فناء الجيش وانتشار الفوضى في البلاد. وذهبت البرقية وأوضحت صلاحيات الملك الجديد، حيث سيكون " ملكا على الحجاز فقط مقيدا بالدستور على شريطه ان ينزل على رأي المسلمين وآهل الحجاز(1)
  رفض الشريف حسين  موافقتهم تنصيب نجله من بعده، الأمر الذي دفع بهذه الجماعة إلى تجديد دعوتها، لإنقاذ الموقف الحرج، وحملوه مسؤولية الأرواح التي ستزهق جراء القتال، إذا ما إصر على موقفه فأجاب الحسين مشترطا لموافقته، قبول الأمير علي نفسه بهذا العرض، ليمكن تنصيبه محله ورفض مجددا دعوة مماثلة وبنفس المضمون، ولكنه عاد وابرق لهم في 4 تشرين الأول 1924، يطلب إرسال من يختارونه لإشغال منصبه والإسراع في ذلك فشكرته هيأة الأعيان، ورجته برحيله لتهدئة الوضع *(2)
 
    *انتقل الشريف حسين من مكة إلى جدة سنة 1343 هـ ـ 1924م، فركب البحر إلى البترا آخر حدود الحجاز بمنطقة تدعى البريكة جنوب مدينة ينبع تبعد بحوالي 80 كلم, وكانت ولاية ابنه عبد الله. وأقام عدة أشهر وذلك لكي يقوم بدعم ابنه من الخارج وهذا ما حصل فعلا فقد كان يرسل المال للملك علي ثم أخبره ابنه بأن البريطانيين يرون أن بقاءه في العقبة قد يعرضه لهجمات ابن سعود. بعدها وصلت إلى مينائها بارجة بريطانية، ركبها وهو ساخط إلى جزيرة قبرص سنة 1925 م، وأقام فيها ست سنين، ثم إنه مرض فعاد إلى عمّان بصحبة ولديه فيصل وعبد الله، وبقي في عمان حتى توفي ودفن في القدس .ويكيبيديا،الموسوعة الحرة،http://ar.wikipedia.org
 
1-أمين سعيد، الثورة ،ص187
2-أمين سعيد،الثورة ، ص 191.
 
    نودي بالأمير علي ملكا على الحجاز وجرت له البيعة في نفس اليوم (4 تشرين الأول 1924) على إن يخضع للشروط الدستورية والمتمثلة في خضوعه لإرادة الأمة والتقيد بالدستور، وان يشكل في البلاد مجلسا نيابيا ينتخب أعضاؤه من المدن الحجازية بموجب قانون أساسي يضعه مجلس تأسيسي لتولي إدارة البلاد بشؤونه الداخلية والخارجية، بواسطة وزارة دستورية مسؤولية إمام المجلس ولحين تشكيل المجلس النيابي قرر إحالة إعمال الحكومة إلى هيأة يتم تشكيلها لمراقبة هذه الإعمال، بسبب ضيق الوقت الحالي، ولا يمكن اتخاذ إي إجراء دون تصديق الهيأة المذكورة(1)
 
    وصل الملك علي إلى مكة في تشرين الأول 1924 بعد إتمام مراسيم بيعته في جدة لتولي مهام منصبه الجديد، ولم تطل إقامته في مكة لأكثر من أسبوع اضطر بعدها إلى إخلائها والانتقال إلى جدة، بعد تيقنه من عجز قواته عن مقاومة التقدم الوهابي الذي انتهى إلى منطقة (الزيمة) القريبة من مكة،اذ لم يبق معه من القوات أكثر من (200-300) عسكري هذا إلى جانب اقتراح لجنة الأعيان على الملك علي بالانسحاب إلى جدة، منعا لإراقة الدماء حرمة للأماكن المقدسة فعمد إلى مغادرتها إلى جدة وذلك في 14 تشرين الأول وانسحبت معه قواته بناء على أوامره، بعد فشله بالدخول في مفاوضات صلح مع النجديين، الذين شارفوا ضواحي مكة وواصلوا تقدمهم نحوها مستغلين فرصة تنازل الحسين وانتشار الفوضى في البلاد فدخلوها في 16 تشرين الأول .(3)
 
 
1- أمين سعيد. الثورة ، ص 191.
 
2- جريدة العراق، العدد 1250/15 تشرين الأول 1924
        لقد مكث ال سعود عدة أشهر في مكة قبل ان يجهزوا على جدة مقر الملك علي تحركت القوات الوهابية من مكة الى منطقة (بحرة) فمنطقة (حداء) القريبتين من جدة لقد احتفظ الملك علي بجدة لمدة عام واحد بينما كان ابن سعود ينتظر فرصه ملائمة وواصل مراسلاته مع المسلمين الهنود محققا تمهيدا للطريق لطرد الخوف الذي الم بالبعض نتيجة المجازر التي أحدثها جنود ابن سعود مع سكان الطائف وتطمينهم من ان هدفهم ليس هدم الحرم النبوي في المدينة او الكعبة الشريفة وعدم منعهم للمذاهب الإسلامية الأخرى من ممارسة الشعائر(1).
 
لم يحصل في بداية الأمر صدام مباشر بين طلائع القوات النجدية والقوات الحجازية، واقتصر الأمر على مناوشات بسيطة، ومع ذلك فإن المواجهة المباشرة بين المعسكرين لم تتم حتى آذار 1925عندما تجرأت القوات الحجازية بالخروج عن المدينة، وانتهت المعركة، دون أن تحقق الحكومة الحجازية هدفها في تخفيف الضغط الذي تواجهه المدينة (2)
 
أما جبهة جدة فاستمر فيها الهدوء، لحلول موسم الحج، استأنف بعدها حصاره للمدينة التي أخذت أوضاعها عموما بالتردي بعد أن كابدت حصارا قاسيا دام عاما تقريبا، اضطر الملك على أثرها ان يوسط القنصل البريطاني (ريد بولارد) لإنهاء حالة القتال والتسليم لابن سعود بالأمر الواقع في 15 كانون الأول 1925، وسلمه الشروط التي اقترحها للتسليم فطلب المعتمد البريطاني على أثرها موافقة حكومته للتوسط، فلم تمانع الأخيرة من أقرار هذه الخطوة التي كانت تنتظرها بفارغ الصبر، وراحت القنصلية وبعثت في 16 منه بأحد موظفيها (منشئ أحسان الله) وبمعيته رسالة من وكيل القنصل البريطاني (غورون إلى عبد العزيز بن سعود يدعوه فيها إلى الاجتماع به للاتفاق على تسليم جدة، وقد استجاب عبد العزيز بن سعود لذلك واجتمع بوكيل القنصل في اليوم التالي (17 كانون الأول) وتم الاتفاق على الشروط التي تقدم بها الملك على تسليم عاصمته ووقع عليها كاتفاقية من قبل الحاكمين في مساء نفس اليوم الخميس (3)
 
 
1-جيرالد دوغري،حكام مكة ،تنسيق ومراجعة محمد علي ،ط1،مكتبة مدبولي (مصر ،2000)ص337-338.
 
2-جميس مورس ،ملوك هاشميون ،ص87.
 
3- مفيد الزبيدي ،تاريخ المملكة العربية السعودية ،دار اسامة للنشر والتوزيع ط1(الأردن ،2004)،ص179.
 
     أبحر الملك علي إلى عدن في 22 من نفس الشهر على متن باخرة بريطانية متوجها إلى العراق ليستقر إلى جانب آخيه الملك فيصل* وقد أودعت إدارة جدة إلى سلطة محلية تتولى مهمة تسليمها لابن سعود ريثما يتوجه إليها حيث دخلها بعد يومين من مغادرة علي للبلاد (1)
 
* على إثر ثورة العشرين في العراق ضد الاحتلال البريطاني عقد مؤتمر القاهرة عام 1920 بحضور ونستون تشرشل وزير المستعمرات البريطاني للنظر في الوضع في العراق ،أعلنت بريطانيا عن رغبتها في إقامة ملكية عراقية، ورشح في هذا المؤتمر فيصل بن الحسين ليكون ملكا للعراق، تشكل المجلس التأسيسي من بعض زعماء العراق وشخصياته السياسية المعروفة, بضمنها نوري السعيد باشا، ورشيد عالي الكيلاني باشا، وجعفر العسكري، وياسين الهاشمي وعبد الوهاب النعيمي الذي عرف بتدوين المراسلات الخاصة بتأسيس المملكة العراقية. وأنتخبت نقيب أشراف بغداد السيد عبد الرحمن الكيلاني النقيب رئيسا لوزراء العراق والذي نادى بالأمير فيصل الأول ملكاً على عرش العراق، في 12 يونيو 1921 غادر فيصل ميناء جدة في الحجاز متوجها إلى العراق على متن الباخرة الحربية البريطانية نورث بروك، وفي 23 يونيو 1921 رست الباخرة في ميناء البصرة، فاستقبل الامير فيصل استقبالا رسميا حافلا، وبعدها سافر فيصل بالقطار إلى الحلة وزار الكوفة والنجف وكربلاء، ووصل بغداد في 29 يونيو 1921 واستقبله في المحطة السير بيرسي كوكس المندوب السامي البريطاني والجنرال هولدن قائد القوات البريطانية في العراق ورئيس الوزراء العراقي المنتخب عبد الرحمن النقيب وكان برفقه فيصل من جدة إلى بغداد مجموعه من ثوار ثورة العشرين الذين ذهبوا إلى الحجاز حاملين تواقيع ومضابط عدد كبير من وجهاء العراق وشيوخهم يدعونه فيها للحضور كملك على العراق, باعتباره احد أنجال الشريف حسين،في 16 يوليو 1921 أذاع المندوب السامي البريطاني السير بيرسي كوكس قرار مجلس الوزراء العراقي بمناداة فيصل ملكا على العراق في ظل حكومة دستوريه نيابيه، توج الملك فيصل ملكاً على العراق باسم الملك فيصل الأول بعد تصويت حصل فيه على نسبه 96% من أصوات المجلس. وتم تتويجه في 23 أغسطس من عام 1921، في ساحة البرج ساعة القشلة ببغداد ويكيبيديا،الموسوعة الحرة،http://ar.wikipedia.org.
 
1-جيرالد دوغري،حكام مكة ،تنسيق ومراجعة محمحد علي ،ط1،مكتبة مدبولي (مصر ،2000)ص337-338.
 
 
الفصل الثالث
الملك علي في العراق
 
أولا:أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية
         أبحر الملك علي إلى الهند ومنها إلى البصرة على ظهر بارجة بريطانيه وليتوجه منها الى بغداد ليبقى في حماية أخيه فيصل وذلك بعد تنازله على عرش الحجاز وتوقيعه للاتفاق على تسليم جده مع ابن سعود وتسليمه لسلطه
 
لقد كانت عائلة الملك علي غادرت الحجاز قبل تلك الفترة وذلك بعد تصاعد القتال واتساعه مع قوات ابن سعود مما دعى الملك علي لتسفيرهم إلى عمان عاصمة إمارة شقيقه عبد الله ، وقد غادرت الباخرة التي تقلهم ميناء جده لتصل إلى العقبة حيث مقر الملك حسين الذي خرج بنفسه ليستقبل عائلة ولده، وقد مكثوا في العقبة عدة أيام ثمن غادروها إلى عمان .(1)
 
   بعد وصول الملك علي إلى بغداد بثلاثة أشهر وبالتحديد في آذار عام 1926م دعا الملك فيصل عائلة شقيقه الملك علي المقيمة في عمان للمجي إلى بغداد ليكونوا بالقرب من والدهم ، لبت العائلة الدعوة وبعد عدة أيام وصل موكب العائلة إلى الحدود الأردنية العراقية يرافقهم رهط من الأعيان الاردنين وعلى رأسهم عمهم عبد الله بن الحسين أمير شرق الأردن الذي ودعهم عند الحدود وواصل الركب مسيره باتجاه مدينة الرمادي ثم الفلوجه حيث استقبلهم الملك علي والملك فيصل وجماعة من الوزراء والأعيان .(1)
 
1-كاتب عربي معروف، الملكة عالية، منشورات البصري، مطابع دار الهلال، (بغداد، 1951)، ص36-37.
 
2-محمد  حمدي الجعفري ،ملكات هاشميات، ص28.
 
 
      استقر الملك علي في العاصمة بغداد في إحدى دور اليهود العراقيون الميسورين* الكائن في منطقة باب الشرقي لغاية عام 1928م ،ثم انتقل بعد ذلك منطقة كرادة مريم  في بيت يعود إلى أغا جعفر والذي هو احد نواب البصرة ،ويحتوي هذا البيت أو القصر الصغير على بيتين متلاصقين خصصه احدهما الملك علي لنساء والأخر له ولضيوفه الذين كان يستقبلهم في أوقات الليل والنهار .(1)
إلا أن العائلة لم تبقى في ذلك البيت طويلا اذ بعد وفاة  الملك علي انتقلت إلى دار في دور السكك الحديد قرب الإذاعة التي كان يطلق عليها دور الألمان الذين أقاموا فيها فترة معينة .(2).
    خصص الملك فيصل للملك علي راتبا جيد من وارداته ** ، كما منحه مقاطعه زراعية اعتبرها الملك فيصل منحه منحها العراقيون ممثلين بنوابه وأعيانه والتي أخذت تدر عليه عائدا ممتازا .(3)
 تدعى تلك المقاطعة  النعمانية (وبعض المصادر تقول الصويرة) التي تقع الى الجنوب الشرقي من بغداد ، لقد كانت تلك المقاطعة صحراوية في غالبيتها ولكن باستعمال مضخات الري وجرارات الحراثة وآلات الحصاد الحديثة غدت تلك المقاطعة ذات قيمة ،ولذلك كان هو وزوجته ولده وبناته يمكثون هناك أياما بقصد البحث في تحسينها ، وكان زيارتاه لتلك المزرعة تتيح له الفرصة بالتقاء بأناس جدد من المزارعين المجاورين وأثرياء تلك المنطقة .(4) 
 
*ذكرت الأميرة بديعة في مقابلة معاده في 25-1-2011 أجرتها معها قناة الشرقية العراقية أن البيت لم يكن لأحد اليهود بل كان لبيت الخضيري ومهم من سكنه بغداد المسلمون .
** ذكرت الأميرة بديعة في مقابلة معاده في 25-1-2011 أجرتها معها قناة الشرقية العراقية ان مقدار الراتب الممنوح للملك علي كان (250)دينار عراقي وهو لا يكفي لن يكون الملك في الملوك بل كان في وضع عادي لن جزء من راتبه هذا كان يعطيه لفقراء الحجاز الذي كانوا يقصدونه.
 
1-فائق الشيخ علي ، مذكرات وريثة العروش الأميرة بديعة بنت الملك علي ،ص25-26.
 
2- فائق الشيخ علي ، مذكرات وريثة العروش الأميرة بديعة بنت الملك علي ، ص40.
 
3- كاتب عربي معروف ،الملكة عالية ،ص51-52.
 
4-جرالد دي غوري ، حكام مكة ،ص102.
 
ثانيا :دوره السياسي في بغداد
 
     لم يمارس الملك علي دور سياسي كبير آذ عاش في بغداد مغمور الذكر يكتنفه النسيان ، إذ لم يلمع اسمه إلا في مرات قليله ذلك عندما كان ينوب على أخيه الملك فيصل في حكم العراق عندما كان فيصل يسافر الى خارج العراق في زيارات رسمية أو غير رسمية .(1)
 
وقد أشار عبد الرزاق الحسني إلى ذلك إذ ذكر (كان الملك علي يتولى نيابة الملك عن أخيه الملك فيصل الأول وكانت لجلالته حرمة خاصة في نفوس العراقيين).(2).
 
  آذ أناب الملك علي الملك فيصل في مرات عديدة حيث أنابه في 24-حزيران عام 1930، حينما تقرر سفر الملك فيصل إلى أوربا في صبيحة 23-حزيران-1930 وذلك عملا بالتقرير الطبي الذي يقتضي سفر الملك لعلاج خارج العراق ، اذ صدر بيان في ذلك اليوم ومما جاء به (انه سينوب عن جلالته بأعباء العرش صاحب السمو الملكي الأمير غازي ولي العهد ريثما يصل صاحب الجلالة الملك علي الذي سيقوم حين وصوله في 24 الجاري بأعباء النيابة عن جلالة الملك المعظم ).(3)
 
لقد في وقت الإنابة هذه للملك علي يمر العراق بإحداث مهمة وهي المباحثات ثم التوقيع على المعاهدة العراقية البريطانية اذ في يوم 30حزيران 1930 تم التوقيع بين رئيس الوزراء نوري السعيد والجانب البريطاني .
 
    أما الدور الذي لعبه الملك علي في هذه الإنابة فيتجلى في إصداره للإرادة الملكية بحل مجلس النواب والبدء بانتخابات جديدة وذلك في 1-تموز-1930.
 
1-جميس مورس ، الملوك الهاشميون ،ص87.
2-عبد الرزاق الحسني، تاريخ الوزارات العراقية، ج3، ط7، دار الشؤون الثقافية العامة،(بغداد،1988)،ص20-21.
3-عبد الرزاق الحسني ،تاريخ الوزارات العراقية ،ص151.
 
    أما الإنابة الأخرى للملك علي فقد كانت في أواخر عام 1930 حينما سافر الملك فيصل الأول إلى الأردن ، ومن ابرز الإحداث التي حدثت في هذه تلك الانابة  هي وضع الحكومة لائحة قانونية بشان تخفيض الرواتب والمكافآت لموظفين العراقيون والأجانب ورفعها إلى المجلس النيابي لإبرامها ،مما دعى إلى احتجاج المعتمد السامي البريطاني على ذلك لشموله رواتب ومكافآت الأجانب ، والتمس من صاحب الجلالة الملك علي أن لا يقر القانون فلم يوافق على طلبه وكان أنذالك الملك علي نائب للملك فيصل الأول .(1)
      أناب الملك علي عن الملك فيصل مره أخرى في تموز عام 1931م حينما غادر الملك فيصل إلى تركيا في زيارة رسمية ، ومن ابرز الإحداث التي حدثت في تلك الإنابة الإضراب الذي حصل بفعل اصدر الحكومة لقانون رسوم البلديات ، الذي تحول من تظاهرة عمالية بيد الطبقة العاملة إلى سلاح سياسي بيد المعارضة التي رفعت احتجاجات إلى نائب الملك على قسوة الشرطة مع المضربين التي وصلت إلى حد لا يطاق وناشدت جلالته بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للتفاهم مع المضربين، وقد تقدمت الحكومة الى الملك علي بقرار يقضي بتوقيف بعض زعماء الأحزاب السياسية الا انه رفض ذلك كما رفض مقترح يقضي بإسقاط الجنسية العراقية عن الهاشمي ،ورأى الملك علي انه من الحكمة استدعاء أقطاب المعارضة إلى قصره والتوسل لديهم لإنهاء الإضراب إلى اضر بالبلاد ، وفعلا اجتمع معهم واجمعوا على ضرورة تنحية الوزارة القائمة عن الحكم لتلافي وقوع ما هو أعظم ،إلا أن تطور الأمور دفع الملك علي أن يكتب إلى أخيه ويقول أن الحالة في بغداد خطرة وخطيرة وان الأمور قد فلتت من يده وعليه أن يعود إلى بغداد فورا وان تعذر عودته فعلى رئيس الوزراء أن يرجع فورا ، وفعلا رجع رئيس الوزراء إلى بغداد .(2)
 
1-عبد الرزاق الحسني ، تاريخ الوزارات العراقية ،ص101
2- عبد الرزاق الحسني ، تاريخ الوزارات العراقية ،ص150-151.
     أن الإنابة الأخيرة للمك علي كما يذكرها عبد الرزاق الحسني فكانت  في نيسان 1932 وذلك  عندما غادر الملك فيصل ورئيس الوزراء نوري السعيد لطهران بدعوة رسمية ،فأنب الملك علي الملك فيصل إثناء غيابه عن العراق .(1)
 
1-عبد الرزاق الحسني ، تاريخ الوزارات العراقية ،ص180-184.
 
ثاثا:وفاة الملك علي
     لقد كان لملك علي مكانة كبيرة في العائلة الهاشمية وخاصة بعد أن أصبح على رأس العائلة بعد وفاة أبية في عام 1931 م وذلك بموجب العرف العائلي العربي.
توفي الملك علي في بغداد في يوم 14 شباط 1935 عن عمر ناهز خمس وخمسون عاما ، وكان وجه أنذالك قد فقد طابع العبوس ليحل محله تعبير عن الهدوء ، ويبدو ان طابع التردد الذي ساد حياته قد ساد وفاته أيضا ، فقد تقرر ان ينقل جثمانه عن طريق نهر دجلة إلى المقبرة الملكية في ضواحي بغداد وقد اصطفت قافلة من القوارب المجللة بالسواد في عرض النهر ووقف الجنود على ضفة النهر وقد أنكسوا البنادق بينما اجتمع الألوف من سكنه بغداد ليودعوا الملك الراحل ، واكتست بيوت بغداد بالستائر السوداء وقد حظر الأمير عبدا لله من الأردن ليشترك في تشييع أخوه .(1)
وفي اللحظات الأخيرة من التشيع بدأت عاصفة بالهبوب واكفهرت السماء وفجأة هبت ريح رملية قوية لم تشهد بغداد مثيلا لها في الحقبة الأخيرة جعلت المجتمعين يلجئون إلى الجدران للمدارة منها ، عدل برنامج التشيع وذهب موكب التشيع بسرعة بطريق السيارات وارتفع عويل النساء مشيعا جثمان الملك الراحل ووقف السفير البريطاني بين المشيعين وكان رئيس الإحزان ابنه الوحيد الأمير عبد الإله .(2).
 
 
1- جميس موريس ، ملوك هاشميون، ص 87-88
2-جيرالد دو غوري ، حكام مكة ، ص338.
 
 
الخاتمة
في نهاية البحث لابد من الوقوف عند ابرز النتائج التي توصلت إليها ويمكن إجمالها في النقاط الآتية:
1- اعتمد الشريف حسين بشكل كبير على  الملك علي قبل قيام الثورة العربية وبعدها قيامها اذ علي أوكل إليه قيادة بعض الغزوات لضبط الحجاز وتأديب بعض القبائل المتمردة ، واسند إليه كذلك في عام 1915 م مسؤولية الإشراف على بعض الشؤون العشائرية في المدينة المنورة ،وأثناء الثورة قاد الجيش الجنوبي ،مما يدلل على الدور الكبير الذي كان يلعبه الملك علي في الحجاز.
2-يتمتع الملك علي بعلاقات واسعة وبشعبية كبيرة بين العشائر في الحجاز وقد تأتي هذه العلاقات من توليه الإشراف على الشؤون العشائرية في المدينة التي أهلته على خلق علاقات  بين العشائر وبالتالي التأثير فيهم وهذا يتوضح من أن الملك علي ا هو من حشد العشائر في بداية الثورة .
3-لم يكن لملك علي إي دور خارجي كبير وإنما تفرغ لشأن الداخلي وترك ذلك الدور للملك فيصل والأمير عبد الله، وذلك الأمر يعود إلى اعتماد الشريف حسين عليه بشكل كبير في الشأن الداخلي.
4-لم يمارس الملك علي أي دور حكومي طيلة فترة حكم الشريف حسين وإنما كان دوره عسكري بقيادة الجيش منذ 1915 وبعدها بفترات طويلة ،وان جعله الشريف حسين منصب رئيس الوزراء في حكومة الحجاز ألا انه لم يمارسه لنه كان يحاصر المدينة وقد تولى هذا المنصب نيابة الشيخ سراج.
5-لم تكن للملك علي حنكة سياسية كبيرة إذ نجده يتخذ القرارات بناء على قناعة من حوله وهذا واضح خلال غزو ابن سعود لمكة ،مما يؤشر إلى التردد الذي يميز شخصيته في بعض الأحيان .
6-كان الملك علي ميال إلى حياة الريف أكثر من حياة المدينة وهذا واضح من ميله في الكثير من الأوقات إلى السفر إلى مزرعته في النعمانية وقضاءه أوقات كثيرة فيها وتركه لبغداد وأيضا من خلال إقامته لعلاقات واسعة مع سكان الريف الموجودون في تلك المنطقة.
7-لم يكن للملك علي أي دور سياسي كبير في العرق وان تولى النيابة عن الملك علي في بعض الأوقات فنجده لم يتخذ قرارات حاسمه ونجده يلتجئ إلى الطلب من أخيه العودة لتصدي لتلك المهمات كما حصل أثناء إصدار الحكومة لقانون رسوم البلديات وهو دليل على تردده وعدم حنكته السياسي وقلة الخبرة في الأمور التنفيذية.
 
المصادر
1-أمين سعيد، ملوك العرب المسلمين المعاصرون ودولهم،ج2، مطبعة عيسى البابي الحلبي. (مصر، 1933).
2- أمين سعيد ،الثورة العربية الكبرى ،المجلد الأول ،مكتبة المدبولي ،(القاهرة ).
3- أمين سعيد،إسرار الثورة العربية الكبرى ومأساة الشريف حسين، دار الكاتب العربي (بيروت د.ت).
4- جريدة القبلة، العدد 17/15 ذو الحجة 1334هـ / تشرين الأول 1916.
5- جريدة القبلة، العدد 24/10 محرم / 1335هـ تشرين الأول 1916.
6- جريدة العراق، العدد 1250/15 تشرين الأول 1924.
7- جمال باشا، مذكرات جمال باشا، ترجمة علي احمد شكري، تحقيق عبد المجيد محمود، مطبعة البصري. (بغداد، 1963).
8- جورج انطونيوس،يقظة العرب، ترجمة الدكتور ناصر الدين الأسد والدكتور أحسان عباس،ط2، دار العلم للملايين،( بيروت، 1966).
9- جيمس موريس ،الملوك الهاشميون،ترجمة يوسف المقدادي ، ط1 ،الأهلية للنشر والتوزيع ، (الأردن‘2009).
10- جيرالد دوغري،حكام مكة ،تنسيق ومراجعة محمد علي ،ط1،مكتبة مدبولي (مصر ،2000).
11- سلمان التكريتي ،الوصي عبد الإله يبحث عن عرش 1939-1953،ط1،الدار العربية للموسوعات ،(بيروت،1988).
12- طالب محمد وهيم ،مملكة الحجاز 1916-1925،ط1،مركز الخليج العربي ،(البصرة،1982).
13- عبد الرضا ال كاشف الغطاء ، حياة الأمير عبد الإله ،ج1،ط1،مطبعة دار النشر والتأليف لمنشأ مجلة الغرى ،(النجف،1945م).
14- عبد الرزاق الحسني، تاريخ الوزارات العراقية، ج3، ط7، دار الشؤون الثقافية العامة،(بغداد،1988).
15- العقيد جرالد دي غوري ن ثلاثة ملوك في بغداد،ترجمة سليم طه التكريتي ، ط1، الأهلية للنشر والتوزيع ،(الأردن،2006).
16- فائق الشيخ علي ،مذكرات وريثة العروش الأميرة بديعة بنت الملك علي ،ط2،دار الحكمة (لندن،2002).
17- كاتب عربي معروف، الملكة عالية، منشورات البصري، مطابع دار الهلال، (بغداد، 1951).
18- محمد حمدي الجعفري ،ملكات هاشميات من دول المشرق العربي،ط1،مكتبة مصر ،(مصر،2009).
19- مذكرات الملك عبد الله، منشورات مجلة الرائد، الطبعة الثانية، (عمان،1947).
20- مفيد الزبيدي ،تاريخ المملكة العربية السعودية ،دار اسامة للنشر والتوزيع ط1(الأردن ،2004).
21-ويكيبيديا،الموسوعة الحرة،http://ar.wikipedia.org

تحميل الملف المرفق Download Attached File

تحميل الملف من سيرفر شبكة جامعة بابل (Paper Link on Network Server) repository publications

البحث في الموقع

Authors, Titles, Abstracts

Full Text




خيارات العرض والخدمات


وصلات مرتبطة بهذا البحث