معلومات البحث الكاملة في مستودع بيانات الجامعة

عنوان البحث(Papers / Research Title)


مرجعيات فهم النص القرآني عند المستشرق الألماني


الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)

 
عامر عمران علوان الخفاجي

Citation Information


عامر,عمران,علوان,الخفاجي ,مرجعيات فهم النص القرآني عند المستشرق الألماني , Time 5/24/2011 9:19:57 AM : كلية العلوم الاسلامية

وصف الابستركت (Abstract)


مرجعيات فهم النص القرآني عند المستشرق الألماني

الوصف الكامل (Full Abstract)


مرجعيات فهم النص القرآني عند المستشرق الألماني (نولدكه) في كتابه (تأريخ القرآن )
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .اللهم اهدنا بالقرآن ووفقنا لفهمه وتدبره ، والعمل به وأبتنا على هداه وأعنا على تحمل أعبائه وإبلاغه وبعد :         إن القرآن الكريم هو المعين الذي لا ينضب ، والمادة الثرة لكثير من الباحثين فقد اعمل الباحثون نظرهم فيه سنين وسنين فلم يزدد إلا نظارة وعمقاً.        ومن الذين نظروا في القرآن الكريم وانبهروا به هم المستشرقون وهم علماء الغرب الذي درسوا تراث العرب ومن أوائل أولئك هم المستشرقون الألمان ، فقد ساعدت ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية بعض الباحثين من الغرب على الاطلاع على كنوز القرآن فأعجبوا به فحداهم هذا الإعجاب إلى أن يفتشوا في آياته ويدرسوا سوره ومعانيه فجاءت الدراسات الاستشراقية ومن أهم من درس القرآن من المستشرقين هو الدكتور الألماني (تيودور نولدكه) فألف كتابه ( تأريخ القرآن،) .       وقد جاء البحث ليسلط الضوء على المرجعيات التي اعتمد عليها (نولدكه) في فهمه للقرآن او المصادر والأدوات التي استعان بها على فهمه للقرآن .      وقد قسم البحث على مقدمة ومباحث تناولت في المبحث الأول : الاستشراق تعريفه ، بداياته ، أهدافه ، وقد خصص المبحث الثاني للحديث على المرجعيات التي اعتمد عليها (نولدكه) في فهمه للقرآن الكريم ومنها : عقيدته الدينية ، وخلفيته الثقافية واعتماده على تاريخ الشعوب واعتماده على الحروب والغزوات الإسلامية ، واعتماده على مصادر المسلمين ، والنظر في القرآن الكريم ، وتدبر معانيه ، ومرجعيات أخرى كشف عنها البحث .    وقد اعتمدت في بحثي هذا على مصادر قد تكون قليلة إلا أنها وفت بالغرض ، وقلتها هذه راجعة إلى قلة المصادر عن المستشرقين ، وتحديد البحث بكتابة واحدة وهو تأريخ القرآن ) .    وقد خلص البحث إلى نتائج مهمة من أهمها أن الاستشراق ظهر في زمن الدولة الأندلسية وكانت بداياته في من الحروب الصليبية ، وان هنالك مستشرقين كثر درسوا سور القرآن الكريم من بينهم (نولدكه) وهو من ابرز العلماء وأهمهم وآراؤه كفيلة ببيان شخصيته .   وأخيراً أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من أعان ولو بكلمة او نصح او دعاء ، ولا ادعي أني أنجزت البحث على أكمل وجه فالكمال لله وحده، وجل من لا يخطئ ، وأرجو من القارئ الكريم أن يتجاوز عما يجده من هفوات فهو أول بحث اكتبه عن المستشرقين وجل من لا يخطئ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .                                                                                                      الاستشراق : تعريفه ، دوافعه ، بداياته 
      الاستشراق : هو دراسة يقوم بها الغربيون لتراث الشرق ، وخاصة تراث الأمة العربية ،وبخاصة كل ما يتعلق بتأريخه ولغاته وآدابه وفنونه وعلومه وتقاليده وعاداته وذلك لأهداف هم يقصدونها  .يرى المستشرق الألماني ( ألبرت ديترسيتش ) أن المستشرق : هو الباحث الذي يحاول دراسة الشرق وتفهمه ولن يتأتى له الوصول إلى نتائج سليمة ما لم يتقن لغات  .      وهو تعبير يدل على الاتجاه نحو الشرق ويطلق على كل من يبحث في امور الشرقيين وثقافتهم وتأريخهم .      إذن من خلال هذه التعاريف يتبين أن الاستشراق هو دراسة الغربيين لفكر الشرقيين . والمستشرقون ينقسمون على قسمين : الأول : يتجاهل كل ما هو جيد إقامة العرب ، وينكر فضل العرب والمسلمين في الحضارة والتمدن .الآخر : يذكر الحقيقة لأنه لا يغش أحداً ويأبى على نفسه أن يخدع الناس ويزور التاريخ . أهداف الاستشراق ودوافعه
من الصعب جداً تحديد بداية الاستشراق إذ إن بعض المؤرخين يعود به إلى أيام الدولة الإسلامية في الأندلس في حين يعود به آخرون إلى أيام الصليبين بينما يرجعه كثيرون إلى أيام الدولة الأموية في القرن الثالث الهجري .ويرى بعضهم إن مصطلح الاستشراق يعود إلى العصر الوسيط بل إلى العصور القديمة أي إلى الوقت الذي كان فيه البحر المتوسط – كما قيل – يقع في وسط العالم وكانت الجهات الأصلية تتحدد بالنسبة إليه فلما انتقل مركز ثقل الأحداث السياسية بعد ذلك من البحر المتوسط إلى الشمال بقي مصطلح الشرق رغم ذلك دالاً على الدول الواقعة شرق البحر المتوسط .(ويبدو أن مصطلح الشرق لم يقتصر على هذه الرقعة جغرافياً فحسب بل تجاوزها إلى غرب الجزيرة العربية وشمال أفريقيا وذلك بعد الفتوحات الإسلامية فعدت كل من مصر والمغرب وشمال أفريقيا وما تغرب من سكان هذه الدول من الشرق فشملها هذا الاسم باعتبار دينها الإسلام ولغتها العربية) . أهداف الاستشراق ودوافعه
المستشرقون عندما يدرسون تاريخ العرب والمسلمين تحركهم أهداف وأغراض ، فلا يعقل أن تتبنى مؤسسات ودول عمل المستشرقين وليس لهم هدف في ذلك بل كانوا يرمون إلى أهداف بعضها معلوم وبعضها غير معلوم ومن هذه الأهداف والدوافع :أولاً : التشكيك في صحة الإسلام ورسالة النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والزعم بأن الحديث النبوي الشريف إنما هو من عمل المسلمين خلال القرون الثلاثة الأولى وهذا الهدف عبر عنه الدكتور محمد حسين الصغير بـ (التبشير) .على أننا لا يمكن أن نصف كل الدراسات الاستشراقية بالتبشير فهناك مستشرقون درسوا القرآن دراسة موضوعية ، والمستشرقون بعضهم مجتهد وقد يخطئ المجتهد وقد يصيب ومن أولئك نولدكه .وهناك من المستشرقين من لهم دراسات كلها زيف في زيف ترمي إلى ضرب الإسلام والمسلمين وهم كثر .المستشرقون عندما يدرسون تاريخ العرب والمسلمين تحركهم أهداف وأغراض ، فلا يعقل أن تتبنى مؤسسات ودول عمل المستشرقين وليس لهم هدف في ذلك بل كانوا يرمون إلى أهداف بعضها معلوم وبعضها غير معلوم ومن هذه الأهداف والدوافع :أولاً : التشكيك في صحة الإسلام ورسالة النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والزعم بأن الحديث النبوي الشريف إنما هو من عمل المسلمين خلال القرون الثلاثة الأولى وهذا الهدف عبر عنه الدكتور محمد حسين الصغير بـ (التبشير) .على أننا لا يمكن أن نصف كل الدراسات الاستشراقية بالتبشير فهناك مستشرقون درسوا القرآن دراسة موضوعية ، والمستشرقون بعضهم مجتهد وقد يخطئ المجتهد وقد يصيب ومن أولئك نولدكه .وهناك من المستشرقين من لهم دراسات كلها زيف في زيف ترمي إلى ضرب الإسلام والمسلمين وهم كثر . ثانياً : الاستعمار :
من بين دوافع الاستشراق هو الدافع الاستعماري فعندما أرادت دول الغرب عقد الصلات السياسية بدول الشرق والاغتراف من تراثها والانتفاع بثرائها والتزاحم على استعمارها دفعت كل دولة مستشرقيها إلى دراسة الشرق وقد تولى بعض المستشرقين مناصب مرموقة مثل تدريس اللغات والإشراف على الطباعة وغيرها . من بين دوافع الاستشراق هو الدافع الاستعماري فعندما أرادت دول الغرب عقد الصلات السياسية بدول الشرق والاغتراف من تراثها والانتفاع بثرائها والتزاحم على استعمارها دفعت كل دولة مستشرقيها إلى دراسة الشرق وقد تولى بعض المستشرقين مناصب مرموقة مثل تدريس اللغات والإشراف على الطباعة وغيرها . ثالثاً : الدوافع العلمية :
ذكر الدكتور محمد حسين الصغير هذا الدافع فقال : (ويبدو لي من خلال معايشة الحركة الاستشراقية بوجه عام أن الهدف العلمي من وراء دراسة القرآن الكريم والتراث العربي قد يشكل أسلم الدوافع وأنبل الأهداف ترجيحاً لدي فكثير من هؤلاء المستشرقين لمسوا في اللغة العربية لغة ثقافة وأدب وحضارة ووجدوا في القرآن في الذروة من هذه اللغة فحدبوا على دراسته بدافعٍ علمي محض تحدو بهم المعرفة وتصاحبه اللذة فأبقوا لنا جهودا عظيمة مشكورة) . وبعد ذلك فإن علينا أن نقف موقف الحذر والحيطة من جهود أولئك المستشرقين واجتهاداتهم بالنسبة للدراسات القرآنية فهم يخضعون القرآن الكريم إلى مناهج وطرائق تلائم لغاتهم وقد لا تلائم اللغة العربية بما تملك من خصائص فلكل لغة منهج خاص بها ولا يمكن الخلط بين المناهج في دراسة اللغات( ولاسيما في مجال التفسير والترجمة فالتفسير مهما كان دقيقاً قد لا يتوافر على المراد منه في اللغات الأخرى كما هو في اللغة العربية .وكذلك يجب علينا أن نرصد كل ما كتب في تاريخ القرآن ودعوى التحريف بمنظور متيقظ لأن لا نقع في ما وقع فيه بعض المستشرقون من الأسفاف والخلط .وهذا لا يعني أننا نغض من قيمة وأصالة جهود المستشرقين ولكن ندعو إلى تقويمها ورصدها للوصول إلى العلمية الحقيقة الخالصة .ونود أن نشير هنا إلى أن بعض الباحثين ينسف الدراسات الاستشراقية ويعد كل مستشرق على خطأ وجانب الصواب فيقول : (إن هؤلاء المستشرقين الذين ينتقدون القرآن ويخطئونه وينفرون الناس منه لا يحسنون فهمه على النحو المخزي .... لقد كنت أضن أن أخطائهم العادية لا ينجو منها جهد بشري أما هذا الجهل الفادح وهذا العناد الحرون .... لم يكن يخطر ببالي) .  مرجعيات (نولدكه) في فهمه للقرآن
سبق أن أشرنا إلى أن كتاب (تاريخ القرآن) من أهم الكتب التي ترجمت إلى العربية وكذلك فهو جهد قيم للمستشرق الألماني (نولدكه) يتسم بالجدة والعلمية والإحاطة والشمول في دراسته للقرآن الكريم .لقد فتح المستشرق الألماني (نولدكه) الباب واسعا لمن جاء بعده من باحثين مستشرقين وعرب للبحث في القرآن الكريم والتأمل في آياته ودراسة المراحل الزمنية التي مر بها .إن (نولدكه) لم يكن ليطرح آرائه جزافاً من غير مرجعية يستند إليها في فهمه للنص القرآني فقد كان له في كل نظرة للقرآن مستند يستند عليه ودليل يدعم به رأيه صحيحاً أم خاطئاً .لقد اعتمد (نولدكه) على مصادر عدة وثقافات مختلفة بلورت آراءه وشخصيته وقبل الحديث عنها لا بد لنا من بيان معنى المرجعيات فنقول : المرجعيات : هي المصادر والمراجع التي يعتمد عليها الباحث في إطلاق آرائه . أو هي مجموعة الأدوات التي يستعين بها الباحث في بحثه للوصول إلى نتائج مقبولة .والآن يمكننا الحديث عن المرجعيات التي اعتمد عليها (نولدكه) في كتابه تاريخ القرآن وهي : أولاً : ثقافته العلمية :
القارئ لكتاب (تاريخ القرآن) يجد شخصية (نولدكه) واضحة فيه ، وهذا يدل على امتلاكه ثقافة علمية واسعة ، هذه الثقافة التي استعان بها في فهمه للنص القرآني فأوصلته إلى نتائج مهمة كثيرة . وهناك أمثلة عدة في كتابه تبين ثقافته هذه ، فنجده يقول عن حديثه على أقدم آية نزلت على الرسول (صلى الله عليه وسلم) : ((وما أقل ما يمكن الاعتماد عليه من روايات المسلمين حول ذلك ، أشهر هذه الروايات هي التي تلقاها "عروة بن الزبير" عن "عائشة" لكن "عائشة" لا يوثق بكلامها كثيراً ، أضف إلى ذلك أن (محمداً) لم يرو لها ما حدث إلا بعد حدوثه بزمن طويل)) .فهو في كلامه هذا لا يقبل رواية "عائشة" ويعلل عدم قبوله هذا . وهذا إن دل فإنما يدل على معرفته الكاملة بسيرة كثير من الشخصيات الإسلامية .ونراه عند حديثه على قوله تعالى : { فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً  } يقول : (يرى بعضهم أن ذكر زيد في سورة الأحزاب 33 : 37 يعني نوعاً من التعويض على تخليه عن زوجته "زينب بنت جحش" للنبي ، بعكس ذلك الغرض من ذكر "أبي لهب" هو إلحاق وصمة لا تمحى بعم النبي ، هذا بسبب كفره. ولا يبدو لي أياً من هذه الدوافع مقنعاً . فبحسب  معرفتنا  للظروف التي  سادت آنذاك لم يكن الابن المتبنى المطيع إن رأيه واضح في هذا المقطع من كلامه ، فهو يعتمد على علميته وثقافته في تحليل هذه الآراء التي ذكرت .وفي نص ثالث تبدو ثقافة (نولدكه) اللغوية والتاريخية ، فنجده يقول عند حديثه على أصل كلمة "قرآن" و "قرأ" : (وبما أن كلمة حضارية مثل "قرأ" لا يمكن أن تكون كلمة سامية قديمة ، يجوز لنا الافتراض أنها انتقلت إلى بلاد العرب من الشمال على الأرجح ، حيث يبدو أن معنى الكلمة الأصيل : "نادى" ما زال حياً حتى الآن في اللغتين العبرية والآرامية) .فهو هنا ذو قابلية كبيرة على تحليل النصوص اللغوية ، فهو مطلع على كثير من اللغات القديمة مما ساعده على فهم نص القرآن الكريم ، وجعله يقترب من الصواب في بعض آرائه .وهناك أمثلة أخرى كثيرة توضح ثقافة (نولدكه) أعرضنا عن ذكرها خشية الإطالة . ثانياً : عقيدته الدينية :
من الواضح أن أغلب المستشرقين الذين درسوا القرآن الكريم هم من أتباع الديانات الأخرى غير الإسلام ومن الطبيعي جداً أن يتأثروا بما يحملون من أفكار وعقائد دينية ، إذ تبدو عقيدتهم هذه في حكمهم على الدراسات الإسلامية وفهمهم للقرآن الكريم . فنجد مثلاً المستشرق الألماني (جوستاف فايل : ت 1889م) قد تأثر كثيراً بثقافته اليهودية ، وقد بدت هذه الثقافة واضحة في كتاباته فقد امتازت بحوثه بشمولية الموضوع ومعرفة المنهج التاريخي ، وأن كان لا يخلو من الثقافة التلمودية لأن الكاتب من أصل يهودي) .وعندما جاء (نولدكه : ت 1930م) فتح لنا عمقاً جديداً في الدراسات القرآنية في كتابه "تاريخ القرآن" موضوع البحث . فقد عد "دودي بارت" هذا الكتاب من أهم كتب (نولدكه) على الإطلاق حتى أصبح منذ زمن طويل كتاباً أساسياً من كتب هذا الفرع من التخصص – أي : الدراسات القرآنية ..) . إلا أن (نولدكه) لم يستطع أن يتغاضى عن خلفيته الدينية في أحكامه كسابقيه من المستشرقين . والناظر في كتاب"تاريخ القرآن" يجد هذا الأمر واضحاً في مواضع كثيرة، سوف نذكر بعضها إن شاء الله تعالى فنراه يقول عند حديثه على سورة الفاتحة والسبع المثاني .(أما في ما يتعلق بمعنى "مثانٍ" فليس أي من المعاني المنقولة مثل "إعادات" أو " آيات" أكيداً . والكلمة معناها غير واضح في الموضع الوحيد الذي ترد فيه في القرآن ، لكن الاعتقاد الذي يذكره "أ. غايفر" يبدو صالحاً للقبول أكثر من تلك المعاني ، فالكلمة تتصل برأيه بالكلمة اليهودية "مشسا" والأفضل القول بالكلمة اليهودية – الآرامية "مثنيشو" .بمعنى : التقليد ، ويمكن أن يكون هذا المعنى هو المقصود في سورة الحجر 15/87 ) .فنجده في هذا النص يربط معنى كلمة "مثاني" باللغة اليهودية أو الآرامية ، وهذا نابع من اعتقاده واطلاعه على اللغة اليهودية .وهناك نص تظهر فيه عقيدته الدينية ظهوراً كبيراً فهو يقول عند حديثه على البسملة ومعنى "بسم الله الرحمن الرحيم" (أما صيغة الافتتاح "بسم الله الرحمن الرحيم" التي يختصرها العرب بالتسمية أو البسملة فتعود إلى لغة الكتاب المقدس ، هذه العبارة ترد هناك دائماً مقترنة بكلمات تدل على أفعال ....... هذا ما يجعلنا نفترض أن الموضعين الوحيدين اللذين توجد فيهما البسملة بصرف النظر عن عناوين السور يرجمان بلا لبس إلى مصادر يهودية) .فهو يرجع أصل البسملة إلى اليهودية ، وهذا غير صحيح كما هو معروف ، إلا أن ثقافته وعقيدته الدينية دفعته إلى أن يحكم على هذه الآية بهذا الحكم الخاطئ .وأهم نقطة عند المستشرقين عموماً و (نولدكه) خصوصاً هي : إن عقيدته الدينية جعلته ينظر إلى الإسلام والقرآن والنبي محمد (ص وآله) نظرة عادية لا تقدس هذه الرموز ، بخلاف المسلمين الذين  يعدون هذه الرموز مقدسة .فهو عند حديثه على جمع القرآن يقول : (يلجأ محمد في المدينة إلى توسيع آيات سابقة بواسطة إضافات صغيرة أو استطرادات ، أو حتى حين يستبدلها بنص جديد ..... كان يلجأ لهذا لكي يرخي القيود التي وضعها من خلال الآيات المثبتة بالكتابة حول حريته النبوية دون انتباه) . فعنده أن النبي محمد (ص) يضع الآيات ويزيد عليها ويوسعها من عنده ودون انتباه منه (ص) وهذه النظرة عند (نولدكه) والمستشرقين نابعة من عدم إيمانهم بقدسية القرآن والنبي (ص) . فهذا أثر للعقيدة واضح نجده عند (نولدكه) في فهمه للنص القرآني .وقد أجاد الدكتور "محمد حسين الصفير" حين قال :(وناحية أخرى مهمة في مفارقات الفهم الاستشراقي للنص القرآني تنبعث من زاوية عقيدية ، فالمستشرق قد لا ينظر النص القرآني من كونه نصاً حضارياً بينما ينظره المسلم نصاً مقدساً ، ولا يمكن أن تتطلب من مستشرق أن يرى القرآن بعين المسلمين ، فلا تحمله أكثر من مهمته الأكاديمية ، فقد يتهاون بعض المستشرقين بأقدس جانب من القرآن ولا يراه تهاوناً ، وقد يقصر في عرض وجهة نظر دقيقة ولا يجده تقصيراً ، وقد يطنب في نواحٍ لا تستدعي اهتماماً جدياً في نظرنا ، ومع ذلك رأينا البعض الآخر يعامل القرآن معاملة تفوق معاملته للتوراة والإنجيل وإن كان يهودياً أو مسيحياً معتبراً القرآن من المقدسات الإلهية الكبرى كما هي الحال عند المتورعين من المسلمين) .   والصواب ما قاله الدكتور "الصغير" بأننا لا بد لنا أن لا نتطلب من المستشرق أكثر من التزامه الأكاديمي . وهذا لا يعني غض الطرف عن الأخطاء الفادحة التي وقع فيها المستشرقون ، بل يجب علينا أن ننتبه لكل صغيرة وكبيرة كتبها المستشرقون لتمييز الصواب من الخطأ . ثالثاً : قصص الكتب القديمة
من الأمور الواضحة في أسلوب (نولدكه) في كتابه "تاريخ القرآن" هو ربطه لقصص القرآن والإنجيل ففي الوقت الذي نراه يعجب بسحر القرآن البلاغي وإعجازه البياني ...يغمز أسلوب القرآن باعتباره أسلوباً قصصيا ينقصه التسلسل في طريقة الإخبار والسير ، ويرى في قصصه انقطاعا حتى ليصعب فهمها على من يطلع عليها في مصدر آخر
       أراد نولدكه أن يفهم القرآن من خلال ربطه بأسلوب التوراة ، ويرى الباحث هذا الربط بين أسلوب القرآن وأسلوب التوراة غير موفق لان القرآن الكريم يختلف اختلافا كبيرا عن سابقه من الكتب السماوية كما أن بلاغة القرآن يصعب على غير العربي فهمها وتذوقها ، وهذه من الأمور التي تحسب للبلاغة القرآنية ، فليس لرجل مثل " نولدكه" أن يفهم بلاغة القرآن وبراعته .      وقد تكفل الأستاذ ( أنيس المقدسي ) بالرد عليه حث قاتل " : " لا يجوز مقارن هذا الأسلوب بأسلوب القصة في التوراة لاختلاف الغرض فيهما ففي التوراة  عدى أسفار الأنبياء والأمثال والأناشيد أروحية حادث تاريخية منظمة تجري الأخبار مجراها الواضح المادي ، أما القرآن فأنه يشير إلى الحوادث التاريخية بوثبات او بحملات روحية خطابية لا يفصد بها تسلسل الخبر بل يقصد بها التذكر والتهويل ترد مرارا بحسبما يقتضيه الكلام وكثيرا ما تروى على سبيل الإشارة والتلميح والنسق الخطابي يقتضي التكرير كما هو معروف رابعا : تاريخ الشعوب والغزوات الإسلامية : 
   لقد كانت الغزوات التي غزاها المسلمون والحروب التي خاضوها مصدرا من مصادر (نولدكه) في كتابه وكذلك اعتمد نولدكه على تاريخ الشعوب في فهم النص القرآني من خلال المقارنة بين تاريخ الشعوب قبل الإسلام وبين ما ورد في القرآن الكريم من أشارات وتلميحات لهذه الشعوب القديمة فعندما يتحدث نولدكه على النبوة يقارن بين نبوة الإسلام ونبوة الشعوب السابقة فيقول : " لا يسعنا الإنكار أن كثيرا من الشعوب عرفت ما يشبه النبوة لكننا نرى أن النبوة لن تتطور إلا في الشعب الإسرائيلي منتقلا من بدايات بسيطة جدا إلى سلطة محركة لمجال الدين والدولة بأسره ومتحكمة فيه    لقد كانت الغزوات التي غزاها المسلمون والحروب التي خاضوها مصدرا من مصادر (نولدكه) في كتابه وكذلك اعتمد نولدكه على تاريخ الشعوب في فهم النص القرآني من خلال المقارنة بين تاريخ الشعوب قبل الإسلام وبين ما ورد في القرآن الكريم من أشارات وتلميحات لهذه الشعوب القديمة فعندما يتحدث نولدكه على النبوة يقارن بين نبوة الإسلام ونبوة الشعوب السابقة فيقول : " لا يسعنا الإنكار أن كثيرا من الشعوب عرفت ما يشبه النبوة لكننا نرى أن النبوة لن تتطور إلا في الشعب الإسرائيلي منتقلا من بدايات بسيطة جدا إلى سلطة محركة لمجال الدين والدولة بأسره ومتحكمة فيه
ونحن إيرادنا لهذا النص لا يعني أننا نوافق "نولدكه" في رأيه بل على العكس وإنما نورد هكذا نصوص لنبين للقارئ الكريم مدى تأثر نولدكه بتاريخ الشعوب القديمة في دراسته للقرآن الكريم .     أما الحديث على الحروب والغزوات الإسلامية فهنالك نصوص عديدة في كتاب تاريخ القرآن تدل بوضوح على أن نولدكه اتخذ هذه الحروب والغزوات الإسلامية  أساساً في فهمه لبعض آيات القرآن الكريم وقد تنبأ إلى ذلك الدكتور محمد حسين الصغير فقال " " وقد سلك – يعني نولدكه- في كشف تاريخ السور مسلكا قويما يهدي إلى الحق أحياناً فأنه جعل الحروب والغزوات الحادثة في زمن النبي (ص) وعلم تاريخها كحرب بد والخندق وصلح الحديبية وأشباهها من المدارك لفهم تاريخ ما نزل من القرآن فيها وجعل أيضاً اختلاف لهجة القرآن وأسلوبه الخطابي دليلا آخر لتاريخ آياته
   والحق أن هذا المسلك هو مسلك صحيح لفهم الآيات ودليل قاطع في معرفة تاريخ السور القرآنية خامساً :  مصادر المسلمين 
   إذا أراد الباحث أن يدرس تاريخ المسلمين فعليه أولاً : معرفة المصادر التي يمكن من خلالها الاطلاع على تاريخ المسلمين .      كذلك فعل نولدكه فقد استقر أكثر كتب المسلمين ليتوصل إلى حكم صحيح على الآيات القرآنية فهنالك أسماء كثيرة جاء ذكرها في كتاب ( تأريخ القرآن ) منها كتاب (سيرة ابن إسحاق) لمحمد بن إسحاق بن يسار ،وكتاب ( الإتقان )  لجلال الدين السيوطي ، وهذا الكتاب اعتمد عليه  نولدكه كثيرا في كتابه ، وكذلك كتب الصحاح مثل صحيح مسلم وكتاب ( سيرة ابن هاشم ) وكتب أخرى كثيرة وقد ذكرتها هنا على سبيل المثال .        وفي بعض الأحيان يتبع نولدكه الآراء التي ذكرها المسلمون في كتبهم فهو عند حديثه على تقسيم السور إلى مكي ومدني   يقول : وتجدر الملاحظة إلى أننا متبعين معظم المسلمين (الإتقان) تسمي كل المواضع التي أنزلت قبل الهجرة مكية وكل المواقع اللاحقة مدنية        ويعلن نولدكه بصراحة اعتماده على التراث الإسلامي ويعترف بأنه على حق أي التراث الإسلامي فيقول : ( إن التراث الإسلامي إذن على حق حيث يعلن أن الجو الديني العام الذي ساد المدينة كان الدافع الرئيس لتقبل محمد فيها )     وهذا اعتراف منه بأنه اعتمد على تراث المسلمين وان هذا التراث على حق . ومن جملة تراث المسلمين (أشعار العرب ) فقد اتخذ (نولدكه) أشعار العرب دليلا ووسيلة لفهم بعض الآيات القرآنية ، قهي , أي أشعار العرب ديوانهم الأكبر وهي الحافظ للغة العربية لغة القرآن الكريم . 0فيقول عند حديثه على مدة بقاء الرسول الأعظم (ص) في مكة : " أما انه قضى في مكة أكثر من عشر سنوات نبيا ، فهذا ما تطلعنا عليه قصيدة معاصرة يذكرها المؤرخون كثيرا تنسب بالعادة إلى " صرمة بن أبي انس " من المدينة ، ونادرا ما تنسب  إلى " حسان بن ثابت "  ثوى في قريش بضع عشرة حجة        يذكر لو يلقى صديقا مؤاتيا  بل يذهب (نولدكه) في الاعتماد على الشعر في أكثر من ذلك فهو يقدم الشعر على الرواية من حيث قوة الدليل ، فيقول : " يمكننا أن نثق ببيت كهذا أكثر منه بعشرين رواية        وكذلك كانت لسيرة ابن إسحاق حظا عند " نولدكه" فقد اعتمد على هذه السيرة كثيرا ووصفها بأنها الأفضل من بين السير ، فيقول عند حديثه على بقاء النبي (ص) في مكة : " ابن إسحاق وهو الأفضل من وصلنا أثره من كتاب السيرة لا يعني أية معلومات تاريخية عن كل الفترة المكية       تجدر الإشارة إلى انه كتاب سيرة ابن إسحاق المسمى : " كتاب السير والمغازي " لمحمد بن إسحاق بن يسار (ت 151هـ ) قد طبع بتحقيق الدكتور "سهيل زكار " وهذا لكتاب يعد من أقدم كتب السير وأهمها .    إذا أراد الباحث أن يدرس تاريخ المسلمين فعليه أولاً : معرفة المصادر التي يمكن من خلالها الاطلاع على تاريخ المسلمين .      كذلك فعل نولدكه فقد استقر أكثر كتب المسلمين ليتوصل إلى حكم صحيح على الآيات القرآنية فهنالك أسماء كثيرة جاء ذكرها في كتاب ( تأريخ القرآن ) منها كتاب (سيرة ابن إسحاق) لمحمد بن إسحاق بن يسار ،وكتاب ( الإتقان )  لجلال الدين السيوطي ، وهذا الكتاب اعتمد عليه  نولدكه كثيرا في كتابه ، وكذلك كتب الصحاح مثل صحيح مسلم وكتاب ( سيرة ابن هاشم ) وكتب أخرى كثيرة وقد ذكرتها هنا على سبيل المثال .        وفي بعض الأحيان يتبع نولدكه الآراء التي ذكرها المسلمون في كتبهم فهو عند حديثه على تقسيم السور إلى مكي ومدني   يقول : وتجدر الملاحظة إلى أننا متبعين معظم المسلمين (الإتقان) تسمي كل المواضع التي أنزلت قبل الهجرة مكية وكل المواقع اللاحقة مدنية        ويعلن نولدكه بصراحة اعتماده على التراث الإسلامي ويعترف بأنه على حق أي التراث الإسلامي فيقول : ( إن التراث الإسلامي إذن على حق حيث يعلن أن الجو الديني العام الذي ساد المدينة كان الدافع الرئيس لتقبل محمد فيها )     وهذا اعتراف منه بأنه اعتمد على تراث المسلمين وان هذا التراث على حق . ومن جملة تراث المسلمين (أشعار العرب ) فقد اتخذ (نولدكه) أشعار العرب دليلا ووسيلة لفهم بعض الآيات القرآنية ، قهي , أي أشعار العرب ديوانهم الأكبر وهي الحافظ للغة العربية لغة القرآن الكريم . 0فيقول عند حديثه على مدة بقاء الرسول الأعظم (ص) في مكة : " أما انه قضى في مكة أكثر من عشر سنوات نبيا ، فهذا ما تطلعنا عليه قصيدة معاصرة يذكرها المؤرخون كثيرا تنسب بالعادة إلى " صرمة بن أبي انس " من المدينة ، ونادرا ما تنسب  إلى " حسان بن ثابت "  ثوى في قريش بضع عشرة حجة        يذكر لو يلقى صديقا مؤاتيا  بل يذهب (نولدكه) في الاعتماد على الشعر في أكثر من ذلك فهو يقدم الشعر على الرواية من حيث قوة الدليل ، فيقول : " يمكننا أن نثق ببيت كهذا أكثر منه بعشرين رواية        وكذلك كانت لسيرة ابن إسحاق حظا عند " نولدكه" فقد اعتمد على هذه السيرة كثيرا ووصفها بأنها الأفضل من بين السير ، فيقول عند حديثه على بقاء النبي (ص) في مكة : " ابن إسحاق وهو الأفضل من وصلنا أثره من كتاب السيرة لا يعني أية معلومات تاريخية عن كل الفترة المكية       تجدر الإشارة إلى انه كتاب سيرة ابن إسحاق المسمى : " كتاب السير والمغازي " لمحمد بن إسحاق بن يسار (ت 151هـ ) قد طبع بتحقيق الدكتور "سهيل زكار " وهذا لكتاب يعد من أقدم كتب السير وأهمها . سادساً : المراقبة الدقيقة للقرآن ولغته : 
         اعتمد نولدكه في تحديد السور المكية والمدنية على مقياس خالف بعض المسلمين وهو أن ينظر إلى السور والآيات ويتدبر في معناها ومن خلال هذا التدبر يحكم عليها بأنها سور مدنية او مكية فيشير هو إلى هذا المقياس عند قوله ( لكننا نملك وسيلة تستحق قدرا اكبر من الثقة وهي وحدها تجعل استعمال التراث بالنسبة لنا مثمرا وهذه الوسيلة هي  المراقبة الدقيقة لمعنى القرآن ولغته )      والمعروف بين العلماء أن هنالك ثلاثة آراء في التمييز بين السور المكية والمدنية هي : 1- التفسير على أساس الترتيب الزمني للآيات واعتبار الهجرة حدا زمنيا فاصلاً بين مرحلتين . 2- اتخاذ الناحية المكانية مقياسا للتمييز بين المكي والمدني .3- مراعاة أشخاص المخاطبين فما وقع خطابا لأهل مكة فهو مكي وما وقع خطابا لأهل المدينة فهو مدني .أما نولدكه فلم يكتف بهذا البيان بل رجع إلى القرآن نفسه لمعرفة ما هو مكي وما هو مدني وبالتالي فقد أصاب في بعض منها واخطأ قي بعض آخر .          اعتمد نولدكه في تحديد السور المكية والمدنية على مقياس خالف بعض المسلمين وهو أن ينظر إلى السور والآيات ويتدبر في معناها ومن خلال هذا التدبر يحكم عليها بأنها سور مدنية او مكية فيشير هو إلى هذا المقياس عند قوله ( لكننا نملك وسيلة تستحق قدرا اكبر من الثقة وهي وحدها تجعل استعمال التراث بالنسبة لنا مثمرا وهذه الوسيلة هي  المراقبة الدقيقة لمعنى القرآن ولغته )      والمعروف بين العلماء أن هنالك ثلاثة آراء في التمييز بين السور المكية والمدنية هي : 1- التفسير على أساس الترتيب الزمني للآيات واعتبار الهجرة حدا زمنيا فاصلاً بين مرحلتين . 2- اتخاذ الناحية المكانية مقياسا للتمييز بين المكي والمدني .3- مراعاة أشخاص المخاطبين فما وقع خطابا لأهل مكة فهو مكي وما وقع خطابا لأهل المدينة فهو مدني .أما نولدكه فلم يكتف بهذا البيان بل رجع إلى القرآن نفسه لمعرفة ما هو مكي وما هو مدني وبالتالي فقد أصاب في بعض منها واخطأ قي بعض آخر .

تحميل الملف المرفق Download Attached File

تحميل الملف من سيرفر شبكة جامعة بابل (Paper Link on Network Server) repository publications

البحث في الموقع

Authors, Titles, Abstracts

Full Text




خيارات العرض والخدمات


وصلات مرتبطة بهذا البحث