معلومات البحث الكاملة في مستودع بيانات الجامعة

عنوان البحث(Papers / Research Title)


التربية الجهادية ودورها في تحقيق الانتصار على الارهاب


الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)

 
حوراء عباس كرماش السلطاني

Citation Information


حوراء,عباس,كرماش,السلطاني ,التربية الجهادية ودورها في تحقيق الانتصار على الارهاب , Time 22/08/2016 07:13:34 : كلية التربية الاساسية

وصف الابستركت (Abstract)


التربية الجهادية ودورها في تحقيق الانتصار على الارهاب

الوصف الكامل (Full Abstract)

التربية الجهادية ودورها في تحقيق الانتصار على الإرهاب

التربية الجهادية ودورها في تحقيق الانتصار على الإرهاب
إن التربية الجهادية واحدة من الأساليب التربوية الجهادية الخاصة التي وَردتْ في القرآن الكريم لدفع المسلمين إلى الجهاد، وهي إثارة غريزة فطرية عند الإنسان وهي حسّ الدفاع عن النفس والعرض والمال والدين، وتحريك حسّ الثأر للمظلومين وطلب القصاص والثأر للدماء البريئـة. هذا الإحساس له جذوره الفطرية في طبيعة الإنسان، إذ أن كل إنسان، بل كلّ حيوان ذاتاً، ومن منظار أصل الخلقة، يقف في مواجهة المُعتدين عليه لينتقم منهم، ويدافع عن حقوقه. وفي هذه الجهة وردت بعض آيات الجهاد لجعل هذا الإحساس أكثر قوة وفاعلية وأكثر تحريكاً ودفعاً إلى إحقاق الحقّ والانتقام من الظّالم والمعتدي، وفي هذا المضمار يخاطب الله تعالى المسلمين: (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ) ( البقرة، الآية 190). (الحمد، 1423: 13). لقد أشار الله تعالى في هذه الآية إلى حقيقة ثابتة في علم النفس وهي الدفاع عن النفس، والتذكير والتأكيد الإلهي على هذه الحقيقة كان من أجل تحريك حسّ الثأر من الأعداء الذين كانوا يهاجمون المسلمين ويقتلونهم ويعتدون عليهم، وحتى لا يتردَّد المسلمون مستقبلاً في حرب عدوّهم والانتقام ممن يقاتلهم ويقتلهم.
لقد كان من الممكن أن يُستفاد من تعابير مختلفة في الآية لأجل بيان حكم القتال، كأن يقال مثلاً: (قاتلوا في سبيل الله المشركين) أو (الذين أشركوا) أو (الكفار) ولكن لا يمكن لأيٍّ من هذه التعابير أن يفي ببيان تلك الحقيقة النفسية. واصطلاحاً يمكن القول إن التعبير في هذه الآية بـ (الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ...) مشعر بالعلية يعني: بما أنهم يقاتلونكم عليكم أنتم أيضاً أن تقاتلوهم، وهذا تعبير وبيان عن حسّ الثأر الذي سيدفع المسلمين للتحرّك والدفاع عن أنفسهم، والتجهيز لمحاربة الذين يحاربونهم انطلاقاً من هذه الحقيقة النفسية وهذا الحس الفطري بالدفاع عن النفس والثأر من الظالم.
والتربية الجهادية هي عملية توجيه المساعي وبذل الطاقات لغرض صيانة وتنمية الجوهر الإنساني أي الفطرة نحو النضج والتكامل وتقويم حياة الفرد والمجتمع، باتباع الشريعة الإسلامية والتكيف مع التطور العلمي ومستجدات الحياة الموضوعية. وذلك عبر التضحية بالنفس والمال للدفاع عن الإسلام والمستضعفين ولمحاربة أعداء الله والإنسان. (جرداق، 2012: 55).
ومن هذا التعريف نستخلص بأن التربية الجهادية هي جامعة المعنى لمزاولة الحياة، فهي حياة الإنسان وكرامته وشرفهِ، وهي في الوقت ذاتهِ تدل على أعداد الإنسان والمجتمع لاستيعاب المستجدات والتطورات ولمواجهة كل الأعداء في داخل النفس من الهوى والشيطان، إلى ساحات المقاومة والمواجهة والقتال ضد العدوان الخارجي والانحراف الداخلي.
والتربية الجهادية لا تعني بحال إسقاط جوانب التربية الأخرى من الحساب، ولا تعني التفرغ للتربية العسكرية وشؤون القتال، كما لا تعني إهمال التربية الروحية والفكرية وإغفال التربية السياسية والحركية، إنما تعني تأصيل الروح الجهادية لدى الفرد والجماعة، وجعل هذه الروح وشيجة الربط بين سائر الاهتمامات. والعنوان الرئيسي لها تعني إيجاد الإنسان الذي يعيش من أجل الإسلام، الإنسان الذي يدرك عظمة دوره وخطورته ودقته، فهو لا يتوانى يهيئ نفسه ويستعد للقيام بهذا الدور على أكمل وجه. فالإنسان المعلق قلبه بالله وبالآخرة، لا يعيش لدنياه مقدماً فضول الوقت والجهد لآخرته ودعوته. الإنسان المتلهف إلى الشهادة في سبيل الله ، والذي يعيش حقيقة الشعار الذي يردده: ( الموت في سبيل الله أسمى أمانينا). (فتحي، 2009: 29)
إن التربية الجهادية هي التربية التي تجعل الإنسان كائناً ما كان اختصاصه وعمله مجاهداً في سبيل الله ، مسخراً اختصاصه للجهاد في سبيل الله . فهو عالم ومجاهد، وهو طبيب ومجاهد، وهو كاتب ومجاهد، وهو مهندس ومجاهد، وهو معلم ومجاهد، وهكذا يكون الجهاد السمة المميزة والقاسم المشترك بين هؤلاء جميعاً. إن التربية الجهادية توجب إعطاء مساحة أكبر من الاهتمام بأمرين أساسيين:
أولاً: الاهتمام بالنفس بربطها بالله والشوق إلى لقائه والموت في سبيله، وبالتالي صونها عن كل ما يركن بها إلى الأرض وشهواتها، ولو كان حلالاً طيباً، وبذلك تكون نفساً مجاهدة.
ثانياً: الاهتمام بالجسد ليكون معافى قويّاً يمتلك كل إمكانات الدفاع والهجوم وخبرات الدفاع والهجوم، وبخاصة في عصر تعددت فيه هذه الخبرات والعلوم، ورسول الله ـصلى الله عليه وآلهِ وسلم ـ يقول : (من تعلم لغة قوم أمن مكرهم). (فتحي،2009: 38-41).
كما تعد التربية الجهادية نمط حياة، وأسلوب معيشة، وطريقة تعامل، واستعداد كبير للأخذ بالعزائم والتعالى عن الرخص، وارتياد المعالى، وإلزام النفس بما تنفر منه لمشقته، وترويضها على البعد عما ترغب فيه لسهولته، وتعويدها على العطاء لا الأخذ، وعلى التغافر لا التشاكي، وعلى التسامى لا التساقط. فالطعام القليل، والمرقد الخشن، والتدريب العنيف، والقيام الطويل، والنوم القليل، والتدبر العميق، والذكر الكثير، و دوام المحاسبة على التقصير، وتلقى التعزير بالقبول، وسرعة الإستجابة للتكليف، والاستعداد للتنازل عن كل شيء، والتدقيق في النية قبل كل عمل، وتمني بلوغ منازل الشهداء، واستحضار حال المرابطين . كل هذا من لوازم التربية الضرورية للمجاهدين، وعلى قدر الإجتهاد يكون التوفيق ، " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ، وإن الله لمع المحسنين " (الحليسي، 2014: 1-2).
وللتربية الجهادية أهداف سامية تتمثل في الدفاع عن العقيدة الإسلامية وإعداد الإنسان جسمياً وعسكرياً. لإن الله سبحانه وتعالى لا يفرض على المسلمين أحكاماً عبثياً، ولذلك فإن الجهاد في سبيل الله له أهداف وغايات سامية أهمها:
1. هداية الناس إلى الحق لعبادة الله وحده وعدم الإشراك به. قال تعالى: "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ".(الأنفال: 39)
2. نصرة المظلومين ورفع الظلم عنهم: قال تعالى: "وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا".(النساء: 75)
3. الدفاع عن الوطن والأرض والأعراض والأموال والأنفس: قال تعالى: "الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ.(البقرة: 194).( النحلاوي، 2005: 13).
فإذا تحققت أهداف التربية الجهادية تحقق الانتصار على الإرهاب. وبذلك جاءت التربية الجهادية رداً على مشكلة الإرهاب التي أصبحت تؤرق الكثيرين.
وما نعيشهُ اليوم من انتصارات وتضحيات لجيشنا الباسل وقوات الحشد الشعبي الأبطال الغيارى ووقفات التضامن دليل كبير على التربية الجهادية الصحيحة لدحر الإرهاب الجبان.... ومن الله التوفيق.

تحميل الملف المرفق Download Attached File

تحميل الملف من سيرفر شبكة جامعة بابل (Paper Link on Network Server) repository publications

البحث في الموقع

Authors, Titles, Abstracts

Full Text




خيارات العرض والخدمات


وصلات مرتبطة بهذا البحث