معلومات البحث الكاملة في مستودع بيانات الجامعة

عنوان البحث(Papers / Research Title)


التغيرات الإجتماعية وأثرها في النظام اللغوي العربي


الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)

 
سعدون احمد علي الرباكي

Citation Information


سعدون,احمد,علي,الرباكي ,التغيرات الإجتماعية وأثرها في النظام اللغوي العربي , Time 17/05/2018 07:17:03 : كلية التربية للعلوم الانسانية

وصف الابستركت (Abstract)


تؤثر التغيرات الاجتماعية في بنية اللغة العربية ونظمها على مستوياتها الأربعة

الوصف الكامل (Full Abstract)

أثرُ التغيُّرات الاجتماعيّة في النظام اللغويّ العربيّ
الملخص:
توصف اللغة بالتغيّر والتبدّل لارتباطها بحياة أفراد المجتمع الذي يتكلم بها، ولا شك في أن هؤلاء تتبدل أحوالهم وتتغير، فيؤثر ذلك في لغتهم، ويجد طريقه إلى الألفاظ والتراكيب التي يتداولونها في اتصالهم ويعبرون بها عن أحوالهم وحاجاتهم. على أنَّ علماء العربية القدماء – بوسائلهم المحدودة - وقفوا على هذه الظاهرة، فرصدوها ودرسوا أنماطها، وأصدروا فيها أحكاما انمازت بالدقة والعمق، ووسموا هذا التغير بأنه إيجابيٌّ تارة وسلبيٌّ تارة أخرى، وهذا ما أقرَّ لهم به علماء اللغة المحدثون. وهذا البحث محاولة جادة لرصد أثر التغيرات الاجتماعية في النظام اللغويّ العربيّ من أجل توجيه عملية التغير لإحداث تنمية لغوية عربية حقيقية مقصودة على وفق خطة علمية مدروسة وموضوعية يضطلع بها المتخصصون بعلوم العربية بما يلبي طموح مجتمعاتنا المعاصرة، ويحافظ على هوية لغتنا العربية كونها إحدى اللغات الخمس المعترف بها عالميا، ويدفع عنها خطر العولمة والتغريب والاضمحلال. ومن أجل بلوغ هذا الهدف السامي ينبغي لنا أن نفكر بوسائل حيوية تستند إلى المناهج العلمية الحديثة للحفاظ على خصائص هويتنا اللغوية وسمات شخصيتها الحضارية، وتنميتها وتطويرها وتيسير تعليمها، وتكميم دعوات تغريبها، ودفع طاقاتها للإبداع واللحاق بالأمم المتقدمة؛ منها استحداث الجديد اللغوي مما بالمجتمعات العربية المعاصرة حاجة إليه، وتحديث مناهج التعليم وطرائقه في كل المراحل وإدخال التقنيات الحديثة فيه، وبعث الألفاظ غير المستعملة في معجماتنا الكبيرة التي تزيد على الخمسة ملايين كلمةً لإعادة الحياة إليها وإثرائها بالمصطلحات العلمية والأدبية والتقنية والفنية بدلا من أن نفتح الباب على مصراعيه لدخول الألفاظ الأعجمية.
التغيّر الاجتماعي: هو كلّ تحوّل أو تبدّل موقوت يصيب المجتمعات ويؤثر في بنائها الاجتماعي ونظامها اللغوي ومنظومتها القيمية والأخلاقية، ويؤدي إلى سلسلة من التغيرات الفرعية التي تصيب أغلب جوانب الحياة، وتفضي إلى تكيّف الأفراد والجماعات وتفاعلهم وتوافقهم بدرجات متفاوتة (1).
النظام اللغويّ: هو استعمال الأصوات والأبنية والتراكيب اللغوية للتعبير عن المعاني الذهنية بما يحقق التواصل بين أبناء المجتمعات. ويتألف نظام اللغة العربيّة من ثلاثة أبعاد أساسية، أولها: البعد الموضوعي، ويشتمل على مستويات: الصوت، والصرف، والنحو، والدلالة، والكتابة، والأسلوب . والبعد الثاني: البعد الوظيفي، ويشتمل على مهارات : الاستماع، والقراءة، والتعبير. والبعد الثالث: البعد التكاملي، وتتضافر فيه عناصر البعدينِ المذكورَيْنِ آنفًا لتحقيق المعرفة باللغة (2) .
المبحث الأول: أثر التغيُّرات الاجتماعية في النظام اللغوي العربيّ على مستوى الأصوات
إنَّ الراصد لأثر التغيرات الاجتماعية في النظام اللغوي العربي يدرك تماما أنَّ ما أصاب لغتنا العربية في أصواتها من تبدل وتغير لايعدو بضعةَ أصوات من حيث التبدلات الصوتية التي حصلت لبعضها كأصوات الضاد والقاف والجيم, أو التغيرات الجزئية في صفات بعضها كصوتي الهمزة والطاء(6)، ويرجع حصول مثل هذه التبدلات إلى قوانين التطور الصوتي التي تتسم بعدم الثبات طوالَ تطورِ اللغات(7).
إنَّ شيوعَ صوتٍ بتبدلِ نطقِه عما كان له في أصل الوضع، بأثر من الازدواج اللغوي، أو بانتقاله من لغة إلى أخرى، لهو صورة حيَّة لتأثرِ الألسنةِ وتغيرِها، من ذلك شيوع تبدل صوت (الظاء) في لغة مصر وسوريا ولبنان إلى (الزاي المفخمة) بسبب تأثر هذه البلدان باللغتين التركية والفارسية، إذ يقولون: (زريف) و( زلم ) بدلا من (ظريف) و( ظلم ). وينطقون ( الضاد ) دالًا أو زايًا مفخمة، فيقولون: ( ديف ) في ضيف، و( زابط ) في ضابط ـ ويُبدلُون بالذال دالًا فيقولون: (الدهب) و( الدقن) بدلا من الذهب والذقن . وجميع هذه التبدلات الصوتية قد جاءت نتيجة لتعدد اللهجات العربية فضلا عن تأثير الشعوب غير العربية في اللسان العربي .
المبحث الثاني: أثر التغيرات الاجتماعية في النظام اللغويّ العربيّ على مستوى الكتابة
عُنيَ نفرٌ من المثقفين العرب في العصر الحديث بالحضارة الغربية وافتتنوا بها لاسيما مَن تلمذ منهم للغربيين والمستشرقين، وترتب على ذلك تغيراتٌ إجتماعية أفضت إلى أن يقلِّد العربُ الغربَ في ملبسهم ومأكلهم وعاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم ولغاتهم ومناهج تعليمهم بدعوى التطوير والتجديد ومواكبة التقدم العلمي الكبير في نواحي الحياة المختلفة. وحقيقة أمر تلك المناهج اللسانية أنَّ الأعمَّ الأغلبَ منها غريب عن خصائص لغتنا العربية، بعيد عن أنفاسها، يتعذر تطبيقه عليها؛ لأن لغتنا العربية قد امتلكت في ذاتها قوة خلودها وديمومتها؛ لكن ثمة أهدافا محمومة تقف وراء تلك الدعوات ترمي إلى إضعاف تمسك العرب والمسلمين بدينهم وعقيدتهم وأخلاقهم ولغتهم وتراثهم، وتشجيع التدريس على وفق النمط الغربي العلماني(15)، إن محاولة استبدال الحروف اللاتينية بالأبجدية العربية بدعوى التجديد مقضي عليها بالإخفاق والفشل ؛ لأنَّ في اصطناع الرسم العربي ما يتفق وخصوصية لغتنا .(22)

المبحث الثالث: أثر التغيُّرات الاجتماعية في النظام اللغويّ العربيّ على مستوى الدلالة
يرى علماء اللغة أنَّ نوعًا من التغيّر والتطوّر يعتري بعض الألفاظ من حيث تخصيصُ دلالتِها أو تعميمُها أو تغيرُ مجالِ استعمالها، وعدُّوا ذلك من الظواهر اللغوية العامة في اللغات الإنسانية جميعا. وإنَّ هذه الكيفيات التي تغيَّر فيها اللفظ من دلالة إلى أخرى اقتضتها تحولات اجتماعية, وظروف سياسية واقتصادية وجغرافية وحضارية, متعاقبة مرتّ بها الأمة في تاريخها الطويل, فتركت آثارَها في اللغة كالذي حصل في العربية من تخصيصِ دلالة ألفاظ المأتم والحج والطرب، أو تعميمِها كالذي حصل لألفاظ القافلة والورد والرائد، أو تغيرِ مجالِ استعمالها كالذي حصل لألفاظ السيارة والمهر والصريم...إلخ. على أنَّ ما أصاب العربية من تطور ينحصر بحدود ضيقة تمثل المظهر الخارجي للغة، ولا يمتد إلى بنائها وجوهرها، فـالأفعال والأسماء ومواضع المرفوعات والمنصوبات والمجرورات فيها باقية على حالها منذ أن عرفت هذه اللغة إلى يومنا الحاضر، إذ احتفظت بقوانينها وخصائصها ونظامها الذي كتب به القدماء ونكتب به نحن اليوم، لأنّها لغة القرآن الكريم، فهو الوعاء الحافظ لها، قال تعالى (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) [ سورة الحِجر:9].
الخاتمة:
بعد هذه الرحلة الطيبة في دراسة أثر التغيرات الاجتماعية في النظام اللغوي العربيّ أضع بين يدي القارئ الكريم قطفًا من ثمار البحث وفوائده:
1. إنَّ لغتنا العربية التي واكبت هذه التغيرات والتطورات، لم يُصِبْ جوهرَ نظامِها العام شيءٌ من التغيُّر أو التبدُّل، فنظم الكلام فيها وتركيب جملها وصيغ أبنيتها باقٍ على أصوله، ولعلّ ما رُصِدَ فيها من تبدّل وتغيّر لا يعدو موضوعي الأصوات والدلالة وبنسبة ضئيلة تمتد إلى بضعة حروف من حيث التبدلات الصوتية كالقاف والضاد والجيم والهمزة, مثلما يمتد إلى مجموعة ألفاظ من حيث تطور دلالتها، أو خروجها إلى معان جديدة، أو قريبة من الأصل.

2. ثمة وسائلُ وإجراءاتٌ لابدَّ من تفعيلها من أجل أن تواكب اللغة العربية نظائرها من اللغات الحيّة يستلزم تحققها التفكير بوسائل حيوية لتنمية اللغة العربية وتطويرها وتيسير تعليمها على الدارسين، منها :
أ. تأليف لجنة علمية من كبار أساتذة اللغة العربية في البلدان العربية وبإشراف مباشر من جامعة الدول العربية تتولى سنّ قانون (الحفاظ على سلامة اللغة العربية) يكون ملزِما لجميع البلدان العربية ويُضمَّنُ في دساتيرها لضمان تطبيقه تطبيقًا عمليًّا موحَّدًا .
ب. استحداث المناهج والوسائل الكفيلة بتوجيه هذا التغير ليكون موضوعيا ودقيقا يلبي طموح المجتمعات العربية المعاصرة ويحقق أهدافها في تعميق الفهم اللازم لهذه الظاهرة المهمة نحو إحداث تنمية لغوية حقيقية مقصودة على وفق خطة علمية مدروسة يضعها علماء متخصصون من ذوي الخبرة والدراية وتشرف على تطبيقها المجالس العلمية للغة العربية في البلدان العربية فضلا عن إشراف دائرة علوم اللغة والثقافة في جامعة الدول العربية.
ت. تفعيل عمل المجامع اللغوية العربية لتقوم بواجباتها تجاه لغة الضاد بما يضمن ديمومة حيويتها في مواكبة التطور العلمي والإنساني في جوانب الحياة المختلفة عبر استحداث الجديد اللغوي مما بالمجتمعات العربية المعاصرة حاجة إليه بوسائل التوليد المعروفة من اشتقاق أوقياس أوتعريب أونحت يقوم به المتخصصون بعلوم العربية ممن لهم تجربة غنية في هذا الميدان بدلا من أن نفتح الباب على مصراعيه لدخول الألفاظ الأعجمية تأثرًا بالفكر الغربي الوافد إلينا بدعوى الحضارة والمدنية عبر الدعوات التي اُبتُليت بها مجتمعاتنا العربية في العصر الحديث من عولمة وتبشير واستشراق وربيع عربي كانت أهدافها البعيدة تكمن في محاولة تغريب اللغة العربية وطمس هويتها وتحجيم دورها في توحيد الشعوب العربية والإسلامية .
ث. سبر غور المعجمات العربية القديمة لنفض الغبار عما تزخر به من الألفاظ غير المستعملة وإعادة الحياة إليها بلطف الصنعة، وتصحيح نسبة بعض الألفاظ التي وصفتها المعجمات العربية القديمة بالمعرَّبة أو الدخيلة وذلك بإرجاعها إلى أصلها العربي وليكن ما عمله العلامة المرحوم الدكتور طه باقر في كتابه ( من تراثنا اللغوي القديم ما يسمى في العربية بالدخيل ) دليل عمل في هذا الميدان.
ج. أن نفرض وجود لغتنا عبر استعمالها في كل مكان ومحفل دوليّ تسنح لنا الفرصة بالتكلم بها؛ لأن اللغات تحيا وتزدهر بالاستعمال، وعلى العرب أن يغادروا الشعور بالنقص والدونية وهم يتكلمون بها، فالعربية أشرف لغات الأرض كونها لغة آخر كتاب سماوي تعهده الله جلَّ وعلا بالصون والحفظ .
ح. توظيف البرامج التلفازية لخدمة اللغة العربية بتشجيع اعتمادها العربية الفصحى أصلا في الحوار والنقاش وتبادل الآراء والترجمة ولاسيما في البرامج الموجهة إلى فئة الأطفال والشباب على غرار ما أُنتج في نهايات القرن المنصرم كبرنامج ( افتح يا سمسم ) وبرنامج (مدينة القواعد) وأفلام الكارتون المعرَّبة ...إلخ؛ لأن التعلم في الصغر كالنقش في الحجر أثره دائم على مرِّ السنين .

تحميل الملف المرفق Download Attached File

تحميل الملف من سيرفر شبكة جامعة بابل (Paper Link on Network Server) repository publications

البحث في الموقع

Authors, Titles, Abstracts

Full Text




خيارات العرض والخدمات


وصلات مرتبطة بهذا البحث