معلومات البحث الكاملة في مستودع بيانات الجامعة

عنوان البحث(Papers / Research Title)


شبابنا في عالم التغيير


الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)

 
نسرين حمزة عباس السلطاني

Citation Information


نسرين,حمزة,عباس,السلطاني ,شبابنا في عالم التغيير , Time 07/08/2013 14:14:24 : كلية التربية الاساسية

وصف الابستركت (Abstract)


العولمة وتايراتها الايجابية والسلبية لشباب عصرنا

الوصف الكامل (Full Abstract)

شبابنا في عالم التغيير

مقدمة:
يمثل الشباب في كل أمة عمودها الفقري، وقلبها النابض، ويدها القوية التي تبني وتحمي، ومخزون طاقتها المتدفق الذي يملأها حيوية ونشاطاً، وهمزة الوصل التي تربط بين الحاضر والمستقبل، ومن هنا وجبت العناية بهم، والحرص على حسن تربيتهم وإعدادهم.
ويعتبر الشباب وقوداً لحركات التغيير في كل المجتمعات، لما يتمتعون به من حماسة القلب، وذكاء العقل، وحب المغامرة والتجديد، والتطلع دائماً إلى كل جديد، والثورة على التبعية والتقاليد، إلا ما كان ديناً قويماً، أو تراثاً صحيحاً.
ونظراً لما يشهده العصر الحالي من التغيرات المتسارعة في كل مجالات الحياة، كالثورة المعلوماتية، والتطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، والقفزة الهائلة في نظم الاتصالات وفضائيات الإعلام، وغير ذلك من مظاهر التغير اللامتناهية، مما يسم حياتنا بعدم الثبات والاستقرار، من هنا وجب علينا أن نربي شبابنا التربية المرنة التي تعلمهم كيف يتعلمون لا ماذا يتعلمون؟، تربيهم كيف يتعاملون مع التكنولوجيا الحديثة بقيم الثقافة التليدة، كيف يضعون بصمتهم على الدنيا فيضيفون ويبدعون، بدل أن يكونوا عالة على أمم الغرب يستهلكون.
* الاستلاب الثقافي والهيمنة الأجنبية:
عصرنا الذي نحيا هو عصر الانفتاح والتفجر المعرفي، وإن سرعة التقدم في أنظمة الاتصال الدولي والمواصلات وتطوير أنظمة المعلومات والأقمار الصناعية زاد من سرعة الانفتاح العالمي والتعاون الدولي مما جعل العالم يتجه نحو التوحد والتكتل كما حصل في أوروبا وألمانيا، وقد أصبح العالم بفضل ثورة الاتصالات والمواصلات قرية صغيرة في خريطة الكون، وأصبحت الهيمنة الثقافية من الدول القوية على البلدان النامية أمراً محققاً، وفي ظل هذا التطور تحولت التربية من شأن مجتمعي محدود إلى قضية كلية أو عالمية أو شأن دولي، وأخذت كبرى منظمات الأمم المتحدة « البنك الدولي، اليونسكو، اليونيسف، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي » على عاتقها تكوين تحالف دولي من أجل التربية للجميع.
وتجدر الإشارة إلى أن الصناعات الثقافية بأشكالها المختلفة تمثل غزواً اقتصادياً للوطن العربي، فضلاً عن الغزو الثقافي الفكري، وتنتشر السلع الثقافية الأجنبية انتشار النار في الهشيم في أوساط الشباب بصورة خاصة، ولا تمثل الصحف والدوريات والكتب إلا جانباً ضئيلاً من هذه السلع.
أما كثرتها الكاثرة فتتجلى في الأفلام السينمائية وفي أدوات الموسيقى من أشرطة وأسطوانات وآلات وغير ذلك من أجهزة الفيديو والتسجيل وأجهزة التصوير المتطورة فضلاً عن الألعاب الخاصة بالأطفال والشباب ولا سيما الإلكترونية منها وسائر مبتكرات الصناعات الثقافية الإلكترونية، ويمثل هذا الغزو للمنتجات الثقافية تهديداً حقيقياً للوطن العربي اقتصادياً وفكرياً فضلاً عن تأثيره في سائر أنماط السلوك وخاصة عبر القنوات الفضائية، إذ تسرب تمجيد العنف واستثارة الغرائز والشهوات، وما قضية عبدة الشيطان عنا ببعيدة.
ولقد صرنا في الإعلام نظاماً تابعاً، وبشكل أو بآخر واكب نظام الإعلام العالمي عقولنا واستلبنا إليه، فما من صانع قرار عربي إلا ويجلس أمام الـ « C.N.N » عندما تنقل حدثاً معيناً أو عندما يرغب في تعرف أخبار معينة، ويستمع إلى ما تبثه الإذاعات العالمية عن وطنه أكثر مما يستمع إلى الإذاعات المحلية، ويثق بالإذاعات الخارجية أكثر مما يثق بإذاعته، ونحن مصابون على نطاق الساحة العربية بعقدتي التصاغر والتكابر، التصاغر تجاه الثقافة الأجنبية، والتكابر تجاه الثقافة العربية الإسلامية، مما يشكل خطراً كبيراً على الهوية الثقافية العربية ويعمل على خلخلة الانتماء.
* العولمة والهوية العربية والتعليم:
العولمة ظاهرة لا يمكن نكرانها، وتيار جارف سيغطي جوانب الحياة كافة، مما يجعلنا نحن العرب أمام تحدٍ جديد، وهو ألا نقع فريسة ثقافات هدامة، أو مسيطرة وإنما نتبادل التأثير والتأثر معها من منطلق استقلالية الثقافة العربية، ولقد جاء في توصيات اجتماع الخبراء الحكوميين حول السياسات الثقافية في البلاد العربية الذي نظمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في تونس 23/27 تشرين الثاني (نوفمبر) 1981 ما يأتي:
يوصي المؤتمر منظمة اليونسكو بالعمل على إيجاد نظام ثقافي عالمي جديد يقوم على أساس من الحوار المتكافئ بين الثقافات والاحترام لكل ثقافة ويهدف إلى تقديم صور أمينة عن الثقافات المختلفة بما يكفل تحقيق تفاهم أفضل بين الشعوب.
وعلى المستوى العالمي نقرأ الفقرة الثانية من توصيات الدورة الخامسة والأربعين للمؤتمر الدولي الذي نظمته اليونسكو في جنيف في تشرين الأول (أكتوبر) 1996، تقول الفقرة:
« إن ظاهرة العولمة التي تمس الاقتصاد والثقافة والمعلومات وعالمية العلاقات وتزايد حركة الأفراد، والتطور الهائل لوسائل الاتصالات وتدخل المعلوماتية في حياتنا اليومية ومجالات العمل كلها ظواهر تمثل تحدياً وفرصة أمام النظم التربوية، وفي الوقت نفسه يشهد كثير من المجتمعات والنظم التربوية مشكلات خطيرة على صعيد الاندماج الاجتماعي ».
ولقد تعددت تعريفات العولمة، وتنوعت حتى أصبح من الصعب تعريفها تعريفاً جامعاً مانعاً فهناك تعريفات للعولمة من المنظور الثقافي، وتعريفات أخرى لها من الزاوية الاقتصادية، وتعريفات تنظر إليها كحقبة تاريخية.
والحقيقة إذا تتبعنا وجود العولمة تاريخياً من المنظور الثقافي فلا يمكن إنكار أن بغداد ودمشق والقاهرة كانت عواصم الثقافة العالمية، ومراكز إشعاع حضاري وعلمي وثقافي، وكانت الثقافة العربية هي الثقافة العالمية لعدة قرون، وكانت اللغة العربية هي لغة العلم، كما كانت العلوم العربية هي أساس النهضة الأوروبية بل والحضارة الأوروبية أيضاً، وبالتالي فالمقصود بالعولمة من المنظور الثقافي أو عولمة الثقافة هو « محاولة التقارب بين ثقافات شعوب العالم المختلفة بهدف إزالة الفوارق الثقافية بينها، ودمجها جميعاً في ثقافة واحدة ذات ملامح وخصائص مشتركة واحدة.
ولعل هذا التعريف يحمل معنى هيمنة الثقافة الأقوى على الثقافات الضعيفة إما عن طريق التفاعل الثقافي أو الامتزاج الثقافي في حالة تلاشي الحدود الجغرافية، وفي الحالتين تكون النتيجة هي طغيان ثقافة عالمية واحدة على الثقافات القومية والمحلية المتعددة ومحاولة إذابتها والحلول محلها.
والعولمة الثقافية تشير إلى محاولة وضع شعوب العالم في قوالب فكرية موحدة تنبع أساساً من الفكر الثقافي الأمريكي، وتسهم في ذلك الأقمار الصناعية والانترنيت والصحافة والسينما وغيرها، وهي محاولة لسلخ الشعوب عن ثقافتها وموروثها الحضاري.
ومن المهم هنا التفريق بين العولمة الثقافية المرفوضة والانفتاح المنشود على ثقافات الغرب والشرق بما يتفق مع ديننا ومبادئنا وقيمنا بقصد الاستفادة والدرس والبحث وتنمية الثقافة العربية وتطويرها.
ويميز الجابري بين العولمة والعالمية قائلاً: العولمة إرادة لهيمنة، وبالتالي قمع وإقصاء للخصوصية، أما العالمية Universalism فهي طموح إلى الارتفاع بالخصوصية إلى مستوى عالمي، فالعولمة احتواء للعالم، والعالمية تفتح على ما هو عالمي وكوني.
ونجد العالمية في المجال الثقافي، كما في غيره من المجالات، طموح مشروع، ورغبة في الأخذ والعطاء، في التعارف والحوار والتلاقح، إنها طريق « الأنا للتعامل مع الآخر بوصفه أنا ثانية »، طريقها إلى جعل الإيثار يحل محل الأثرة، أما العولمة فهي طموح، بل إرادة لاختراق « الآخر » وسلبه خصوصيته وبالتالي نفيه من « العالم » العالمية إغناء للهوية الثقافية، أما العولمة فهي اختراق لها وتمييع.
وأما الهوية القومية فيقصد بها السمات التي يتمسك بها مجتمع من المجتمعات وتميزه عن غيره من المجتمعات، وهذه الهوية قد تأصلت عبر العصور نتيجة عدة تراكمات متتالية تعرض لها المجتمع وتتمثل في جانبين هامين هما الجانب المادي يما يتضمن من معارف وعلوم وفنون واكتشافات واختراعات وابتكارات، والجانب المعنوي الذي يتضمن عادات المجتمع وقيمه وأخلاقيات أفراده وسلوكياتهم، وكلما تأصلت الهوية القومية في نفوس أفراد مجتمع ما ساعد ذلك على التأثير في ثقافات المجتمعات الأخرى.
وأما المحاولات التي تقوم بها المجتمعات لتدمير الهوية القومية لمجتمعات أخرى أو النيل منها سواء بالسيطرة أم القهر أم الإذلال فإنها تؤدي في النهاية إلى فقدان التماسك الاجتماعي، والتوحد المعنوي بين البشر والأرض والظروف والإمكانيات.
فالهوية القومية تمثل مجموع خصائص وسمات الأفراد وبالتالي فهي تمثل خصائص كل شعب، فهي تعبر عن خصوصية وتمايزات وانتماءات كل شعب عن غيره من الشعوب.
اذ أن الهوية القومية تمثل سيكولوجية الأمم والشعوب، فهي تعبر عن سمات الأمة وخصائصها في تعاملها مع غيرها من الأمم، وإذا كانت الهوية القومية تقوم على أسس أربعة هي: مفهوم الأمة وخصوصية الثقافة، والذاكرة الوطنية، والحدود الجغرافية، فهل تعني العولمة القضاء على ذلك كله؟ يبدو لنا أن ذلك مستحيل.
إذاً ما العلاقة بين العولمة والهوية القومية ؟
شكلت فترة السبعينات من القرن العشرين ، بداية الحديث عن عولمة جديدة، ففي تلك الفترة أطلق عالم الاجتماع الكندي"مارشال ماكلوهن" مصطلح القرية الكونية إشارة منه إلى ثورة الاتصالات والتقانة الحديثة التي قربت المكان إلى المكان، والتي ألغت كذلك الحدود الايدلولوجية بين المجتمعات الإنسانية. هذا التطور في علوم الاتصال جعل الدولة الأقوى في العالم ونعني الولايات المتحدة الأمريكية تفكر حينها في استخدام التقدم العلمي والتقني لصالحها ولفرض هيمنتها على العالم، وهذا يتضح جلياً في فكرة بريجينسكي (مستشار الرئيس الأمريكي السابق كارتر للأمن القومي) والذي رأى أن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تقدم للعالم النموذج الكوني للحداثة، أي أن يعيش العالم بثقافاته المختلفة على منوال الثقافة الأمريكية . ومنذ ذلك الحين والدراسات تتكاثر محاولة تحديد مفهوم العولمة من جانب وتأطير سلبياتها من جانب آخر.
ويذكر تقرير الأمم المتحدة الصادر عن اليونسكو في عام 1999 م أن التجارة العالمية ذات المحتوى الثقافي قد تضاعف من عام 1980ـ1990 م ثلاث مرات إذ ارتفع من 67 مليار دولار إلى 200 مليار . على أن الجانب الخطير في تضاعف نسبة هذا النوع من التجارة يتمثل بسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على صناعة المواد الثقافية ، ويضيف التقرير إن هذا الهجوم للثقافات الأجنبية يهدد التعدد الثقافي العالمي ويعرض مجتمعات العالم إلى فقدان الهوية الثقافية.
كما يذهب بعض المفكرين على الصعيد العالمي إلى أن العولمة تحمل في بنيتها الأيديولوجية الرغبة في التوحيد النمطي للثقافة العالمية، وإخراج الصور المحلية أو التقليدية والتي تمثل الخصوصية الثقافية ، واستبعادها لتفسح الطريق للتلفزيون الأمريكي وللموسيقى والأطعمة والملابس والأفلام الأمريكية.
الأمر الذي جعل دولة أوروبية لها وزنها على الخريطة السياسية العالمية ونعني "فرنسا" تعلن حين توقيعها على اتفاقية الغات (حرية التجارة العالمية) ما أسمته الاستثناء الثقافي، وهي بذلك تعبر عن توجسها الشديد من الأمركة Americanization.
كما ذهب العديد من المثقفين العرب على أن الذين يسوقون للعولمة الثقافية ويعتبرونها حقبة جديدة للانتقال إلى ثقافة كونية إنما يتوهمون، ويذهب هؤلاء المفكرون إلى أن العولمة الثقافية هي فعل اغتصاب ثقافي وعدوان رمزي على سائر الثقافات، يهدد بشكل أساسي الهوية الثقافية للمجتمعات الإنسانية. وفي الحقيقة بدأنا نلاحظ اليوم بعض الأفكار والقيم وأنماط من السلوك جديدة في مجتمعاتنا العربية وبالخصوص في أوساط الشباب، حيث إن هذه المنظومة القيمية الجديدة تمثل في حقيقتها طريقة الحياة التي تسوق لها العولمة الأمريكية، بدءاً من أسلوب الحياة الذي طغى عليه التفكير الاستهلاكي، إلى ملصقات العلم الأمريكي على الملابس والسيارات وأسماء المحلات التجارية وطريقة قص الشعر …الخ.
مما لا شك فيه أن للعولمة تأثيراً واضحاً على الهوية القومية ويختلف المحللون لظاهرة العولمة حول تحديات ذلك الأثر على الهوية القومية، وذلك على النحو الآتي: فالمؤيدون لظاهرة العولمة يرون أنها تسهم في انتشار التكنولوجيا الحديثة من مركزها في العالم المتقدم اقتصادياً إلى باقي أنحاء العالم، ومن ثم زيادة الإنتاج زيادة واضحة، ويرون أن ذلك في حد ذاته يغفر للعولمة أي تأثير سلبي يمكن أن ينتج عنها على الهوية القومية، بل يرى بعضهم أن هذا التأثير بسيط، وبعضهم الآخر أكثر تفاؤلاً حيث يرى أن الهوية القومية سوف تفيد من العولمة بدلاً من أن تضار.
كما يرى أنصار هذا الرأي أن العولمة تسهم إسهاماً واضحاً في نقل المعلومات وتخزينها وتوفيرها لمن يريد الانتفاع بها، وفي سبيل ذلك تهون الهوية القومية.
أما الرافضون للعولمة فيرون فيها مزيداً من الاستغلال الاقتصادي، والمثال المؤيد لذلك ما تفعله الاستثمارات الأجنبية بالدول الأقل نمواً، وكذلك الحال بالنسبة للسلع المستوردة ومنها الأدوية على سبيل المثال.
ويرى هؤلاء أن حماية الهوية القومية واجبة كوسيلة للتصدي لهذا الاستغلال، حيث إن إثارة الحمية الوطنية والحماسة للثقافة الوطنية قد يعطلان هذا الاتجاه لدى الرأسمالية العالمية للانتشار.
كما أن فريقاً من الرافضين يكره العولمة لسبب ديني، فهي إما آتية لنا من مراكز تختلف أديانها أو قد تأتي من دول تنكر الأديان.
بينما يرى فريق ثالث من الرافضين للعولمة أنها ليست غزواً اقتصادياً أو غزواً علمانياً فحسب، بل غزواً قومياً بمعنى تهديد هوية أمة لهوية أمة أخرى.
ونستطيع القول بأن العولمة قد تؤدي إلى تعظيم الإنتاج، على الأقل من وجهة نظر العالم ككل، كما تمثل تقدماً في زيادة معرفة الإنسان والسيطرة على الطبيعة وتنمية بعض أنواع الإنتاج العلمي والفن، ولكنها في الوقت ذاته تمثل اتجاهاً نحو مزيد من الاستغلال الاقتصادي من جانب الشركات العملاقة بالنسبة لأفراد الدول الأقل تقدماً، وقد تعمل على انتعاش الجانب الاقتصادي للدول المتقدمة، بينما لا تحقق ذات الشيء للدول الأقل تقدماً، بل قد يحدث عكس ذلك، وبمعنى آخر فإن نتائج العولمة ستخدم الدول الكبرى أكثر من خدمتها للدول النامية، ومما يزيد من خطورة العولمة تلك المعلومات التي تبثها شبكات الإعلام الدولية والتي غالباً ما تسيطر عليها القيم الغربية التي لا تتناسب مع قيمنا وتقاليدنا الشرقية الأصلية.
وخلاصة القول إن العولمة بقدر ما لها من إيجابيات فإن لها أيضاً سلبيات تؤثر في المقام الأول بالسلب على الهوية القومية.
وأمام كل ذلك، فنحن المربين نسأل أنفسنا: هل نلجأ إلى عولمة التعليم، أم إلى تعليم العولمة، أم ماذا ؟
وللإجابة عن هذا السؤال نقول: إذا كان لنا أن نحافظ على بقائنا لا يكون بالاختيار الأول الذي يعبر عن موقف الاندفاع والهرولة للحاق بالركب دون فهم لطبيعة ما يجري وما يمكن أن يؤدي إليه عولمة التعليم والأصح أن نتوجه نحو تعليم العولمة، وهذا البديل هو الأصوب، لو قورن ببديل آخر لا يقل ضرراً وخطراً عن عولمة التعليم وهو إنكار العولمة أو استنكارها.
إن تعليم العولمة يعني فهمها وتعرف مبادئها وافتراضاتها والنتائج المترتبة عليها، ويعني إنشاء علم غائب من علم شاهد أي بناء ( فقه ) علمي صحيح لها، ويعني تدريب أطفالنا وشبابنا على فنيات وآليات التعامل معها، وإدراك ما تتضمنه من تهديدات وفرص، فالعولمة ليست شراً خالصاً، كما أنها ليست خيراً محضاً، وإنما هي شأنها شأن كل التحديات التي واجهت الإنسان طوال تاريخه، تجمع بين المخاطر والإمكانيات، درءاً لمخاطرها وسلبياتها واستثماراً لإيجابياتها.
إن مواجهة العولمة يجب أن تكون من داخلها، وإثبات الوجود الوطني والهوية القومية فيها، والخروج منها لا عليها، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
وكم نحن اليوم بحاجة إلى فهم العولمة من كافة جوانبها ومدى تأثرها وتأثيرها في المجالات الحياتية المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية وانعكاساتها على الهوية القومية والشخصية العربية في القرن الحادي والعشرين.
ونظراً للطبيعة الشمولية التي تتصف بها العولمة، ولتأثيراتها الفعالة على المجتمعات المعاصرة، ما كان منها متقدماً وما كان متخلفاً، لم يعد هناك مفر من اتخاذ موقف منها، إما بتأييدها أو بمعارضتها أو باتخاذ موقف توفيقي يوائم بين مسايرة العولمة وبين الاحتفاظ بالخصوصية الثقافية.
شبابنا وثقافة التغيير

أولاً: مؤهلات الشباب للتغيير
يقصد بمؤهلات التغيير أنها" الإمكانات والقدرات والخصائص التي يتمتع بها الشباب دون غيرهم من الناس، بحيث تمكنهم من قيادة التغيير في مجتمعاتهم، وتحقيق مستقبل أفضل لها".
وتتمثل هذه المؤهلات فيما يلي:
1. حب التغيير والقدرة على بناء المستقبل:
إن التغيير سنة إلهية يقوم عليها هذا الكون في كل مكوناته المادية والمعنوية ، وتتأثر المجتمعات البشرية بسنة التغيير بشكل واضح وإن ظهر بطيئاً أحياناً ، وفي هذا يقول الله تعالى" وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ "(آل عمران،140 ) .
وبناء على ريادية الشباب لعملية التغيير فإن "حركات التغيير في التاريخ العالمي اتجهت إلى الشباب لتجعل منه وسيلتها ، ومادتها، ومحل أفكارها، وإطار حركتها، ومنجم تضحياتها، ومن طبيعة الشباب أن يستهويه كل جديد ، ويراوده كل أمل في التغيير وحسب تقرير البنك الدولي للتنمية البشرية للعام 2007 ، فإنه يعيش في البلدان النامية (1,3 بليون شاب) ، ويعلق التقرير على ذلك قائلاً :" إنه نظراً لوجود 1.3 بليون شاب يعيشون حالياً في بلدان العالم النامية ـ وهو أكبر رقم تبلغه شريحة الشباب على مر التاريخ، لم يكن هناك وقت أفضل من الآن للاستثمار فيهم، حيث إنهم أفضل صحة وأوفر حظاً من التعليم مقارنة بالأجيال السابقة، وحيث إنهم يدخلون قوة العمل في ظل انخفاض عدد المُعالين بسبب تغيّر العوامل الديموغرافية. إلا أن من شأن الإخفاق في اغتنام هذه الفرصة لزيادة فعالية ما يتلقونه من تدريب ليلاءم احتياجات سوق العمل، ولجعلهم مواطنين فاعلين في مجتمعاتهم أن يؤدي إلى تفشي حالة من الإحباط وخيبة الأمل، ومن ثمّ إلى توترات اجتماعية.
وما دام أن الشباب يمثل هذا العدد من سكان الدول النامية والدول العربية جزء كبير منها، فهذا العدد يعطي الشباب قدرة التأثير على مستقبل المنطقة في حالة أن ينهض الشباب ليرسموا مستقبلهم من خلال مؤسسات تنظم طاقاتهم .
وتعتبر المجتمعات العربية والإسلامية مجتمعات شابة قياساً إلى المجتمعات الغربية التي تتجه نحو الشيخوخة ، ويمثل هذا المعطى حافزاً لأهل الإصلاح والتغيير من الدعاة والمصلحين لوضع البرامج الكفيلة باستثمار هذه الطاقات الشابة لتغيير الواقع الإسلامي أولاً ثم الواقع العالمي ثانياً، لحسم مستقبل شبابنا .
الإيمان بالفكرة:
ليس هناك من عملية تغيير حققت أهدافها إلا وكان وراءها قيادة آمنت بفكرة التغيير، وتشربت حبها، وتفانت في سبيلها، ذلك أن حياة الأفكار لا تتحقق إلا بذوبان الأشخاص فيها، حتى يصبحوا أدلاء عليها،وهذا ما ربى عليه القرآن اتباعه" قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ " (الأنعام،162-163) ، وكما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن - رواه أحمد
ومسلم وأبو داود، وهذا ما أوصى النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه : "دينك، دينك، إنه لحمك ودمك، خذ عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالوا" (كنز العمال عن ابن عمر رضي الله عنه).
2. الميل للعمل الجماعي
لاشك أن مهمة التغيير التي ينتدب الشباب أنفسهم لها ، لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع ، ويكتب لها النجاح ، إلا إذا تضافرت حولها الجهود ، وحشدت لها الطاقات ، وتوزعت على روادها الواجبات والمسئوليات، ومن هنا كان التغيير يستلزم العمل الجماعي ، وبما أن الشباب وقود التغيير ، إذا لا بد أن يميلوا للعمل الجماعي ، وينخرطوا في سلكه ، وينضووا تحت لوائه، وإلا فإن الجهود الفردية سرعان ما يزول أثرها ، وينزوي تأثيرها ، ويتفرق أنصارها بموت قائد التغيير ، الذي لم يصهر طاقات هؤلاء في مؤسسة جماعية ذات قرار شوري .
ولاشك أن مرحلة الشباب هي بدء مرحلة النزوع إلى تشكيل الجماعات ، والإنسلاك في الأعمال الجماعية، والحياة ضمن أطر جماعية ضرورة تربوية لا تعوض بغيرها" .
3. الطاقة والحيوية والعطاء:
فإذا رسمنا منحنىً بيانياً يمثل نسبة العطاء والحيوية في مراحل العمر ، سنجد أن قمة هذا المنحنى في مرحلة الشباب ، ففيها الدراسة والاجتهاد العلمي ، وفيها العمل وتحصيل الرزق ، وفيها الانخراط في العمل السياسي والجهادي والاجتماعي ، ولذا أوصى النبي (r) باغتنام هذه المرحلة.
ومن أمثلة الطاقة والحيوية عند الشباب ما رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏قال لي رسول الله ‏ ‏r :‏ ‏يا‏عبد الله ‏ ‏ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل فقلت بلى يا رسول الله قال: فلا تفعل ‏ ‏صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقاً وإن لعينك عليك حقاً وإن لزوجك عليك حقاً وإن لزورك عليك حقاً وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها فإن ذلك صيام الدهر كله فشددت فشدد علي قلت يا رسول الله إني أجد قوة قال فصم صيام نبي الله ‏ ‏داود ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏ولا تزد عليه قلت وما كان صيام نبي الله ‏ ‏داود ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏قال نصف الدهر فكان ‏ ‏عبد الله ‏ ‏يقول بعد ما كبر يا ليتني قبلت رخصة النبي ‏ ‏r (رواه البخاري) .‏
4. الحماسة والإرادة:
إن الحماسة تعلق وولع بالأمر يدعو إلى التشدد فيه ، والجرأة والشجاعة في إنفاذه ، فهو يبدأ بشعور وعاطفة وتعلق ، ينبثق منه حينئذٍ تغير وسلوك نفسي يتولد من خلاله جرأة تترجم إلى شجاعة في إنفاذ الأمر وعدم التساهل أو الترخص فيه.
ومن ذلك تحدي عبد الله بن مسعود لقريش بالجهر بالقرآن أمامها ، وهو يعلم ما يمكن أن يصيبه من وراء ذلك ، ورغم ما أصابه من ضرب وإهانة جسدية إلا أنه فاجأ المسلمين في اليوم التالي وهو يقول " أما لو شئتم لأعاودنهم بها "، أي لم تنهزم نفسيته بل لديه شعور بالتحدي وعدم الاستسلام.
ثانياً: خصائص ثقافة التغيير
إن عملية التغيير عملية معقدة وصعبة وتحتاج إلى نفس طويل من القائمين عليها، ولكي تؤتي ثمارها فلابد أن تتميز عن الواقع الذي تسعى لتغييره، فتستفيد من إيجابياته، وتتلافى سلبياته، ومن أجل ذلك لا بد أن تتصف بالخصائص التالية:
جذورها في الماضي وسيقانها معاصرة: فهي تستمد جذورها من الدين الإسلامي واللغة العربية وفي نفس الوقت لا تغفل الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والتطورات المعرفية المعاصرة.
وحدوية تحترم التنوع والاختلاف: فأي مجتمع من خصائصه التنوع الثقافي في صوره المتعددة الدينية والسياسية والعشائرية، ومن هنا يجب احترام هذا التنوع وتوظيف هذا الاختلاف لإحداث عملية التغيير ورسم صورة متكاملة لهذا المجتمع.
جماعية: فلكي يؤتي التغيير أكله لابد أن يؤمن به الجميع ويلتزمون بمتطلباته، وهذا هو دور الثقافة التي تسبق عملية التغيير، والتي تستهدف تغيير الأفكار والاتجاهات أولاً، ثم تغيير السلوك، فعلى دعاة التغيير أن يصلوا إلى جميع طبقات المجتمع من خلال الوسائل الإعلامية والثقافية المختلفة .
تفاعلية تشاركية: ومادام أن هذه الثقافة جماهيرية فيجب أن لا تكون تلقينياً للحفظ والتسميع، بل لابد أن تخضع للنقد والأخذ والرد من الشريحة الواسعة المثقفة، فلا قداسة لأحد في هذه الثقافة، لأنها من مصدر بشري يحتمل الصواب والخطأ، إضافة إلى ان مشاركة الآخرين في بلورة ثقافة التغيير يثريها و يجعلها مقبولة لديهم ؛ وليسوا أعداء لها.
مقاومة لا مساومة : فثقافة التغيير تستهدف استبدال الواقع القائم بواقع جديد تتاح فيه الحريات والعدالة والمساواة، ومن هنا سينشأ لها أعداء من المستفيدين من الواقع القائم، وربما تتعرض لمساومات لتحيد عن أهدافها المرسمة، ومن هنا يجب أن تكون ثقافة مقاومة لا تعرف التنازل والمساومة، وإلا فإنها بذلك تحكم على نفسها بالفناء والزوال.
تدرجية مرحلية: فالتغيير لا يمكن أن يحدث مرة واحدة، كما أن ما يجب تغييره لم يأت فجأة، بل تراكم عبر السنين، والتدرج سنة من سنن هذا الكون حيث تنتفي فيه الطفرات والقفزات غير المعقولة فأي مخلوق يتم تكونه في مراحل متدرجة ، وكذلك شريعة الإسلام ركزت على بناء العقيدة طوال ثلاث عشرة سنة في مكة ثم نزلت التكاليف متدرجة في المدينة ? وَقرآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً ? (الإسراء، 106)
إنسانية: فالإنسان هو هدف التغيير المنشود ، ومن هنا تظهر أهمية تربيته على مبادئ وقيم معينة تحفظ له إنسانيته ، وما دام أن التغيير الذي نريده جذوره مرتبطة بالأصالة ونعني بها الإسلام ، فلا بد أن يلتزم بالتغيير الإسلامي ، وغاية التغيير في الإسلام هي تحقيق السعادة للبشرية جمعاء ولا يكون ذلك مبرراً له باستخدام الوسائل غير الشريفة ، فالغاية عنده لا تبرر الوسيلة.
ثالثاً: دور الشباب في التغيير
لمرحلة الشباب أهمية خاصة على المستويين الاجتماعي والإنساني ، لأنها مرحلة الطاقة الدفاقة والعقلية المبدعة والإرادة المغيرة ، فالشباب جماع القوة بمعانيها الشاملة والمتنوعة التي تغطي جوانب الحياة جميعاً، لما يتصفون به من صفات لا يشاركهم فيها غيرهم إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها. وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة: الإيمان، والإخلاص، والحماسة، والعمل من خصائص الشباب.
ومن المهام الكبرى التي يضطلع بها الشباب :
1. مناصرة كل فكرة تغييرية :
فكبار السن غالباً ما يكونون عقبة أمام دعوات التغيير، فهم كمن قال الله فيهم " قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا "(المائدة،104) ، أما الشباب الذين يتطلعون لمستقبلهم –والذين لن يشاركهم فيه كبار السن- فإنهم يحبون أن يكون مستقبلاً مختلفاً عن حاضرهم ، ومن هنا فهم الأسرع استجابة لدعاة التغيير ، فلا تكاد ثورة أو فكرة تقوم إلا ويكون المبادرون فيها من الشباب، ولذا كان أغلب أصحاب النبي (r) شباباً.
3- رسم مستقبل الأمة :
فالشباب نصف الحاضر وكل المستقبل ، ويمكنك أن تحكم على مستقبل أي أمة من خلال سلوك شبابها ، ولذلك تتجه الحركات والتنظيمات السياسية والاجتماعية إلى احتضان الشباب ، وتربيتهم على أفكارها وتصوراتها ، حتى إذا كبروا وتبوءوا المراكز الاجتماعية والسياسية،فإنهم سيقودونها من خلال الفكر الذي تربوا عليه ، ومن هنا تتعالى صيحات الخطر في بلاد الغرب للمستقبل المجهول الذي ينتظرهم بسبب غرق شبابهم في الملذات والشهوات ، والذي أدى إلى تناقص أعداد الشباب مما يشير إلى توجه تلك البلدان نحو مرحلة الشيخوخة ، في حين أن المجتمعات الإسلامية تتجه نحو مرحلة الشباب.
4- المعتمد عليهم في الإنتاج والبناء:
لأن الشباب يمتلكون القوة بأبعادها المختلفة العقلية والجسدية والنفسية ، فهم الأقدر على الإنتاج والإبداع والتغيير ، فهم الذين تسير بهم العملية التعليمية والمصانع والمزارع والتكنولوجيا الحديثة ،"فأوساهير " الشاب الياباني هو الذي أدخل المحرك الأوروبي في الصناعة اليابانية،مما جعل اليابان تضع قدمها على طريق التقدم الصناعي .
ويتمثل الهدف العام لليونسكو للعمل مع الشباب " ضمان وتعزيز مشاركتهم الكاملة في المجتمع على قدم المساواة مع الرجال ،وأن يكونوا شريكاً ذا قيمة ، لا سيما في تصميم المعرفة الاجتماعية،وتمكينهم من استخدام رؤاهم الإبداعية وتطلعاتهم في خدمة المجتمع والتنمية .
المحور الرابع: رؤية مقترحة لتربية الشباب على ثقافة التغيير:
تتشكل هذه الرؤية من ثلاث مراحل متدرجة ومتعاقبة ثم متزامنة أي بعد اكتمالها تسير جنباً إلى جنب،وتأخذ مساراً دائرياً في عملية مستمرة متجددة، ويمكن تفصيل المراحل الثلاثة على النحو التالي:
أولاً: مرحلة الإعداد والتأهيل
ويقصد بها المرحلة التي يتم فيها تربية الشباب على ثقافة التغيير بإصلاح نفوسهم من خلال إحداث التغيير الإيجابي على ثلاث مستويات هي:
أ‌- التغيير الفكري:وذلك بتخلية الأفكار السلبية التي تتعارض مع الثوابت الإسلامية والوطنية، كرفض الدعوات الهدامة المعادية للدين كالشيوعية والعلمانية والوجودية وغيرها، وكذلك رفض الأفكار التي تدعو إلى التطبيع و تحصين الشباب من أخطار العولمة التي تتهدد ثقافتنا العربية الإسلامية.
ب‌- التغيير النفسي: وذلك بتغيير الاتجاهات والمشاعر القلبية السلبية إلى اتجاهات إيجابية كالتربية على التفاؤل بدل اليأس، والمحبة والأخوة بدل الشحناء والفرقة، والاعتماد على النفس بدل الاتكال على الآخرين، والشجاعة والمبادرة بدل الخوف والانطواء على الذات.
ت‌- التغيير السلوكي: ويعتبر التغيير السلوكي ثمرة ونتيجة للتغيير الفكري السابق، حيث يستبدل الشباب السلوكيات الخاطئة بالسلوكيات الإيجابية، فيستبدلون الفوضى بالنظام، والعفوية بالتخطيط، والأماني بالعمل، والانحراف بالاستقامة.
ثانياً: مرحلة الممارسة والتطبيق
وفي هذه المرحلة ينتقل الشباب من إطار النظريات والمثل إلى إطار العمليات والتطبيق، فيمارسون ما تعلموه ورُبُّوا عليه، فتسند إليهم المسئوليات في كافة ميادين الحياة ليقوموا بإحداث عملية التغيير التي تعرفوا عليها من قبل، وبالطبع ليس من السهل امتلاك الشباب لزمام الأمور إلا إذا كان هناك وعي مجتمعي بضرورة تمكين الشباب من ذلك، وإلا فعلى الشباب أن يخوضوا معركة التغيير على بصيرة، ويتحملوا في سبيل ذلك التضحيات والآلام لحين تحقيق أهدافهم.
ثالثاً: مرحلة التقويم والمراجعة
وهذه المرحلة يلزم الأخذ بها بعد كل خطوة كبيرة لمعرفة هل نسير نحو المطلوب أم لا؟ وما الأخطاء التي حدثت ليتم تصويبها؟ وما الايجابيات التي تحققت ليتم تعزيزها؟ وتكون هذه المرحلة أشد ضرورة في مرحلة الممارسة والتطبيق، حيث تطرأ مفاجأت كثيرة في الميدان؛ تستلزم خطط بديلة ومرونة في التعامل معها، فالتقويم المستمر لمسيرة التغيير يجنبها الانحراف عن أهدافها، ويسدد خطوها للوصول إلى التغيير المنشود.
توصيات عامة لتربية الشباب على ثقافة التغيير:
1. اعتماد الدولة لإستراتيجية تربوية لتربية الشباب على ثقافة التغيير، تقوم على المراحل الثلاث السابقة.
2. تبني وزارة التربية والتعليم للإستراتيجية السابقة، بتخصيص مواد دراسية لبناء وتدريب القيادات الشبابية من بدايات مراحل التعليم الأساسي في خطوات متصاعدة للمراحل العليا والجامعية.
3. انفتاح القيادات المجتمعية بكل صورها على الشباب لتوريثها التجربة، وتوجيهها وصناعة قيادات شبابية جديدة، ويمكن أن يتم ذلك من خلال الجامعات والمدارس والمنتديات الثقافية والمؤسسات الأهلية.
4. إتاحة الفرص للمشاركة السياسية والميدانية لقيادات الشباب وإكسابهم الخبرات العملية للتغيير.
5. تبني المجالس التشريعية والنيابية لقانون الشباب، والذي يتيح لهم فرص المشاركة في بناء المجتمع وصناعة التغيير، وصيانة حقوقهم وتوفير احتياجاتهم.
6. تصميم مقياس تربوي للكشف المبكر عن الشباب المؤهل للقيادة في ميادينها المختلفة، تستخدمه الأسرة والمدرسة والمسجد والجامعة وغيرها من المؤسسات الأهلية.
7. تخصيص مدارس وكليات جامعية لتربية كوادر الشباب على ثقافة التغيير، وربط المناهج النظرية بالتدريبات العملية الميدانية لتأهيل القيادات الشابة.
8. تثقيف المجتمع بالتعامل الامثل مع اخطاء الشباب.
9. ضرورة تفعيل البناء التربوي والبرامج الوقائية من خلال المدارس في جميع مراحلها.
10. اعداد قنوات فضائية تهتمباهتمامات الشباب ومن ذلك قناة تختص بتعليم القران حيث يتم اظهار برامج وانشطة جميع حلقات التحفيظ على مستوى العالم.
11. قناة تختص بعلاج مشاكل وهموم الشباب.



مراجع البحث

1. إبراهيم، خالد قدري وعبد المنعم، ناديا (1999) الدراسات البينية في مدخل لتطوير مناهج التعليم المصري في ضوء العولمة، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاهرة.
2. كنعان ، احمد علي (2004) . دور التربية في مواجهة العولمة وتحديات القرن الحادي والعشرين وتعزيز الهوية الحضارية والانتماء للأمة .كلية التربية ، جامعة دمشق .
3.
4. أبو حطب، فؤاد (1999)، العولمة والتعليم، بين عولمة التعليم وتعليم العولمة، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاهرة.
5. أمين، جلال (1998)، العولمة، سلسلة اقرأ، رقم636،دار المعارف، القاهرة.
6. بخيت، خديجة أحمد السيد (1999) العولمة وتأثيراتها على مناهج التعليم، أهم الاتجاهات العالمية في هذا السياق وكيفية الإفادة منها في تطوير مناهج الاقتصاد المنـزلي للقرن الواحد والعشرين، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاهرة.
7. الجابري، محمد عابد (1998)، العولمة والهوية الثقافية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط2.
8. جيبسون ،فريدريك (2001) العولمة والاستراتيجية السياسية ، ترجمة شوقي جلالا ، مجلة الثقافة العالمية ،الكويت ، العدد 104.
9. ديلور، جاك ( 1998)، التعلم ذلك الكنز الكامن، تعريب، د. جابر عبد الحميد جابر، القاهرة، دار النهضة العربية.
10. السويدي، وضحى(1994) الجامعة ودورها في مجال البحث العلمي، مجلة التربية، قطر العدد 110 السنة 23، سبتمبر.
11. السيد، محمود أحمد (1997) من التحديات التي تواجه التعليم العربي في المرحلة القادمة، بحث مقدم إلى المؤتمر التربوي الذي عقدته كلية التربية بجامعة دمشق بتاريخ 11-13-/5/1997 بمناسبة الاحتفال بالعيد الذهبي لتأسيس الكلية.
12. طعيمة، رشدي أحمد (1999)، العولمة ومناهج التعليم العام، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاهرة.
13. الفقي، إسماعيل (1999)، إدراك طلاب الجامعة لمفهوم العولمة وعلاقته بالهوية والانتماء " دراسة أمبريقية " الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاهرة.
14. فلوح، فايز (2000)، البحث العلمي دليل على رقي الأمة ورغبتها في التقدم، نشرة جامعة دمشق، العدد/76/ كانون الثاني.
15. قرم ، جورج (2003) مشكلة الهوية والانتماء القومي عند العرب ، مجلة العربي ، العدد 537 ، أب /أغسطس / الكويت .
16. كنعان، أحمد، (2001)، البحث العلمي في كليات التربية بالجامعات العربية ووسائل تطويره. مجلة اتحاد الجامعات العربية، العدد الثامن والثلاثون، كانون الثاني (يناير)، 2001.
17. لافي، سعيد عبد الله (1999) تقويم محتوى مقررات التربية الإسلامية بالمرحلة الثانوية في ضوء تحديات العولمة، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاهرة.
18. المفتي، محمد أمين(1999)، توجهات مقترحة في تخطيط المناهج لمواجهة العولمة، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاهرة.
19. نصر، محمد علي(1999) إعداد المعلم وتدريبه بين العولمة والهوية القومية، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاهرة.
20. وزارة التعليم العلي في الجمهورية العربية السورية(1975) اللائحة الداخلية لتنظيم الجامعات.
21. وزارة التعليم العالي في الجمهورية العربية السورية (1999) اللائحة الداخلية لكليات التربية.
22. وزارة المعارف بالمملكة العربية السعودية ، مجلة المناهج، العدد الأول ، 1422هـ/2002 م .
23. الجعب ، نافذ سليمان (2012). تربية الشباب على ثقافة التغيير . مؤتمر فيلادلفيا الدولي السابع عشر ، جامعة الاقصى ، غزة .
24. البنك الدولي: تقرير التنمية في العالم لعام 2007: التنمية والجيل التالي ، http://wbln0018.worldbank.org/MNA/ArabicWeb.nsf .
25. الدويش، محمد بن عبد الله (2001): تربية الشباب؛ الأهداف والوسائل، الرياض، المملكة العربية السعودية.
26. العيد، سليمان (1994): المنهج النبوي في التربية الإيمانية للشباب، والاستفادة منه في العصر الحاضر، موقع الألوكة، الموقع الشخصي لسليمان العيد،/www.alukah.net
27. محجوب، عباس(1406هـ ): ،مشكلات الشباب الحلول المطروحة والحل الإسلامي ، كتاب الأمة، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ،الدوحة، قطر.
28. علوان، عبد الله ناصح (2006): الشباب المسلم في مواجهة التحديات، دار السلام، القاهرة، مصر، ط1.
29. القيسي ، ليث سعود (2009). التحديات المعاصرة واثارها على سلوك الشباب الدعوي 0
30. UNESCO (2004): UNESCO’s commitment to Youth: The Youth forum,

تحميل الملف المرفق Download Attached File

تحميل الملف من سيرفر شبكة جامعة بابل (Paper Link on Network Server) repository publications

البحث في الموقع

Authors, Titles, Abstracts

Full Text




خيارات العرض والخدمات


وصلات مرتبطة بهذا البحث