معلومات البحث الكاملة في مستودع بيانات الجامعة

عنوان البحث(Papers / Research Title)


أثرُ القَوَائمِ في تَكشيفِ الدَّلالاتِ -عهدُ الإمام عليّ( عليه السلام) لمالك الأَشْتر أنموذجًا ( مقاربةٌ تداوليّةٌ )


الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)

 
رحيم كريم علي حمزة الشريفي

Citation Information


رحيم,كريم,علي,حمزة,الشريفي , أثرُ القَوَائمِ في تَكشيفِ الدَّلالاتِ -عهدُ الإمام عليّ( عليه السلام) لمالك الأَشْتر أنموذجًا ( مقاربةٌ تداوليّةٌ ) , Time 08/07/2019 14:04:33 : كلية العلوم الاسلامية

وصف الابستركت (Abstract)


أثرُ القَوَائمِ في تَكشيفِ الدَّلالاتِ -عهدُ الإمام عليّ( عليه السلام) لمالك الأَشْتر أنموذجًا

الوصف الكامل (Full Abstract)


أثرُ القَوَائمِ في تَكشيفِ الدَّلالاتِ
عهدُ الإمام عليّ( عليه السلام) لمالك الأَشْتر أنموذجًا
( مقاربةٌ تداوليّةٌ )
أ.م.د رحيم كريم عليّ الشَّريفيّ أ.م. د حسين علي حسين الفتليّ
جامعة بابل /كلية الدراسات القرآنية وزارة التربية/ الكلية التربوية /بابل
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمدُ لله الذي لاتُعدُ قوائُم نَعْمائِهِ وآلائه ، ولا تُقيَّد عناصرُ فَضْلهِ وإحسانهِ ، وصَلّى اللهُ على محور التقوى والهُدى نبيّ الرحمة محمّدِ ، وعلى آله تِبيانِ الدّلالات والرَّشاد ، والأحكام .
أمّا بَعْدُ ، فمِن أجلِ الوصول الى نتائج مُعجِبة لمَنْهَج يُحْيي الدّلالاتِ ، ويُشِيعُ ثقافة الفهم السريع ، والتصوّر اللامتناهي للمفاهيم ، نعتمد آلية منهجيّة لفهم خطاب الإمام عليّ ( عليه السلام) عبر صنع منهجيّ منظّم ، قائم على نَسْج قوائم وجداول للمفاهيم ، والكلمات المحوريّة التي تنتظم في سياق واحد من أجل حصرها مرّة ، ومقاربتها دلاليًّا مرّة أخرى ، وهي مسألةٌ _ فيما نخالُ _ لم تطرحْ من قبلُ ، ممّا يجعل دراستنا جديدة في بابها ، إذ لم نجدْ - بحسب اطّلاعنا - صنيعًا سُبقنا إليه على وَفْقِ ما نترسّمه إنْ تنظيرًا أو تطبيقًا * .
وهذا ما سيتناوشُه البحثُ في ضوء مباحثتنا التي جعلت الخطاب العلوّي الإصلاحيّ_ في ظلّ عهد الإمام عليّ ( عليه السلام ) لواليه مالك الأشتر ( رض ) حينما ولّاه مصر _ مادة بحثنا ومحط دراستنا إذ ألفينا كثرة القوائم فيه .
وفي ظلّ هذه المعاينة ، والإلماحة المتبصرة في العهد المبارك ، نرى أنْ يقوم البحثُ على ثلاثة مطالبَ ، هيّ :
المطلب الأول : أثر القوائم في صنع الثقافة
إذ لا يخفى على المتبصّر أنّ القوائم والجداول تُعدّ أساسًا في ضبط البيانات ، والحؤول دون تشظيّها وتناثرها ، فضلًا عن أنّها تعدّ ركيزةً صلبةً في تكشيف الدلالات التي يرقبها القارئ، والمتدبّر في هذه البيانات ( العناصر) التي تنتظم فيها
المطلب الثاني: القوائم في رسالة الإمام(عليه السلام) لمالك الأشتر دراسةً تطبيقيةً .
سَنَفْلي في هذا المطلب القوائم التي ترشّحت في العهد المبارك ، إذ يمثّل العنوانُ الرئيسُ للقائمة البؤرةَ المركزيّةَ ، القادرة على استدعاء مجموعة من العناصر التي تنتظم فيه ، عبر نَسْجِ شبكة من المسارات والتتابعات ، والمجالات الدّلالية التي تُعدّ عناصر متضافرة في استجلاء مفهوم العنوان .
المطلب الثالث : المقاربات التداوليّة للقوائم في عهد الإمام ( عليه السلام ) لمالك الأشتر .
في هذا المطلب سنقارب تداوليًّا بين العناصر المنتظمة في القائمة الواحدة بمعاينة السياقات المصاحبة لهذه العناصر سواءٌ أ كانت لفظيّةً أم مقاميّةً إذ يعملُ- بلا رَيْبَ - العنوانُ الرئيسُ على استدعائه ، فالاقترانات اللفظّية المترشحة في هذه القوائم ( العناصر) ، أو ( المصاحبات ) لها أثرٌ في استظهار المعاني ، وتكشيف الدّلالات .
والحمد لله ربِّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين
المطلب الأول: أثر القوائم في الثقافة (مقاربة تداولية)
في هذا المطلب سنكشف الخِمار عن أمرين مهمّين، نحسب أنّهما يعينانِ على الوصول إلى المقاربات الدّلالية التداوُليّة لمصطلح القوائم من جهة، وبيان أهميتها في الثقافة الاجتماعية التداولية من جهة أخرى.
أولاً: القوائم مقاربة تأصيلية:
1. في اللغة:
تبدّى لـ( ابن فارس ت395ه) أصلانِ صحيحانِ لمادة (ق وم) (( يَدُلُّ أَحَدَهُمَا عَلَى جَمَاعَةِ نَاسٍ، وَرُبَّمَا اسْتُعِيرَ فِي غَيْرِهِمْ. وَالْآخَرُ عَلَى انْتِصَابٍ أَوْ عَزْمٍ))( ).
ويتكشّف لنا في ضوء هذا النصّ أنَّ القائمة حاصلة في ضوء مجموعة من العناصر، وهذا ما عبّر عنه ابن فارس بـ(جماعة ناسٍ)، وربّما استعير في غيرهم، زِدْ على ذلك أنَّ القائمة تدلُّ على الحَتْم والعَزْم والضَّبط؛ لمقتضى مجيئها لهذا الغرض.
وتتجلّى دلالة لفظة (القائمة) في الاستعمال الاجتماعيّ التداوليّ، بمجموع العناصر والمكونات فيها كقائمة السرير والدابة وقوائم الخوان، وصولاً إلى قائمة الكتاب، قال الزمخشري (538ه): ((وقامَتْ الدابةُ على قوائِمَها، وهذه قَائِمَةِ الخِوَانِ والسَّرِيرِ (...) وقامَت لعبةُ الشطرنج صارَتْ قائمَةٌ (...) ، ورَفَعَ الكَرْمَ بالقَوَائِم والكَرْمةَ بالقائِمةَ ))،( ) قال الفيروز آبادي (ت 817ه) : ((والقائمةُ واحدةُ قوائمِ الدابةِ، والورقةُ من الكتابِ، ومِن السيفِ مقبضُهُ))( ).
ونَرْقُبُ هذا البيان تداوليًا عند مرتضى الزَّبيديّ (1205ه)، قال: ((القَائِمَةُ: الوَرَقَةُ من الكِتَابِ، وَقد تُطْلَقُ على مَجْمُوع البَرنَامَج ... قَائِمَةِ الخِوَانِ والسَّرِيرِ والدَّابَّةِ.! وقَوِائِمُ الخِوَانِ ونَحوُهَا )) ( ).
وتأسيساً على ذلك نَرْصدُ مقاربة تداولية لدلالة القائمة ألصق بمباحثتنا وهي الورقة التي تقيّد بها الأسماء، والأشياء في صنف قائم( ) ، وفي صورة صفوة وأعمدة ، وتكون على هيأة عناصر زمرة ، حَلْقة ، أو بنية جبريّة ( )، باستحضار الانتظام، والتتابع، والاطّراد.
ثانياً: في الاصطلاح:
في ظلّ معاينة حدّ القائمة في الكتب التي وقفنا عليها، وجدنا أنّها . بوصفها مصطلحاً – لا تخرج عن الدلالة اللّغوية، التي رَصَدْناها في المعجمات العربية، وهي الورقةُ التي تقيّد بها الأسماء، والأشياء في صفٍّ قائم أو عموديّ رَغْبةً في اختصار الزمن، والمسافات، وتحصيل المعلومات بسرعة( ).
ومن هنا فالقائمة هي الوعاء ، أو الظَّرْف الذي تنتظم فيه العناصر والأرقام وغيرها؛ من أجل تحليلها والوصول في ضوئها إلى النتائج المرجوّة( ).
وهي أيضاً مجموعة من العناصر التي تنتظم فيها، ونرغب في دراستها، رَغْبةً في الحصول على بعض النتائج حولها، ومن هنا فهي العتبة القصدية التي يجري البحث عنها، والتي تحقّق أغراض الدراسة( ).
ثالثاً: أهمية القوائم في الثقافة التداولية:
لا يخفى على ذي نُهية أنّ العقلَ قائمٌ على التنظيم والترتيب ، وحصر العناصر في قوائمَ وجداولَ خوفاً من تشظّيها وتناثرها، ويبدو أنّ مسايرة العقل الفعّال في هذا الصنيع يدلّ على أنّ الحياة تتطلب التعيين والتخصص، لا العبثية والفوضوية من أجل الوصول إلى المقاربات الحقيقية، والمحدّدات الواضحة للعلم المراد بيانه بَلْهَ الموضوعات والمطالب والمفردات المرغوبُ تفضيلها واستظهارها، وتفصيلها ، ومن هنا جاءت تلكمُ القوائمُ والجداول .
وتأسيساً لهذا الفَهْم والتصور انبرى العقل إلى التفكير في تقييد العلم، وجَدْوَلته في استشرافه القضية المتحدث عنها، وهذا ما نلمحه ، ونرصده في المنظومة الثقافية الإسلامية، وقبل أن نستحضر ما يعنّ لنا من مُثُل بهذا الصدد، يجدر بنا أن نستحضر حقيقة مفادها أنّ القرآن الكريم بوصفة كتاب العربية الأكبر، والمدوّنة الإلهية العظمى الذي انطوى على المسائل العقدية والفقهية والثوابت الأخلاقية والاجتماعية والقضايا الكونية والعلمية، وغيرها، التي جاءت بأسلوب غاير أساليب العرب وفارق نظمهم في السموّ والعلوّ، فجاء نسيج وحده وفريد نظمه بَلْهَ أسره للقلوب، وأخذه بمجاميعها ، ونستشعر الوجه التأثيري المتحصل لكتاب الله (عزّ وجلّ) في قلوب سامعيه، إذ نجد الوجه الإعجازي للنصّ القرآني، بوصفه وجهاً له سُهمة في وجوه إعجاز القرآن الكريم، قال أبو سليمان الخطّابيّ (388ه): (( قُلتُ في إعجاز القرآن وجهاً آخر ذهب عنه الناس فلا يكاد يعرفه إلا الشّاذ من آحادهم، وذلك صنيعه بالقلوب وتأثيره في النفوس، فإنّك لا تسمع كلاماً غير القرآن منظوماً ولا منثوراً إذا قرع السمع خلص له إلى القلب من اللّذة والحلاوة في حال ومن الروعة والمهابة في أخرى ما يخلص منه إليه تستبشر به النفوس وتنشرح له الصدور))( ).
فالنصوص الإبداعية العالية البناء الفنية الأداء غزيرة الوجود إنتاجاً من العقلية البشرية، مهما بلغ مداها، لا تصل إلى مبلغ النص القرآني، أو تقترب منه على استحياء قطُّ، فعامل التأثير في النص القرآني ليس له نظير يشابهه، ولا يدانى بنظير ألبتة، وبهذا تجلت سمة الاختراق بين ما هو كلام بشريّ ، وما هو كلام إلهيّ، فتتحقق في الثاني قوة التأثير الخطابي، وعامل الإقناع النصيّ الذي يُغيّر حياة الإنسان كليّاً، وهذا ما لا يمكن أن يحقّقه أيّ نصّ آخر غير النصّ القرآني( ).
وعَوْدًا على بِدْء والعود أحمدُ، فإنّنا نرى أنّ القرآن الكريم إذا ما استثنينا المدوّنات التي سبقت كتاب الله (عزّ وجلّ) سواء أكانت كتباً سماوية أم كتباً فلسفية ومقالات أخلاقية وأدبية ندّت من لدن كبار فلاسفة اليونان والرومان والهنود، فإنَّنا نجزم قاطعين أنّ القرآن الكريم قد أسّس لتغطية القوائم والجداول في المجالات التداولية الثقافية الإسلامية التي تمثّل العتبات المختارة مادّتها، ودراستها.
ويبدو أنّ النص القرآني قد ألمح إلى هذا التبويب والتفصيل المنظّم للقضايا والمسائل المختلفة التي عرضها، قال تعالى:? كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ? [ سورة هود:1] وقوله تعالى:? وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ ? [ سورة يونس:37 ]، وقوله تعالى:? وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً ? [ سورة النحل: 89] ، وقوله تعالى: ? وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ? [سورة الكهف: 54].
فالتفصيل, والبيان, والتبيان, والتنوير, والنطق بالحق, والتصريف كلّها أمارات ودلائل على القوائم والجداول بوصفها آليّة من آليّات التفصيل والتبيان والبيان في كتاب (الله عزّ وجل).
وإذا ما رُحْنا إلى كتاب الله( جلّ جلاله ) وجدنا هذه القوائم والجداول شاخصة أمامنا ، ففي سورة الفاتحة بوصفها السورة الأولى في المصحف الشريف نجد هذه التقنية حاضرة، تأمّل معنا أوصاف لفظ الجلالة (الله) على هيأة قائمة مؤلّفة من أربعة عناصر الحمد لله: (ربّ العالمين)، (الرحمن)، (الرحيم)، (مالك يوم الدين)، هذه القائمة آيات عن صفات الله عزّ وجل، وإذا ما صرفنا وجهَنا تلقاء سورة الإخلاص التي تمثّل السورة الـ(112) من سور القران الـ(114) نجد هذه التقنية حاضرة في وصفِ اللهِ (عزّ وجلّ) أيضاً: (قل هو الله أحد - الله الصمد- لم يلد -ولم يولد- لم يكن له كفواً أحد)
ونجد أنواع تكلّم الله ( عزّ وجلّ ) في الخطاب القرآني بوصفها قوائم واضحة المعالم: ? وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا ? [ سورة الشورى: 51] ( وحيّا ، مِنْ وراء حجاب ، يرسل رسولًا )
ويمكن القول: إنّ الأمثلة كثيرة جداً لا تُعدّ ولا تُحصى نخشى من الإطالة و الخروج عن الإيجاز الذي ننشده في هذا المطلب.
ويبدو أنّ هذا التأسيس القرآني, قد أفاد منه علماء العربية، فنجدُ النحويين يركنون إلى هذا الصنيع من أجل التقييد والتبين والتفصيل قال ابن مالك( ت 672 ) :
كلامنا لفظٌ مفيدٌ كاستقم واسمٌ وفعلٌ ثم حرفُ الكلم ( )
الكلمة ثلاثة أقسام اسم, فعل , حرف, والفعل ماض, مضارع، أمر, وغيرها ... وعند البلاغيين أقسام علم البلاغة, علم المعاني ، وعلم البيان ، وعلم البديع ( )، وغيرها من التقسيمات في معارف العربية المختلفة.
المطلب الثاني: القوائم في عهد الإمام عليه السلام ( مالك الأشتر) دراسة تطبيقية
لا جَرَمَ أنَّ كلام الإمام علي (عليه السلام) الذي انتظم في النهج المبارك، وغيرها من المدوّنات التي توافرت على نقل كلامه (عليه السلام)، دليل على أنّها تنبع وتمتح من مصدر واحد، إذ إنّ جلاء النصوص ورصفها وتناسب موضوعاتها ومضامينها تدلّ على هذا النبع الخلّاق، والمتح العظيم، وأنّها تجري كالسلسبيل من مجرى واحد( ).
وهذا ما فطن إليه ابن أبي الحديد المعتزلي (ت 656ه) من قبلُ قال: (( وأنت إذا تأملت نهج البلاغة وجدته كلّه ماءً واحداً، ونفساً واحداً، وأسلوباً واحداً كالجسم البسيط الذي ليس بعض من أبعاضه مخالفاً لباقي الأبعاض في الماهية، وكالقرآن العزيز أوّله كأوسطه، وأوسطه كآخره، وكلّ سورة وكلّ آية مماثلة في المأخذ والمذهب والفنّ والطريق والنظم لباقي الآيات والسور، ولو كان بعض نهج البلاغة منحوّلاً وبعضه صحيحاً لم يكن ذلك كذلك، فقد ظهر لك بهذا البرهان الواضح ضلال مَن زعم أنّ الكتاب أو بعضه منحولاً إلى أمير المؤمنين))( )
وعندما نبصر عهده الشريف لـ( مالك الأشتر) نجد النصّ المحكم والمتقن، وهي من أمارات صحة سنده؛ وذلك لما يمتاز به هذا المتن من سبك منقطع النظير في المعنى والمبنى، وإنّ الباحث الخبير ليشعر أنّ روحاً نورانية تكمن وراء كلّ عبارة من عباراته، وأنّ هناك خيوطاً نسجت أفكاره، ومفاهيمه لا يدركها إلّا مَن توغّل في أعماقها، واكتشف الروح السامية والمعاني العالية من وراء الألفاظ التي تعبّر عنها، يقول الدكتور عباس علي الفحّام: (( ومن الغرابة (...) أن يُطعَنَ في صحة نسبة الكلام في نهج البلاغة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) بحجّة اشتماله على التقسيم العددي (...) وهذا مخالف لما أثبته الأسلوب القرآنيّ، وأكد استعماله وأكثر من الحديث النبويّ في تقسيماته الأخلاقية ، أما الإمام علي (عليه السلام) فغير مستكثر عليه أسلوب الحصر والتقسيم العددي، لما عرف من ملكات لغوية هائلة وتنظيم فكري عجيب، يستطيع به التوليد على الأثر القرآني والنبويّ في مجالي الفنّ والموضوع الشائع فيهما هذا الاستعمال)) ( ) .
وآن الأوان أن نستكشف أهم القوائم التي انطوى عليها هذا العهد المبارك، الذي يعدّ من أهمّ النصوص وأغناها، وأجمعها لمحاسن الأخلاق، والقيم والمعارف في مجالات الحكم والسياسة وحقوق الإدارة والاجتماع والاقتصاد والتربية، وهو البرنامج العلمي الأمثل لإدارة الدولة وقيادة المجتمع،( ) في ظلّ استشراف العنوان الرئيس للقائمة الذي يمثل البؤرة المركزية القادرة على استدعاء مجموعة من العناصر والبيانات، والأرقام المنتظمة منها عبر تناسلها على سطح القائمة باسترفاد السياقات والتتابعات الكلامية.
وبدا لنا أنّ استغوار القوائم، واستنباشها من المتن العلويّ المبارك (العهد) يتطلّب خبرة وإحالة عميقة للفكرة، إذ هو ليس متيسّراً لكلّ أحد، إلا لأولئك الذين امتلكوا زمام اللغة، وخبروا دقائقها وأسرارها، ولا سيّما المتكلّم الإمام علي (عليه السلام) الذي أعمل فكره في استظهار عناصر القضيّة المراد بيانها وتنفيلها، فضلاً عن ذلك مقدرته على لَمْلَمة الأفكار وتسييجها من أجل الإحاطة بها من أنحائها جمعاء( ).
القائمة الأولى: أعمال الوالي ووظائفه:
1. جباية الخراج 2. جهاد العدو 3. استصلاح الأهل 4.عمارة البلاد.
قال الإمام علي (عليه السلام) : ((هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الْأَشْتَرَ فِي عَهْدِهِ إِلَيْهِ حِينَ وَلَّاهُ مِصْرَ جِبَايَةَ خَرَاجِهَا وَ جِهَادَ عَدُوِّهَا وَ اسْتِصْلَاحَ أَهْلِهَا وَ عِمَارَةَ بِلَادِهَا))( ) هذه الكلمات الأربع ( الجباية, الجهاد, الاستصلاح, العمارة ) تمثّل عناصر وأرقاماً وبيانات فهي مرتكزات رئيسة, وأركان مهمة تقوم عليها الدولة.
فالعنصر الأول: يمثّل المدار الاقتصادي للدولة, والثاني: يمثل المدار العسكري والأمني, والثالث: يعني بالجانب الإداري والاجتماعي والأخلاقي, والرابع: يتصل بالجانب العمراني الموصول بتنمية البلاد.
ويتجلّى لنا أنّ البؤرة الرئيسة للقائمة هي مسؤولية الحاكم اتجاه شعبة, إذ تنحصر مهامه, وترتكز في أربعة عناصر حدّدها الإمام (عليه السلام) باستشراف تنامي فكره الذي يستدعي نوعاً من الرؤية في حصر الفكرة باسترفاد عناصر منتظمة مستوفية.
ومن الحقيق بالذكر أنّ الإمام علي (عليه السلام) على الرغم من أنَّه قد قدم عنصر (جباية الخراج) ، وأخر عنصر (عمارة البلاد) إلّا أنّه في مطاوي العهد الشريف نراه ينبّه مالكاً على تقديم عمارة الأرض على استجلاب الخراج عند التزاحم, والعمل بالمرجوح دون الراجح ( ) قال (عليه السلام ): (( وَلْيَكُنْ نَظَرُكَ فِي عِمَارَةِ الْأَرْضِ أَبْلَغَ مِنْ نَظَرِكَ فِي اسْتِجْلَابِ الْخَرَاجِ لِأَنَّ ذَلِكَ لَا يُدْرَكُ إِلَّا بِالْعِمَارَةِ وَ مَنْ طَلَبَ الْخَرَاجَ بِغَيْرِ عِمَارَةٍ أَخْرَبَ الْبِلَادَ وَ أَهْلَكَ الْعِبَادَ وَ لَمْ يَسْتَقِمْ أَمْرُهُ إِلَّا قَلِيلًا))( ) .
القائمة الثانية: صفات الوالي والقائد الإيمانية:
1. تقوى الله (جلّ جلاله) 2. إيثار طاعة الله (جلّ جلاله) 3. اتّباع أحكام الله (جلّ جلاله) وفرائضه وسننه. 4. نصرة الله (عزّ وجلّ) بالقلب واليد واللسان. 5. كسر النفس عن الشهوات، ومنعها من المآرب غير صالحة.
قال (عليه السلام) : (( أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ وَ إِيْثَارِ طَاعَتِهِ وَ اتِّبَاعِ مَا أَمَرَ بِهِ فِي كِتَابِهِ مِنْ فَرَائِضِهِ وَ سُنَنِهِ الَّتِي لَا يَسْعَدُ أَحَدٌ إِلَّا بِاتِّبَاعِهَا وَ لَا يَشْقَى إِلَّا مَعَ جُحُودِهَا وَ إِضَاعَتِهَا وَ أَنْ يَنْصُرَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بِقَلْبِهِ وَ يَدِهِ وَ لِسَانِهِ فَإِنَّهُ جَلَّ اسْمُهُ قَدْ تَكَفَّلَ بِنَصْرِ مَنْ نَصَرَهُ وَ إِعْزَازِ مَنْ أَعَزَّهُ وَ أَمَرَهُ أَنْ يَكْسِرَ نَفْسَهُ مِنَ الشَّهَوَاتِ وَ يَزَعَهَا عِنْدَ الْجَمَحَاتِ فَإِنَّ النَّفْسَ أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ اللَّهُ ))( ).
رصد الإمام علي (عليه السلام) الوصايا الخمس في إصلاح النفس وهي مقدمات لازمة في تحلي الولاة بها، قبل تولي إدارة البلاد، والقيام بأمر العمران، هذه الإشارات العلوية لا تختصّ بوالٍ دون آخر، ولا بلد من البلدان، إنّها تشمل الجميع من أجل تذوّق السعادة المنشودة، والمستقبل المأمول.( )
وبدا لنا أنّ الإمام (عليه السلام) قد استثمر المعجم القرآني في سرد هذه العناصر المتصلة بالقائمة ، هذا التثمير الماتع الناجع يمثل قرينة سياقيّة عظيمة الموضوع عالية البيان، قال تعالى: ? وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ )) [ سورة البقرة :197] وقوله تعالى: ? يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )) [ سورة محمد :7 ] وقوله تعالى: ? مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ? [ سورة فاطر : 10 ]
القائمة الثالثة: قائمة ذخائر العمل الصالح والسعادات:
1. العمل الصالح: (كبح جماح النفس، البخل في رغباتها)، 2. التعامل مع الناس (الرحمة لهم، المحبة لهم، اللطف بهم ، العفو والصفح) 3. الابتعاد عن عداوة الله (عزّ وجلّ). 4. عدم الندم على العفو. 5. عدم التبجّح بالعقوبة 6. عدم التسرع على عمل فيه سعة من العفو. 7. ترك الغرور بإقامة الحدّ.
قال الإمام علي (عليه السلام ): (( فَلْيَكُنْ أَحَبَّ الذَّخَائِرِ إِلَيْكَ ذَخِيرَةُ الْعَمَلِ الصَّالِحِ فَامْلِكْ هَوَاكَ وَ شُحَّ بِنَفْسِكَ عَمَّا لَا يَحِلُّ لَكَ فَإِنَّ الشُّحَّ بِالنَّفْسِ الْإِنْصَافُ مِنْهَا فِيمَا أَحَبَّتْ أَوْ كَرِهَتْ وَ أَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ وَ الْمَحَبَّةَ لَهُمْ وَ اللُّطْفَ بِهِمْ (... ) فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِكَ وَ صَفْحِكَ مِثْلِ الَّذِي تُحِبُّ وَ تَرْضَى أَنْ يُعْطِيَكَ اللَّهُ مِنْ عَفْوِهِ وَ صَفْحِهِ فَإِنَّكَ فَوْقَهُمْ وَ وَالِي الْأَمْرِ عَلَيْكَ فَوْقَكَ وَ اللَّهُ فَوْقَ مَنْ وَلَّاكَ وَ قَدِ اسْتَكْفَاكَ أَمْرَهُمْ وَ ابْتَلَاكَ بِهِمْ وَ لَا تَنْصِبَنَّ نَفْسَكَ لِحَرْبِ اللَّهِ فَإِنَّهُ لَا يَدَ لَكَ بِنِقْمَتِهِ وَ لَا غِنَى بِكَ عَنْ عَفْوِهِ وَ رَحْمَتِهِ وَ لَا تَنْدَمَنَّ عَلَى عَفْوٍ وَ لَا تَبْجَحَنَّ بِعُقُوبَةٍ وَ لَا تُسْرِعَنَّ إِلَى بَادِرَةٍ وَجَدْتَ مِنْهَا مَنْدُوحَةً )) ( )
ممّا لا شكّ فيه أنّ خير ما يذخره الإنسان لدنياه وآخرته هو العمل الصالح؛ لأنّ المال إلى نفاد وزوال، قال تعالى: ? الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ? [ سورة الكهف : 46 ] والباقيات الصالحات هي الرصيد الذي يختزنه الإنسان في كتاب لا يضلّ ربي ولا ينسى، وإنّ من أصدق مصاديق العمل الصالح أداء العبادات الشرعية الواجبة والمستحبّة، وقضاء حوائج الناس، وعدم اتّباع الهوى والشهوات( )
ونلمح الرحمة والمحبة للناس بوصفهما عنصرين أساسين من عناصر نجاح القائد، قال تعالى: ? وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [ سورة الانبياء : 107].
القائمة الرابعة: معايير قبول الأعمال لدى الإنسان
1. أوسطها في الحق. 2. أعمّها في العدل. 3. أجمعها لرضى الرعية، قال الإمام علي عليه السلام: (( وَ لْيَكُنْ أَحَبَّ الْأُمُورِ إِلَيْكَ أَوْسَطُهَا فِي الْحَقِّ وَ أَعَمُّهَا فِي الْعَدْلِ وَ أَجْمَعُهَا لِرِضَى الرَّعِيَّةِ )).( )
لا جرم أنّ الإمام (عليه السلام) قد ترسّم عناصر ثلاثة متظافرة في استظهار حب الأمور لدى الوالي، من أجل ضمان سعادة الناس وإحراز رضاهم، وقد استعمل الإمام صيغة أمرية مؤدّاة بالفعل المضارع المقترن بـ(لام الطلب) قاصداً الوجوب زد على ذلك توخّى عليه السلام استعمال اسم التفضيل أربع مرّات، من أجل شدّ العناصر في القائمة مع البؤرة الرئيسة (عنوان القائمة) أحبّ الأمور، إذ جاءت العناصر الثلاثة مبتدئة باسم التفضيل (أوسطها، أعمّها، أجمعها).
القائمة الخامسة: صفات المُبعدين عن المشاورة.
1. البخيل 2. الجبان 3. الحريص 4. وزير الأشرار 5. الشريك في الآثام 6. عون الأثمة 7. أخو الظلمة.
قال الإمام (عليه السلام): (( وَلَا تُدْخِلَنَّ فِي مَشُورَتِكَ بَخِيلًا يَعْدِلُ بِكَ عَنِ الْفَضْلِ وَ يَعِدُكَ الْفَقْرَ وَ لَا جَبَاناً يُضْعِفُكَ عَنِ الْأُمُورِ وَ لَا حَرِيصاً يُزَيِّنُ لَكَ الشَّرَهَ بِالْجَوْرِ فَإِنَّ الْبُخْلَ وَ الْجُبْنَ وَ الْحِرْصَ غَرَائِزُ شَتَّى يَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ بِاللَّهِ إِنَّ شَرَّ وُزَرَائِكَ مَنْ كَانَ لِلْأَشْرَارِ قَبْلَكَ وَزِيراً وَ مَنْ شَرِكَهُمْ فِي الْآثَامِ فَلَا يَكُونَنَّ لَكَ بِطَانَةً فَإِنَّهُمْ أَعْوَانُ الْأَثَمَةِ وَ إِخْوَانُ الظَّلَمَةِ))( )
ويتجلى لنا في تقسيمات الإمام (عليه السلام) الدقة، والتثبّت من سرد عناصر القائمة، فضلاً عن ذلك بيان صفة كلّ عنصر إتماماً للمعنى، وإزادة في الفكرة والمضمون، ولا يغيب عن الذهب تراتبية هذه العناصر بحسب قوّتها في السلب.


القائمة السادسة: طبقات الرعيّة:
1. جنود الله 2. كتاب العامّة والخاصّة 3. قضاة العدل 4. عمّال الإنصاف والرفق 5. أهل الجزية والخراج 6. مسلمة الناس 7. التجار 8. أهل الصناعات 9. الطبقة السفلى من ذوي الحاجة والمسكنة.
قال الإمام (عليه السلام): (( وَاعْلَمْ أَنَّ الرَّعِيَّةَ طَبَقَاتٌ لَا يَصْلُحُ بَعْضُهَا إِلَّا بِبَعْضٍ وَ لَا غِنَى بِبَعْضِهَا عَنْ بَعْضٍ فَمِنْهَا جُنُودُ اللَّهِ وَ مِنْهَا كُتَّابُ الْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ وَ مِنْهَا قُضَاةُ الْعَدْلِ وَ مِنْهَا عُمَّالُ الْإِنْصَافِ وَ الرِّفْقِ وَ مِنْهَا أَهْلُ الْجِزْيَةِ وَ الْخَرَاجِ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَ مُسْلِمَةِ النَّاسِ وَ مِنْهَا التُّجَّارُ وَ أَهْلُ الصِّنَاعَاتِ وَ مِنْهَا الطَّبَقَةُ السُّفْلَى مِنْ ذَوِي الْحَاجَةِ وَ الْمَسْكَنَةِ ))( )
في هذه اللوحة من كلام الإمام (عليه السلام) نجد تعمّقاً في الخطاب العلويّ حينما يقسّم الرعية طبقات، معطياً كلّ طبقة حقها ومستحقّها، وفاقاً لأثرها في المجتمع الإنسانيّ، فهو (عليه السلام) يؤسّس للمدينة الفاضلة التي قوامها العدل والإنصاف، وأساسها التعاون والتحابب والتوادد.( )
إنّ هذا التقسيم الأنثروبولوجي الرائع للمجتمع من لدن الإمام (عليه السلام) يوحي بدراية طبقات المجتمع وتصوّره الحقيقي المدعوم بالأدلة على الفهم الكامل بالمنظومة المجتمعية كافّة.
القائمة السابعة: واجبات الجنود ومسؤولياتهم:
1. حُصُون الرعية. 2. زَيْنُ الوُلاةِ 3. عِزُّ الدين 4. سُبُل الأمن.
قال الإمام (عليه السلام): (( فَالْجُنُودُ بِإِذْنِ اللَّهِ حُصُونُ الرَّعِيَّةِ وَ زَيْنُ الْوُلَاةِ وَ عِزُّ الدِّينِ وَ سُبُلُ الْأَمْنِ وَ لَيْسَ تَقُومُ الرَّعِيَّةُ إِلَّا بِهِمْ ثُمَّ لَا قِوَامَ لِلْجُنُودِ إِلَّا بِمَا يُخْرِجُ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْخَرَاجِ الَّذِي يَقْوَوْنَ بِهِ عَلَى جِهَادِ عَدُوِّهِمْ وَ يَعْتَمِدُونَ عَلَيْهِ فِيمَا يُصْلِحُهُمْ وَ يَكُونُ مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِمْ))( ) .
أبان الإمام (عليه السلام) بتقسيم محكم واجبات الجنود ومهامّهم، بعناصر أربعة أُدّيت بمركبات إضافية ناقصة، ويلحظ أنّ الجامع لهذه التقسيمات الأربعة هو الغرض الأمني المتمثّل بحفظ البلاد والعباد، فأعظم به من غرض عظيم، ومن هنا نلمح أنّ الإمام قد سنّ لهم قانوناً لحفظ حقوقهم، وحقوق عوائلهم.
القائمة الثامنة: صفات الجندي المثالي:
1. الناصح لله (جلّ جلاله)، ولرسول الله (صلّى الله عليه وآله) والإمام المعصوم (عليه السلام). 2. نقيّ الجيب. 3. الحليم. 4. بطيء الغضب. 5. قابلٌ للعذر. 6. رؤوف بالضعفاء. 7. قويّ. 8. صبور. 9. غير مستكين. 10. من أهل المروءة.11. ذو حسب. 12. أصله كريم. 13. تاريخه مشرّف (حَسَن) 14. شجاع. 15. كريم. 16 . سمح.
قال الإمام (عليه السلام): (( فَوَلِّ مِنْ جُنُودِكَ أَنْصَحَهُمْ فِي نَفْسِكَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِإِمَامِكَ وَأَنْقَاهُمْ جَيْباً وَ أَفْضَلَهُمْ حِلْماً مِمَّنْ يُبْطِئُ عَنِ الْغَضَبِ وَ يَسْتَرِيحُ إِلَى الْعُذْرِ وَ يَرْأَفُ بِالضُّعَفَاءِ وَيَنْبُو عَلَى الْأَقْوِيَاءِ وَ مِمَّنْ لَا يُثِيرُهُ الْعُنْفُ وَ لَا يَقْعُدُ بِهِ الضَّعْفُ ثُمَّ الْصَقْ بِذَوِي الْمُرُوءَاتِ وَالْأَحْسَابِ وَ أَهْلِ الْبُيُوتَاتِ الصَّالِحَةِ وَ السَّوَابِقِ الْحَسَنَةِ ثُمَّ أَهْلِ النَّجْدَةِ وَ الشَّجَاعَةِ وَالسَّخَاءِ وَالسَّمَاحَةِ ))( )
نقش الإمام (عليه السلام) مسرداً تفصيلياً بصفات الجنود، مستغرقاً في ذكرها؛ فهي تمثّل حقلاً دلالياً ، ويتبدّى لنا أنّ عظمة مهمّة الجندي، وجلالة مسؤوليّته تتطلب صفات خاصّة أشار إليها الإمام (عليه السلام)، وهي صفات عظيمة المضمون، جليلة القدر.
القائمة التاسعة: صفات القاضي:
1. أفضل الرعية . 2. لا تضيق به الأمور. 3. لا تمحّكه الخصوم. 4. لا يتمادى في الزلّة. 5. يتابع الحق إذا عرفه. 6. لا تشرف نفسه على طمع. 7. يتقصّى الفهم. 8. وَقوف بالشبهات. 9. أخوذ بالحجج. 10. قليل التبرّم بمراجعة الخصم. 11. صبور في تكشّف الأمور. 12. قويّ عند اتّضاح الأمور. 13. لا يزهو بالإطراء. 14. لا يُستمال للإغراء.
قال الإمام (عليه السلام): ((ثُمَّ اخْتَرْ لِلْحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ أَفْضَلَ رَعِيَّتِكَ فِي نَفْسِكَ مِمَّنْ لَا تَضِيقُ بِهِ الْأُمُورُ وَ لَا تُمَحِّكُهُ الْخُصُومُ وَ لَا يَتَمَادَى فِي الزَّلَّةِ وَ لَا يَحْصَرُ مِنَ الْفَيْ‏ءِ إِلَى الْحَقِّ إِذَا عَرَفَهُ وَ لَا تُشْرِفُ نَفْسُهُ عَلَى طَمَعٍ وَ لَا يَكْتَفِي بِأَدْنَى فَهْمٍ دُونَ أَقْصَاهُ وَ أَوْقَفَهُمْ فِي الشُّبُهَاتِ وَ آخَذَهُمْ بِالْحُجَجِ وَ أَقَلَّهُمْ تَبَرُّماً بِمُرَاجَعَةِ الْخَصْمِ وَ أَصْبَرَهُمْ عَلَى تَكَشُّفِ الْأُمُورِ وَ أَصْرَمَهُمْ عِنْدَ اتِّضَاحِ الْحُكْمِ مِمَّنْ لَا يَزْدَهِيهِ إِطْرَاءٌ وَ لَا يَسْتَمِيلُهُ إِغْرَاءٌ))( )
نبصر كثرة عناصر هذه القائمة التي حفلت بكلمات الإمام (عليه السلام) بخصوص القضاء، وصفات القاضي؛ لأنه من المراكز الحسّاسة في الدولة الإسلامية، إذ اشترط الإمام عليه السلامفي القضاة أن يكونوا أفضل أبناء الأمة تقوًى وورعاً وكمالاً ونزاهةً، إذ تُعدّ من العناصر المشرّفة والبيانات العظيمة( )
القائمة العاشرة: واجبات الوالي تجاه القاضي:
1. تعاهد أحكامه الصادرة. 2. إكرامه وبذل العطاء له. 3. إنزاله منزلة رفيعة.
قال الإمام علي (عليه السلام): (( ثُمَّ أَكْثِرْ تَعَاهُدَ قَضَائِهِ وَ افْسَحْ لَهُ فِي الْبَذْلِ مَا يُزِيلُ عِلَّتَهُ وَ تَقِلُّ مَعَهُ حَاجَتُهُ إِلَى النَّاسِ وَ أَعْطِهِ مِنَ الْمَنْزِلَةِ لَدَيْكَ مَا لَا يَطْمَعُ فِيهِ غَيْرُهُ مِنْ خَاصَّتِكَ لِيَأْمَنَ بِذَلِكَ اغْتِيَالَ الرِّجَالِ لَهُ عِنْدَكَ فَانْظُرْ فِي ذَلِكَ نَظَراً بَلِيغاً فَإِنَّ هَذَا الدِّينَ قَدْ كَانَ أَسِيراً فِي أَيْدِي الْأَشْرَارِ يُعْمَلُ فِيهِ بِالْهَوَى وَ تُطْلَبُ بِهِ الدُّنْيَا))( )
حرص الإمام (عليه السلام) على إسباغ القاضي جملة من النعم الظاهرة المشجّعة، والحوافز السخيّة؛ من أجل صيانة القضاء والإبقاء على مهابته، لأنَّه بصلاح القاضي، وقوّته يصلح القضاء ويتّسم بالقوة والمهابة، ومن هنا جاءت عناصر هذه القائمة مؤكدة الثقة التامة بأحكام القاضي وتعاهدها، وإجزال العطاء المادي والمعنوي له، وإنزاله المنزلة الرفيعة، مهابة الناس من جهة، ولا يمدّ عينه إلى رشوة أو هبة أو عطية وإلى ذلك؛ لعلم الإمام أنّ القضاء أهمّ جهاز في الدولة وهذا ما ألفيناه في بيان علة هذه العناصر في الخطاب العلويّ.
القائمة الحادية عشرة: معايير اختيار العمّال:
1. الاختبار. 2. الابتعاد عن المحاباة في اختيارهم. 3. استعمال أهل التجربة. 4. العفّة والحياء. 5. قدمة في الإسلام.
قال الإمام (عليه السلام): (( ثُمَّ انْظُرْ فِي أُمُورِ عُمَّالِكَ فَاسْتَعْمِلْهُمُ اخْتِبَاراً وَ لَا تُوَلِّهِمْ مُحَابَاةً وَ أَثَرَةً فَإِنَّهُمَا جِمَاعٌ مِنْ شُعَبِ الْجَوْرِ وَ الْخِيَانَةِ وَ تَوَخَّ مِنْهُمْ أَهْلَ التَّجْرِبَةِ وَ الْحَيَاءِ مِنْ أَهْلِ الْبُيُوتَاتِ الصَّالِحَةِ وَ الْقَدَمِ فِي الْإِسْلَامِ الْمُتَقَدِّمَةِ فَإِنَّهُمْ أَكْرَمُ أَخْلَاقاً وَ أَصَحُّ أَعْرَاضاً وَ أَقَلُّ فِي الْمَطَامِعِ إِشْرَاقاً وَ أَبْلَغُ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُورِ نَظَراً))( )
ترسّم الإمام (عليه السلام ) معايير وضوابط جليلة في اختبار العمّال باسترفاد تقنيّة التفصيل من أجل استيفاء الدلالات، والإحاطة بها، إذ كشف عن ماهية كلّ عنصر من هذه العناصر التي انتظمت في هذه القائمة، وهذا ما نستشرفه في النصّ المبارك، ولا يخفى استلماح ثيمة الأفضلية والأحسنية في النصّ بلحاظ كثرة أسماء التفضيل فيه من نحو: أكرم، أصحّ، أقلّ، أبلغ، زد على ذلك معاينة دلالات الكلمات، (اختباراً) توخّ منهم، من أهل البيوتات الصالحة والمتقدّمة؛ لأنّ الإمام (عليه السلام) في باب استظهار معايير التعيين الصائب، وضوابط الاختبار الموفّق.
القائمة الثانية عشرة: صفات كُتّاب الديوان:
1. استصفاء الخيّر والمحمود السيرة. 2. شاكر للنعمة. 3. فطن لا يعرف الغفلة. 4. مطيع. 5. يثق بنفسه. 6. قويّ في التصريح. 7. عالم بالأمور. 8. له منزلة وأثر في القوم. 9. أمين.
قال الإمام(عليه السلام): (( ثُمَّ انْظُرْ فِي حَالِ كُتَّابِكَ فَوَلِّ عَلَى أُمُورِكَ خَيْرَهُمْ وَ اخْصُصْ رَسَائِلَكَ الَّتِي تُدْخِلُ فِيهَا مَكَايِدَكَ وَ أَسْرَارَكَ بِأَجْمَعِهِمْ لِوُجُوهِ صَالِحِ الْأَخْلَاقِ مِمَّنْ لَا تُبْطِرُهُ الْكَرَامَةُ فَيَجْتَرِئَ بِهَا عَلَيْكَ فِي خِلَافٍ لَكَ بِحَضْرَةِ مَلَإٍ وَ لَا تَقْصُرُ بِهِ الْغَفْلَةُ عَنْ إِيرَادِ مُكَاتَبَاتِ عُمِّالِكَ عَلَيْكَ وَ إِصْدَارِ جَوَابَاتِهَا عَلَى الصَّوَابِ عَنْكَ فِيمَا يَأْخُذُ لَكَ وَ يُعْطِي مِنْكَ وَ لَا يُضْعِفُ عَقْداً اعْتَقَدَهُ لَكَ وَ لَا يَعْجِزُ عَنْ إِطْلَاقِ مَا عُقِدَ عَلَيْكَ وَ لَا يَجْهَلُ مَبْلَغَ قَدْرِ نَفْسِهِ فِي الْأُمُورِ فَإِنَّ الْجَاهِلَ بِقَدْرِ نَفْسِهِ يَكُونُ بِقَدْرِ غَيْرِهِ أَجْهَلَ ثُمَّ لَا يَكُنِ اخْتِيَارُكَ إِيَّاهُمْ عَلَى فِرَاسَتِكَ وَ اسْتِنَامَتِكَ وَ حُسْنِ الظَّنِّ مِنْكَ فَإِنَّ الرِّجَالَ يَتَعَرَّضُونَ لِفِرَاسَاتِ الْوُلَاةِ بِتَصَنُّعِهِمْ وَ حُسْنِ خِدْمَتِهِمْ وَ لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ النَّصِيحَةِ وَ الْأَمَانَةِ شَيْ‏ءٌ وَ لَكِنِ اخْتَبِرْهُمْ بِمَا وُلُّوا لِلصَّالِحِينَ قَبْلَكَ فَاعْمِدْ لِأَحْسَنِهِمْ كَانَ فِي الْعَامَّةِ أَثَراً وَ أَعْرَفِهِمْ بِالْأَمَانَةِ وَجْهاً...))( )
ويتجلى الأمن الثقافي في عناصر هذه القائمة المتّصلة بصفات الكتّاب، إذ حرص الإمام (عليه السلام) على سرد صفات الكاتب الذي يجدر بالوالي أن ينتبه عليها، ويحرص على وجودها فيه، فهو موضع سرّه، ويده اليمنى، والأمين على صناعة إنشاء الكتب، والدواوين والرسائل والوصايا التي تخرج من دار الولاية والإمارة.
القائمة الثالثة عشرة: أقسام التجار وأهل الصناعات:
1. المقيم منهم. 2. المضطرب بماله. (المتردّد به بين البلدان) 3. المترفّق ببدنه (المكتسب).
قال عليه السلام: (( ثُمَّ اسْتَوْصِ بِالتُّجَّارِ وَ ذَوِي الصِّنَاعَاتِ وَ أَوْصِ بِهِمْ خَيْراً الْمُقِيمِ مِنْهُمْ وَ الْمُضْطَرِبِ بِمَالِهِ وَ الْمُتَرَفِّقِ بِبَدَنِهِ))( )
شخّص الإمام (عليه السلام) أقسام التجار وذوي الصناعات في ثلاثة عناصر، إذ أُدّيت بأسماء الفاعلين: المقيم، المضطرب، المترفّق، لأنّ الثلاثة من جنس واحد، فناسب بينها.
القائمة الرابعة عشرة: أعمال التجّار الإيجابية:
1. موادّ المنافع (أصلها). 2. أسباب المرافق (ما ينتفع به من الأدوات والآنية)( ) 3. جُلّاب البضائع من الأماكن القريبة والبعيدة. 4. أمان من العوز والفقر. 5 . اطمئنان ووثاقة بمعاملاتهم التجارية.
قال الإمام(عليه السلام): (( فَإِنَّهُمْ مَوَادُّ الْمَنَافِعِ وَ أَسْبَابُ الْمَرَافِقِ وَ جُلَّابُهَا مِنَ الْمَبَاعِدِ وَ الْمَطَارِحِ فِي بَرِّكَ وَ بَحْرِكَ وَ سَهْلِكَ وَ جَبَلِكَ وَ حَيْثُ لَا يَلْتَئِمُ النَّاسُ لِمَوَاضِعِهَا وَ لَا يَجْتَرِءُونَ عَلَيْهَا فَإِنَّهُمْ سِلْمٌ لَا تُخَافُ بَائِقَتُهُ وَ صُلْحٌ لَا تُخْشَى غَائِلَتُهُ ))( )
فقد عدّ الإمام(عليه السلام) خمسة عناصر من قائمة أعمال التجّار الجيدة، إذ جاءت على هيئة خمس جمل مؤكّدة بـ(إنّ) المشبهة بالفعل على نسق يكاد يكون متشابهاً.
القائمة الخامسة عشر: صفات التجّار السلبية:
1. الضيق الفاحش. 2. الشحيح القبيح. 3. المحتكر. 4. المتحكّم بالبِياعات.
قال الإمام (عليه السلام): (( إنَّ فِي كَثِيرٍ مِنْهُمْ ضِيقاً فَاحِشاً وَ شُحّاً قَبِيحاً وَ احْتِكَاراً لِلْمَنَافِعِ وَ تَحَكُّماً فِي الْبِيَاعَاتِ وَ ذَلِكَ بَابُ مَضَرَّةٍ لِلْعَامَّةِ وَ عَيْبٌ عَلَى الْوُلَاةِ فَامْنَعْ مِنَ الِاحْتِكَارِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) مَنَعَ مِنْهُ وَ لْيَكُنِ الْبَيْعُ بَيْعاً سَمْحاً بِمَوَازِينِ عَدْلٍ وَ أَسْعَارٍ لَا تُجْحِفُ بِالْفَرِيقَيْنِ مِنَ الْبَائِعِ وَ الْمُبْتَاعِ فَمَنْ قَارَفَ حُكْرَةً بَعْدَ نَهْيِكَ إِيَّاهُ فَنَكِّلْ بِهِ وَ عَاقِبْهُ فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ ))( ).
فالمتأمّل في النصّ يجدْ أنّ الإمام قَدْ أبانَ عن صفات التجّار السَّلبيّة من عسر المعاملة والبخل، وحَبْس المطعوم، ونحوه عن الناس لا يسمحون به إلَّا بأثمانٍ فاحشةٍ، وقد أطنَبَ الإمام(عليه السلام) بصفة الاحتكار، لما لها من مضرّة للعامة، ومذمّة على الولاة.
ونرصد في النص العلويّ المعايَن قائمة صغرى (البيع السَّمْح) إذ انتظمت في عنصرين؛
الأول: الميزان العدل, والآخر: الأسعار العادلة.
ويتبدّى لنا أنّ تداخل القوائم في النصّ العلويّ دليل على الرؤية العلوية الثاقبة، والإحاطة الوسيعة بأحوال المجتمع.
القائمة السادسة عشرة: أصناف الطبقة السفلى:
1. المساكين. 2. المحتاجين. 3. أهل البؤسى. 4. الزَّمنى.
قال الإمام(عليه السلام): (( ثُمَّ اللَّهَ اللَّهَ فِي الطَّبَقَةِ السُّفْلَى مِنَ الَّذِينَ لَا حِيلَةَ لَهُمْ مِنَ الْمَسَاكِينِ وَ الْمُحْتَاجِينَ وَ أَهْلِ الْبُؤْسَى وَ الزَّمْنَى))( )
القائمة السابعة عشرة: مساويء احتجاب الوالي عن الرعية:
1. شعبة من الضيق. 2. قلّة علم بالأمور. 3. اشتباه الأمور وخلطها عند العامة. 4. تصغير الرعية للعظيم من الأمور. 5. تعظيم الرعية لصغار الأمور. 6. تحسين الرعية القبيح. 7. تقبيح الرعية الحسن. 8. خلط الرعية العمل الصالح بالعمل الطالح (الحق بالباطل).
قال الإمام(عليه السلام): (( أَمَّا بَعْدُ فَلَا تُطَوِّلَنَّ احْتِجَابَكَ عَنْ رَعِيَّتِكَ فَإِنَّ احْتِجَابَ الْوُلَاةِ عَنِ الرَّعِيَّةِ شُعْبَةٌ مِنَ الضِّيقِ وَ قِلَّةُ عِلْمٍ بِالْأُمُورِ وَ الِاحْتِجَابُ مِنْهُمْ يَقْطَعُ عَنْهُمْ عِلْمَ مَا احْتَجَبُوا دُونَهُ فَيَصْغُرُ عِنْدَهُمُ الْكَبِيرُ وَ يَعْظُمُ الصَّغِيرُ وَ يَقْبُحُ الْحَسَنُ وَ يَحْسُنُ الْقَبِيحُ وَ يُشَابُ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ ))( )
أبان الإمام (عليه السلام ) عن دراية واسعة بمساوي الاحتجاب عن الرعية، عارفاً بنتائجه ومآلاته, ولا يخفى التسلسل الواعي لهذه العناصر التي تمثل بيانات واضحات للقائمة الرئيسة.
القائمة الثامنة عشرة: وصايا تعامل الوالي مع البطانة (الحاشية):
1. المنع من الاستئثار والتطاول وقلة الانصاف. 2. عدم المِنحةِ من الأرض. 3. التمسك بالحقّ.
قال الإمام(عليه السلام ): (( ثُمَّ إِنَّ لِلْوَالِي خَاصَّةً وَ بِطَانَةً فِيهِمُ اسْتِئْثَارٌ وَ تَطَاوُلٌ وَ قِلَّةُ إِنْصَافٍ فِي مُعَامَلَةٍ فَاحْسِمْ مَادَّةَ أُولَئِكَ بِقَطْعِ أَسْبَابِ تِلْكَ الْأَحْوَالِ وَ لَا تُقْطِعَنَّ لِأَحَدٍ مِنْ حَاشِيَتِكَ وَ حَامَّتِكَ قَطِيعَةً وَ لَا يَطْمَعَنَّ مِنْكَ فِي اعْتِقَادِ عُقْدَةٍ تَضُرُّ بِمَنْ يَلِيهَا مِنَ النَّاسِ فِي شِرْبٍ أَوْ عَمَلٍ مُشْتَرَكٍ يَحْمِلُونَ مَئُونَتَهُ عَلَى غَيْرِهِمْ فَيَكُونَ مَهْنَأُ ذَلِكَ لَهُمْ دُونَكَ وَ عَيْبُهُ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَلْزِمِ الْحَقَّ مَنْ لَزِمَهُ مِنَ الْقَرِيبِ وَ الْبَعِيدِ وَ كُنْ فِي ذَلِكَ صَابِراً مُحْتَسِباً))( )
القائمة التاسعة عشرة: فوائد الصلح المحمود:
1. الدعة للجنود. 2. الراحة من الهموم. 3. أمن للبلاد.
قال الإمام (عليه السلام ): (( الْحَقِّ وَ لَا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ إِلَيْهِ عَدُوُّكَ و لِلَّهِ فِيهِ رِضًا فَإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةً لِجُنُودِكَ وَ رَاحَةً مِنْ هُمُومِكَ وَ أَمْناً لِبِلَادِكَ ))( )
نلحظ أنّ الإمام (عليه السلام) قد استوفى أقسام فوائد الصلح، وهي أقسام جوهرية عامة، بكلمات قصار.
القائمة العشرون: عواقب سفك الدماء:
1.

تحميل الملف المرفق Download Attached File

تحميل الملف من سيرفر شبكة جامعة بابل (Paper Link on Network Server) repository publications

البحث في الموقع

Authors, Titles, Abstracts

Full Text




خيارات العرض والخدمات


وصلات مرتبطة بهذا البحث