معلومات البحث الكاملة في مستودع بيانات الجامعة

عنوان البحث(Papers / Research Title)


بابل والتوراة ( التوراة والتوراة البابلية ) الفكر الديني البابلي مترجم في نصوص التوراة


الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)

 
علي سداد جعفر جواد

Citation Information


علي,سداد,جعفر,جواد ,بابل والتوراة ( التوراة والتوراة البابلية ) الفكر الديني البابلي مترجم في نصوص التوراة , Time 20/11/2016 15:09:37 : كلية الاداب

وصف الابستركت (Abstract)


يتكلم البحث عن ان الكثير من المعتقدات الدينية اليهودي هي ترجمة ونقل للكثير من اساطير العراق القديم وللكثير من منجزات الحضارة العراقية القديمة

الوصف الكامل (Full Abstract)

بابل والتوراة
( التوراة والتوراة البابلية )
الفكر الديني البابلي مترجم في نصوص التوراة

م. م. علي سداد جعفر
جامعة بابل / كلية الآداب
بحث مقبول للنشر في موسوعة الحلة
احتوت التوراة معلومات تاريخية مهمة عن بلاد وادي الرافدين بحكم المخلفات الحضارية التي اخذ منها اليهود الكثير في حقل الأساطير والقصص والمعارف وضمنوها في توراتهم منذ بدء الخليقة ، فالفكر الديني البابلي نراه مترجم في نصوص التوراة .
فلم تكن التوراة مكتوبة لدى اليهود في بابل ولا كانت موجودة لديهم في أيام السبي البابلي، فأصبح من البديهي اثر البابليين على الديانة اليهودية ، فتكون دين جديد في الأسر البابلي بتأثير مختلف مصادر الثقافة البابلية ، كل ذلك كان بسبب ولع اليهود بمحاكاة الوثنية .
أن الفكر الديني هو احد المواضيع التي أولاها الإنسان أهمية كبيرة منذ عصور موغلة في القدم ، إذ كان نموه وتطوره مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بتطور الجماعات البشرية البدائية التي أخذت تميل مع الزمن إلى تطوير إمكاناتها المتواضعة وعند ذاك زاد توجه تلك المجتمعات إلى ترجمة ثقافات الجماعات الأخرى ومما ساعد على ذلك احتكاك تلك الجماعات فيما بينها من جهة وبينها وبين الجماعات التي صادفتها في أثناء ترحالها أو تلك التي اتصلت بها عند بلوغها مناطق سكناها الجديدة من جهة أخرى ، فقد حصل تبادل في الخبرات التقنية المهمة وجوانب الحياة الأخرى كالجانب الديني . وبسبب تزايد أفراد تلك الجماعات وتراكم خبراتهم فقد اندمجت تلك الجماعات في عجلة التطور الحضاري ، وهكذا أسهمت الترجمة في الارتفاع بمستوى البشرية نحو الأفضل.
تشير الدلائل التاريخية إلى أن البدايات الأولى للترجمة كانت مقتصرة على الترجمة الشفوية للموروث الحضاري السائد آنذاك ، فقد كانت تفي بأغراض الناس وحاجاتهم الضرورية في صلاتهم وعلاقتهم بجيرانهم وما تقتضيه الحياة من تعامل ومبادلات ، وهذا قد يكون أمراً طبيعياً قبل أن تُعرف الكتابة ، ولما كان البشر يتكلمون لغات مختلفة فإن ذلك يعني أن الضرورة كانت تستدعي وجود وسيلة للتعارف الحضاري ومن هنا فرضت الترجمة وجودها بين تلاقح أفكار تلك المجتمعات .
إنّ اختراع العراقيين القدامى للكتابة يعد من أكبر الإنجازات التي قدمت للبشرية جمعاء وأكبرها وقد ظهرت لأول مرة عام (3200ق.م) قبل أن تبلغ مستواها المطلوب من النضج اللغوي الكامل في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد ، وكان لاختراعها الفضل الأكبر في تدوين ما يدور من أفكار في أذهان الناس في تلك العصور ولاسيما ما يتعلق بالجانب الديني الذي كان يتداول شفاهياً بين عامة الناس .
فاللغة إلى جانب أنها وسيلة من وسائل الاتصال الحضارية والضرورة الحياتية فقد كانت السبب في رقي الإنسان وسمّوه على سائر الكائنات على الأرض ، وكان احتياج اللغات إلى بعضها أمراً طبيعياً ، فكان لابد لكل أمة ، إذا كانت تريد معرفة أسباب نهوض الأمم الأخرى في علم أو أدب أو فن أو دين أو نظام اجتماعي واقتصادي متطور لتلحق بركب تلك الدولة ، من الاطلاع على ذلك الرقي عن طريق معرفة لغة تلك الأمة .
ومع أن الترجمة مهنة قديمة فان ترجمة الكتب أو المؤلفات سواء أكانت أدبية أم علمية لم يكن لها ذلك التاريخ القديم الذي نجده مثلاً في لوحات بابل وآشور وتل العمارنة ، فعلوم اليونان والإغريق قد نمت وتطورت في مراحل زمنية لاحقة لمرحلة النشاط العلمي في بلاد ما بين النهرين ، ولعل أحد الأسباب الرئيسة التي أدت إلى تأخر الترجمة التحريرية هو أن التأليف قد بدأ في وقت متأخر ، فقد كانت الكتابة مقتصرة على الأمور الاقتصادية والدينية والاحتفالات والمراسم وقد بدأ المؤرخون السومريون نحو عام(3200ق.م) يكتبون ماضيهم وحاضرهم ومن ثم بدأ المصريون بالكتابة حوالي القرن الرابع قبل الميلاد حيث كانت أغلب كتاباتهم دينية على جدران المقابر .
يعود الفضل الأكبر في اختراع الكتابة إلى السومريين الذين اتخذوا من جنوب بلاد الرافدين وطناً لهم وظلت لغتهم هي اللغة الرئيسة في البلاد مدة من الزمن ، بعد ذلك ظهر الجزريون (الساميون) الذين أخذوا يتعايشون سلمياً مع السومريين ، وبمرور الزمن ، وبالتحديد في بداية الألف الثاني قبل الميلاد ، أصبح الجزريون يشكلون أغلبية سكان البلاد فانتشرت ثكناتهم بشكل كبير فأصبح هناك ازدواج لغوي متمثل بوجود لغتين ، هما : اللغة السومرية واللغة الأكدية بفرعيها الآشورية والبابلية القديمتين ، ونتيجة لذلك الازدواج ظهرت لدينا القواميس اللغوية وهي عبارة عن معاجم احتوت على عمودين ، الأول : احتوى على علامات باللغة السومرية ، يقابلها في العمود الثاني شروحات تلك العلامات باللغة الأكدية ، ونتيجة لذلك نشطت حركة الترجمة ؛ إذ ترجمت قصص وملاحم عديدة من السومرية إلى الأكدية كما ترجم الكثير من النصوص الخاصة بالجانب الديني متمثلة بالتراتيل الخاصة بالصلاة والمراسيم الدينية .
ونتيجة لازدواجية اللغة في ذلك العصر الأكادي ولعدم تمكن الكتبة من استعمال كلتا اللغتين في آن واحد ، وذلك لعدم إتقانهم اللغة السومرية ، اتجه الكتبة الكبار إلى إيجاد حل لتلك المشكلة بتنظيم قوائم وجداول تضم أكثر الكلمات السومرية المتداولة في ذلك الوقت وما يقابلها من معانٍ باللغة الأكدية .
وكان ذلك أيضا سائداً في بابل القديمة أيام الدولة البابلية القديمة حدود (2000-1600ق.م) ، حيث جاءت الوثائق البابلية مليئة بالمفردات والمصطلحات السومرية التي استخدمت ضمن النصوص الأكدية دون أي تغيير ، وقد استبدلت فيما بعد عن طريق المعاجم التي عمل الكتبة البابليون على إيجادها بشكل رُقُم طينية كانت تضم حقلين متقابلين ، ضم الأول المفردات السومرية أما الثاني فقد ضم ما يقابلها باللغة الأكادية ، وهي من قبيل كتب النحو إذ تحتوي على تصاريف المفردات ومرادفاتها وتراكيبها النحوية ، واستخدم البابليون كذلك طريقة الشروح والهوامش وذلك لتفسير الغامض فيما بين السطور وبخط دقيق . وبذلك يمكننا أن نقول بأنهم قد أسسوا لما عرف فيما بعد بعلم اللغة . ولم يكتفوا بالفهارس ثنائية اللغة فقد أبدعوا في عرض مئات بل الآلاف من الجمل الخبرية المتماثلة وبشكل مرتب .
أن لظهور الكتابة في منتصف الألف الرابع قبل الميلاد وما تبعه بعد ذلك من تطورات اقتصادية واجتماعية وسياسية في مدن العراق القديم ودويلاته أثره في ظهور مهن جديدة ، وذلك للزيادة في تقسيم العمل ، وقد ساعد على ذلك أن الاختصاصات أصبحت أكثر مهنية ، فظهرت الحاجة إلى المترجمين .
وكان تدوين الفكر الديني عند السومريين سبباً من أسباب ظهور الحاجة إلى الترجمة التحريرية وكانت النصوص المترجمة نصوصاً تتضمن بالدرجة الأولى التعاليم الإلهية ، وعلى ما يبدو فإن السومريين لم يتمكنوا من الكتابة في ذلك الموضوع إلا عن طريق فهارس بأسماء الآلهة مصنفة في عمود واحد دور أن يكون لها تعليق أو توضيح ، أما الفهارس التي وجدت عند البابليين فهي على العكس من ذلك تتألف في الغالب من عمودين توضح أسماء الآلهة وتشرحها وتفيد بمعلومات أساسية عنها ، ثم ظهرت بعد ذلك بفترة تعليقات شعائرية استقيت مضامينها من تلك الفهارس نفسها ومن الأساطير والشعائر الدينية الشائعة ، فظهرت مدائح دينية ، وأدعية وابتهالات وأغاني الرثاء وتعويذات سومرية ، ومدائح سومرية للآلهة الأبطال وأدعية ورسائل إلى الآلهة وأدعية للتوبة وابتهالات مرافقة لتقديم القرابين ، وابتهالات وأدعية لنصرة الملوك .
إن أية أمة لا تستطيع أن تعيش بمعزل عن الأمم الأخرى بسبب التمازج الحضاري وكان نتيجة ذلك التمازج والالتقاء الحضاري حدوث انصهار ثقافي ونشوء ازدواج لغوي بين لغات تلك الأمم ، وينتج من ذلك الازدواج تأثيرات لغوية لإحدى اللغتين على الأخرى ، وكان نتيجة ذلك الانصهار الثقافي بين السومريين والأكاديين ، أن قام الكتبة الاكديون بنقل غالبية النتاج الأدبي السومري ولاسيما ماله علاقة بالمعتقدات الدينية إلى اللغة الأكدية ، " وأجريت خلال عملية الترجمة والنقل إلى الأكدية بعض التعديلات والتحويرات وأضيفت وحذفت فقرات معينة كل ذلك بما ينسجم وأفكار الأقوام الأكدية والبابلية والآشورية ومعتقداتهم ومفاهيمهم ، كما عدلت بعض القصص الدينية وغيرت شخوصها بما يتفق وارتفاع شأن البابليين أو الآشوريين وكما كان شائعاً في العراق القديم وفق مبدأ التفضيل أو التفريد في المعتقدات الدينية " .
فقد كان الإنجاز الحضاري الأكبر الذي يحسب للإنسان البابلي وحتى السومري الأقدم عهداً هو أغناء الفكر الإنساني ، وأن الكتب القديمة من التوراة تراجم لقصص الخلق البابلية والسومرية القديمة ، كما لوحظ التشابه الواضح بين التلمود وشريعة حمورابي ، واحتوت أسفار التوراة على الكثير من المعلومات التاريخية المهمة لبلاد الرافدين ، فقد اخذ العبرانيين من تلك الحضارة الكثير في مجال الأساطير والقصص والمعارف وضمنوها في توراتهم ، حتى إن إحدى الأساطير الدينية السومرية تروي لنا أقدم الوصف لقصة الطوفان ، فأسطورة الطوفان تظهر ملك شوروباك كأنه بطل الطوفان وفي التقليد البابلي الآشوري قصة جلجميش ، أي نظيراً لـ (أوتونانبيشتم) ونوح في الكتاب المقدس ، وكان العراقيون القدماء قد تناقلوا هذه القصص على أفواه الناس حتى اختراع الكتابة ومن ثم دونت ، فأصبحت ترجمتها أكثر سهولة بعد تثبيتها، حتى إن نقاد الكتاب المقدس كانوا يحاجّون اليهود ويتهمونهم بأنهم قد استولوا على نصوص دينية بابلية وسومرية قديمة أثر الأسر البابلي ، (وان ما ورد في التوراة من مزامير وأمثال وأشعار وشرائع إلى ذلك من أساطير وقصص فهو مستقى من المصادر الأدبية القديمة لمختلف الحضارات التي اطلع عليها كتبة التوراة ومن المعتقدات والتقاليد الاجتماعية التي عاشوها ومارسوها في مناطق الاحتلال وهي كنعانية أو بابلية الأصل) ، وقد قبلت القبائل العبرية القديمة تلك القصص التي تعود إلى فجر الحضارة عام (3000ق.م) ، حيث اقتبس اليهود منها ما ينفعهم وحذفوا كل ما لا يلق استحسانهم ، كما وجدت نصوص دينية مستلة من الحكمة البابلية في مدينة مجدو الفلسطينية ، إذ عمل الكتبة المحليون على استنساخها ومن ثم ترجمتها حيث كان هؤلاء الكتبة متبحرين بآداب وادي الرافدين وعلومه .
فقد كان تأثر اليهود بآداب حضارة وادي الرافدين ، قد انعكس على تطور معتقداتهم الدينية الأساسية من خلال ما اقتبسوه من تلك الحضارة ، أثناء وجودهم في بلاد بابل ، بعد استيلاء نبوخذنصر على أورشليم واخذ أهلها أسرى عام 598 ق. م .
وتشكلت التوراة من واقع تدوينات متعاقبة لأصول من موروثات شفوية قديمة ، ومجموعة من القصص التي تألفت من الحكايات الشعبية ، والأساطير والملاحم تناقلتها ذاكرة اليهود جيلاً اثر جيل ، وزاد فيها خيالهم ما شاء لهم إن يدخلوا لها قصص خيالية ، حتى غدت تلك القصص اقرب إلى الأسطورة من الواقع فبدء النظر إليها على أنها أساطير وطنية تحولت مع الزمن إلى تاريخ .
وكان اطلاعهم على العقيدة البابلية في أيام الملك كورش الكبير الذي احتل بابل واسقط دولتها سنة (538ق.م) وارجع اليهود إلى فلسطين ، فقد سمح الأسر البابلي لليهود بالاطلاع على تلك الكتب الدينية التي تضم الأساطير والثقافات القديمة للعراقيين القدماء ، ومن ثم كان النتاج الأعظم لليهود أثناء الأسر البابلي تصنيف التلمود البابلي الذي يسمى في حالات نادرة بتلمود أهل الشرق ، وهو أسمى وارفع مقاماً عندهم من التوراة ومن باقي الأسفار لدى بعض اليهود ، وكان ذلك تحت التأثير البابلي الذي كان واضحاً على العهد القديم من قبله ، كما في استخدامهم للتقويم البابلي وهو واضح في سفر الملوك الأول .
إن ولادة الترجمة في العصور القديمة ولاسيما الترجمة الدينية كانت قد وردت في الإصحاح الحادي عشر سفر التكوين في التوراة الآية من (1) إلى (9) في أرض بابل زماناً ومكاناً فقد أورد الأبشيهي في كتابه (المستطرف في كل فن مستظرف) ما نصه :-" قال أهل التواريخ ونقلة الأخبار إن أول بناء بني على وجه الأرض الصرح الذي بناه نمرود الأكبر بن كورش بن حام بن نوح (ع) ، وبقصته عن أرض بابل وله إلى عصرنا اثر ذلك البناء كأنه جبال شاهقات ، قالوا وكان طوله خمسة آلاف ذراع بناه بالحجارة والرصاص والشمع واللبان ليمتنع هو وقومه عن طوفان ثان فأخرب الله تعالى ذلك الصرح في ليلة واحدة بصيحة فتبلبلت به ألسنة الناس فسميت أرض بابل ".

تحميل الملف المرفق Download Attached File

تحميل الملف من سيرفر شبكة جامعة بابل (Paper Link on Network Server) repository publications

البحث في الموقع

Authors, Titles, Abstracts

Full Text




خيارات العرض والخدمات


وصلات مرتبطة بهذا البحث