معلومات البحث الكاملة في مستودع بيانات الجامعة

عنوان البحث(Papers / Research Title)


تطور فهم الهوية لدى المراهقين


الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)

 
عماد حسين عبيد المرشدي

Citation Information


عماد,حسين,عبيد,المرشدي ,تطور فهم الهوية لدى المراهقين , Time 6/6/2011 9:05:59 AM : كلية التربية الاساسية

وصف الابستركت (Abstract)


يهدف البحث التعرف على فهم الهوية لدى المرتهقين وتطورها عبر الاعمار المختلفة

الوصف الكامل (Full Abstract)


تطور فهم الهوية لدى المراهقين وعلاقته بالتفاعل الاجتماعي
 
الباحث  د. عماد حسين عبيد ألمرشدي 
جامعة بابل/كلية التربية الأساسية
 
أولاً : مشكلة البحث :   يتطلب موضوع الهوية الشخصية لدى الافراد اهتماما واعيا في المجتمعات البشرية وذلك لان فهم الافرد لهويتهم الذاتية يحدد الى مدى بعيد السلوك المقبول منهم. اجتماعيا ويحقق لهم التوافق والانسجام مع ذاتهم ومع ذات الاخرين.
ان فشل الفرد أو تعثره في اكتساب هويته الشخصية ، وضمن الاتجاه الصحيح الذي يحقق له المكانة الملائمة في المجتمع سواء كان ذلك بالعمل او الزواج او الدراسة او المهنة ، فمن شأنه ان يؤدي به الى الشعور بالاحباط والنقص وفقدان الثقة والطمأنينة والضياع ،اذ ان هذه المشاعر كلها  قد تؤخر او تعيق او تعطل على نحو دائم امكان التخلص من صراعات المراهقة والاندماج المسؤول في المجتمع.    
 ان الاحساس الواضح بالهوية يجسد مبادئ مهمة في فهم الشخصية السوية مثل التمايز والتفرد  ،اذ ان القدرة على احداث التمايز النفسي مع زيادة النموتساعدعلى زيادةقدرة الفرد على  فهم نفسه وتميزها عما حوله ويزيد نمو الشعور باستقلال الهوية، في حين ان التشتت والانتشار وعدم القدرة على تحديد الهوية تثير عند الفرد حالة من القلق الشديد وذلك لانه  في هذه الحالة يكون واقعا تحت تأثيرانفعال الخوف الشديد من عدم القدرة على التحكم بالذات او السيطرة عليها وعلى مستقبله ، واذا لم تسفر محاولات المراهق التجريبية للادوار عن خروجه بتحديد واضح للهوية ، واستمر عند هذه المرحلة من التشتت والانتشار فانه لا يستطيع عندئذ ان يحتمل القلق والتوتر الناشئين عن مثل هذه الحالة.لذا يعد عدم فهم المراهق لهويته الشخصية(الذاتية)مشكلة حقيقية تتطلب المزيد من البحوث والدراسات لمعرفة كيف تتطورلدى الافراد.   
 ومن هنا يمكن القول بان مشكلة البحث الحالي تتمثل في التعرف على تطور الهوية الشخصية لدى المراهقين وعلاقتهابالتفاعل الاجتماعي .
 
ثانياً : أهمية البحث:   تعد مرحلة المراهقة من أدق مراحل النمو التي يمر بها الإنسان نظراً لما تتصف به من تغيرات جذرية وسريعة تنعكس أثارها على مظاهر النمو الجسمي والعقلي والاجتماعي والانفعالي كافة ( أشول ، 1984 : ص418 ) ، وبسبب هذه التغيرات تظهر مجموعة من المتاعب الانفعالية والاجتماعية من خلال الانتقال السريع من الطفولة الى المراهقة لكلا الجنسين ( عدس وتوق ، 1995 : ص84) .ولذا فقد نالت مرحلة المراهقة اهتمام عدد من علماء النفس والباحثين واختلفت وجهات نظرهم فيها وعدها بعضهم ولادة جديدة للفرد ، واعتقد فرويد وهول وسوليفان أنها حقبة عاصفة ومرهقة (أسعد ومخول ، 1982 : ص227 ) ، فقد وصف ستانلي هول المراهقة بأنها مرحلة تكتنفها الازمات النفسية وتسودها المعاناة والاحباط والصراع والقلق والمشكلات وصعوبات التوافق ( Vanderzanden,1989: P.370 ) ، في حين يرى آخرون ومنهم أريكسون ومارجريت وبنديكيت أن كثيراً من المراهقين لا تقترن لديهم المراهقة باضطراب سلوكي مشيرين الى عدد من الحضارات والمجتمعات التي لا تبرز فيها ظاهرة المراهقة على نحو واضح او مميز لذا فالمراهقة في نظرهم تبرز وتصبح عاصفة متميزة فقط في الحضارات والمجتمعات التي تضع قيودا على السلوك الجنسي ( كمال ، 1989 : 679 ) .
ويحاول المراهقون التخلص من الاعتماد على الاباء والامهات  ويسعون الى ما يتطلعون اليه من التعبير عن أنفسهم إذ يبدأ المراهقون باعادة النظر بماضيهم محاولين تكوين أفكارهم بأنفسهم ولأنفسهم ( الجسماني ،1983 : 432) ، ويعتز المراهقون بذواتهم نتيجة لادراكهم لفرديتهم فيكونون أقل امتثالا لما يطلب منهم تنفيذه أو لما يوجه اليهم من تعليمات . وهذا ما يجعل الهوة بينهم وبين الكبار قد تزداد أتساعا أو ينظر اليهم احياناً وكأنهم يتمردون على الأبوين في الأسرة او على المعلمين في المدرسة ولكن متى عرفنا الدوافع فأننا نكون على علم ودراية بحقائق سلوكهم ومنه ننطلق في التفاعل معهم (الغامدي ، 2004 : 121 ).
ويرى اريكسون أن المراهقة والرشد المبكر هما امتداد في الزمن حينما يتعرض الاحساس المتنامي بالهوية الشخصية لمقاومة الشكوك بشأن الادوار الجنسية والاجتماعية في الحياة وفيها تتناوب القدرة على تكوين علاقات حميمة مع مشاعر الانعزال وفي هذه الحقبة كذلك يبدو المستقبل كله معتمدا على الاختيار الصحيح للعمل ولتحقيق الاستقلال فان المراهقين يضطرون للتمرد على مقاييس ومعتقدات والديهم لبناء هوياتهم المنفصلة (هانت وهيلتن ، 1988 : 215 ) ، ففي المراهقة تنتقل مراكز الاهتمام والمحبة والوئام شيئا فشيئاً من اطار الأسرة الى الاقران وباتساع اطار مجاله تنمو لديه الرغبة في ان يفكر بنفسه ويتخذ قراراته بذاته محاولا الاضطلاع بالمسؤولية لانه يظن أن من الخطأ استشارة الكبار في الامور التي يريد أن يقوم بها وهذا الاتجاه لدى المراهق يباعد بينه وبين الكبار الذين يحسبون تصرفه هذا منطويا على الجفاء او تنكر للعرفان بالجميل (العيسوي ، 2004 : 103 ) وان من اهم مميزات مرحلة المراهقة هي ((التقدم نحو النضج الاجتماعي والتطبع الاجتماعي واكتساب المعايير السلوكية والاجتماعية والاستقلال الاجتماعي وتحمل المسؤوليات وتكوين علاقات اجتماعية جديدة والقيام بالاختيارات واتخاذ القرارات فيما يتعلق بالتعليم والمهنة والزواج وتحمل مسؤولية توجيه الذات وذلك بتعريف المراهق على قدراته وامكاناته وتمكنه من التفكير وأتخاذ القرارت الخاصة به بنفسه واتخاذ فلسفة في الحياة ومواجهة نفسه والحياة في الحاضر والتخطيط للمستقبل )) (زهران ، 1981 : 290 ) .
ففي نهاية مرحلة المراهقة يتوجب على الفرد تكوين رأيه على نحو نهائي تقريبا في مجالات عديدة  ، منها  نوع المهنة التي  يتمسك  بها ، بل وربما الايدلوجية السياسية والاجتماعية التي يختارها وبذلك يحقق هويته ( اسماعيل ، 1982 :157) ، واذا ما نظرنا الى هذه المميزات فانها تكوّن ما يسمى بالهوية ونتيجة للتغيرات الجسمية والجنسية المفاجئة في هذه المرحلة تنتاب المراهق مجموعة من الصراعات فقد يؤدي التفكير الزائد في النضج الجسمي أو الزيادة غير العادية فيه وعدم التساوي بين الاعضاء الجسمية المختلفة في درجة النمو الى حدوث اضطرابات نفسية خطيرة وبخاصة بين الاناث ( الفقي ، 1977 : 286 ) . ويصاحب بداية المراهقة اتجاه المراهق نحو المجتمع الخارجي وازدياد رغبته في بلوغ مستويات الكبار غير أن الحياة في المجتمعات الحديثة تحول دون تحقيق هذه الرغبة مما يترتب عليه حدوث مشكلات ، ويؤكد أودلم (( أن السنوات الواقعة بين الثانية عشرة والسادسة عشرة هي من أصعب السنين من حيث العلاقات الشخصية في البيت ، فالمراهق يثور على المراقبة والتوجيه في رفضه قبول النمط السلوكي العائلي كونه النمط الوحيد المرغوب فيه )) ( فيلد ، بدون سنه : 227 ) ، ولسوف يتضح في النهاية أن السبب الأساس الذي يجعل المراهق يتحدى السلطة هو حاجته الى تأكيد ذاته وتكوين هويته ( الهمشري وعبد الجواد ، 2000 : 51 ) .  
   ان مرحلة المراهقة تستهدف شعوريا او لا شعوريا البحث عن هوية أو ادراك الذات الفردية : من أنا ؟………ومن أكون ؟ والى أين المصير ؟ …….. وللاجابة على ذلك يحتاج المراهق الى فهم المعايير والقيم وسلوك الآخرين وتقييم كفاءة الذات ولا ريب أن بلورة الشعور بالذات عملية بطيئة ومستمرة ( الدباغ ، 1982 : 86 ). ولأن تكامل النضج وتناسق أعضاء الجسم يكون أحد تساؤلات تحقق الهوية عند المراهق ، إذ تميل كل ثقافة الى امتلاك صورة مادية لكلا الجنسين كونها الأنموذج المثالي ، وإذا شعر الفرد (ذكراً أو أنثى) بافتقاره الى التشابه مع تلك الصورة المثالية ، فإن ذلك قد يؤدي الى مخاوف من عدم جاذبيته واحتمال رفضه من قبل أعضاء الجنس الآخر ، وغالباً ما يصرف المراهقون وقتاً كثيراً في العناية بشعرهم ووجوههم وملابسهم حتى عندما لا تغير هذه الجهود من مظهرهم غير الجذاب(هانت وهيلتن ، 1988 : 217) .    
وقد تكثر في مرحلة المراهقة الخلافات بين المراهق والأبوين أو بينه وبين أفراد الأسرة ، ونتيجة للصراعات التي يعيشها المراهق يكثر التناقض في الرأى والاختلاف في الحكم مما يؤدي الى فتور العلاقة بين المراهق والأبوين ويدفع ذلك المراهق الى التفكير في وضعه ، وينتج سوء التوافق عادة نتيجة أوجه النشاط والرفاق والتعليم والمهنة وينتابه شعور بأن الآخرين لا يفهمونه او في الأقل يسيؤون فهمه (جابر، 2004 : 261 ) ، لذا فأن بالمراهق حاجة الى الشعور بالحب والدف والحنان والى إشباع شعوره بالانتماء الى أسرة وجماعة انسانية ولابد من أن يحس المراهق بالأمان وبوجود سند له يقف بجانبه في مواقف الأزمات والشدائد ، وبالمراهق  حاجة الى الشعور بأنه مقبول اجتماعيا وليس منبوذا من أسرته او من جماعات الاقران والانداد كما أن به حاجة الى الشعور بالأمان في حاضره ومستقبله ، ولا يحتاج لكي يستشعر بالامان في حاضره وحسب بل في مستقبله كذلك وذلك لتحقيق هويته وتطويرها ( العيسوي ، 2004 : 24 ) .
وتعد رغبة المراهق في الاستقلال أمرا طبيعيا ومظهرا عاديا من مظاهر النمو ويمكن عدها سمة من سمات المراهقة وفي الوقت نفسه مشكلة من مشكلاتها . وتعرف عملية الاستقلال عن سلطة الوالدين والكبار والاعتماد على النفس باسم عملية الفطام النفسي ( زيدان ، 1979 : 176 ) ، وهذه المشكلة لا تقتصر أثارها على المراهقة وحدها ، بل قد تستمر مع الفرد طيلة حياته وتعرقل تحقيق هويته وتطورها . فقد يتقبل الشخص الذي لم يحصل على الاستقلال أو الفطام النفسي وضعه طفلا بل وقد يفضله على الاعتماد على النفس احيانا ومن هنا يبدأ سوء التوافق مع البيئه الخارجية (منصور وعبدالسلام ، 1981 : 473 ) . ويبدو أن أسباب الخلاف بين المراهقين وابائهم متعددة ومتغيرة مع العمر فعندما سأل دوفان واديلسون (Dauvan & Adelson ) المراهقين عن أسباب الخلافات التي تقوم بينهم وبين ابائهم حصلا على إجابات تختلف باختلاف العمر ، فمثلا ذكرت البنت المراهقة في بداية المراهقة أن الخلاف يتعلق بأمور خاصة بمظهرها الشخصي مثل الملبس وأحمر الشفاه ، أما البنت في منتصف المراهقة فذكرت موضوعات تتعلق بالنشاط الاجتماعي مثل الارتباط بمواعيد خارج المنزل واختيار الاصدقاء ، وكانت أسباب الصراع في المراهقة المتأخرة تدور حول موضوعات تتعلق بالمعتقدات والاتجاهات ( فهمي ، 1967 : 526 ) .
ان موقف المراهق من والديه ومن الأسرة له تأثير في سلوكه المقبل وتطور هويته ونوع الرجل الذي سيكون ( او المرأة التي ستكون )عليه في مقبل الايام حين تتاح له فرصة تكوين أسرة ، فقد لاحظ تيرمان (Terman ) أن الحياة التي تخلو من الصراع بين المراهق ووالديه ترتبط ايجابيا بشعور الفرد بالسعادة في حياته الزوجية (زيدان ، 1979 : 174 ) ، كذلك تشير الدراسات الى ان المعاملة الوالدية ذات أثر كبير في سلوك المراهق كأن يحابي أحد الوالدين إبناً او ابنة على حساب الآخرين وان يعامل المراهق بوصفه طفلاً ولا يعامل بوصفه كبيراً ناضجاً او أن لا يؤخذ رأيه في عدد من الامور الأسرية ( صالح ، 1972 : 240 ) . ومن مظاهر أسلوب الرفض الوالدي للمراهق نبذ المراهق والتنكر له والسخرية من أفكاره والانتقاص من قيمته ومقارنته بأقرانه وتوجيه اللوم والنقد اليه عند قيامه بأي تصرف خاطىء ( جابر ، 1998 : 40).  ومما يساعد المراهق على تحقيق استقلاله عن الوالدين هو ارتباط النفسي بالآخرين من العمر نفسه ، والشعور بعطف الاصدقاء قد يمنح الفتى او الفتاة قدرا من القوة لمعارضة سلطة الكبار ( عدس ، 1995 : 222 ) .
ويغلب على سلوك المراهقين في الحقبة الأولى من مرحلة المراهقة السلوك الاجتماعي المتأثر بالجماعة وتقليدهم ، ويصبح أصدقاؤه مصدر القوانين السلوكية العامة له إذ لهم أعرافهم وأسرارهم ولغتهم الخاصة واستقلالهم النفسي ، وهناك فرق بين الاناث والذكور في الجانب الاجتماعي إذ تتفوق الإناث على الذكور لذا يلجأ الذكور الى النقد اللاذع للإناث (السامرائي ، 1988 : 68) . على أن هذه الصعوبات المرافقة للانتقال من الطفولة الى الشباب لا تظهر في جميع المجتمعات ، ففي أغلب الثقافات يحدد هذا الانتقال بوضوح بواسطة طقوس للتأهيل وذلك لكي لا يكون كل من المجتمع والفرد في شك من أدواره (كمال ، 1986 : 215) .
ولعل توسيع قاعدة التفاعل الاجتماعي للمراهق ، من اهم مزايا مرحلة المراهقة اذ تتسع افاق المعرفة وتتفتح النوافذ على الناس والحياة . فالمراهق في هذه المرحلة أصبح اكثر اقتدارا على التماس الاجتماعي المباشر مع العديد من الرموز والنماذج الاجتماعية حوله وغالبا ما يحلق بعيدا عن مدى الجاذبية الأسرية ، ويدور في حلقات اجتماعية لا صلة لها بمدار البيت والاهل . ( العظماوي ، 1988 : 343 ) .وفي محاولات المراهق للبحث عن بديل للعلاقة العاطفية والحنان الابوي الذي يوشك أن يفقده ويفقد معه الشعور بالامن تستهويه شخصية المدرس والمدرسة اذ أن المراهقين ( أو المراهقات ) يتخذون منها البديل المطلوب وقد تصبح هذه الشخصية المثل الاعلى والقدوة الطيبة التي يتمثلها في سلوكه ، وبذلك تحقق عملية التقمص أو التوحد ( identification ) التي قد تساعد على الاستقلال الانفعالي عن الأبوين ويزداد شعور المراهق بهويته ( الفقي ، 1977 : 294 ) . ان تكوين الشعور بالهوية هو المشكلة التي تسيطر على المراهق في بداية المراهقة إذ يواجه مشكلة كيف يصبح شخصا ناضجا جديدا يعرف من هو وماذا يريد وماذا سيصبح والى اين هو ذاهب (Hatton,1988 : P.1096) .
ان اكتشاف الذات في هذه المرحلة يرتبط بالتحرر من سيطرة الكبار ، ونظرا الى أن الفرد يخبر ذاته للمرة الاولى كونها ذات مميزة فأنه يحاول أن يكامل هذا الاستقلال الجديد المكتشف في سلوكه ، فاذا لم تأخذ الأسرة والمدرسة في اعتبارها ازدياد حاجته الى الاعتراف به والاحترام او الاستقلال واثبات الذات خلال هذه المرحلة فالتمرد والسلوك السلبي يمكن توقعه ( بهادر ، 1980 :114 ) . وبذلك تعلق هويته ويزداد قلقه ويضطرب نموه النفسي الاجتماعي اذ أن الاحساس بالهوية هو المعضلة الاساسية في النمو النفسي الاجتماعي لتطور المراهق (bigner , 1982 : p. 299 ). ويشير أريكسون في هذا المجال الى أن المراهقة ((هي مرحلة اثبات الذات ـ فاذا صادف الفرد احباطاً شديدا للتعبير عن ذاته فأنه سيقاوم ذلك بكل ما أوتي من قوة مثل ما يفعل الحيوان المهدد في حياته ـ لذلك يصبح القول بأنه لا يوجد في الغابة الإنسانية احساس بالحياة من دون احساس باثبات الذات )) ( أريكسون ، 1954 : 261) .
وتبدأ عملية تطور الهوية بظهور الازمة ( Crisis  ) المتمثلة في درجة القلق والاضطراب المختلط ( Combined Moratorium  ) المرتبط بمحاولة المراهق تحديد معنى لوجوده في الحياة من خلال اكتشافه ما يناسبه من مبادئ ومعتقدات واهداف وادوار وعلاقات اجتماعية ذات معنى او قيمة على المستوى الشخصي والاجتماعي ( الغامدي ، 2000 : 189 ) . وتنتهي الازمة ويتم تطور الهوية في الظروف الحسنة بانتهاء هذا الاضطراب وتحقيق المراهق للاحساس القوي بالذات ممثلا في احساسه بتفرده ووحدته الكلية وتماثل واستمرارية ماضيه وحاضره ومستقبله وقدرته على حل الصراع والتوفيق بين الحاجات الشخصية الملحة والمتطلبات الاجتماعية بدرجة تؤكد احساسه بواجبه نحو ذاته ومجتمعه ( الغامدي ، 2001 : 113 ) ، وينعكس ذلك سلوكيا في قدراته على اختيار قيمه ومبادئه وادواره الاجتماعية والتزامه بها والتزامه بالمثل الاجتماعية بدلا من مواجهتها . عند هذه المرحلة يكون المراهق قد طور هويته من خلال اكتساب فعاليته الجديدة المتمثلة في الاحساس بالثبات ( عبد المعطي ، 1991 : 215 ) ، وعلى العكس من ذلك يؤدي الفشل في حل ازمة الهوية الى صراعات مؤلمة ويؤدي الى اضطراب الهوية للمراهق واضطراب الدور ( Role confusion  ) إذ يؤدي هذا الفشل الى الاحساس المتدني بالذات وعدم القدرة على تبني ادوار ثابتة ذات معنى او قيمة شخصية واجتماعية وهنا تبنى الهوية السالبة(Negative Identity) والمرتبطة بدرجة أعلى من الاحساس بالتفكك الداخلي (Inner fragmentation  ) الذي لا يقتصر تاثيره على عدم القدرة على تحديد اهداف ثابتة او تحقيق الرضا عن ادواره الاجتماعية ، بل ويؤدي دورا اكثر سلبية في حياة الفرد عموماً ، إذ يدفع الى ممارسة ادوار غير مقبولة اجتماعيا كالجنوح وتعاطي المخدرات ( عبد الرحمن ، 1998 : 177 ) .
ان مفهوم الهوية عند اريكسون يشير الى الحس بالهوية الذاتية وهي نماء الثقة الذاتية التي تعني قدرة الفرد على تكوين او الاحتفاظ باحساس ذاتي داخلي للتشابه والتواصل مع فهمه لمعنى ارتباطه بالآخرين والتفاعل معهم، وان محاولات الفرد للبحث عن نفسه يمكن ان تاخذ عدة اشكال كالبحث عن مهنة او عمل وتوسيع لدوره الجنسي وانجازاته الفردية ، ولذلك فان عملية التمرد او العصيان على الجماعة يمكن ان تعد مؤشرا للبحث عن الهوية ،اذ ان المراهق يمكن ان يبني هويته عن طريق الامتثال للقيم السائدة وبطريقة سلبية عن طريق الانحراف والتمرد ( Mckinney , 1977 : P.117  ) . ولقد اوضح اريكسون ان عدداً من المراهقين يتوصلون الى الاجابة عن التساؤل المتعلق بمعنى وجودهم الشخصي دون ان يمروا بخبرة بحث او تجربة الهوية التي يتم التوصل اليها دون المرور بازمات تسمى الانضاج المبكر ، وهذه الحالة تحدث عندما يختار الفرد مهنة في مرحلة باكرة من مرحلة المراهقة والمرحلة الاخرى تسمى بمرحلة الهوية السلبية وتحدث عندما يدرك بانهم قد قيموا على نحو  منخفض او انهم قد رفضوا من المجتمع الذي يعيشون فيه والمرحلة الاخيرة التي تسمى بمرحلة غموض الدور فتحدث عندما يصعب على كثير من الافراد التنسيق بين الادوار المختلفة التي يؤدونها . فعلى سبيل المثال عندما يكونون مع والديهم فانهم قد يؤدون دور الطفل المعتمد وعندما يكونون مع اصدقائهم او اقرانهم فانهم قد يؤدون دور الاستقلالية او التمرد او العصيان ( Mewman , 1979 : p.25-26  ) . 
ويرى عدد من علماء الشخصية ان البحث عن الهوية يشتد حين يواجه الفرد مشكلة يصعب عليه حلها وهذا المبدأ ينطبق على المرضى والاسوياء من الناس . وفي هذا الصدد يقول كارل روجرز : ( يبدو لي من خلال تتبعي لخبرة مرضى كثيرين في سياق العلاقة العلاجية التي نسعى الى خلقها ، ان كل مريض لديه المشكلة نفسها فتحت مستوى الموقف المشكل الذي يشكو منه الفرد أي وراء الصعوبات او المشكلات المتعلقة بدراسته او زوجته او عمله ، او سلوكه الشاذ او الذي لا يملك حياله قدرة على ضبطه او بمشاعره الباعثة على الخوف تكمن نزعة رئيسة الى البحث عن الهوية ، فيبدو ان في القاع من البناء النفسي للمريض تبرز تساؤلات مثل : من انا حقيقة ؟ كيف استطيع التوصل الى هذه الذات الحقيقية التي تكمن وراء كل سلوكي الذي يطفو على السطح ؟ ( منصور ، 1982 :107 ) .فالهوية تعني احساس الفرد بمكانته بالعالم والمعنى الذي يحصل عليه الشخص لنفسه من المحتوى الواسع للحياة ( Vanderzander , 1989 : P.387  ) ، ولهذا يقول اريكسون ان ( تحديد الهوية للمراهق يكون اشبه بالمرساة التي تساعده على استكمال المسيرة نحو تحقيق اهدافه بطريقة مثمرة  )  ( السروجي ، 1980 : ص127) .  
وادراك الفرد لنفسه شيئاً منفصلا عما حوله وادراكه لذاته وكانها ذات اطار مرجعي محدود ومرسوم يعد امرا في غاية الاهمية إذ يساعده ذلك على ان يُصبح امكان تحديد السلوك الوظيفي المناسب في كل موقف من المواقف عملية نابعة من داخل الفرد وليست معتمدة على امور خارجية ( شريف ، 1982 : 124 ) .
وفي خضم الاضطرابات الجسمية والعقلية والانفعالية للمراهق يضفي المراهق على الهوية ابعادا متعددة منها ما هي صورتي عند الآخرين ؟ كيف يحكم الناس عليّ ؟ هل اصبحت كبيرا بالفعل ؟ هل اتمتع بصفات الرجولة ( او الانوثة ) ؟ هل انا جذاب  للجنس الاخر؟ ما الذي سيكون عليه مستقبلي ؟ ولاشك ان هذه الاسئلة تتضمن حاجة المراهق الملحة ليس الى معرفة ما هو عليه بالفعل فحسب بل التوقعات والامال المعقودة عليه (السواد ، 1979 :161-162 ) .
ويرى اريكسون انه ( اذا لم تحل ازمة الهوية التي تحدث خلال مرحلة المراهقة فسوف يواجه الفرد خلط الادوار فعلى المراهق ان يجمع بين تصورات عدة مثل (شاب، صديق ، طالب ، قائد ، تابع ، عامل ، رجل ، امرأة ) في تصور واحد ويختار مهنة ونمطا معينا للحياة ، وعندما يحرز المراهقون الثقة الاساسية والاستقلال والمبادأة او الكفاية يمكن ان يجدوا ذواتهم على نحو اكثر سهولة اما اذا انقلبت هذه الازمة فيظهرون احساسا بالحاجة الى معرفة من هم ؟ وعن أي شيء يبحثون ؟ فان البحث عن الهوية يفسر انماطا كثيرة من سلوك المراهق ) ( دافيدوف ، 1983 :592 ) . 
 وحين ينجح المراهق في ان يبني لنفسه فلسفة واضحة للحياة ، فان هذا يكون مقياسا حقيقيا للتوجه نحو النضج الاجتماعي والنفسي لكي يعد نفسه للانتقال من المراهقة الى الرشد والنضج ، إذ يفترض ان يسير في طريق التحرر من السلطة الابوية ويتجه نحو الاستقلال ، ويتقبل الجنس الذي ينتمي اليه ، كما يفترض ان يكون قد حدد لنفسه اهدافا في الحياة يسعى الى تحقيقها ، واصبح يشعر بقدر من الاطمئنان الى نفسه والى علاقاته بغيره من الناس وقد اكتسب نظاما من القيم خاصا به يشتق منه المبادئ والقيم التي يسترشد بها في حياته ( فهمي ، 1978 :125-127 ) .
 
ويعد التفاعل الاجتماعي من متطلبات الحياة الضرورية لكون الانسان اجتماعي بطبيعته كما يقول ارسطووتستدعيه مطالب التحضر عامة وتفرضه الحضارة المعاصرة بما فيها من تعقد المهمات وقد يسوده الرضاوالصفاء احياناً او السخط والاستياء احياناً اخرى ( Robertt,1974:29).        ويشيرمفهوم التفاعل الى التأثير المتبادل بين شخصين اواكثرالذي يجعل سلوك أي منهما منبهاً لسلوك الاخر (سويف ، 1978 ،: 12 ) .  وينقسم التفاعل الاجتماعي بطبيعته الى قسمين وهو تفاعل اجتماعي ايجابي المتمثل بالرعاية والاهتمام والعطف والاخر تفاعل اجتماعي سلبي والمتمثل بالعقوبات مثل الرفض، الكره، ويمكن عد ايجابيات وسلبيات التفاعل الاجتماعي بانها مكملة لبعضها فكلما كانت هنالك هيئة ايجابية تسحب شخص نحو الاخر توجد هيئة سلبية تقوده بعيداً ( Buss, 1975, P92 – 93). ويرى (موراي moriey)ان الفرد يستمد احساسه بانسانيته من خلال اتصاله بالاخرين فهو يحتاج اليهم ليعزز استمراره في الوجود ويدخل في علاقات شخصية من اجل اثراء كيانه فوجوده ضروريا في وسط (مادي اجتماعي وحضاري) فهو لايستطيع ان يكون في عزلة عن الاخرين فحرمانه من الحديث مع الاخرين ومشاركتهم في الحياة يؤدي الى تجريده من انسانيته ولايتحقق له الشعور بالرضا والأمن والحب والصداقة الا من خلال الانتماء للجماعة الذي يكمن في تكوينه النفسي، فهو بحاجة الى احترام الذات والتقدير والحب والنجاح وهي حاجات تؤدي ادواراً مهمة في تكوين الجماعات وبقائها عن طريق التفاعل بين افراد الجماعة الواحدة او بين الجماعات المختلفة(Macworth , 1965, P.93). 
 ويؤكد هذا القول ما ذهب اليه (ماسلو Maslow)الذي يرى ان الحاجات لايمكن ان تتحقق الا من خلال الاتصال بالاخرين فالانسان يحتاج ، الى رعاية الاخرين وعطفهم كما يحتاج الى تعاونهم معه لتحقيق اهداف قد يعجز عن تحقيقها بمفرده( التميمي ،  1993 ،  : 12 ) .   مع التاكيد على ان دراسة التفاعل الاجتماعي تعني دراسة العلاقات الاجتماعية التي تنشأ بين الناس حين يتباينون وذلك عن طريق تبادل الافكار والمشاعر والتعرف على الأمر الذي ينتج عنه تصحيح مسار السلوك لأحدهم لتحقيق اكبر قدر من التشابه بينهم مما يسهل عملية اداء الواجبات والوظائف وبذلك يمكن القول ان التفاعل الاجتماعي هو العملية المتبادلة بين طرفين في موقف اجتماعي معين بحيث يكون سلوك احدهما متمما لسلوك الاخر( الشناوي، 2001،:65  ).         ان الفرد كائن اجتماعي وهو في الواقع لايكتسب صفة الكينونة الاجتماعية الاّ من خلال تفاعله مع الاخرين فهو يولد في حجر الجماعة وبتفاعله مع جماعة الاسرة يكتسب شخصيته الاجتماعية فالاسرة كجماعة اولية تمثل حلقة الوصل بين الطفل والثقافة الاجتماعية السائدة في المجتمع وهي التي تقوم بتحويله من كائن بيولوجي الى صفات وراثية معينة الى كائن اجتماعي وهي التي تمنحه جواز المرور الى المجتمع وعملية التطبيع الاجتماعي ماهي الاَّ عمليات تفاعل بين افراد الاسرة والطفل، ومن خلالها يستمد الطفل ويكَّون صورة عن ذاته اذن فالاسرة هنا وغيرها من الجماعات الاولية تعد مرآة للذات( بهجت ، 1985، :19-20 ) .      فالتفاعل المستمر  للفرد مع محيطه الاجتماعي يكسبه خبرة اجتماعية من خلال وجود اخرين لهم حضور اجتماعي في حياته ومن هنا تبرزنواةهوية الذات الانسانية فهي اذن نتاج محيطها الذي تتفاعل معه(المراياتي، 2001،  :10 ). 
وتؤكد اغلب النظريات ان مفهوم الهوية الذاتية هي نتاج للتفاعلات الاجتماعية وان هذا المفهوم في حد ذاته ليس شيئا يمكن ملاحظته ولكن يمكن استنتاجه من سلوك الفرد في الخبرة والتفاعل الاجتماعي مع الاخرين وخاصة ذوي الدلالة كالاباء والامهات ( الخيري ، 1999،  : 266 ). 
كذلك ياتي تاثير الدور الاجتماعي في مفهوم الذات حيث تنمو الهوية الذاتية من خلال التفاعل الاجتماعي وذلك اثناء وضع الفرد في سلسلة من الادوار الاجتماعية واثناء تحركه في اطار البناء الاجتماعي الذي يعيش فيه فإنه عادة يوضع في انماط من الادوار المختلفة منذ طفولته واثناء تحركه خلال هذه الادوار 
فانه يتعلم ان يرى نفسه كما يراه رفاقه في المواقف الاجتماعية المختلفة وفي كل منهما يتعلم المعايير الاجتماعية والتوقعات السلوكية التي يربطها الاخرون بالدورالاجتماعي(زهران ، 1977،  : 261 ) .        وعليه فان التفاعل الاجتماعي السليم يعد من مظاهر الصحة النفسية وان الافراد الذين يتفاعلون مع المجتمع بصورة سليمة يكونون اقل عرضة للاصابة بالامراض النفسية والعضوية على عكس الافراد الذين يكون تفاعلهم غير سليم حيث تكون نسبة اصابتهم بالامراض النفسية والعضوية مرتفعة. 
 
 مما سبق يمكن ان نستنتج النقاط الاتية:1.لكل فرد هوية شخصية(ذاتية) تكتسب من البيئة المحيطة به ولاتعد شيئاً موروثاً بل تتطور مع نمو الفرد عبر مراحل حياته وتتوقف على عمره وكذلك على مستواه العلمي والثقافي،بمعنى ان الفرد الذي يكون في مرحلة عمرية ما يختلف في فهم الهوية الذاتية عن الفرد الذي يكون في مرحلة عمرية اخرى(مرحلة الطفولة او المراهقة...الخ).    
2.يتبع الفرد وسائل عدة او طرائق من اجل الحفاظ على هويته الذاتية ،وقد تكون هذه الطرائق مقبولة اجتماعيا او غير مقبولة اجتماعيا،وبناء على ذلك تتحدد  الهويةالذاتية لدى الفرد فقد تكون للفردهوية ايجابية تساعده على النجاح وعلى الابداع في كل جوانب حياته وتقوده الى الصحة النفسية وهذا بدوره سيكون له اثر ايجابي على المجتمع لانه سيصبح شخصاً منتجاً ومبدعاً يساعد على التطور والنمو السليم له وللمجتمع.  او قد تكون للشخص هوية سلبية وهذا بدوره سوف يكون له اثر سلبي على شخصية الفرد والنمو غير الطبيعي عبر مراحل حياته وبالتالي قد يقوده ذلك الى الاضطراب وهذا سيكون له اثر سلبي على نفسه اولا وعلى العائلة ثانيا وعلى المجتمع ثالثا.
3.يعد التفاعل الاجتماعي عملية ضرورية في فهم الهوية لدى الافراد اذ ان التفاعل الاجتماعي السليم يقود الى  تشكيل الهوية السليمة  . فالتفاعل الاجتماعي يأتي على نوعين يتمثل الاول بالتفاعل الاجتماعي السليم والاخريتمثل بالتفاعل الاجتماعي غير السليم ،اذيشير الاول الى التفاعل المثمر بين الافرادالذي له دور بارز في نموالهوية لدى الفرد،وهذا النوع من التفاعل يؤدي بالفرد الى هويةايجابية، اما النوع الثاني التفاعل غير المثمرالذي   يؤدي الى تكون الهوية سلبية لدى الافراد.  مما سبق طرحه تتضح أهمية دراسةتطور الهوية مقترنة بالتفاعل الاجتماعي لما يشكله هذان المفهومان من اهمية في عمليات تطور ونمو الفرد والمجتمع، وعلى وفق ذلك فان اهمية البحث تبرز من خلال دراسةتطور فهم الهويةلدى المرهقين وعلاقته مع متغير التفاعل الاجتماعي.
 
ثالثاً : اهداف البحث يهدف البحث الى تعرف:
1.درجة تطور الهوية لدى المراهقين.2. درجة التفاعل الاجتماعي لدى المراهقين. 3.وجود مسار تطوري في فهم الهوية في الاعمار(16،14،12)سنة.4. دلالة الفرق في تطور الهوية عند الطلبة المراهقين تبعا لمتغير الجنس ( ذكور – اناث ).           5. العلاقة بين تطور الهوية والتفاعل الاجتماعي عند الطلبة المراهقين. 
 
 
رابعاً : حدود البحث  يقتصر البحث على الطلبة المراهقين الذين هم باعمار ( 12،14،16 ) سنة من  كلا الجنسين وممن يتواجدون في المرحلتين المتوسطة والاعداديةالنهارية في الصفوف(الاول متوسط ،الثالث متوسط،الخامس اعدادي ) في مركزمدينة بابل للعام الدراسي (2006 -2007م).
 
خامساً : تحديد المصطلحات : 1. التطور (Development    ):
أ‌. التعريف اللغوي :جاء في ( معجم لسان العرب ) تحت الفعل طَوَرَ بأنه : طور والطور هو التارة فتقول طور بعد طور أي تارة بعد تارة ، وجمع الطور أطوار والناس أطوار ( ابن منظور، ب – ت : 507 ) .
التعريف الاصطلاحي: 1-عرفه ( بياجيه ) بمعنى التوازن ، ويرى بأنه التوازن المتدرج من حالة ضعيفة من التوازن إلى حالة أقوى ( بياجيه ، 1986 : 7 ) .2-وعرف في ( معجم علم النفس ) على انه : التغيرات التقدمية في الشكل والتنظيم وأنماط سلوك الكائن الحي ( جابر وكفافي ، 1989 : 937 ) .3-ويعرفه ( أبو حطب وصادق ) بأنه : التغيرات المنتظمة أو شبه الدائمة في بنية الفرد وسلوكه ( أبو حطب وصادق ، 1980 : 94 ) .4-وعرفه ( مادهو ) بأنه : نمط النمو الإنساني الذي يحدث في النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية بوصفه وظيفة للتقدم في العمر والخبرة ( Madhu , 1996 : 753  ) .أما التعريف النظري للتطور الذي تبناه الباحث في البحث الحالي فهو تعريف (مادهو، 1996 ) كونه الأقرب لموضوع البحث الحالي . وقد عرف التطور إجرائيا في البحث الحالي على انه : التغير في فهم صورة الجسم عبر المراحل العمرية المختلفة المستند على نمط الإجابات التي يبديها المراهق استجابة لفقرات المقياس في البحث الحالي .
2. الفهم ( Comprehension ) .يعرف الفهم في ( معجم لسان العرب ) بأنه معرفتك الشيء بالقلب ، وفهمت الشيء بمعنى عقلته وعرفته ، وتفهم الكلام : فهمه شيء بعد شيء ( ابن منظور ، ب. ت : 1140 ) .عرفه كود ( Good, 1964 ) في قاموس التربية بأنه: عملية فهم معنى اللغة المطبوعة أو المنطوقة كفعل مغاير للقدرة على لفظ الكلمات وإدراكها دون الرجوع إلى معناها. ( Good , 1964 : 177 ) . وعرف في معجم وبستر (Webster, 1978 ) بأنه : عملية عقلية نوعية أو حالة الفهم ، والتمييز التي تكون في روح الإنسان والإلهام الإلهي الذي يعطي كل ذلك الفهم ( Webster, 1978: 1994 ) .أما التعريف النظري الذي تبناه الباحث في البحث الحالي هو تعريف كود  ( Good, 1464 ).ويعرف الفهم إجرائيا بأنه : الدرجة التي يحصل عليها المراهق تقديراً لإجابته التي يبديها استجابة لفقرات المقياس في البحث الحالي .   3. الهوية ( Identity  ):
-عرفها الحنفي بأنها " ان يكون للمرء باستمرار كيان متميز عن الآخرين … والوعي بالذات ، ويمكن اعتبارها معادل الانا " ( الحنفي ، 1978 : ص379  ) .
-وعرف دسوقي الهوية الذاتية ( Ego Identity  ) بانها " ذلك الاحساس الذي يهيئ القدرة على تجربة ذات المرء بوصفه شيئاً له استمرارية وكونه هو الشيء نفسه (Sameness  ) ثم التصرف تبعاً لذلك " ( الدسوقي ، 1988 ، ص676  ) .
-وعرفها وولمان(1973) بانها " خبرة الفرد على انه ثابت جوهريا ولا يتغير باستمرارية كيانه عبر الوقت كونه نتيجة لوظيفة الذات التي تعمل على توحيد مثله وسلوكه وادواره الاجتماعية " ( Wolman , 1973 : p115  ) . 
-وعرفها اريكسون بانها " الاحساس بالاستمرارية والتطابق مع الذات ومع الصورة التي يحملها الآخرون عن الشخص " (Dignan, 1970: P.539).
-وعرفها محمد  بانها: احساس الفرد بذاته وتمايزه والقدرة على اتخاذ القرار ووضوح التصورات والثبات في الالتزام القيمي وتحديد اهدافه في الحياة " ( محمد ، 1995 : ص29 ) .
-وقد تبنى الباحث تعريف(محمد ، 1995 )تعريفا نظريا.
- اما التعريف الاجرائي للهوية فهو: الدرجة الكلية التي يحصل عليها الطالب من خلال استجابته للفقرات المكونة لمقياس تطور الهوية.  
 4.التفاعل الاجتماعي(social interaction):
-عرف التفاعل الاجتماعي على انه :عبارة عن تفاعل ديناميكي للقوى التي تؤدي الى الارتباط بين الاشخاص والجماعات والذي يؤدي الى تعديل المواقف والسلوك .(Sutherland, 1961, P.453)عند المساهمين  
-ويعرفه مرعي(1984)على انه: ذلك السلوك الظاهر للافراد في موقف معين في اطار الجماعة الصغيرة(مرعي ، 1984 ،  : 65 ).
-وعرفه جلال بانه: علاقة متبادلة بين فردين او اكثر يتوقف سلوك احدهما على سلوك الاخر اذا كانا فردين ويتوقف سلوك كلاً منهما على سلوك الاخرين اذا كانوا اكثر من فردين( جلال ، 1984، : 119) . 
-وعرف التفاعل الاجتماعي على انه:العملية التي يرتبط بها اعضاء الجماعة بعضهم مع بعض عقلياً ودافعياً وفي الحاجات والرغبات والوسائل والغايات والمعارف وماشابه ذلك( زهران، 1984، : 22 ).
-ويعرفه الشناوي بانه:مجموعة العمليات المتبادلة بين طرفين اجتماعيين في موقف او وسط اجتماعي معين بحيث يكون سلوك أي منهما منبهاً او مثيراً لسلوك الطرف الاخر(الشناوي ، 2001 ،  : 66).  
-وعرفه التميمي بانه: سلوك يتسم بالثبات النسبي يؤديه الفرد او يتبادله مع الاخرين في المواقف الاجتماعية ضمن مجالات المشاركة الاجتماعية، المشاركة الوجدانية، تقبل الذات، وتقبل الاخرين، كشف الذات ، سلوك المساعدة( التميمي، 1993،  :23 ). 
  اما التعريف الاجرائي للتفاعل الاجتماعي:هو الدرجة التي يحصل عليها الفردمن خلال اجابته عن فقرات مقياس التفاعل الاجتماعي. 
 
الفصل الثاني دراسات سابقة
 
اولا: دراسات عربية : 1-دراسة المنيزل (1994): " دراسة مقارنة لازمة الهوية بين الأحداث الجانحين وغير الجانحين في الاردن "  استهدفت الدراسة الى تعرف فيمااذا كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين الأحداث الجانحين في درجة تحقيق الهوية الذاتية الكلية ، وفي أبعاد خمسة هي : الإحساس بالثقة مقابل الإحساس بعدم الثقة ، والإحساس بالاستقلالية مقابل الخجل والإحساس بالمبادأة مقابل الذنب والإحساس بالمثابرة مقابل النقص والإحساس بالهوية مقابل الإحساس بغموض الهوية على عينةتألفت من ( 78) حدثاً جانحاً اختيروا عشوائياً من ثلاثة مراكز للإصلاح و (84) طالباً من الأحداث غير الجانحين اختيروا عشوائياً   وبأعمار تراوحت بين (14ـ18) سنة . واعتمدت الدراسة على مقياس الهوية الذاتية لراسموس ، وقام الباحث بإيجاد صدق الترجمة وصدق المحتوى وإيجاد الثبات الذي بلغ قيمته بطريقة إعادة الاختبار              ( 0.64) .   واستعمل الباحث الاختبار التائي والتحليل التميزي لمعالجة البيانات احصائيا ، وأظهرت النتائج ان هناك فروقا ذات دلالة إحصائية بين مجموعة الأحداث الجانحين ومجموعة غير الجانحين فيما يتعلق بالهوية الذاتية الكلية ( الدرجة الكلية على المقياس ) اذ كانت درجة تحقيق الهوية لمجموعة الأحداث غير الجانحين اعلى مقارنة بالأحداث الجانحين ،كمادلت نتائج التحليل التميزي الى ان هناك فروقا ذات دلالة إحصائية بين  الأحداث الجانحين وغير الجانحين في أربع مراحل من مراحل الازمات النفسية لصالح الأحداث غير الجانحين ، في حين لم تظهر فروق ذات دلالة معنوية بين المجموعتين في الإحساس بالمبادأة مقابل الإحساس بالذنب.  
 2- دراسة محمد (1995): " تطور الهوية للمراهق العراقي وعلاقته بجنسه وعمره وحرمانه من الأب وموقع سكن عائلته "هدفت الدراسة الى الاجابة عن السؤالين الآتيين: هل تتطور الهوية عند المراهقين بتطور العمر (13 ، 15 ، 17) سنة أي هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى تحقيق الهوية بين المراهقين في أعمار (13،15،17) سنة ؟: هل هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين تطور الهوية عند المراهقين والمتغيرات الآتية : (الجنس،العمر،الحرمان من الأب،موقع السكن) ،وتألفت العينة من (547) طالبا وطالبة اختيروا بالطريقة العشوائية من طلبة المدارس الثانوية النهارية في مراكز محافظات بغداد والبصرة ونينوى ومن كلا الجنسين في الفئات العمرية ( 17،15،13) سنة.         ونظرا لعدم توفر اداة عراقية او عربية لقياس الهوية اعد الباحث مقياسا اطلق عليه مقياس تحقيق الهوية تكون من ( 53) فقرة ،وقد استخدم الباحث عدداً من الوسائل الإحصائية وهي الاختبار التائي لعينتين مستقلتين ، ومعامل ارتباط سبيرمان –برون ، وتحليل التباين من الدرجة الاولى 
وقد اظهرت النتائج أن الهوية تتطور بتقدم العمر ، وأن هناك علاقة بين تطور الهوية والجنس والعمر والحرمان من الأب وموقع السكن ، فضلاً عن ان هناك عوامل اخرى تؤثر في تطور الهوية للمراهق العراقي.  
3- دراسة الغامدي (2001): " علاقة تشكيل هوية الانا بنمو التفكير الاخلاقي لدى عينة من الذكور في مرحلةالمراهقة والشباب بالمنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية "
هدفت الدراسة الى كشف العلاقة بين نمو التفكير الاخلاقي وتشكيل هوية الانا لدى عينة من طلاب المراحل المتوسطة والثانوية والجامعية بالمنطقة الغربية من المملكة العرية السعودية .   شملت عينة الدراسة (232) طالبا يقعون بين عمر (15 و 25 ) سنة وذلك وفقا لأسلوب الاختيار العنقودي المتمثل باختيار عينة عشوائية من المدارس المتوسطة والثانوية في كل من جدة ومكة والطائف ثم عينة من الصفوف الدراسية المختلفة فيها كما اختيرت عينة من طلاب جامعة ام القرى .  طبق الباحث المقياس الموضوعي للتفكير الاخلاقي الذي اعده قبس عام 1984 وفقاً لنظرية كولبرك في التفكير الأخلاقي ـ النموذج القصير بعد أن أوجد الصدق التلازمي للمقياس ووجد ان ثبات المقياس (0.73) بطريقة إعادة الاختبار. اما الاداة الثانية لقياس الهوية فقد استخدم الباحث المقياس الموضوعي لرتب هوية الانا وهو المقياس الذي قام بتطويره ادمز ومعاونوه اعتمادا على وجهة نظر مارشا ( Marcia , 1966  ) المبنية بدورها على نظرية اريكسون في نمو الانا (Erikson , 1968  ) ويتكون المقياس من 64فقرة ويتمتع بصدق وثبات مقبولين ، وقد استخدم الباحث وسائل إحصائية متعددة للحصول على النتائج وهي معامل ارتباط بيرسون واختبار تحليل التباين الاحادي، وقد أظهرت النتائج وجود علاقة ايجابية لنمو التفكير الاخلاقي بتحقيق هوية الانا وعلاقة سلبية بتشتت الهوية
4-دراسة (السطان،2004 ):"تطور الهوية وعلاقته بنمو الاحكام الخلقية لدى المراهقين" استهدفت الدراسة تعرف مستوى تطور الهوية لدى المراهقين وعلاقته بالاحكام الخلقية بعمر (14) و (16) سنة من الذكور والاناث ومن طلبة الصفين الثاني المتوسط والرابع العام الموجودين في المدارس المتوسطة والاعدادية والثانوية النهارية في مركز مدينة الموصل للعام الدراسي 2003ـ2004م على عينة مكونة من(435) طالباً وطالبة أُختيرت بالطريقةالعشوائية الطبقية.  ولقياس تطور الهوية  استخدم مقياس تحقيق الهوية الذي أعدهُ " محمد " عام 1995 في اطروحته للدكتوراه ، والمكون من (53) فقرة موزعة على سبعة مجالات وبثلاثة بدائل للاجابة هي (موافق ، موافق الى حد ما ، غير موافق) . أما الأداة الثانية فهي اختبار تحديد القضايا الذي أعده " ريست " على وفق نظرية كولبرك في الحكم الخلقي ،وقد استخرجت الباحثة صدق الأداتين وثباتهما ثم طبقتهما على نحو جماعي على عينة البحث مبتدئة بمقياس تحقيق الهوية ومنتهية باختبار تحديد القضايا . ولمعالجةالبيانات احصائيا استخدمت الباحثة الوسائل الاحصائية التي تتفق مع طبيعة البحث وأهدافه وهي : معامل ارتباط بيرسون والاختبار التائي لعينة واحدة ، والاختبار التائي لعينتين مستقلتين ،ومربع كاي.  وقد اظهرت النتائج ان مستوى تطور الهوية لدى المراهقين هو أعلى من المتوسط الفرضي ،كماتبين أن هناك فرقاً دالاً إحصائياً ولصالح الطلبة الذكور في تطور الهوية، كما اظهرت النتائج عدم وجود علاقة دالة بين تطور الهوية والأحكام الخلقية لدى افراد العينة .
 
 ثانيا:دراسات اجنبية 5-دراسة ميلمان (Meilman,1979  ):" التغيرات في نمط هوية المراهقين الذكور حتى سنة الرشد "  هدفت الدراسة الى التعرف على التغيرات في نمط الهوية للذكور في اعمار المراهقة المبكرة وحتى مرحلة الرشد .   تم اختيار 25 فردا من كل فئة من الفئات العمرية ( 12 ، 15، 18 ، 21 ، 24) سنة أي( 125 ) فردا . واستجاب افراد العينة لاستمارة المقابلة المعدة لتكون اداة البحث . وقد حصل الباحث على موافقة الوالدين على توجيه الاسئلة المتعلقة بالجنس لاعمار (12، 15 ) وحسب لكل فرد درجة كلية تدل على الهوية الذاتية الكلية ودرجات خاصة لكل مجال من المجالات التي تضمنتها استمارة المقابلة وهي : التخصص والدين والسياسة والجنس والمهنة ، وحددت استجابات افراد العينة على وفق مقياس متدرج تكون من ست نقاط توضح حل الأزمة في كل مجال ، واوجد الثبات للمقياس بطريقة إعادة الاختبار الذي طبق على عينة مكونة من (20) شخصا واستخدم تحليل التغاير وسيلة إحصائية في معالجة  البيانات .  وقد أظهرت النتائج اثراً ذا دلالة معنوية للعمر في حل الأزمة في مجال التخصص والدين والسياسة والمهنة والجنس ، وكان التغير في كل المجالات خطي الاتجاه . وأشارت النتائج كذلك الى ان هناك زيادة مع العمر في نسبة الأفراد المحققين لهوياتهم العامة وانخفاضاً في نسبة الأفراد من أصحاب الهوية المشتتة والهوية المعوقة.
6-دراسة اركر Archer,1980) ) " تطور الهوية في المراهقة المبكرة والمتوسطة "  هدفت الدراسة الى :المقارنة بين نمط الهوية لدى الذكور والإناث في المراحل ( السادسة والثامنة والعاشرة والثانية عشرة ) وتحديد وجود الهوية الذاتية ومستوى نشاطها في مرحلة المراهقة .  وتكونت العينة من (20) ذكراً و (20) انثى من كل صف من المراحل الدراسية الاربعة أي من 160 طالباً وطالبة في إحدى المدارس بمركز مدينة نيوجرسي ، وكانت اداة البحث استمارة المقابلة التي اعدها مارشا لقياس نمط الهوية وذلك بعد تكييفها لتلائم الأعمار الصغيرة . وقد جمعت المعلومات بطريقتين هما : مقابلات مسجلة وإكمال ثلاث استبانات في مجموعات صغيرة . واستخدم تحليل التباين وسيلةً إحصائية لمعالجة البيانات ، وأشارت النتائج الى ان هناك زيادة دالة في اتخاذ القرار ( تحقيق الهوية ) مع زيادة المستوى الدراسي (التقدم في المراحل الدراسية ) ولم تكن هناك زيادة دالة لنمط الهوية المؤجلة مع تقدم المرحلة الدراسية وكذلك لم تظهر فروق دالة بين الجنسين في انماط الهوية.
 7- دراسة اريدوندر – دوود ( Arredondo-dowd,1981  ) :" اثر التربية وتطور الهوية وعلاقته بنمو الانا والتفكير الخلقي لدى المراهقين المهاجرين "  هدفت الدراسة الى معرفة اثر التربية وتطور الهوية في نمو الانا والتفكير الاخلاقي وقد اعتمدت الدراسة على مجموعة تجريبية واحدة وثلاث مجموعات ضابطة إذ تكونت المجموعة التجريبية من (17) طالبا من المهاجرين ممن ينتظمون في مقرر دراسي خاص بثقافات الشعوب اما المجموعة الضابطة الاولى فتكونت من (13) طالبا من المهاجرين ممن لم يتمكنوا من الانخراط في دراسة تلك المادة وقد كوفيء الطلاب في هاتين المجموعتين طبقا لمعايير : الولادة في بلد اخر ، والتحدث باللغة الانكليزية ( لغة ثانية ) ، والعمر ، اذ تراوحت اعمارهم بين ( 15ـ 19) سنة ومضى على وجودهم في امريكا مدة خمس سنوات او اقل ، ولهم التوجه الاكاديمي نفسه . اما المجموعة الضابطة الثانية فتالفت من (9) طلاب اختيروا من الطلبة الذين ولدوا في امريكا وقد انخرطوا في دراسة حلقة دراسية في التطور الخلقي . اما المجموعة الضابطة الثالثة والمكونة من ( 14) طالبا فقد اختيرت بطريقة عشوائية من طلبة الصف الثاني في دراسة التاريخ الأمريكي وكانت اعمار الطلبة في المجموعتين الضابطتين الثانية والثالثة في مثل اعمار المهاجرين واستخدمت في الدراسة ثلاثة مقاييس وحللت البيانات احصائيا باستخدام تحليل التباين من الدرجة الاولى لمعرفة دلالة الفروق بين المجموعات في متغيرات نمو الانا وتطور الهوية والتفكير الخلقي . وقد وجدت فروق دالة احصائيا بين المجموعات في التفكير الخلقي حسب ولصالح المجموعة التجريبية .   وأشارت النتائج الى ان المراهقين المهاجرين يشبهون المراهقين الذين ولدوا في امريكا في الجوانب الخاصة بتطور الهوية ونمو الانا ، وفسر الباحث انعدام اثر الثقافة في تطور الهوية ونمو الانا الى ان افراد المجموعة التجريبية ينتمون في خلفياتهم الثقافية الى (13) ثقافة مختلفة.
 
8.دراسة بيكسيتوPicciotto,1987) ): " تطور الهوية وعلاقته بالتوافق لدى المراهقين "  هدفت الدراسة الى تحديد التغيرات التي تحدث في نمط الهوية بتقدم العمر وإيجاد الصدق التلازمي بين مقياس التوافق والمقياس الموضوعي لنمط الهوية الذاتية .   وتكونت عينة الدراسة من (214) طالباً تراوحت أعمارهم بين 13 ـ18 سنة اختيروا من الصفوف الثامن والعاشر والثاني عشر .   وكانت اداتا البحث هما المقياس الموضوعي لنمط الهوية لراسموس ومقياس التوافق لكارل ، واستخدم الباحث معامل ارتباط بيرسون واختبار تحليل التباين لإيجاد النتائج .   وأظهرت النتائج ان هناك أثراً ذا دلالة معنوية للعمر في نمط الهوية المشتتة والهوية المحققة ، ووجد أن هناك علاقة دالة إحصائياً بين درجات افراد العينة في المقياس الموضوعي لنمط الهوية ودرجاتهم على اختبار التوافق واستنتج الباحث ان هناك تطورا دالا في الهوية يحدث خلال مرحلة المراهقة المبكرة.   
9.دراسة ستريتماتر  Streitmatter,1988)  ):" تطور الهوية وعلاقته بالعمر والجنس لدى المراهقين "هدفت الدراسة الى اختبار العلاقة بين الجنس والمرحلة الدراسية وتطور الهوية وكانت عينة البحث ( 367 ) طالبا وطالبة ، من طلبة المدارس المتوسطة بمدينة متوسطة الحجم في الجنوب الغربي من ولاية اريزونا ، وبلغت نسبة الذكور في العينة 51% ونسبة الإناث 49% علما ان مجتمع الدراسة كان (6000) طالب وطالبة وكون الصف السابع (47.4% ) مقابل (52.6%) لطلبة الصف الثامن .واعتمدت الدراسة على مقياس كروتفانت وآدمز (1984 ) لقياس نمط الهوية واستخدم تحليل التغاير في معالجة البيانات للوصول الى النتائج ، التي دلت على أن هناك فروقاً دالة إحصائياَ بين الجنسين في تحقيق الهوية ،وكذلك تبين من النتائج ان المستجيبين في الصف الثامن كانوا اكثر نضجا من طلبة الصف السابع ، اذ ظهر ان نسبة طلبة الصف الثامن اعلى في تحقيق الهوية في حين كانت نسبة طلبة الصف السابع اعلى في الانماط السلبية للهوية( الهوية المعوقة والهوية المشتتة ) وهذه النتائج تدعم الافتراضات النظرية  لاريكسون في استقرار الهوية بتقدم العمر .
-اهم المؤشرات من الدراسات السابقة التي افادت البحث الحالي : 1.استعان الباحث بمقياس تحقيق الهوية الذي اعده محمد ( 1995) في دراسته ، لان المقياس تم بناؤه في البيئة العراقية ويتمتع بمؤشرات سيكومترية . ويمكن ان يعطي مؤشرات افضل من المقاييس المعدة في البيئات الاخرى ، التي تتطلب استخدامها عمليات تكييف وتقنيين .
2.لاحظ الباحث ان الدراسات السابقة ومنها المحلية التي اطلع عليها لم تتناول مفهوم التفاعل الاجتماعي لتعرف علاقته بتطور الهوية  . 
3.وجد الباحث من خلال الاطلاع على العينات في الدراسات السابقة ان تحديد حجم عينة البحث الحالي بـ ( 180) مراهقا ومراهقة مناسب قياسا على حجم العينات في تلك الدراسات .
4.استفاد البحث الحالي من تعرف الوسائل الإحصائية المناسبة لتحليل البيانات الواردة في البحث من خلال الاطلاع على كيفية معالجة البيانات في الدراسات السابقة .
5.  استفاد  الباحث من المؤشرات المتعلقة بنتائج الدراسات السابقة في تفسير البحث الحالي والمعروضة في الفصل الرابع .

الفصل الثالثإجراءات البحث
 
أولاً. تحديد مجتمع البحث : يتكون مجتمع البحث الحالي من المراهقين بأعمار ( 12 ، 14 ، 16 ) سنة من كلا الجنسين(الذكور والاناث) في الصفوف(الاول متوسط،الثالث متوسط، الخامس الاعدادي) على التتالي ، ممن يتواجدون في المدارس المتوسطة والإعدادية والثانوية ( الصباحية ) التابعة للمديرية العامة لتربية بابل للعام الدراسي ( 2007 – 2008 ) في مركز محافظة بابل .
 
ثانياً. إجراءات اختيار العينة :1. اختيار المناطق : للحصول على عينة المدارس المتوسطة والإعدادية في مركز محافظة بابل ،تم بطريقة عشوائية اختيار منطقتين في قضاء الحلة ( مركز المدينة ) منطقة في جانب الصوب الكبير والأخرى في جانب الصوب الصغير ، فكانت منطقة حي الجمعية في الصوب الكبير( جنوب -غرب)المركزتقربيا ، ومنطقة حي بابل في الصوب الصغير( شمال-شرق)المركز تقربيا، وذلك لتميثل عينية البحث الحالي لكل مركز المدينة .
2. اختيار عينة المدارس :بعد مراجعة الباحث لمديرية ترببة بابل بحسب الكتاب الصادرمن جامعة بابل المرقم( 3530)في11/12/2007 انظرالملحق(1)، اختيرت عشوائياً من قضاء الحلة ( مركز المدينة ) في جانب الصوب الكبير أربع مدارس متوسطة وإعدادية ، فكانت متوسطتي ( 14 تموز للبنين والسيادة للبنات ) وإعدادية( الجهاد للبنين )وثانوية( الاعتماد للبنات ) في منطقة حي الجمعية وتم الإجراء نفسه في جانب الصوب الصغير ، فكانت متوسطة ( الوائلي للبنات ) وثانوية ( بابل التطبيقية للبنين ) وإعدادية ( الحلة للبنات ) في منطقة حي بابل . وكما مبين في الجدول (1)
الجدول ( 1 ): أسماء ومواقع المدارس التي تم اختيارها عينة للبحث الحاليالموقع ت اسم المدرسة الموقعالصوب الكبير 1 متوسطة 14 تموز للبنين قضاء الحلة / مركز المدينة/ حي الجمعية 2 متوسطة السيادة للبنات قضاء الحلة / مركز المدينة/ حي الجمعية 3 إعدادية الجهاد للبنين  قضاء الحلة / مركز المدينة/ حي الجمعية 4 ثانوية الاعتماد للبنات قضاء الحلة / مركز المدينة/ حي الجمعيةالصوبالصغير 5 ثانوية بابل التطبيقية للبنين قضاء الحلة / مركز المدينة/ حي بابل 6 متوسطة الوائلي للبنات قضاء الحلة / مركز المدينة / حي بابل 7 إعدادية الحلة للبنات قضاء الحلة / مركز المدينة / حي بابل
 
 
ثالثاً. اختيار عينة المراهقين :  بعد حصول الباحث على كتاب تسهيل المهمة المرقم( 52319)في13/12/2007 انظر الملحق(2) من مديرية تربية بابل ،تم مراجعة المدارس(المتوسطة والاعدادية والثانوية)المشمولة بالبحث الحالي وتم تحديد الصفوف الدراسية التي تقع فيها العينة المطلوبة ،واختيرت شعبة واحدة عشوائياً من كل صف يضم المجموعة العمرية المطلوبة ( 12 ، 14، 16 ) سنة في كل مدرسة متوسطة وإعدادية في مركز المدينة ، وقبل اختيار المراهقين من كل شعبة ، تم استبعاد المراهقين فاقدي أحد الوالدين أو كليهما والراسبين في أية سنة دراسية سابقة ، والمراهقين الذين لا يعيشون مع والديهم في بيت واحد ، استناداً للمعلومات التي تم الحصول عليها من إدارات المدارس ، ثم اختير عشوائياً لكل مجموعة عمرية مطلوبة ( 60 ) مراهق ومراهقة من كل شعبة في المدارس المتوسطة والإعدادية .وبذلك تم اختيار ( 30)مراهق و( 30 ) مراهقة من كل مدرسة متوسطة وإعدادية  او ثانوية مختارة لكل مجموعة عمرية ، ليكون العدد لكل فئة عمرية (60) مراهقاً ومراهقة ، ليصبح المجموع الكلي (180) مراهقاً ومراهقة مقسمين بالتساوي بين الذكور والإناث ، وكما مبين في الجدول (2).الجدول ( 2 ) : توزيع أفراد العينة بحسب المدرسة والعمر والجنست  12 14 16 المجموع  ذ أ ذ أ ذ أ 1 متوسطة 14 تموز للبنين 15 - 15 - - - 302 متوسطة السيادة للبنات - 15 - 15 - - 303 إعدادية الجهاد للبنين  - - - - 15 - 154 ثانوية الاعتماد للبنات - - - - - 15 155 ثانوية بابل التطبيقية للبنين 15 - 15 - - - 306 متوسطة الوائلي للبنات - 15 - 15 - - 307 ثانوية بابل التطبيقية للبنين - - - - 15 - 158 إعدادية الحلة للبنات - - - - - 15 15المجموع 30 30 30 30 30 30 180 60 60 60
 
 
رابعاً. التكافؤ بين أفراد العينة 1. التكافؤ في الجنس : تم إجراء التكافؤ إجرائياً بين المجموعات العمرية في متغير الجنس من خلال اختيار أعداد متكافئة من الذكور والإناث في كل مجموعة عمرية ، إذ اختير ( 30) مراهقاً و(30) مراهقة ضمن  كل مجموعة عمرية ليصبح عدد الذكور في البحث الحالي ( 90 ) مراهقاً ، وعدد الإناث ( 90 ) مراهقة ، وبذلك فان المجموعات العمرية ( 12 ، 14، 16 ) سنة في البحث الحالي تُعد متكافئة من حيث متغير الجنس .
2. التكافؤ في العمر داخل كل مجموعة عمرية بين الجنسين : بما أن عامل العمر يُعد من أكثر العوامل تأثيراً في التطور المعرفي ، فعمد الباحث إلى إيجاد التكافؤ إحصائياً داخل كل مجموعة عمرية على حدة تبعاً لمتغير الجنس . فبعد استبعاد الطلبة الراسبين في أية سنة دراسية حتى موعد إجراء الاختبار ، تم إجراء التكافؤ بين الذكور والإناث لكل مجموعة عمرية على انفراد وذلك بتحويل أعمارهم إلى أشهر ، واستخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمجموعة الذكور ومقارنتها بمتوسطات مجموعة الإناث ، وكما مبين في الجدول ( 3 ) . الجدول ( 3 ):متوسطات الأعمار بالأشهر لكل من الذكور والإناث والقيمة التائية المتحققة للفرق بينهماالعمر الجنس العدد متوسط الأعمار بالأشهر الانحراف المعياري القيمة التائية المحسوبة الدلالة (*)12 ذ 30 147.6 5.325 0.420 غير دالة أ 30 147.20 8.871  14 ذ 30 176.1 4.75 0.602 غير دالة أ 30 175.4 5.106  16 ذ 30 197.840 6.920 1.311 غير دالة أ 30 197.70 8.04  (*) القيمة التائية الجدولية ( 2.021 )عند مستوى دلالة ( 0.05 ) وبدرجة حرية ( 58 ) .  ومن ملاحظة الجدول ( 3 )يظهر أن القيمة التائية المحسوبة تراوحت بين ( 0,420) إلى ( 1,311 ) وهي أقل من القيمة الجدولة البالغة ( 2,021 ) عند مستوى دلالة ( 0,05 )وبدرجات حرية ( 58 ) ،وهذا يعني أن الاختلافات التي تظهر في المتوسطات الحسابية غير ذات دلالة إحصائية ، بل ناشئة عن عامل الصدفة .
 
خامساً. أداتا البحث :أ.اداة قياس فهم الهوية  بعد أن أطلع الباحث على الدراسات السابقة التي تناولت مفهوم الهوية متضمنة وصفاً للمقياس المستخدم في تحديد الهوية ، والاطلاع على الدراسات التي اهتمت ببناء مقياس الهوية المتضمنة في فصل الدراسات السابقة ،ومن هذه المقاييس التي تمكن الباحث من الاطلاع عليها لم يرَ أن أياً منها يخدم تحقيق أهداف البحث الحالي عدا دراسة( محمد ،1995)لذا وجد الباحث من الأفضل تبني مقياس الهوية في دراسة ( محمد ، 1995) الذي أعده في أطروحته للدكتوراه عام (1995م) والذي طبقه على المراهقين في بغداد ونينوى والبصرة في العام الدراسي (1994ـ1995م)،ويضم المقياس (53) فقرة موزعة على مجالات سبعة هي (المهنة والتخصص ، السياسة ، الجنس والدور الجنسي ، الدين ، الصداقة ، الأسرة ، فلسفة أسلوب الحياة)،ولهذا المقياس بدائل ثلاثة للإجابة هي(موافق ، موافق الى حد ما ، غير موافق) (محمد ، 1995 : ص95ـ104). وكما مبين في الجدول (4 )
 الجدول (4):عدد الفقرات في كل مجال من مجالات اداة فهم الهويةالمؤشر مجالات المقياس المجموع المهنة والتخصص السياسة الجنس والدور الجنسي الدين الصداقة الأسرة فلسفة أسلوب الحياة عدد الفقرات 7 7 9 8 7 8 7 53- طريقة تصحيح مقياس فهم الهوية :تعطى درجة فهم الهوية لكل مستجيب من أفراد العينة وذلك بايجاد حاصل  جمع الدرجات التي يحصل عليهاالمراهق من خلال استجاباته للفقرات المكونة للمقياس ، إذ  يصحح المقياس المكون من (53) فقرة من خلال إعطاء ثلاث درجات عندما تكون الاجابة باختيار البديل الاول (موافق)ودرجتين في حالة اختيار البديل الثاني (موافق الى حد ما ) ودرجة واحدة للبديل (غير موافق) وهذه الدرجات للفقرات الإيجابية التي كان تسلسلها (1 ، 2 ،  3 ، 4 ،  9 ، 10 ، 13 ، 14 ، 15 ، 16  ، 17 ، 20 ، 22 ، 23 ، 25 ، 26 ، 27 ، 29 ، 30 ، 31 ، 34 ، 36 ، 38 ، 39 ، 41 ، 42 ، 44 ، 46 ، 47 ، 48 ، 50 ، 51 ، 52). ثم تعكس هذه الأوزان في حالة الفقرات السلبية وكان تسلسل الفقرات السلبية ( 5 ، 6 ، 7 ، 8 ، 11 ، 12 ، 18 ، 19 ، 21 ، 24 ، 28 ، 32 ، 33 ، 35 ، 37 ، 40 ، 43 ، 45 ، 49 ، 53) (محمد، 1995 : 103 ـ 110) .
 
سادساً. صدق المقياس وثباته :بعد اطلاع الباحث على المقياس وخطوات بنائه من قبل (محمد ،  1995 ) ونظراً لمرور أكثر من ( 12) سنة على إجراء الدراسة ، ارتأى الباحث في الدراسة الحالية التأكد من صدق المقياس وثباته ، وقد استخدم نوعين من الصدق هما : الصدق الظاهري وصدق البناء لبيان مدى ملاءمته للخاصية المراد قياسها ، والثبات عن طريق إعادة الاختبار وكالآتي : 1. الصدق الظاهري : يمثل الصدق إحدى الوسائل المهمة في الحكم على صلاحية الاختبار،والاختبار الصادق هو الذي يقيس ما وضع أصلاً لقياسه ( الزيود وعليان ، 2005 : 140 ).   ويمثل الصدق الظاهري المظهر العام للاختبار ، أي الإطار الخارجي له ، ويشمل نوع المفردات وكيفية صياغتها ووضوحها ودرجة موضوعيتها ( داود وعبد الرحمن، 1990: 120 ) . وعادة ما يتم الحصول على مثل هذا الصدق من خلال عرض الأداة على مجموعة من الخبراء المتخصصين في هذا المجال ( Jensen, 1980:287 ) ، لذلك فقد تم عرض أداة البحث الحالي المتكونة من ( 53 ) فقرة بصيغتها الاولية انظر الملحق(3) على ( 12 ) خبراء متخصصين في العلوم التربوية والنفسية انظر الملحق(4) لبيان ما تقيسه فعلاً من مفاهيم وسلامة صياغة الفقرات ومناسبتها للمجالات ، وقد اتفق الخبراء على صلاحية الفقرات وحددت نسبة الاتفاق ( 100% ) انظر الملحق (5).
2.التطبيق الاستطلاعي للاداة:لغرض التأكد من وضوح تعليمات المقياس وفقراته ومدى فهمها للمراحل العمرية (16،14،12 )سنةالمشمولة بالبحث الحالي ،وكذلك ضبط طريقة التطبيق  السليمة ،وتعرف فيما اذا كانت هناك صعوبات اخرى تواجه الباحث عند تطبيقه للاداة بصيغتها النهائية، فضلا عن استخراج صدق بناء الاداة وثباتها،لذا فقد تم تطبيقه على عينة شملت(60) مراهق ومراهقة خارج عينة البحث الاساسية، اذ تم اختيار مدرستين ثانويتين واحدة للبنين والاخرى للاناث في مركز المدينة،ومن ثم اختير عشوائيا (20)مراهقا نصفهم من الذكور والنصف الاخر من الاناث لتمثل المجموعة العمرية (12)سنوات،و(20)مراهق نصفهم من الذكور والنصف الاخر من الاناث لتمثل المجموعة العمرية (14)سنة،و(20)مراهق نصفهم من الذكور والنصف الاخر من الاناث لتمثل المجموعة العمرية (16)سنة، وبهذا تصبح عينة التطبيق الاستطلاعي(60)مراهق ومراهقة،وكما مبين في الجدول(5).  الجدول(5)توزيع عينة التطبيق الاستطلاعي للاداة بحسب العمر والجنس والمدرسةت المدرسة  12  14  16 المجموع  ذ أ ذ أ ذ أ 1   ثانوية بابل التطبيقية للبنين 10     -    10 -    10 -    302  ثانوية الاعتماد للبنات -    10 -    10 -    10    30المجموع   10   10   10   10  10 10                     60   20   20   20  وعند تطبيق الاداة على افراد العينة،ظهران فقرات المقياس وتعليماته واضحة ومفهومة،وذلك من خلال الاجابات التي ابداهاالمراهقين والمراهقات،ولم يلاحظ الباحث وجود ارباك او حيرة او تردد في الاجابة الناجمة عن سوء الفهم في كل مجموعة عمرية، وقد كان معدل زمن استجابة المراحل العمرية على اداة البحث الحالي قد تراوح مابين(8-10) دقائق.
3.صدق البناء: يعد صدق البناء من الخصائص الاكثر اهمية للأغراض العلمية في البحوث التربوية والنفسية(Lord&novich,1974,287)، ويرى كرونباخ بان صدق البناء واحد من انواع الصدق المهمة في البحوث التطورية(Gronbach,1978:78).  ويدل هذا الصدق على مايقيسه الاختبار من بناء نظري او سمة معينة مثل الذكاء والقدرة الميكانيكية والطلاقة اللفظية ومختلف جوانب النموالاخرى التي تتاثر بعامل العمر، وفي حالة البحوث التطورية نتوقع حصول زيادة في درجات الاطفال المتعلقة بالامكانات والقدرات مع زيادة العمر، ولكي يكون الاختبار صادقا ينبغي ان تظهر زيادة في درجات الاختبار مع زيادة العمر الزمني للفرد(Anastasi,1976:152). ويفترض من خلال تحليل اجابات المراهقين(العينة الاستطلاعية) في البحث الحالي ان تكون هناك زيادة في درجات فهم الهوية مع زيادة العمر الزمني للمراهقين.  ولأجل التأكد من وجود مسار تطوري في فهم الهوية ، استعمل الباحث تحليل التباين الأحادي بوساطة برنامج الحاسوب الآلي (Spss– 10), وظهر أن النسبة الفائية المحسوبة(47،50) أكبر من القيمة الجدولية ( 3,91 ) عند مستوى دلالة ( 0,001 ) وبدرجات حرية ( 57،2)،وكما مبين في الجدول(6) .الجدول ( 6 ) : تحليل التباين الأحادي لدرجات تطورفهم الهويةمصدر التباين مجموع المربعات درجة الحرية متوسط المربعات النسبة الفائية (*)بين المجموعات  1130،08   2 585،04       47،50داخل المجموعات  702،005   57   12،3158 الكلي   1832،085 59  (*) القيمة الفائية الجدولية (3,91) عند مستوى دلالية (0,001) وبدرجات حرية ( 57,2) .وبما أن المراهقين يقعون في ثلاث فئات عمرية ( 12 , 14 , 16 ) سنة ولديهم ثلاث متوسطات لدرجات فهم الهوية ( 127,95 – 134 -  140,3 ) على التتالي ، مما يعني أن هناك في الأقل متوسطاً واحداً يختلف عن متوسط آخر أو عن مجموعة من المتوسطات بفروق ذات دلالة إحصائية ، ولما كان تحليل التباين لا يعطينا سوى قيمة واحدة , فقد استعملت طريقة توكي ( Tuky method ) للمقارنات المتعددة التي تدعى ( باختبار الفروق الدالة بصورة أمينة )، ولما كان لدينا ثلاث متوسطات حسابية فإننا نحتاج إلى ثلاث مقارنات ثنائية ، وقد أظهرت النتائج أن المقارنات الثلاث كانت ذات دلالة إحصائية عند مستوى ( 0,01 ) وتحت درجات حرية ( 57,2) لصالح الأعمار الأكبر عمرا ،وكما مبين في الجدول ( 7 ) .
الجدول ( 7 ) : نتائج قيم توكي المتحققة بين متوسطات درجات فهم الهويةللمجموعات العمرية المختلفةت الفئات العمرية  قيمة اختبار توكي  القيمة الجدولية  مستوى الدلالة1 12 14 05, 40 4,40 دالة عند مستوى (0,01)2 12 16 12,18  3 14 16  37,02   ويظهر الجدول(7) ان المقارنات الثلاث كانت ذات دلالة احصائية عند مستوى (0,01)وتحت درجات حرية(57،2)،وهذا يعني ان درجات المراهقين في فهم الهوية تزداد مع زيادة العمر الزمني بشكل دال احصائيا، مما يدل على تحقق صدق البناء للاختبار.
4.ثبات الاستجابة : يكون الاختبار ثابتاً إذا أعطي نتائج متسقة لمرات تطبيقه على نفس المجموعة من الأفراد( الزغلول ، 2005 : 338 )،ونعني به التوصل إلى النتائج نفسها عند تطبيق الاختبارفي مرتين مختلفتين( Anastasi, 1988:109 ).   وقد تم تطبيق الأداة على عينة التطبيق الاستطلاعي البالغة (60) مراهقا ومراهقة ، ثم أعيد التطبيق عليهم لحساب ثبات الاستجابة بعد ثلاثة أسابيع من التطبيق الأول ، اذ أن المدة المناسبة بين تطبيق الاختبار وإعادته ينبغي أن لا يتجاوز الثلاثة أسابيع ( Adams, 1964:85 )،وقد بلغ معامل الثبات ( ر = 0.90 ) ، وتعد هذه النسبة عالية ومقبولة في ضوء نتائج الدراسات السابقة ، إذ بلغ معامل الثبات في دراسة ( محمد،1995) ( ر = 0.86 )بالتجزئة النصفيةو(ر= 0.81) بأعادة الاختبار، وبذلك فقد تحقق لأداة البحث الحالي الصدق الظاهري وثبات الاستجابة. 
ب.اداة قياس التفاعل الاجتماعي :  تبنى الباحث مقياس التفاعل الاجتماعي الذي اعدته (التميمي،1993) لقياس التفاعل الاجتماعي لدى طلبة جامعة بغداد كأداة لتعرف علاقته بفهم الهوية لدى المراهقين،اذيتكون المقياس من(56) فقرة موزعة على(5) مجالات وهي( المشاركة الاجتماعية،المشاركة الوجدانية، تقبل الذات وتقبل الاخرين،كشف الهوية (الذات) ،سلوك المساعدة)،ويعد من المقاييس التي تتلاءم مع مجتمع البحث الحالي،اذان مجالات هذا المقياس تغطي ابعاد التفاعل الاجتماعي لدى المراهقين فضلا عن ذلك يعد متغيراً اساسياً في البحث الحالي.-الاجراءات العلمية التي اتبعتها دراسة(التميمي،1993) في بناء مقياس التفاعل الاجتماعي:1.جمعت فقرات المقياس بعد الاطلاع على عدد من المقاييس والدراسات السابقة.
2.حددت خمس مجالات للتفاعل الاجتماعي وهي( المشاركة الاجتماعية،المشاركة الوجدانية، تقبل الذات وتقبل الاخرين،كشف الذات ،سلوك المساعدة)
3.تم استخراج صدق الاداة بالاعتماد على الصدق الظاهري .
4.اعتمد التقدير الخماسي في تقدير الاجابة حيث وضع لكل فقرة خمسة بدائل هي( دائماً – غالباً – احياناً – نادراً – ابداً ).
5.مفتاح تصحيح المقياس يعتمد على اتجاه الفقرات ففي حالة كون الفقرة ايجابية تعطي الدرجة (5) للبديل دائماً والدرجة (4) للبديل غالباً، والدرجة (3) للبديل احياناً والدرجة (2) للبديل نادراً والدرجة (1) للبديل ابداً ، اما اذا كانت الفقرات سلبية فتعطى الدرجات بالعكس ، حيث تكَّون المقياس من (35) فقرة ايجابية و (13) فقرة سلبية فضلاً عن (8) فقرات مكررة لاكتشاف دقة الاستجابة ليصبح عدد الفقرات(56) فقرة.
6.استخرجت القوة التميزية للفقرات باستخدام الاختبار التائي لعينتين مستقلتين حيث تراوحت القيم التائية مابين (1.86-12.19).  
7.استخرج ثبات المقياس بثلاث طرائق، حيث بلغ معامل الثبات بطريقة اعادة الاختبار (0.83) وبطريقة تحليل التباين (0.92) ، وبطريقة الفاكرومباخ (0.88).  ( التميمي ، 1993 ، : 54-87).  وفي البحث الحالي عمد الباحث على استخراج الصدق والثبات لهذا المقياس وذلك لمرور اكثر من (14)سنة تقربيا على تطبيقه، وهما الصدق الظاهري والثبات عن طريق اعادة الاختبار، وكما مبين بالاتي:
1.الصدق (الـصـدق الظاهري) :    كما هوالحال في اداة فهم الهوية فقد تم عرض أداة التفاعل الاجتماعي   المتكونة من (53 ) فقرة بصيغتها الاولية انظر الملحق(3) على ( 12 ) خبراء متخصصين في العلوم التربوية والنفسية انظر الملحق(4) لبيان ما تقيسه فعلاً من مفاهيم وسلامة صياغة الفقرات ومناسبتها للمجالات ، وقد اتفق الخبراء على صلاحية الفقرات وحددت نسبة الاتفاق ( 100% ) انظر الملحق (5).
2.ثبـات الاستجابة:  كما هو الحال في اداة فهم الهوية  فقد تم تطبيق اداة التفاعل الاجتماعي على عينة التطبيق الاستطلاعي البالغة (60) مراهقا ومراهقة ، ثم أعيد التطبيق عليهم لحساب ثبات الاستجابة بعد ثلاثة أسابيع من التطبيق الأول ،وقد بلغ معامل الثبات ( ر = 0.88 ) ، وتعد هذه النسبة عالية ومقبولة في ضوء نتائج الدراسات السابقة ، إذ بلغ معامل الثبات في دراسة ( التميمي،1993) ( ر = 0.83 ) عن طريق اعادة الاختبار، وبذلك فقد تحقق لأداتي البحث الحالي الصدق الظاهري وثبات الاستجابة وأصبحتاجاهزتين للتطبيق النهائي أنظر ( الملحق 6).
 
سابعاً. التطبيق النهائي : طبق الباحث بنفسه الأداتين على عينة البحث الأساسية البالغة ( 180 ) مراهقاً ومراهقة، وقد شرح أهداف البحث وطريقة الاستجابة لفقرات المقياسين ، ولمس الباحث فهماً كبيراً من أفراد العينة للموضوع وطريقة الإجابة على وفق البدائل المحددة ، ثم جمعت الاستجابات بفئاتها العمرية المحددة في البحث الحالي، وأجريت التحليلات الإحصائية المناسبة،وقد استمرت مدة التطبيق من ( 16 / 12 / 2007 – 18 / 12 / 2007 ) .
 
ثامناً. الوسائل الإحصائية : 1. المتوسط الحسابي لإيجاد متوسط درجة كل فئة من الفئات العمرية . 2. معامل ارتباط بيرسون لحساب الثبات ( ثبات الاستجابة ) .3. الاختبار التائي ( T-Test ) لعينة واحدة لتعرف دلالة الفروق بين متوسطات درجات فهم الهوية لدى المجموعات العمرية الثلاث والمتوسط النظري .4. الاختبار التائي ( T-Test ) لعينتين مستقلتين لإجراء التكافؤ في العمر ولتعرف الفروق في درجة فهم الهوية تبعاً لمتغير الجنس . 5. تحليل التباين الأحادي لتعرف وجود مسار تطوري لدى أفراد العينة بحسب العمر . 6. اختبار توكي للمقارنات المتعدد ( Tuky Method ) .

الفصل الرابععرض النتائج وتفسيرها :
 
سيتم في هذا الفصل عرض النتائج وتفسيرها على وفق الأهداف التي حددت في البحث الحالي .
الهدف الأول : خصص الهدف الأول لتعرف درجة تطور فهم الهوية لدى المراهقين بأعمار (12، 14 ، 16 ) سنة ، فقد تم تحليل الإجابات وحساب الدرجات الكلية لكل مراهق ، واستخرجت المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لكل عمر وتمت مقارنتها بالمتوسط النظري للمقياس (*) وكما مبين في الجدول ( 8) .الجدول ( 8 ): متوسطات درجات فهم الهوية لدى أفراد لعينة وانحرافاتها المعيارية بحسب العمر .الفئة العمرية العدد الدرجة العليا الدرجة الدنيا متوسط درجة فهم الهوية الانحراف المعياري المتوسط النظري12 60 153,7 145,2 149,45 13,4 10614 60 167,3 158,7 163,0 16,67 16 60 199,5 187,1 193,3 21,6 ولمعرفة فيما إذا كانت الفروق بين المتوسطات الحسابية لدرجات فهم الهوية والمتوسط النظري دالة إحصائياً ، استعمل الاختبار التائي ((T-test لعينة واحدة ولكل مجموعة عمرية على حدة ، وكما مبين في الجدول ( 9) .الجدول ( 9) : دلالة الفروق بين متوسطات درجات فهم الهوية لدى المجموعات العمرية الثلاث والمتوسط النظريالفئات العمرية العدد القيمة التائية درجة الحرية مستوى الدلالة  المحسوبة الجدولية  12 60 13,03 2,92 59 0,00114 60 85,17   16 60 43,13  
وعند النظر إلى البيانات في الجدول ( 9) نجد ان القيم التائية المحسوبة للمجموعات العمرية الثلاث اكبر من الجدولية عند مستوى دلالة ( 0,001 ) ويعني هذا ان هناك فروقاً بين المتوسطات الحسابية والمتوسط النظري ، وبذلك فان هذه النتيجة قد رسمت فهم الهوية لدى المراهقين على انه مرتفع ، وقد يعود هذا الارتفاع في درجة فهم الهوية إلى التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي شهدها المجتمع العراقي ، تلك التغيرات التي كانت لها انعكاساتها على أساليب التنشئة الاجتماعية عامة والتنشئة الأسرية خاصة ، إذ نرى المراهقين والمراهقات في الوقت الحاضر يتمتعون بحرية واستقلالية أكثر مما يساعد على تأكيد الذات والتفرد في الشخصية  ثم تحقيق الهوية، وتتفق هذه النتيجة مع نتائج عدد من  الدراسات التي بينت أن هناك تطورأً دالاً في تحقيق الهوية خلال  مرحلةالمراهقة، كما في دراسة  بيكسيتو (Picciotto, 1987) ودراسة(السلطان،2004).
 
الهدف الثاني : خصص الهدف الثاني لتعرف درجة التفاعل الاجتماعي لدى المراهقين بأعمار (12، 14 ، 16 ) سنة ،كما هو الحال في تطور فهم الهوية، فقد تم تحليل الإجابات وحساب الدرجات الكلية لكل مراهق ، واستخرجت المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لكل عمر وتمت مقارنتها بالمتوسط النظري للمقياس (*) وكما مبين في الجدول ( 10) .الجدول ( 10 ): متوسطات درجات التفاعل الاجتماعي لدى أفراد لعينة وانحرافاتها المعيارية بحسب العمر .الفئة العمرية العدد الدرجة العليا الدرجة الدنيا متوسط درجة فهم الهوية الانحراف المعياري المتوسط النظري12 60 153,7 145,2 149,45 13,4 16814 60 167,3 158,7 163,0 16,67 16 60 199,5 187,1 193,3 21,6 ولمعرفة فيما إذا كانت الفروق بين المتوسطات الحسابية لدرجات التفاعل الاجتماعي والمتوسط النظري دالة إحصائياً ، استعمل الاختبار التائي ((T-test لعينة واحدة ولكل مجموعة عمرية على حدة ، وكما مبين في الجدول ( 11) .الجدول ( 11) : دلالة الفروق بين متوسطات درجات التفاعل الاجتماعي لدى المجموعات العمرية الثلاث والمتوسط النظريالفئات العمرية العدد القيمة التائية درجة الحرية مستوى الدلالة  المحسوبة الجدولية  12 60 13,03 2,92 59 0,00114 60 85,17   16 60 43,13   وعند النظر إلى البيانات في الجدول ( 11) نجد ان القيم التائية المحسوبة للمجموعات العمرية الثلاث اكبر من الجدولية عند مستوى دلالة ( 0,001 ) ويعني هذا ان هناك فروقاً بين المتوسطات الحسابية والمتوسط النظري،    
 
الهدف الثالث : حدد الهدف الثالث لتعرف وجود مسار تطوري لفهم الهوية عند المراهقين في الأعمار ( 12 ، 14 ، 16 ) سنة ، ولأجل التأكد من وجود مسار تطوري في فهم الهوية ، استعمل الباحث تحليل التباين الأحادي بوساطة برنامج الحاسوب الآلي (Spss– 10), وظهر أن النسبة الفائية المحسوبة أكبر من القيمة الجدولية ( 3,91 ) عند مستوى دلالة ( 0,001 ) وبدرجات حرية ( 177,2 ) , وكما مبين في الجدول ( 12) .الجدول ( 12 ) : تحليل التباين الأحادي لدرجات تطور فهم الهويةمصدر التباين مجموع المربعات درجة الحرية متوسط المربعات النسبة الفائية (*)بين المجموعات 8392,18 2 4196,09 5,4501 داخل المجموعات 1362,73 177 769,90 الكلي 97549,1 179  (*) القيمة الفائية الجدولية (3,91) عند مستوى دلالية (0,001) وبدرجات حرية (177,2) .وبما أن المراهقين يقعون في ثلاث فئات عمرية ( 12 , 14 , 16 ) سنة ولديهم ثلاث متوسطات لدرجات فهم فهم الهوية ( 149,45 – 163 -  193,3 ) على التتالي , مما يعني أن هناك في الأقل متوسطاً واحداً يختلف عن متوسط آخر أو عن مجموعة من المتوسطات بفروق ذات دلالة إحصائية , ولما كان تحليل التباين لا يعطينا سوى قيمة واحدة , فقد استعملت طريقة توكي ( Tuky method ) للمقارنات المتعددة التي تدعى ( باختبار الفروق الدالة بصورة أمينة ) ولما كان لدينا ثلاث متوسطات حسابية فإننا نحتاج إلى ثلاث مقارنات ثنائية , وقد أظهرت النتائج أن المقارنات الثلاث كانت ذات دلالة إحصائية عند مستوى ( 0,01 ) وتحت درجات حرية (177,2) لصالح الأعمار الأكبر عمرا وكما مبين في الجدول ( 13 ) . الجدول ( 13 ) : نتائج قيم توكي المتحققة بين متوسطات درجات فهم الهوية للمجموعات العمرية المختلفةت الفئات العمرية  قيمة اختبار توكي  القيمة الجدولية  مستوى الدلالة1 12 14 121,801 4,40 دالة عند مستوى (0,01)2 12 16 143,78  3 14 16 157,29   وتشير هذه النتيجة أن التغير في درجة فهم الهوية يرتبط بالتقدم في العمر لدى المراهقين , ويعد هذا التغير ظاهرة ارتقائية تطورية سواء كان هذا التغير نحو الأحسن أم نحو الأسوأ ( أبو حطب وصادق , 1980 : 94 ) ويعود هذا الاختلاف وصول الفرد في بداية مرحلة المراهقة إلى سن البلوغ فيلاحظ انخفاض درجة فهم الهوية لدى المراهق بسبب التغيرات العقلية والجسمية  الاجتماعيةالمفاجئة والمتسارعة مما يسبب في تزايد مشاعر القلق والحيرة والاضطراب التي تنعكس سلباً على اتجاهات المراهق نحو الهوية ومع وصول المراهق إلى مرحلة المراهقة المتوسطة والمتأخرة نلحظ زيادة في درجة متوسط فهم صورة الجسم مما يشير إلى بداية الاستقرار والتلاؤم مع التغيرات التي طرأت على الأفراد في هذه المرحلة , ولمقارنة هذه النتيجة بنتائج دراسات سابقة في هذا المجال    التي أكدت نتائجها وجود مسار تطوري في فهم الهوية بتقدم الفرد بالعمر .
 
الهدف الرابع : خصص الهدف الرابع للكشف عن الفروق ذات الدلالة الإحصائية في تطور فهم تطور فهم الهوية تبعاً لمتغير الجنس ( ذكور , إناث ) ،وباستعمال الاختبار التائي (T-test) لعينتين مستقلتين ،ظهران هناك فروق ذات دلالةإحصائية بين متوسطي درجات كل من الذكور والإناث في تطورفهم الهوية لكل من عمر( 16،14،12 )سنة،اذبلغت القيمةالتائيةالمحسوبة(  3،456،4،074،3،919 ) على التتالي اكبر من القيمة الجدولية البالغة(2,21) ولصالح الذكور المراهقين,وكما مبين في الجدول ( 14 ) الجدول (14) : دلالة الفروق بين متوسطي درجات ( الذكور والإناث ) في تطور فهم الهوية العمر الجنس العدد متوسط درجة فهم الهوية الانحراف المعياري القيمة التائية المحسوبة الدلالة (*)12 ذ 30 153,3 4,495 3,919 غير دالة  أ 30 148,15 6,790  14 ذ 30 177,5 3,699 4،074   دالة أ 30 174,18 4,475  16 ذ 30 198,20 2,230 3،456   دالة أ 30 195,33 2,913  (*). القيمة التائية الجدولية (2,21) عند مستوى دلالة (0,05) وبدرجة حرية (58)   إن هذه النتيجة تظهر مدى الاختلاف بين الجنسين في فهم الهوية ،إذ حصل الذكور على متوسط درجات أعلى من الإناث في تطور الهوية  ،وقد يعودالسبب وراء تفوق الذكور على الاناث في تطور الهوية في البحث الحالي الى طبيعة الفرص المتاحة أمامهم مقارنة بالفرص الموجودة أمام الإناث تبعاً لعملية التنشئة الاجتماعية التي تميز غالباً الذكر عن الأنثى ، وذلك بسبب القيم الاجتماعية والدينية التي تقوم عليها عمليات التنشئة الاجتماعية في مجتمعنا ، والتي تؤكد على تأكيد رجولة الفتى وتساعده على إثبات ذاته وتقدم له الدعم والإسناد أكثر مقارنة بالأنثى. وتنسجم هذه النتيجة مع نتائج عدد من الدراسات السابقة في هذا المجال ، ومنها دراسة ستريتمايتر (Streitmatter, 1988) التي أشارت الى وجود فروق دالة بين الجنسين في تحقيق الهوية . وكذلك دراسة محمد (1995)و(السلطان،2004) التي أشارت الى وجود فروق دالة بين متغير الجنس وتطور الهوية .وتختلف هذه النتيجة في البحث الحالي مع نتائج دراسة آركر (Archer, 1980)  تلك الدراسة التي أشارت الى عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين الجنسين في تطور الهوية وأنماطها ،وربما كان سبب الاختلاف يعود الى طبيعة البيئةوالعادات والتقاليد الاجتماعية اوطبيعة العينات والأدوات المستخدمة في البحث .
 
 الهدف الخامس:خصص الهدف الخامس لتعرف طبيعة العلاقة بين تطور فهم الهويةوالتفاعل الاجتماعي لدى المراهقين، وباستعمال معامل ارتباط(بيرسون)بين درجات فهم الهوية ودرجات التفاعل الاجتماعي لافراد العينة ،اظهرت النتائج ان معامل الارتباط عالي جدا، اذ بلغ(ر=0.84)،وهذا يعني ان العلاقة بين المتغيرن موجبة وقوية،ويمكن تفسير هذه النتيجة كما اشار زهران( 1977 )بان هويةالفرد تنمو خلال التفاعل الاجتماعي ،( زهران، 1977، ص 261)،وكذلك اشارت الادبيات بان تطور فهم الهوية يعتمد بشكل كبير على التفاعل الاجتماعي (Byrne, 1970:201)كما ان التفاعل الاجتماعي السليم والعلاقات الاجتماعية الناجحة تعزز الفكرة السليمة الجيدة عن الهوية وان الهوية الموجبة تعزز نجاح التفاعل الاجتماعي وتزيد العلاقات الاجتماعية نجاحاً وان النجاح في العلاقات الاجتماعية يؤدي الى زيادة نجاح التفاعل الاجتماعي بالمقابل(زهران ، 1984 ، : 294 ).
 
-الاستنتاجات :1. يتخذ فهم الهوية مساراً تطورياً عالمياً عند الأفراد وبشكل منتظم ومتسلسل عبر مراحل النمو المختلفة سواء كان هذا التطور نحو الأحسن أم نحو الاسواء، ويتضح في مرحلة المراهقة.
2.يرتبط تطور فهم الهوية عند الأفراد بالمعايير والعلاقات الاجتماعية والثقافية . وتختلف هذه المعايير من طبقة لأخرى بالمجتمع الواحد وبين مجتمع ومجتمع آخر.
3.أن الجنس من المتغيرات المؤثرة في تطور الهوية لدى المراهقين.
4.يرتبط تطورفهم الهوية لدى المراهقين بالتفاعل الاجتماعي مع تقدم العمر ، إذ تصبح العلاقة بين المتغيرين دالة في مرحلة المراهقة والمرحل اللاحقة   .
 
-التوصيات : في ضوء النتائج التي توصل إليها البحث الحالي يوصي الباحث :
1. ضرورة ان تهتم الأسرة والمدرسة بمرحلة المراهقة ،إذ تضطرب الهوية لدى المراهق في هذه المرحلة نتيجة للتغيرات العقلية والجسمية والاجتماعية المتسارعة التي تطرأ في هذه المرحلة .
2. ضرورة اهتمام المؤسسات الاجتماعية ووسائل الإعلام ( المرئية والمقروءة ) في توضيح هذا المفهوم وتنميته من خلال الإكثار من البرامج الإرشادية التي توضح أهمية وخطورة مرحلة المراهقة ومدى ارتباطها بالمراحل الأخرى .
3. ان يهتم القائمين على وضع الأهداف التعليمية للمناهج أو المقررات الدراسية في وزارة التربية والتعليم بتضمين الكتب أو المناهج في المراحل الدراسية المختلفة بالمفردات أو الموضوعات التي تؤكد على تنمية الهوية وإدراكها بحسب المراحل العمرية المختلفة ومدى تأثيرها على الفرد بشكل عام .
 
-المقترحات : يقترح الباحث استكمالاً لهذا البحث إجراء البحوث والدراسات الآتية :1. إجراء دراسة تطورية لفهم الهوية  لدى بعض الفئات العمرية ابتدأ بمرحلة الطفولة ثم المراهقة مروراً بالرشد وأخيراً مرحلة الشيخوخة .
2. إجراء دراسة لتعرف طبيعة العلاقة بين فهم الهوية ومتغيرات أخرى مثل  (الاحكام الخلقية،  اساليب المعاملة الوالدية ، السكن ، التطور العقلي ، أخذ الدور،التوافق النفسي ) .
3. إجراء دراسة مشابهة للدراسة الحالية لمقارنة نتائجها مع نتائج الدارسة الحالية للوقوف على نقاط الاختلاف والتشابه معها .
4.دراسة أثر برنامج تعليمي في تطورفهم الهوية لدى المراهقين.

تحميل الملف المرفق Download Attached File

تحميل الملف من سيرفر شبكة جامعة بابل (Paper Link on Network Server) repository publications

البحث في الموقع

Authors, Titles, Abstracts

Full Text




خيارات العرض والخدمات


وصلات مرتبطة بهذا البحث