تعد المراقد المقدسة الإسلامية واحدة من أهم المنجزات التي صب فيها المزخرف جل خبرته ومهارته التصميمية ، وعمد إلى توظيف أنفس وأثمن الخامات في تزيين عناصرها المعمارية لإظهارها بأبهى حلية بحيث تتوائم مع المنزلة الاعتبارية لهذه الأماكن، وتعد الأبواب خير دليل على ذلك باعـتبارها عنصراً جوهـرياً في أبنية المراقد حاملة لانعكاسات عقائدية مثلتها (آيات الذكر الحكيم والأحاديث النبوية الشريفة) يتم ترجمتها عبر تكويناتها المتجسدة ضمنها لتعبر عن المفاهيم الفكرية العميقة والمتأصلة في المرقد ، إذ ترتبط القيم المادية للأبواب من خلال تكويناتها مع القيم الاعتبارية لها لتكون نتاجاً للعقيدة والانتماء. لذا فقد عمد المصمم الى توظيف التكوينات الخطية على ابواب المراقد المقدسة لما لها من ارتباط دلالي نصي ، اذ اكتسب منها الخط صفته القدسية ( لأنه الوسيلة الوحيدة التي يكتب بها كلام الله عز وجل) واصبح الخط فناً غايته الكمال انطلاقاً من نظرة الفلسفة الاسلامية الى الاتقان والكمال) واصبح للعنصر الخطي حضوره المتميز على ابواب المراقد المقدسة مما ينم ذلك عن اهداف و غايات ليؤدي من خلالها غرضين : ( الاول معرفي ينظم فيه معارفه العلمية و الثقافية بشكل عام و من خلال صورة ما يقرأ عن الكتابة و يطلع بها ، و الثاني هو ما يعطي احساسا بالفن حيث يكون الخط محمولاً على صورة زخرفية ليسدي بذلك للمعرفة و الفن في وظيفة إبعاداً خلاقة في التعلم و التامل )