عنوان البحث(Papers / Research Title)
متمثلات التحول الرمزي والتأويلي
الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)
محمد عباس حنتوش ألبو ثجيل
Citation Information
محمد,عباس,حنتوش,ألبو,ثجيل ,متمثلات التحول الرمزي والتأويلي , Time 6/3/2011 1:39:05 AM : كلية الفنون الجميلة
وصف الابستركت (Abstract)
دراسة لا تدعم راي ريكو وايكو في امكانية تحول الرمز الى تاويل
الوصف الكامل (Full Abstract)
متمثلات التحول الرمزي والتأويلي
د.محمد عباس حنتوشكلية الفنون الجميلة – جامعة بابل
تعد المتقاربات الشكلية في النص البصري المعروض للمتلقي ، منطلقا جدليا في تحديد مسارها الدلالي لاسيما تلك التي تستند البعد الإيحائي لمقاصدها المضمونية ، مما يجعل المتلقي يطلق عليها مسميات متداولة لا تصح وفق تقويمها العلمي ولا تستند حقائقها التعريفية ، إذ يطلق في المتداول على ماهو تأويلي بأنه رمز ، على الرغم من الفارق المميز بينهما ، إذ تتحدد كيفية التأويل وفق أطر تشكيله ، لِما يبعد المعطى عن مضمونه الحقيقي ، والتي تدفع نحو تنوع المتلقيات بافتراضات متجددة ، تتخذ من الدال منطلقاً لتعمق سيميائي متعدد ،يمنح شعوراً جمالياً لحظة كل كشف افتراضي لقصدية خطابه مع محاولة إستضاءته وكشف بنيته الداخلية ضمن جدليات مفككة . بينما ينتسب الترميز إلى الإحالة الشكلية الاختزالية التي يتم الاتفاق سيسيولوجياً على مرجعيتها الدلالية ، بما يعزز تكشف المعنى باستدعاءات تقارب الإستنتاجية المباشرة وتتطلب تدخلاً ذهنياً اقل في اقتناصها ، لما تتمتع به من اتفاق مسبق يحيل إلى الجانب العلائقي بين الشيء الواقعي المعاش ومحاكاته الشكلية .وبذلك يستند الرمز جانب التشبيه والاستعارة بحيث يأتي الشيء مثيلاً دون مباشرة وهذا ما تطرق إليه ( ابن سينا ) عند خوضه في مفهوم الجمال عبر المحاكاة بوصفها تقترن بالتشبيه والاستعارة وضمن عناصر التشكل الدال والتي تتكشف في محاولة استبانة البعد المضموني الكامن للمعطى الشكلي وإيجاد تموضعاته السيسيولوجية المعاشة عبر الإحالة إلى الجانب العلائقي للمتشبه به بهدف إثراء الأفق التقبلي الجمالي بفعل مداعبة ذهن المتلقي بالاستعارة الشكلية ومضمونها .لذا لايتيح الرمز بعدا كشفيا واسعا رغم ما يتمتع به من اختزال الا انه بسبب التوافق المسبق عليه يفقد كثيرا من خصوصيته الكشفية ، مما يجعل الدال المرمز مقارب لما هو ايقوني ، ووفق هذا الوصف يضمحل البعد الكشفي بسبب المباشرة سواء على صعيد الرمز أو الايقونة فكلاهما يعد إحالة مباشرة لمعناه إلا أن الايقوني يشترط المطابقة للأصل بينما الرمز لا يشترط ذلك فقد يختزل الأصل أو ربما لا يطابقه إلا بما يتم الاتفاق عليه في النسق السيسيوثقافي . في حين ينفتح الدال التأويلي على تعدد المعاني ويسمح بمشاركة أكثر فعالية للمتلقي في إنتاج معناه الافتراضي لما يمتلكه هذا النوع من الدوال من غموض وطلسمية تسمح بتأجيل كشفي قد لا تدرك غاياته في الآن ـ اللحظي ، بحيث يتطلب قراءة افتراضية أولية غير مغلقة لأنها تتيح للمتلقي استنباط قراءات أخرى في وقت لاحق ، مثلما تسمح لمتلقي آخر في ذات الوقت أن يستنتج قراءة تختلف عن قراءة المتلقي الأول ، لان الدال التأويلي حمال أوجه وفق رأي (المتصوفة) في تفسير القران الكريم ووفق رأي (الجرجاني) أيضاً ، كما انه تحول من الدلالة الحقيقية إلى المجازية وفق رأي (ابن رشد) ، في حين يمثل حالة استقراء كشفي لمراحل العلل لبلوغ علة العلل وهي الله سبحانه وتعالى وفق رأي (ليبنيز) ، لذا فان الدال التأويلي لا يقتصر على بعد تفسيري واستقرائي واحد بل يتمتع بمرونة كشفية متنوعة تفتح مجالات التفسير المتعدد وفق التكوين الذاتي للمتلقي ، الا انه في ذات الوقت يستند في تلقيه طبيعة الصياغة التكوينية لشكل الدال ، بحيث يستفز وفق صياغته الإنشائية ممكنات التأويل بغية فتح المجال للكشف الذي يمارسه المتلقي والفرضيات المحتملة والمتنوعة بفعل التشكيل وأطروحاته المضمونية المؤجلة التي تسمو في إنتاج الموضوع الفكري والجمالي وتعزز تأثيراته ضمن مسار التلقي بنسبة كبيرة، بفعل ما تحفزه من إسهامات ذهنية تتناغم والدال المعروض بصرياً ، مما يدخل الدال في التتابع التراكمي لاستنتاجات الوعي ضمن حيز معطيات الجمال السيميائي للدال وجمالية الكشف المتعدد للمدلول .ولان عدد من النقاد يبيح إمكانية تحول الرمز إلى التأويل مثل رأي (بول ريكو)و(امبرتو ايكو) فان تلك الإمكانية وفق ما تم شرحه سابقا يصبح أمرا جدليا ، وذلك بسبب التحدد التفسيري للدال المرمز وفق الاتفاق المسبق عليه وبين الدال التأويلي المنفتح على تعدد التفاسير ، وبذلك يصبح من المستبعد إمكانية تحول الرمز إلى التأويل بسبب الفرق بين الدالين ، إلا في حدود خروج الدال المرمز إلى غير نسقه الثقافي ، وبذلك يفقد الاتفاق المسبق في غير مجتمعه ويتحول إلى دال آخر غير واضح التفسير في النسق الثقافي لغير مجتمعه ، مما يجعل المجتمع الآخر ينظر إلى الدال المرمز الجديد عليه بوصفه دال تأويلي يدخل في تعدد المعاني ، إذ بمجرد خروج الدال المرمز من مجتمعه الأصلي لا يعد بعدها دال مرمز ، لأنه فقد أهم خصوصية له وهي الاتفاق المسبق عليه ، الأمر الذي يجعله يأخذ شكل آخر بوصفه دال مبهم يحتمل التأويل . وهذا يحدث في الدال المرمز الضيق النطاق أي الذي لا يأخذ اتفاق جمعي على المستوى العالمي ، بينما الدال المرمز العالمي يبقى غير خاضع للتأويل .ووفق ماسبق ، فان للدال المرمز خصوصية تختلف عن الدال التأويلي ، لا تبيح تداخلهما ضمن النسق الثقافي الواحد ، وتصبح إمكانية التحول غير واردة لان الدال المرمز بخروجه عن نسقه الثقافي لا يعد رمزا ، كما ان الدال الذي يحتمل عدة أوجه لتفسيره لا يصح القول عنه بانه رمز حتى وان بدا واضحا في إحالته الدلالية إلا بما يتم الاتفاق المسبق عليه ، وقد يتاح فقط عدم الأسبقية في حالات الاستحداث الفني للدال المرمز أي في حالة عرضه لأول مرة شرط ألا يحتمل الازدواج في المعنى ويتطلب قبوله الآني بوصفه رمز ويحصل عليه في النسق السائد لمتلقيه لحظة عرضه للتلقي دون إثارة جدل حول تفسيره المقصود ، لأنه ما أن يدخل نطاق الجدل لن يمنح بذلك صفة الرمز ، بل يفترض عندها القول عنه بأنه دال تأويلي .
تحميل الملف المرفق Download Attached File
|
|