عنوان البحث(Papers / Research Title)
ملامح من تراث أبناء وادي الرافدين في اللسانيات
الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)
سعدون احمد علي الرباكي
Citation Information
سعدون,احمد,علي,الرباكي ,ملامح من تراث أبناء وادي الرافدين في اللسانيات , Time 02/11/2017 10:34:12 : كلية التربية للعلوم الانسانية
وصف الابستركت (Abstract)
ثمة جهد كبير لأبناء وادي الرافدين في مجال اللسانيات وعلم اللغة ، لم ينل حظه من اهتمام الألسنيين لتراثنا اللغوي
الوصف الكامل (Full Abstract)
ملامح من تراث أبناء وادي الرافدين في اللسانيات أ.د سعدون أحمد علي- جامعة بابل أطلق المؤرخون العرب في العصور الحديثة مصطلح (وادي الرافدين) على تلك الحضارة التي ازدهرت في السهول الرسوبية وسط العراق وجنوبه ، منذ مطلع الألف الثالث قبل الميلاد وإن كانت جذورها تمتد إلى عصور ما قبل التأريخ الموغلة في القدم ، ومرَّت في تطورها بعدة أدوار حضارية إلى قبيل ميلاد المسيح ( ع ) ، ويدخل تحت مصطلح ( وادي الرافدين ) فضلا عن حدود العراق الحالية جزء من أراضي أقطار مجاورة انتقلت إليها المقومات الحضارية مثل بلاد عيلام ( الأجزاء الجنوبية الغربية من إيران أي ما يعرف اليوم بالاحواز وعربستان ) ، وشمالي ما بين النهرين (الجزيرة)، وجزء من بلاد الشام، وبلاد الأناضول (موطن الحوثيين) ، بحيث يمكن عدُّ الثقافات التي نشأت في هذه الأماكن امتدادا لحضارة وادي الرافدين (1). ومن الأسماء الأخرى التي عرفت بها هذه الحضارة (العراق) وهو اسم يرجع أصله الى تراث لغوي إما من السومريين وإما من قوم آخرين استوطنوا السهل الرسوبي منذ أبعد عصور ما قبل التاريخ ، ربما يكون منهم الفراتيون الأوائل الذين بقي من آثار لغتهم بعض أسماء المدن والحرف والأنهار مستعملا إلى يومنا هذا ، كدجلة والفرات والإسكافي والفخَّار والنجار والفلاح ... إلخ(2) . وجاء في الكتابات الاكدية مصطلح ( مات شو مريم ) أي ( بلاد السومريين ) للدلالة على القسم الجنوبي من السهل الرسوبي . وورد تعبير آخر على الهيأة الاكدية ( مات أكد يم ) وتعني ( بلاد الاكديين ) للقسم الأوسط من ذلك السهل (3) . أما تسمية ( بلاد مابين النهرين ) فقد أطلقها الكُتَّاب اليونانيون والرومانيون في الزمن الواقع بين القرنين الرابع والثاني قبل الميلاد للدلالة على هذه البلاد كلها أو بعضها ، والتسمية ترجمة للمصطلح الإغريقي ( Mesopotamiq) (4) .
المطلب الأول : السومريون يعد السومريون من أقدم الأقوام التي استوطنت في السهول الوسطى والجنوبية من وادي الرافدين وأسهموا بنصيب كبير في نشوء حضارته وتطورها ، غير أن ما توافر من معلومات عن موطنهم الأصلي والطريق الذي سلكوه للوصول الى أرض جنوب العراق ما زال مبهما . وقامت من السومريين أقدم سلالات حاكمة في وادي الرافدين ، وظهرت في عصرهم أقدم نظم للحكم ، وأقدم آداب مدونة ، وبدايات العلوم والمعارف . وانتقلت من لغتهم الكثير من المفردات والتأثيرات اللغوية إلى لغات الأقوام التي أعقبتهم، على أن لغتهم ماتزال مجهولة الأصل إذ لايمكن إرجاعها إلى إحدى الأسر اللغوية العالمية المعروفة (5) . وإلى السومريين يعزى اختراع الخط المسماري الذي يمثل الكتابة الإنسانية في مراحلها المتطورة التي أعقبت الكتابة الصورية ، إذ أصبحت العلامات تأخذ شكل المسامير بسبب النهاية المثلثة لقلم القصب (6). وكان هذا الاختراع في أواسط الألف الرابع قبل الميلاد وبذلك سبق الخط المسماري أقدم الحروف الهيروغليفية المصرية القديمة ، بل من المحتمل أن يكون مبتكر الخط الهيروغليفي قد استوحى حروفه من الرموز المسمارية (7) . وشاع الخط المسماري في أقطار كثيرة من الشرق الأدنى ، فاتخذه الحيثيون في الأناضول ، والعيلاميون جنوبي ايران ، واستعمله الكنعانيون في سوريا ، وغيرها من الأقوام المجاورة فضلا عن اتخاذه وسيلة لتدوين اللغة الاكدية ولهجاتها حتى ظلت الكتابة مستعملة في وادي الرافدين ــ على الرغم من التقلبات السياسية ــ الى زمن ظهور المسيح (ع ) تقريبا (8) . وبعد حل رموز الخط المسماري صارت اللغة السومرية معروفة في العصر الحديث ؛ إذ تعد نصوصها التي وصلت إلينا أقدم نصوص مدونة في التاريخ مطلع الألف الثالث قبل الميلاد ومن ثم صحَّت مقولة مايي : (( إن الرجال الذين اخترعوا الكتابة وأتقنوها كانوا ألْسنيين كبارًا ، وهم الذين خلقوا الألسنية )) (9) . كانت اللغة السومرية بحكم تفوق السومريين الثقافي والسياسي لغة الأدب والعلم في حضارة وادي الرافدين ، وظلت كذلك حتى بعد زوال كيانهم السياسي منذ مطلع الألف الثاني قبل الميلاد ؛ إذ اتخذ السومريون من المعابد مراكز لتعليم اللغة (( فقد جاءتنا أثبات بالعلامات المسمارية وقيمها الصوتية ومعانيها . وتكون هذه الأثبات على وفق ذلك أقدم المعاجم عند البشر )) (10) . وبهذا تكون اللغة السومرية قد تركت تراثا لغويا ضخما في تاريخ العراق وفي لغات الأقوام التي استوطنت فيه ، فمن رواسبها لفظة ( أنجر ) التي أطلقوها على مرساة السفينة ، وانتقلت اللفظة بالمعنى نفسه في الأكدية والآرامية وما تزال هذه اللفظة مستعملة في العربية(11) . إذ رصد الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري هذه اللفظة ، وصرح بعراقيتها ، فقال: (( والأَنْجَرُ: مِرساة السفينة ، وهو اسم عراقي ، ومن أمثالهم : فلانٌ أثقلُ من أنجرٍ، وهو أن تؤخذَ خشبات فيُخالَف بين رؤوسها ، وتُشَدُّ أوساطها في موضع واحد ، ثم يفرغ بينها الرصاص المذاب فتصير كأنها صخرة ، ورؤوس الخشب ناتئة تُشَدُّ بها الحبال ثم تُرسل في الماء ، فإذا رسَت ، أرست السفينة ُ فأقامت ))(12) . وقد توصل الباحثون - باستقرائهم نصوصها - إلى مجموعة من خصائص هذه اللغة ، لعل من أهمها : (13) 1 ــ ظاهرة الإلصاق ، والإلصاق هو القدرة على تكوين ألفاظ ذات معان جديدة بلصق كلمتين أو أكثر بعضها إلى بعضها الآخر ، مثل كلمة ( لوكال ) السومرية وتعني ( الملك ) وتتكون من لفظ ( لو ) أي : الرجل ، ( كال ) عظيم ، وبلصقها تكون معنى جديد وهو ( الملك ) . 2 ــ إنها لغة غير قابلة للتصرف . 3 ــ من قواعدها الصوتية إسقاط الصوت الصحيح في نهاية الكلمة اذا لم تتبعه أداة نحوية تبدأ بصوت علة ، أما اذا تبعته فيشكل الصوت الصحيح مع صوت العلة مقطعا صوتيا جديدا . 4 ــ خلت اللغة السومرية من أصوات الحلق ح ع غ .
المطلب الثاني : الأكديون وهم أول الأقوام العربية القديمة ( الجزرية ) التي استوطنت أواسط العراق وجنوبه منذ مطلع الألف الثالث قبل الميلاد في أقل تقدير ، وفي مطلع القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد أسسوا دولتهم التي عرفت ( بالإمبراطورية الاكدية ) وفيها توحَّدَت -لأول مرة - جميع مدن وادي الرافدين وأقاليمه في دولة واحدة (14) . وللأكديين لغتهم التي قدمت معهم من موطنهم الأصلي ( شبه الجزيرة العربية ) ، وبعد أن ترامت أطراف هذه اللغة وخضعت لقوانين التطور اللغوي ، ظهرت فروق لغوية بين مستعمليها أدت إلى تقسيمها على اللهجات الآتية : 1 ـ اللهجة الاكدية القديمة 2 ـ اللهجة البابلية 3 ـ اللهجة الأشورية وهذه اللهجات بدورها تفرعت إلى لهجات أخر ، ولكن جميعها يندرج تحت مصطلح ( اللغة الأكدية ) (15) . وما يهمنا في هذا المطلب اللهجة الأولى التي مثلت لغة الأكديين القدماء الذين استعملوا الكتابة المسمارية لتدوينها بعد أن طوروا تلك الكتابة وزادوا عليها الكثير من القيم الصوتية الجديدة مما يلائم لغتهم الجزرية (16) . وليس غريبا استعمالهم الخط المسماري اذا عرفنا أن اللغة السومرية كانت لغة رسمية في الامبراطورية الأكدية الى جانب لغة الاكديين أنفسهم ، وافرز هذا الاحتكاك بين هاتين اللغتين نتائج غاية في الاهمية ؛ ففضلا عن تأثير كل منهما بالاخرى كان لهذا الصراع اثره في تحفيز الكتبة الأكديين الذين عكفوا على استنساخ النصوص القديمة ـ وعلى تأليف قوائم لبيان العلامات المسمارية المختلفة وقيمها الصوتية ومعانيها الرمزية في كل من اللغتين ، حتى تطورت هذه القوائم فيما بعد لتمثل محاولات مهمة في تأليف المعاجم اللغوية (17) . وحافظ الأكديون على خصائص لغتهم وقعدوا لها القواعد ومن تلك الخصائص في المستوى الصوتي ، احتفاظها بالاصوات الجزرية ومنها أصوات الحلق ، واستعمالها ( التمييم ) المناظر للتنوين في العربية . أما في المستوى الصرفي فللغة الاكدية قواعد صرفية دقيقة تحكم ابنية كلماتها كقواعد الادغام والاعلال (19 ) وعلى نطاق التركيب فقد عني الاكديون بالاعراب والتزموه في تراكيب كلامهم بحركات شبيهة بحركات الاعراب في العربية الفصحى (20) ، ويلمس المتتبع للنصوص الاكدية معرفة الاكديين بأسلوب التقديم والتأخير في الجملة وقواعده وأغراضه (( فالأصل في اللغة الاكدية أن يأتي الفعل في بداية الجملة كما هو الحال في بقية أخواتها الجزريات الا أن معظم ما عثر عليه من الرقم الطينية في التنقيبات الاثرية تشير الى مجيء الفعل متاخرا ))(21) . ونجد تشابها لافتا للنظر بين الاكدية والعربية فمن حيث الضمائر نجد أن الضمير ( أنا ) في العربية يقابله ( أنا كو ) في الاكدية و ( أنت ) يقابله ( أتتا ) ، وكذلك الحال مع ضمائر التملك فياء المتكلم نفسها في العربية والاكدية ، و ( بيتكَ ) في العربية تقابلها في الاكدية ( بيتكا ) ، و(بيتكِ ) تقابلها ( بيتكي )(22) . أما جهد الأكديين في العمل اللغوي الدلالي والمعجمي فكبير جدًّا ، منه على سبيل التمثيل قولهم : ( مركز) ، للمنطقة التجارية في بابل القديمة (23) . وهذا المعنى مما ظلّ عالقا في العربية حتى يومنا هذا ، إذ نقرأ في اللسان (( ومَرْكَزُ الجُنْدِ: الموضع الذي أُمروا أَن يلزموه وأُمروا أَن لا يَبرَحُوه... ومَرْكَزُ الدائرة: وَسَطُها))(24) . ومنه قولهم :(مكسو) للضريبة المجباة على البضائع . وقد ظلَّ هذا اللفظ مستعملا إلى يومنا هذا، إذ كان مستعملا في بدايات تأسيس الدولة العراقية المعاصرة ضمن " مديرية الضرائب والمكوس "(25) ، ففي اللسان (( المَكْسُ: الجباية ، ... والمكسُ: دراهم كانت تؤخذ من بائع السِّلَع في الأَسواق في الجاهلية ))(26) . ومنه قولهم :( ياسو) لنبات طيب الرائحة ، ظلَّ مستعملا في العربية الفصحى بالمعنى نفسه(27) ، ففي اللسان : (( والآس ضرب من الرياحين . قال ابن دريد : الآس هذا المشموم أحسبه دخيلا غير أن العرب تكلمت به ، وجاء في الشعر الفصيح ؛ قال الهذلي : بمشمخِرٍّ به الظبَّانُ والآسُ قال أبو حنيفة : الآس بأرض العرب كثير ينبت في السهل والجبل وخضرته دائمة أبدًا ويسمو حتى يكون شجرًا عظامًا ، واحدته آسة ))(28) . ومنه قولهم : (سكانو) لدفة السفينة أو المركبة ، وبقيت هذه اللفظة مستعملة في العربية(سكان) بالمعنى الأكدي نفسه(29) ، ففي اللسان (( وقال أَبو عمرو: الجَذَفُ السُّكّان في باب السُّفُن . الليث: السُّكّانُ ذَنَب السفينة التي به تُعَدَّل؛ ومنه قول طرفة : كسُكّانِ بُوصِيٍّ بدَجْلَةَ مُصْعِدِ وسكان السفينة عربي )) (30) . ومنه قولهم : (عنبو ) للفاكهة المعروفة(31) ، وهذا اللفظ موجود في العربية بالمعنى نفسه ففي اللسان (( العِنَبُ: معروف، واحدتُه عِنَبة ؛ ويُجْمَعُ العِنبُ أَيضاً على أَعناب. وهو العِنَباءُ، بالمدّ، أَيضاً ))(32) . ومنه قولهم :( رطبو) للتمر الناضج الطري (33) ، وهذا اللفظ موجود في العربية بالمعنى نفسه ، ففي اللسان ))الرُّطَبُ : نَضِيجُ البُسْرِ قبلَ أَنْ يُتْمِر، واحدتُه رُطَبةً ... قال أبو حنيفة : الرُّطَب البُسْر إذا انهضم فلانَ وحلا ))(34) . ومنه قولهم : ( كيسو) للكيس وهو الوعاء المعروف (35) ، وهذا اللفظ في العربية بالمعنى نفسه ، ففي اللسان (( والكِيس من الأَوعية : وِعاءُ معروف يكون للدراهم والدنانير والدُّرِّ والياقُوتِ )) (36) . ولعل من أكثر الامور إثارة أن ثمة بقايا من اللغة الاكدية تتداولها الألسن العراقية في العامية الدارجة ، وقد تصدى لها الدكتور طه باقر فعمل معجما بتلك الالفاظ ذكر في مقدمته أن كثيرا من الالفاظ التي نعتتها معاجمنا بالاعجمي والدخيل ترجع في أصولها الى اللغات العربية القديمة ( الجزرية ) ولكن انتقلت الى العربية عن طريق اللغات الاخرى كالفارسية والعبرية وغيرها (( مما يحتم على باحثينا اللغويين أن يعيدوا النظر في تلك التسمية الغامضة التي اطلقتها معاجمنا على طائفة كبيرة من المفردات أي الدخيل والاعجمي ، في حين أنها واقع الامر من قبيل : هذه بضاعتنا ردت الينا )) (37) . ومن تلك الالفاظ التي تناولها الدكتور طه باقر وعاد بأصولها الى اللغة الاكدية القديمة : 1ـ أبار : تطلق في العربية على الذي يلقح النخل ، وعزي أصلها الى السريانية في حين أن الكلمة موجودة في الاكدية بصيغة ( ابارو )(38) . 2 ـ أذان : أي النداء لمواعيد الصلاة ، في الاكدية توجد كلمة ( أدانو ) وتعني الموعد أو المدة الزمنية أو يوما معينا ، وفي الآرامية ( عدان ) و ( عيدان ) (39) . 3 ـ اشكارة ، شكارة : تدل على أن قطعة أرض يهبها مالكها لأحد الاشخاص لزرعها من دون أن يأخذ المالك حصة من غلّها ، وعلى هذا المعنى تدل ( اشكارو ) الاكدية(40) . 4 ـ اسكاف ، اسكافي : وردت في الاكدية ( اشكايو ) وتدل على المعنى نفسه .(41) 5 ـ اكو ماكو : وردت ( ماكو ) في الاكدية بمعنى لايوجد و ( اكو ) اثباتها .(42) 6. قُفَّة : بالأكدية ( قفو ) وهي القفة المعروفة التي تستعمل كوسيلة لعبور الأنهار والنقل أيضا(43) . وهي في العربية بالمعنى نفسه ، جاء في اللسان (( القُفَّة : الزَّبيل ، والقُفَّة : قَرعة يابسة )) (44) . وثمة كلمات عدة ترجع الى اللغة الاكدية ومستعملة اليوم عند العرب نحو ( أفلي ـ هرفي ، انجانة ، انثى ، وزة ، بستوكة ، إجاص ، أنبوب ، بارية ، جصّ ، آب ، آذار ، آجر ، إقليم ، ... الخ )(45) .
المطلب الثالث : البابليون قسم التاريخيون الحضارة البابلية القديمة على عصرين : الاول هو العصر البابلي القديم ، ويبدأ بوصول الاموريين(46) واستقرارهم في بلاد بابل في حدود سنة 2006 ق . م ، وينتهي بنهاية سلالة بابل الاولى و تأسيس الدولة الكيشية ، أو سلالة بابل الثانية في حدود سنة 1594 ق . م . أما العصر الثاني فهو عصر الكيشيين (47) ، بدايته نهاية العصر البابلي القديم ، وينتهي بقضاء العيلاميين على السلالة الكيشية حوالي سنة 1162 ق . م ، وتدمير بابل ومدنها الاخرى ونهبها ونقل الاثار الفنية والغنائم الى بلاد عيلام (48) . لغة البابليين هي إحدى لهجات اللغة الاكدية ، وبسبب التقلبات السياسية التي توالت على الحضارة البابلية مع التطورات اللغوية التي اقتضاها التغير الزمني ، تفرعت من اللهجة البابلية مجموعة من اللهجات المتقاربة في خصائصها (49) . وتابع البابليون الاكديين في استعمال الخط المسماري بعد تطويره بإدخال بعض التعديلات عليه حتى يلائم اللهجة البابلية الجزرية وقواعدها(50). وكان للبابليين جهود لغوية صوتية وصرفية ، اذ انمازت لهجتهم بمزايا عدة ، منها : احتفاظها بصوت الشين الا اذا وقع قبل السين فيلفظ لاما (51)، ومثل هذا التحول يكون في ( الميم ) بعد الحركة اذ تقلب ( ? ) ، وتركت البابلية أصوات الحلق الا الهمزة ، وصوت الخاء تحول ( ق ) في البابلية المتأخرة ، وربما تحول الى الصوت الغاري ( ج ) أيضا(52) . ونجد الاعراب حاضرًا في عصور البابلية الاولى بحالاته الثلاث ، ويرجح بروكلمان أنه كان مقتصرا على الكتابة ، ودليله عدم الانتظام والاختفاء اللذين أصابا الاعراب البابلي في العصور المتأخرة (53) . ولما شعر البابليون بزوال الثقافة السومرية أخذ المتضلعون بها يدونون التراث السومري ويترجمونه بكل أمانة ودقة ، فالنص القديم شيء مقدس عندهم ، وهذا ما حمل الكتبة البابليين على الاستنساخ الحرفي وإن صادفهم خطأ(54) ، وعزز البابليون هذا النشاط بتأليفهم أثباتا كثيرة للعلامات المسمارية وبجانبها الأيسر لفظ العلامات ، وعلى اليمين اسم العلامة ، وألفوا كذلك معاجم لمعاني العلامات القديمة عندما تستخدم بصورة رمزية ، ثم معاجم بمعاني تلك العلامات وما يقابلها بالبابلية ، وألفوا أيضا معاجم لغوية وبيولوجية يمكن وصفها بالمعاجم المختصة ، اذ كانت تتضمن شرح التعابير والمصطلحات والأسماء المستعملة في مجال محدد من مجالات الحياة المختلفة . وألفوا معاجم في تصريف المفردات ومرادفاتها واستعمالاتها(55) . ومن جهودهم الأخرى أنهم استعملوا طريقة الشروح والهوامش في دراستهم النصوص القديمة ، فكانوا يضعون تفاسير للمواطن الغامضة بين السطور بخط رقيق ، ووضعوا فهارس للكتب ، وخصصوا دورا بالسجلات ، وخزانات للكتب (56) . وبلع النضج اللغوي بالبابليين أن ظهر لديهم نوع من الألعاب والرياضة الفكرية باستعمال الاشتقاقات اللفظية والتلاعب بها (57).
المطلب الرابع : الآشوريون هم (( فرع من الأقوام العربية القديمة التي كانت تقطن أصلا في شبه الجزيرة العربية ثم هاجرت منها إلى بوادي الشام والعراق واستقرت في الجزء الشمالي من العراق ، ولا تعرف بالضبط متى كانت هجرة هذه المجموعة من أقوام الجزيرة العربية والطريق الذي سلكته على وجه التحديد . وينسب الآشوريون باسمهم إلى أول مراكزهم الحضارية أشور الذي أصبح عاصمة لهم ، وقد يكون الاسم نسبة إلى إلهِهِم القومي آشور))(58) . وتمثل الحضارة الاشورية امتدادا للحضارة البابلية (( فان التفاعل الحضاري والامتزاج السكاني بين المنطقتين كان إلى درجة يصعب على الباحث معها ان يفرق بين المقومات والعناصر الحضارية البابلية والآشورية ...... بل قد يكون من الخطأ استخدام مصطلح الحضارة البابلية والحضارة الآشورية إلا إذا كان المقصود بذلك .... الفترة الزمنية التي برز فيها البابليون أو الآشوريون إلى المسرح السياسي)) (59) . وعلى الرغم من ذلك التقارب في ثقافة الحضارتين برزت مجموعة من القواعد اللغوية أمازت اللهجة الآشورية من البابلية ، فأصوات الصفير تبدو واضحة في الآشورية وضوحا لا نجده في البابلية ، واستبقى الآشوريون صوت ( ف ) ، وكذلك ( م ) الذي تحول في البابلية الحديثة إلى ( ? )(60) . وفرق الآشوريون بين ثلاثة أنواع من أزمنة الفعل هي : المضارع ، والماضي ، وزمن ثالث للدلالة على الحدث المستمر ، ولكلّ صيغته الاشتقاقية (61) . ومن حيث الإعراب كان يضع الآشوريون الضمة في حالتي الفاعل والمفعول والكسرة في حالة الإضافة ، فضلا على أنهم كانوا يلحقون الاسم في حالة الظرفية ضمة طويلة(62) . وخلّف الآشوريون تراثا لغويا ضخما فاق ما وصلنا منه ، ما عثر عليه من تراث الأقوام الأخرى في حضارة وادي الرافدين (63).
المطلب الخامس : اثر لغات الأقوام المجاورة في لغات وادي الرافدين أولا : لغة الآراميين الآراميون : أقوام جزرية سكنت بصورة مكثفة المنطقة التي تمتد من الأردن حتى الخليج العربي (64). وبسبب موقعهم القريب من بلاد وادي الرافدين (( أخذت اللغة الآرامية تقتحم معاقل اللغة الاكدية منذ القرن السابع ق . م عندما كان الملوك الاخمينيون يفتشون عن لغة تكون مفهومة وسهلة على جميع الشعوب التي خضعت لهم اختاروا اللغة الآرامية في الوقت الذي كانت فيه اللغة الاكدية قواعدها الصعبة وكتاباتها المعقدة في طريقها الى الموت ))(65) . وبهذا (( صارت الآرامية وسيطا لغويا مهما جاء الينا عن طريقها كثير من المفردات البابلية بالإضافة إلى مفرداتها الخاصة التي دخلت عن طريق الاستعارة إلى البابلية والى العربية في أزمان تاريخية مختلفة ))(66) . ونلحظ من أثر الآرامية في اللغة العربية أن ثمة تقاربا بين العربية والآرامية ، فالضمائر ( أنا ، أنتَ ، أنتِ ، هو ، هي ) يقابلها في الآرامية ـ على الترتيب ـ ( أنا ، أنتَ ـ أنتِ ، هو ، هي ) ، والضمائر ( الياء ، والكاف ، والهاء) المتصلة هي نفسها وبدلالاتها في العربية والآرامية ، وحروف الجر ( في ، إلى ، مِن ) يقابلها في الآرامية ( في ، لي ، مين ) ، وكذلك نجد تشابها من حيث الحركات الإعرابية الثلاث وإشباع كل منها (67) ، حتى ظُنَّ أن أبا الأسود لم يضع النحو والنقط من ذات نفسه ، إنما وضعها بعد أن تعرَّف الآرامية التي وضع نحوها قبل العربية ، وانه اتصل بقساوستها وأحبارها فساعده ذلك على وضع ما وضع . ونلحظ في المستوى الدلالي والمعجمي ألفاظا آرامية تشترك والعربية من حيث الجذر والدلالة والمعنى ، منها على سبيل التمثيل: قولهم ( لطع) بمعنى لحس ، وهذا اللفظ في العربية بالمعنى نفسه(68) . ففي اللسان (( اللطعُ : لطعُك الشيءَ بلسانِك ، وهو اللحْسُ ))(69) . ومنها قولهم ( فروج ) لصغار الدجاج (70) ، وهذا اللفظ في العربية بالمعنى نفسه ففي اللسان (( والفَرُّوجُ: الفَتِيُّ من ولد الدُّجاج، والضم فيه لغة، رواه اللحياني)) (71) . ومنه قولهم : ( كمع) بمعنى كرع رشفة أو جرعة (72) . وهذا اللفظ موجود في العربية بالمعنى نفسه ففي اللسان (( وكَمَعَ في الماء كَمْعاً وكرَع فيه : شرعَ ))(73) . ومنه قولهم : ( زفتا ) للقير (74) ، وهذا اللفظ موجود في العربية بالمعنى نفسه ففي اللسان (( الزِّفْتُ ، بالكسر: كالقِيرِ، وقيل : الزفت القار ...، وجرَّة مزفَّتة ، مطلية بالزفت))(75) . ثانيا : لغات أقوام بلاد فارس لأهمية لغة الأقوام الفارسية وأثرها المباشر في التراث اللغوي القديم لحضارة وادي الرافدين ، يجب على الباحث أن يحسب حسابا للغات الأقوام الإيرانية ممن كان لهم اثر مباشر في حياة تلك الحضارة السياسية والاجتماعية واللغوية ، مثل الماذيين الذي أسسوا سلالة حاكمة في بلاد ( ماذي ) في الأجزاء الشمالية الغربية من إيران وهم قريبون من الأقوام الكردية في أصلهم ولغتهم ، وتبع الماذيين الفرسُ الاخمينيون الذين حكموا إيران وفتحوا بابل وحكموها زهاء قرنين ( 539 ـ 331 ق ـ م ) ومع إن اللغة البابلية بخطها المسماري ظلت لغة رسمية في العراق ، لاينكر التأثير المتبادل بين البابلية و الفارسية القديمة ( لغة الاخمينيين ) في تلك الحقبة ، وبرهان ذلك أن اللغة الفارسية صارت وسيطا لغويا جاءت إلينا عن طريقها مجموعة مهمة من المفردات البابلية نعتتها معجماتنا العربية بالأعجمي ، أو الدخيل ، أو الفارسي(76) . وامتدت تلك التأثيرات اللغوية المتبادلة إلى العهد الفارسي الفرثي في العراق وإيران ( 150 ق ـ م 226 م ) ثم الفرس الساسانيين ( 226 م ــ 637 م ) الذين حكموا العراق إلى بداية العهد الإسلامي العربي ، ولم تنته التأثيرات في العهود العربية الإسلامية ، بل حتى إلى يومنا هذا (77). الخاتمة ثمة جهد كبير لأبناء وادي الرافدين في مجال اللسانيات وعلم اللغة ، لم ينل – للأسف – حظه من اهتمام الألسنيين الغربيين والمستعربين لتراثنا اللغوي العربي القديم ، مما يحتم على كلِّ مَنْ يعتزّ بلغته ويفخر بتراث أجداده من الباحثين العرب ، أن يقتفي أثر علامتنا الكبير الدكتور طه باقر في التنقيب والبحث عن الكنز اللغوي العراقي القديم الذي بنا حاجة ماسة إلى نفض الغبار عنه ، لتصحيح ما وقع من خطإ في نسبة جهدهم اللغوي إلى أمم أعجمية أخرى استوطنت - في حقب لاحقة - أرض بلاد وادي الرافدين ، والوقوف على قواعد اللغة العربية القديمة ، والتأصيل لعدد كبير من مفرداتها التي وسمها المعجميون العرب الأوائل بالألفاظ المعرّبة أو الدخيلة ، وهي في الأصل ألفاظ عربية قديمة ترجع إلى التراث اللغوي الأكدي أو البابلي أو الأشوري ، وقد أفصح البحث عن ملامح ذلك التراث في اللسانيات يمكن التماسها فيه .
هوامش البحث 1. ينظر : محاضرات في التاريخ القديم : 27 ، و من تراثنا اللغوي القديم : 5 ( الهامش ) . 2. ينظر : مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة : 1 / 10 ، ومن تراثنا اللغوي القديم : 5 . 3. ينظر : المصدر نفسه : 1 / 11 . 4. ينظر : المصدر نفسه : 1 /13 . 5. ينظر : محاضرات في التاريخ القديم : 73 ، و من تراثنا اللغوي القديم : 15 . 6. ينظر : العراق في التاريخ : 272 ( بحث الدكتور فاضل عبد الواحد علي ) . 7. ينظر : الواقع اللغوي القديم : 97 ( بحث الأستاذ كاظم سعد الدين ) 8. ينظر : المصدر نفسه : 97 . 9. أصوات العربية بين التحول والثبات : 79 . 10. الواقع اللغوي القديم : 101 ( بحث الأستاذ كاظم سعد الدين ) 11. ينظر : الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام العامية 71. 12. ترتيب كتاب العين (نجر) 3/ 1758 . 13. ينظر : حضارة العراق : 1 / 280 ـ 281 ( بحث الدكتور عامر سليمان ) . 14. ينظر : حضارة العراق : 1 / 284 ـ 285 ( بحث الدكتور عامر سليمان ) . 15. ينظر : المصدر نفسه : 1 / 294 ـ 299 ( بحث الدكتور عامر سليمان ) . 16. ينظر : العراق في التاريخ : 280 ( بحث الدكتور فاضل عبد الواحد علي ) . 17. ينظر : حضارة العراق : 1 / 289 ( بحث الدكتور عامر سليمان ) . 18. ينظر : من تراثنا اللغوي القديم : 20 . 19. ينظر : المدخل الى دراسة تاريخ اللغات الجذرية : 17 . 20. ينظر : من تراثنا اللغوي القديم : 20 . 21. الواقع اللغوي القديم : 188 ( بحث سلوان شاطر حلحول ) . 22. ينظر : المدخل الى دراسه تاريخ اللغات الجذرية : 16 ــ 17 . 23. ينظر: الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام العامية 72 . 24. لسان العرب (ركز) 3/ 113 . 25. ينظر : الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام العامية 76 26. لسان العرب ( مكس ) 6/ 81 . 27. ينظر : الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام العامية 76. 28. لسان العرب ( آس ) 1/133 . 29. ينظر : الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام العامية 77 30. لسان العرب ( سكن ) 3/311 . 31. ينظر : الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام العامية 77 32. لسان العرب ( عنب ) 4 / 436 . 33. ينظر : الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام العامية 78 . 34. لسان العرب ( رطب ) 3/ 83 . 35. ينظر : الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام العامية 78 . 36. لسان العرب ( كيس ) 5/ 457 . 37. من تراثنا اللغوي القديم : 4 . 38. ينظر : المصدر نفسه :33 . 39. ينظر: من تراثنا اللغوي القديم: 41 . 40. ينظر : من تراثنا اللغوي القديم: 45 . 41. ينظر : من تراثنا اللغوي القديم: 42 . 42. ينظر : من تراثنا اللغوي القديم: 46 ـ 47 . 43. ينظر : الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام العامية 79 . 44. لسان العرب (قفف) 5/ 300 . 45. ينظر : من تراثنا اللغوي القديم: 31 ـ 178 . 46. الاموريون : ( فرع من الاقوام العربية القديمة هاجرت من شبه الجزيرة العربية .... توغلت جماعات منها في بلاد بابل منذ اواخر الالف الثالث قبل الميلاد ) محاضرات في التاريخ القديم : 119 . 47. الكشيون : من الاقوام الجبلية التي كانت تقطن جبال زاجروس ، تغلغلت مجموعة منهم في بلاد بابل وتمكنت من حكمها مدة جاوزت الاربعة قرون . ينظر : محاضرات في التاريخ القديم : 133 ـ 134 . 48. ينظر : مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة : 1 / 406 ، 463 . 49. ينظر : حضارة العراق : 296 ـ 297 ( بحث الدكتور عامر سليمان ) . 50. ينظر : تاريخ اللغات السامية : 36 . 51. ينظر : المدخل الى دراسة تاريخ اللغات الجذرية : 10 ( الهامش ) 52. ينظر : فقه اللغات السامية : 49 ، 51 . 53. ينظر : المصدر نفسه : 102 . 54. ينظر : علوم البابليين : 37 . 55. ينظر : الواقع اللغوي العربي القديم : 102 ( بحث الأستاذ كاظم سعد الدين ) 56. ينظر : المصدر نفسه : 102 ( بحث الأستاذ كاظم سعد الدين ) 57. ينظر :علوم البابليين : 38 . 58. محاضرات في التاريخ القديم : 143 . 59. المصدر نفسه : 170 . 60. ينظر فقه اللغات السامية : 17 61. ينظر : فقه اللغات السامية : 122 . 62. ينظر : فقه اللغات السامية : 102 . 63. ينظر : حضارة العراق : 1/298 ــ 299 ( بحث الدكتور عامر سليمان ) 64. ينظر : المدخل الى دراسة تاريخ اللغات الجذرية :26 . 65. المصدر نفسه : 26 . 66. من تراثنا اللغوي القديم : 24 . 67. ينظر : المدخل إلى دراسة تاريخ للغات الجذرية: 39 ـ 40 . 68. ينظر : الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام العامية 79. 69. لسان العرب ( لطع ) 5/ 499. 70. ينظر : الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام العامية 79. 71. لسان العرب ( فرج ) 5/ 105 . 72. ينظر : الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام العامية 80 . 73. لسان العرب ( كمع ) 5 / 436. 74. ينظر : الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام العامية 80 . 75. لسان العرب ( زفت ) 3 / 187 . 76. ينظر : من تراثنا اللغوي القديم :25 . 77. ينظر : المصدر نفسه : 26 .
المصادر والمراجع 1ـ أصوات العربية بين التحول والثبات ، د. حسام سعيد النعيمي ، مطبعة جامعة بغداد ، 1989 م . 2 ـ تاريخ اللغات السامية ، أ . ولفنسون ، دار القلم ، بيروت ، لبنان ، د . ت . 3. ترتيب كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175ه) ، تحقيق الدكتور مهدي المخزومي والدكتور إبراهيم السامرائي ، تصحيح الأستاذ أسعد الطيب ، ط1 باقري قم 1414ه . 4 ـ حضارة العراق ، نخبة من الباحثين العراقيين ، دار الحرية ، بغداد ، 1985 م . 5. الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام العامية ، علاء اللامي ، دار المأمون للترجمة والنشر ، بغداد 2012 م . 6ـ العراق في التاريخ ، مجموعة من الباحثين ، دار الحرية ، بغداد ، 1403 هـ ــ 1983 م. 7 ـ علوم البابليين ، مرغريت روثن ، تد : د. يوسف حبر ، دار الرشيد ، بغداد 1980 م . 8 ـ فقه اللغات السامية ، كارل بروكلمان ، تد : د. رمضان عبد التواب ، مطابع جامعة الرياض ، 1397 هـ ــ 1977 . 9. لسان العرب لابن منظور (711ه) ، دار صادر ط1 بيروت 1997 م . 10 ـ محاضرات في التاريخ القديم ، د. عامر سليمان وأحمد مالك الفتيان ، مطبعة جامعة الموصل ، د . ت . 11ـ المدخل إلى دراسة تاريخ اللغات الجذرية ، د. سامي سعيد الأحمد ، مطبعة الحكم المحلي ، بغداد ، 1981 . 12 ـ مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ( الوحيد في حضارة وادي الرافدين ) ، طه باقر ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد ، العراق ، ط 2 ، 1986 م . 13 ـ من تراثنا اللغوي القديم ( ما يسمى في العربية بالدخيل ) ، طه باقر ، مطبعة المجمع العلمي العراقي ، بغداد ، 1400 هـ ــ 1980 م . 14 ـ الواقع اللغوي العربي القديم وموقع العربية فيه ( بحوث ندوة بيت الحكمة 1423 هـ - 2002م ) ، مجموعة من الباحثين ، بغداد ، 2006 م .
تحميل الملف المرفق Download Attached File
|
|