معلومات البحث الكاملة في مستودع بيانات الجامعة

عنوان البحث(Papers / Research Title)


الحاجة الى الحب لدى المراهقين وعلاقتها بالذكاء الوجداني


الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)

 
عماد حسين عبيد المرشدي

Citation Information


عماد,حسين,عبيد,المرشدي ,الحاجة الى الحب لدى المراهقين وعلاقتها بالذكاء الوجداني , Time 6/6/2011 9:59:08 AM : كلية التربية الاساسية

وصف الابستركت (Abstract)


تعرف الحاجة الى الحب لدى المراهقين وعلاقتها بالذكاء الوجداني

الوصف الكامل (Full Abstract)


الحاجة إلى الحب لدى المراهقين وعلاقتها بالذكاء الوجداني
 
 
الباحث:د.عماد حسين عبيدالمرشدي           كلية  التربية  الاساسية جامعة بابل                              الباحث: عقيل خليل ناصر                         كلية الآداب جامعة بابل  
 
 
مستخلص البحث     استهدف البحث الحالي التعرف على العلاقة بين الحاجة إلى الحب والذكاء الوجداني لدى المراهقين وتعرف فيما إذا كان هناك فروق ذات دلالة إحصائية في الحاجة إلى الحب، وكذلك الذكاء الوجداني لأفرد عينة البحث تبعا لمتغير الجنس(ذكور-إناث).    تكونت عينة البحث من (100) طالبا وطالبة موزعة على أربع كليات إنسانية هي:(الآداب-التربية /صفي الدين- التربية الأساسية- الفنون الجميلة)  في جامعة بابل، ولقياس الحاجة إلى الحب اعتمد البحث الحالي على الأداة التي أعدها قدورى في دراسته (2005) في جامعة بغداد والتي تتكون من (47) فقرة تعبر عن الحاجة إلى الحب جمعت من مقاييس وأدبيات مختلفة،وفي البحث الحالي تم التأكد من الصدق عدلت بعض الفقرات وتم الاتفاق على (46) فقرة وقد تراوحت نسبة الاتفاق(75- 100%)واستخرج الثبات، وبلغ معامل الثبات(ر=0،87).    ولقياس الذكاء الوجداني اعتمد على مقياس الذكاء الوجداني في دراسة النمري(2009) التي أجريت في المملكة العربية السعودية، وبعد التحقق من الصدق حددت نسبة الاتفاق بين الخبراء بـ(100 %) وقد بلغ  معامل الثبات عن طريق إعادة الاختبار(ر=0،83).    ولمعالجة البيانات إحصائيا استخدم المتوسط الحسابي والاختبار التائي لعينة واحدة ولعينتين مستقلتين، وقد أظهرت النتائج  إن هناك فرقا بين المتوسط الحسابي والمتوسط النظري ولصالح المتوسط الحسابي لأفراد العينة في كل من الحاجة إلى الحب والذكاء الوجداني،ودلت النتائج عن وجود علاقة موجبة بين الحاجة إلى الحب والذكاء الوجداني لدى أفراد العينة ،كما أظهرت النتائج عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين أفراد العينة تبعا لمتغير الجنس(ذكور إناث)في كل من الحاجة إلى الحب والذكاء الوجداني ولصالح الإناث،وبناء على ما أظهرته النتائج قدم الباحثان مجموعة من التوصيات والمقترحات.
 
 
الفصل الأولتعريف بالبحث
أولا: مشكلة البحثإن لكل إنسان القدرة على الحب ولكن تحقيق ذلك صعب للغاية فنحن نبدأ الحياة بتمركز الطفولة الكامل حول الذات ولا نستطيع التمييز بين ذاتنا والآخرين(مجيد،2008 :97)،فالتنشئة الاجتماعية لا توفر الخطوط الصحيحة لتعليم الأطفال الاتصال العاطفي،فهذا الاتصال قد يكون صحيحا في وقت وفي أحيان أخرى قد يكون خاطئا، فدائرة الاتصال الكاملة تشمل في وقت واحد قابلية التعبير الواضح عن رسالة وقابلية فهم رسائل الآخرين فهما صحيحا(سلامة،199:2007).ومن المشكلات الوجدانية في مرحلة المراهقة غرق المراهق في الخيالات و أحلام اليقظة التي قد تستغرق وقته وجهده وتبعده عن عالم الواقع،فالمراهق يميل إلى فكرة الحب من أول نظرة فيقع في حب الفتاة معتقدا أن هذا حب حقيقي ولكنه في الواقع ينقصه النضج الوجداني والاتزان الانفعالي وكثيرا ما تنتهي الزيجات التي تتم في سن مبكرة بالفشل لأنها لا تقوم على أساس من النضج الوجداني ولا تستند إلى المنطق السليم(عيسوي،257:1991).كما أن التغيرات الوجدانية تتصف بحدة الانفعال ،إذ يغضب ويثور المراهق لأسباب تافهة،ويمتاز الانفعال بالتقلب وسرعة التغير،ومرجع انفعالات المراهق في معظمها هو شعوره بأنه أصبح رجلا...ومع ذلك فان المحيطين به مازالوا يعاملونه كطفل ، فضلا عن ذلك وقوعه تحت طائلة العديد من الصراعات النفسية الأخرى(عيسوي،2005: 122).  ومن هنا تبرز مشكلة البحث الحالي ،إذ أن تشخيص المشكلة يعد من أولى الخطوات المعرفية الجادة الساعية للبحث عن حلًّ منطقي لها ، وقد شخص الباحثان مشكلة البحث الحالي بعد اطلاعهم على بعض الأدبيات التي تناولت الحاجة إلى الحب والذكاء الوجداني ، مما أتاح لهم فرصة الاطلاع على بعض الجوانب النظرية لهذين المفهومين في الحقل التربوي ،فقد أشارت الدراسات والبحوث التي أجريت في هذا المجال إلى إن استقراء التراث السايكولوجي العربي في هذه المواضيع يوحي بالقلة أو حتى الندرة ، ويرجع ذلك إلى عوامل اجتماعية وثقافية تجعل ثمة خصوصية  تتعلق بطبيعة المجتمع العربي ،كما إن عدم معرفة المراهق كيفية التعامل الصحيح مع هذه الحاجة بسبب الافتقار إلى النضج الوجداني والاتزان الانفعالي قد يؤدي إلى إرباك في فهم الذات وضعف الثقة بالنفس وعدم القدرة على أداء دوره الاجتماعي داخل الأسرة والمجتمع . لذا تتركز مشكلة البحث الحالي في تعرف فيما إذا كانت هناك علاقة بين الحاجة إلى الحب و الذكاء الوجداني لدى المراهقين  ،وما مدى تأثر هذه الحاجة بجنس المراهق ( ذكر , أنثى )؟.
 
ثانيا : أهمية البحث
تعد مرحلة المراهقة من أدق مراحل النمو التي يمر بها الإنسان نظراً لما تتصف به من تغيرات جذرية وسريعة تنعكس أثارها على مظاهر النمو الجسمي والعقلي والاجتماعي والانفعالي كافة ( أشول ، 1984 : 418 ) ، وبسبب هذه التغيرات تظهر مجموعة من المتاعب الانفعالية والوجدانية والاجتماعية من خلال الانتقال السريع من الطفولة إلى المراهقة لكلا الجنسين(عدس وتوق ، 1995 : 84) .وقد نالت مرحلة المراهقة اهتمام عدد من علماء النفس والباحثين واختلفت وجهات نظرهم فيها وعدها بعضهم ولادة جديدة للفرد ، واعتقد فرويد وهول وسوليفان أنها حقبة عاصفة ومرهقة (أسعد ومخول ، 1982 : 227 ) ، فقد وصف ستانلي هول المراهقة بأنها مرحلة تكتنفها الأزمات النفسية وتسودها المعاناة والإحباط والصراع والقلق والمشكلات وصعوبات التوافق ( Vanderzanden,1989: 370 ) ، في حين يرى آخرون ومنهم أريكسون ومارجريت وبنديكيت أن كثيراً من المراهقين لا تقترن لديهم المراهقة باضطراب سلوكي مشيرين إلى عدد من الحضارات والمجتمعات التي لا تبرز فيها ظاهرة المراهقة على نحو واضح أو مميز لذا فالمراهقة في نظرهم تبرز وتصبح عاصفة متميزة فقط في الحضارات والمجتمعات التي تضع قيودا على السلوك الجنسي ( كمال ، 1989 : 679 ) .
وبناء على ما سبق تتضح أهمية إشباع الحاجات النفسية في مرحلة المراهقة على وجه الخصوص ، فالحاجات لا تجعل المراهق ينظر إلى الواقع بشكل خاطئ فحسب،بل تتعدى إلى عدم رؤية الحقيقة أيضا ( جورارد ، 1988 : 96 ) ، كذلك فأن المراهقين سوف يندفعون أو يتأثرون انفعالياً ، فأنهم يميلون إلى مشاهدة ما يريدون مشاهدته ويسمعون ما يريدون سماعه،وقد تقودهم دوافعهم وانفعالاتهم إلى إدراك أشياء معينة بذاتها ذلك لأنهم يدركون العالم بطرائق تتفق وحاجاتهم ( Morgan,1979 :  388 ) .
وفي هذا الصدد يؤكد كريشل وزملائه (Krechetal & etal ) عام (1962) على أن تعثر الفرد في إشباع حاجاته بفعل معوقات اعترضته ،قد يؤدي إلى حدوث تشويه في مدركاته، واختلافها عن الواقع  الفعلي ، وان مدى هذا التشويه في الإدراك يتوقف على مدى قوة الحاجة عند الفرد ، فكلما كانت قوة الحاجة أو الدافع متوسطة كلما كان أدراك الفرد للموقف اقرب إلى الموضوعية ، أما إذ ازدادت قوة الحاجة زيادة كبيرة ، فأن الفرد قد يركز  في إدراكه على الهدف من دون أن ينتبه انتباهاً كافياً إلى الظروف والمعوقات والسياقات التي وجد فيها هذا الهدف، وحينما تضعف قوة الحاجة فأن حساسية الفرد وقدرته على استقبال المعلومات ، ومن ثم معالجتها تنخفض بصورة ملحوظة ( منصور ، 1982: 78 ).
وتعد الحاجة إلى الحب من أهم الحاجات النفسية التي تؤثر على المراهقين،فمن وجهة النظر الإسلامية ينظر إلى هذه  الحاجة على أنها  من أسمى المعاني فالحب هو الشعور بالمودة النابع من القلب وهو الحياة لمن حرمها , فهو في جملة الأموات , والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات , والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام ، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم والآم , هو روح الإيمان والأعمال , والمقامات والأحوال ، التي متى خلا منها فهب كالجسد الذي لا روح فيه (ابن القيم ،ب.ت :6-7 ).
وقد جاء في الحديث النبوي الشريف أن حلاوة الإيمان إنما تتحصل بوجود هذا الحب لله وللرسول ، وعن انس إن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) قال " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان من أحب المرء لا يحبه إلا الله عز وجل ومن  كان الله عز وجل  ورسوله أحب إليه مما سواهما ، ومن كان أن يقذف في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه " ( النسائي ،1986 :471 )، فالعقيدة هي الأساس للحب إذ إن حلاوة الإيمان تتحصل بوجود الحب وان الحب يسمو بوجود العقيدة ، ومن مراتب الحب حسب وجهة نظر الدين الإسلامي :
1- حب الله عز وجل   إن ذروة الحب وأكثره صفاء ونقاء هو حب الله ، فهو الرابط الوثيق الذي يربط الإنسان بربه ، وهو الأساس الذي يبني عليه صرح شخصيته ، ويسمو بأخلاقها ويقوم ما يصدر عنها من سلوك ( الو ريلي ، 2007: 11  ) .فحب المرء لله تعالى قمة الشعور بالسعادة والراحة النفسية ، فيضفي على النفس سموا وصفاء" وروحانية ، كما أن محبة الله شوق يملك القلب بالتقرب إليه ولقاءه لا في الصلوات والدعوات والتسبيحات فحسب بل في كل مقام ومكان وعمل يؤديه الإنسان ، فتكون كل سكناته وحركاته لله تعالى يرجو بها وجهه الكريم ، وحب المؤمن لله عز وجل يبعث في النفس أعظم السرور والسعادة والبهجة والأمن والطمأنينة سواء في الدنيا أو الآخرة ،وحينما يخلص الإنسان في حبه لله ، يصبح هذا الحب القوة الدافعة الموجهة له في حياته ، تخضع كل أنواع الحب الأخرى لهذا الحب الإلهي ، ويصبح أنسانا يفيض بالحب للناس وجميع مخلوقات الله والكون بأسره , فهو يحبها لله . إذ يرى في كل الموجودات من حوله آثار ربه الذي تشده عليه أشواقه الروحية ، وتطلعاته القلبية ( نجاتي ،ب. ت  : 92 ). وحب الله عز وجل لا يقبل بأن يزاحمه أو يتقدم عليه حب الآباء أو الأبناء أو الأخوة أو الأزواج ، ويشير إلى ذلك قوله تعالى : (( قل أن كان آباؤكم وأبنائكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومسكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين )) ( التوبة , 24) فالحب القائم بين الله وعباده المؤمنين قائم على الحب المتبادل , بينه عز وجل وبين عباده المؤمنين ، يقول تعالى : (( يا أيها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم )) ( المائدة , 54 ) كما أن الحب لا يظفر به المؤمن إلا بأتباع الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) قال تعالى (( قل إن كنتم تحبون  الله فأتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )) ( آل عمران ، 31) فإذا المرء أحب الله أحب ما يحب ، وأحب رسوله ، اقتفى أثره وتأسى به  .
 
2- حب الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) يأتي هذا الحب بعد حب الله تعالى في ذروة السمو والنقاء والروحانية (نجاتي ، ب.ت , : 93) وحب النبي (صلى الله عليه واله وسلم )مترتب على حب الله تعالى ، إذ إن محبة الله تعالى تقتضي منا أن نحب من أحب الله ، ومن اتبتعثه ليعلمنا كيف نحب الله ونحبه ، وقد ورد في الحديث الشريف ما يدل على أن حب الرسول وال بيته عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام يقع في المرتبة الثانية بعد حب الله تعالى ،إذ قال(صلى الله عليه واله وسلم) "أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي" ( الألباني , ب.ت : 119) ،فقد وعد الله من يتبع الرسول ويأتمر بأمره بأن يحبهم ويغفر لهم ذنوبهم . قال تعالى : (( قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )) ( آل عمران , 31) .  إن حب الله ليس دعوة باللسان , ولا هياما بالوجدان . إلا من يصاحبه الإتباع لرسول الله والسير على هداه وتحقيق منهجه في الحياة ، فحب المسلم للرسول يكون اشد من حبه لذاته ولوالديه وأولاده والناس ولأي شئ آخر (قطب 1992،:  387) ، إذ يقول (صلى الله عليه واله وسلم ) لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ( النسائي ،  1986: 114  ). والمحب يطيع محبوبه ، ويخضع له ويستسلم له . ولذلك كان حب الله ورسوله من العوامل الهامة في تربية نفوس المسلمين وفي تقوية أخلاصهم للإسلام وشدة تمسكهم  بمبادئه وتعاليمه ،والالتفات حول الرسول (صلى الله عليه واله وسلم )  يتعلمون من ويقتدون به ويأتمرون بأمره (نجاتي ،2002 : 83 ). ويندرج تحت هذا الحب حب الأنبياء والرسل جميعا عليهم صلوات الله وسلامه فحبهم يأتي بعد محبتنا للرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) فهم صفوة الله من خلقه ، نحبهم لان الله عز وجل أحبهم واختارهم لتبليغ الناس رسالته فلكل واحد منهم مكانته وقدره عند الله ( أبو دف , 1997 : 192). ويرى الباحثان إن حب الله ورسوله وال ببيته الطاهرين يحقق في نفوسنا حب الإيمان ،إذ إن الله تعالى حبب إلى المؤمنين والمسلمين الإيمان وزينه في قلوبهم ،فيقول سبحانه وتعالى (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون ) ( الحجرات ،7) .
 
3-حب الذات إن حب الذات يرتبط ارتباطا وثيقا بدوافع حفظ الذات فالإنسان يحب أن ينمي إمكاناته ويحقق ذاته ويحب كل ما يجلب له الخير والأمن والسعادة (نجاتي ب.ت : 83) ويعبر عن هذا قوله تعالى : ( وانه لحب الخير لشديد ) ( العاديات، 7) فالإنسان شديد الحب لنفسه ومن ثم الخير وجلب النفع لها ، فهو دائم الدعاء لطلب الخير والمال والصحة ،فعن أبي هريرة أن رسول الله قال " قلب الشيخ شاب على حب اثنتين طول الحياة وكثرة المال " ( الترمذي ، ب-ت  : 570 )  فهذا الحب ما لم يصبغ بصبغة الإيمان يظل مرتكسا في حمأة الأرض مقيدا بحدود العمر سجينا في سجن الذات لا يطلقه ولا يرفعه إلا الاتصال بعالم اكبر من الأرض وابعد من الحياة الدنيا وأعظم من الذات عالم يصدر عن الله الأزلي ويعود إلى الله الأبدي وتتصل فيه الدنيا بالآخرة إلى غير انتهاء ( قطب ،1992 : 39-38). وفي صدد الحد من أنانية النفس وحبها الزائد بهذه الدنيا ومتاعها ( قال (صلى الله عليه واله وسلم ) (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) ( ابن يزيد ,ب.ت : 1)، هذه دعوة من النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) بأن يحب المرء للآخرين الخير كما يحبه لذاته فالإنسان بطبيعته هلوعا إذا مسه الشر  وإذا مسه الخير منوعا فهذا فيه قمة الأنانية، وقد عالجها الله تعالى بثنائه على من يقاوم هذا الإسراف في حب النفس ومن خلال الدعوة إلى الإيمان وإقامة الصلاة والزكاة والصدقة على الفقراء والمساكين والبعد كل البعد عن ما يستدعي غضب الله تعالى ، فالإيمان ميزان يوازي بين حب الذات وحب الآخرين فتحقق المصلحة الفردية والعامة معا .
 
4-حب  الفرد للآخرين الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي ينشأ في اسر مسلمة يتعلم فيها الحب بمعانيه الصادقة ويحمل معالم الإسلام السمحة يخرج إلى العالم ذو نشأة سوية يشعر بمحبته للناس ووده لهم وقد عني القرآن الكريم بتوجيه المسلمين إلى الإخوة والمحبة والترابط إذ أشاد القرآن الكريم إلى الإنشاد لمحبتهم ومؤاخاتهم للمهاجرين ومد يد العون لهم قال تعالى (( والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )) ( الحشر , 9). إن تراحم الناس وتوادهم وتعاطفهم يقوي الروابط الاجتماعية بينهم ويعمل على تماسك ووحدة المجتمع واستقراره . فالأفراد إنما هم لبناة في بناء المجتمع . فإذا تفككت  الروابط وانقطعت بينهم الصلة بسبب البغضاء والشحناء تفكك المجتمع وانهار كما ينهار البناء إذا تفككت أجزاؤه ( نجاتي, 2002 : 88-89).
وفي هذا الصدد يقول (صلى الله عليه واله وسلم ) ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ))( الألباني ، ب. ت : 71)، فالمؤمن لا يسعى جاهدا إلى حب الناس فحسب بل يعمل ليألف ويؤلف  , فرسولنا الكريم (صلى الله عليه واله وسلم ) يدفع بالمسلمين إلى القيام بالأعمال التي تنشر المحبة والوئام بين الناس. وقد ورد في الحديث القدسي ما يثبت أن الحب القائم بين المؤمنين هو في الله ولله ،فعن أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) ذكر سبعة يضلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله , ومن هؤلاء رجلان تحبا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ( البخاري ,1987: 234).وعندما احتضر الأمام علي (عليه السلام) جمع بنيه،حسنا وحسينا وابن الحنفية والاصاغر فوصاهم،وكان في آخر وصيته"يا بني عاشروا الناس إن غبتم حنوا إليكم،وان فقدتم بكوا عليكم ،يا بني إن القلوب جنود مجندة تتلاحظ بالمودة، وتتناجى بها، وكذلك هي البغض، فإذا أحببتم الرجل من خير سبق عنه أليكم فارجوه،وإذا أبغضتم الرجل من غير سوء سبق منه أليكم فاحذروه(الموسوي،2010: 306).وبناء على ما مره ذكره يرى الباحثان ان حكمة اهتمام الدين الإسلامي بالتحابب والتوادد والتراحم والتآلف بين الناس ,  يخلص  الفرد من الشعور بالقلق الذي ينتج عنه الشعور بالعزلة عن الجماعة هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يقوي انتماؤه إلى الجماعة. وهناك من يرى  بأن الحب حالة جسدية ، أي أنه لا يعني شيئاً سوى استجابة جسدية تجاه شخص آخر يشعر بالانجذاب الجسدي نحوه ، لذلك نجد الحب يشمل مجالاً واسع النطاق من السلوك بما فيه الاهتمام( Caring )، والإصغاء( Listening) ، والرعاية( attending )، والمعاملة التفضيلية للآخرين(Preferring to others  ) .
  في حين يرى آخرون أن فكرة الحب تتأثر بالغريزة الجنسية الفطرية(The Simple Sexual instinct ) التي تشترك فيها جميع الكائنات الحية المعقدة ، فالأجناس البشرية تتوجه فيها بوعي( Directed Consciously )أو من دون وعي( Sub- Consciously )باتجاه الإشباع الجنسي( Sexual gratification ). أما النظريات السلوكية فتؤكد على أن الحب سلسلة من الأفعال والخيارات التي من الممكن ملاحظتها ورؤيتها من الشخص نفسه والآخرين ، ولأن الحب ممكن ملاحظته فمن الممكن قياسه نظرياً أيضاً فمثلاً يسلك (A) سلوكاً معيناً تجاه (B) أكثر مما يسلكه تجاه (C) فهنا يتبين أنه يحب (B) أكثر من (C) (مكي ، 2004: 23) . ويرى أدلر (Adler )أن علاقة الفرد بالآخرين في المجتمع هي أول مشكلة في الحياة وأكبرها ، فالإنسان من وجهة نظره لا يمكن أن يوضع بالضد من المجتمع لأنه لا يمكن أن يوجد أحدهما من دون الآخر ولا يمكن للمجتمع أن يبقى من دون الآخرين، كما أنه لا يمكن الفرد أن يصل إلى أهدافه ما لم يكن قادراً على التعامل مع الآخرين(صالح ، 1987 :244) . ويشير ماسلو( Maslow, 1954 )إلى ان حاجة الحب والانتماء(  Belongingness & Love Needs )تظهر عندما يتم إشباع حاجات الفرد الفسيولوجية والأمن نسبياً ، هنا يكون الفرد بحاجة إلى العلاقات الحنونة الدافئة مع الناس عامةً ، وتحديداً حاجته لكي يحصل على مكانه في مجموعته ويكافح بشدة من أجل تحقيق هدفه (Goble, 1970, P  40) .
 أما عن الحب فيقول ماسلو بأنه يتمثل برغبة الفرد في حب شخص آخر ، وأن يكون محبوباً بالمقابل والحصول على الاهتمام والعناية(Bischof, 1970, P. 548)،وهناك نوعين للحب الاول يكون ناتجا عن النقص أو العجز( Deficiency Love )فهو يتسم بالأنانية ويتركز فيه اهتمام الفرد بأن يحبه الآخرون ،والأخر يعني أن تكون قادراً على أن تحب الآخرين ( Being Love )، وهذا النوع من الحب لا يمكن أن يتحقق من دون أن تشبع الحاجات الأساسية التي تسبقه (Dietch, 1978, P. 627) . 
 وتؤكد هورناي( Horney)أن الشائع في حضارة العصر هو التظاهر بالحب والحب العصابي ، وهو القسرية والمغالاة في الحب ، ويكون الشخص العصابي في حاجة إلى الحب لأنه يشعر بأنه كئيب وبائس وغير محبوب كما أنه يشعر بالحاجة إلى الحب على درجة عالية من الحساسية إذ يتأثر بأية إشارة ولو كانت بسيطة تنم عن الرفض له  (صالح، 1988  :230) .
 أما روبن (Rubin, 1973 ) فقد توصل إلى إيجاد الفرق بين الإعجاب والحب من خلال تجاربه التي قام بها وذلك  من خلال تطوير مقاييس لقياس الحب والإعجاب، فيرى أن ما يجعل الحب مختلفاً عن الإعجاب هو أن الإعجاب يهتم بتقويم الشخص الآخر وهذا يعني أننا نعجب بشخص ما فقط عندما نشعر بأن ذلك الشخص يمتلك خلقاً وفكراً جيداً يستحق منا الاحترام (Rubin, 1973, P. 1)0 وتشير هاتفيلد وزملاؤها( Haltfield & her Colleagues ) إلى نوعين أساسيين للحب هما الحب العاطفي (الجنسي) Passionate Love (Sexual) والحب الرفاقي Companionate Love ، ولقد توصلت إلى تعريف الحب العاطفي (الجنسي) Passionate Love (Sexual) على انه حالة من الرغبة الشديدة للاتحاد والارتباط بالشخص الآخر وهو أيضاً حالة من الآثار الفسيولوجية( Physiological arousal )العميقة ، أما الحب الرفاقي( Companionate Love )فهو حالة من الحب الذي نشعر به تجاه أولئك الذين ترتبط حياتنا بهم بعمق ، وعلى الرغم من أن أغلب الناس تربط بهجة الحب العاطفي (الجنسي) بالحب الرفاقي في علاقة واحدة ، لكن في الحقيقة أن عملية هذا الربط بين هذين النوعين من الحب عند هاتفيلد مستحيلة (Haltfield & Walster, 1978, P.2).ويؤكد ماسلو أن لمنح الحب للطفل أهميته بوصف ذلك شرطاً جوهرياً من شروط تحقيق الشخصية السليمة ، وأنه من دون إشباع الحاجات الأساسية للطفل ومن دون الحب والأمن والشعور بالاحترام فإنه سيواجه صعوبة في نموه وتحقيق ذاته (جورارد ولاندزمن ، 1988  :339) ،وفي حالة عدم إشباع هذه الحاجة واكتمال النضج العاطفي تحدث اضطرابات في العلاقات الاجتماعية والصراع النفسي واضطرابات في العلاقات الحميمة (يونس ، 1972 :161) .أما  كزادي و شافر( Cassidy &  Shaver, 1999 ) فيصوران الحب على انه عملية توحيد ودمج لثلاثة أنظمة سلوكية حياتية هي(التعلق Attachment ، والاهتمام Caregiving والجنس Sexuality) ولكل واحد من هذه الأنظمة مجموعة من السلوكيات المتميزة والوظائف،ويمكن لهذه الأنظمة السلوكية الثلاثة أن تشوه وتُحرف عن طريق (تجارب التعلم الاجتماعي غير المثلى) Learning Experiences Non- Optimal Social –))التي قد تحدث في المراحل العمرية المختلفة للفرد ومنها تظهر الأنواع الفرعية المختلفة للحب والمراحل المتطورة منه (Cassidy &  Shaver, 1999, P. 104) . 
 
ويوضح فرويد (Freud) بأن الحب الناضج والجنس (Adult Love & Sexual )هما امتداد للأشكال الطفولية إلى جانب هذا يعد فرويد الحب بمثابة تيارين موجودين هما : الحب / الحنان( Tenderness/ Affection) والحساسية( Sensuality )، ينشأ التيار الأول في وعي الطفل بالرعاية ، والاهتمام والتغذية مما يتلقاه من والديه ، أما التيار الثاني فله علاقة بالنشاط الجنسي أو ما يسميه فرويد اللبيدو( Libido 9وهو الشهوة الجنسية . كما يرى فرويد أن الحب السعيد (Happy Love )هو اندماج لهذين التيارين وأن انفصال هذين التيارين عن بعضيهما أو كبت أحدهما ينتج عنه العصاب( Neurosis)،وأن من الطبيعي جداً أن تتحول الرغبات الجنسية إلى علاقة حب طاهرة وبمعنى آخر أن الحب الرفاقي( Companionate Love )والعلاقة الحميمة( Intimacy )سببها كبت الرغبة الجنسية للفرد. (Frud, 1951, PP. 1-2) ويبن آرون وآرون(,1986 Aron & Aron )بأن الناس ينجذبون بعضهم إلى البعض الآخر عندما يجدون الفرصة لتوسيع الذات ،ويلعب التشابه( Similarity )دورا كبيرا في الجاذبية بين الأفراد،ففي البداية يفيد التشابه بوصفه متغيراً مشروطاً فمثلاً إذا كانت هناك إمكانية لحدوث علاقة ما ، وبعد إدراك الإمكانية فأن المضاد لهذا المتغير هو الذي سيحدد تطور العلاقة وعند هذه النقطة فأن الاختلاف بدلاً من التشابه هو الذي يجعل الشخص يؤمن بأن تلك العلاقة تقدم فرصة لتوسيع الذات ولذلك فإنها جديرة بالمحافظة عليها (Aron & Aron, 1986, PP. 1-2) .  
 
وقد بين ستيرنبيرغ(1986 Sternberg,) بأن الحب يتألف من ثلاثة مكونات هي : 
1-العلاقة الحميمة( Intimacy ): تشير إلى الدوافع التي تقود إلى الرومانسية والانجذاب الجسدي والإجماع الجنسي والظاهرة المتعلقة بعلاقات الحب .
2-المودة( Passion ): تشير إلى مشاعر القرب والارتباط في علاقة الحب .
3-القرار أو الالتزام( Decision or Commitment ): يشير القرار أو الالتزام إلى قرار الفرد بحب فرد آخر ولمدة قصيرة أو لمدة طويلة يلتزم خلالها بالمحافظة على الحب  (Sternberg , 1986, P. 119).
 
وهناك اتجاهان في تفسير الحب فالأول يرى بان الحب عاطفة، في حين يرى الآخر بأنه انفعال مركب والفرق بين هذين أن الأول عبارة عن مجموعة مرتبة من الانفعالات تدخل فيها عناصر عقلية تمتاز بالثبات والاستقرار والثاني عقدة أو تركيب انفعالي ذو قوة دائمة فيه حماس وشدة وفيه تركيز الانتباه إلى شيء معين(الجواري،2006: 30).ويتفق  المتخصصين في هذا المجال قديما وحديثا بتأثر السلوك الإنساني بكل من العقل والقلب , وأن العقل محل الإدراك والتفكير وان القلب مكمن المشاعر والأحاسيس , كما  إن الإدراك الحسي وظيفة يشترك فيها كل من الإنسان والحيوان , غير إن الله سبحانه وتعالى قد خص الإنسان بوظيفة إدراكية أخرى هامة يتميز بها عن الحيوان وهي العقل الذي به يستطيع أن يعلو بإدراكه عن الأشياء المحسوسة فيفكر في المعاني المجردة كالخير والشر والفضيلة والرذيلة والحق والباطل وبه يستطيع أن يستدل على المبادئ العامة  من الملاحظات والتجارب " ( نجاتي ،2001:  123).وفي هذا الصدد يقول الإمام علي (عليه السلام)" الدنيا منتهى بصر الأعمى لا يبصر مما وراءها،والبصير ينفذها بصره ويعلم إن الدار ورائها،فالبصير منها شاخص والأعمى إليها شاخص،والبصير منها متزود والأعمى لها متزود"(جعفر،1956: 203).إن القلب هو مكمن المشاعر من حب وبغض ووساوس وخطرات , وهو قبل ذلك موضع الإيمان والكفر ’ والإنابة والإصرار والطمأنينة والاضطراب  " ( الشنقيطي،1997 : 202 ).ولكل من العقل والقلب ادوار في تسيير حياة الإنسان وتكيفه وتعايشه مع من حوله وبلوغه الهدف الذي يسعى إليه " وذلك أن عمر الإنسان يقاس بعقله ووجدانه لابسني حياته وأيام زمانه , وانه على مقدار حظ العقل من العلم ونصيب الوجدان من مرهفات الحس تكون الحياة الإنسانية عرضا وعمقا وغنى  (الجوزو , 1980 :9) .ويعد مفهوم الذكاء من أكثر المفاهيم التي حظيت باهتمام علماء النفس منذ ظهوره في بداية القرن الماضي ،فقد احتل مكانة أساسية داخل  هذا الميدان , وهو وان كان موضوعا قديما ،إلا إن التجديدات التي طرأت عليه في الفهم والتطبيق  من فترة إلى أخرى ساهمت في استيعابنا لهذه الخاصية المهمة بشكل أفضل،وقد برزت جهود علماء النفس في التعرف على طبيعة الذكاء واتخذوا أساليب متنوعة للتعرف على ما إذا كان الذكاء مكونا من قدرة عقلية عامة أم مجموعة من القدرات المستقلة وتوصلوا إلى إن الذكاء مجموعة من القدرات تم تسميتها بأنواع مختلفة من الذكاء كالذكاء الميكانيكي والذكاء العملي  , والذكاء الشخصي وغيرها من الذكاءات . لقد تركزت معظم الأبحاث والدراسات السابقة حول أنواع الذكاء المختلفة كالذكاء العام والذكاء الميكانيكي والذكاء الاجتماعي والذكاء الشخصي ولم يحظ موضوع الذكاء الوجداني باهتمام بحثي بالقدر المناسب خاصة في بلادنا العربية .والذكاء الوجداني له جذور فيرى " وليم جيمس " عام 1890 م إن الشعور أو الوعي بالذات وهو في جوهره خبرة اجتماعية ، وهذا يتفق مع حكمة سقراط " اعرف نفسك " والتي تعد حجر الزاوية في الذكاء الوجداني الذي يكٌون جانبا مهما من الذكاء الشخص وتعني تلك الحكمة وعي الإنسان بمشاعره وقت حدوثها ،أي أن الوعي بالذات كموضوع نفسي اجتماعي يتعلق بإدراك الفرد بأن له تأثير على الآخرين وللآخرين تأثير عليه ،وعلى الرغم من أن الذكاء الوجداني يعتبر مفهوما" جديدا إلا انه احدث صيحة كبيرة بالأوساط العلمية والعامة وقد ظهر في التسعينات من القرن الماضي وتناولته سلسلة من الكتب والمقالات من حيث طبيعته ومكوناته وتطبيقاته في الميادين التربوية والتنظيمية والاجتماعية والمهنية فهذا المفهوم لا يعتمد على قدرا ت الفرد الذهنية ولكنه يعتمد على ما يملكه الفرد من قدرات اصطلح على تسميتها قدرات الذكاء الوجداني .
وقد تزايدت واحتدمت النقاشات حول الذكاء الوجداني ( الانفعالي ) في الآونة الأخيرة وأصبح هذا الموضوع المادة العلمية لأفضل الكتب وأكثرها مبيعا في المجتمع الأمريكي والذي ألف (دانييل جولمان )عام 1995 وانتهى النقاش إلى ان هذا الموضوع من الذكاء ليس مكنون بسيط وليس سهل الحديث عنه ووصفه عن طريق الثرثرة ولكن في الواقع كينونة معقدة ومؤهلة وفعالة (الأعسر وكفاني،2000: 7). وتعد نهاية الثمانينات بداية لأستخدم مفهوم الذكاء الوجداني , ومن أوائل من قدموا هذا المفهوم في التراث السيكولوجي (جرينسبان )حيث حاول إيجاد نموذج موحد لتعلم الذكاء الوجداني في ضوء نظرية بياجيه للنمو المعرف ونظريات التحليل النفسي والتعلم الوجداني .ومجمل القول في هذا النموذج بأن الذكاء الوجداني يمر تعلمه بثلاث مستويات وهي :
 
أولا : التعلم الجسمي (Somatic Learning) وفيه يتعلم الانفعالات المرتبطة بالحاجات الجسمية .
ثانيا : التعلم بالنتائج (Consequence Learning) فهو مستوى متداخل مع المستوى الأول والمستوى الثالث , وفيه يتعلم الأفكار والمعاني من خلال ما يتبع السلوك المتعلم من نتيجة ( كآليات التعلم بالتعزيز ) .( عبده وعثمان،2002: 247) .
ثالثا : التعلم التركيبي التمثيلي :(Representational Structural Learning ) وتحدث في هذا المستوى أعلى درجات تعلم الأفكار والمعاني والانفعالات وهو ما يمثل مرحلة التفكير الشكلي  لدى بياجيه كما قدم كل من سالوفي وماير ( 1990)مقالا بعنوان الذكاء الوجداني " وقدم أيضا (1995م) مقالا بعنوان الذكاء الوجداني وأشارا فيه بأن الذكاء الوجداني هو نوع من الذكاء الاجتماعي واهم وظائفه أرشاد التفكير وتخصيص القدرات التي تسهم في حل المشكلات  ( النجار ،2007: 438) .كما قدم جولمان أفضل ما كتب عن الذكاء الوجداني في كتابه الشهير الذكاء الوجداني " والذي تناول فيه ما اسماه بالعقل الوجداني " وطبيعة الذكاء الوجداني والمجالات التي له دور فيها ودوره في براعة الإنسان وتقدمه في مجالات الحياة العملية قياسا بالذكاء الأكاديمي . الذي له الدور البارز في حياة الفرد التعليمية ( عبده وعثمان، 2000: 248) .   
    وترجع أصول الذكاء الوجداني إلى القرن الثامن عشر (Mayer & Salovey , 1997 : pp 5-11 ) حيث كان يرى العلماء بأن العقل ينقسم إلى ثلاثة أقسام متباينة هي :
1-الإدراك :وتشمل على العديد من الوظائف مثل الذاكرة والتفكير واتخاذ القرار ومختلف العمليات المعرفية وما ينبثق منها ، والذكاء كأسلوب من أساليب التوافق الجيد . وان كان "ماير وسالوفي" قد ميزا بين الذكاء والتوافق ، بأن التوافق خاصية واحدة من خصائص الذكاء , وان معظم الكائنات الحية قادرة على التوافق اعتمادا على توظيف النواحي الحسية لها دون حاجة لها بالذكاء .
2-العاطفة: وتشمل الانفعالات والنواحي المزاجية والتقويم ومختلف المشاعر مثل الفرح والسرور والغضب والإحباط والخوف والقلق والتبرم وعدم التحمل ، وابسط أشكال الانفعالات ما يسمي باللون الوجداني للأحاسيس . والذكاء الوجداني بطريقة او بأخرى مرتبط بالمنحى الأول والثاني ويحدث تكامل بينهما إلا انه ليس كل ما يتصل بالمنحى المعرفي والمنحى الوجداني يكون ذكاء" انفعاليا ، على الرغم من التفاعل التبادلي والمشترك بين الانفعال والتفكير وأثره على السلوك الإنساني .
3-الدافعية :وتشمل الدوافع البيولوجية أو المتعلمة أو الأهداف التي يسعى الفرد لتحقيقها .ومازال هذا التقسيم للعقل الإنساني معترفا به من قبل العديد من العلماء المعاصرين مثل (Hilgaed 1995 ,Mayer,1980) ومن المفاهيم المقترحة في هذا المجال " الذكاء الدافعي " وذلك من وجهة نظر ماير وجيهر (Mayer &Geher, 1996) في تقسيمها للذكاء الى معرفي وانفعالي ودافعي والأنواع الثلاثة مرتبطة ببعضها بدرجة ما , فعند تحليلنا لمسألة لماذا يصبح الفرد نشطا فأننا نحلل مظاهر الحاجات والدوافع كمصدر للفعالية والنشاط , وعند دراستنا لقضية الهدف الذي تتوجه اليه فاعلية الفرد ولماذا يتم اختيار الأفعال والسلوك – هذا على وجه التحديد – فإننا نحلل مظاهر الدوافع باعتبارها أسبابا تحدد السلوك , وعند حل مشكلة كيفية تحقيق تنظيم القوى المحركة للسلوك فإننا ندرس مظاهر الانفعالات والخبرات الوجدانية الذاتية (عبده وعثمان،2002: 249) .
وعند الحديث عن نموذج(مايرو وسالوفي1990 )للقدرات نجد انه احد الاتجاهات المهمة في الذكاء الوجداني حيث أظهرت التعريفات المبكرة له كمجموعة من القدرات من خلال أعمالهما وقد استخدم في هذه التعريفات المبكرة مدخل مكنون من جزأين الأول المعالجة العامة للمعلومات الوجدانية والثاني حددت المهارات المتضمنة في المعالجة وتم تعريف الذكاء الوجداني في تلك المرحلة على انه القدرة على رصد الفرد لمشاعره وانفعالاته الخاصة ومشاعر وانفعالات الآخرين وان يميز بينهما وان يستخدم هذه المعلومات في توجيه سلوكه وانفعالات ، ثم ادخلا عام (1997م) تعديلا على نموذج الذكاء الوجداني وأعادا تعريف الذكاء الوجداني على انه قدرة الفرد على أن يدرك ويعبر عن الانفعالات وان يفهم فهما جيدا كيف تؤثر الانفعالات على الفكر وان يفهم ويستدل من الانفعالات في ذاته وفي الآخرين ( أبو نصر،2008: 107) .وقد اقترح أصحاب ذلك النموذج أربع قدرات فرعية للذكاء الوجداني منفصلة , لكنها متجانسة مع بعضها البعض ، فقد يكون الفرد عالي القدرة في أحداها . ومنخفضا في الأخرى وهي قدرات مرتبة تطوريا من الأدنى إلى الأعلى وتعكس مراحل النمو الوجداني ،فالأفراد الأكثر ذكاء" انفعاليا يمرون بصورة أسرع في هذه المراحل , ويقعون في المستويات الأعلى منها (الخضر , 2006: 260)، والقدرات الفرعية هي :
 
أولا : التعرف على الانفعالات : ويقصد بها الإدراك والتقييم والتعبير عن الانفعال بصورة دقيقة وتشمل :
1-التعرف على انفعالات الذات .
2-التعرف على انفعالات الآخرين والأشياء (اللوحات والأصوات ) .
3-التعبير بدقة عن الانفعالات من خلال التعابير اللغوية وغير اللغوية .
4-التمييز بين تعابير الانفعالات الصادقة والمزيفة (Mayer ,Salovey& Caruso,2000: 409 ) .
 
ثانيا : توظيف الانفعالات : وهي القدرة على استثارة الانفعال واستخدامه لترشيد التفكير , وتركيز على الجوانب المهمة وتشمل :
1-استخدام الانفعالات لتوجيه الانتباه للمعلومات المهمة  في الموقف .
2-استخدام الانفعالات لتنشيط التفكير والخيال والإبداع وحل المشكلات .
3-توظيف فهم انفعالات الآخرين في التعامل معهم .
 
ثالثا : فهم الانفعالات : وهو القدرة على فهم أسباب الانفعالات وكيفية تطورها وما هي مكوناتها والقدرة على التنبؤ بها والتعبير عنها وتشمل :
1-تسمية الانفعالات والتمييز بين التسميات المتشابهة وانفعالاتها .
2-تفسير المعاني التي تحملها الانفعالات (مثلا الحزن يعني فقدان الشئ ) .
3-فهم الانفعالات المركبة  ( كالغيرة والغضب والحسد والخوف ) والمتناقضة (الجمع بين حب الشخص وكره سلوكياته ).
4-ملاحظة التحول أو التغير في الانفعال سواء كان في الشدة (من الكره إلى البغض ) أوفي النوع ( من الحسد إلى الغيرة ) .
5-التنبؤ بالانفعالات المستقبلية بدقة ( الخضر ،2006 : 293 ) .
 
رابعا : ضبط الانفعالات : وهو القدرة على إدارة الانفعالات المتعلقة بالذات وبالآخرين بصورة تسمح بالتكيف الفعال مع الموقف وتشمل :
1-القدرة على أظهار انفعال لا يشعر به الفرد أصلا إذا اقتضى الموقف .
2-القدرة على أخفاء الفرد لانفعالاته عندما يكون إظهارها غير مناسب .
3-القدرة على استثارة وضبط الانفعال المناسب لدى الآخرين .
4-قدرة الفرد على ضبط انفعاله بحيث لا يؤثر سلبا على تفكيره (Mayer ,Salovey 1997:16) .
 
وعلى الرغم من أن أول من أطلق مصطلح الذكاء الوجداني هما (ماير وسالوفي ) اللذان بدءا سلسلة أبحاثهما في سنة (1990م) فأن فضل انتشار هذا المفهوم يرجع إلى (جولمان) وكتابه " الذكاء الوجداني " ولماذا هو مهم أكثر من نسبة الذكاء  ؟ وتبعته سلسلة من الكتب والمقالات التي تناولت الجوانب النظرية وتطبيقات المفهوم في الميادين التربوية والتنظيمية والاجتماعية . والتي تدور حول فكرة أن النجاح في الحياة الاجتماعية أو المهنية لا يعتمد على قدرات الفرد الذهنية فقط ولكن ما يملكه من قدرات ا أصطلح على تسميتها بالذكاء الوجداني ( الخضر 2002: 203) .إن القدرة في التعامل مع العواطف والمشاعر يمكن ان تساهم في كيفية التعامل مع احتياجات الأفراد وكيفية تحفيزهم بفعالية،فالقائد الذي يقود بقلبه وعقله يساعد على إيجاد بيئة تشجع على العمل الجماعي التعاون والمودة وتحقيق النتائج المرغوبة(نخبة من المتخصصين،2009: 192).وقد قدم جولمان في نظريته تصورا للذكاء الوجداني على انه مكون من خمسة مجالات سياسية :
1-معرفة الفرد لانفعالاته : وقد وصف هذا المجال بأنه الحجر الأساس للذكاء الوجداني ويتميز بالوعي بالذات أو القدرة على التعرف على المشاعر وقت حدوثها .
2-القدرة على أدارة الفرد لانفعالاته : بمعنى امتلاك المهارة في معالجة المشاعر المختلفة مثل الغضب والقلق بصورة مناسبة والأفراد الذين يفتقدون هذه المهارة غالبا ما يعانون من الأزمات بينما الذين يمتلكون هذه المهارة غالبا ما يمتلكون قدرات تؤهلهم للتغلب على أحداث الحياة الضاغطة .
3-القدرة على حفز الذات : وتعني قدرة الفرد على أن يركز طاقته النفسية لإنجاز هدف مقبول كذلك تتضمن القدرة على إرجاء الإشباع .
4-القدرة على التعرف على الانفعالات لدى الآخرين : ويرى بأن التعاطف هو المكون ألنمائي الحاسم لهذا المجال لأن التعاطف يساعد الفرد على أن يستجيب بصورة مناسبة للإشارات الاجتماعية التي تحدد ما يريده أو يرغب فيه الآخرون .
5-القدرة على أدارة العلاقات : وتعني أن يكون الفرد قادرا على أدارة انفعالات الآخرين ويصبح كفؤا اجتماعيا , ويرى بأن الكفاءة الاجتماعية تتضمن مهارات يحتاج أليها الفرد لكي يصبح قائدا ويكتسب شعبية ( Goleman,1998 ,pp46-55).
أما بار – اون فقد قدما عام (1997) نموذجا للذكاء الوجداني يشتمل على خمسة عشر بعدا فرعيا هي : -
أولا : الذكاء الوجداني داخل الشخص : ويتضمن خمسة أبعاد فرعية هي . الوعي بالذات الوجدانية والتوكيدية واعتبار الذات وتحقيق الذات والاستقلالية .
ثانيا : الذكاء الوجداني بين الأشخاص : ويتضمن ثلاثة أبعاد فرعية هي : التعاطف ، والعلاقات بين الأفراد ، والمسؤولية الاجتماعية .
ثالثا : القدرة على التكيف : ويتضمن ثلاثة أبعاد فرعية هي حل المشكلة واختبار الواقع والمرونة .
رابعا : إدارة الضغوط : ويتضمن بعدين فرعيين هما ، تحمل الضغوط وضبط الاندفاعات .
خامسا : المزاج العام : ويتضمن بعدين فرعيين هما , السعادة والتفاؤل (Bar-On ,1997 : pp 17- 20  ) .وقد أعاد (بار- اون) تنظيم العوامل المكونة للذكاء الوجداني في تنظيم أطلق عليه " التنظيم الطبوغرافيا " وفيه قسم أبعاد الذكاء الوجداني إلى ثلاثة عوامل هي :
1-عوامل جوهرية : وتشمل أبعاد الوعي بالذات الوجدانية . والتوكيدية , واختبار الواقع , وضبط الاندفاعات .
2-عوامل مساندة: وتشمل أبعاد اعتبار الذات الاستقلالية والمسؤلية الاجتماعية والتفاؤل والمرونة وتحمل الضغوط .
3-عوامل محصلة : وتشمل أبعاد حل المشكلة ، العلاقات الاجتماعية وتحقيق الذات والسعادة ( أبو المكارم وحسين ،2004: 322-323) .
وتتركز أهمية البحث الحالي في النقاط الآتية:
1- يعد البحث محاولة  للكشف عن مستوى الحاجة للحب لدى المراهقين في مرحلة المراهقة المتأخرة.
2- إن الكشف عن مستوى الحاجة للحب يلقي الضوء على جانب مهم من جوانب شخصية المراهقين في مرحلة المراهقة المنعكسة ايجابيا على حياته في  المرحلة القادمة(مرحلة الرشد).
3-  يعد البحث أول محاولة في جامعة بابل(حسب حدود علم الباحثان)  للكشف عن العلاقة بين مستوى الحاجة للحب و الذكاء الوجداني لدى الطلبة، وان الحاجة تدعو إلى معرفة مستوى العلاقة بينهما 0
4- إن البحث جاء محاولة للكشف عن الفروق في الحاجة للحب والذكاء الوجداني وفقاً لمتغير  ( الجنس  ) وذلك للاستفادة منها في تحديد الحاجة للحب والتعامل معها وفقا لمستوى درجة الذكاء الوجداني 0
 
 
ثانياً : أهداف البحث  يستهدف البحث الحالي الإجابة عن الأسئلة الآتية :
1- ما درجة الحاجة إلى الحب لدى المراهقين؟ .
2-هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية في الحاجة إلى الحب تبعا لمغير الجنس( ذكور – إناث) ؟.
3- ما درجة الذكاء الوجداني لدى المراهقين؟ .
4-هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية في الذكاء الوجداني تبعا لمغير الجنس( ذكور-إناث)؟.
5- هل هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين الحاجة إلى الحب والذكاء الوجداني لدى المراهقين ؟.
 
ثالثاً : حدود البحث  يقتصر البحث الحالي على طلبة جامعة بابل للدراسات الصباحية للمراحل الأولية للعام الدراسي (2010- 2011).
 
رابعاً : تحديد المصطلحات
أولا:  الحاجة The Need 1 – يعرفها ليندكرن وآخرون (Lindgren & et. al., 1973 ):          بأنها الافتقار إلى شيء مهم وجوهري للفرد(Lindgren & et. al.,1973,P. 102) 2 – وعرفها زهران( 1977) : الافتقار الى شيء ما إذا وجد حقق الإشباع والرضا والارتياح للفرد (زهران،1977 :111).3 – و يعرفها الحفني (1978).   شعور المرء بأنه ينقصه شيء أو يلزمه شيء (الحفني ،1978:  8).4 – وعرفها دافيدوف( Davidoff, 1983 )  إنها نقص ، وقد يكون نقصاً في متطلبات جسمية معينة أو متعلمة أو كلتيهما (دافيدوف ، 431:1983) .
 
ثانيا:الحاجة إلى الحب (The Need for love )1 – يعرفها ويلي وسونس (Wiley & Sons, 1969)  الحاجة الى أن تكون محبوباً وذا عاطفة ، وموضع اهتمام من أشخاص آخرين (Wiley & Sons, 1969, P. 81) .2 – وعرفها ماسلو( Maslow, 1970) : سعي الفرد إلى الحصول على الحب ، والعاطفة ، والعناية ، والرعاية ، والسند العاطفي من الشخص الآخر أو من الآخرين (Maslow, 1970, P. 102). 3 – ويعرفها زهران( 1977) من أهم الحاجات النفسية التي إذا لم تتوافر شعر الفرد بالعزلة التي تؤدي فيما بعد إلى ظهور أنماط سلوكية منحرفة (زهران ، 1977: 115) .4 – ويجدها وليم( William, 1980 ): شعور يتضمن رغبة عارمة في سعي الفرد إلى الحصول على عطف الآخرين ومحبتهم (William, 1980, P. 45) .5 – في حين تجدها هورناي( Horney, 1988 ) : محاولة دائمة من الفرد لكسب رضا الآخرين واستحسانهم (صالح ، 1988 :50) .
وفي ضوء التعريفات السابقة ، فأن الباحثان يضعان التعريف النظري الآتي:الحاجة إلى الحب : هي العوز الذي يحرك الفرد ليبذل جهداً في الحصول على الحب ، والعطف ، والقبول من الآخرين . أما التعريف الإجرائي للحاجة إلى الحب فهو : الدرجة الكلية التي يحصل عليها المستجيب في ضوء استجابته لمقياس الحاجة إلى الحب .
ثالثا: الذكاء الوجداني ( Emotional Intelligence  ) 1- عرفه ماير وسالوفي( Mayer &Salovey ,1997 )على انه:          مجموعة من المهارات والكفاءات العقلية المرتبطة بتجهيز ومعالجة المعلومات الانفعالية وتختص بصفة عامة بإدراك الانفعالات واستخدام الانفعالات في تيسير عملية التفكير والفهم الانفعالي وتنظيم الإدارة( (Mayer &Salovey ,1997, P10 ).2- ويعرفه ايبستين (Epstein , 1999) بأنه:           مجموعة من القدرات العقلية التي تساعد الفرد على المعرفة وفهم مشاعره ومشاعر الاخرين وبصورة أساسية فأن الذكاء الوجداني يوجه القدرة لضبط وتنظيم المشاعر وهو يتضمن جانبين الأول : يتضمن الفهم العقلي للانفعال والثاني يتضمن تأثير الانفعال في الجانب العقلي لإظهار الخطط والأفكار الإبداعي(Epstein  1999,P  21 ).
3- وعرفه (جولمن،2000) بأنه:         القدرة على التعرف على شعورنا الشخصي وشعور الآخرين وذلك لتحفيز أنفسنا ، ولإدارة عاطفتنا بشكل سليم في علاقتنا مع الآخرين ( جولمان ، 2000: 76)  4-ويعرفه (بار _ أون )بأنه:       " نظام من الإمكانات غير المعرفية والكفاءات والمهارات التي تؤثر على قدرة الفرد على النجاح والمجابهة مع متطلبات وضغوط البيئة ( خليل والشناوي ،2005: 101) .5-كما تعرفه اليكسنن نقلا عن النجار(2007) بانه:       " القدرة على الملاحظة الدقيقة والتقييم والتعبير عن الوجدان والمعرفة الوجدانية وتنظيم الوجدان من أجل تشجيع النمو الوجداني والإدراكي ( النجار،2007: 101-102).6- ويعرفه (نخبة من المتخصصين،2009)بانه:         مجموعة من الصفات الشخصية والمهارات الاجتماعية والوجدانية التي تمكن الفرد من تفهم مشاعر وانفعالات الآخرين(نخبة من المتخصصين،2009: 13).  وفي ضوء التعريفات السابقة ، فأن الباحثان يتبنيان تعريف(نخبة من المتخصصين،2009) تعريف نظريا للذكاء الوجداني كونه الأقرب للبحث الحالي: أما التعريف الإجرائي للذكاء الوجداني فهو : الدرجة الكلية التي يحصل عليها المستجيب في ضوء استجابته لمقياس الذكاء الوجداني .
 
الفصل الثانيدراسات سابقة
 
سيتم تقسيم الدراسات السابقة إلى محورين يتعلق المحور الأول بالدراسات الخاصة بالحاجة إلى الحب أما المحور الثاني فيتعلق بالدراسات الخاصة بالذكاء الوجداني وكما يأتي:
أولا:دراسات الحاجة إلى الحب1- دراسة ولستر (Walster 1965,)          تقدير الذات وعلاقته بالرغبة الاجتماعية والحب أجريت الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، واستهدفت التعرف على العلاقة ما بين تقدير الذات والرغبة الاجتماعية والحب ،واستخدم مقياس تقدير الذات ومقياس الرغبة الاجتماعية ومقياس الحب ،وأظهرت أهم النتائج 1. إن الأفراد ذوي تقدير الذات الواطئ بحاجة إلى الحب أكثر من الأفراد ذوي التقدير العالي فهم أكثر قبولاً للآخرين ولذواتهم وأكثر استقبالاً لفرص العلاقات الحميمة .
2-دراسة روبن(1970, Rubin)الحب وعلاقته بالصحة النفسيةهدفت الدراسة التعرف على العلاقة ما بين الحب والصحة النفسية.و لقياس العلاقة مابين الحب والصحة النفسية استخدمت استبانه تتضمن معلومات عامة عن علاقات الحب B-Love (حب الآخرين) و D-Love (الحب العصابي) ،وأظهرت أهم النتائج:1-هناك علاقة ما بين تحقيق الذات و D-Love ، فالأفراد غير المحققين لذواتهم يظهرون حباً من نوع D-Love .2-النساء يظهرن مستوى أعلى من B-Loveمما يظهره الرجال.3-الأفراد المحققون لذواتهم يظهرون حباً من نوع B-Love.
 
3-دراسة هاميلتون( 1978,Hamilton) العلاقات العاطفية وعلاقتها بالتفاعل الاجتماعي  استهدفت الدراسة  التعرف على العلاقات العاطفية والتفاعل الاجتماعي وفقاً لمتغير الجنس على عينة من المراهقين بلغت (300)مراهقة ومراهقة،ولقياس التفاعل الاجتماعي استخدمت الدراسة استبانه التفاعل الاجتماعي،وأظهرت النتائج أن هناك فروق بين الذكور والإناث في تصرفاتهم وعلاقاتهم العاطفية وتفاعلهم الاجتماعي ،كما دلت النتائج أن الذكور أكثر توافقاً اجتماعياً من الإناث ، وأرجعت سبب هذا إلى دور الحب في التنشئة .
 
4-دراسة(عبد العال ،1985)حاجة الحب وعلاقتها بالعنف  هدفت الدراسة إلى معرفة فيما إذا كانت هناك علاقة ما بين إشباع حاجة الحب وظهور العنف،ولقياس الحاجة للحب والعنف استخدم مقياس الحب ودراسة الحالة فيما يخص  العنف ،وأظهرت أهم النتائج أن الأفراد الذين لم تشبع حاجاتهم في الحب على النحو المرضي لا يتحرجون في إظهار الخشونة والعنف والقسوة وإحراج الآخرين في تعاملهم معهم.
 
5- دراسة (عبد الله، 2003)علاقة حاجة الحب بالانحرافات الجنسيةأستهدف الدراسة التعرف على العلاقة ما بين حاجة الحب والشذوذ بما فيها الانحرافات الجنسية،وذلك عن طريق المقابلة الشخصية لأفراد العينة المشمولة بالبحث،وأظهرت النتائج أن أساس الكثير من الانحرافات والشذوذ بما فيها الانحرافات الجنسية والسرقة والعصابات يرجع سببها إلى الحرمان من الحب.
 
6- دراسة(سليمان،2004 )الحاجة إلى الحب وعلاقتها بالانحرافات السلوكية استهدفت الدراسة التعرف على العلاقة ما بين حاجة الحب والانحرافات السلوكية،وذاك عن طريق استخدام بطاقة الملاحظة والبيانات الشخصية على أفراد العينية،وقد أظهرت النتائج أن عدم إشباع حاجة الحب والحرمان منها أو عدم كفايتها يؤدي إلى مخاطر نفسية إذ ينشأ لديه اضطراب ناجم عن ذلك مما يؤدي إلى انحرافات في سلوكياته.
 
ثانيا:دراسات الذكاء الوجداني
7- دراسة باركر وآخرون(Parker et al. 2004    )      الذكاء الوجداني وعلاقته بالإنجاز الأكاديمي    هدفت الدراسة  الكشف عن العلاقة بين الذكاء الوجداني كسمة والإنجاز الأكاديمي، وكذلك إلى معرفة التطورات النمائية في الذكاء الوجداني وأبعاده الفرعية لدى التلاميذ من الصف التاسع وحتى الصف الثاني عشر.وأشارت بعض نتائجها إلى ارتباط الإنجاز الأكاديمي بالذكاء الوجداني وأبعاده الفرعية، وإلى وجود فروق بين الذكور والإناث في الذكاء داخل الشخص والذكاء الاجتماعي لصالح الإناث، وفي القدرة على التوافق لصالح الذكور؛ وكانت هناك فروق بين الصفوف الدراسية في الذكاء داخل الشخص والذكاء الاجتماعي والقدرة على التوافق وإدارة الضغوط وفي الدرجة الكلية في الذكاء الوجداني وأشارت المقارنات المتعددة بين المجموعات إلى أن مجموعة الصف التاسع كانت أقل المجموعات في الذكاء الشخصي والذكاء بين الأشخاص والدرجة الكلية، والقدرة على التوافق وإدارة الضغوط.
 
8- دراسة سليمان (2008)الذكاء الانفعالي و علاقته ببعض المتغيرات الانفعالية لدى طلبة الجامعةاستهدف هذا البحث دراسة العلاقة بين الذكاء الانفعالي ومجموعة من المتغيرات الانفعالية تمثلت في وجهة الضبط وتقدير الذات والخجل على عينة تكونت من( 219 )طالبًا وطالبة من طلاب المستوى الثالث بكلية التربية بجامعة الأزهر بغزة . وقد تم استخدام مجموعة من المقاييس ؛ للحصول على البيانات من أفراد العينة وهي مقياس الذكاء الانفعالي ، ومقياس وجهة الضبط ، مقياس الخجل ، ومقياس تقدير الذات كما تم استخدام مجموعة من الوسائل الإحصائية منها الوزن النسبي ) النسبة المئوية ( وتحليل الانحدار المتعدد و اختبار T.test))، وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها:1- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في الذكاء الانفعالي لصالح الذكور2- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين مرتفعي ومنخفضي الذكاء الانفعالي في تقدير الذات لصالح ذوي الذكاء الانفعالي المرتفع.3- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين مرتفعي ومنخفضي الذكاء الانفعالي في وجهة الضبط والخجل.4- وجود تأثير دال إحصائيا للذكاء الانفعالي على كل من وجهة الضبط وتقدير الذات والخجل. 9- دراسة ليونز وسنايدر( (Lyons & Schneider, 2005 تأثير الذكاء الوجداني كقدرة على الأداء في الرياضيات العقلية وفي اللغة في المواقف الضاغطة لدى طلاب الجامعةهدفت الدراسة الكشف عن تأثير الذكاء الوجداني كقدرة على الأداء في الرياضيات العقلية وفي اللغة في المواقف الضاغطة لدى طلاب الجامعة. وأشارت الدراسة في بعض نتائجها إلى تفوق الإناث على الذكور في الدرجة الكلية للذكاء الوجداني وفي بعد إدارة الانفعالات وبالنسبة للذكور ارتبط بعد استخدام الانفعالات وبعد الفهم الانفعالي بالإجابات الصحيحة في مسائل الرياضيات بعلاقات موجبة دالة إحصائياً وارتبط بعد الفهم الانفعالي بجودة الاستجابات في مهمة الوصف اللفظي أما في حالة الإناث فلم يرتبط بقلة الأخطاء في مسائل الرياضيات إلا بعد الفهم الانفعالي.
 
 
 10- دراسة مغربي(2008)الذكاء الانفعالي وعلاقته بالكفاءة المهنية لدى عينة من معّلمي المرحلة الثانوية في مدينة مكة المكرمة.هدفت الدراسة إلى التعرف على العلاقة بين الذكاء الانفعالي ومكوناته والكفاءة المهنية وأبعادها لدى معّلمي المرحلة الثانوية في مدينة مكة المكرمة.ولقياس الذكاء الانفعالي استخدمت الدراسة مقياس الذكاء الانفعالي للمعّلمين من إعداد عثمان وعبد السميع ( 2001)ومقياس الكفاءة المهنية وهو عبارة عن بطاقة تقويم لكفايات المعلم من إعداد الباحث.تأّلفت عينة الدراسة من 146 معّلمًا من الذين يد  رسون في المدارس الثانوية الحكومية والأهلية في التعليم العام بمدينة مكة المكرمة خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 2008.
 
وقد أظهرت أهم النتائج:1- توجد علاقة ارتباطيه بين الذكاء الانفعالي ومكوناته، والكفاءة المهنية للمعلم وأبعادها .2- لم تكن كل مكونات الذكاء الانفعالي ذات دلالة إحصائية في التنبؤ بالكفاءة المهنية للمعلم وأبعادها.3- لا توجد تأثيرات دالة للتفاعل المشترك بين التخصص وسنوات الخبرة على الذكاء الانفعالي أو أي من مكوناته الفرعية.4- توجد تأثيرات دالة إحصائيًا للتخصص الأكاديمي على التعاطف كأحد مكونات الذكاء الانفعالي.5- لا توجد تأثيرات دالة إحصائيًا لسنوات الخبرة على أي من الذكاء الانفعالي أو مكوناته الفرعية.
-أهم المؤشرات من الدراسات السابقة التي أفادت البحث الحالي : 1.استعان الباحثان بالاستبانة التي أعدها قدوري ( 2005) للحاجة الى الحب ، لان المقياس تم بناؤه في البيئة العراقية ويتمتع بمؤشرات سيكومترية . ويمكن أن يعطي مؤشرات أفضل من المقاييس المعدة في البيئات الأخرى ، التي تتطلب استخدامها عمليات تكييف وتقنيين ،كما اعتمد الباحثان على مقياس الذكاء الوجداني الذي طبقه النمري( 2009) على البيئة السعودية بالاعتماد على مقياس رزق وعثمان(1991).3.وجد الباحثان من خلال الاطلاع على العينات في الدراسات السابقة إن تحديد حجم عينة البحث الحالي بـ (100)طالبا وطالبة مناسب قياسا يحجم العينات في تلك الدراسات . 4.استفاد البحث الحالي من تعرف الوسائل الإحصائية المناسبة لتحليل البيانات الواردة في البحث من خلال الاطلاع على كيفية معالجة البيانات في الدراسات السابقة . 5. استفاد  البحث الحالي من المؤشرات المتعلقة بنتائج الدراسات السابقة في تفسير النتائج المعروضة في الفصل الرابع . 6.إن الدراسة الحالية تعد استكمالا للدراسات السابقة ومحاولة للتعرف على مستوى الحاجة إلى الحب وعلاقتها بالذكاء الوجداني لدى المراهقين  في جامعة بابل ، وتعد  الدراسة الأولى في جامعة بابل (حسب حدود علم الباحثان) .7. حققت الدراسات السابقة وما تم طرحة في أهمية البحث الحالي من نماذج واطر نظرية للباحثان رؤيا واضحة لمفهومي الحاجة إلى الحب والذكاء الوجداني..
 
 
الفصل الثالثمنهجية البحث وإجراءاته
 
أولاً- منهج البحثيصنف البحث الحالي ضمن البحوث التي تعتمد على المنهج الوصفي ،إذ أن هذا المنهج من أكثر مناهج البحث شيوعاً وانتشاراً ولاسيما في البحوث التربوية والنفسية، ويعرف على أنه :استقصاء ينصب على ظـاهرة من الظواهر التعليمية والنفسية (الزوبعي والغنام،1981 : 51). ويعد المنهج الوصفي تشخيصـا علميـا لظـاهرة مـا والتبصيـر بهـا كميـاً برموز لغوية ورياضية (داؤود وعبد الرحمن،159:1990)،إذ يهتم هذا المنهج  قي تصوير الوضع الراهن وتحديد العلاقات التي توجد بين الظاهرات والاتجاهات التي تسير في طريق النمو أو التطور والتغيير ، وانطلاقاً من هذا التصور والتحديد للعلاقات ، يمكن وضع تنبؤات عما توصلت إليه البحوث أو الدراسات من نتائج لهذه الظواهر التعليمية والنفسية(القاضي ، 1979 : 107 ) .
 
ثانياً:إجراءات البحث 1- تحديد مجتمع البحث  يتكون مجتمع البحث الحالي من طلبة جامعة بابل ممن يتواجدون في الكليات المختلفة / المرحلة الأولى ومن كلا الجنسين(الذكور والإناث) للعام الدراسي (2010 –2011 ) في محافظة بابل . 2-اختيار الكليات : للحصول على عينة الكليات المشمولة بالبحث الحالي في جامعة بابل ،تم  اختيار كليتين هما كلية الآداب والفنون الجميلة  في مركز مدينة الحلة وكلية التربية الأساسية والتربية/ صفي الدين الحلي في مجمع الجامعة خارج مركز المدينة،وذلك لكون الباحثان من أعضاء هيئة التدريس في احد الكليتين ومحاضرين في الكليتين الاخريتين مما يسهل عملية إجراءات اختيار العينة وإيجاد الثبات لأدوات البحث وتطبيقها على العينة ،وكما مبين في الجدول (1).الجدول ( 1 ): أسماء ومواقع الكليات التي تم اختيارها عينة للبحث الحاليت اسم الكلية الموقع1- كلية الآداب مركز مدينة بابل/حي مصطفى راغب
2- كلية التربية الأساسية خارج مركز مدينة بابلمجمع الجامعة طريق النجف الاشرف3-  كلية الفنون الجميلة مركز مدينة بابل/شارع 604- كلية التربية/صفي الدين الحلي خارج مركز مدينة بابلمجمع الجامعة طريق النجف الاشرف3-اختيار عينة البحث    بعد اختيار الكليات المشمولة بالبحث تم اختيار  لكل كلية ( 25 ) طالبا وطالبة في المرحلة الأولى في الأقسام المختلفة للكلية ،إذ تم اختيار ( 25)طالبا وطالبة من كل كلية ، ليصبح المجموع الكلي (100) طالبا وطالبة مقسمين بالتساوي بين الذكور والإناث ، وكما مبين في الجدول (2).الجدول ( 2 ) : توزيع أفراد العينة بحسب الكلية والقسم والمرحلة والجنست الكلية القسم المرحلة الأولى المجموع   ذ أ 1- كلية الآداب علم الاجتماع 13         12 252- كلية التربية الأساسية التربية الخاصة 12 13 253- كلية الفنون الجميلة المسرح 13 12 254- كليةالتربية/صفي الدين الحلي العلوم التربوية والنفسية 12 13 25المجموع 50 50 100 100
4- أداتا البحث :أولا:أداة قياس الحاجة  إلى الحببعد أن أطلع الباحثان على الدراسات والبحوث السابقة التي تناولت مفهوم الحاجة للحب متضمنة وصفاً للمقياس المستخدم في تحديد الحاجة إلى الحب ، والاطلاع على الدراسات التي اهتمت ببناء مقياس الحاجة إلى الحب المتضمنة في فصل الدراسات السابقة ،ومن هذه المقاييس التي تمكن الباحثان من الاطلاع عليها لم يراَ أن أياً منها يخدم تحقيق أهداف البحث الحالي عدا دراسة(قدوري،2005). لذا وجد الباحثان من الأفضل تبني مقياس الحاجة إلى الحب في دراسة (قدوري،2005)التي أعدته في أطروحتها للدكتوراه عام (2005) والذي طبقته على الطلبة في جامعة بغداد كلية الآداب  للعام الدراسي (2005)،ويضم المقياس (47)فقرة،إذ سعت الباحثة إلى بناء فقراته بما يتلاءم مع الإطار النظري الذي انطلق منه البحث ، ومع طبيعة البحث ومن مقاييس سابقة وهي : مقياس روبن Rubin’s Scale, 1970 ومقياس شيفر Schafer’s Scale, 1978 ومقياس كريتلي Critelli’s Scale, 1979 ، وتتوافر فيه شروط المقاييس العلمية كالصدق والقدرة على التمييز والثبات ولهذا المقياس بدائل أربعة للإجابة هي(أوافق بشدة ، أوافق  ، ارفض ارفض بشدة) (قدوري ، 2005 : ).
1- صدق المقياس وثباته :بعد اطلاع الباحثان على المقياس وخطوات بنائه من قبل (قدوري ،  2005 ) ونظراً لمرور أكثر من ( 5) سنوات على إجراء الدراسة ، ارتأى الباحثان في الدراسة الحالية التأكد من صدق المقياس وثباته ، وقد استخدم الصدق الظاهري والثبات عن طريق إعادة الاختبار وكالآتي : أ- الصدق الظاهري : يمثل الصدق إحدى الوسائل المهمة في الحكم على صلاحية الاختبار،والاختبار الصادق هو الذي يقيس ما وضع أصلاً لقياسه ( الزيود وعليان ، 2005 : 140 ). ويمثل الصدق الظاهري المظهر العام للاختبار ، أي الإطار الخارجي له ، ويشمل نوع المفردات وكيفية صياغتها ووضوحها ودرجة موضوعيتها ( داود وعبد الرحمن، 1990: 120 ) ،وعادة ما يتم الحصول على مثل هذا الصدق من خلال عرض الأداة على مجموعة من الخبراء المتخصصين في هذا المجال ( Jensen, 1980:287 ) ، لذلك فقد تم عرض أداة البحث الحالي المتكونة من ( 47 ) فقرة بصيغتها الأولية انظر الملحق(1) على ( 9 ) خبراء متخصصين في العلوم التربوية والنفسية والاجتماعية انظر الملحق(2) لبيان ما تقيسه فعلاً من مفاهيم وسلامة صياغة الفقرات،ولقبول الفقرة فقد حددت نسبة(75%)كحد أدنى للاتفاق بين الخبراء على صلاحية الفقرات، إذ تشير سماره (1989) إلى أن نسبة الاتفاق أو الرفض لصدق الأداة يمكن تحديدها على وفق الأتي :من ( 75 %  إلى 99%)صدق عال و من (50%إلى 74%) موضع تساؤل ومن (50%   فأقل) غير مقبول (سماره وآخرون، 120: 1989)،وحددت نسبة الاتفاق (75- 100% )وتم قبول الفقرات جميعها مع  أجراء التعديلات على بعضها عدا الفقرة(7)"من السهل علي إنكار الذنب" فقد تم حذفها كونها لم تحصل على نسبة الاتفاق المقبولة، إذ حصلت على نسبة(33%) من قبل الخبراء،وبذلك أصبح المقياس يتكون من(46) فقرة انظر الملحق (3).
 
ب-التطبيق الاستطلاعي للأداة:لغرض التأكد من وضوح تعليمات المقياس وفقراته ومدى فهمها من قبل أفراد العينة المشمولة بالبحث الحالي ،وكذلك ضبط طريقة التطبيق السليمة ،وتعرف فيما إذا كانت هناك صعوبات أخرى تواجه الباحثان عند تطبيقهم للأداة بصيغتها النهائية، فضلا عن استخراج الثبات،لذا فقد تم تطبيقه على عينة شملت(30) طالب وطالبة في المرحلة الأولى خارج عينة البحث الأساسية، إذ تم اختيار (15)من طلبة المرحلة الأولى في كلية الآداب من كلا الجنسين،وتم الأجراء نفسه في كلية التربية الأساسية،اختير (15) من طلبة المرحلة الأولى ومن كلا الجنسين ،وكما مبين في الجدول(3).  الجدول(3)توزيع عينة التطبيق الاستطلاعي للأداة بحسب الكلية والمرحلة والجنس
ت الكلية المرحلة الأولى المجموع  الجنس   ذ أ 1   كلية الآداب 7     8    152  كلية التربية الأساسية 8 7    15المجموع   15   15   30   30 وعند تطبيق الأداة على أفراد العينة من قبل الباحثان،ظهر أن فقرات المقياس وتعليماته واضحة ومفهومة،وذلك من خلال الإجابات التي أبداها أفراد العينة،وقد كان معدل زمن الاستجابة على أداة البحث الحالي قد تراوح مابين(6-9) دقائق.
جـ- ثبات الاستجابة : يكون الاختبار ثابتاً إذا أعطي نتائج متسقة لمرات تطبيقه على نفس المجموعة من الأفراد( الزغلول ، 2005 : 338 )،ونعني به التوصل إلى النتائج نفسها عند تطبيق الاختبار في مرتين مختلفتين( Anastasi, 1988:109 ). فبعد أن تم تطبيق الأداة على عينة التطبيق الاستطلاعي البالغة (30) طالبا وطالبة ، أعيد التطبيق عليهم لحساب ثبات الاستجابة بعد ثلاثة أسابيع من التطبيق الأول ، إذ أن المدة المناسبة بين تطبيق الاختبار وإعادته ينبغي أن لا يتجاوز الثلاثة أسابيع ( Adams, 1964:85 )،وقد بلغ معامل الثبات ( ر = 0.87 ) ، وتعد هذه النسبة عالية ومقبولة في ضوء نتائج الدراسات السابقة.مثل دراسة(قدوري،2005)اذ بلغ معامل الثبات(ر=0،90) ، وبذلك فقد تحقق لأداة البحث الحالي الصدق الظاهري وثبات الاستجابة. 
 
ثانيا:أداة قياس الذكاء الوجداني :  تبنى الباحثان مقياس الذكاء الوجداني الذي أعده كل من عثمان ورزق(2001)والذي طبق من قبل النمري(2009) على البيئة السعودية كأداة لتعرف علاقته بالحاجة إلى الحب لدى أفراد عينة البحث الحالي،إذ يتكون المقياس من(58) فقرة،ويعد من المقاييس التي تتلاءم مع مجتمع البحث الحالي.وقد عمد الباحثان على استخراج الصدق والثبات لهذا المقياس وذلك لتطبيقه على البيئة السعودية، وهما الصدق الظاهري والثبات عن طريق إعادة الاختبار، وكما مبين بالاتي:1.الصدق (الـصـدق الظاهري) : كما هو الحال في أداة قياس الحاجة إلى الحب فقد تم عرض أداة قياس الذكاء الوجداني المتكونة من (58 ) فقرة بصيغتها الأولية انظر الملحق(1) على ( 9 ) خبراء متخصصين في العلوم التربوية والنفسية والاجتماعية انظر الملحق(2) لبيان ما تقيسه فعلاً من مفاهيم وسلامة صياغة الفقرات ومناسبتها للمجالات ، وقد اتفق الخبراء على صلاحية الفقرات وحددت نسبة الاتفاق ( 100% ) .2- ثبـات الاستجابة:  كما هو الحال في أداة قياس الحاجة إلى الحب فقد تم تطبيق أداة قياس الذكاء الوجداني على عينة التطبيق الاستطلاعي البالغة (30) طالبا وطالبة ، ثم أعيد التطبيق عليهم لحساب ثبات الاستجابة بعد ثلاثة أسابيع من التطبيق الأول ،وقد بلغ معامل الثبات ( ر = 0.83 ) ، وتعد هذه النسبة عالية ومقبولة في ضوء نتائج الدراسات السابقة ، إذ بلغ معامل الثبات في دراسة (النمري،2009) ( ر =89) عن طريق إعادة الاختبار، وبذلك فقد تحقق لأداتي البحث الحالي الصدق الظاهري وثبات الاستجابة وأصبحتا جاهزتين للتطبيق النهائي أنظر ( الملحق 3).
 
سابعاً. التطبيق النهائي : طبق الباحثان بنفسيهما الأداتين على عينة البحث الأساسية البالغة ( 100 ) طالبا وطالبة للمراحل الأولى في الكليات المحددة في البحث الحالي، وقد شرحا أهداف البحث وطريقة الاستجابة لفقرات الأداتين ، ولمس الباحثان فهماً كبيراً من أفراد العينة ودافعا للإجابة على فقرات المقياس وفق البدائل المحددة ، ثم جمعت الاستمارات ، وأجريت التحليلات الإحصائية المناسبة،وقد استمرت مدة التطبيق من ( 1 / 12 / 2010 – 18 / 12 / 2010 ) .
 
ثامناً: الوسائل الإحصائية : 1- الوسط المرجح لاستخراج درجة كل فرد من أفراد العينة.2- المتوسط النظري لأدوات البحث(الحاجة إلى الحب والذكاء الوجداني)3-المتوسط الحسابي لإيجاد متوسط درجة أفراد العينة . 4-معامل ارتباط بيرسون لحساب الثبات ( ثبات الاستجابة ) والتعرف على العلاقة بين الحاجة إلى الحب والذكاء الوجداني .5-الاختبار التائي ( T-Test ) لعينة واحدة لتعرف دلالة الفروق بين متوسطات درجات الحاجة الى الحب والذكاء الوجداني لدى أفراد العينة والمتوسط النظري كلا على حد .6-الاختبار التائي ( T-Test ) لعينتين مستقلتين لتعرف الفروق في درجة الحاجة إلى الحب والذكاء الوجداني تبعاً لمتغير الجنس كلا على حد.
 
 
الفصل الرابععرض النتائج وتفسيرها
 
سيتم في هذا الفصل عرض النتائج وتفسيرها على وفق الأهداف التي حددت في البحث الحالي .الهدف الأول : خصص الهدف الأول لتعرف درجة الحاجة إلى الحب لدى أفراد العينة ، فقد تم تحليل الإجابات وحساب الدرجات الكلية لكل طالب وطالبة ، واستخرج المتوسط الحسابي والانحراف المعياري وتمت مقارنته بالمتوسط النظري للمقياس (*) وكما مبين في الجدول ( 4) .الجدول ( 4 ): متوسط درجة الحاجة إلى الحب لدى أفراد العينة والانحراف المعياري والمتوسط النظري للمقياس  .العينة متوسط درجة الحاجة إلى الحب الانحراف المعياري المتوسط النظري100 153 4،54 115ولمعرفة فيما إذا كانت الفروق بين المتوسط الحسابي لدرجة الحاجة إلى الحب والمتوسط النظري للمقياس دال إحصائياً ، استعمل الاختبار التائي ((T-test لعينة واحدة  ، وكما مبين في الجدول ( 5) .الجدول ( 5) : دلالة الفروق بين متوسط درجة الحاجة إلى الحب لدى أفراد العينة والمتوسط النظري للمقياسالعينة القيمة التائية درجة الحرية مستوى الدلالة المحسوبة الجدولية 
100
83،70
2,92 99 0,001
وعند النظر إلى البيانات في الجدول ( 5) نجد أن القيمة التائية المحسوبة(83،70)  اكبر من القيمة الجدولية البالغة(2،92) عند مستوى دلالة ( .0,001 ) ويعني هذا أن هناك فرق بين المتوسط الحسابي والمتوسط النظري ولصالح المتوسط الحسابي لأفراد العينة .وتنسجم هذه النتيجة مع ما جاء من اطر نظرية في الفصل الأول من حيث أن الحاجة إلى الحب مرتفعة لدى أفراد العينة مقارنة بالمتوسط النظري للمقياس وخاصة لدى الإناث،  إذ تعد الحاجة إلى الحب من أهم الحاجات النفسية التي تؤثر على المراهق،فالدين الإسلامي ينظر إلى هذه  الحاجة على أنها  من أسمى المعاني فالحب هو الشعور بالمودة النابع من القلب وهو الحياة لمن حرمها , فهو في جملة الأموات , والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات , والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام ، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم والآم , هو روح الإيمان والأعمال , والمقامات والأحوال ،التي متى خلا منها فهب كالجسد الذي لا روح فيه (ابن القيم ،ب.ت :6-7 ). وفي هذا الصدد يقول (صلى الله عليه واله وسلم ) ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ))( الألباني ، ب. ت : 71)، فالمؤمن لا يسعى جاهدا إلى حب الناس فحسب بل يعمل ليألف ويؤلف  , فرسولنا الكريم (صلى الله عليه واله وسلم ) يدفع بالمسلمين إلى القيام بالأعمال التي تنشر المحبة والوئام بين الناس.وتتفق هذه النتيجة مع  دراسة روبن(1970, Rubin) التي أظهرت أن النساء يظهرن مستوى أعلى من B-Loveمما يظهره الرجال.
 
الهدف الثاني : خصص الهدف الثاني لتعرف درجة الذكاء الوجداني لدى أفراد العينة،كما هو الحال في الحاجة إلى الحب، فقد تم تحليل الإجابات وحساب الدرجة الكلية لكل طالب وطالبة ، واستخرجت المتوسط الحسابي والانحراف المعياري لكل  وتمت مقارنته بالمتوسط النظري للمقياس (*) وكما مبين في الجدول ( 6) .
الجدول ( 6 ): متوسط درجة الذكاء الوجداني لدى أفراد لعينة والانحراف المعياري والمتوسط النظري للمقياس .العينة متوسط درجة الذكاء الوجداني الانحراف المعياري المتوسط النظري100 45، 196 3،564 116ولمعرفة فيما إذا كانت الفرق بين المتوسط الحسابي لدرجة الذكاء الوجداني والمتوسط النظري دال إحصائياً ، استعمل الاختبار التائي ((T-test لعينة واحدة ، وكما مبين في الجدول ( 7) .الجدول ( 7) : دلالة الفرق بين متوسط درجات الذكاء الوجداني لدى أفراد العينة والمتوسط النظري للمقياسالعينة القيمة التائية درجة الحرية مستوى الدلالة المحسوبة الجدولية 
100 25،02 2,92 99 0,001وعند النظر إلى البيانات في الجدول ( 7) نجد ان القيمة التائية المحسوبة(25،02) لأفراد العينة اكبر من الجدولية البالغة(2،92) عند مستوى دلالة ( 0,001 ) ويعني هذا أن هناك فرقا بين المتوسط الحسابي والمتوسط النظري ولصالح المتوسط الحسابي لأفراد العينة.وتشير هذه النتيجة إلى الذكاء الوجداني لأفراد العينة هو عبارة مجموعة من القدرات العقلية التي تساعد الفرد على المعرفة وفهم مشاعره ومشاعر الآخرين وبصورة أساسية فأن الذكاء الوجداني يوجه القدرة لضبط وتنظيم المشاعر وهو يتضمن جانبين الأول : يتضمن الفهم العقلي للانفعال والثاني يتضمن تأثير الانفعال في الجانب العقلي لإظهار الخطط والأفكار الإبداعي( Epstein  1999,P  21 ).
 
الهدف الثالث :  خصص الهدف الثالث للكشف عن الفروق ذات الدلالة الإحصائية في الحاجة إلى الحب  تبعاً لمتغير الجنس ( ذكور , إناث ) ،وباستعمال الاختبار التائي (T-test) لعينتين مستقلتين ،ظهر أن هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات كل من الذكور والإناث في الحاجة إلى الحب،إذ كانت القيمة التائية المحسوبة( 26،94 )اكبر من القيمة الجدولية البالغة(2,21) ولصالح الإناث ,وكما مبين في الجدول ( 8 ) الجدول (8) : دلالة الفروق بين متوسطي درجات ( الذكور والإناث ) في الحاجة إلى الحبالعينة الجنس متوسط درجة الحاجة إلى الحب الانحراف المعياري القيمة التائية المحسوبة الدلالة (*)50 ذكور 4، 146 4,495 26،94 دالة50 إناث 2، 159 6,790  (*). القيمة التائية الجدولية (2,21) عند مستوى دلالة (0,05) وبدرجة حرية (99).   وتظهر هذه النتيجة تفوق الإناث على الذكور في الحاجة إلى الحب وقد يعود السبب في ذلك إلى الاختلافات في الجوانب البيولوجية والنفسية بين الجنسين فالمرأة تتسم بأنها اضعف من الرجل في التركيب الجسماني كما تتسم بالسيولة العاطفية تجاه الآخرين(الأب والزوج والأبناء)وهذه العاطفة يكمن ورائها تركيبات عصبية وإفرازات هرمونية تجعلها قوة دافقة نحو تحقيق هذه الحاجات ولكن تحاول أخفاء جزء كبير من مشاعرها تجاه الآخرين لاعتبارات نفسية واجتماعية .
 
الهدف الرابع:خصص الهدف الرابع للكشف عن الفروق ذات الدلالة الإحصائية في الذكاء الوجداني  تبعاً لمتغير الجنس ( ذكور , إناث ) ،وباستعمال الاختبار التائي (T-test) لعينتين مستقلتين ،ظهر أن هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات كل من الذكور والإناث في الذكاء الوجداني،إذ كانت القيمة التائية المحسوبة( 18،45 )اكبر من القيمة الجد ولية البالغة(2,21) ولصالح الإناث ,وكما مبين في الجدول ( 9 ) .الجدول (9) : دلالة الفروق بين متوسطي درجات ( الذكور والإناث ) في الذكاء الوجدانيالعينة الجنس متوسط درجة الذكاء الوجداني الانحراف المعياري القيمة التائية المحسوبة الدلالة (*)50 ذكور 203 13،08 18،45 دالة50 إناث 213 4،56  (*). القيمة التائية الجدولية (2,21) عند مستوى دلالة (0,05) وبدرجة حرية (99).تشير هذه النتيجة إلى قدرة أفراد العينة وخاصة الإناث في التعامل مع العواطف والمشاعر التي يمكن أن تسهم في كيفية التعامل مع احتياجات الأفراد وكيفية تحفيزهم بفعالية نحو الآخرين وتساعدهم على أيجاد بيئة تشجع على العمل الجماعي والتعاون والمودة وتحقيق النتائج المرغوبة.
 
الهدف الخامس:خصص الهدف الخامس لتعرف طبيعة العلاقة بين الحاجة إلى الحب والذكاء الوجداني لدى أفراد العينة، وباستعمال معامل ارتباط(بيرسون)بين درجات الحاجة إلى الحب ودرجات الذكاء الوجداني لإفراد العينة ،أظهرت النتائج أن معامل الارتباط عالي ، إذ بلغ(ر=0.78)،وهذا يعني إن العلاقة بين المتغيرين موجبة وقوية. وتتفق هذه النتيجة مع الأطر النظرية في أهمية البحث  الحالي عن وجود علاقة موجبة فهناك اتجاهان في تفسير الحب فالأول يرى بان الحب عاطفة، في حين يرى الآخر بأنه انفعال مركب والفرق بين هذين أن الأول عبارة عن مجموعة مرتبة من الانفعالات تدخل فيها عناصر عقلية تمتاز بالثبات والاستقرار والثاني عقدة أو تركيب انفعالي ذو قوة دائمة فيه حماس وشدة وفيه تركيز الانتباه إلى شيء معين(الجواري،2006: 30).   
الفصل الخامسالاستنتاجات والتوصيات والمقترحات
 
أولا:الاستنتاجات1- يرتبط مفهوم الحاجة إلى الحب بالذكاء الوجداني ارتباطا موجبا.2- تظهر الإناث الحاجة إلى الحب أكثر من الذكور.3- تسهم العوامل البيئية دورا كبيرا في تنمية الحاجة إلى الحب والذكاء الوجداني.4-  تشكل مرحلة المراهقة التعبير الحقيقي للمفاهيم المفاهيم المختلفة ومنها الحاجة إلى الحب والذكاء الوجداني.
 
 ثانيا:التوصياتبناء على ما أظهرته نتائج البحث يوصي الباحثان بالاتي:1- الاستفادة من نتائج الدراسة الحالية في اختيار الأفراد ذوي الذكاء الوجداني الايجابي من الطلبة.2- الاهتمام في دراسة العوامل المؤثرة في العلاقة بين الحاجة إلى الحب والذكاء الوجداني للعمل على تلافي الأسباب التي تؤدي إلى ضعف  العلاقة الايجابية فيما بينهما.3- ضرورة تطوير الذكاء الوجداني لدى المراهقين من خلال التدريب العملي الميداني على كيفية تطبيق أبعاد الذكاء الوجداني.4- ضرورة تبني  إقامة الدورات والندوات من قبل المتخصصين في هذا المجال للتعرف على اثر الذكاء الوجداني على الحاجة إلى الحب في المؤسسات التربوية المؤسسات الأخرى.  ثالثا:المقترحاتكما  خلص البحث الحالي إلى مجموعة من المقترحات هي:1-أجراء دراسات تستهدف التعرف على علاقة الحاجة إلى الحب بمتغيرات أخرى مثل(التفاعل الاجتماعي،التوافق الزواجي،التحصيل الأكاديمي )لفئات عمرية أخرى.2- بناء برنامج أرشادي للحاجة إلى الحب وأثرة في تنمية بعض سمات الشخصية.3-تطبيق مقياس الذكاء الوجداني على شرائح أخرى لم يشملها البحث الحالي للتعرف على الأفراد ذوي الذكاء المرتفع عن الأفراد ذوي الذكاء الوجداني المنخفض ومن ثم وضع إستراتيجيات وأساليب للأفراد ذوي الذكاء الوجداني المنخفض.4- أجراء دراسة بناء مقياس للشخصية القيادية وعلاقتها بالحاجة إلى الحب والذكاء الوجداني.
 
 
قائمة المصادرأولا: المصادر العربية 1. القران  الكريم2. أبن القيم، شمس الدين.(ب.ت)، مفتاح دار السعادة ولاية العلم والإرادة، مكتب اصبيح بمصر.3. أبن يزيد،محمد(ب.ت)،سنن ابن ماجة،تحقيق (محمد فؤاد عبد الباقي) دار الفكر،بيروت،لبنان. 4. أبو نصر،مدحت.(2008)،تنمية الذكاء العاطفي:مدخل للتميز في العمل والنجاح في الحياة، دار الفجر، القاهرة.5. أبو دف.(1997)،مقدمة في التربية الإسلامية، مكتبة آفاق ، غزة.6. أبو المكارم،جار الله،وحسين محمد حبش.(2004)،المكونات العاملية للذكاء الوجداني،دراسات نفسية، المجلد(14) العدد(3).7. أسعد ، ميخائيل وإبراهيم مخول .(1982)،مشكلات الطفولة والمراهقة ، دار الآفاق الجديدة ، بيروت ، لبنان . 8. أشول ، عز الدين (1984)،علم نفس النمو ، ط2 ، مكتبة الانجلو المصرية ، القاهرة ، مصر . 9. الأعسر، صفاء، وكفافي علا ء الدين.(2000)، الذكاء الوجداني، دار قباء، القاهرة.10. الألباني،محمد.(ب.ت)، ضعيف الترغيب والترهيب،مكتبة المعارف،الرياض.11. الترمذي،ابو عيسى.(ب0ت)، مختصر الشمائل المحمدية، اختصار وتحقيق: الألباني،المكتبة الإسلامية،عمان ،الأردن.12. جعفر، نوري،(1956).علي ومناوئوه، مؤسسة الوفاء،بيروت.13. جورا رد ، سيدني. م. وتيدلاندز .(1988) ،الشخصية السليمة ، ترجمة.:حمد دلي الكر بولي وموفق الحمداني ، مطبعة التعليم العالي، بغداد .14. الجوري، احمد عبد الستار.(2006)، الحب العذري نشأته وتطوره، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، لبنان.15. جولمان ،دانيال.(2000)،الذكاء الانفعالي وعلاقته باضطرابات الشخصية لدى عينة من دراسي علم النفس ، مجلة علم النفس العربي ،المعاصر ، المجلد الأول .16. الجوزو، محمد علي.(1980)، مفهوم العقل والقلب في الفران والسنة، دار العلم، بيروت، لبنان. 17. الحفني ، عبد المنعم .(1978) . موسوعة علم النفس والتحليل النفسي ، مكتبة مدبولي ، دار العودة ، بيروت.18. الخضر، عثمان.(2003)، الذكاء الوجداني: هل هو مفهوم جديد؟، دراسات نفسية المجلد(12) العدد(1).19. __________.(2006)،تصميم مقياس عربي للذكاء الوجداني والتحقق من خصائصه السيكومترية وارتباطه،دراسات نفسية، المجلد (16) العدد(2).20. خليل، الهام، والشناوي أمينة.(2005)، الإسهام النسبي لمكونات بار-اون لنسبة الذكاء الوجداني في التبوء بأساليب المجابهة لدى طلبة الجامعة،دراسات نفسية، المجلد (15) العدد(1).21. داؤد، عزيز حنا، وعبد الرحمن، أنور سعيد.(  1990 (، مناهج البحث التربوي، دار الحكمة للطباعة والنشر.22. دافيدوف ، لندا . ل .(1983) . المدخل إلى علم النفس ، ترجمة السيد الطواب وآخرون ، القاهرة ، دار ماكجروهيل.23. الرويلي،عبدالله.(2007)،الانفعالات الإنسانية وضبطها بتعلم القران الكريم،دراسة مقدمة للملتقى الثالث للجمعيات الخيرة لتحفيظ القران الكريم بالسعودية، الرياض. 24. الزغلول ، عماد عبد الرحيم. ( 2005 ) ، مبادئ علم النفس التربوي. ط5،  الإمارات : دار الكتاب الجامعي .25. زهران ، حامد عبد السلام (1977) . علم النفس الاجتماعي ، ط4، عالم الكتب ، القاهرة 26. الزوبعي ، عبد الجليل وآخرون (1981) . الاختبارات والمقاييس النفسية، دار الكتب للطباعة والنشر ، مطبعة جامعة الموصل . 27. الزيود ، نادر فهمي وعليان ، هشام عامر.( 2005 ) ، مبادئ القياس والتقويم  في التربية ، ط3 : دار الفكر ، الأردن. 28. سماره ، عزيز (1989) . مبادئ القياس والتقويم في التربية ، عمان ، دار الفكر.29. سلامة،وليد.(2007)،كيف تنمي ذكائك العاطفي،منشورات وزارة الثقافة ،دمشق،سوريا. 30. سليمان ، أحمد (2004) . أهمية الحب في تربية الأطفال ، أحوال الطفولة http.//www.rafed,net/tarbia/10.htm/ .31. سليمان، عبد العظيم.(2008)، الذكاء الانفعالي وعلاقته ببعض المتغيرات الانفعالية لدى طلبة الجامعة،مجلة الجامعة الإسلامية (سلسلة الدراسات الإنسانية)المجلد(16) العدد(1) ص 587-632.32. الشنقطي.(1997)،مضامين تربوية مستنبطة من خلال سورتي الإسراء والكهف،رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الإسلامية ، غزة، فلسطين. 33. صالح ، قاسم حسين (1987) . الإنسان من هو ، بغداد ، دار الشؤون الثقافية للنشر. 34. ـــــــــــ(1988) . الإبداع في الفن ، مديرية دار الكتب للطباعة والنشر ، جامعة الموصل. 35. عبد العال ، سيده حامد (1985) . دراسة في علم الاجتماع النفسي ، القاهرة ، دار الفكر العربي. 36. عبد الله ، إبراهيم (2003) . التربية والعلوم الإنسانية ، عمان ، دار الفكر للنشر والتوزيع. 37. عبده، عبد الهادي،وعثمان فاروق.(2002)، القياس والاختبارات النفسية: أسس وأدوات، دار الفكر العربي، القاهرة.38. عدس ، عبد الرحمن ومحي الدين توق (1995): المدخل الى علم النفس ، ط5 ، دار الفكر للنشر ، عمان ، الأردن . 39. عيسوي، عبد الرحمن (1991)، علم النفس الفسيولوجي،دار النهضة العربية ،بيروت،لبنان.40. ______________.(2005)، سيكولوجية التنشئة الاجتماعية، دار الفكر العربي،بيروت، لبنان .41. القاضي ، يوسف مصطفى .( 1979 )، مناهج البحوث وكتابتها ، دار المريخ.42. قدوري، هبة مؤيد احمد.(2005)،الشخصية المتصنعة وعلاقتها بالحاجة إلى الحب،رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب،جامعة بغداد.43. قطب،سيد.(1992)، في ظلال القران الكريم، دار الشرق بيروت. لبنان.44. كمال ، علي (1988) . النفس انفعالاتها وأمراضها وعلاجها ، ط4 ، ج1، بغداد ، العراق ، دار واسط للنشر .45. ________.(1989)، الجنس والنفس في الحياة الإنسانية ، ط5 ، دار واسط ، لندن . 46. مجيد،سوسن.(2008)،اضطرابات الشخصية أنماطها- قياسها،دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان ، الأردن. 47. مغربي ،عمر بن عبد الله مصطفى. (2008)، الذكاء الانفعالي وعلاقته بالكفاءة المهنية لدى عينة من معلمي المرحلة الثانوية بمدينة مكة المكرمة،رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية- جامعة ام القرى ، مكة المكرمة.48. مكي ، أحمد مختار (2004) . العلاقات الاجتماعية ، http.//www.almualem.net/maga/moaasa.htm . 49. منصور ، طلعت .(1982)، الشخصية السوية ، مجلة عالم الفكر ، المجلد13 ، العدد2 ، القاهرة ، مصر. 50. الموسوي،محسن النوري.(2010)، دنيا الزواج والعلاقات الاجتماعية في حديث أهل البيت(ع)،دار المتقين،بيروت. 51. نجاتي، محمد عثمان.(ب.ث)،القران الكريم وعلم النفس، دار الشرق،القاهرة.52. ____________.(2001)، الحديث النبوي وعلم النفس،دار الشرق، القاهرة.53. النجار، خالد.(2007)، الذكاء الوجداني لدى الأطفال: قياسه وتمايز أبعاده، دراسات نفسية، المجلد(17) العدد(2).54. نخبة من المتخصصين.(2009)،الذكاء الوجداني، الشركة العربية المتحدة للتسويق والتوريد، القاهرة.55. النسائي،أحمد.(1986)،سنن النسائي بشرح السيوطي وحاشية السند، دار المعارف، بيروت،لبنان.56. النمري،احمد معتوق.(2009)،الذكاء الوجداني وعلاقته بالسلوك القيادي لدى مديري المدارس الثانوية بمدينة الطائف، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية- جامعة أم القرى ، مكة المكرمة.57. يونس ، انتصار (1972) . السلوك الإنساني ، دار المعارف ، مصر.
 
 
ثانيا: المصادر الأجنبية
58. Adams, G. S. (1964). Measurement and Evalution Education   psychology and Guidance. New York.
59. Allman, L. (1978). Reading in a dult psychology, contemporary perspectives. New York , Harper & Row.
60. Anastasi, A. (1976). Psychological Testing. New York, The Macmillan.
61. Aron, A. & Aron, E. N. (1986). Love and the expansion of self. understanding attraction and satisfaction. New York. Hemisphere publish corporation.
62.  Bischof, L. J. (1970). Interpreting personality theories, 2nded . New   York . Harper & Row.
63. Bar-On, R. (1997): Development of the Bar-On EQ-I: A    measure of emotional and social intelligence. Paper presented at the (105)th Annual convention of the American Psychological Association, Chicago.
64. Cassidy, J. & Shaver, P. R. (1999). Handbook of attachment. Theory, research, and clinical applications. New York. Guilford press.
65. Dietch, J. (1978). Love, sex Roles and psychological Health. Journal of personality Assessment, Vol. 42 No. 6.
66.  Epstein, R.(1999):Constructive thinking: the key to emotional intelligence. Intelligence, (32) No (4), pp (20-30).
 
67. Freud, S. (1951). Group psychology and the analysis of the ego. New York.
68. Goble, F. G. (1970). The Third force. The psychology of Abraham Maslow. New York. Growssman.
69. Goleman, D. (1998): Working with emotional intelligence. New York: Bantam Books
70. Haltfield, E. & Walster, G. W. (1978). A New look at Love. New York.
71. Hamilton, V. L. (1978). Behaviour Research Journal of personality and social psychology, Vol. 36, No. 2, 126-146.
72. Lindgren, H. C.; John, W. & Sons. (1973). An Introduction to Social psychology, 2nded, united states of America.
73.  Lyons, J. & Schneider, T. (2005). The Influence of Emotional Intelligence on Performance. Personality and Individual Differences, 39, 693–703.
74. Marlow, A. H. (1970).  Motivation and personality. New York.
75. Mayer . J . D andSalovey .P (1997)e.What is emotional Intelligenece , InSalovey , P sluyter.D.I. et al , (Ed)Emotional development and motional intellingence. Educational imptieations. Newyork. Basic Books Inc ,PP 1 – 34.
76. Mayer , J , D, Salovey , P.& Carsou ,. D (2000)Competing models of emotional intelligence (in) :Sternberg ,R ,J(Ed.);Hand book of Human intelligence New York , Cambridge Univ , Press.Murensky, C.L. (2000) the relationships pcvsonality,critical thinking ability and organi zational leadership performance at upper levels of management
77. Parker, J.; Creque Sr, R.; Barnhart, D.; Harris, J.; Majeski, S.; Wood, L.; Bond, B. &Hogan, M. (2004). Academic Achievement in High School: DoesEmotional Intelligence Matter?. Personality and Individual Differences, 37,1321–1330.
78. Rubin, Z. (1973). Liking and loving an invitation to social psychology. New York..
79. Stenberg, R. J. (1986). Atriangular theory of Love, psychological Review, Vol. 93, 119-312 .
80.  Vanderzanden, J.(1989): Human development, (4th ed), Alfred A. Knopf Inc., New York
81. Walter, F. & Bruch, H. (2007): Investigating the Emotional. Basis of Charismatic Leadership: The Role of Leaders’ Positive Mood and Emotional Intelligence. Research on emotion in organization, Vol. (3), pp (367-390).
82. Wiley, J. & Sons, I. (1969). An Introduction to social psychology. United states of America .
83. William , B. (1980). Liking and Loving. Journal of personality and social psychology, Vol. 38, No. 3, 45-60.
 
مرفقpdf 

تحميل الملف المرفق Download Attached File

تحميل الملف من سيرفر شبكة جامعة بابل (Paper Link on Network Server) repository publications

البحث في الموقع

Authors, Titles, Abstracts

Full Text




خيارات العرض والخدمات


وصلات مرتبطة بهذا البحث