معلومات البحث الكاملة في مستودع بيانات الجامعة

عنوان البحث(Papers / Research Title)


أثر الاحتباك الضدي في توجيه المعنى عند الامام الحسن"عليه السلام"


الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)

 
مثنى عبد الرسول مغير الشكري

Citation Information


مثنى,عبد,الرسول,مغير,الشكري ,أثر الاحتباك الضدي في توجيه المعنى عند الامام الحسن"عليه السلام" , Time 25/07/2019 06:51:52 : كلية العلوم الاسلامية

وصف الابستركت (Abstract)


أثر الاحتباك الضدي في توجيه المعنى عند الامام الحسن"عليه السلام"

الوصف الكامل (Full Abstract)

أثر الاحتباك الضدي في توجيه المعنى عند الامام الحسن"عليه السلام"
مثّل الحسن بن علي "عليهما السلام"في زمنه بيت النبوة والامامة وشرفهما وعلمهما المستقى من نبع واحد،وهو الوحي الالهي فكان الابن البكر الذي شرب من جده محمد المصطفى":صلّى الله عليه وآله"وأبيه علي المرتضى"عليه السلام" هذا النبع فجمع حسن الخلق والخُلق،والحلم،والتقوى والعلم والعدالة والكرم والزهد والشجاعة،والورع،فكان أوّل امام بعد أبيه يستحق الامامة الدينية والخلافة الاسلامية
إن حلم الامام الحسن"عليه السلام"وورعه وعلمه وشجاعته هي من الاسباب التي دفعته للهدنة مع معاوية،فحقن فيها دماء كثيرة،وكان له موقفُ بطولي في حفظ الاسلام،فضلا عن مواقفه المتعددة في ذلك.
ومع هذا فان التاريخ لم يبنصف الامام "عليه السلام"ولعل من اسبابها عدم قراءة كلامه وكتبه قراءة صحيحة ؛اذ إن الجميع يقرؤها بطريقته من دون التعمق فيها، ومعرفة ما وراء ذلك.
ومحاولتنا البسيطة في هذا البحث الذي تناول ظاهرة عالية جدا في البلاغة العربية ؛الا وهي ظاهرة الاحتباك ونخصصناها بالضد؛لكشف ما وراء كلامه"عليه السلام" ،وهي محاولة نرجو فيها السداد من الله عز وجل،فضم البحث مبحثان بعد مقدمة،فكان المبحث الاول بعنوان الاحتباك الضدي في العربية،وخصصنا المبحث الثاني بالاحتباك الضدي عند الامام الحسن"عليه السلام"،وانهينا البحث بخاتمة تضم اهم ما توصل اليه البحث من نتائج.

شرّف الله سبحانه-عز وجل-اللغة العربية ان جعلها وعاء لكلماته العظيمة التامة،فكانت وعاء علا وحفظ بما وضع فيه،وهو القرآن الكريم.
واللغة العربية انمازت عن غيرها من اللغات،بميزات كثيرة،منها الفصاحة وتنوع الاساليب البلاغية،ووضوح الدلالة،والطرق الكثيرة للتعبير عن المعاني،ومن هذه الطرق البلاغية للتعبير عن المعاني (الاحتباك)،مصطلح بلاغي.
مفهوم الاحتباك لغة:
الاحتباك عند أهل اللغة:الحبك، والحباك:(رباط الحضيرة بقصبات تّعرض ثم تّشدُّ كما تحبك عروش الكرم بالحبال، واحتبك ازاري شددتة) ،قال تعالى في محكم كتابه تعالى:{والسماء ذات الحبك}،الذاريات/7،أي حسنها واستواءها ،والحبك معناه :( الشد والاحكام وتحسين أثر الصنعة في الثوب) ،وهو ما ذهب البه ابن منظور ما سبق من التعريف بقوله:إن(الحبك الشد واحتبك بازاره احتبى به وشده الى يديه...، وقيل الحبكة الحلزة بعينها،ومنها أخذ الاحنباك بالباء،وهو شد الازار) .
اذا المعنى اللغوي العام للاحتباك هو،الاحكام وحسن الصنعة.
الاحتباك اصطلاحاً ومصطلحا:
أما في الاصطلاح فقد عرف بوصفه مفهوما غير معروف المصطلح، ثم بعد ذلك عرف، فوضع له مسميات كثيرة؛الا انها غير شامله؛لانها قيدته بانواعه،فعرفه الزركشي (ت794هـ) إذ اطلق عليه اسم الحذف المقابلي ،بقوله:(هو ان يجتمع في الكلام متقابلان فيحذف كل واحد منهما مقابله لدلالة الأخر عليه) ،الا ان العلماء بعد ذلك تعرفوا على انواعه،فاطلقوا عليه اسما شاملا،منهم الشريف الجرجاني(ت816هـ) الذي اطلق عليه اسم الاحتباك ،فكان اول من ذكر هذا المصطلح ثم توالت بعده العلماء بذكره،فاصبح الاحتباك يطلق على هذا الفن البلاغي الجميل.
وعرفه السيوطي(911هـ)،بأن(يحذف من الاوّل ما اثبت نظيره في الثاني، ومن الثاني ما اثبت نظيره في الأول) .وعرفه الشيخ الشعراوي"رحمه الله"تعريفا ضمنه مصطلح الاحتباك الا انه انفرد بتسميته تسمية مختلفة،وهي(تربيب الفائدة)، بقوله:( هذا ما يسميه العلماء احتباكا وهو ان المتكلم بأمرين كل امر فيه عنصران،المتكلم يريد ان يربي الفائدة بايجاز دقيق فيجيء من العنصر الأول عنصر،ويحذف مقابله من العنصر الثاني،ويجيء من العنصر الثاني عنصر،ويحذف مقابله في الأول) .
أما الدكتور عدنان عبد السلام،وهو من المحدثين فقد عرفه تعريفا كان فيه جامعا مانعا شاملا لكل انواع الاحتباك، إذ كانت تعريفا من سبقه مقيدة بأحد أنواعه الا انه استفاد منها،بقوله:(ان يؤتى بكلامين في النص في كل منهما متضادان،أو متشابهان او متناظران،أو منفيان،أو يشترك نوعان منها في نص واحد،فيحذف من أحد الكلامين كلمة،او جملة ايجازا،ياتي ما يدل على المحذوف في الثاني،ويحذف من الثاني كلمة او جملة قد أتاى ما يدل عليها في الاول،فيكون باقي كل منهما دليلا على ماا حذف من الاخر،ويكمل كل جزء الجزء الاخر ويتممه،ويقيده من غير اخلال في النظم ولا تكلف) .
إن سبب ظهور فن الاحتباك البلاغي هو القر آن الكريم والتحر في معانيه والفاظه للوصول الى الغرض المنشود من أياته الكريمات فكان سببا كما هو دائما وابدا لظهور الاساليب البلاغية الجميلة،والاحتباك احدها لذلك نلحظ ان علماء التفسير تبهوا اليه واهتموا به وبتفصيلاته وأنواعه كثيرا في كتبهم،منهم البقاعي(ت855هـ) ،والالوسي(ت1025هـ)،وغيرهما كثير. الا ان هذا لايعني ان العلماء سابقا لم يتنبهوا لهذا الفن او يشيروا اليه،بل تنبهوا وتبحروا فيه كما تبحر وفصل فيه المفسرون،من هؤلاء العلماء سيبويه(ت180هـ) الذي أشار اليه اشارة عامة في معرض تفسير لقوله تعالى:{ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ} البقرة/171،إذ بين سيبويه انهم:(لم يشبهوا بما ينعق انما شبهوا بالمنعوق به،وانما المعنى:ومثلكم ومثل الذين كفروا كمثل الناعق والمنعوق به الذي لا يسمع،ولكنه جاء على سعة الكلام والايجاز لعلم المخاطب لا بالمعنى) ،فبين سيبويه ان هناك حذفا ،وهو(ومثلكم)و(المنعوق به)،وهو من الحذف الاحتباكي.
فكانت هذه الاشارة الاولى لهذا الفن البلاغي ثم توالت الاشارات بعده من لدن العلماء.
الا أن من فصل فيه وتناوله بكثرة،هم المفسرون والبلاغيون،فوضعوا له مصطلحا وتعريفا،وشروطا،ومن الشروط المهمة التي وضعوها للاحتباك، هو وجود طرفين في الكلام متقابلين،يحذف من احد الطرفين ما اثبت في الاخر مع معرفة المتلقي بموضع الحذف،ونوع الحذف،ومعرفة المحذوف،إذ يجب تقديره.
و للحذف الاحتباكي أنواع عدة مختلفة،يحددها نوع الحذف في النص والذي يمكن تقديره بوضوح بمساعدة قرائن السياق،وهذه الانواع تعرف عليها العلماء من تفسيرهم للنص القرآني الكريم،وهي خمسة أنواع:-
المتشابه،وهو الحذف الذي يقع بين الفاظ بينها صفات مشتركة.
والنوع الثاني:الاحتباك المنفي والمثبت،ويقع بين الفاظ تكون العلاقة بينهما سلب وايجاب،واما النوع الثالث فهو الذي يكون فيه الاحتباك مشترك،وهو نوع يضم اكثر من نوع من الاحتباك في النص الوتحد تشترك في اظهار الدلالة،والنوع الرابع هو الاحتباك المتناظر،وهو ما كانت فيه الالفاظ المكورة والمحذوفة المتقابلة متناظرة، اما النوع الخامس،موضوع البحث،هو الاحتباك الضدي،ويقع في نص تكون العلاقة بين الالفاظ المذكورة والمحذوفة متضادة .
الاحتباك الضدي:
الضد لغة،(هو كل شيئن يمتنع وجود أحدهما لاجل وجود الأخر) ،والضد (خلاف الشيء) ،وهذا يعني ان ضد ىالشيء ما كان خلافه ونقيضه،وهو كل شيء ضاد شيئا ليغلبه،والسواد ضد البياض والموت ضد الحياة ،أي ضد الشيء ما كان خلافه ونقيضه.
أما المعنى الاصطلاحي له(صفتان وجوديتان تتعاقبان في موضع واحد يستحيل اجتماعهما كالسواد والبياض) ،وهو أيضاً(ان يؤتى بكلامين في كل منها متقابلان متضادان لما في الاخرى،فيحذف من الاول ما اثبت ضده في الثاني،ومن الثاني ما اثبت ضده في الاول) وبذلك نلحظ ان المعنى اللغوي يلتقي مع المعنى الاصطلاحي.
والاحتباك الضدي،نوع من انواع الحذف التركيبي(الاحتباك)وهو فن بلاغي رفيع المستوى،لا يستخدمه الا الخواص ممن هم اصحاب بيان ودربة لسانية،وعلم ودراية فانتبه العلماء الهذا النوع من الحذف التركيبي،فوردت اشارات له بوصفه مفهوما وليس مصطلحا.
وقد وردت اشارات لهذا النوع عند المفسرين في تفسيرهم للقرآن الكريم،منها قوله تعالى:{ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} يونس/67.
قابل الله عزّ وجل في الاية الكريمة بين متضادين،هما الليل والنهار،فذكر في الليل حال الناس فيه(لتسكنوا فيه)،وذكر مع النهار صفة(مبصرا)،وبذلك حذف من الاول (مظلما)لدلالة ضده عليه،(مبصرا)،وحذف من الضد الثاني-المتقابل الثاني-(النهار)،ليعملوا فيه،ويتحروا مصالحهم،لدلالة متقابله عليه(لتسكنوا فيه)،ويكون التقدير:(جعل الليل مظلما لتسكنوا فيه،والنهار مبصرا لتتحروا فيه مصالحكم،فحذف من كل جانب ما ذكر في الاخر،اكتفاء بالمذكور عن المتروك) ،فهنا لم يصرح باسم الاحتباك،او يحده بل ذكر انه حذف من الاول ما اثبت ضده من الثاني،ومن الثاني ما اثبت ضده في الاول.





ــ الاحتباك الضدي في كلام الامام الحسن"عليه السلام":
إن للحذف التركيبي البلاغي(الاحتباك)،ويسمى بالحذف النفسي عند العلماء انواعا-قد مر ذكرها في بداية البحث- وأرقى هذه الانواع؛لانه فن يحتاج الى خطباء،ومتكلمين من خواصهم ممن يتسموا بالبلاغة والفصاخة العاليتين،لانسجام المعاني مع بعضها وتعاورها بين الاظهار والاخفاء بين الالفاظ.
إن لاظهار المعنى المراد في النص أمر يحتاج الى لياقة علمية خاصة وموهبة لا تتوفر الا عند المنفرد من الخطباء والمتكلمين،والامام الحسن بن علي "عليهما السلام"افضل من تكلم من العرب بعد الرسول محمد"صلّى الله عليه وآله وسلم" والامام علي"عليه السلام" ملك البيان والبلاغة،فعلمهم رباني؛لذا ورد هذا الفن في كلام الامام الحسن"عليه السلام"فكان له حضور واضح في اظهار الدلالة وتمثيلها خير تمثيل،وايصالها بكل سلاسة الى المتلقي.
ومن مصاديق هذا الكلام،بعض النماذج من كلام الامام الحسن"عليه السلام" يوظف فيه فن الاحتباك الضدي؛ لاظهار المعنى.
منها قوله "عليه السلام"في حديثه عن الافضلية في الزهد:(يابن آدم: لم تزل في هدمِ عمرك منذ سقطت من بطن أمك،فخذ مما في يديك لما بين يديك،فإن المؤمن يتزود ، والكافر يتمتع) .
نلحظ أن الامام الحسن"عليه السلام"حذف في كلامه لفظة(بجهد)من الطرف الاول ،لدلالة ضده عليه،في الثاني(يتمتع)،وحذف من الثاني (يترك) لدلالة ضده عليه في الاول(يتزود)،وعليه يكون تقدير كلامه"عليه السلام":
فإن المؤمن يجهد ليتزود ، والكافر يترك ليتمتع
حصل الاحتباك الضدي في كلام الامام"عليه السلام"بين الافعال،وهي (يجهد) و( يتمتع)،وبين(يتزود)و(يترك)،فيدل ما ذكر على ما حذف،في كل طرف من اطراف الكلام.
إن الامام "عليه السلام"الافعال المضارعة التي تدل على الاستمرارية في الحدث ما ناسب والمؤمن وجهده المستمر ليتزود من الدنيا لاخرته،وهنا الحسن"عليه السلام"لم يقصد ان يعين مؤمنا بذاته،بل هو يشمل كل مؤمن وفي كل وقت.
وكذا الكافر فانه يترك العمل ولا يجهد نفسه؛ليتمتع لاهيا،وهذه صفة كل كافر وفي كل وقت.فكان الامام"عليه السلام"دقيقا في اختياره للاحتباك في هذه الافعال التي عبرت عن حال الانسان منذ ولادته حتى لقاء ربه.
ومنها قول الحسن في افضلية علي بن ابي طالب"عليهما السلام" ،وامامته في مجلس معاوية بعد أن طعنوا بعلي بن أبي طالب"عليه السلام"،بقوله:(أنشدكم بالله ! هل تعلمون أن رسول الله لعن أبا سفيان في سبعة مواطن: ...والرابع:يوم الاحزاب، يوم جاء ابو سفيان بجمع قريش وهوازن،وجاء عيينة بغطفان واليهود،فردهم الله عزّ وجل بغيظهم لم ينالوا خيرا ،هذا قول الله عزّ وجل له في صورتين في كلتيهما يسمى أبا سفيان واصحابه كفارا،وأنت يا معاوية يومئذ مشرك على رأي ابيك بمكة ،وعلي يومئذ مع رسول الله،وعلى رأيه ودينه) .
احتبك الامام الحسن"عليه السلام في معرض كلامه لمعاوية واصحابه احتباكا مشتركا،إذ حذف من الاول لفظة(مع أبيك)لدلالة (مع رسول الله)،في الثاني وهو شبيهه في الابوة،إذ كان الامام علي"عليه السلام"ربيب رسول الله"صلّى الله عليه وآله وسلم"؛لذا قابل اللفظتين معا مقابلة تشابه،فحذف(مع أبيك)،لدلالة (مع رسول الله) عليها،وحذف من الثاني(مؤمن)لدلالة(مشرك) في الأول،وهو ضده،وعليه يكون تقدير الكلام:
وأنت يا معاوية يومئذ مشرك مع أبيك على رأيه
وعلي يومئذٍ مؤمن مع رسول الله وعلى رأيه.
حصل الاحتباك الضدي في كلام الامام الحسن"عليه السلام"بين الاسماء،وهي (مشرك) لمعاوية بن أبي سفيان،و(مؤمن)لعلي بن أبي طالب"عليه السلام"، والاسماء تدل على ثبات الصفات،وهو ما ناسب الموضع ودلالته،إذ هذا يدل على أن الامام "عليه السلام" كان دقيقا في اختيار الالفاظ المناسبة للتعبير عن الدلالة.
أيضاً قوله"عليه السلام"في معرض حديثه عن العمل في القرآن الكريم،بقوله:( ما بقي في الدنيا بقية غير هذا القرآن،فاتخذوه إماما يدلكم على هداكم،وإن أحق الناس من عمل به إن لم يحفظه،وأبعدهم من لم يعمل به،وإن كان يقرأه) .
نلحظ أن في كلام الامام"عليه السلام"احتباكا ضديا بين افعل التفضيل (أقربهم)الذي حذف من الاول،بدلالة الفعل(ابعدهم)في الثاني،وحذف من الثاني الفعل (يحفظه)بدلالة الفعل المجزوم المنفي(لم يحفظه)في الاول،وكذلك حذف من الاول ( يقرؤه) بدلالة (يقرؤه) في الثاني، فيكون تقدير الكلام:
إوأقرب من عمل به وإن كان يقرؤه ولم يحفظه
وأبعدهم من لم يعمل به وإن كان يقرؤه ويحفظه.
فحصل احتباك ضدي في كلام الامام"عليه السلام"مفهموم الدلالة؛لان المتلقي يفهم ما حذف من الكلام لاهميته.
وورد الاحتباك الضدي عند الامام "عليه السلام" في معرض كلامه عن الرذائل، وذكر الغفلة، بقوله:( تركك المسجد ،وطاعتك المفسد) .
نلحظ أن الامام "عليه السلام"قد ورد في كلاه احتباك ضدي بين الالفاظ المكانية (المسجد)،المذكور في الطرف الاول، إذ حذف ضده من الطرف الثاني،وهو(مكان اللهو).وحذف مكن الطرف الاول اسم الفاعل(الصالح)،والي دل عليه ضده الطرف الثاني (المفسد)،فيكون تقدير الكلام كالاتي:
تركك المسجد الصالح
طاعتك مكان اللهو المفسد.
إن صيغة اسم الفاعل تدل على الاشتراك في العمل وعلى الحدث ومن قام به، وهو ما ناسب المعنى الذي جاء به كلام الامام الحسن "عليه السلام".
الخلاصة:

نخلص في بحثنا هذا بعد ان تدارسنا موضوع الاحتباك الضدي في كلام الامام الحسن"عليه السلام"الى
_إن فن الاحتباك البلاغي فن راق وعال الدرجة،لا يتكلم به الا من كان على درجة مرتفعة من البلاغة وفصاحة اللسان والبديهة الحاضرة,والدراية الكاملة والدربة والفطرة السليمة،والسليقة الصافية،والعلم الكبير،وهي صفات تواجدت عند الامام الحسن" عليه السلام".
_إن الامام"عليه السلام"استخدم هذا الفن الذي يحتاج فيه المتكلم الى علم المتلقي بالموضوع الذي يتكلم عنه حتى يعلم ما حذف من الكلام،ويفهم المقصود المراد منه، استخدمه في معرض حديثه عن الزهد وافضلية الامام علي بن أبي طالب"عليه السلام" والعمل بالقرآن الكريم والحديث عن الغفلة وهي من الرذائل،وهذه موضوعات واضحة للعقول والاذهان ووضوحها للمسلم الحق كوضوح الشمس، ولا يختلف فيها اثنان؛لذا اعتمد الامام "عليه السلام": في حديثه عنها على الحذف الاحتباكي الضدي،حتى لا تكون فيه اعادة باعثة للملل،فترك للمتلقي مجالا للاستنتاج والوصول للمعنى الكامل بعد ان وضع في طريقه قرائن سياقية لترشده الى الدلالة الصحيحة والوصول الى المعنى المراد.







روافد البحث:
-بحار الانوار،محمد باقر المجلسي(ت1111هـ)،بيروت،دار الوفاء.
-لسان العرب،ابن منظور الافريقي(ت721هـ)قم،1405.
- كتاب العين،أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (المتوفى: 170هـ)،المحقق: د مهدي المخزومي، د إبراهيم السامرائي
الناشر: دار ومكتبة الهلال.
-التعريفات، التعريفات،علي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني (المتوفى: 816هـ)،المحقق: ضبطه وصححه جماعة من العلماء بإشراف الناشر،الناشر: دار الكتب العلمية بيروت -لبنان،الطبعة: الأولى 1403هـ -1983م.
-بلاغة الحذف التركيبي في القرآن الكريم،الاحتباك أنموذجا،د.عدنان عبد السلام الاسعد،دار غيداء،الاردن،ط1،2013م.
- شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم،نشوان بن سعيد الحميرى اليمني (المتوفى: 573هـ)،المحقق: د حسين بن عبد الله العمري - مطهر بن علي الإرياني - د يوسف محمد عبد الله،الناشر: دار الفكر المعاصر (بيروت - لبنان)، دار الفكر (دمشق - سورية)،الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 1999 م.
-محاسن التأويل،محمد جمال الدين القاسمي،وقف عليه،محمد فؤاد عبد الباقي،دار احياء الكتب العربية،القاهرة،ط1،1957م.
- القاموس المحيط،مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (المتوفى: 817هـ)،تحقيق: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة،بإشراف: محمد نعيم العرقسُوسي،الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان
الطبعة: الثامنة، 1426 هـ - 2005 م.
-المنتخب من تفسير القرآن ،محمد متولي الشعراوي، الناشر: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - مصر، طبع مؤسسة الأهرام،الطبعة: الثامنة عشر، 1416 هـ - 1995 م.
- الإتقان في علوم القرآن،عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)،المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم،الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة: 1394هـ/ 1974 م.
- الكتاب،عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء، أبو بشر، الملقب سيبويه (المتوفى: 180هـ)،المحقق: عبد السلام محمد هارون،الناشر: مكتبة الخانجي، القاهرة،الطبعة: الثالثة، 1408 هـ - 1988 م.
-الامام الحسن بن علي"عليه السلام"السبط المجتبى،السيد زهير طالب الاعرجي،قسم الشؤون الفكرية والثقافية،شعبة الدراسات والنشرات،كربلاء المقدسة،2015م.

تحميل الملف المرفق Download Attached File

تحميل الملف من سيرفر شبكة جامعة بابل (Paper Link on Network Server) repository publications

البحث في الموقع

Authors, Titles, Abstracts

Full Text




خيارات العرض والخدمات


وصلات مرتبطة بهذا البحث