عنوان البحث(Papers / Research Title)
المبدع الملخص من الممتع
الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)
احمد كاظم عماش العيساوي
Citation Information
احمد,كاظم,عماش,العيساوي ,المبدع الملخص من الممتع , Time 5/29/2011 7:35:50 PM : كلية العلوم الاسلامية
وصف الابستركت (Abstract)
كتاب لأبي حيان النحوي الأندلسي نظرة في منهجه
الوصف الكامل (Full Abstract)
المُبْدِع
الملخّص من الممتع
لأبي حيان النحويّ(745هـ)
(قراءة في المنهج)
الباحث
أحمد كاظم عمّاش
1432هـ - 2011م
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله المبدع في خلقه، والممتع في عبادته، والصلاة السلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين.
وبعد:
لاجرم أن علم الصرف من أهم علوم العربية، إذ به تعرف ذوات الكلم أنفسها، وبه يوقف على دقائق معانيها، فهو يعين على اختيار اللفظ المعبر عن المعنى، وعلى وضع الكلمة المناسبة في المكان المناسب الذي يلائمها, وتملأ فيه الفراغ الذي لايملؤها سواها.
لما وجّه إلينا كتابة بحوث في مادة كتاب صرفي قديم آليت أن أكتب في كتاب مغمور لأكشف سماته ومميّزاته, فوقع نظري على كتاب (المبدع) لأبي حيان الأندلسي(ت 745هـ) وهو تلخيص كتاب الممتع لان عصفور(ت 669هـ) وهو كتاب يكاد يختفي على الباحثين, ووجدته جامعا لكل مسائل الممتع الصرفية بنية واشتقاقا, ورأيت في إخراجه إسهاما مني في الجهد الصرفي.
ولا يخفى مؤلفه عن الأنظار فهو صاحب المؤلفات الكثيرة في النحو واللغة والتفسير, وكان علم الصرف لديه متداخل في كتب النحو إلا المبدع فإنه مستقل بعلم الصرف.
وهذا الكتاب قد حققه الدكتور عبد الحميد السيد طلب, وطبع في الكويت في مكتبة دار العروبة للنشر التوزيع سنة(1402هـ-1982م).
التعريف بأبي حيّان:
هو محمد بن يوسف بن على بن يوسف بن حيان الغرناطي المشهور بـ(أبي حيان) الأندلسي الجياني النفزي.([1])
ويرجع نسبة إلى مدينة جيان وهي إحدى مدن الأندلس الوسطى([2]), وقد هاجر أهله منها إلى غرناطة وكانت عظيمة الشأن في القرن السابع الميلادي.([3])
كما لقب بالأندلسي نسبة إلى الوطن الكبير, وأما كنيته( أبوحيان) فراجعة إلى ابنه (حيان) وقد غلبت عليه هذه ولازمته واشتهر بها.
وكان مولده في شوال سنة 654هـ, وتذكر بعض الروايات أنه ولد في شوال سنة 652هـ.([4])
نشأته:
تلقى أبو حيان علومه الأولى في غرناطة على مشايخها, وقد ابتدأ كعادة أهل عصره بتعلم القرآن الكريم والحديث الشريف ثم اللغة العربية.
ولم يطب المقام لأبي حيان في الأندلس, فقد هاجر منها سنة(678هـ) سائحا في شمال أفريقيا فنزل القاهرة, وكانت مصر آنذاك تحت حكم المماليك البحرية.
وكان رحيله رغبة في طلب العلم, فقد كان المشرق زاخرا بالخير والرزق, كما كانت خزائنه عامرة بالكتب التي خلفها علماء المسلمين في المشرق والمغرب.
ففي مصر عرف أبو حيان طريقه إلى العلم والعلماء, فاتصل بكثير من علماء مصر, كما اتصل بالتراث العربي المدون في كتب الأقدمين التي زخرت بها مكتبات القاهرة ودورها, فتفاعل معها وكتب مؤلفاته في الدراسات القرآنية اللغوية والنحوية.[5]
وفاته:
وبعد هذا الطويل المنية أباحيان في مصر في الثامن والعشرين من شهر صفر سنة(745هـ) وقد أصيب بالعمى في أخريات أيامه.([6])
ثقافته:
كان أبوحيان عالما مبرّزا في النحو واللغة والتفسير والحديث والقراءات والأدب والتأريخ, وكان ثقة في كل ما كتب وما فعل فاجتمعت له ثقافة وعلم لم يجتمعا لأحد قبله.
وقد أعان أبا حيان في دراسة القرآن وتفسيره ما كان عليه من علم في اللغة وآدابها وتاريخها, وذلك موصول إلى إدراك ما في القرآن من معانٍ سامية.([7])
مؤلفاته في النحو واللغة:
كان أبوحيان واسع الثقافة وجم الإطلاع, ونتيجة لذلك ألف كتبا كثيرة في علوم مختلفة والذي يهمنا من مؤلفاته ما كان منها خاصا بالنحو والصرف واللغة, إلا أنه لم يهمل المسائل النحوية في كتبه الأخرى, بل وجدناه مثلا (البحر المحيط) وهو تفسير كبير للقرآن الكريم يتعرض للمسائل النحوية ويثبت الآراء المختلفة كلما وجد إلى ذلك سبيلا.
أما كتب النحو والصرف واللغة فهي كما يلي:
1- تقريب المقرب
2- التدريب في تمثيل التقريب
3- المبدع الملخص من الممتع
4- الموفور من شرح ابن عصفور
5- التذييل والتكميل في شرح التسهيل
6- التخييل الملخص من شرح التسهيل
7- التكميل في شرح التسهيل
8- منهج السالك على أرجوزة ابن مالك
9- الارتشاف, وهو اختصار لكتابه(التذييل والتكميل) وسمي (ارتشاف الضرب من لسان العرب)
10- إعراب القرآن
11- غاية الإحسان في علم اللسان
12- النكت في شرح غاية الإحسان
13- اللمحة البدرية في علم العربية
14- الشذا في أحكام(كذا)
15- الهداية في النحو
16- تحفة الأريب بما في القرآن من غريب
17- الارتضاء في الفرق بين الضاد والظاء([8])
أبو حيان بين الممتع والمبدع:
كان أبو حيان معجبا بمؤلفات ابن عصفور, ولذا نراه قد أكب على بعضها فلخصها في صورة مؤلفات موجزة ليفيد به أكبر عدد من طلابه, ومن هذه كتاب (الممتع في التصريف) وكان معجبا به ولشدة شغفه به قام بتلخيصه وسماه( المبدع الملخص من الممتع), وقد ذكر في مقدمته سبب إعجابه به إذ يقول: ((ولما كان كتاب الممتع أحسن ما وضع في هذا الفن ترتيبا, وألخصَه تهذيبا وأجمعه تقسيما, وأقربه تفهيما, قصدنا في هذه الأوراق ذكر ما تضمنه من الأحكام بألخص عبارة, وأبدع إشارة, ليشرف الناظر فيه على معظمه في أقرب زمان, ويسرّح بصيرته في عقائل حسان.
وسمّيته(( المبدع الملخص من الممتع ))ولم أتعرض للتنبيه على ما فيه من الاعتراض, بل أبرزته بين المغضي عنه والراضي...))([9])
أهم أبواب الكتاب:
ابتدأ أبو حيان الكتاب بمقدمة ذكر فيها أهمية علم التصريف, وسبب تلخيصه الممتع, ثم عرف التصريف وقسمه إلى قسمين:
الأول: جعل الكلمة على صيغ مختلفة لضروب من المعاني, كالتصغير والتكسير والعادة ذكره مع النحو الذي ليس بتصرف.
الآخر: تغييرها على أصلها لا لمعنى طارئ عليها, وينحصر في النقص والقلب والإبدال والنقل.
وبعدها شرع يشرح الكتاب حسب الموضوعات ابتداء باشتقاق الأسماء الثلاثية والرباعية والخماسية ثم المزيدة.
وبعدها تناول الفعل وبدأ بالماضي فالمضارع ثم معاني أبنية الفعل مع بيان حروف الزيادة وأسباب زيادتها, ثم بين موضوع التمثيل والمقصود به الميزان الصرفي.
أما القسم الثاني من الكتاب فبدأ من التصريف وهو باب الإبدال وباب القلب والحذف والنقل, والأخير باب الإدغام, وختم الكتاب ببعض مسائل التمرين.
سمات الكتاب :
قام أبو حيان باختصار الممتع, فاختزل عبارته, فلو نظرنا مثلا إلى أول كتاب الممتع في ذكر شرف علم التصريف وبيان مرتبته في علم العربية نجد أن أبا حيان قد اختصر هذا الموضوع في تعريف الصرف فقط وذلك في قوله)) التصريف: معرفة ذوات الكلم في أنفسها من غير تركيب))([10]).
ثم قام بحذف كثير من أمثلته فنجد في باب أبنية الأسماء((الاسم المعرب أقل أصوله ثلاثة )) فلو رجعنا إلى الممتع نجد أن أبا حيان قد اختصر الكلام وحذف الأمثلة, وهذا مطرد في جميع الكتاب.
كما ترك شواهد الكتاب إلا قليلا منها أشار إليها إشارات عابرة بما يدل على البيت المستشهد به, وكثيرا ما كان يكتفي بمحل الشاهد من البيت, أو ببعض كلمات من شطر منه يكمن فيها الشاهد, وهذا ما نراه واضحا في المبدع فهذا هو يحذف خمسة شواهد متوالية في موضوع الاشتقاق من أسماء الأجناس.([11]).
وقد أزال الكثير من الجدل والاستطراد اللذين عرف بهما في مؤلفاته وبخاصة في الصرف فلو نظرنا في الممتع في أي باب من أبوابه نجد فيه الجدل والاستطراد والبسط والترجيح والتعليل وهي تكاد تكون أكثر من أصول الكتاب نفسه بما في ذلك القواعد والشواهد.
والملاحظ أن أبا حيان كان شحيحا في ذكر الأمثلة والأخص في أبواب الإبدال والقلب والنقل والحذف والإدغام, وهذا خلف صعوبة في فهم بعض موضوعاته, ولكنه أوضح لنا هذا التلخيص الشديد في مقدمة كتابه بقوله: (( قصدنا في هذه الأوراق ذكر ما تضمنه من الأحكام بألخص عبارة, وأبدع إشارة...)).
فهو قد أبدع في تلخيصه؛ لأنه رغم هذا الاختصار نجده مسبوك العبارة متصل المعنى والفكرة, أحاط بكل أجزاء الكتاب, وهذا يدل على أن أبا حيان قد تمكن من الصرف, الذي أخذه عن أستاذه أبي جعفر ابن الزبير[12], يقول في ذلك: (( ولقد أخذنا هذا الفن بعد أخذ علم الإعراب عن أستاذنا: أبي جعفر ابن الزبير، وتلقناه من فيه, لا من كتاب حفظا وعرضا, ونقلناه عنه شفاها رطبا غضّا, في مدّة شهور يدربنا في مسالكه الصعاب, ويوغل بنا في أبعد المذاهب وأشغب الشعاب, إلى أن امتطيناه ذلولا, وهبت لنا زعزعه قبولا, وجنيناه سلس القياد, وإن كان أبيّا, واقتدناه طوع المراد, وإن كان عصيّا))[13]
تسمية الكتاب
لاحظنا أن الكتاب قد سماه أبو حيان بـ(المبدع الملخص من الممتع) ولكن نجد أن المحقق لم يلتزم بهذه التسمية إذ سماه بـ(المبدع في التصريف) وهذا ما يعاب على المحقق؛ لأن عمل التحقيق هو إخراج الكتاب كما أراده صاحبه, فضلا عن الأمانة التي يجب أن يتمتع بها المحقق.
المصادر
- أبوحيان النحوي، د. خديجة الحديثي
- بغية الوعاة, للسيوطي.
- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة, ابن حجر العسقلاني.
- شذرات الذهب في أخبار من ذهب, ابن العماد الحنبلي.
- غاية النهاية, ابن الجزري.
- المبدع في التصريف, أبوحيان النحوي.
- معجم البلدان, ياقوت الحموي.
- الممتع الكبير في التصريف, ابن عصفور.
--------------------------------------------------------------------------------
[1]- ينظر: غاية النهاية, ابن الجزري,2: 285, والدرر الكامنة في أعين المائة الثامنة,ابن حجر العسقلاني,4:302, وبغية الوعاة, للسيوطي, 1:280.
[2] -ينظر: معجم البلدان, ياقوت الحموي,3: 185.
[3] - ينظر: أبو حيان النحوي, د.خديجة الحديثي:30.
[4] - ينظر غاية النهاية:2: 280.
[5] - ينظر: أبو حيان النحوي:32.
[6] - ينظر: شذرات الذهب في أخبار من ذهب, ابن العماد الحنبلي,6: 674, بغية الوعاة:1: 283.
[7] - ينظر: أبو حيان النحوي:64.
[8] - ينظر: أبوحيان النحوي:101.
[9] - المبدع: 47.
[10]- المبدع: 49.
[11] - الممتع الكبير في التصريف:45.
[12] - أبو جعفر ابن الزبير عالم أندلسي عاش في زمن أبي حيان, وتتلمذ أبو حيان عليه في علمي الصرف والنحو.
[13] - المبدع: 46.
تحميل الملف المرفق Download Attached File
|
|