معلومات البحث الكاملة في مستودع بيانات الجامعة

عنوان البحث(Papers / Research Title)


التفكير الارتيابي


الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)

 
حوراء عباس كرماش السلطاني

Citation Information


حوراء,عباس,كرماش,السلطاني ,التفكير الارتيابي , Time 02/01/2019 17:59:40 : كلية التربية الاساسية

وصف الابستركت (Abstract)


التفكير الارتيابي

الوصف الكامل (Full Abstract)

التفكير الإرتيابي لدى الطلبة المراهقين في المرحلة المتوسطة
ملخص البحث
يهدف البحث الحالي التعرف على مستوى التفكير الارتيابي لدى الطلبة المراهقين في المرحلة المتوسطة بالمدارس المتوسطة والثانوية بمركز محافظة بابل، والتعرف على الفروق ذات الدلالة الإحصائية في مستوى التفكير الإرتيابي لدى الطلبة المراهقين في المرحلة المتوسطة تبعاً لمتغيري البحث، الجنس (ذكور- إناث)، والسنة الدراسية (الأول متوسط- الثالث متوسط).
وقد تألفت عينة البحث من (194) طالبٍ وطالبةٍ، تمَّ إختيارهم بالطريقة العشوائية. ولتحقيق أهداف البحث أعدت الباحثة مقياس يتكون من (32) فقرة، وبعد التحقق من الخصائص السايكومترية للمقياس تم تطبيقهِ على العينة بصيغتهِ النهائية. وقد توصل البحث إلى النتائج الآتية: إنَّ الطلبة المراهقين في المرحلة المتوسطة لديهم مستوى مرتفع من التفكير الإرتيابي، توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والاناث في مستوى التفكير الإرتيابي، ولصالح الاناث، لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين طلبة الأول متوسط والثالث متوسط في مستوى التفكير الإرتيابي.

- مُقـــــدمة البحـــــــــث(Introduction Research):
تُعد المُراهقة من المراحل الخَطِرة التي يعيشها الإنسان، بل قد تكون الأخطر من بين كُلّ المراحل، إذ ينتقلُ الإنسانُ فيها من مرحلة الطّفولة إلى الرُّشد، ضمن تغييرات جديدة مُتعلّقة بجوانب النّمو المختلفة، كما يتعرّض الإنسانُ فيها للكثير من الصِّراعات الخارجية والدّاخلية. (المنصور،2017: 2). وقد عُرفت المُراهقة تّعريفات متعددة حاول كلٍ منها التركيز على جانب من جوانب النمو، فقد عرفها هوروكس (,1962 Harrocks): بأنها الفترة التي يخرُج فيها الإنسانُ من شرنقة الطّفولة إلى العالم الخارجيّ المُحيط به، ليبدأ في الاندماج فيه، والتّفاعُل معه، وقد حاول هوروكس في تعريفهِ أن يُركّز على فكرة انتقال الإنسان من الطفولة، وما تحمله معها من اتّكالية على مُحيطه، إلى العالم الخارجيّ والبيئة المحيطة به، ليكوّن استقلاله الذاتيّ، ويعتمد على نفسه. أما ستانلي هول (,1956 Stanley Hall): فقد عرفها بأنها فترةٌ من عُمر الإنسان يتصف فيها سلوكه بالحّدة، والتّوتر الكبير والانفعال العاصف. وقد ركّز ستانلي في تعريفهِ على فكرة الجانب الانفعاليّ الذي يُصاحب مرحلة المراهقة، ويتشكّل على صورة انفعالات وتوتّرات وثورات. (الزعبي،2010: 18).
والمدة الزمنية للمراهقة تختلف من مجتمع إلى آخر، ففي بعض المجتمعات تكون قصيرة، وفي بعضها الآخر تكون طويلة، ولذلك فقد قسمها العلماء إلى ثلاث مراحل، هي: مرحلة المراهقة الأولى (11-14 عاماً)، وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة. مرحلة المراهقة الوسطى (14-18 عاماً)، وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية. مرحلة المراهقة المتأخرة (18-21 عاماً)، حيث يصبح الشاب أو الفتاة إنساناً راشداً بالمظهر والسلوكيات. ويتضح من هذا التقسيم أن مرحلة المراهقة تمتد لتشمل أكثر من عشرة أعوام من عمر الفرد. (اسماعيل،2001: 160)
يُعد التفكير الارتيابي نوع من أنواع الأمراض النفسية الأكثر شيوعًا، إذ يُعاني المُفكر الارتيابي من الشك في كل شيء، ويتخيل أشياء ليست في الوجود، كما أنه يتخيل أن الأشخاص المحيطين بهِ يتآمرون عليه، وفي هذهِ الحالة يصعب عليهِ الثقة بالآخرين مما يؤدي به الى ضعف إقامة العلاقات الاجتماعية الناجحة، وفي هذا البحث ستتطرق الباحثة الى مفهوم التفكير الارتيابي والنظريات النفسية التي حاولت تفسيره، وخصائص المفكر الارتيابي والدراسات السابقة التي بحثت في هذا المتغير، كما ستُعد مقياس وتطبقهُ على الطلبة المراهقين.
وقد حاولت النظريات النفسية تفسير التفكير الارتيابي حيث أعتقد فرويد أن التفكير الإرتيابي ذو منشأ نفسي بصورة رئيسية. إذ أفترض أن الشخصية تتألف من تفاعل الاسس أو الانظمة النفسية معاً وهذه الانظمة النفسية هي (الهو id) والانا (Ego) والانا العليا Superego)) وتعمل هذه المكونات تبعاً إلى الطاقة الموجودة في كل مكون من هذه المكونات. ثم أضاف إلى ذلك أن التفكير الإرتيابي هو نتيجة الصراع بين الهو والأنا العليا كما جعل القلق والشك وعدم الثقة في الآخرين هو صلب التفكير الارتيابي، ثم أضاف إلى ذلك عوامل المحيط والظروف. وأخيراً توصل إلى أن التفكير الإرتيابي لا ينشأ عن سبب معين واحد بل بضعة عوامل جنسية أولاً وتربوية ومحيطية ثانياً. وعلى وفق هذه النظرية فإن الفرد ذو التفكير الإرتيابي عادة ما يبني خطة تكيف للحياة على أساس التجنب والهروب من الآخرين، فالمواقف التي تستثير انفعالاته الشديدة غير المحتملة تتحول إلى أشياء كأنها غير موجودة بفعل ليتجنبها ولما كانت مصادر القلق والخوف في حياة الافراد الإرتيابيين متنوعة ومنتشرة فإنهم يتحولون في النهاية إلى كائنات عاجزة انسحابية، وتتقلص حياتهم إلى حلقات ضيقة. وقد انتبه فرويد إلى هذه الحقيقة منذ فترة غير قصيرة فوصف حياة الإرتيابيين بأنها حياة تخلو من الاثارة وتمتلئ بالكف والقيود كما ان حياتهم تتحول نتيجة للهروب والانسحاب إلى الاغتراب والانفصال. والفرد الإرتيابي عادة ما يتجه إلى تجنب المواقف بدلاً من مواجهتها، ولهذا يتحول إلى شخص يكتفي بملاحظة الحياة بدلاً من أن يساهم فيها بشكلٍ نشطٍ. (Gunderson & Phillip , 1995: 1455).
بينما فسر آدلر التفكير الإرتيابي على أنه حيلة من حيل الدفاع النفسي غير المباشرة التي تحاول إحداث التوافق النفسي. وحيل الدفاع النفسي هي وسائل وأساليب لا شعورية من جانب الفرد وظيفتها تشويه ومسخ الحقيقة لكي يتخلص الفرد من حالة التوتر والقلق الناتجة عن الاحباطات والصراعات التي لم تكن موجودة والتي تهدد أمنه النفسي، وهدفها وقاية الذات والدفاع عنها والاحتفاظ بالثقة في النفس واحترام الذات وتحقيق الراحة النفسية. وتعتبر هذه الحيل بمثابة أسلحة دفاع نفسي تستخدمها الذات ضد الإحباط أو الصراع والتوتر والقلق. (Bjorkly,2002: 621). ويشير لونك (Long) بأنَّ الأفراد الذي يكون لديهم تفكير إرتيابي هم في الأساس يتسمون بسمات سلبية مثل القلق والشعور بالنقص وعدم الثقة والخجل والسلوك الانسحابي، وهم يستعملونها في ايذاء الاخرين وذلك لتجنب إقامة علاقة حميمة معهم. وهم يحبون عرض عدائيتهم على نحو واضح من خلال الشك وإهانة الناس الذين يحاولون أن يكونوا ودودين معهم. والسبب يكمن في أنهم يستطيعون التحكم في الرفض الذي يخافونه بأن يصبحوا هم أنفسهم رافضين للآخرين، إذ يقوم الإرتيابيون برفض الآخرين أولاً قبل أن يسبقهم الآخرين إلى الرفض، وإن ما يكمن وراء كل هذا الرفض الذي يبديه الإرتيابيون، هو أنهم فيما لو تم رفضهم من قبل شخص ما فأن ذلك سيكون أقل إيلاماً لأنهم لم يكونوا قد أحبوه اصلاً. ويميل الأفراد ذو التفكير الارتيابي إلى أن يكون لديهم تقدير منخفض للذات ويعتقدون بأنهم عديمو الجدوى وفاشلين في اقامة علاقات ناجحة وفضلاً عن انخفاض تقدير الذات لديهم فأنهم خجولين جداً، ووحيدون دوماً، ويرون بأن إنجازاتهم صغيرة جداً أو عديمة القيمة. ويعبرون عن عواطفهم وعدائيتهم عن طريق الإهمال والتردد قبل الثقة بالآخرين المحيطين بهم. وهم كذلك يغرقون في احلام اليقظة ليهربوا من الواقع. Hotpaper ,2001:1 -3)). وقد أفترض كرتشمر Kretschmer في بداية العشرينات من القرن العشرين بأن الأنماط المنفصلة التي ذكرها للأفراد الذين لديهم تفكير إرتياربي تتكون في واقع الأمر من نمطين فرعيين هما: النمط الفاقد للإحساس (غير الحسّاس، الفاقد للتمييز، عديم المشاعر). النمط المفرط في الإحساس: والذي يتصف بصفات العصبية، وسرعة التهيج، والتقلب، والقلق، والتحسس، كما أنه يتصرف بخجل وجبن وبعدم ثقة أو كأنه مضطر لفعل ذلك الشيء وهو يشكو من مشكلات عصبية وهو يبتعد قلقاً عن كل الأعمال والنشاطات، وقد وضع كرتشمر مفهوم النمط المفرط التحسس على أنه طبع يلازم المرء منذ الولادة. (Gunderson & Philips, 1995, pp.1454–1455). وقد فسر لاري سيفرLarry Siever s Theory) ): التفكير الارتيابي من وجهة نظر الطب النفسي الاحيائي (الفسلجة العصبية)، إذ إفترض ان التفكير الارتيابي مستند إلى استعدادات وراثية أساسية، واستعدادات متعلقة بنشاط النواقل العصبية، ويرى سيفر أن التفكير الارتيابي، ناجم عن الاستثارة اللحائية في منطقة الجهاز العصبي الودي والمعروف ان لهذا الجهاز دور في تثبيط بعض الفعاليات السلوكية والجسمية وعليه فان زيادة استثارة خلايا هذا الجهاز كما يرى سيفر تسبب زيادة في عمله أي زيادة في تثبيط السلوك وهو ما يتجلى في صورة عدم الثقة بالآخرين والشك وتجنب الآخرين. (Gunderson & Phillips , 1995:1930–1431). بينما يعرفه فاجين Fagin ,2004)): بأنه عملية ذهنية تراود الفرد الذي يعتقد بأنَّ الآخرين يحاولون إيذائهِ أو تهديدهِ باستمرار، وأنَّ هذه المعتقدات وهمية لا يكون لها أساس من الصحة. (Fagin ,2004:15). أما بنتال (Bentall,2006): هو عبارة عن عملية مستمرة في الدماغ، لا تتوقف أو تنتهي طالما أن الفرد في حالة اليقظة، ويميل الفرد من خلالها إلى تفسير الأحداث السلبية في حياتهِ من خلال إلقاء اللوم على الآخرين، وينشط هذا النوع من التفكير عندما يشعر بعدم الثقة بالنفس وأن الآخرين يحاولون إيذاءهِ بشتى الطرق. Bentall,2006: 154) ).
ويعرفه فريمان(Freeman,2014): عملية الإفراط والمبالغة في إساءة الظن والشك في الآخرين والحذر منهم. (Freeman,2014:433).
- تعريف كاسبر (Kasper,2015):
هو فقدان الثقة والشك با?خرين لدرجة أن ينظر المفكر الارتيابي الى دوافع الاخرين على أنها دوافع حقد، وقد تدفعه للانتقام، وأصحاب التفكير الارتيابي كثيراً ما يكون لديهم شعورٌ بالدُّونيَّةِ والنقْصِ، وعدمِ الشعور بالأمان. (Kasper,2015:39).أما جون (John,2016):
عملية واعية يقوم بها الفرد عندما يشك بأنه سيتعرض للأذى أو الاضطهاد من قبلِ شخصٍ معينٍ أو مجموعة من الأشخاص. وغالباً ما يكون الفرد الذي يكون لديهِ تفكير ارتيابي مستاءً وغاضباً، ويلجأ إلى العنف ضد الذين يعتقد أنهم سيضرون بهِ. (John,2016:43).
- عناصر التفكير الارتيابي:
إن عناصر التفكير الارتيابي تتمثل فــــــي:
1- المفاهيم: هي عبارة عن رمز لفظي يدل على المعلومات والأفكار المجردة للأشياء أو خبرات ذات صفات أو خصائص مُشتركة ويتسم بالشمول لأنهُ يُشير إلى المواقف التي يُمر بها الفرد الذي يفكر تفكيراً ارتيابياً.
2- الصور الذهنية: عبارة عن الرموز العقلية التي يستحضر من خلالها المُفكر الارتيابي صور المواقف عندما يفكر بالأشخاص الذي يعتقد أنهم يحاولون إيذائهِ أو تهديدهِ، وتختلف الصور الذهنية في قوتها ووضوحها، ففي بعض الأحيان تكون الصور الذهنية واضحة المعالم، وفي بعض الأحيان تكون ضعيفة التفاصيل غير واضحة.
3- اللغة: هي وسيلة للتخاطب والتواصل بين الأفراد بعضهم ببعض من خلال التعبيرات المنطوقة والمكتوبة، ومن خلال اللغة يستطيع الفرد التعبير عما يدور في تفكيرهِ بصورة رمزية.
(Paul,2010: 118).
- خصائص المُفكر الإرتيابي:
إنَّ المُفكر الارتيابي هو عادةً لديهِ عُزلة إجتماعية فهو منسحب عن الاخرين ولا يُكَوِن علاقات اجتماعية، وهو ذو نمط التعلق المتجنب أي يرى الآخرين غير جديرين بالثقة، ويشك بالآخرين حتى عندما لا يوجد سبب للشك، ومُقيد عاطفياً، وعنيد، كما لديهِ طُرقاً غريبةً أو شاذةً في التفكير. Beck,2009: 86) )
كما أورد والدينجر(Waldinger, 2011) قائمة من السلوكيات للفرد الذي يُفكر تفكيراً ارتيابياً نلخصها بالآتي:
* يتغلب عليهِ سوء الظن في معظم الأوقات مع معظم الأفراد في أقوالهم وأفعالهم دون أن يكون لذلك ما يدعمه من الواقع وإنما بسبب علة في الفرد نفسه وقد يزيد سوء الظن إذا كان هناك ما يثيره ولو بدرجة يسيرة.
* المبالغة في الحذر والترقب والتوجس والحيطة من الناس مع عدم الثقة فيهم وتوقع الإهانة منهم أو الغدر أو الخيانة أو الأذى أو نحو ذلك.
* حساس جداً، فلو أخطأ أحد الافراد عليه بدون عمد قد يتضارب معه.
* المبالغة في التأثر بانتقادات الآخرين وتضخيمها وتحميلها مالا تحتمل من المعاني السيئة مع المسارعة في الرد عليها والدفاع عن النفس قولاً أو فعلاً وإن لم يستطع الدفاع كتم الحقد في نفسه ولا يحاول تناسيه وإنما يحتفظ به إلى الظرف المناسب مهما كان الانتقاد يسيراً أو تافهاً.
* إسقاط أخطائهِ وهفواتهِ على غيرهِ.
* الإكثار من الجدال والخصام والتحدي والعناد مع الاعتزاز بالرأي مما يجعل التفاهم معه أو أقناعهِ في بعض الأمور أمر صعب ولاسيما إذا كان أمام الآخرين.
* لديهِ شكوك متكررة من دون سبب، بأن الأفراد المُقربين له غير مُخلصين معه.
* السعي إلى إثبات ذاته ووجوده أمام الآخرين.
* لا يستطيع رؤية دوره في المشاكل والصراعات ويعتقد أنه دائماً على حق.
* لديه صعوبة في الاسترخاء.
* يُعاني كثيراً في بناء علاقات وثيقة مع الآخرين. (Waldinger, 2011: 49).

تحميل الملف المرفق Download Attached File

تحميل الملف من سيرفر شبكة جامعة بابل (Paper Link on Network Server) repository publications

البحث في الموقع

Authors, Titles, Abstracts

Full Text




خيارات العرض والخدمات


وصلات مرتبطة بهذا البحث