يُعنى هذا البحث بدراسة (العدد واشتغالاته في التكوينات الزخرفية الاسلامية للعتبة العباسية المقدسة)، وهو يقع في أربعة فصول، خصص الفصل الأول لبيان مشكلة البحث والحاجة إليه ، وأهميته، وهدفه، وحدوده وتناولت مشكلة البحث موضوع اشتغالات العدد كقيمة رياضية اعتمدها المزخرف المسلم في اظهار جماليات القيمة العددية للوحدات البصرية التي تتشكل ضمن مساحات التكوينات الزخرفية الإسلامية ، وقد نشأت مشكلة البحث الحالي في الإجابة عن التساؤلات : ما الأبعاد الإشتغالية للعدد في التكوينات الزخرفية الإسلامية ؟ وإذا كانت النزعة الهندسية للتكوينات الزخرفية ترتبط بمعطيات التجريد وفقاً لنواتج جمالية فاعلة, فما الأسس التحليلية التي تستطيع من خلالها قراءة تلك التكوينات قراءة عددية؟
وتتجلى أهمية البحث في كونه يشكل قراءة تحليلية بصرية لقيمة العدد في التشكيل الزخرفي الاسلامي، ان هذه الدراسة تعد بمثابة فحص جمالي لفلسفة العدد واشتغالاته في النظام الزخرفي لا سيَّما في ميدان العمارة الدينية الإسلامية ، ووفقا لمعطيات البحث المتصل بطبيعة النواتج الجمالية للفن الاسلامي ، وللبحث هدف تمثل في ( تعرف العدد واشتغالاته في التكوينات الزخرفية الإسلامية ) ، أما حدود البحث فقد اهتمت بدراسة التكوينات الزخرفية داخل العتبة العباسية المقدسة (ثمانينيات القرن العشرين - 2015) والموجودة في مدينة كربلاء المقدسة .
أما الفصل الثاني فقد شمل الإطار النظري : عُني المبحث بدراسة العدد واشتغالاته في التكوينات الزخرفية الإسلامية بمحورين وهما (العدد واشتغالاته في القران الكريم ، الأشكال الهندسية واستخداماتها في التكوين الزخرفي) ، فيما اختص الفصل الثالث بإجراءات البحث الذي تضمن تحديد مجتمع البحث والبالغ (25) تكوينا زخرفيا ، واختيار عينة البحث البالغة (5) نماذج ، ثم أداة البحث وصدقها وثباتها، ومنهج البحث، والوسائل الرياضية والإحصائية ، وتحليل العينة ، أما الفصل الرابع فقد تضمن نتائج البحث والاستنتاجات والتوصيات والمقترحات، توصل الباحث من خلال تحليله لنماذج عينة البحث الى نتائج ووفقا لمحورين :
المحور الاول : يتعلق بالعدد واشتغالاته كبنية ظاهرية في التكوينات الزخرفية . والمحور الثاني : يتعلق بالعدد واشتغالاته كبنية خفاء تعمل ضمن انظمة بناء الاشكال الهندسية .
ومن الاستنتاجات التي تم التوصل إليها هي :
1. ان قيمة العدد تعمل كبنية ظاهرية وكبنية خفاء في التكوينات الزخرفية وان قيمة العدد واحد (1) هي اصل جميع الاعداد ، اذ ان العدد (1) يقترن بالواحد الخالق (سبحانه وتعالى) لكل الموجودات .
2. ان النزعة الهندسية للتكوينات الزخرفية ترتبط بمعطيات التجريد حيث إن الشكل النجمي يعود في اصوله الى الشكل الدائري وهو الصفة الغالبة في التكوينات الزخرفية من خلال الأسس التحليلية والنواتج الجمالية ولأن اصل الشكل الدائري ينبثق من الشكل المربع وإن الشكل المربع ينبثق من خلال الشكل المثلث القائم الزاوية لذا يعد هو أصل الاشكال .وتبنى البحث مجموعة من التوصيات والمقترحات ، فقائمة المصادر والملاحق.
الكلمات المفتاحية: (الزخرفة الإسلامية, العدد واشتغالاته، العتبة العباسية المقدسة)