الحوزة العلمية في النجف الأشرف ركن من اركان البيت اللغويّ خدمت اللغة العربية منذ تأسيسها منذ اكثر من الف عام والى يومنا هذا، فهي معطاءة في نتاجها اللغوي والنحوي ورجالاتها الذين وضعوا علوم اللغة نصب اعينهم تأليفاً وتدريساً وتيسيراً
فرجال هذه الجامعة العلمية الكبرى هم فقهاء وأُصوليون أولاً وأخيراً ومدرستهم هذه مدرسة أُصولية فقهية وليست نحوية، ولكن علم النحو عندهم علم مساعد لفهم النصوص الشرعية المقدسة من الكتاب والسنة ؛ ليتسنى لهم استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية ، فاللغة والنحو أداتان من أدوات الفقيه في عملية الاستنباط .
جاء الجهد النحوي لفضلاء الحوزة العلميّة موزعاً على النحو الآتي :
1- علم الأصول: يضع الأصوليون في مقدمات المباحث الأصولية بحوثاً لغوية تساعدهم على فهم دلالة النصوص واستيعابها ، اصطلحوا عليها "مباحث الألفاظ " أو " المبادئ اللغوية ".
2- علم التفسير: لا يمكن للمفسّر أنْ يكون مفسّراً ما لم يكن ضليعاً في اللغة والنحو ، فيعمد مفسرو القرآن الكريم إلى بحوث لغوية ونحوية تعينهم على تفسير كلام الله سبحانه وتعالى ومعرفة مقاصده .
3- علم الفقه: لا تخلو الكتب الفقهية والرسائل العملية للفقهاء من بحوث لغوية ونحوية وإنْ كانت قليلة جداً إلا أنَّها غير مُعدمة .
4- الكتب النحوية المتخصصة ، فقد تناولوا هذا الميدان وشاركوا فيه تدريساً وتأليفاً .