عنوان البحث(Papers / Research Title)
احرف العطف الاحادية لشعر السياب
الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)
ظاهر محسن كاظم الشكري
Citation Information
ظاهر,محسن,كاظم,الشكري ,احرف العطف الاحادية لشعر السياب , Time 6/8/2011 7:32:39 AM : كلية العلوم الاسلامية
وصف الابستركت (Abstract)
احرف العطف الاحادية لشعر السياب
الوصف الكامل (Full Abstract)
احرف العطف الغير الاحادية( لشعر السَّيّاب)
(ا ،و لاأو) : حرف عطف يرد لمعانٍ عديدة ؛ أشهرها
إعداد : 1- أ.م.د. ظاهر محسن كاظم
2- م.د. حسن غازي السعدي
العطف في اللغة : الإمالة ؛ قال الخليل: ((عَطَفْتُ الشيءَ : أَمَلْتُه وانعطف الشَّيء انعاج )) ، و منه الحَدِيثُ : فواللهِ لكأَنَّ عَطْفَتَهُم حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةُ البَقَرِ على أَوْلادِها .أمّا في الاصطلاح فالعطف : ((تابع يدل على معنى مقصود بالنسبة مع متبوعه يتوسط بينه وبين متبوعه أحد الحروف العشرة مثل قام زيد وعمرو فعمرو تابع مقصود بنسبة القيام إليه مع زيد)).
أحرف العطف
ذكر أغلب النحويين أنّ حروف العطف عشرة ؛ هي : الواو ، والفاء ـ و هما حرفان أحاديان ـ ، و أو ، و أم ، و بل ، و لا ـ و هي أحرف ثنائية ـ ، و ثمَّ ـ و هي حرف ثلاثي ـ ، و حتّى ، و إمّا ، و لكن ـ و هي أحرف رباعية .
و ذهب يونس إلى أنها تسعة إذ أسقط منها (إمّا) ، و تابعه أبو علي الفارسي و ابن كيسان ، و وافقهم ابن مالك ، و حجته في ذلك أنها تكون غالباً ملازمة لـ (الواو) العاطفة ، في حين ذهب ابن درستويه إلى أنّ حروف العطف ثلاثة لا غير ؛ الواو و الفاء و ثُمَّ ، و ذلك لأنها التي تُشركُ ما بعدها و ما قبلها في معنى الحديث ، و في الإعراب خلافاً لبقية الحروف التي لا تشرك إلا في الإعراب .
و قد اشتمل هذا البحث على دراسة حروف العطف غير الأحادية الواردة في شعر السياب ، و ذلك لكثرة ورود الواو و الفاء في شعره ممّا حدا بنا لأن نُفردَ لكل منهما بحثاً مُستقِلاً . أحرف العطف الواردة في شعر السياب
استعمل السياب تسعة أحرف من حروف العطف ؛ هي : الواو ، و الفاء ، و أو ، و أم ، و ثمّ ، و حتّى ، و لا ، و بل ، و لكن. و سنتناول السبعة الأخيرة في شعر السياب و عرضها حرفاً حرفاً و بحسب كثرة ورودها في شعره.
أولاً : أو
1- التخيير : و هو الانتقاء و الانتخاب ؛ أي :تفويض للسامع بالخيار، و ذلك نحو قولك : تَزَوَّجْ زينبَ أو أمَّها ، فقد خيّرتَ بينهم يجوز الجمع ، وكثيراً ما تقع بعد الطلب.
2- الإباحة : و يكون المخاطب حُرّاً في اختيار أحد المُتعاطفين أو اختيارهما معاً أو الجمع بينهما ، وقد و ذلك نحو قولك : جالس الفُقهاءَ أو النحاةَ ، و قولك : تعلَّمِ الفقهَ أو اللغةَ ، أي ذلك مباح لك فعله إفراداً أو إجماعاً ، و هي تقع بعد الطلب .
3- الشّكّ : هو الحيرة و ذلك نحو قوله تعالى{قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ }(الكهف19) : ، (( و الأكثر استعمال (أو) في الخبر أن بكون المتكلّمُ شاكّاً لا يدري أيّهما الجائي..)).
4- الإبهام : و يقصد به الغموض من جهة السامع ، و هو بخلاف الشكّ لأن الأخير غموض من المتكلم ،و ذلك نحو قوله تعالى :{ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}(سبأ 24) و قول لبيد :
تَمَنَّى ابنتايَ أنْ يعيشَ أبوهما و هل أنا إلا من ربيعةَ أو مُضَرْ
يقول ابن يعيش في معنى (أو) في هذا البيت : (( و قد علِمَ لبيدُ أنّه من مُضر ، و ليس من ربيعةَ ، و إنّما أراد من إحداهما بين القبيلتين كأنه أبهم عليهما .. يُعزّي ابنتيه في نفسه بأنه من إحدى هاتين القبيلتين و قد فَنَوا و لابُدَّ أن يصيرَ إلى مصيرهم ، و إنّما خصَّ القبيلتين لعظمهما و لو زادَ في الإبهام لكان أعظم في التعزية))
5- التقسيم : نحو قولك : الكلمة : اسمٌ أو فعلٌ أو حرفٌ.
و قد وردت (أو) في شعر السياب مئتين و ثمانين مرّةً ، و كانت أكثر وروداً في شعره الملتزم من شعره الذّاتي و الرومانسي ؛ إذ وردت في قصيدة (المومس العمياء)خمساً و ثلاثين مرّة .
و قد جاءت (أو) في شعر السياب لتسعة معانٍ ؛ هي:
1- الإباحة : كان هذا المعنى أكثر وروداً في شعر السياب من معاني (أو) الأُخر . من ذلك قوله في الإنشاء الطلبي:
إنها الريحُ فاملئي الريحَ يا جيكور بالضَّحك أو نثار الورد
فأباح الشاعر لجيكور بهذا الضرب من الأشياء (الضحك ) أو (نثار الورد)
و نحو :
احم الجراح
جراحي بقلبك أو مقلتيك و لا تحرفن الخطا عن طريقي
فـ (أو) هنا تفيد الإباحة ؛ أي احمي جراحي بهذا الضرب من الجوارح.
ونحو :
آه لعلَّ روحاً في الرياح
هامت تمرُّ على المرافئ أو محطّات القطار
أي : لعلّ روحاً منك تمرُّ على هذا النوع من الأماكن.
و من مجيئها في الخبر قوله:
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السَّحَرْ
أو شرفتانِ راحَ ينأى عنهما القَمَرْ
و قوله :
ضوء الأصيل يغيم كالحلم الكئيب على القبور
واهٍ كما ابتسم اليتامى أو كما بهتت شموع
و نحو:
فكأنّ قعقعة المنازل في اللظى نقر الدّفوف
أو وقع أقدام العذارى
و نحو :
و كمن يُحاذرُ أو يخاف
فـ (أو) في هذه الشواهد جاءت للإباحة ، و كان فيها الكلام خبراً و ليس إنشاءً ، قال ابن هشام : (( و ذكر ابن مالك أنّ ورود أو (للإباحة) في التشبيه ... فلم يخصّها بالمسبوقة بالطلب))
2-التخيير : وردت (أو) بمعنى التخيير في شعر السياب أقل من ورودها بمعنى (الإباحة)، من ذلك قوله:
جيكور مُدِّي لنا باباً فندخله
أو سامرينا بنجمٍ فيه أضواء
فالشاعر يطلب من جيكور أحد الشيئين ، و لجيكور الخيار ؛ إمّا أن تفتح له باباً فيدخله ـ و يقصد بهذا العودة إلى وطنه ـ أو تسامره بنجمٍ فيه أضواء ـ و يقصد بهذا الذكريات التي يراجعها ليلاً ـ ، و لا يجوز الجمع بين الاثنين.
و نحو:
يا إرثَ الجماهير تَشَظَّ الآنَ و اسْحَقْ هذه الأغلال
و كالزلزال
هُزَّ النّير أو فاسحَقهُ و اسحقنا مع النير
3- الشّكّ: إنّ مجيء (أو) في الخبر المشكوك فيه يكون أقربَ المعاني إلى أصل وضعها (25) ، و أكثر ما يكون استعمال (أو) في هذا المعنى أن يكون المتكلم هو الشّاكّ في الخبر و على السّامع أن يحمل الكلام على شكّ المتكلّم . وقد و ردت ( أو ) بهذا المعنى في شعر السياب كثيراً ؛ من ذلك قوله :
ستجوعُ عاماً أو يزيد و لا تموت ففي حشاها
حقدٌ يؤرثُ من قواها
فالشاعر شاكٌّ في المدّة التي ستجوع فيها ، أسنةٌ هي أم أكثر ، لأنه لا علم له كم ستجوع هذه المومس العمياء.
و قوله:
و أقول سيأتي يوم من بعد شهور
أو بعد سنين من السّقم
أو بعد دهور !!
فأسير...أسير على قدمي
فالشاعر لا يعلم علم اليقين متى سيأتي هذا اليوم الذي يسير فيه على قدمه و هو شاكٌّ في موعده بل في مجيئه.
4- الإبهام: و هو أن تُخبر عن شيء تعرفه بعينه ، و لكنك تذكر معه شيئاً آخر تقصد به أن تُبهمَ الأمرَ على المخاطب . و قد وردت (أو) بمعنى الإبهام بشكل واسعٍ في شعر السياب ؛ نحو:
شخنوب العازر قد بُعِثا
حيّاً يتقافز أو يمشي
شخنوب هو عامل الاسمنت الذي استأجره الفوضويّون فتظاهرَ بالموت و حملوه في النعش تشهيراً بالجيش الذي يقتل العمّال . ثمّ سقط ماشياً حين سقط النعشُ ، فشخنوب بُعثَ حيّاً و هو يمشي و لكن الشاعر جاء بكلمة (يتقافز) للإبهام و الذي أفاد التهكّم.
و نحو :
آهٍ لو أنّ السّنين الخُضرَ عادت ، يوم كُنّا
لم نَزَلْ بعدُ فتيَّيْن لقبَّلْتُ ثلاثاً أو رباعاً
لجأ الشاعر إلى هذا الضرب من العطف لأنه أراد أن يقول إنّي سوف أقبِّلُ و أُقَبِّلُ حبيبتي كثيراً ، فجاء بهذا الأسلوب ليدلّ على ذلك، يقول السيد المرتضى معقِّباً على بيت لبيد الذي يقول فيه :
تّمنّى ابنتاي أن يعيشَ أبوهما و هل أنا إلا من ربيعةَ أو مضرْ
ـ : (( و إنّما حسّن ذلك لأنّ قصده الذي أجرى إليه هو أن يخبر بكونه ممّن يموت و يفنى و لا يخلَّ به إجمال ما أجمل في كلامه، فأضرب عن التفصيل لأنّه لا فائدة فيه و لأنّه سواء كان من ربيعة أو مضر فموته واجب) .
و نحو:
أينَ العراقُ ؟ و أين شمس ضحاه تحمله سفينة
في ماء دجلة أو بويب؟ و أين أصداء الغناء ؟
إنّ الشاعر يعلم أنّ بويب نهرٌ صغير يعبره على قنطرة من جذوع النخيل فكيف تسير فيه سفينة و يقرنه بدجلة و لكنه جاء به للإبهام.
5- التقريب: ذكر الحريري هذا المعنى فقال : ((إنّ قولك (ما أدري أسلَّم أو ودَّعَ) بمعنى التقريب)) ، ومن ذلك قول السياب:
وكأنها درج إلى الشهوات ، تزحمه ثغور
حتى يهدّم أو يكاد سوى بقايا من صخور
فالشاعر جاء بـ (أو) لمعنى التقريب.
6- التقسيم : تفيد (أو) معنى التقسيم ؛ فيقال : الكلمة اسم أو فعل أو حرف . و قد شكل ورود (أو) لهذا المعنى ظاهرة بارزة في شعر السياب ، من ذلك قوله :
يمتدّ أمامي في أقصى أركان الدنيا .. في بحرٍ
أو وادٍ أو جبلٍ عالٍ
ففي هذا المقطع قسّم الشاعر(أقصى أركان الدنيا) بحرف العطف (أو) فعطف بها الأشياء على بعضها ، وهي البحر أو الوادي الأظلم ، او الجبل العالي.
7- بمعنى الواو ، و قد قال بهذا المعنى لـ (أو) الكوفيون و كثيرٌ من البصريين حتى أعدّها أحد الباحثين المعاصرين مسألة غير خلافية خلافاً لصاحب (الإنصاف) الذي خصها بالمسألة (67) ، و احتجّ لرأيه قائلاً: (( إنّ من بين القائلين بها عدداً من النحاة من غير المنسوبين إلى المدرسة الكوفية أمثال قطرب وأبي عبيدة و الأخفش و الجرمي و غيرهم و اشتراك نحاة كوفيين و بصريين بمثل هذه الكثرة يخرجها من إطار الخلاف بين المدرستين)) و قد وردت (أو) لهذا المعنى كثيراً في شعر السياب ؛ من ذلك قوله:
يا للعرق! أكاد ألمحُ ، عبر زاخرة البحار
في كلِّ مُنعطفٍ ، و دربٍ أو طريقٍ أو زقاق
و قوله:
خير البلاد سكنتموها بين خضراءٍ و ماء
الشمسُ نورُ الله ، تغمرها بصيفٍ أو شتاء
و قوله:
ما زال صرف الدهر أبقى أمَّه تأسوا الجراح بكفِّها أو تضمد
جاءت (أو) في هذه الشواهد بمعنى (الواو) التي تفيد مطلق الجمع ، فالكلام في المقطع الأول يكون : أكاد ألمح عبرَ زاخرةِ البحار في كلّ منعطفٍ و دربٍ و طريق و زقاق . أي: أريد القول إنّه يلمح جميع ربوع وطنه العراق على الرّغم من بعده عنه .
و يبدو أنّ ضرورة إقامة الوزن هي التي ألجأت الشاعر إلى هذا الاستعمال ، فلو استعمل (الواو) في هذه المواضع لاختلّ الوزن عنده.
8- بمعنى (بل) ، و لا يكون بعدها إلا الجمل. و قد وردت بهذا المعنى قليلاً عند السياب ؛ نحو :
أحببت فيك عراق روحي أو حببتكَ أنت فيه(45). و التقدير: بل حبَبْتُكِ أنتِ فيه.
9- بمعنى (إلا) الاستثنائية ؛ يقول ابن هشام : (( وهذه تنصب المضارع بعدها بإضمار (أن) كقولك: (لأقتُلَنَّهُ أو يُسْلِمَ)، و قول الشاعر زياد الأعجم:
و كنتُ إذا غمزتُ قناةَ قومٍ كسرتُ كعوبها أو تستقيما ))
و قد وردت (أو) بهذا المعنى قليلاً في شعر السياب ؛ من ذلك قوله:
و لن يظلَّ من قواي ما يظلُّ من خرائب البيوت
لا أنشق الضياء، لا أعضعض الهواء
لا أعصر النهار أو يمصّني المساء
و التقدير: لا أعصرُ النّهارَ إلا أن يُمضي المساء.
ثانياً : ثُمَّ
ثمَّ: حرف عطفٍ ثلاثي يفيد الترتيب و التشريك و يدلّ على التراخي و المهلة ، وقد توضع (ثمّ) موضع (الفاء) ؛ نحو قول الشاعر حميد بن ثور الهلالي:
كهزِّ الرُّديني تحت العجاج جرى في الأنابيب ثمَّ اضطرب
و يرى الأخفش و الكوفيون أنّ (ثمَّ) تأتي زائدة كالفاء و الواو ، و قد حملوا على زيادة (ثمّ) قول زهير:
أراني إذا أصبحتُ أصبحتُ ذا هوى فثُمَّ إذا أمسيتُ أمسيتُ غاديا
و خُرِّج البيت على زيادة الفاء .
و قد وردت (ثم) في شعر السياب مئة و خمس عشرة مرة، و قد لاحظنا قلة استعمال هذا الحرف في القصائد التي تكون بعيدة عن ذاته، لذلك جاءت طولاته من الشعر الملتزم خالية من هذا الحرف تماماً في حين نجد كثرة استعمال هذا الحرف في ديوانه (شناشيل ابنة الجلبي) الذي تمثّل ذاته محور الحديث فيه.
و قد استعمل السياب (ثمّ) في عدّة معانٍ ؛هي:
1- الترتيب : جاءت (ثمَّ) لهذا المعنى كثيراً إذ جاء معنى الترتيب في 0ثمّ) في حالتين:
أ ـ الترتيب مع التراخي:وبها يكون المعطوف لاحقاً للمعطوف عليه في حكمه متراخياً عنه بالزمان ، نحو:
أوراقها سقطت و عادت ثمّ أذبلها الخريف
و تبدلت عشرين مرة
أفادت (ثمّ) في هذا المقطع التراخي و المهلة ؛ فهناك مدّة زمنية بين طلوع أوراق الأشجار في الربيع و ذبولها في الخريف.
و نحو:
تراجعَ عالمٌ و أطلَّ ثانٍ! عالمٌ يحيا
على الأقمار تولد ثمّ ثكملُ ثمَّ تندثرُ
إنّ المدّة بين ولادة الهلال و اكتماله بدراً أربعة عشرَ يوماً و بين اكتماله و اختفائه ما يقرب المدّة المذكورة فـ (ثمّ) تفيد التراخي و المهلة
و نحو:
علامَ أتيت للدنيا
لِيُدركَ عُمُرُكَ الليلا؟
لتحيا أربع السنوات ثمّ لتُبصر الساعة
و نحو:
و غداً. و أمس... و ألف أمس ـ كأنما مسحَ الزمان
حدودَ ما لك فيه من ماضٍ و آتٍ
ثمّ دارَ فلا حدود
ب ـ الترتيب بلا مهلة: و هي بهذا تكون نائبة عن (الفاء) فهي تفيد الترتيب و التعقيب؛ نحو:
أسُدُّ عليكِ بابَ الليلِ ثُمَّ أُعانقُ البابا
و نحو:
و انخطفت روحي و صاحَ القطار
و رقرقت في مقلتي الدموع
سحابةً تحملُني، ثُمَّ سار
و نحو:
ساكباً شكواهُ آهاً ثُمَّ آها
و نحو:
أنا منه مثل اللصّ يسمعُ وقعَ أقدام الخفير
شبحٌ تنفَّسَ ثمَّ مات
نجد أنّ (ثمَّ) جاءت بمعنى الترتيب و التعقيب و ليس هناك دلالة على المهلة و التراخي ، ففي الشاهد الأول نجد الشاعر يسدُّ بابَ الليل على محبوبته ثمَّ مباشرة يقبِّلُ ذلك الباب . و في الشاهد الثاني صاح القطار و هو الصوت الذي يعلن فيه القطار عن بدء حركته ثم سرعان ما يسير من دون مهلة و لا تراخٍ. أما الشاهدان الثالث و الرابع فمعنى التعقيب فيهما واضح بشكل كبير و لا توجد فيهما مهلة و لا تراخٍ . و في هذه الشواهد جاءت (ثمّ) بدلاً من (الفاء) التي تفيد الترتيب و التعقيب.
2- التعجّب : نحو قوله تعالى : (وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ) (المدثر 14ـ 15) . قال القرطبي : ((و (ثمَّ) في قوله تعالى(ثمّ يطمع) ليست (بثمّ) التي للنسق ، و لكنها تعجيب ...و ذلك كما تقول : أعطيتك ثمَّ أنتَ تجفوني ،كالمتعجب من ذلك))
قال السياب في مثل هذا المعنى :
أَأَمكُثُ في ديار الثلج ثُمَّ أموتُ من كمد
و من جوعٍ و من داءٍ و أرزاءِ ؟
جاءت الجملة الأولى بأسلوبٍ إنشائي طلبي ، و جاءت الجملة الثانية بعد (ثمَّ) جملة خبريّة و ليس في معنى البيت ما يدلّ على العطف فجاءت (ثمَّ) هنا لتعطي معنى التعجّب.
3- بمعنى (الواو) : ذهب بعض النحويين منهم الأخفش إلى أنّ (ثمّ) تأتي بمعنى الواو . و حملوا عليه قوله تعالى : (..فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ) (يونس46) ؛ أي: و هو شهيد .
و من الشعر حملوا (ثمّ) على معنى الواو في قول الأقيشر السعدي:
سألتُ ربيعةَ مَن شرُّها أباً ثُمَّ أمّاً؟ فقالتْ لِمَهْ
أمّا السياب فقد استعمل (ثمَّ) بمعنى (الواو) في نحو:
وأرعدت السماءُ فَرَنَّ قاعُ النّهرِ و ارتَعَشَتْ ذُرى السّعْف
و أشعلَنَّ ومضَ البرق أزرق ثُمَّ أخضر ثُمَّ تنطفئُ
فإنَّ ألوان الومض التي تصاحب البرق تظهرُ دفعةً واحدة و كان الأصل في الكلام أن يقول أزرق وأخضر فتنطفئ . فـ (ثمّ) الأولى جاءت بدلاً من الواو ، أمّا الثانية فبدلاً من (الفاء).
و نحو:
و يجمعُ ثمَّ ينفق ثمّ يضحكُ و هو يفتخرُ
فالضحك يكون متزامناً مع الإنفاق في وقت واحد ، و ليس من المنطق أن ينفق ثمّ بعد مدّة يضحك فهو ينفق و يضحك و يفتخر في وقتٍ معاً.
4- تفاوت مرتبة ما بعدها عمَا قبلها : و يعبّر عن هذا المعنى أحياناً باستبعاد ما بعدها عن مضمون ما قبلها ، و هو معنى ينسب القول به إلى الزمخشري ، و سمّاها : ((بالتفاوت و البعد لما بعدها ممّا قبلها)) .
و من ذلك قول السياب :
سأشُدُّها شدّاً فتهمسُ بي
(رُحماك) ثمَّ تقولُ عيناها :
مزّق نهودي ضُمَّ ـ أواها ـ
ردفيَّ و اطْوِ برعشة اللهبِ
إنّ معنى (ثُمَّ) في هذا المقطع الدلالة على التفاوت بين القول باللسان (الهمس) ، و القول بالعيون، فكأنه يقول : تقول بلسانها رُحماك و لكنَ عيونها تقول غير ما يقول لسانها ، بل العكس مَزِّق.
و قد وردت (ثمّ) مقترنةً بـ (التاء) في ثلاثة مواضع (ثُمَّت) ؛ من ذلك قوله:
و أرعدتِ السّماءُ ، فطار منها ثُمّت انفجرا
و قوله:
من الحُرَق التي رضعت فؤادي ثُمّت افترست شراييني
و قد ورد رسم (ثمت) في ديوان السياب خطأً إذ رُسِمت تاؤها مربوطة و الصحيح أنّها ترسم تاء طويلة.
ثالثاً : أم
أم : حرف عطف ثنائي يأتي على ضربين ؛ الأول : متصلة ،و هي المعادلة لهمزة التسوية ؛ نحو: ((سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ))(البقرة6) ، أو المعادلة لهمزة الاستفهام ؛ نحو: (أزيدٌ عندك أم عمرو) ، فالمراد :أيُّهما عندكَ ، و (أزيداً لقيتَ أم بِشْراً) فالمراد أيهما لقيت . قال سيبويه: ((فأنت مدّعٍ أنَّ المسؤول قد لقي أحدهما أو أنَّ عنده أحدهما إلا إنّ علمك قد استوى فيهم لا تدري أيهما هو)) .
و سميت (أم) في هذين الحالين متصلة (( لأنّ ما قبلها و ما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر ، و تسمى أيضاً معادلة لمعادلتها للهمزة في إفادة التسوية من النوع الأول ، و الاستفهام في النوع الثاني)).
الآخر : المنقطعة : و هي التي يكون ما بعدها منقطعاً عما قبلها ، و لا يكون الكلام معها على معنى أيهما أو أيهم (( و معنى (أم) المنقطعة الذي لا يفارقها الإضراب ثمّ تارة تكون له مجرداً ، و تارة تضمن مع ذلك استفهاماً إنكاريا)).
و تأتي (أم) المنقطعة بعد الخبر ؛ نحو قولهم : ( إنّها إبلٌ أم شاءُ يا قوم) ، و تأتي أيضاً بعد الاستفهام ؛ نحو قولك: (أعمرٌو عندك أم عندك زيدٌ؟) ((فالمتكلم ظنَّ أنَّ المخاطب عمراً ثمّ أدركه مثل ذلك الظنّ في زيد بعد أن استغنى كلامه)).
و قد وردت (أم) في شعر السياب ستين مرةً ، و قد استخدمها في مرحلته الثانية (مرحلة الالتزام ) قليلاً ، فكانت جميع قصائده الطوال خالية من هذا الحرف تماماً كالمومس العمياء و حفار القبور و الأسلحة و الأطفال . و قد استعملها متصلة و منقطعة ،و لم يستعمل من المتصلة إلا الضرب الثاني (( الواقعة بين همزة يطلب بها و بـ (أم) التعيين ؛ نحو قوله تعالى : ((أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا)) النازعات 27) . أمّا همزة التسوية فلم ترد في شعر السياب البتة.و (أم) المتصلة عاطفة بقسميها ، و في الحالتين بمنزلة(أي) ، يقول سيبويه: (( أمّا (أم) فلا يكون الكلام بها في الاستفهام إلا على وجهين على معنى أيهم و أيهما ... و ذلك قولك أزيدٌ عندكَ أم عمرٌو ، و أزيداً لقيت أم بشراً فأنت مدّعٍ أنّ المسؤول قد لقي أحدهما أو أنّ عنده أحدهم إلا إنّ علمك قد استوى فيهما و لا تدري أيّهما هو))
و من ورود (أم) المتصلة في شعر السياب قوله:
أغابةٌ من الدموعِ أنت أم نهر؟
و المعنى أيهما أنت .
و قوله:
أأمكثُ أم أعود إلى بلادي ؟ آه يا بلدي
و المعنى: أيهما يكون لي المكوث أم العودة إلى بلدي ؟.
و قوله:
بالأمس كان العيد عيد زهور
و اليوم ما نفعلُ؟
نزرعُ أم نقتلُ؟
و المعنى : أيّهما نفعل ؟ فـ (أم) في الشاهدين الأخيرين متصلة وذلك فضلاً عن مجيئها بمعنى أيّهما فقد وقعت بين فعلين مشتركين في الفاعل وقد ذكر النحويون أنَّ (أم) إذا توسّطت بين جملتين فعليتين مشتركتين في الفاعل فهي متّصلة ومن ذلك قوله:
أهي عامورة الغوية أم سادوم؟
هيهات00 إنها جيكور 0
بمعنى: أيهما هي :عامورة أم سادوم ولكنها لم تكن إحداهما فكانت جيكور مدينته التي فارقها مكرها0
وقوله :
هل تُسَمِّيْنَ الذي ألقى هُياما ؟
أم جنوناً بالأماني أم غراماً ؟
أم المنقطعة:وتسمى (المنفصلة) وهي التي تكون منقطعة عما قبلها خبراً كان أو استفهاما ومعناها (الإضراب) بمعنى (بل) ويبقى الإضراب ملازما لها وكثيرا ما تقتضي معه الاستفهام.. و سميت (منقطعة) لأن الجملة منقطعة عما قبلها ومستقلة عنه وهي في هذا المعنى بمنزلة (بل) الابتدائية لا تدخل إلا على جملة
و اختلف النحويون في إفادة (أم) المنقطعة العطف فذهب ابن جني والمغاربة إلى أنها ليست للعطف البتة ونسب الخضري هذا الرأي للرضي (94) وذهب ابن مالك إلى أنها تعطف في المفرد قليلاً كقول العرب:إنّها لإبل أم شاء وذهب جماعة من النحويين إلى أنها للعطف في الجمل فقط و تأولوا قولهم: (إنها لإبل أم شاء) بتقدير ناصب ؛ أي :أم أرى شاء
وقد وردت (أم )المنقطعة في شعر السياب كثيراً ؛ نحو:
هل تُرى أنتِ في ذكرياتي دفينة
أم تُرى أنتِ قبرٌ لها فابعثيها
وابعثيني
ونحو:
تُحبّينني أنتِ؟ هل تخْجلين ؟
أم استنزفت شوقك الكبرياء ؟
و نحو:
و هل بكيت أن تضعضع البناء
و أقفر الفناء أم بكيت ساكنيه ؟
أم أنَّني رأيتُ في خرابك الفناء
وردت(أم) في هذه الشواهد من شعر السياب بمعنى الإضراب إذ ربطت جملة بجملة أخرى دون أن تُشركها في الإعراب و المعنى ، ففي المقطع الأول يتساءل الشاعر مخاطباً محبوبته (مدينته) هل هي مدفونة في ذكرياته ثم يضرب عن ذلك و يبدو له العكس فيقول بل أنت قبرٌ لذكرياتي فابعثيها حتى أُولدَ من جديد.
و في المقطع الثاني يستفهم الشاعر من محبوبته عن محبتها له بقوله : (أتحبينني أنتِ؟) ، و كان هذا الاستفهام بهمزة محذوفة؛ أي: أتحبّينني ؟ ثمّ استفهم بـ(هل) فقال : هل تخجلين؟ ثمّ أضرب عن هذا لأنه بدا له أنّ سكوتها لا خجلاً بل كبرياءً، فاستفهم بـ (أم) المنقطعة فقال : أم استنزفت شوقك الكبرياء؟
و مثل هذا يقال في المقطع الأخير ، فـ (أم) في هذه الشواهد عطفت جملة لا محل لها من الإعراب على أخرى من غير أن تُشرك بين الجملتين معنًى و إعراباً فكانت وظيفتها الربط بينهما .
و من عطفها مفرداً على مفرد قول السياب في الخبر:
((هالة)) تلك أم (وفيقة ) أم (إقبال)
لم يبق لي سوى أسماء
إنّ الشاعر و هو في دار الغربة و حيث المرض ملازم له فكان أفضل مهرب له من المرض و الغربة الذكريات ذكريات الشباب و الصحة و الوطن فلذلك عندما رأى امرأة قال : تلك (هالة) و هي حبيبته الراعية التي كانت عنده رمزاً لأيام طفولته عندما كان يرعى معها الغنم ثمّ بدا له أنّها ليست (هالة) فقال بل وفيقة و هي حبيبته بعد هالة ثمَّ بدا له أنها ليست وفيقة فقال : بل إقبال و هي زوجه التي تركها في البصرة و رحل عنها إلى لندن طلباً للشفاء ، ثمَّ سرعان ما انكشفت له الحقيقة المرّة و عاد له اليأس الذي يكبّله ، فقال: لم يبقَ لي سوى أسماء.
إذن يدلُّ السياق و المعنى على أنّ (أم) هنا منقطعة و قد عطفت مفرداً على مفرد، و هذا ما أجازه بعضُ النحاة منهم ابن مالك.
رابعاً : حتّى
حتى: حرفٌ رُباعيّ غير مختصّ يدخل على الاسم المفرد و يدخل على الجملة الاسمية و كذلك يدخل على الفعل الماضي و المضارع لذلك تعدّدتْ أحكامه و دقّت معانيه و كثرت صوره حتّى قال الفراء مقولته المعروفة : ((أموتُ و في نفسي من (حتّى) شيء)) فتأتي (حتّى) حرف عطف يُشرك في الإعراب و الحكم على رأي سيبويه و غيره من البصريّين . في حين ذهب الكوفيون إلى أنّ (حتّى) ليس بعاطف و يعربون ما بعده على إضمار عامل .
و للعطف بـ (حتّى) ثلاثة شروط ؛ الأول : أن يكون جزءاً من كلّ (أكلتُ السّمكةَ حتّى رأسَها) أو كجزء ؛ نحو: أعجبتني الجاريةُ حتّى حديثها ، و لا يجوز أن تقول حتّى ولدها .
الثاني : أن يكون المعطوف ظاهراً لا مضمراً ، فلا يجوز :(قام النّاسُ حتّى أنا).
الثالث : أن يكون غاية لما قبلها أمّا في تعظيمٍ أو تحقيرٍ ؛ فالأول نحو: (ماتَ النّاسُ حتّى الأنبياءُ) ، و الآخر نحو: قدم الحُجّاجُ حتّى المُشاةُ. و قد اجتمعا في قول الشاعر:
قَهَرْنَاكُمُ حَتَّى الكُمَاةَ فَأَنْتُمُ تَهابُونَنَا حَتَّى بَنِينَا الأَصَاغِرَا
و من مزايا (حتّى) العاطغة : (( أنّها إذا عطفت على مجرور أُعيد الخافضُ فرقاً بينها و بين الجارّة ، فتقول: مررتُ بالقوم حتّى بزيدٍ))
و قد وردت (حتّى) العاطفة في شعر السّيّاب خمسَ عشرةَ و مئتي مرّةً و كان أغلب استعمالها على وجه (الابتداء) ثمّ (الجرّ) ثمّ (العطف).
و جاءت (حتّى) العاطفة في شعر السياب على نمطٍ واحدٍ هو [المعطوف عليه (محذوف) + حتّى + المعطوف] ، نحو:
و قبّلتُ حتّى البُهمَ لمّا رأيتُها تُقَبِّلُ تلكَ البُهمَ قُبلةَ ثائرِ
فجاءت (حتّى) عاطفة و المعطوف عليه محذوف تقديره : (كلّ شيءٍ يخصُّ محبوبتي) فجاء المعطوف منصوباً (البُهم) لأن المعطوف عليه المحذوف في موقع مفعول به فيكون تقدير الكلام : و قبّلت كلَّ شيءٍ يخصُّ محبوبتي حتّى البُهمَ، فجاءت (حتّى) غاية لما قبلها في تحقير.
و نحو:
و يرتدُّ حتّى حديدُ السرير
جناحاً عليه المنايا تغير
أي: و يرتدُّ كلُّ شيءٍ جناحاً حتّى حديد السرير ، فالمعطوف عيه محذوف في محلّ رفع فاعل و جاء المعطوف مرفوعاً تبعاً للمعطوف عليه.
و نحو:
و تخضلُّ حتّى الصّخورُ الضنيّة
ويُثمرُ حتى ساربُ الفلاة
مدينة
أي: و تخضلُّ كلُّ الأشياء حتى الصخور الضّنيّة ، و يثمر كلُّ شيء حتّى سرابُ الفلاة.
و نحو:
دونَ أن يَحْضَيْنَ حتّى بالحباب
أي: دون أن يحضَينَ بشيءٍ حتّى بالحباب، فالمعطوف عليه المحذوف مجرور بالباء لأنّ الفعل(حضِيَ) فعل لازم لا يتعدّى إلا بحرف جرّ (الباء) ، فتقول : حضِيتُ به.
و نحو:
لم يعرف الحقد الذي يعرفون
و الحسد َ الآكلَ حتَى العيون
أي: و الحسدَ الآكلَ كلَّ شيء حتّى العيونَ. و مجيء (حتّى) العاطفة بهذا النمط منتشرٌ في شعر السياب و جاء بها لمعنى الغاية إما في تعظيم أو تحقير ،و في أغلبها كان المعطوف عليه المحذوف يقدّر بـ (كلّ شيء)وقد يكون فاعلاً أو مفعولاً،أو مجروراً،وقد جاء التقدير في المقطع قبل الأخير (شيء)من دون (كلّ).
خامساً: لا
لا: حرف عطف ثنائي يأتي لأحكام متعدّدة ، و ما يهمّنا في بحثنا هذا (لا) العاطفة التي تفيد نفي الحكم عن المعطوف بعد إثباته للمعطوف عليه ، فهو يُشرك في الإعراب دون المعنى ، نحو: يقومُ زيدٌ لا عمرٌو ، فـ (لا) أخرجت عمراً من القيام الذي دخل فيه (زيد) إلا أنّها أشركته في الإعراب يقول سيبويه في حكمها الإعرابي و في معناها: (( و من ذلك مررتُ برجلٍ لا امرأةٍ ، أشركتَ بينهما (لا) في (الباء) و أحقت المرور للأول و فصلت بينهما عندَ مَن التبس، فلم يدرِ بأيّهما مررت)).
و لا تكون (لا) عاطفة إلا بشروط أربعة ذكر منها ابن هشام ثلاثة شروط؛ فقال: (( أحدها أن يتقدمها إثبات ، كجاء زيدٌ لا عمرٌو ، أو أمر كـ اِضْربْ زيداً لا عمراً ، قال سيبويه :أو نداء نحو: يابن أخي لا ابن عمّي ، و زعم ابن سعدان أنّ هذا ليس من كلامهم.الثاني: أن لا تقترن بعاطف ، فإذا قيل جاءني زيدٌ لا بل عمرٌو، فالعاطف (بل)، و (لا) ردٌ لما قبلها و ليست عاطفة ، و إذا قلت: ما جاءني زيدٌ و لا عمرٌو ، فالعاطف الواو و (لا) توكيد للنفي ... و الثالث: أن لا يتعاند متعاطفاها فلا يجوز (جاءني رجلٌ لا زيدٌ) ، لأنه يصدق على زيد اسم الرجل ،بخلاف:(جاءني رجلٌ لا امرأة) )).
أمّا الشرط الرابع فلم يذكره ابن هشام في (مغني اللبيب) ،و لكنه ذكره في (أوضح المسالك) ، هو: إفراد معطوفها ، فلا يُعطف بـ (لا) إلا المفرد لفظاً أو تأويلاً ، فالأول : هذا زيدٌ لا عمرٌو، و الآخر : نحو: زيدٌ قائم لا قاعدٌ .
و قد وردت (لا) عاطفة عند السياب خمس عشرة مرة ، و جاء المعطوف و المعطوف عليه في ثلاثة أحوال إعرابية ؛ هي :
1- الرفع : و كثيراُ ما يكون المعطوف عليه في هذه الحالة خبراً ، نحو:
مقامراً كنتُ مع الزّمان
نقودي الأسماكُ لا الفضّةُ و النّضار
و نحو:
تساقطَ في يد العذراء و هي تهزُّ في لهفة
بجذع النخلة الفرعاء تاج و ليدك الأنوارُ لا الذهبُ
فالمعطوف عليه في هذين الشاهدين (الأسماك) و (الأنوار)، و هما خبران مرفوعان لكل من (نقودي) و ( تاج وليدك) المبتدأين ، و المعطوف (الفضة) و (الذهب). و نلاحظ أنّ فائدة العطف بـ (لا) هو قصر الحكم على ما قبلها ،و يسمى هذا النوع من القصر(قصر قلب) بمعنى أنّ المتكلم يقلب فيه حكم السّامع فالسامع يعتقد في الشاهد الأول أن نقود هذا المقامر (الفضة و النضار) فقلب المتكلم حكم السامع فقال : نقودي الأسماك لا الفضة و النضار ، و كذلك في الشاهد الثاني قلب المتكلم حكم السامع الذي كان يعتقد أن تاج وليد مريم العذراء عليهما السلام الذهب ؛ فقال: تاجُ وليدك الأنوارُ لا الذّهبُ.
2- النصب : و يأتي المعطوف عليه في هذه الحالة مفعولاً به و مفعولاً لأجله و عطف بيان ؛ فمن مجيئه مفعولاً لأجله قوله:
فارتضى الطفلُ لا حنانَ و لكن يفعلُ الخوفُ مثلَ فعل الحنانِ
جاء المعطوف عليه في هذا البيت محذوفاً و تقديره (خوفاً) ،أي: فارتضى الطفلُ خوفاً لا حناناً ، و ورد المعطوف عليه مفعولاً به ، و من مجيئه مفعولاً به قوله:
سكبَ السُّمَّ و اللّظى لا حليبَ الأمّ أو رحمةَ الأب المفقود
و ورد عطف بيان ، نحو:
لو كان ما تحسُّه الحبيبةُ
الألمَ ، الدُّوارَ ... لا الخواءا
و ورد مفعولاً ثانياً لفعل ناسخ ؛ نحو:
لو كنت مِن عرَقِ الجبين ترشّها و من الدّماء
و تحيلها امرأةً بحقٍّ لا مَتاعاً للشِّراء
جاء المعطوف عليه في هذه الشّواهد الثلاثة منصوباً ، إذ ورد في الأول مفعولاً لأجله ،و في الثاني مفعولاً به ، و في الثالث عطف بيان أو بدلاً ، و في الرابع جاء مفعولاً ثانياً لفعلٍ ناسخ (تُحيل).
3- الجرّ ، و الغالب في هذه الحالة الجرّ بحرف الجرّ ، نحو:
الحبُّ أن تبذُلَ ، أن تنالَ ما تريدُ
كالنبعِ إذ يدفقُ ، لا كالبئر
كالنّارِ تطوي نحوكَ السّماءا
لا شررَ الزِّنادِ
وردت (لا) العاطفة في هذا المقطع مرّتين و كان المعطوف عليه في الأولى (كالنّبع) و هو مجرور والمعطوف (كالبئر) ، و في الأخرى كان المعطوف عليه (كالنار) ، و هو مجرور و المعطوف( شرر الزناد).
و نحو:
سهرتُ الليلَ في بيروت ، لا بين المواخير
إنّ (لا) العاطفة تفيد القصر و كلّ جملة من جمل القصر تكون في قوة جملتين لأنها تفيد حكمين مختلفين في الإيجاب و السّلب ، فهو طريقة من طرائق الإيجاز في التعبير كما أنه يقصد منه تمكين الكلام و تقديره في ذهن المخاطب
سادساً: بل
بل :حرف عطف ثنائي يفيد الإضراب عن الأول و الإيجاب للآخر ،و تقع بعد النفي والإيجاب عند البصريين ،و أمّا الكوفيون فيمنعون وقوعها بعد الإيجاب ، و إنّما يرونَ وقوعها بعد النّفي أو ما شابهه ، قال ابن هشام: ((و منعهم ذلك مع سعةِ روايتهم دليل على قلته )) ، و إذا تلا (بل) مفردٌ فهي عاطفة بالإجماع،أمّا إذا تلاها جملة ففيه خلاف؛قال المرادي:((ظاهر كلام ابن مالك أنّها عاطفة و صرّح به ولده في شرح الألفية و صاحب رصف المباني،و غيرهم يقول:قبل الجملة حرف ابتداء فليست بعاطفة )) .
و قد تسبق (بل)بـ (لا) فتقول: مررتُ برجلٍ لا بل امرأةٍ،و ما مررتُ برجلٍ لا بل امرأةٍ،و تفيد (بل) في المثال الأول توكيد الإضراب بعد الإيجاب ، وفي المثال الآخر تفيد توكيد تقرير ما قبلها بعد النفي . ومنع ابن درستويه مجيء (لا)مع (بل) بعد النفي ، وأجازه ابن هشام والأشموني مستشهدين بقول الشاعر :
و ما هجرتُكِ ، لا ، بل زادني شغفاً هجرٌ و بعدٌ تراخى لا إلى أجلِ
و للعطف بـ (بل) شرطان ؛ الأول: إفراد معطوفها ، نحو: قام زيدٌ بل عمرٌو ، و الآخر: أن تُسبقَ بإيجاب أو أمر أو نهي أو نفي... و العطف بـ (بل) بعد الإيجاب مذهب سيبويه و جمهور النحويين ، و قد وردت (بل) في شعر السياب ستّ عشرةَ مرّةً فجاءت عاطفةً مفرداً على مفرد ثلاث مرّات ، نحو:
و انهلَّ لا عن ندًى صافٍ ولا مطر بل عن دمٍ ، من ثُديٍّ مُزِّقت حُلبا
و نحو:
نقطتُه الدّماء يشهدنَ للخدرِ بعذراءٍ يا لها من شهود
لا على العقم و الرّدى بل على الميلاد و البعث والشّباب الجديد
و معنى(بل) في هذين الشاهدين الإضراب،والإضراب بـ (بل)عند سيبويه يكون عن الأول و إثبات الحكم للثاني سواء أكان ذلك الحكم إيجاباً أم سلباً. يقول سيبويه :(ومنه أيضا :ما مررت برجلٍ صالحٍ بل طالحٍ ، وما مررت برجلٍ كريم بل لئيم ، أبدلت الصفة الآخرة من الصفة الأولى وأشركت بينهما (بل) في الإجراء على المنعوت ،وكذلك مررت برجل صالح بل طالح، ولكنه يجيء على النسيان والغلط فيتدارك كلامه لأنه ابتداء بواجب )
ويكون معنى _بل _ في هذين الشاهدين تقرير حكم الأول (النفي ) لما قبلها وإثبات نقيضه لما بعدها ،فيكون معنى البيت الأول :ما انهلَّ عن ندى صاف ولا مطر بل انهلَّ عن دم 000وكذلك يكون معنى الشاهد الآخر ،هذا على رأي سيبويه وأكثر النحاة 0وينسب إلى المبرد أنه يرى في مثل قولك : ما جاءني زيد بل عمرو ، أن معناه:ما جاءني زيد بل ما جاءني عمرو ،فكان المتكلم قصد أن يثبت نفي المجيء لزيد ثم استدرك فأثبته لعمرو وهذا مخالف لسيبويه وأغلب النحاة فهم يرون في مثل هذا المثال أن المتكلم يثبت نفي المجيء لزيد لكنه يستدرك فيثبت المجيء لعمرو ،وهو الراجح .
وقد ورد المعطوف عليه محذوفا مع _بل _ويمكن للمتلقي تقديره ،من ذلك قوله:
عصافير؟!
بل صِبْيةٌ تمرحُ
وأعمارها في يد الطاغية .
وقوله:
وكأنَّ مصباحيه من ضَرَجٍ كفّانِ مدّهما العارُ
كفّان ؟بل ثغران قد صُبغا بدمٍ تدفّق منه تيار
وقوله:
عكازٌ في يدي اليمنى
عكاز؟ ...بل عكازان .
جاءت _بل _في هذه المقاطع الثلاثة حرف عطف والمعطوف عليه محذوف يدل عليه الاستفهام الذي جاء بهمزة استفهام محذوفة في بداية المقطع ،ففي المقطع الأول يكون التقدير :ليس عصافير بل صِبية تمرح ،وفي البيت الثاني يكون التقدير :ليس كفان بل ثغران قد صُبغا 00 وفي المقطع الثالث يكون التقدير: ليس عكاز بل عكازان 0 ولولا هذا التقدير لما استقام المعنى والسياق وذلك لأنه (لا يعطف بـ (بل ) بعد الاستفهام فلا يقال: أضَرَبْتَ زيدا بل عمراً)، و لا نحوه .
وقد وردت _لا _ مقترنة بـ(بل) في موضعين من شعر السياب ، من ذلك قوله :
بُوحي بِسِرِّكِ لا بل اتَّئِدِي أخشى الأسى إن بُحتِ بالسِّرِّ
و قوله:
إني أشكُّ بكلِّ غانيةٍ لا بل أكاد أتَّهِمُ
ذكر أغلب النحويين أن (لا) إذا سبقت (بل) فـ(لا) زائدة تفيد التأكيد ، ولكن الرضي ذكر أن لها معنى تأسيسيا لم يكن موجودا فيقول :((إذا ضممت _لا_ إلى _بل_ بعد الايجاب أو الأمر نحو :قام زيد لا بل عمر ، و اضرب زيدا لا بل عمرا فمعنى _لا_يرجع إلى ذلك الإيجاب و الأمر المتقدم لا إلى ما بعد _بل_ ففي قولك :لا بل عمرو نفيت بـ_لا_ القيام عن زيد وأثبته لعمرو بـ(بل) ولو لم تجئ بـ(لا) لكان قيام زيد ... في حكم المسكوت عنه، يحتمل أن يثبت، وكذا في الأمر نحو :اضربْ زيداً لا بل عمراً ،أي لا تضرب زيداً بل اضربْ عمراً ، ولولا _لا_ المذكورة لاحتمل أن يكون أمراً بضربِ (زيد )و أن لا يكون مع الأمر بضرب وكذا (لا ) الداخلة على (بل) بعد النهي والنفي راجعة إلى معنى ذلك النهي والنفي مؤكدة لمعناه) 0
فمعنى (لا) في البيت الأول يعود إلى جملة (بوحي بسرك) فيكون تقدير الكلام :(لا تبوحي بسرك بل اتئدي) ،ولولا دخول (لا)في البيت لاحتمل أن يكون المعنى :(بوحي بسرك بل اتئدي)، فتكون الجملة الواقعة قبل (بل) كالمسكوت عنها فهي تحتمل الوقوع ،ولهذا نرجع ما ذهب إليه الرضي بأن لها معنى تأسيسيا وليست زائدة . وكذلك يكون معنى (لا) في البيت الثاني 0
سابعاً: لكن
لكن: حرف رباعي تأتي في العربية على ضربين :
الأول:مخففة من الثقيلة وهي حرف ابتداء تفيد معنى الاستدراك 0
الثاني: خفيفة بأصل وضعها وهي حرف عطف يفيد الاستدراك ويعطف مفردا على مفرد بشرطين :
الأول :أن يتقدمها نفي أو نهي نحو:(ما قام زيد لكن عمرو) ،(ولا يقم زيد لكن عمرو ) على رأي البصريين وأجاز الكوفيون أن يعطف بها في الإيجاب ، نحو : أتاني زيد لكن عمرو
والثاني :أن لا تقترن بـ(الواو) ،قال ابن هشام:((قاله الفارسي وأكثر النحويين ،وقال قوم :لا تستعمل مع المفرد إلا بالواو )).
وقد وردت (لكن )حرف ابتداء كثيرا في شعر السياب إلا أنها لم ترد عاطفة إلا في موضع واحد نحو قوله:
ودمي يتدفق ينسابُ
لم يغدُ شقائق أو قمحاً
لكن ملحاً
استعمل السياب في هذا المقطع ((لكن)) حرف عطف عطفت مفرداً على مفرد وكان استعماله موافقا لقواعد النحويين.
الخاتمة
إنّ السّيّاب أحد سحرة الكلمة المحدثين الذين جمعوا بين الأصالة والتجديد فنراه متفرداً في
الأسلوب خارجاً عن السياق المتعارف عليه مستعملاً تراكيب جديدة أصبحت سمةً من سمات شعره –ًوقد ضم هذا البحث دراسةً لأحرف العطف غير الأحادية في شعر السياب ،فتناول مجيء معاني هذه الأحرف عنده وأنماط استعمالاتها وعرض لتحليل الجمل التي اشتملت على هذه الأحرف لغوياً ونحوياً ،و قد استعنّا ببحوث اللغويين والنحويين والبلاغيين والدارسين المحدثين و استهدينا بالشعر العربي الذي أجاز النحويون الاستشهاد به بغية الوقوف على الظواهر اللغوية التي استجدت في العصر الحديث ،وملاحظة التطور التأريخي في هذا الجانب ،فكانت أهم النتائج التي خرج بها البحث ما يأتي :
1ـ استعمل السياب حرفي العطف (أو) و(ثم) لمعانٍ وأنماط كثيرة في حين نجده استعمل حرف العطف (حتى ) في نمط واحد .
2ـ لم يستعمل (إمَا) حرف عطفٍ في شعرهِ ، أما (لكن) العاطفة فقد وردت في شعرهِ مرةً واحدةً.
3ـ يميل السيّاب إلى استعمال حرف عطف مكان حرف آخر فقد استعمل (ثمّ) في موضع الواو والفاء ، وأستعمل (أو) في موضع الواو ، مِمَّا أضفى على شعرهِ الغموض الذي كان كثيراً ما تقصده .
4ـ استعمل الشاعر أحرف العطف لمعانٍ غير شائعة في العربية من ذلك استعمال (ثم ) لمعنى (( تفاوت ما بعدها عمَّا قبلها)) ولمعنى التعجب ،وكذلك استعمال (أو) بمعنى التقريب .
5ـ على الرغم من كثرة ورود (أم) المعادلة لهمزة التسوية في العربية وفي القرآن الكريم إلا أننا وجدنا السياب لم يستعملها البتة.
6ـ كثرة حذف المعطوف عليه عند السياب ولاسيما مع (حتى ) و(بل) العاطفتين ممّا يضفي غموضاً على شعره يجعل المتلقي متفكراً قي الوصول إلى المعنى .
7ـ هناك تفاوت كبير في استعمال بعض أحرف العطف بين مراحل السياب الشعرية (الرومانسية، الالتزام ، الرجوع إلى الذات ).
المصادر
الإتقان في علوم القرآن ، جلال الدين السيوطي (ت -911هـ) ،تح :د.محمد أبو الفضل إبراهيم ,الهيأة المصرية للكتاب ، القاهرة /1394 هـ-1974م. ارتشاف الضرب من لسان العرب ، أبو حيان الاندلسي (ت -745هـ) ، تح :د. مصطفى أحمد النماس ، ط1، مطبعة المدني ، القاهرة / 1987م. الأساليب الإنشائية في النحو العربي : عبد السلام هارون ، الناشر: مؤسسة الخانجي بمصر، مكتبة المتنبي بغداد ، مطبعة السّنّة المحمدية 1379هـ ـ 1959م. الأصول في النحو ، ابن السراج (ت-316هـ )، تح: د. عبد الحسين الفتلي ، مطبعة النعمان – النجف الأشرف /1393هـ-1973م. أقسام الكلام العربي من حيث الشكل والوظيفة ، د. فاضل مصطفى الساقي ،تقديم الأستاذ :تمام حسان ، الناشر : مكتبة الخانجي ، القاهرة /1397هـ -1977م. أمالي المرتضى المعروف بـ (غرر الفوائد ودرر القلائد )، الشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي (ت-436هـ)تح:محمد أبو الفضل إبراهيم ،ط1،الناشر مكتبة ذوي القربى ، إيران - قم /1384 – 1964م. الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين ،كمال الدين أبو البركات الأنباري (ت -577هـ) تح :حسن حمد ،ط1، دار الكتب العالمية – بيروت ،لبنان /1418هـ -1998م. أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، ابن هشام الأنصاري (ت -751هـ) ،دار الكتاب العربي ، المطبعة المنيرية ، بيروت / (د –ت). البرهان في علوم القرآن : بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي (ت 794هـ) ، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم ،ط1ـ مصر 1377هـ ـ 1957م . تسهيل الفوائد و تكميل المقاصد : محمد بن عبد الله بن مالك (ت672هـ)، تح: محمد كامل بركات ، دار الكتاب العربي ـ مصر 1387هـ ـ 1967م. التعريفات ، أبو الحسن علي بن محمد الجرجاني ، تح: إبراهيم الأبياري ، الناشر : دار الكتاب العربي –بيروت ، ط1، 1405هـ. التوابع في كتاب سيبويه :د. عدنان محمد سلمان ، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي،جامعة بغداد ـ كلية الآداب 1991م. التوقيف على مهمات التعاريف :محمد عبد الرءوف المناوي ،الناشر :دار الفكر المعاصر ، ط1،دار الفكر – بيروت / 1410هـ. الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) : أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي(ت671هـ) ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت – لبنان، ط2ـ 1405 ه - 1985 م. الجنى الداني في حروف المعاني ،حسن بن قاسم المرادي (ت-749هـ) ،تح: طه محسن ،دار الكتب للطباعة والنشر ، جامعة الموصل – العراق /1396هـ -1976م. جواهر الأدب في معرفة كلام العرب ،علاء الدين الأربلي (ت -741هـ)، تح: حامد أحمد نيل ، مطبعة السعادة –القاهرة /1404هـ -1984م. حاشية الخضري على شرح ابن عقيل ، الشيخ محمد بن مصطفى الخضري الشافعي(ت 1287هـ ) ، مطبعة دار إحياء الكتب العربية ( د. ت ) .. حاشية الصبان على شرح الأشموني ، محمد بن علي الصبان (ت _1206هـ) دار إحياء الكتب العربية – عيسى الحلبي – (د.ط)،(د.ت). حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ،محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي (ت -1230هـ)، عيسى الحلبي –القاهرة /(د.ت). حروف العطف بين الدرس اللغوي والاستعمال القرآني ،عبد الستار مهدي علي ،أطروحة دكتوراه ،كلية الآداب –الجامعة المستنصرية – 1418هـ -1998م. خزانة الأدب ولب لباب العرب ، عبد القادر البغدادي (ت -1093هـ) تح: عبد السلام محمد هارون ، ط3، مكتبة الخانجي ، القاهرة /1409هـ -1989م. الخصائص ، ابن جني (ت -392هـ) تح: محمد علي النجار ،دار الكتاب العربي ، بيروت –لبنان /(د.ت). ديوان بدر شاكر السياب ( المجموعة الكاملة )، المجلد الأول ، دار العودة ، بيروت / 1971م ، المجلد الثاني ، دار العودة ، بيروت / 1974 م. رصف المباني في شرح حروف المعاني ،أحمد بن عبد النور المالقي (ت-703هـ)، تح: أحمد محمد الخراط ، مطبعة زيد بن ثابت – دمشق /1975م. سنن النسائي الكبرى : أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي ،تح: د. عبد الغفار سليمان البندري سيد كسروي حسن ، الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت ، ط1، 1411هـ- 1991م, شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ،تح: محمد محي الدين عبد الحميد ،ط11، دار إحياء الكتب العربية ، عيسى البابي الحلبي وشركاءه ،القاهرة /(د.ت). شرح ألفية ابن مالك لابن الناظم : أبو عبد الله بدر الدين محمد ابن الإمام ابن مالك ، صححه و نقحه :محمد سليم اللبابيدي ،مطبعة القديس جاور جيوس ـ بيروت 1312هـ ـ 1894م. شرح جمل الزجاجي ، ابن عصفور الأشبيلي (ت-669هـ )،تح: د. صاحب أبو جناح ، الجمهورية العراقية وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ، مطبعة دار الكتب – الموصل / 1402هـ-1992م. شرح الكافية في النحو لابن الحاجب ، رضي الدين الأسترابادي (ت- 688هـ) ، دار الكتب العلمية – بيروت (د.ت). شرح المفصل ، ابن يعيش النحوي (ت- 643هـ) ، عالم الكتب – بيروت ،مكتبة المتنبي القاهرة (د.ت). الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها ،أحمد بن فارس (ت-395هـ) تح: مصطفى الشويمي ، مؤسسة :أ- بدران للطباعة والنشر – بيروت / 1382هـ- 1963م. صحيح مسلم : أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري ،الناشر :دار الجيل بيروت – دار الآفاق الجديدة ، بيروت . الفوائد الضيائية (شرح كافية ابن الحاجب) : نور الدين عبد الرحمن الجامي (ت898هـ) ، تح: أسامة طه الرافعي، وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية ـ العراق 1403هـ ـ 1983م. القاموس المحيط ، محمد بن يعقوب الفيروز آبادي ، دار النشر : مؤسسة الرسالة – بيروت . الكتاب : سيبويه (ت-180هـ) ،تح: عبد السلام محمد هارون ، الهيأة المصرية العامة للكتاب – القاهرة / لسنوات مختلفة . كتاب العين: أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي ، تحقيق : د.مهدي المخزومي ود.إبراهيم السامرائي ،الناشر : دار ومكتبة الهلال . الكشاف ، الزمخشري ، دار الكتاب العربي – بيروت – لبنان / (د.ت). معاني الحروف ، أبو الحسن الرماني ،تح: د. عبد الفتاح إسماعيل شلبي ،ط2، دار الشروق – جدة /1404هـ / 1984 م. المعاني في ضوء أساليب القرآن الكريم :جعفر باقر الحسيني،مؤسسة بوستان كتاب، مركز الطباعة و النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي ـ إيرا ـ قم ، ط1 . معاني القرآن : أبو زكريا يحيى الفراء (ـ207هـ) ، تح: محمد علي النجار ،و أحمد يوسف نجاتي،ط3 عالم الكتب بيروت ـ 1403هـ ـ 1983م.
مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، ابن هشام الأنصاري ، تح: محمد محي الدين عبد الحميد ، مطبعة المدني المصرية (د.ت). المقتصد في شرح الإيضاح ، عبد القاهر الجرجاني ،تح: د.كاظم بحر المرجان ،الجمهورية العراقية وزارة الثقافة والإعلام ،دار الرشيد للنشر / 1982م. المقتضب ، المبرد ، تح: محمد عبد الخالق عضيمة ، عالم الكتب ،بيروت (د.ت). مفتاح العلوم ، أبو يعقوب يوسف بن أبي بكر السكاكي (ت-626هـ) ،المطبعة الميمنية – مصر /1318هـ -1901م.
نتائج الفكر في النحو ، أبو القاسم السهيلي (ت-581هـ) ،تح: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود ، والشيخ علي محمد معوض ،ط1، دار الكتب العلمية ، بيروت – لبنان /1412هـ- 1992م. النحو الوافي ، عباس حسن ،ط1، آوند دانش للطباعة والنشر والتوزيع ،دار إحياء التراث العربي –بيروت / 1425 هـ -2004م.
تحميل الملف المرفق Download Attached File
|
|