إن للأحلام وآلياتها ورموزها قيمة في حياة الإنسان , فللمرء حياتان احدهما شعورية واعية , والأخرى لاشعورية تكشف الأحلام وآلياتها عن جانب مهم منها, وأن السلوك الرمزي للإنسان كان في أساس الوجود البشري العقلي والاجتماعي, طالما إن اكتساب المعارف بدون عون الرموز ينخفض إلى الاستعمالات اليومية الحسية ولا يتجاوز المعطيات المباشرة للزمان والمكان – الأمر الذي لايسمح بمماثلتها بعلاقات بسيطة على الرغم من انطلاقها من تصرفات فردية فأنها تشكل بالتالي نظام رمزي يتحول إلى صياغات جماعية من خلال آليات الحلم تعبر عن المجتمع رمزيا في عاداته ومؤسساته , هذا على مستوى الشعور إما على مستوى الرموز في الأحلام والتي ترتبط بنظام التفكير عند الإنسان في حياته الواقعية الشعورية فيرى فرويد: " إن وظيفة الرمز الرئيسية هي أن يعمل على تقنيع الرغبة الدفينة وتحوير شكلها" (1) 0
ويعد تأويل الأحلام من أغنى حقول علم النفس والتحليل النفسي , لأنه يلقي الضوء على الآليات التي يمكن استخدامها في فهم الظواهر والمشاهد غير المألوفة , وقد تكون المعاني في الحلم لاتظهر بصورتها الحقيقية بل تنتقل إلى أشياء أخرى تتمثل فيها بهيئة رموز, ولايمكن معرفة العلاقة بين الأشياء وصورها الحقيقية الا بالتأويل,حيث " ان الحلم مادة خام لاستخدام الفكر والحدس على السواء من اجل بلوغ التأويل الصحيح" (2) 0
ويتصل ذلك التأويل بعملية الخلق الفني الإبداعي , ذلك " إن الشكل الفني كله شكل حلمي أساسا وكل الأشياء التي تصنع أحلامنا حين نكون نائمين تدخل في تركيب فننا , كما يمكن تحديد الفن بأنه إبداع حلم يقظ شكله في الأساس يمثل حلم إنسان نائم , وهو يتألف بالضبط من القوى نفسها التي تنقلب على نفسها لتتوجه إلى حقيقة العالم الخارجي , بدلا من التوجه إلى حقيقة عالم الأحلام " (3)0