معلومات البحث الكاملة في مستودع بيانات الجامعة

عنوان البحث(Papers / Research Title)


الا في شعر المتنبي استعمالها ومعانيها


الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)

 
ظاهر محسن كاظم الشكري

Citation Information


ظاهر,محسن,كاظم,الشكري ,الا في شعر المتنبي استعمالها ومعانيها , Time 6/15/2011 6:17:27 AM : كلية العلوم الاسلامية

وصف الابستركت (Abstract)


الا في شعر المتنبي استعمالها ومعانيها

الوصف الكامل (Full Abstract)


-إلاّ- في شعر المتنبي  استعمالها ومعانيها
أ.م.د. ظاهر محسن كاظم / كلية الدراسات القرآنية
 
المقدمة:
   -إلاّ- أحد حروف المعاني الرباعية،فهو الأصل في الاستثناء،وإن دراستها في شعر المتنبي تُعدّ دراسة مهمة لأمرين:الأول :أنَّ هذا الحرف يُعد الأصل في الاستثناء ؛بل هو أم أدواته،فهو يأتي بأنماط عدة وصور مختلفة.
والآخر :استطاع المتنبي أن يستعمل هذا الحرف في شعره استعمالاتٍ كثيرة ومختلفة تستدعي دراستها والوقوف عليها من حيث المعنى والاستعمال وسنوضح هذا الأمر فيما يأتي من هذا البحث.
 
 
التمهيد:
   -إلاّ- حرف استثناء يأتي بعد التام والناقص من الكلام،فهي أُمُّ أدوات الاستثناء.وقد اختلف النحويون في تركيبها وبساطتها،فيرى أغلب البصريين أنّها بسيطة ،أمّا الكوفيون وبعض البصريين فيرون أنّها مركبة إلاّ أنهم أختلفوا في تركيبها فذهب فريق الى أنها مركبة من(إنّ) المشددة و(لا) العاطفة،وذهب الفراء إلى أنّها مركبةٌ من (إنْ)التي تفيد النفي و(لا) النافية .
   ومن المحدثين ذهب براجشستر إلى أنّها مُركبة من(إنْ)الشرطية و(لا)النافية،فانتقلت من معناها إلى معنى الاستثناء.
   وكذلك اختلفوا في ناصب المستثنى معها،في نحو قولك:(حضرَ الطلابُ إلاّ محمداً) ،فذهب البصريون إلى أنّ الناصب هو الفعل المتقدم (حضر) بوساطة(إلاّ)،ويرى الكسائي أنَّ الناصب (أنْ) مقدرة بعد(إلاّ)،على حين يرىالمبرد أنَّ الناصب معنى(إلاَّ)،فكأنه قال:(حضر الطلابُ استثنى محمداً).
   وقد ذكر النحويون لـ(إلاّ) معانيَ عدة اختلفوا في قبولها ورَدِّها ،سنذكرها في مواضعها من هذا البحث.
  وقد وردت(إلاّ)في ما يزيد على مئةٍ وخمسةٍ وتسعين موضعاً من شعر المتنبي،وسنتبينها على النحو الآتي:
 
أولاً:- استعمال(إلاَّ)في الاستثناء المفرغ:
   الاستثناء المفرغ هو الذي لم يُذكر فيه المستثنى منه،وذهب أغلب النحويين إلى أنّه لا يكون إلاّ في غير الموجب من الكلام :أي:في النفي،نحو قوله تعالى:((ومامحمدٌ إلاَّ رسولٌ)) آل عمران-144،والنهي،نحو قوله تعالى:((ولا تقولوا على الله إلاّ الحق))النساء-171،والاستفهام أيضا،نحو قوله تعالى:((هل هذا إلاّ بشرٌ مثلكم))الأنبياء-3، ولا يجوز عند النحويين وقوعه في الموجب،نحو:(جاء إلا حسينٌ)،لأنَّ المعنى جاء جميع الناس إلا حسيناً،وهذا غير جائز ،فإذا كانت هناك قرينة يستقيم بها المعنى في الإيجاب جاز ذلك . وإنَّ حكم المستثنى في هذا النوع من الاستثناء إعرابه بحسب موقعه من الكلام .
  وقد ورد الاستثناء المفرغ عند المتنبي في ما يزيد على مئةٍ وستين مرةً،ممَّا يُعَدُّ كثيراً بالقياس إلى أنواع الاستثناء الأُخرى،وقد سبق هذا النوع من الاستثناء بالنفي كثيراً،فتنوعت أدوات النفي فيه فكانت على النحو الآتي وبحسب كثرتها عند المتنبي:
 
1-ما- النافية:
وهي أكثر الأدوات الواردة في هذا الاستثناء،فوردت في ستين موضعاً،فجاءت داخلةً على الجملة الاسمية في ما يزيد على ثلاثين موضعاً،نحو:
            وما أنا إلاَّ عاشقٌ كُلُّ عاشقٍ             أعقُّ خَلِيليهِ الصَّفيَّين لائمِه
  ونحو:   وما الدَّهرُ إلاَّ من رواة قلائدي     إذا قلتُ شعراً أصبح الدَّهرُ منشدا
  ونحو:   إذا علويٌّ لم يَكن مِثلَ طاهرٍ              فما هو إلاَّ حُجَّةٌ للنواصبِ
ونحو:      وما أنا إلاَّ سَمهَريٌّ حَمَلْتَهُ              فزيَّنَ مَعْرُوضاً وَرَاعَ مُسَدَّدا
  جاء الكلام في هذه الأبيات منفياً بـ(ما) النافية،وجاءت –إلاّ- في هذه المواضع أداة قصر جاءت للمعنى لا للعمل فقصرت المبتدأ(الموصوف)على الخبر(الصفة)،وهو الغالب عنده عندما تكون الجملة اسمية،ويندر عنده مجيء قصر الصفة على الموصوف في الجمل الاسمية.
  واستعمل المتنبي(ما)داخلةً على الجملة الفعلية في ما يزيد على خمس وعشرين موضعاً،فجاء ما بعد-إلاّ-فاعلاً،نحو:
         تَجمَّعَ فيها كُلُّ لِسْنٍ وأُمَّةٍ       فما تُفْهِمُ الحُدّاثَ إلاّ التراجمُ
  ونحو:  وكُلُّ أنابيب القنا مَدَدٌ لَهُ   وما تنكتُ الفُرسانَ إلاَّ العواملُ
  وجاء جاراً ومجروراً كثيراً،نحو:
         أتى الطُّعْنَ حتَّى ما تطيرُ رشاشةٌ    مِنَ الدم إلاَّ في نحورِ العواتقِ
  وجاء ظرفاً قليلاً،نحو:
           وقد سار َفي مسراكَ منها رسولُهُ     فما سارَ إلاَّ فوقَ هامٍ مُفَلَّقٍ
  وجاء حالاً قليلاً،نحو:
               وترتعُ دونَ نَبتِ الأرضِ فينا      فما فارَقتُها إلاَّ جديبا
  وجاء مفعولاً به،نحو:
              نهاها وأغناها عن النَّهبِ جُودُهُ   فما تبتغي إلاَّ حُماةَ الحقائقِ
 
 
 2-لا- النافية:
   وردت في جملة الاستثناء المفرغ في خمسين موضعاً،فجاءت نافية للجملة الاسمية(نافية للجنس،ونافية مهملة) في ثلاثين موضعاً،فمن مجيئها نافية للجنس قوله:
     ولا كتُبَ إلاَّ المشرفيّةُ عِنْده      ولا رُسُلٌ إلاَّ الخميسُ العرمرم
  ومن مجيئها مهملة،قوله:
            لا افتخارٌ إلاَّ لِمَن لا يضامُ     مُدْرِكٍ أوْمحاربٍ لا ينامُ
  وجاءت داخلةً على الفعل المضارع في بضعة عشر موضعاً،نحو:
               لا يُدِركُ المجَدَ إلاَّ سَيِّدٌ فَطِنٌ   لِما يَشقُ على السادات فَعَّالُ
  ونحو:       إنْ تَلْقَهُ لا تلقَ إلاَّ قَسْطلاً    أو جَحْفَلاً أوْ طاعِناً أو ضارباً
 ونحو:        أُحاذِرُ أن يَشقَّ على المطايا   فلا تمشي بنا إلاّ سواكا
  وقد دخلت"لا"على الفعل الماضي المسبوق بالقَسَم قليلاً،نحو:
                 أقسموا لا رأوك إلاّ بقلبٍ    طالما غَرَّتْ العيونُ الرجالا
   وعلى الماضي بمعنى الدعاء،نحو:
             فلا هَجَمْتَ بها إلا على ظَفَرٍ     ولا وصلَتَ بها إلاَّ إلى أَمَل
     جاءت(إلاَّ)في هذه الأبيات أداة قصر،فأفادت الاختصاص وجاء الكلام في البيت الأول منفياً بـ(لا)النافية للجنس،وفي البيت الثاني جاء منفياً بـ(لا) المهملة،وفي الثالث والرابع والخامس و السادس جاء الكلام منفياً بـ(لا) غير العاملة الداخلة على الفعل،وفي البيت الأخير جاء الكلام منفياًبـ(لا) التي تفيد معنى الدعاء.
 
3- لم:
   وردت(لم) في جملة الاستثناء المفرغ في ثلاثين موضعاً،من ذلك قوله:
فَلَمْ يَبْقَ إلاَّ مَنْ حَماها مِنَ الظُُّبا   لَمَى شَفَتَيْها والثُّدِيُّ النَّوَاهِدُ
       وقوله:وَلَمْ أرْجُ إلاّ أهل ذاك ومَن يُرد  مواطرَ مِن غير السحائب يَظلمِ
بنو كعب وَمَا أَثرْتَ فِيهمْ           يدٌ لَمْ يُدْمِها إلاَّ السَوارُ
        جاء الكلام في هذه الأبيات منفياً بـ(لم)،وجاء ما بَعدَ"إلاّ" في البيت الأول والأخير فاعلاً،أما في البيت الثاني فقد جاء مفعولاً به ، و (إلا) أداة قصر.
 
4- ليس:
   وردت في جملة الاستثناء في ثلاثة عشر موضعاً،نحو:
               وزائرتي كأنَّ بها حياءً    فليسَ تَزُورُ إلاَّ في الظلامِ
  ونحو       :بإرضٍ ما اشتهيتُ رأيت فيها   فليس يَفُوتها إلاّ كِرام
   جاء الكلام في هذين البيتين منفياً بـ(ليس)،وجاء ما بَعدَ(إلاّ) في البيت الأول جاراً ومجروراً متعلقاً بالفعل"تَزورُ"،فهو ظرف زمان أفاد وقت الزيارة،وفي البيت الآخر فاعلاً للفعل(يفوت)، و"إلاّ" جاءت هنا أداة قصر،قصرت الصفة على الموصوف وأفادت الاختصاص.
   وكذلك سُبقَ الاستثناء المفرغ بالاستفهام الإنكاري الذي خرج الى النفي في بضعة مواضع عند المتنبي،نحو:
          هَلْ الولدُ المحبوبُ إلاّ تَعِلّةٌ    وهلْ خَلْوَةُ الحسناءِ إلاَّ أذى البَعْلِ
  ونحو:   أَلآلِ إبراهيمَ بَعْدَ مُحمدٍ                   إلاَّ حَنينٌ دائمٌ وزفِيرُ
   جاء الاستفهام في هذين البيتين بمعنى النفي،والتقدير:ليس الولدُ المحبوب إلاّ تعلة،وليس خَلْوَةُ الحسناء إلاَّ أذى البعلِ،وفي البيت الثاني التقدير:ليس لآل إبراهيم إلاّ حنينٌ دائمٌ وزفيرُ.لذلك أجاز النحويون مجيء الاستثناء المفرغ في هذا النمط من الاستفهام.و"إلاّ"هنا أداة قصر،قصرت الموصوف على الصفة،فأفادت الاختصاص.
  وسبق بالنهي في ثلاثة مواضع،نحو:
           لا تلقَ دهرَك إلاَّ غيرَ مُكتَرِثٍ    مادامَ يصحبُ فيه رُوحَكَ البدن
ونحو:          لاتشترِ العبدَ إلاَّ والعصا مَعَهُ      إنّ العَبيدَ لأنجاسٌ مناكيدُ
       جاء الكلام في هذين البيتين مسبوقاً بـ (لا) الناهية.وقد جاء ما بعد _إلاّ_ حالاً.وإلاَّ أداة قصر.
   وجاء الاستثناء المفرغ في الكلام المؤول بالنفي في بضعة مواضع،نحو:
                 فقلّما يَلؤُم في  ثوبهِ       إلاَّ الذي يَلؤم في غِرسهِ
  ونحو: وتَعذُّرُ الأحرار صَيّرَ ظهرها      إلاَّ إليك عليَّ فَرْجَ حَرام
  ونحو: وخَيلٍ إذا مَرَّت بِوَحشٍ وَرَوْضَةٍ     أبتْ رَعْيَها إلاَّ وَمرْجَلُنا يغلي
      وقد أجاز النحويون هذا الاستعمال ،واستشهدوا له بقوله تعالى:((فأبى أكثرُ الناسِ إلاَّ كفورا)) الفرقان-50،وقوله تعالى:((معاذا الله أنْ نأخذ إلاّ مَنْ وجدنا متاعنا عنده)) يوسف-79.
         وقد جاء الاستثناء المفرغ في الشرط المؤول بالنفي،عند المتنبي،نحو:
             إنْ يقْبُحِ الحُسْنُ إلاّ عِنْدَ طَلْعَتِهِ    فالعبدُ يقبحُ إلاَّ عِنْدَ سَيِّدهِ
    جاء الشرط في هذا البيت مؤولاً بالنفي،وقد اختلف شراح ديوان المتنبي في معناه،فذهب العكبري إلى أنَّ:(الحسن في كلِّ أحد قبيح إلاّ في طلعته كالعبد لا يحسن عند كُلِّ أحد إلاَّ عند مولاه)، ويرى اليازجي أنَّ الأصح أنْ يروى قوله"يقبح" في عجز البيتين بـ"يحسن" وتبدل"الفاء" في بداية العجز "واواً"،فتكون "إنْ" نافية.(يكون المعنى أنَّ الحسن في غير هذا الممدوح لايظهر قبيحاً إلاَّ عند مقابلته بطلعته لما فيها من الكمال وفي غيرها من النقص فكل ذي حسن إنَّما يستحسن عند إنفراده عنه كما أنّ العبد إنّما يُستحسن عند إنفراده عن سيده فإذا قوبل  به ظهر قبيحاً بالنسبة إليه) . ولولا التلاعب الذي ليس له ما يبرره في الرواية لرجحنا ما ذهب إليه اليازجي لما فيه من تخريجات مقبولة عقلياً ومنطقياً.
   وأرى أنَّ في هذا البيت حذفاً لـ"لا" النافية في موضعين:الأول في الصدر بين إنْ الشرطية والفعل "يقبح".والآخر في عجز البيت قبل الفعل"يقبح" فيكون التقدير:إنْ لا يقبح الحسن إلاَّ عندَ طلعته فالعبدُ لايقبح إلاّ عند سيده،وقد حذف الشاعر"لا" النافية من شطري البيت لإقامة الوزن،وهذا الحذف يطرد في جواب القسم إذا كان المنفي مضارعاً،نحو قوله تعالى:((تالله تفتأ تذكُرُ يوسفَ)) يوس85 وكقول امريء القيس:
                فقلتُ يمينُ اللهِ أبرحُ قاعداً   ولو قَطعوا رأسي لديك وأوصالي
  أراد :لاأبرح.
  وقد جاء من دون القسم كقول عمرو بن كلثوم:
                         نَزِلتم منزلَ الأضياف منّا    فعجّلنا القِرى أنْ تشتمونا
  أرد: لئلا تشتمونا.
       وقد قيل به في قوله تعالى:(( يُبَيِّن الله لَكمْ أنْ تَضلُّوا)) النساء-176 أي :لئلا تضلوا،وقيل المحذوف مصاف،أي:كراهة أنْ تضلوا(47).
   وقد خرج المتنبي على قواعد النحويين فاستعمل الاستثناء المفرغ في الاثبات الذي لايمكن تأويله بنفي،نحو:
                   ويُقدمُ إلاَّ على أنْ يَفِرَّ        ويقدِرُ إلاَّ على أنْ يزيدا 
  ونحو:    يا أعدلَ الناسِ إلاّ في معاملتي     فيكَ الخصام وأنت الخصمُ والحكمُ 
     وقد جاء الاستثناء المفرغ في القرآن الكريم مع المثبت،فقد ذكر عبد الخالق عُضَيمة أنَّ النحويين قد أعرضوا عن إيجاد تأويل للاثبات في قوله تعالى:(0 لايزالُ بُنيانهمْ الذي  بنو ريبةً في قلوبهم إلاّ أنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهم)) التوبة-110،لأنَّ النفي في "زال" إثباتٌ،فلا يؤوّلُ بالنفي مطلقاً .
 
ثانياً:استعمال"إلا" في الاستثناء المتصل.
         ويكون فيه المستثنى من جنس المستثنى منه،ويأتي في الكلام التام مثبتاً كان أم منفياً.
        وقد جاءت" إلاّ" قليلاً في الاستثناء المتصل عند المتنبي:فمن مجيئها في الكلام الموجب،قوله:
            ولَمْ يكفها تصوِيرُها الخيلَ وحدها      فصورت الأشياءَ إلاَّ زمانها 
  وقوله:         كُلُّ جريحٍ تُرجى سَلامتُهُ       إلاَّ فؤاداً دهتهُ عيناها
وقوله:           أبناءُ عمٍّ كلُ ذنبٍ لامرئٍ     إلا السعايةَ بينهم مغفورُ
        جاء الكلام في هذه الأبيات تاماً مثبتاً،وجاء المستثنى من جنس المستثنى منه،وعليه فإنَّ"إلاَّ" حرف استثناء وما بعده مستثنى واجب النصب .
   ومن مجيء المتصل منفياً،قوله:
                 لا خَلْقَ أسْمَحَ منْكَ إلاَّ عارفٌ     بكَ رَاءَ نَفْسَكَ لم يُقُل لك هاتِها
  وقوله:         لم يتركوا أثراً عليه في الوغى    إلاّ دَماءَهُم على سِربالهِ
   جاء الكلام في هذين البيتين تاماً منفيا،وجاء المستثنى من جنس المستثنى منه،وعليه فإنَّ"إلاّ" أداة استثناء أو حصر وما بعدها يجوز فيه النصب على الاستثناء أو يكون بدلاً فيعرب بحسب المبدل منه .
  ففي البيت الأول جاءت لفظه "عارف" مرفوعةً لأنها بدلٌ من"خلق"،أمّا في البيت الآخر فجاءت لفظة"دماءَهم" منصوبة،فتكون هنا إمّا مستثنى منصوباً،وإمّا بدل بعض من كل.
 
 
ثالثاً:استعمال"إلاَّ في الاستثناء التام المنقطع.
   وهو ما كان فيه المستثنى ليس بعضاً من المستثنى منه،فيكون مغايراً له في الجنس أو النوع ،نحو قوله تعالى:((فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلاَّ إبليس )) الحجر-30،فإبليس ليس من جنس الملائكة بل هو من الجن.
  وفي هذا النوع من الاستثناء يجب نصب المستثنى في لغة الحجازيين،ويكون بدلاً من بعض في لغة تميم،يقول الرماني:(وإذا كان الاستثناء من غير الجنس نصبت على لغة الحجازيين وأبدلت على لغة التميميين).
  وفيه تكون "إلاّ" في تأويل"لكن"عند البصريين،وبمعنى"سوى"عند الكوفيين.
   وقد جاء هذا النوع من الاستثناء  أقل من المفرغ والمتصل فورد في بضعة مواضع من شعر المتنبي،فمن ذلك قوله:
                وعادت فظنُّوها بموزارَ قُفَّلاً        وليس لها إلاَّ الدخول قفولُ
  وقوله:        لم يتركوا لي صاحباً إلاَّ الأسى        وذَميلَ دِعبلةٍ كفحلِ نعام
  وقوله:       لا يعرف الرُّزء في مالٍ ولاولدٍ    إلاَّ إذا احتفز الضِّيفان ترحال
  وقوله:       لحاها الله إلاَّ ماضييها             زمانَ اللّهوِ والخودَ الشّمُوعا
   جاء الاستثناء في هذه الأبيات منقطعاً لأن المستثنى ليس من جنس المستثنى منه،ولا بعضاًمنه،فهو استثناء بمعنى"لكن" عند البصريين،وبمعنى"سوى"عند الكوفيين،و"إلاَّ" أداة استثناء،وما بعدها مستثنى منقطع منصوب وجوباً عند أهل الحجاز،وجوازاً عند بني تميم.
 
رابعاً:تقديم المستثنى:
   الأصل في الاستثناء أن يتقدم المستثنى منه على المستثنى وهذا هو الواسع في اللغة العربية،نحو: جاء القومُ إلاّ زيداً
ولكن أجاز النحويون تقديم المستثنى على المستثنى منه،نحو قول الكميت:
               ومالي إلاَّ آل أحمدَ شيعةٌ     ومالي إلاَّ مَذْهَبَ الحقِّ مذهبُ
   أو تقديمه على المنسوب إليه الحكم سواء أكان مسنداً إليه الحكم أم واقعاً على المستثنى منه،نحو:(الطلابُ إلاَّ محمداً حاضرون) وفي هذا يكون المستثنى واجب النصب سواء أكان الاستثناء متصلاً أم منقطعاً.
   وقد تقدم المستثنى على المستثنى منه عند المتنبي في ما يقرب من عشرة مواضع،نحو:
           واكثَرُ ما تلقى أَبا المسكِ بذْلَةً      إذا لم تَصُنْ إلاَّ الحديدَ ثيابُ
ونحو:     وإنّك للمشكور في كلِّ حالةٍ       ولو لم يَكنْ إلاَّ البشاشةَ رِفدُهُ
ونحو:     وما للسيّفِ إلاّ القطعَ فِعلٌ          وأنت القاطِعُ البَرُّ الوَصُول
ونحو:     وَكنتَ لَهُ ليثُ العَرينِ لشبِلهِ          ومالَكَ إلاّ الهنْدُوانيَّ مِخلبُ
        جاء المستثنى في هذه الأبيات "الحديد،والبشاشة،والقطع،والهندواني" متقدِماً على المستثنى منه"ثياب،ورفدُهُ،وفعلٌ،ومخلبُ" بحسب الترتيب،لذلك وجب نصبه.وكذلك جاء المستثنى في شعر المتنبي متقدماً على المنسوب اليه الحكم في الكلام،سواء أكان مسنداً إليه
،نحو:           فَزارك مِنّي مَن إليك اشتياقهُ       وفي الناسِ إلاَّ فيك وحدك زهدهُ
ونحو:        وأضحى وبين الناس في كُلِّ سيدٍ      من الناس إلاَّ في سيادته خُلف
رفع الشاعر في هذين البيتين"زهدهُ،وخلف" لأنها مسند إليه،فهما مبتدآن مؤخرآن تقدم عليهما الظرفان"في الناس،وفي كلِّ سيدٍ"اللذان هما خبران.
  أم واقعا على المستثنى منه،نحو:
         إنْ كان لا يُدعى الفتى إلاّ كذا      رَجلاً فَسَمِّ الناس طُراً إصبعا
  التقدير:إن كان لا يُدعى الفتى رَجلاً إلاَّ كذا...،فوقعت"كذا"بين الفعل والمفعول به.
   وغالباً ما يأتي هذا النمط عند المتنبي في الاستثناء المفرغ،نحو:
          ولا تحسبوا مَن أسرتُمْ كان ذا رَمقٍ  فليس يأكلُّ إلاَّ الميتَ الضبعُ
ونحو:    تَغرَّبَ لا مستعظماً غيرَ نفسه           ولا قابلاً إلاّ لخالقهِ حُكما
ونحو:    مثلك يا بدرُ لا يكونُ ولا                   يصلحُ إلاّ لِمثلكَ الدُّولُ
   جاء ما بعد"إلاّ"في هذه الأبيات واقعا بين العامل والمعمول فجاء في البيت الأول والثالث واقعاً بين اسم الفاعل ومفعوله،وهذا الاستعمال سمةٌ واضحةٌ في شعر المتنبي،فهو وسيلةٌ تمنحهُ الحرية في إقامة الوزن والقافية،فضلاً عن إضفاء الغموض على شعره الذي كان كثيراً ما يتقصده مما يجعل المتلقي متفكراً متأملاً في معرفة النص والوصول الى المعنى وغالباً ما يختلف المتلقون في فهم النص مما يؤدي الى الاتساع في المعنى.
   وقد استعمل المتنبي"إلاَّ"في أول الكلام إذ لم يتقدمها شيءٌ سوى"ليس"النافية،في موضعين،نحو:
                  أفرسُ مَنْ تسبحُ الجيادُ به      وليس إلاَّ الحديد أمواهُ
 
خامساً:اقتران"إلاَّ" بواو الحال:
   ذكر الفرّاء أن "الواو"التي تأتي بعد"إلاّ" زائدة(79)،وسماها أبو الحسن المزني"واو"الدخول والخروج" ،ويرى السكاكي أنّها"واو"الحال لأنها في حكم الموصوفة،وحمله على الموصوفات سهواً .
   ومن المحدثين ذهب الأستاذ عباس حسن إلى أن هذه "الواو" زائدة تلتصق بالجملة لتقوي دلالتها وتزيد التصاقها بالمنعوت
  وقد اقترنت "إلاّ" بـ"الواو"في خمسةٍ وعشرين موضعاً من شعر المتنبي،فكان يأتي بـ"الواو مع"إلاَّ" عندما تكون الجملة الواقعة بعد"إلاّ" اسمية،أمّا إذا كانت الجملة الواقعة بعدها فعلية فكان يستعمل"إلاّ" مجردةعن "الواو" .
   فمن استعماله"إلاّ" مقترنة بـ"الواو"قوله:
            ولاترِد الغُدرانَ إلاَّ وماؤها      من الدَّم كالريحان تحت الشقائق
وقوله:     وما يقبضُ الموتُ نفساً مِن نُفوسِهُم   إلاَّ وفي يدهِ مِنْ نتنها عُود
وقوله:      ما شيّد اللهُ من مَجدٍ لسالفهِم           إلاّ ونحنُ نراه فيهمُ الآنا
وقوله:      لم تُثنَ في طَلَبٍ أعنّةُ خَيلهم         إلاّ وعُمْرُ طريدها مبتورُ؛
      أمّا إذا كانت الجملة الواقعة بعد إلاّ فعليه فكان الشاعر يستعمل"إلاَّ" مجردة من "الواو"،نحو:
   لم أُجرِ غايةَ فِكري مِنكَ في صفةٍ     إلاَّ وجدتُ مُداها غايةَ الأبدِ
وذلك لأن الفعل يتحمل ضميراً يعود على ما قبل:إلاَّ" بشكل مطلق  على حين أنَّ الاسم لا يتحمل ذلك الضمير ولا سيما إذا كان ذلك الاسم جامداً غير مشتق،فقد ذهب البصريون إلى أنّ الخبر إذا كان أسماً جامداً غير متضمن لمعنى المشتق لايتحمل ضميراً يعود على  المبتدأ(88)،لذلك نجد المتنبي يلجأ إلى استعمال هذه "الواو" مع الجملة الفعلية عندما ينعدم هذا الضمير الرابط في الجملة الفعلية أو يضعف الى حدٍّ لا يستطيع فيه أنْ يربط بين الجملتين،كما في قوله:
                 وأنَّ البخُتَ لا يُعْرِقْنَ إلاَّ    وقد أنضى العُذافِرَة اللِّكاكا
   إنّ فاعل الفعل(أنضى) المقدّر لايعود على (يُعرقنَ)،وإنما يعود على (الإعراف) الذي دلّ عليه لفظ الفعل(يُعرِقَن):أي:لا يُعْرِقْنَ إلاَّ وقد أنضى الإعراق لحومها،أو قد يكون الفاعل مُقدَّراً.أي:وقد أنضاها ثقل ما عليها من عطايا الممدوح.
فلولا وجود هذه الواو في قوله:(إلاَّ وقد...)لأنفصل الكلام،عمّا قبله،ولم يتضح المعنى الذي يقصده الشاعر،فيلتبس المعنى على المتلقي.
سادساً: مجيء الضمير المتصل بعد"إلاَّ":
   منع النحويون مجيء المستثنى ضميراً متصلاً،فلا يجيزون:(إلاَّك،وإلاَّه)وإنما يجب عندهم أنْ تقول:)إلاَّ أنت ،وإلاَّهو).يقول ابن هشام في كلامهِ على الضمير:(وينقسم إلى متصل،وهو ما لايفتتح به النطق ولايقع بعدإلاَّ...،وأمّا قوله:ألاَّ يجاورنا إلاَّكِ دَيَّارُ فضرورة) .
   وقد استعمل المتنبي الضمير المتصل واقعاً بعدَ"إلاَّ" في موضعين هما قوله:
                ليس إلاَّك ياعليُّ همام        سيفهُ دُون عِرضهِ مسلول
وقوله:         لَمْ تَرَ مَنْ نادمتُ إلاَّ كا            لالسوى ودِّك لي ذاكا
   ذكر العكبري في شرحه هذين البيتين أنَّ هذا الاستعمال جائز في ضرورة الشعر،والوجه أن يقول:إلاَّ إياك،لأنَّ إلاَّ ليس لها قوة الفعل ولا هي عاملة .
   جاء الاستثناء في البيت الأول مفرغاً،و"إلاَّ" أداة قصر قصرت الصفة على الموصوف وقد تقدمت"إلاَّ"وما بعدها في الكلام وقد اختلف النحويون في مثل هذا الاستعمال .
سابعاً:معاني"إلاَّ"في شعر المتنبي:
   تعددت معاني"إلاَّ"في شعر المتنبي وذلك لاختلاف أوجه استعمالها عنده،فقد استعملها في الاستثناء المُفرَّغ،والمتصل والمنقطع،وفي الكلام الموجب وفي غير الموجب ممَّا يؤدي الى اختلاف دلالتها.ومن أهم معانيها في شعر المتنبي ما يأتي:
 
1ـ مجيؤها للاستثناء:
تفيد _إلاّ_ فيه إخراج بعض الشيء من كلّه نحو جاءني الطلاب إلا علياً،وما جاءني الطلاب إلاَّعليا.
   وقد جاءت "إلاَّ" لهذا المعنى بشكل ملحوظ في شعر المتنبي،نحو:
                 ليسَ إلاَّ أبا العشائر خَلقٌ      ساعدَ هذا الأنام باستحقاق
في هذا البيت استثنى الشاعر أبا العشائر من الخلق إذ نفى عنهم مساعدة الأنام بما يستحقونه وأثبت ذلك لأبي العشائر وأغلب شواهد هذا المعنى ذكرناها في موضوع ((استعمال"إلاَّ"في الاستثناء المتصل)).
 
2- استعمالها في موضع الصفة:
  تأتي ""إلاَّ" بمنزلة"غير" فيوصف بها وبتاليها نكرةً دالة على جمعٍ أو مُفرَد بمعنى الجمع أو ما فيه:آل" الجنسية .
  وقد وردت"إلاَّ" بهذا المعنى بضع مراتٍ عند المتنبي ، نحو:
               ما يُرتجى أحدٌ لِمَكرُمةٍ       إلاَّ الإله وأنتَ يا بدرُ
ونحو:    ألستَ ابن الأُلى سَعِدُوا وسادوا  ولم يَلِدُوا امرأ إلاَّ نجيبا
   جاءت _إلاَّ_في هذين البيتين مع الاسم الذي تلاها صفةً لكلِّ من"أحدٌ،وامْرأً"،فيكون التقدير:ما يُرتجى أحدٌ غيرُ الله وأنت...،ولم يلدوا امْرأً غيرَ نجيب.إذ جاءت_إلاَّ_ وتاليها وصفاً لمعرفةٍ،و قد ذهب بعض النحويين إلى جواز وصف المعرفة بها.
 يقول أبو حيان الأندلسي:((وقالَ بعض اصحابنا يوصف بها الكلام المضمر والمعرفة والنكرة...)) . فمن مجيئها وصفاً للمعرفة عند المتنبي،قوله:
                   أهلُ الحفيظةِ إلا أنْ تجرِّبهم    وفي التجارب بعدَ الغَيِّ ما يَزَع
  يقول العكبري في شرحه هذا البيت:((هم أهل الحفيظة غير مجربين فإن جربتهم لم ترهم كذلك)) . وإنَّ هذا الوصف الحاصل بـ"إلاَّ" ومتلوها وصفٌ صناعي يخالف سائر الأوصاف .
 
3 ـ الاستدراك:
ذكر كثيرٌ من النحويين أنَّ"إلاَّ" تأتي بمعنى "لكن" فَتُفيدُ معنى الاستدراك ، ويرى ابن يعيش أنَّ((_لكن_ لايكون ما بعدها إلاَّ مخالفاً لِما قبلها كما أنَّ"إلاَّ"في الاستثناء كذلك إلاَّ أنَّ"لكن"لا يُشْتَرطُ أنْ يكون بَعدها بعضاً لِما قبلها،بخلاف"إلاَّ"فإنَّه لا يستثنى بها إلاَّ بعض مِن كلِّ)) 
   وقد جاءت"إلاَّ"كثيراً بهذا المعنى في شعر المتنبي،نحو:
             حَيّيون إلاَّ أَنَّهم في نزالِهمْ      أقلَّ حياءً من شِفارِ الصَّوارم
ونحو:       في وحدةِ الرُّهبانِ إلاَّ أنَّهُ         لايعرِفُ التحريمَ والتَّحلِيلا
ونحو:      في الجاهليَّةِ إلاَّ أنَّ أنفسُهمْ   مِن طيبهنَ بهُِ في الأشهر الحُرُم
ونحو:      مِسكَّيةُ النفحاتِ إلاَّ أنّها               وَحشيّةٌ بِسواهمْ لا تعْبقُ
    وقد اتسع بعض النحويين في مجيء"إلاَّ"،بمعنى"لكن"،فذهبواإلى أنّه((متى كان بعد"إلاَّ" جملةٌ ، فـ "إلاَّ" بمعنى "لكن"ولو كان الاستثناء متصلاً))والراجح في هذه المسألة ما ذهب إليه ابن يعيش  لما ذكره من فرق بين الحرفين،فلا تقع"إلاَّ" موقع "لكن" في كلِّ الأحوال،و لايجوز العكس،فإنْ اتفقا في بعض الموارد،فليس هذا الاتفاق بمطلقٍ،فإنَّ لكلِّ حرف خصائص ينفرد بها
4- الاختصاص:
   ورد هذا المعنى كثيراً في شعر المتنبي فكان اغلب مجيء_إلاّ_ بهذا المعنى في الاستثناء المفرغ الذي ورد عنده مئةً وستين مرةً،إذ جاءت_إلاَّ_ أداة قصر قصرت الصفة على الموصوف مرة،وقصرت الموصوف على الصفة مرةً أخرى.
وغالباً ما تأتي بهذا المعنى في الكلام المنفي لفظاً أو معنى.
وقد ذكرنا له شواهد عدة في مبحث"الاستثناء المفرغ"من هذا البحث.
 
خاتمة البحث
 
  ضم هذا البحث دراسة شاملة لحرف الاستثناء_إلاَّ_ في شعر المتنبي،وقد تناول أنماط استعمال هذا الحرف ودلالته عنده،وعرض لتحليل الجمل التي اشتملت على هذا الحرف لغوياً ونحوياً مستعيناً ببحوث اللغويين والنحويين والبلاغيين والدارسين المعاصرين مستهدياً بالقرآن الكريم وبالشعر العربي الذي أجاز النحويون الاستشهاد به.بغية الوقوف على الظواهر اللغوية التي استجدت في القرن الرابع الهجري وملاحظة درجة التطور التأريخي في هذا الجانب ومعرفة دور المتنبي في ذلك.فكانت أهم النتائج التي خرج بها البحث ما يأتي:-
1-أكثر أنواع الاستثناء وروداً عنده هو الاستثناء المفرغ فغالباً ما كان يأتي عنده هذا النوع لغرض الاختصاص،وكان قليلاً ما يستعمل_إلاَّ_ لأجل الاستثناء الذي هو اخراج جزء من كل.
2-كثرة ورود_إلاّ_في شعره،فوردت عنده في مئةٍ وخمسةٍ وتسعين موضعاً،فضلاً عن كثرة أوجه استعمالاتها ومعانيها.
3-كان للقرآن الكريم أثرٌ واضحٌ في شعر المتنبي فقد أفاد الشاعر من أسلوبه واستعمالاته كثيراً لاسيما استعمال الاستثناء المفرغ في الكلام المثبت،والكلام المؤول بالنفي.
4-كان المتنبي يتقصد الخروج عن قواعد النحويين،فمن ذلك استعماله الضمير المتصل بعد"إلاَّ"وهذا ما منعه النحويون،فلا يجوز عندهم أنْ تقول:(إلاَّك أو إلاّه أو إلاَّي"ولكنهم أوجبوا أنْ تقول:إلاَّ أنت أو إلاَّ هو أو إلاَّ أنا.
  ومن ذلك الخروج عن قواعد النحويين استعماله الاستثناء المفرغ في الكلام المثبت الذي لا يمكن تأوله بنفي.
5-ميل المتنبي الى تقديم المستثنى على المستثنى منه أو على المنسوب إليه الحكم حتَّى صار هذا الأُسلوب سمة في شعره فكان يقصد من وراء ذلك إضفاء الغموض على شعره.
6-كان المتنبي غالباً ما يستعمل إطاراً وأساساً واحداً لكثير من أبياته وذلك بوساطة استعمال أحد حروف النفي"ما أو لا أو لم"في أول صدر البيت،واستعمال_إلاّ_في أول عجزه مِمّا يجعل من البيت جملة واحدة تفيد القصر والحصر،وكأنّه بناءً معمارياً واحداً.فضلاً عن تكرار مثل هذا الاستعمال في البيت الواحد مرتين:مرة في صدره،وأخرى في عجزه مِمّا يحدث توازناً بين شطري البيت الواحد قد يصل في بعض الأحيان الى حد التطابق،فمن ذلك قوله:
 
فلم أرَ وُدَّهم إلاَّ خداعاً         ولم أرَ دينهم إلاّ نفاقاً
 
             وقوله: فلم يكد إلاَّ لحتفٍ يهتدي        ولم يقع إلاَّ على بطن يَدِ
 
7-لم يكن المتنبي غافلاً عن اقتران الواو بـ"إلاَّ"وإنّما كان يراعي قوة الارتباط فاذا كان في الجملة الواقعة بعد"إلاّ" ضمير يربطها بما قبل "إلاَّ" فإنه غالباً ما يستغني عن استعمال_الواو_وعند عدم وضوح الضمير الرابط فإنه يستعمل _الواو_ وهذا دليلٌ على معرفة المتنبي بأسرار اللغة ودقة استعمالاتها.
 
المصادر والمراجع
1-ارتشاف الضرب من لسان العرب،ابو حيان الأندلسي(ت-745هـ)،تح:د.مصطفى أحمد النّماس،ط1،مطبعة المدني،القاهرة/1404هـ-1984م،والجزء الثاني/1704هـ-1987م.
2-الأُزهية في علم الحروف،علي بن أحمد الهروي(ت-415هـ)،تح:عبد المعين الملوحي،مطبعة الترقي-دمشق/1391هـ-1971م.
3-الاستغناء في الاستثناء،شهاب الدين احمد بن ادريس القرافي(ت-684هـ)،تح:محمد عبد القادر عطا،دار الكتب العلمية،بيروت-لبنان/(د.ت).
4-الأصول في النحو،ابن السراج0ت-316هـ)،تح:د.عبد الحسين الفتلي،مطبعة النعمان –النجف الأشرف/1393هـ -1973م.
5-أمالي المرتضى المعروف بـ(غرر الفوائد ودرر القلائد)،الشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي(ت-436هـ)تح:محمد ابو الفضل ابراهيم،ط1،الناشر مكتبة ذوي القربى،ايران-قم/1384هـ-1964م.
6-أوضح المسالك الى ألفية ابن مالك،ابن هشام الأنصاري(ت-761هـ)تح:عبد المتعال الصعيدي،دار العلوم الحديثة،بيروت،لبنان/1402هـ-1982م.
7-تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد،محمد عبد الله بن مالك(ت-672هـ) محمد كامل بركات،دار الكتاب العربي-مصر/1387هـ-1967م.
8-التطور النحوي للغة العربية،المستشرق الألماني براجستراسر،أخرجه وصححه وعلق عليه،د.رمضان عبد التواب،مطبعة المجد-القاهرة/1402هـ-1982م.
9-الجني الداني في حروف المعاني،حسن بن قاسم المرادي(ت-749هـ)،تح:طه محسن،دار الكتب للطباعة والنشر،جامعة الموصل-العراق/1396هـ-1976م.
10-جواهر الأدب في معرفة كلام العرب،علاء الدين الأربلي(ت-741هـ)،تح:حامد أحمد نيل،مطبعة السعادة- القاهرة/1404هـ-1984م.
11- حاشية الصبان على شرح الاشموني،محمد علي الصبان(ت-1206هـ)احياء التراث العربية-عيسى الحلبي-(د.ط)،(د.ت).
12-الحروف ابو الحسين المزني،تح:د.محمود حسين محمود،ود.محمد حسن عوّاد،ط1،دار الفرقان للنشر،عمان/1403هـ-1983م.
13-دراسات لأسلوب القرآن الكريم،محمد عبد الخالق عضيمة،ط1،مطبعة السعادة،القاهرة/1393هـ-1973م.
14-ديوان امريء القيس،تح:محمد أبو الفضل ابراهيم،ط1،دار المعارف،القاهرة/1378هـ-1958م.
15-ديوان ابي الطيب المتنبي،شرح ابي البقاء العكبري المسمى بالتبيان في شرح الديوان،ضبطه وصححه:مصطفى السقا وابراهيم الابياري،وعبد الحفيظ شلبي،مطبعة مصطفى البابي الحلبي واولاده-مصر/1355هـ-1936م.
16-ديوان الكميت بن زيد الأسدي،تح:فوزي خضر،مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري الكويت/2004.
17- شرح ابن عقيل،بهاء الدين عبد الله بن عقيل(ت-769هـ)تح:محمد محي الدين عبد الحميد،الناشر،دار الفكر،بيروت(د.ت)
18-شرح أبيات سيبويه،ابو جعفر أحمد بن محمد النحاس(ت338هـ)،تح زهير غازي زاهد،ط1/مطبعة الغري الحديثة-نجف/1394هـ-1974م.
19- شرح الأشموني على ألفية ابن مالك المسمى بمنهج السالك الى ألفية ابن مالك،تح:محمد محي الدين عبد الحميد،ط11،دار الكتاب العربي،بيروت- لبنان/1375هـ-1955م.
20-شرح جمل الزجاجي،ابن عصفور الاشبيلي(ت-669هـ)،تح:د.صاحب ابو جناح،الجمهورية العراقية وزارة الأوقاف والشؤون الدينية،مطبعة دار الكتب- الموصل/1402هـ-1992م.
21-شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات،أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري(ت-328هـ)،تح:عبد السلام محمد هارون،دار المعارف-القاهرة/1383هـ-1963م.
22-شرح الكافية الشافية،ابن مالك(ت-672هـ)،تح:علي محمد معوّض،وعادل أحمد عبد الموجود، ط1،دار الكتب العالمية،بيروت-لبنان/1420هـ-2000م.
23-شرح الكافية في النحو لابن الحاجب،رضي الدين الاسترابادي(ت-688هـ)دار الكتب العلمية-بيروت/(د.ت).
24-شرح المعلقات السبع،ابو عبد الله الحسين بن أحمد الزوزني(ت-486هـ)،منشورات مكتبة دار البيان للطباعة والنشر،بيروت-لبنان/1410هـ-1990م.
25-شرح الوافية نظم الكافية،أبو عمر وعثمان بن الحاجب(ت-646هـ)،تح:د.موسى بناي علوان العليلي،مطبعة الآداب-النجف/1400هـ-1980م.
26-العرف الطيب في شرح أبي الطيب المتنبي،الشيخ ناصيف اليازجي،ط2،دار القلم،بيروت-لبنان/(د.ت).
27-لهجة تميم وأثرها في العربية الموحدة،غالب فاضل المطلبي،منشورات وزارة الثقافة والفنون-بغداد/1498هـ-1978م.
28-معاني الحروف،أبو الحسن علي الرماني(ت-384هـ)،تح:عبد الفتاح اسماعيل شلبي،ط2،دار الشروق-جدة/1404هـ-1984م.
29-معاني القرآن،أبو زكريا الفراء(ت-207هـ)،تح:محمد علي النجاروأحمد يوسف نجاتي،ط3،عالم الكتب-بيروت/1403هـ-1983م.
30-معاني النحو،الدكتور فاضل صالح السامرائي،وزارة التعليم العالي والبحث العلمي-جامعة بغداد،دار الحكمة للطباعة والنشر-الموصل/1410هـ/-1990م.
31-مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،ابن هشام الأنصاري،تح:محمد محي الدين عبد الحميد،مطبعة المدني المصرية-القاهرة/(د.ت).
32-مفاتيح العلوم،أبو يعقوب يوسف بن أبي بكر السكاكي(ت-626هـ)المطبعة الميمنية مصر /1318هـ-1901م.
33-المقتصد في شرح الايضاح،عبد القاهر الجرجاني،تح:د.كاظم بحر المرجان،الجمهورية العراقية وزارة الثقافة والاعلام،دار الرشيد للنشر-بغداد/1402هـ-1982م.
34-المقتضب،المبرد،تح:محمد عبد الخالق عضيمة،عالم الكتب،بيروت/(د.ت).

تحميل الملف المرفق Download Attached File

تحميل الملف من سيرفر شبكة جامعة بابل (Paper Link on Network Server) repository publications

البحث في الموقع

Authors, Titles, Abstracts

Full Text




خيارات العرض والخدمات


وصلات مرتبطة بهذا البحث