معلومات البحث الكاملة في مستودع بيانات الجامعة

عنوان البحث(Papers / Research Title)


درجات الايمان


الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)

 
سيف طارق حسين العيساوي

Citation Information


سيف,طارق,حسين,العيساوي ,درجات الايمان , Time 7/7/2011 8:29:03 AM : كلية التربية الاساسية

وصف الابستركت (Abstract)


درجات الايمان سيف طارق العيساوي الايمان والمعتقد ضرورة الايمان كلية التربية الاساسية

الوصف الكامل (Full Abstract)


درجات الايمان
 
للايمان درجات تتوقف كل واحدة منها علي مدي معرفة و انشداد المرء الي ربه، و هي تبدأ من مرحلة الاقرار باللسان حتي تبلغ أسمي الرتب "و سئل [علي (ع)] عن الايمان فقال : الايمان معرفة بالقلب ، و اقرار باللسان ، و عمل بالا ركان".(4) و كلما كان اهتمام الانسان بالامور غير الالهية و غير المعنوية أشد، ينحدر ايمانه نحو الضعف : (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) (5) و يقاس ايمان القلب حسب درجة تعلقه بالله من جانب، و بالاشيأ الاخري من جانب آخر. فان كان يميل الي الدنيا والاخرة و الي الله والامور الدنيوية بدرجة واحدة، فقيمة ايمانه تكون في تلك الدرجة . و من الطبيعي أن الاشياء ذات السنخ الواحد والتي لايوجد تعارض بينها و لاتزاحم، لامشاحة و لا اشكال في أن يكون الايمان بها جميعها في عرض واحد، كالايمان بالكتب السماوية، والانبياء، والمعاد. و حتي في هذه الامور تتباين درجات الايمان تبعا لمعرفة كل شخص و رغبته . و علي أية حال، فان للايمان درجات، و يمكن أن يستحث ويستنهض نحو مراتب أسمي . والعكس صحيح أيضا; اذ يؤدي اهماله الي اضمحلاله و ضموره . روي عن الامام الصادق (ع) أنه قال : اذا أذنب الرجل خرجت في قلبه نكتة سوداء، فان تاب انمحت .(1) و ورد في حديث آخر عنه : "ان الايمان عشر درجات بمنزلة السلم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة، فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد: لست علي شئ".(2) و ورد أيضا في حديث آخر عنه : "ان الله عزوجل وضع الايمان علي سبعة أسهم ... فمن جعل فيه هذه السبعة الاسهم فهو كامل ...".(3)
يفهم من هذه الملاحظة التي تضمنتها هذه الرواية و من آيات و روايات أخري، أنه لايجوز التعامل مع الناس علي أساس درجة و نوع ايمانهم، وجعل حقوقهم الاجتماعية خاضعة لما يعتنقونه من معتقدات .(4)
قال عبدالرحيم القصير: كتبت الي أبي عبدالله الصادق (ع) رسالة مع عبدالملك بن أعين أسأله فيها عن الايمان، فكتب الي : "الايمان هو الاقرار باللسان و عقد في القلب و عمل بالاركان".(5)
و في هذه الرواية و روايات أخري جعل الاقرار باللسان جزءا من الايمان . و لابد طبعا من الانتباه الي أن الاقرار هو في الواقع بداية الايمان، و طالما لم يتغلغل الايمان في القلب فما هو بايمان . فقد صرح القرآن الكريم بأن الاقرار اللساني الذي صدر من الاعراب ليس ايمانا، وانما هو مجرد دخول في الاسلام : (قالت الا عراب آمنا قل لم تؤمنوا و لكن قولوا اسلمنا و لما يدخل الايمان في قلوبكم ) .(6)
و أيدت آية أخري هذه الحقيقة مبينة أن الاقرار وحده ليس ايمانا (و من الناس من يقول آمنا بالله و باليوم الا خر و ما هم بمؤمنين ) .(1)
و من جانب آخر ينظر الي العمل بالتكاليف كجزء من الايمان، حيث ينبغي القول : ان العمل شبيه بالاقرار و هو يأتي كافراز و كأثر للايمان، و لكنه ليس الايمان نفسه . والحقيقة هي أن من يدعي الايمان اذا لم يعمل وفقا لما يقتضيه ايمانه، فذلك مؤشر علي أنه لا ايمان له . فالعمل دلالة علي صدق المدعي . و ان لم يقترن الايمان بالعمل فمعني ذلك عدم صدق الايمان . و ما يتعين علي المؤمن هو أن يقترن ايمانه بالعمل . والسعادة انما تأتي من اقتران هذين الامرين معا. و ذكرهما الي جانب بعضهما في القرآن الكريم دليل علي أن الايمان شئ آخر غير العمل، و أن المؤمن من ينعقد قلبه علي شئ و يظهر في عمله و سلوكه، قال الله تعالي : (و من يعمل من الصالحات من ذكر أو انثي و هو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ) .(2)
هناك علاقة طردية متبادلة بين الايمان والعمل الصالح ; فكلما كان الايمان أقوي ازداد العمل الصالح . و كلما ازداد العمل استحكم الايمان . فالعمل ثمرة الايمان، والايمان منطلق و حافز للعمل الصالح . و قوام العمل الصالح رهن بالايمان .
من الطبيعي أن نيل معالي الرتب الايمانية رهين بالعمل والمجاهدة . فهناك من يستطيعون تمتين ايمانهم، و يكونون علي الدوام منصاعين لامره، و يجعلون قلوبهم حرما لله لايدخلها غيره .(3) ان مجاهدة المؤمنين ترفعهم الي منزلة رفيعة و تجعلهم في عداد أولياء الله و أحبائه . ما يجب الايمان بهالمؤمن : هو من يؤمن بالله و بالمعاد والنبوة و ضروريات الدين (والمؤمنون كل آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله لا نفرق بين احد من رسله و قالوا سمعنا و اطعنا غفرانك ربنا و اليك المصير) .(1)
________________________________________[1] سورة البقرة (2)، الاية 8 .
 
و انكار هذه الامور كفر (و من يكفر بالله و ملائكته و كتبه و رسله واليوم الا خر فقد ضل ضلالا بعيدا) .(2) فالمؤمن هو من يؤمن بالله و بصفات جماله وجلاله و ربوبيته و وحدانيته، و أنه هو الخالق والمدبر لكل عالم شؤون الوجود، و ينزهه عن كل شرك و نقص . ان التصديق بالنبوة و بأن كل الانبياء مبعوثون من الله عزوجل ، جزء من الايمان . و من مسلتزمات الايمان أيضا الاعتقاد بالنبوة و بشخص النبي ، و بالوحي والكتاب السماوي والملائكة . و في هذا المجال يعتبر الايمان بآخر الرسل النبي محمد بن عبدالله (ص) و كتابه السماوي ، و كل ما أبلغه للناس من ضروريات الدين، و أوصيائه، من الاوامر الالهية القطعية، و عدم الايمان بها يخرج المرء من الجماعة المؤمنة .
كما يعتبر الايمان بالبرزخ، والمعاد، والجنة، والنار، والصراط، والشفاعة، والجزاء والعذاب من اصول الدين، و لايتحقق الايمان الكامل الا بالاعتقاد بها قلبيا.
الاصول الاساسية للايمان هي الاعتقاد بالله و بالنبوة و بالمعاد. و أما بقية الامور فهي تبع لها و منبثقة منها، و هي من متعلقات الايمان التي لاسبيل الي انكارها.
و يمكن القول بكلمة أخري : ان ما ينبغي الايمان به هو الله الذي يخضع كل شئ لارادته و مشيئته . والانبياء، والوحي ، والكتب السماوية، والملائكة و رسله، والمعاد أيضا هو الرجوع اليه سبحانه، والدين هو أحكامه المفروضة .
 
ضرورة الايمان
الايمان والمعتقد من المتطلبات الاساسية للانسان، و هما في الوقت ذاته تكليف ملقي علي عاتقه، و أهميتهما بالنسبة اليه كالطعام . فمثلما يحتاج الانسان الي الطعام، فهو يحتاج أيضا الي العقيدة والايمان . و يمكن القول من باب التمثيل - لا الاستدلال مثلما أن الانسان لايؤذن له بتناول أي طعام كان لسد جوعه ; اذ ربما تعتبر بعض الاطعمة بمثابة سم قاتل له، كذلك الحال أيضا بالنسبة الي الايمان ; اذ يجب عليه أن يدقق و ينقب بشأنه غاية ما يمكن ; و ذلك لان عمله و سلوكه انما ينتظم وفقا لما يختاره من المعتقدات والايمان .
و في ضوء ما سبق ذكره هناك، ملاحظتان مهمتان تسترعيان الانتباه في ما يخص ضرورة الايمان : أولاهما هي أن الايمان - كما سبق ذكره - عبارة عن تعلق و انشداد. و يمكن القول بعبارة أخري : ان الايمان والكفر من شؤون القلب و خاضعان لارادته . فكيف يمكن غرس مثل هذه الحالة في القلب، أو دعوة الاخرين اليها؟ ان الاعتقاد أمر قلبي ، و اقبال القلب عليه أو رفضه له يتوقف علي ظروف خاصة . فبعض الناس تبعا لظروفه النفسية والتربوية قد تستهويه بعض الامور و يميل اليها، و قد ينفر من أمور أخري و يتجنبها. فهو قد يحب بعض الاماكن، والاطعمة، والصور، و حتي الناس، و لكنه ينفر و يشمئز من أشباهها و مثيلاتها. بينما يستقبح آخرون تلك الاشياء نفسها و ينفرون منها كليا. و في مثل هذا الوضع هل من المنطقي أن يقال : ينبغي الايمان ببعض الاشياء والتعلق بها، و كره أشياء أخري والكفر بها؟
و أما الملاحظة الاخرى فهي : ما الداعي للايمان بأمور معينة علي وجه الخصوص بحيث يؤدي انكارها و عدم الاعتقاد بها الي استحقاق العذاب ؟
أما بالنسبة الي الملاحظة الاولي فهي رغم أن الحب والبغض - و هما من خصائص النفس - أمور لا ارادية، بيد أن مقدماتهما بيد الانسان نفسه . فعلي الرغم مما يبدو ظاهريا من أن الكثير من نوازع الحب والكره تأتي من غير مقدمات، لكن الواقع ليس كذلك . و لاشك في أن كل محبة أو كراهية تعزئ الي علل و مقدمات كثيرا ما تكون اختيارية .
يمكن تحويل المحبة الي عداء، أو تقليص المحبة و تضخيم العداء. فالايمان خاضع لمقدمات و شروط; فان توفرت مقدماته العقلية والحسية تنغرس عند ذاك بذور الايمان، و هكذا الحال بالنسبة الي الكفر أيضا.
و بعبارة أخري : ان وجود الناس و ميولهم الذاتية تمتزج عادة بالعقيدة والايمان . و هم ان لم ينشدوا الي حقيقة عالم الوجود، فقد يصنعون لانفسهم ركيزة من حجر و خشب يصنعون منها أوثانا يتعلقون بها. اذا فالاولي، بل ان الضرورة تفرض أن يكون التعلق .والانشداد الي حقيقة الوجود، و أن لاتحل محله أشياء أخري تافهة . و هذا هو سر دعوة الانبياء الي أصول الايمان، وجعل الاصول الجزئية من تكاليف الناس الذين اذا أنكروها شملهم العذاب الالهي . و هذا ما حصل بالفعل حيث وقع العذاب علي أقوام أنكروها بعناد.
فهي من باب الظروف والخلفيات المتوفرة لدي الافراد. اذا فالدعوة الي الايمان أمر عقلاني ، و كذا الدعوة الي تمهيد مقدماته، اذ انها مقدمات اختيارية .
و أما ما يخص الملاحظة الثانية : فمن الضروري الايمان ببعض الامور سوية، و لايمكن الفصل بينها والايمان بقسم منها و رفض القسم الاخر انطلاقا من التكوين والتوجهات الخاصة بكل انسان . فشخصية الانسان تتبلور من خلال ميوله و تعلقاته و أفكاره . و كلما كانت هذه الامور أقرب الي حقائق الوجود تتبلور شخصيته علي نحو أفضل و أقوم، و كلما كانت وهمية و بعيدة عن الواقع يبتعد الانسان عن هويته أكثر فأكثر. و من البديهي أن أهم واقع في نظام الوجود هو مبدؤه المدبر له الذي اليه المعاد.
ان مركز ثقل الوجود هو الله عزوجل . والوجود كله منه و اليه . و في ضوء ذلك فان أي مركز آخر ينشد اليه الانسان و يتعلق به ليس الا وهما، و لايزيده الا بعدا عن حقيقة الوجود و عن هويته الذاتية . فالانسان لايهديه الي الطريق القويم في معترك الحياة، و لايرشده الي مبدأ الوجود الا هذه الهوية التي لايصل بدونها الي أية غاية .

تحميل الملف المرفق Download Attached File

تحميل الملف من سيرفر شبكة جامعة بابل (Paper Link on Network Server) repository publications

البحث في الموقع

Authors, Titles, Abstracts

Full Text




خيارات العرض والخدمات


وصلات مرتبطة بهذا البحث