موت سقراط
للفنان الفرنسي جاك لويس دافيد، 1787
نبذة تأريخية : رسم الفنان الفرنسي دافيد هذا العمل التاريخي في( 1787 ) "و الذي
يصوّر اللحظات الأخيرة في حياة المفكّر والفيلسوف الإغريقي العظيم ( سق ا رط )
حيث كانت حكومة أثينا قد أصدرت حكمها عليه وخيّرته ما بين الموت أو النفي،
عقابا له على دروسه ومحاض ا رته التي كانت تثير الشكوك في نفوس تلاميذه
وتحرّضهم على احتقار الآلهة والتمرّد عليها.
وقد رفض سق ا رط النفي في النهاية وفضّل عليه الموت بتناول السم
واصبح مثالا آخر على التضحية بالنفس في سبيل المبدأ قبل أن
يشرع دافيد في رسم هذه اللوحة استشار لأسابيع طويلة أصدقاءه
المقرّبين بشأن تفاصيلها ودلالاتها وق أ ر العديد من الم ا رجع التاريخية
التي تحكي عن وقائع المحاكمة التي جرت في عام( 3999 ) قبل
الميلاد.
وقد استند في الأساس إلى رواية افلاطون عن الحادثة، لكنه
أيضا اعتمد على مضمون كتاب للفيلسوف الفرنسي ديديرو بينما
استوحى منظر أفلاطون الجالس على طرف السرير من مقطع من
رواية للكاتب الإنجليزي ريتشاردسون.
مهارة الأصالة : وتبرز في مواضع عدة منها :
1. الب ا رعة في توزيع الضوء والعتمة تحولت معها اللوحة من صورة للشهادة إلى
دعوة مدوّية للنبل والتضحية والثبات على المبدأ حتى في وجه الموت وفي اللوحة
يبدو سق ا رط متماسكا بكل شموخ وتحد .
2. هالة النور التي تغمر سق ا رط كرمز للخلود وكأنما نفسه الملكوتية تسامت عن
جسده المادي لتبدأ رحلتها الى عالم النور والخلود الأبدي بكل مافيها من نقاوة
وشفافية .
مهارة الأفاضة : وتتجلى في مواقع عدة منها :
كثرة التفاصيل المعبرة عن ذلك الحدث المؤلم وسيطرة الحزن واليأس على اتباعه
ويبدو سق ا رط مستم اّ ر في الحديث إلى تلاميذه حتى وهو يمدّ يده إلى كأس السم،
مؤكّدا استهانته بالموت والت ا زمه الذي لا يهتز بأفكاره ومبادئه وبدا اتباعه ومريدوه وهم
ملتفّون حوله في حزن شديد ، كاشفين عن ضعفهم وعجزهم أمام ذلك الامتحان
العسير بينما جلس تلميذه الوفيّ أفلاطون عند مؤخّرة السرير، و ا رح كريتو يمسك بقدم
سيّده وهو يواسيه وفي ال ا زوية البعيدة من اللوحة يمكن رؤية زوجة سق ا رط وهي تغادر
السجن .