القراءات القرآنية منبع من منابع اللغة ومصدر من مصادرها التي لا ينضب ، فهي وجوه صوتية وصرفية ونحوية ودلالية ، استقى اللغويون منها قواعدهم فكانت المصدر الثاني في أدلة الصناعة اللغوية بعد القرآن الكريم ، قسمت على متواترة وصحيحة وشاذة ووُضعت لها أركان اتفق عليها علماء القراءات في ضوئها تحدد نوع القراءة ، ومن ثمَّ جواز القراءة بها أم لا .
كُتبت دراسات كثيرة في قراءات القرّاء المشهورين من جوانب مختلفة ، ولا سيما الظواهر اللغوية والنحوية ، وكان آل البيت من جملة القرّاء الأوائل الذين اخذ عنهم الناس واتصلت بهم قراءات بعض القرّاء السبعة ومع ذلك نجد أن قراءاتهم تصنّف في ضمن القراءات الشاذة التي تفتقر إلى ركن أو اثنين من أركان القراءات المقبولة ، فبدا لي أن أسلط الضوء على قراءات أئمة البقيع: الحسن بن علي وعلي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق -عليهم السلام- وارصد الملامح اللغوية التي يمكن أن تُغني العربية أولا وتتفق مع وجوهها ثانيا وهو الشرط الثاني في صحة قبول القراءة ، أما سبب اختيار أئمة البقيع فيعود إلى اتفاقهم كثيرا فيما يقرؤون ولا غرابة في اتفاقهم ؛ لأنهم سلسلة راوية وقراءة واحدة إمام يقرأ على إمام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله.