تشابه الألفاظ القرآنية بحركاتها وسكناتها ومبانيها , واختلاف معانيها بحسب ما ترد فيه من سياقات ، كان سببا من أسباب ثراء هذه اللغة المقدسة واتساعها وتنوع أساليبها فضلا عن الإعجاز الذي أبهر الأدباء وخرست أمامه ألسنة الفصحاء.
فالتضارع الاستعمالي للفظتي "مسّ" و"لمس" في أساليب المثقفين اليوم من دون التمييز بينهما دفعنا إلى أن نستقصي اللفظتين في المعجم العربي والقرآن الكريم , ليتضح لنا معرفة الأسلوب الصحيح في التعبير عن المقاصد في استعمالهما أولا ومعرفة طريقة الاستعمال القرآني للفظتين ثانياً ، ومقدار ما استعمله من معانيهما المعجمية التي وصلت إلى أربعين معنى.
وهذا النوع من البحث يسير على خطى المؤلفين الذين كتبوا في الوجوه والنظائر أو الأشباه والنظائر في القرآن الكريم , ليتسنى لنا ما يمكن أن نقدمه لهذا النوع من التأليف من ناحية المنهج أولا واستقصاء معانٍ قرآنية للفظتين ثانيا ربما قد أهملت مستعينين بالمنهج السياقي في دراسة المعنى .
وقد اقتضت طبيعة البحث أن يكون بمبحثين تسبقهما المقدمة والتمهيد ويلحقهما ملحق إحصائي للفظتين في القرآن الكريم وخاتمة ونتائج نعرض فيهما أهم ما توصلنا إليه ،أما المبحث الأول فخصصناه للدلالة المعجمية لـ "مسّ" و "لمس" والمبحث الثاني خصصناه لدلالة التعبير القرآني وطريقة استعمالهما ونسأل الله التوفيق وصدق النية لخدمة القرآن.