قياس واختبار العلاقة السببية بين مؤشرات سوق النفط العالمية للمدة 1970 – 2009 باستخدام انموذج هاسيو Hsiao
أ.م.د. خالد حسين علي المرزوك
م. د. رجاء عبد الله عيسى السالم جامعة بابل / كلية الادارة والاقتصاد
بحث منشور في المجلة العراقية للعلوم الادارية / كلية الادارة والاقتصاد – جامعة كربلاء ، المجلد 7 العدد 27 آذار 2010
المقدمة
استطاعت الدول الصناعية المتقدمة من فرض سيطرتها على سوق النفط العالمية منذ بداية الانتاج الاقتصادي لهذه السلعة الاستراتيجية التي شاءت الاقدار ان تكون الدول النامية هي المستودع الاكبر لهذه المادة والتي لاتحتاج اليها كما هي حاجة الدول المتقمة لادامة دوران عجلة الصناعة والحياة الاستهلاكية المرفهة ، فراحت هذه الدول الاخيرة والتي اخذت على عاتقها القيام بجميع العمليات المتعلقة بالانتاج النفطي ابتداءاً من عمليات الاستكشاف بطرقه المتعددة مرورا بعمليات التنقيب والاستخراج وانتهاءاً بعمليات التسويق والتكرير والتصنيع وما الى ذلك ، ومن الطبيعي ان تنعكس هذه القوة الاحتكارية في الصناعة النفطية على عمليات صنع القرار فيما يتعلق بالتسعير العالمي للنفط الخام ، ولما كانت الحاجة الى هذه السلعة ، لذلك راحت هذه الدول تضغط وبشتى الوسائل من اجل ابقاء اسعار النفط الخام دون المستوى العادل ، مستخدمة ابشع الاساليب الاستعمارية مرة والاحتكارية اخرة والسياسية ثالثة من اجل سحب اكبر قدر من نفط الدول النامية وبابخس الاثمان دونما مقدرة للدول المنتجة له من التحكم في هذه الاسعار بل وحتى عدم امكانيتها من التحكم بالكميات المنتجة منه .
ومن المعلوم ان انتاج النفط (عرض النفط) واستهلاكه (الطلب على النفط) يتاثران بالسعر العالمي السائد للنفط الخام في نفس الوقت الذي نجد فيه ان مستوى وحركة وتطور هذا السعر انما يتاثر بحجم الكميات المطلوبة والمعروضة عالميا من النفط الخام .لذلك وقع اختيار الباحثان على هذا الموضوع باعتباره من الامور التي تستحق البحث والتحليل وتبيان اي الاتجاهين هو الاقوى من خلال تحليل بيانات سلسلة زمنية للكميات المعروضة والمطلوبة واسعار النفط الخام للمدة من 1970 – 2009 باستخدام تحليل المرونة السعرية والمرونة الكمية ومن ثم قيا اتجاه العلاقة السببية بين الاسعار من جهة وبين الكميات من جهة اخرى . مشكلة البحث : من المعروف ان هنالك علاقة من التاثير المتبادل بين الاسعار وبين الكميات المطلوبة والمعروضة ، وتتحدد مشكلة البحث في تبيان اي من الاتجاهين " في سوق النفط الخام " هو الاقوى والاكثر تاثيرا من الاتجاه الآخر .فرضية البحث : يمكن صياغة البحث في شقين هما :
1- ان الكميات المطلوبة والمعروضة من النفط الخام تؤثران بشكل مباشر في تحديد اسعاره العالمية .
2- ان الاسعار العالمية للنفط الخام ومعدل النمو الاقتصادي والاحتياطي العالمي من النفط الخام تؤثر بشكل مباشر في تحديد الكميات المطلوبة والمعروضة منه كذلك .
هدف البحث :
يهدف البحث الى معرفة اي من الاتجاهين هو الاقوى في العلاقة بين الاسعار والكميات ، لكي يتسنى للدول المنتجة التحكم في انتاجها الذي يجب ان يححق السعر العادل للنفط الخام ويحافظ عليه لاطول مدة ممكنة من الهدر والضياع بسبب الاسعار المتدنية .وقد توصل البحث الى نتائج تتلائم مع منطوق الفرضية الاساسي وهو ان الكميات المعروضة بافراط هي المسؤولة عن تدني اسعاره العالمية اذ غالبا ما يكون هنالك فائضا في العرض يفوق الطلب مما يدفع بالاسعار نحو الهبوط .