هناك جملة تحولات في أنساق الفن والشعر من خلال العديد من العوامل الفكرية والفلسفية والسياسية والصناعية والمنجز التكنلوجي، كان لها أثر كبير أنعكس على مسار الخطاب الشعري والفني، أذ أتخذ الطابع الفني العام لبنية الرسم والشعر النظرالى النص الفني بوصفه كياناً مستقلاً قائماً بذاته، تتوضح لدينا مشكلة البحث القائمة، هل ثمة تقارب بين الانساق الشعرية والانساق الفنية في الخطاب البصري التشكيلي من حيث الصورة الذهنية، الشكل، المضمون، التلقي....الخ، على وفق هذا السؤال تتحدد مشكلة البحث الحالي في هل يوجد تعامل متبادل بينهما (انساق الفن وانساق الشعر) يعلن حالة احتضان وتداخل وحضور لاحدهما في الآخر؟ فهل الرسم يحضر بوصفه رسماً للشعر والشعر يحضر مجسداً بالرسم في محاولة ايجاد مقاربات الأنساق الفنية التشكيلية وتحولاتها في الشعر؟ فالشعر الذي تسلح بالمجاز والاستعارة والتشبيه أيتقارب من خط الرسم في تصوير الاشكال مستعيناً بالخاصية التصويرية للشعر التي تجعله قرينا للرسم ومشابها له بعدة ابعاد اساسية من ابعاد التشكيل والصياغة والتأثير والتلقي والفائدة؟ وفقاً لما سبق ذكره تتجلى أهمية البحث من خلال:
1. تأثير الأنساق الفنية والشعرية وتحديد توصيفاتها ضمن الإطار الفلسفي والنقدي لمفهوم النسق كاشفاً عن ماهية التحولات التزامنية في النسق التشكيلي والشعر.
2. بيان آلية اشتغال الدراسة البنيوية في النص الفني ودوره في أحداث التحولات البنائية والأسلوبية داخل بنية النص الرسموي والشعري.
3. الكشف الأبستومولوجي (المعرفي) لحقيقة فنية وصياغتها الجمالية والفنية البنائية وفق تحولاتها النسقية.