معلومات البحث الكاملة في مستودع بيانات الجامعة

عنوان البحث(Papers / Research Title)


العقائد الباطلة


الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)

 
سيف طارق حسين العيساوي

Citation Information


سيف,طارق,حسين,العيساوي ,العقائد الباطلة , Time 7/7/2011 8:35:04 AM : كلية التربية الاساسية

وصف الابستركت (Abstract)


العقائد الباطلة

الوصف الكامل (Full Abstract)

 
العقائد الباطلة
ان كل عقيدة لايقرها الوحي ، و لا كتاب سماوي ، و لا تنسجم مع العقل والفطرة فهي باطلة . والعقيدة الباطلة بايجاز هي ما لا تسليم فيها لله : (و من يبتغ غير الاسلا م دينا فلن يقبل منه ) .(4)
والعقيدة الباطلة ليست كلها باطلة علي الدوام، و انما قد تكون مزيجا من حق و باطل . و يصح العمل بها عندما تكون حقا، و لكنها تفقد كفأتها بمرور الزمن، علي اعتبار ________________________________________[1] سورة الانعام (6)، الاية 20 .
أنها قد شرعت لمرحلة زمنية معينة، و قد انقضي زمانها و بعث دين جديد من الله عزوجل ينقضها. و هذا ما يستدعي طبعا العدول عنها و اعتناق عقيدة الدين الجديد.
و بما أن اجتناب العقيدة الباطلة يتسني عن طريق التعرف علي المعتقدات الباطلة، و نظرا الي أن معرفة الحق بشكل أفضل رهينة بمعرفة الباطل، استنادا الي قولهم - تعرف الاشياء بأضدادها - نشير هنا في حدود ما يسمح به هذا الموجز الي موردين :
الشرك
الشرك لغة : بمعني وجود شئ مشترك لاثنين فصاعدا، و يعني اصطلاحا: الاعتقاد بوجود شريك لله .(1) والمشرك : من حاد عن التوحيد، و كما هو واضح من أصل الكلمة، فانه يقر بوجود الله و لكنه يعتقد بشريك له، أو يؤمن بأن لبعض الموجودات أثرا أو تأثيرا مستقلا عن ارادة الله . الشرك، من الاعتقادات التي حاربها الاسلام بكل صورها و أساليبها. و قد وصف القرآن الكريم الشرك بالظلم العظيم،(4) والافتراء علي الله،(3) و مما يبغضه الله،(2) والذنب الذي لايغتفر.(6) والشرك أمر وهمي مبعثه الظن (5) والجهل . و قد وصف الله نفسه بأنه أجل من أن يشرك به : (فتعالي الله عما يشركون ) (7) و نعت المشركين بالنجس بسبب افترائهم علي الله .(8) اتخذ الشرك صورا شتي علي مر العصور منها:
1 - الشرك الصريح كعبادة الاصنام . 2 - شرك الرياء، و هو ما يتحدث عنه علم الاخلاق . 3 - الغلو و عبادة الشخصية . 4 - الشرك الحديث، كاتخاذ العلم والتقنية ربا من دون الله، واستخفاف الانسان بذاته أمام الاشياء التي صنعها بنفسه . و كل أنواع الشرك سواء منها البدائي أم الجديد تشترك في عنصر واحد.
________________________________________[1] الراغب الاصفهاني مفردات ألفاظ القرآن، ص 451 - 452 .
تطور الشرك من أنواع بدائية بسيطة كاتخاذ الخشب والحجارة شركاء لله، الي أن اتخذ صورا أخري معقدة تبعا لتطور التجربة البشرية . ففي العصور الغابرة حين لم يكن الانسان قد خبر التطور الصناعي الموجود في عالم اليوم، كان لايعرف الا الطبيعة و عناصرها، فعبدها و عبدالشمس والقمر والكواكب الاخري، و لكن هذه الاشياء اضمحلت تدريجيا و حلت محلها أشياء و مفاهيم أخري . ففي الماضي كانوا يتوهمون أن الله يمكن أن يري، و هذا ما دفعهم الي اختيار عناصر من الطبيعة أو مما يصنعونه بأيديهم و اتخاذه مظهرا له ; فيبنون لها المعابد و يقدمون لها النذور والقرابين، و يشرعون لها رسوما و شعائر، و يتولي الكهنة ادارتها.
و كانت مظاهر الطبيعة القاهرة و ما يقع من أحداث مريرة و حلوة، تدفع الانسان الي البحث عن مسبباتها. فكان كل قوم يختارون شيئا وفقا لما تذهب اليه بهم الظنون، و يعزون اليه كل الاسباب والمسببات بل حتي أنهم يعتبرونه الها و يتوسلون اليه خشية منه، و يعبدونه تقربا اليه و حفاظا علي أنفسهم منه . كتب المؤرخ المعروف (المسعودي ) عن الاقوام الذين عاشوا بعد طوفان نوح ما يلي : بعدما و في نوح (ع) لقومه بما وعدهم من العذاب الالهي ، كان الناس من بعده لايجحدون الصانع، الا أنهم دخلت عليهم شبهة بعد ذلك لتركهم البحث واستعمال النظر، و مالت نفوسهم الي الدعة و ما تدعو، اليه الطبائع من الملاذ والتقليد، و كان في نفوسهم هيبة الصانع، والتقرب اليه بالتماثيل و عبادتها، لظنهم أنها مقربة لهم اليه .(1)
و كتب أيضا حول أهالي الهند والصين ما يلي : كان كثير من أهل الهند والصين يعتقدون بأن الله عزوجل جسم، و أن الملائكة أجسام لها أقدار، و أن الله تعالي  و ملائكته احتجبوا بالسماء، فدعاهم ذلك الي أن اتخذوا تماثيل و أصناما علي صورة الباري عزوجل ، و بعضها علي صورة الملائكة، و يعبدونها و يقربون لها القرابين، و ينذرون لها النذور.(1) و كتب في ذلك أيضا: ان البعض اعتبروا النجوم والكواكب أقرب الاجسام المرئية الي الله تعالي، و أن كل ما يحدث في هذا العالم فانما هو علي قدر ما تجري به الكواكب عن أمر الله، فعظموها و قربوا لها القرابين، وجعلوا لها أصناما و تماثيل علي صورها و أشكالها. و في بلاد فارس رأوا أن النار أشبه شئ بضوء الشمس والكواكب ; فعظموها علي اعتبار أن النور أفضل من الظلمة .(2)
ان نزعة التقديس لدي الانسان كانت تدفعه أحيانا الي أن يبحث عن صنم و يعتبره مظهرا لله، و يعكف علي عبادته . و ذهب آخرون الي تقديس كائنات ذات قدرة خارقة . بينما جعل آخرون من الملائكة شركاء لله . و هناك من الناس من يرفع بعض الانبياء الي منزلة الله و يثنون عليه الي درجة العبادة، والحال أن عملهم هذا قائم علي أوهام و ظنون . و كمثال علي ذلك أن النبي عيسي (ع) حين ولد بمعجزة من غير أب،(3)وتكلم و هو في المهد،(5) و كانت له معجزات كبري كاحياء الموتي و ابرار الاكمه والابرص،(4) عظمت هذه الامور في أعين الناس الي درجة أنهم جعلوه بمنزلة الله . و قد ورد في القرآن الكريم أن الله جل شأنه سأل عيسي عن ذلك : (و اذ قال الله يا عيسي ابن مريم أ أنت قلت للناس اتخذوني و أمي الهين من دون الله ) .(6)
ان ذكر هذه القضية في القرآن الكريم ينم عن أنه لاينبغي وضع أي موجود في منزلة تفوق منزلته، أو جعله بمنزلة الله، أو اعتباره مؤثرا بذاته في عالم الوجود، مهما كانت له من منزلة مقربة عند الله . و من البديهي أن هذا العمل شرك، والشرك باطل . و لذلك قال عيسي المسيح (ع) في جواب الله : (قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته ) (7) ________________________________________ ثم واصل جوابه قائلا: (ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي و ربكم ) .(1) هذه التوجهات والنوازع البشرية و أمثالها حدت بالانبياء الي أن يعلنوا للناس أنهم أناس مثلهم، و لكن يوحي اليهم، و ليس لهم دور في هذا العالم سوي النبوة .(2) حظيت الاصنام التي كان الناس يصنعونها من الحجارة والخشب بمكانة رفيعة، حيث كانت تمثل أحيانا مظهر رحمة الله، و كيانا أسطوريا يعبد، في حين أنها جمادات لاتضر و لاتنفع : (و يعبدون من دون الله ما لا يضرهم و لا ينفعهم ) ،(3) و لم يكن ذلك انطلاقا من أحقيتها، و انما بسبب ما كانت تمثله من تقليد متوارث عن الاباء: (ما يعبدون الا كما يعبد آباؤهم من قبل ) ،(4) و كانوا يخوضون صراعا مع الانبياء حول تلك الاوثان و يصرون علي معتقداتهم .(5) و كان هناك من عبدة الاوثان من يتخذ منها وسيلة للتقرب الي الله : (ما نعبدهم الا ليقربونا الي الله زلفي) (6) و يصفونها بالشفعاء عند الله : (هؤلا ء شفعاؤنا عند الله ) .(7) ان الاعتقاد بتأثير موجودات غير الله في هذا العالم، انما هو من عمل المشركين و يجب انكاره . و من الواضح - طبعا - أن الشفاعة اذا كانت باذن الله مع الاعتقاد بوجود علل في طول ارادة الله لايعتبر شركا، بل هو عين التوحيد. أما الشرك المنهي عنه فهو عبادة غير الله أو تقديسه الي درجة تشعر بعبادة غير الله فيه . اذا هذا هو الشرك الصريح الذي كان حسب الطباع البسيطة للانسان القديم، غير أن الشرك اتخذ علي مر الزمن مظاهر أخري أعقد، و بالنتيجة صار التخلص منه أعقد مما كان في الماضي . اليوم فقدت الاصنام المنحوتة من الحجر والخشب قيمتها و حلت محلها النوادي ، والاحزاب، والمنتجات الصناعية، والدول، و ما شابه ذلك، و قلما يمارس انسان ________________________________________
اليوم توحيد الله عمليا، و انما يتوجه بذلك نحو أرباب آخرين اتخذهم من دون الله، و يرتجي منهم نظم شؤون هذا العالم . و من أخطر أنواع الشرك هو الشرك الخفي ، أو ما يعرف بالرياء، و هو ما وصفه أميرالمؤمنين (ع) بقوله : "واعلموا أن يسير الرياء شرك"(1) و هو أن يتظاهر الشخص أمام الاخرين بالورع والتقوي، و يستغل الاعمال العبادية لتحقيق مآرب أخري . و من المؤسف أن ظاهرة الرياء تزدهر حيثما يكون هناك بناء اجتماعي مغلوط. و من الطبيعي أن المرائي لايحصل علي سوي التعب والمشقة .
و هناك صورة أخري من الشرك قلما ينظر اليها بعين الاهتمام، و انما تحولت الي ظاهرة مألوفة، و هي طاعة أدعياء الزعامة الدينية الذين يحرمون حلال الله ويحللون حرام الله في سبيل مصالحهم الذاتية . يقول أبو بصير: سألت الامام الصادق (ع) عن قول الله عزوجل : (اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله ) (2) فقال : أما والله ما دعوهم الي عبادة أنفسهم . ولو دعوهم الي عبادة أنفسهم لما أجابوهم، و لكن أحلوا لهم حراما و حرموا عليهم حلالا; فعبدوهم من حيث لايشعرون .(3) و جاء في حديث آخر: والله ما صلوا لهم و لاصاموا، و لكنهم أحلوا لهم حراما و حرموا عليهم حلالا فاتبعوهم .(4) و جاء في حديث آخر أيضا: انهم أطاعوهم في معصية الله فكانوا أربابهم من دون الله .(5)
و لعل هذا السبب هو الذي حدا ببني أمية الي منع الناس من تعلم الشرك، لكي يتسني لهم فرض الشرك عليهم بسهولة . فقد روي عن الامام الصادق (ع) أنه قال في وصف سياسة بني أمية ازاء علماء الدين ما يلي : ان بني أمية أطلقوا للناس تعليم الايمان، و لم يطلقوا لهم تعليم الشرك، لكي اذا حملوهم عليه لم يعرفوه .(6) ________________________________________ والشرك قد يكون في ذات الله ; أي ان يتخذ من موجود شريكا لله، و قد يكون في صفاته ; أي أن يري لله صفات هي ليست من ذاته و انما زائدة عليها. و قد يكون الشرك في الافعال ; أي جعل شرك لله في أفعاله ; أو قد يكون شركا في العبادة ; أي عبادة غير الله الي جانب عبادة الله . 

تحميل الملف المرفق Download Attached File

تحميل الملف من سيرفر شبكة جامعة بابل (Paper Link on Network Server) repository publications

البحث في الموقع

Authors, Titles, Abstracts

Full Text




خيارات العرض والخدمات


وصلات مرتبطة بهذا البحث