معلومات البحث الكاملة في مستودع بيانات الجامعة

عنوان البحث(Papers / Research Title)


منهج علم الاجتماع الأدبي عند (لوسيان غولدمان) د. علي عبد الامير عباس


الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)

 
علي عبد الامير عباس فهد الخميس

Citation Information


علي,عبد,الامير,عباس,فهد,الخميس ,منهج علم الاجتماع الأدبي عند (لوسيان غولدمان) د. علي عبد الامير عباس , Time 16/12/2016 21:04:06 : كلية الفنون الجميلة

وصف الابستركت (Abstract)


مقالة في الحداثة النقدية والادبية والمسرحية لمفكر واديب وناقد ادبي

الوصف الكامل (Full Abstract)

منهج علم الاجتماع الأدبي عند (لوسيان غولدمان) د. علي عبد الامير عباس
ali abdulameer abbas / fine.ali.abd@uobabylon.edu.iq
لعل السوسيولوجيا الحديثة للأدب تنهض على افتراض أساسي مؤداه إن الإبداع الأدبي يُعد رمزاً للحياة الاجتماعية في كل أبعادها المختلفة، وهذا الفرض يسمح للباحث أن يُدرك ملامح الآثار الأدبية. وملامح المجتمعات بصورة إجمالية بالاعتماد على تطبيق المنهج البنائي الدينامي، الذي شرحه (لوسيان غولدمان) في الدراسات التي جمعها في كتابه (بحوث ديالكتيكية) والذي يتضمن في احد أجزائه الأولى فصلاً بعنوان (المادية الديالكتيكية وتاريخ الأدب) و (مفهوم البناء التعبيري في تاريخ الثقافة) وهنالك دراسة ثالثة تُعتبر تطبيقاً للمنهج البنائي وعنوانها (الجنسيزم والرؤية التراجيدية للعالم).
فالفرد وحده لا يستطيع أن ينجز رؤية معينة للعالم فهذه الرؤية ينجزها في كثير من الحالات جماعة من الأفراد على صلة معينة بجميع العناصر التي تشكل الواقع. لهذا فان المحاولات التي تفسر الآثار الأدبية على ضوء حياة المؤلف الشخصية، أو تصوير بيئته الاجتماعية الخاصة تعد محاولات غير مُجدية نظراً لان العلاقات التي تنهض في ميدان الأثر الأدبي أو بالأحرى العلاقة بين الفرد والمجتمع تعد علاقة ذات طابع معقد، بحيث لا يمكن أن نفسرها تفسيراً آلياً كما لا يمكن الحصول على جميع عناصر التفسير التي عرفتها حياة المؤلف. فهذه المحاولة لا تمكن من الوصول إلى ما هو جوهري، أي اكتشاف طبيعة العلاقة بين الأثر الأدبي، ورؤية العالم المتعلقة ببعض الطبقات الاجتماعية. ولهذا السبب لا يمكن الاهتمام بالمقاصد التي تعتري وجدان المؤلف وقد عين نوعها في بناء الأثر الفني أو الأدبي. اذ أن الصلة وثيقة بين الفرد والمجتمع والثقافة، وهذه الصلة لا تتحقق في مجال الفكر المجرد، وإنما يمكن تحقيقها بوضوح في مجال الأثر الأدبي أو الفني، أي يمكن تحقيقها على المستوى الثقافي لهذه الأقطاب الثلاثة (الثقافة، الفرد، المجتمع) ويجد (لوسيان غولدمان) إن الحديث عن قضية العلاقة بين الفرد والأثر، يفرض علينا أن نُميز بين الدور الشخصي لكاتب المدونة، ووظيفة سلوكه الفردي من ناحية وبين المضمون الفلسفي أو الأدبي من ناحية أخرى فالوظيفة الموضوعية للسلوك الفردي للمؤلف ليست في حقيقة الأمر سوى دوره. والباحث في هذا المجال لا يهدف إلى اكتشاف دور الكاتب أو سلوكه، بل يهدف إلى اكتشاف المعاني أو الدلالات التي يتضمنها الأثر نفسه. فالأثر الأدبي له منطقهُ الداخلي الخاص، هذا هو المجال الجوهري الذي يوجه الباحث اهتمامه إليه. اذن ما هو المنهج الذي ينبغي تطبيقه؟ يجيب (لوسيان غولدمان) بأنه المنهج البنائي، فهو أكثر صلاحية لإبراز التماسك الداخلي للأثر الأدبي وعلى رأيه تتسم عادةً بوجود مجموعة من العلاقات الضرورية التي تتألف من عنصري الشكل والمضمون فالدراسات التي تحاول بحث بعض عناصر الأثر دون اعتبار العناصر الأخرى التي تكّون أجزاءه، تفتت وحدة بنائه وتبعد الباحث عن اكتشاف دلالاته الموضوعية فكل عنصر له وظيفة مرتبطة بشكل مباشر بالبناء ذي الدلالات الإجمالية.
فالتماسك الداخلي للأثر الأدبي تُعتبر نتاجاً لرؤية معينة وتُعد تعبيراً عن موقف معين لفئة بشرية مختلفة من سير التاريخ ومعنى هذا إن (لوسيان غولدمان) يجد في التماسك الداخلي للأثر قوة مضمرة النشاط داخل الجماعات البشرية وليس حقيقية جامدة، فالتماسك الداخلي للأثر له وظيفة أساسية تتمثل في إبراز الدلالات الموضوعية المختلفة فهو يبرز بصورة الأفكار والعواطف والسلوك، ذلك المفهوم يبدو على جانب من الأهمية فهو من ناحية يعتبر الأثر الأدبي بناء في صيرورة تنأى به عن المعطيات الجامدة وهو من ناحية أخرى يثبت وجود وحدة بين الفرد والمجتمع على مستوى ذلك التماسك الداخلي فالبناء في الأثر لا يمكنه أن يبدو كانعكاس للبناء الاجتماعي ولا كتعبير عن شخصية الكاتب وحده بل يبدو كواقعة لها دلالة موضوعية تتمثل في وجود وحدة بين الفرد والمجتمع.
ويحاول (لوسيان غولدمان) عبر مفهوم البنيوية التوليدية
(Genetic Structuralism) أن يُحدث تحول في مناهج علم الاجتماع الأدبي عبر:
1. التأكيد على المنشأ والطابع الاجتماعي لظواهر الإبداع الفكري عامة والأدب خاصة.
وهنا يختلف عن الاتجاهات الشكلية التي حاولت دراسة العلاقة بين الأدب والمجتمع ولكنها أغفلت جدلية العلاقة بين الأدب والسياق الاجتماعي والتاريخي، وقللت من شأن فاعلية البيئة السوسيولوجية على الظاهرة الأدبية ولابد من البحث في الجماعات الاجتماعية السائدة، وفي البنية الكلية للمجتمع لكي نفهم منشأ هذه الأعمال الفكرة والفنية والأدبية.
2. أن اجتماعية المنشأ هذه لا تعنى الربط الآلي والتفسير السببي لعلاقة الأدب بالواقع الاجتماعي.
ويسعى إلى تجاوز الرؤية الآلية في تفسير هذه العلاقة، لأن هذا النوع من البحث لابد أن يُدمّر بمنهجه المُتّبع وحدة العمل الأدبي ذلك لأنه يتوجه، ابتداءً إلى العمل بوصفه محض نسخة من الواقع الاجتماعي والحياة اليومية وان ما يتم البحث عنه في هذه الأعمال هو طابعها الوثائقي وليس خصائصها الأدبية.
ولتأكيد تمايز منهجهِ عن الاخرين يُقدم (لوسيان غولدمان) فروض فيما يختص بعلاقة الأدب بالواقع الاجتماعي وهي:
1. أن العمل الأدبي لا يُعد مجرد انعكاس لوعي جمعي معطى، بل يمثل محصلة تراكمية على مستوى عالٍ لمجموعة مترابطة من المطامح التي تسم وعي جماعة اجتماعية معينة، وهو وعي يجب أن يُدرك بوصفه واقعاً دينامياً.
2. إن العلاقة بين الحياة الاجتماعية وكاتب المدونة الأدبية لا تتصل بمضمون هذين القطاعين من الواقع الإنساني عموماً، وإنما تتصل بالأبنية العقلية أساساً، أي بما يمكن أن يسمى المقولات التي تشكل الوعي الاجتماعي لمجموعة بعينها وبالعالم التخيلي الذي يخلقه الكاتب.
3. إن العلاقة بين الإبداعات الفردية الفلسفية والفكرية الأدبية لا تكمن في تماثل الأبنية، تلك التي يمكن التعبير عنها بمضامين تخيلية تختلف اختلافاً كبيراً عن المضمون الحقيقي للوعي الجمعي.
4. أن تجربة الفرد الواحد أقصر، بل أضيق من أن تجد مثل هذه البيئة العقلية، إذ لابد لهذه البنية من أن تكون نتيجة نشاط مشترك لعدد كبير من الأفراد، يجدون أنفسهم في موقف متماثل، أي تكون البنية لعدد من الأفراد يشكلون مجموعة اجتماعية متميزة، تعيش لفترة طويلة وبطريقة مُركزة، سلسلة من المشكلات، تسعى إلى إيجاد حل دال لها. ومعنى ذلك إن الأبنية العقلية ليست ظواهر فردية وإنما ظواهر اجتماعية. ويدعم بتقديمه لمفهوم إجرائي يربط أو يتوسط هذه العلاقة، ذلك هو مفهوم رؤية العالم (World vision) ويرى إن الحقيقة الأساسية للمادة التاريخية في دراسة الإبداع تكمن في حقيقة إن الفلسفة والفن والأدب، بأوجه مختلفة(*)، تمثل تعبيرات عن رؤى العالم، وأن هذه الرؤى ليست حقائق فردية بل حقائق اجتماعية.
1. و كما هو الحال بالنسبة للأشخاص في أي مسرحية أو رواية أو قصة وهذه الوحدة المنطقية تجعل الأشخاص أعضاء جملة واحدة أجزاؤها تُفسر وتُفهم بانتسابها إلى عناصر البناء بصورة مُجملة. فالأثر الأدبي في نهاية الأمر يعد شكلاً بنائياً، يتجلى في وحدته العضوية، وفي تماسكه الداخلي ويذهب (لوسيان غولدمان) إلى القول بان بناء الأثر يعبر عن مؤلفه من جهة وعن دلالة صلته بعصره ومجتمعه، من جهة أخرى ويشترط أن يكون هذا الكاتب تقديمياً فالكاتب العبقري حسب رأيه هو الذي تتفق حساسيته مع جملة التحولات والتطورات الاجتماعية والتاريخية، وهو الذي يتحدث عن قضاياه الحية. فالتواصل الإنساني عقد اجتماعي يرتكز على مجموعة من القوانين غير المدركة وان أساطير ثقافة ما تتضمّن تشريعاتها الدلالية. وفيما إذا كان بالإمكان اختزال هذه المسألة إلى عملية جبرية ، فأنها تعتمد على قوة المُحلل، مهما تكن الظروف. ووضع نموذج مثالي عقلاني وبديهي للنشاط الاجتماعي، على أساس الفهم، يكون متوافقا مع التّفسير العقلاني والذي يُسّهل العمل العلمي، و إكساب المنهج الفهمي اكبر قدر ممكن من الصحة الموضوعية.

تحميل الملف المرفق Download Attached File

تحميل الملف من سيرفر شبكة جامعة بابل (Paper Link on Network Server) repository publications

البحث في الموقع

Authors, Titles, Abstracts

Full Text




خيارات العرض والخدمات


وصلات مرتبطة بهذا البحث