مجالات الفكر المتخصصة (Specialized Domains of Thought)
د. حوراء عباس كرماش
كلية التربية الاساسية
يُشير هذا المفهوم إلى المعالجات المتخصصة مثل العمليات العقلية ومهارات حل المشكلات المناسبة للمعالجة مثل المقارنة، الدمج، التغير للأنواع المختلفة من المعلومات، العلاقات والمشكلات. ومن اجل الوصول إلى مجال الفكر، يُفترض وجود حزمة من العمليات العقلية يجب أن ترضي المعايير الآتية:
أولاً- يجب أن تخدم غرض أو وظيفة خاصة محددة مقابل مقتضيات التأقلم.
ثانياً- يجب أن تكون مسؤولة عن تصوير ومعالجة نوع محدد من الأهداف والعلاقات بين العناصر البيئية. وفي الواقع، فأن الوظيفة الخاصة للنظام تكمن في تفعيل البنية للتعامل مع نوع محدد من العلاقات البيئية.
ثالثاً- يجب أن تنظوي على عمليات متخصصة ومعالجات تكون ملائمة للتمثيل والمعالجة لنوع العمليات المعنية. بمعنى آخر، أن عمليات ومعالجات مجال الفكر هي نظائر عقلية لنوع العلاقات المعنية.
رابعاً- يجب أن تميل إلى نوع محدد من الأنظمة الرمزية التي تكون ملائمة بشكل أفضل من الأنظمة الرمزية الأخرى لاستعراض نوع العلاقات المعنية وتسهيل أنجاز العمليات المراد إنجازها.
وان كل مجال من مجالات الفكر المتخصصة يتضمن نوعين من العمليات: العمليات الأساسية، والعمليات العقلية ومهارات المعالجة. ووظيفة هذه العمليات هو توليد المعرفة والمعتقدات ذات المجال المحدد. وتعتبر العمليات الاساسية جوهرية لانها تمثل قاعدة لكل المجالات المعرفية.
وتُـــعد عمليات معالجة المعلومات ومهاراتها افعال عقلية تستخدم لأجل غرض معين للتعامل مع المعلومات والعلاقات في واحد من مجالات الفكر. ومن وجهة نظر النمو، تشكل العمليات الأساسية نقاط البدء لتكوين العمليات والمهارات الكامنة في كل مجال معرفي. وهذا يعني أن في مراحل النمو الأولى تظهر العمليات والمهارات المعرفية من خلال التفاعل بين العمليات الرئيسة ذات المجال المحدد، والبيئة، وعمليات الرصد والتنظيم الذاتي للنظام فوق المعرفي. وأن أنظمة العمليات والمعالجات ضمن كل مجال تظهر كعملية فروق وتوسيع للعمليات الأساسية عندما لا تكفي لمواجهة مقتضيات الفهم وحل المشكلات. وبعبارة أخرى، أن الرموز الاستدلالية تتحول بشكل تدريجي الى استدلال متزايد ذي توجيه ذاتي.
وتشمل القدرات المتخصصة على ما يأتي:
2-2-1- الإستدلال التصنيفي ( Categorical Reasoning):
يتناول الإستدلال التصنيفي علاقات التشابة والاختلاف بين الأشياء. والوظيفة الاساسية للمنطق التصنيفي هو تقليل التعقيد غير الضروري ببناء المفاهيم حول العالم التي سوف تسهل بدورها المواضيع المستقبلية للاشياء التي تم التطرق اليها من قبل.
2-2-2- الإستدلال الكمي ( Quantitative Reasoning):
يمكن لجميع عناصر الواقع أن تخضع للتحولات الكمية. تجتمع الأشياء أو تنفصل حيث أنها تزداد, تنقسم, أو تتضاعف في المجال أو الوقت لأسباب عديدة مختلفة.
2-2-3- الإستدلال المكاني ( Spatial Reasoning):
يُمكِن الإستدلال المكاني من التفكير بالأشياء والأحداث كما هي, واتجاهها وحركتها في المكان المحيط. لذلك, في هذا المجال, تكون العلاقات المكانية داخل الأشياء (تكوين وتركيب الأشياء) وبين الأشياء (المسافات المتعاقبة, الاتجاهات, والتوجهات) تكتسب أفضلية لأنها تعتبر جوهرية في تمثيل الأشياء نفسها, مكانها في الحيز, والحيز الذي يحيط بها.
2-2-4- الإستدلال السببي ( Casual Reasoning):
يتصل الأفراد بالأشياء اتصالاً ديناميكياً, بعض الأحيان يكون الاتصال بسبب التغيرات وفي أحيانا أخرى يكون واقعاً تحت التأثيرات السببية. إن الإستدلال السببي قادر على فهم التفاعل الحيوي بين الأشياء أو الاشخاص.
2-2-5- الإستدلال الاجتماعي ( Social Reasoning):
الإستدلال الاجتماعي يعني فهم التفاعلات والعلاقات الاجتماعية. وتتراوح هذه العلاقات مع الديناميات المعنية والعلاقات والتفاعلات الشخصية المتداخلة والمستمرة بين الاشخاص إلى القوانين والمبادئ العامة التي تحكم العلاقات بين الافراد والمؤسسات الاجتماعية والثقافية.
2-2-6- الإستدلال اللفظي ( Verbal Reasoning):
يُعبر الاستدلال اللفظي عن قدرة الفرد على تحليل النصوص اللفظية المُعقدة. ويهدف إلى تقييم الفرد على إستخدام الكلمات والمفردات بشكل منطقي، كما يُركز على فهم المعاني، والقدرة على استنباط العلاقات بين الكلمات وربطها بعضها بالبعض.