التيسير مفهوم اختلف فيه أصحابه ، فكل منهم يراه ويفهمه بحسب اعتقاده بنوع العسر أو الصعوبة الموجودة في المنهج أو المادة النحوية أو طرائق تدريسها .
محاولات التيسير دعوات قديمة بدأت منذ وقت مبكر ولكنها دعوات متفاوتة من حيث جدية الدعوة وطبيعة الموضوعات الميسرة .
تعالت أصوات الميسرين كلما تقادم العهد على البحث النحوي ولعل القرن العشرين الميلادي هو من أثراها دعوة للتيسير واستطيع انْ اصطلح عليه قرن التيسير النحوي ؛ لكثرة المحاولات الجادة كمية ونوعية.
المحاولات المعاصرة كثيرة جداً ربما يصعب على الباحثين أن يحصوها لأنها مبعثرة في الصحف والمجلات ومباحث الرسائل الجامعية فضلاً عن المحاولات غير المعروفة أو ما زالت مخطوطة – والله العالم – يرى احد الباحثين انَّه احصى هذه المحاولات وانّه لم يسبق إلى استقصائها في كتاب(1).
والحقيقة أن أول محاولة تيسيرية ناضجة في العصر الحديث محاولة الأستاذ إبراهيم مصطفى في كتابة ( إحياء النحو ) وهو أول المحدثين الذين فتحوا باب التيسير ونقد القديم فصارت محاولته رائدة وباتت ومازالت بين مؤيد ومعارض ،سار في ركبه طائفة من النحويين المعاصرين منهم الدكتور مهدي المخزومي والدكتور احمد عبد الستار الجواري والدكتور إبراهيم السامرائي والدكتور نعمة رحيم العزاوي وغيرهم.
هذه المحاولات اتفقت على مجموعة من القضايا النحوية ، محل الاتفاق كان قاسما مشتركا بين الميسرين محورها الصعوبة والتعقيد وتشخيص الخلل في منهج القدماء برأيهم.
الحوزة العلمية في النجف الأشرف ركن من أركان البيت اللغوي ، القائم على خدمة التنزيل الكريم ، ومنبع من منابع ثروتها منذ القدم , فلفضلاء الحوزة موقفان مختلفان من نظرية التيسير النحوي:
احدهما: موقف المعارض الرافض للتيسير .
والآخر: موقف المشارك المؤيد دعوة وتأليفاً .