ان كلمة (Culture ) , وهي واحدة من كلمتين أو ثلاث يكتنفها التعقيد فلا يفوقها سوى كلمة (Nature ) الطبيعة , التي تعد الاعقد , بالرغم من شيوع النظر الى الطبيعة على انها مشتقة من الثقافة ( ) هذا التعقيد دفع دارسي الانثربولوجيا* وعلم الاجتماع الثقافي الى دراسة مفاهيم الثقافة التي تتحكم بها , وحتى مع إستخدام كلمة (culture) في الكتابات السيسيولوجية والاتثروبولجية, (لم يفلح العلماء حتى الان في الوصول الى تعريف واحد يتفقون عليه, رغم ما كتب عنها)().
ويرى أحد الباحثين ان الثقافة أصبحت علماً قائما بذاته , تساهم فيه فروع علمية مختلفة( ) , فيما تعددت تعاريفها ومعانيها , حتى وصلت عام 1952 الى مائة وواحد وستين تعريفاً لكلمة ثقافة كما يوردها عالم الانسان الفريد كروبر (ALFred kroeber ) )(),
ويظل التطور في مفهوم (culture ) نتيجة منطقية للجذر اللاتيني له , اذ عبر عن طبيعة الانسان الاوربي ودوره في العصر الحديث , الامر الذي ينظر اليه تيري ايغلتون على ان هذا المفهوم , هو تولي النمو الطبيعي بالرعاية والعناية , ( اننا نستمد من العمل والزراعة ومن المحاصيل والفلاحة تلك الكلمة التي نشير بها الى ارصن النشاطات البشرية وارقاها ..... فيما تدل الخارطة الدلالية على ما تكشف من ارتياح البشرية وتحولها من الريفي الى المدني , ومن تربية الخنازير الى بيكاسو ومن فلاحة الارض الى انشطار الذرة ..... فسكان المدن هم المثقفون , اما اولئك الذين يحرثون الارض ويهذبونها فهم اقل قدرة على حراثة انفسهم وتهذيبها , وذلك لان الزراعة لا تترك شاغرا ً للثقافة ( )