الملخص
التّلاحق ظاهرة فنية تعبر عن تتابع الصّور الفنّيّة لإتمام الشّبه والمعنى الذي يريده الأديب،وقد أشار
إليها النقاد القدماء بالذات في بناء استعارة على استعارة ، ويبرز الجرجاني ثم الزمخشري من القدماء في الاشارة
الى الظاهرة اما اغلب من جاء بعدهم فقد ابدى اعجابه بالظاهرة متابعا الجرجاني في انها من اشرف الاستعا ا رت
او عدها من بليغ الاستعارة ومحاسنها، او وضعها في باب الغ ا ربة .
الكلمات المفتاحية:اصول ، الشكل ، المعنى ، استعارة ، الليل ، النظم ، المرشحة، المحاكاة .

المقدمة
التّلاحق ظاهرة فنّيّة تعبّر عن تتابع الصّور الفنّيّة لإتمام الشّبه والمعنى الّذي يريده الأديب، أشار إليها
النّقاد القدماء فيما يخصّ البناء الاستعاري،إذ يبرز التّلاحق بوصفه ظاهرة أسلوبيّة بالذّات في بناء استعارة على
استعارة عند الشّع ا رء الّذين ظهر التّجديد في أشعارهم في العصر العبّاسي واحتدم الجدال بين النّاس في تأييدهم
أو معارضتهم ، وكانت اغلب الشّواهد الّتي ناقشها القدماء من أشعارهم كشعر أبي تمام هي ممّا كثر ورود
الاستعارة المكنيّة فيه ،( 1) ووقوف النّقاد القدماء بإ ا زئها بين مؤيّد ومعارض ومقارنتها بنتاج الشّع ا رء القدماء من
أمثال امرئ القيس لتأكيد قدمها وورودها عند القدماء أو جدّتها وتفردها عند المحدثين .
على الرّغم من تك ا رر بعض اشتقاقات الأصل اللّغوي للفظ (التلاحق) ووجود إشا ا رت دالّة عليه في بعض
كتب القدماء،إلاّ انّ مصطلح التّلاحق لم يكن معروفاً عند النّقاد القدماء ، فقد "اعتنى النّقاد العرب ، بالمصطلح
الأدبي في مجمل اهتمام الفكر العربي القديم بتصنيف العلوم "( 2) ، إلاّ انّ ظاهرة التلاحق لم تكن شائعة عندهم .
ولكنّنا لا نعدم وجود الظّاهرة في كتب النّقاد القدماء في حديثهم عن التّغيير والتّجديد الذي حدث في العصر
العباسي وما ساد فيه من اتّجاه ابتداعي مرتبط " بجمال صعب في إد ا ركه وفي إخ ا رجه "( 3)، تمثّل في بعض
جوانبه بإكثار الشع ا رء المحدثين من أمثال المتنبي وأبي