تحليل اسواق النفط العالمية
في ضوء مؤشرات المرونة الكمية
د. خالد حسين المرزوك
منشور في مجلة كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بابل /العدد1 – لسنة 2009
المـقدمــة
يكتسب سوق النفط الخام ، شانه في ذلك مثل العديد ةمن السلع الاولية والزراعية والتي ارتبط معظم انتاجها بالدول النامية ومنها العراق ، اهمية استثنائية في التحليل الاقتصادي تختلف نوعا ما عن اساليب التحليل التقليدية وذلك لانها توصف بانها من الموارد الناضبة غير القابلة للتجدد ، فيما يصفها البعض بانها سلع سياسية بمعنى ان انتاجها وتسويقها يخضع لاعتبارات السياسة الدولية تجاه منتجي النفط في العالم اكثر من خضوعها للاعتبارات الاقتصادية .
كما ان انتاج هذا النوع من السلع يخضع لاعتبارات لاسعرية اكثر من خضوعه لاعتبارات الاسعار، وبمعنى ادق، فان انتاج النفط يعتمد على الطاقات الانتاجية للآبار النفطية ، وعلى سياسات الدول المنتجة وعلى سقوف الانتاج المحددة من قبل المنظمات والكارتلات النفطية ، وعلى الاحتياطي المؤكد والمرجح وما الى ذلك ، ثم ياتي دور الاسعار العالمية للنفط الخام في تحديد الكميات المعروضة منه .
اما الطلب على النفط الخام فهو الآخر يعتمد على اعتبارات لايسعرية تاتي في مقدمتها حالة الاقتصاد العالمي وموقعه من الدورة الاقتصادية ، وحالة الطقس والمناخ والطاقات الانتاجية للمصانع والطاقات التخزينية للدول المستوردة وتعدد وتجدد مصادر الطاقة البديلة وتنوع الصناعات المعتمدة على النفط الخام كمصدر للطاقة وكمادة اولية وما الى ذلك ، ثم ياتي بعد كل ذلك دور الاسعار في تحديد الكميات المطلوبة منه .
هذه الخصوصية قد دفعت الباحث للنظر الى تحليل مرونات العرضوالطلب على النفط الخام بمنظار جديد يتلائم مع هذه الخصوصية اطلق عليها (المرونات الكمية لاسعار النفط) وقد تبدو للوهلة الاولى خارجة عن المالوف في التحليل الاقتصادي الذي يركز على اعتبار السعر هو المحدد الاهم للكميات المعروضة والكميات النطلوبة من السلع المختلفة ، اذ تقوم هذه النظرة على فكرة انعكاس الحالة ، اي ان السعر يكون فيها نتاجا للكمية المعروضة والكمية المطلوبة لهذه السلعة وليس محددا لهما ، وتعني المرونة الكمية ابتداءا " التغيرات النسبية التي تحدث للاسعار ،الناجمة عن التغيرات النسبية للكميات المطلوبة او المعروضة " اي ان التغيرات النسبية للاسعار تحدث بسبب تغيرات العرض والطلب وليس العكس كما هو المعروف في التحليل التقليدي ، وفي محاولة اولية للبحث عن السبل الكفيلة بالتعامل الاقتصادي والاجتماعي مع هذا النوع من السلع الاستراتيجية وذات الاهمية القصوى سواء للمنتج ام للمستهلك ، كونها سلعاً آيلة للنضوب وغير قابلة للتجدد ، وبدائلها قليلة وغير كاملة الاحلال وتكاليفها الاقتصادية والاجتماعية عالية مما يجعل الاهتمام بتقنين انتاجها وتسويقها واستهلاكها امراً في غاية الاهمية .
فرضية البحث : يستند البحث على فرضية مفادها " ان الاسعار العالمية للنفط الخام هي دالة او نتاج للتغيرات الحاصلة في الكميات المطلوبة و / او الكميات المعروضة او المنتجة سنويا " .
اهمية البحث : تاتي اهمية البحث منخلال نقطتين رئيستين هما :
1 – طرح فكرة المرونة الكمية في التحليل الاقتصادي .
2 – محاولة الوقوف على العوامل المهمة التي تحدد الاسعار العالمية للنفط من اجل معالجة الخلل ، والمتمثل في انخفاض الاسعار العامية عن القيم الحقيقية لهذه الثروة الناضبة مما قد يشجع الدول المنتجة له على خفض الانتاج الى المستوى الذي يحافظ عليها لاطول مدة زمنية وتسعيره باسعار عادلة .منهج البحث : قسم البحث على المحاور الاتية :
1 – المرونة الكمية – مدخل نظري
2 – نظرة على اسواق النفط العالمية
3 – قياس وتحليل المرونات الكمية للعرض والطلب العالمي على النفط الخام
4 – الاستنتاجات والتوصيات