عنوان البحث(Papers / Research Title)
الإدراك الجمالي بين الذاتي والموضوعي
الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)
محمد عباس حنتوش ألبو ثجيل
Citation Information
محمد,عباس,حنتوش,ألبو,ثجيل ,الإدراك الجمالي بين الذاتي والموضوعي , Time 28/03/2018 20:13:59 : كلية الفنون الجميلة
وصف الابستركت (Abstract)
مناقشة الجدل حول طبيعة ادراك الجمال اذا ماكان ذاتي ام موضوعي
الوصف الكامل (Full Abstract)
الإدراك الجمالي بين الذاتي والموضوعي تخضع فعالية الإدراك الجمالي إلى مقدار التركيز الجزئي لمقومات التلقي الإنساني ، وان تقصي الإدراك الجمالي يقود إلى استدعاء مقتضيات التوافق الجمالي وفق ابستمولوجية كامنة في بحث نسق التأثير بالذوق الإنساني العام ، مع مراعاة خضوع جزئياته لبعض التأثيرات التي تستبطن تلك التأثيرات ، بحيث تظهر بأنماط ذوقية تبدو مختلفة ، إلا أنها تخضع لتوافق عام يتخذ من الطبيعة والنموذج الجمالي مصادر أساسية لتوجهات الذوق المتأسس عبر مقومات الإدراك الجمالي ، لذا تكون المقومات أساساً في تحديد الإدراك وهي المبرر المبسط لبيان النسق الجمالي القائم في الذات والموضوع ، مما يفضي إلى حقائق معمقة لمعرفة خفايا الإدراك الجمالي عند مختلف الأجناس البشرية . يستند الإدراك الجمالي الصائب بالمحصلة أبعادا تكوينية ، لا تتخلى عن تفاعلية تمزج بين ما هو ذاتي وموضوعي ، بالشكل الذي يكشف مكامن الجمال باختيار زوايا الإدراك المتميزة في تحسس الجمال والتي تخضع إلى آلية ذاتية في تحديد المعالجات التوظيفية لإستقصاء الجمالي وفق استحضارات آنية تستنهض الموروث الذوقي برؤيا فاعلة تحدد نوع ومستوى الإدراك الجمالي . ونتيجة توفر متمازجات عقلية وتخيلية وانفعالية تستلهم مدركات الجمال الموروث ، فان الفروق الفردية تحصل في إدراك الموضوع كانعكاس للمزيج السيسيولوجي من ناحية والفروق السيكولوجية للذات الفردية من ناحية أخرى ، فضلاً عن المزيج التكويني للموضوع الجمالي بوصفه جزء من منظومة تشكله يؤثر فيها وتؤثر فيه ، الأمر الذي يجعل للعوامل المحيطة دوراً مؤثراً في الاتجاه المحدد لعلاقة المدرك بالمدروك ،مما يجعل التصور الذهني للموضوع الجمالي يقترن بمقومات قد لاتجتمع كلها في الموضوع أو ظروف إدراكه فيكون الإقرار الجمالي قاصراً وينحصر بالانفعال الآني دون التأني في إصدار الحكم الجمالي . كما يسهم التفاعل بين عناصر التكوين الذاتي والموضوعي في تحديد مسميات الجمالي والنفعي والعلاقة بينهما عبر معطيات الموضوع وممكناته الإرسالية وعوامل التحفيز التواصلي فيه أو الانقطاع عنه نتيجة تأثيرات تكشف النفعية الأساسية حاجة ملحة فيهمش الجمالي في وقتها أو قد يقترن بمصادر النفعي بوصفه سلطة مفروضة في حالة الاقتران النفسي بما هو نفعي رغم المقاومة الذاتية المفترضة نتيجة مقومات التكيف مع الموضوع المقدم . وفي السياق ذاته يتكشف تداخل في خصوصية الإدراك الذاتي – الموضوعي يتعلق في النسق الزمكاني الذي يتواجد فيه الموضوع المدرك ، بالشكل الذي يمنح دوراً مؤثراً في تحقيق مستويات الإدراك لاسيما على الصعيد الذاتي ، إذ ان العناصر المكتسبة للخصوصية الزمكانية تسهم في تحديد الإدراك الجمالي ، فالذاتية هنا تتأثر بمستوى تكوينها الذاتي نتيجة تفاعلها مع الموضوع الذي يحتفظ عموما بمجمل خصائصه التكوينية حيث لايغير التأثير الزمكاني كثيراً من خصائصه لاسيما الجوهرية منها بل قد لا يطرأ عليه من التغير إلا بقدر ما تستشعره الذات إزاء التغير الزمكاني ورغم ذلك فان الذات نتيجة هذا الاستشعار ، تعلن عن تأثيرات موضوعية تؤثر على مستوى الإدراك الجمالي. لذا يتم الاستناد إلى مقومات عقلانية تشذب العوامل المؤثرة قدر المستطاع في رصد ممكنات الإدراك الموضوعي للجمال ، بحيث ان الإدراك الجمالي يتمركز في العقل الحاكم على الموضوع بوصف العقل نقطة تقاطع التأثيرات ومحفز لسياق التشكل النهائي للحكم الجمالي، إذ يمتلك الإدراك العقلي إمكانية التمييز بفعل الخبرة الثقافية في الإدراك الجمالي والناشئة كمحصلة للتأثيرات الموضوعية ضمن سياقها الثقافي ، بما يشكل موروث إدراكي سبقي في التكوين العقلي المدرك يسهم في تحديد نوع التعاطي مع الموضوعات خارجه ، لذا فالاقتصار المحدد لاتجاه الإدراك الجمالي ضمن الذاتي أو الموضوعي أمر غير صحيح ، لان التفرد هنا لا يخدم مسار الذوق الجمالي وبحث خصائصه الفعلية فالجمال لا يكون إلا فيما هو ذاتي – موضوعي في آن واحد . ولكي يتحقق الإدراك الموضوعي لابد أن تنسجم استضاءة التوقعات الإدراكية للذات مع طبيعة التشكيل الجمالي للموضوع المدرك عبر مقومات تعريفية تستدعي استفزاز ايجابي لإدراكه بوصفه كياناً يستثير محاولات ديناميكية لرصد مكامن الجمال فيه بتتابعيه استفهامية تبغي منطقة غرائبية الشعور الجمالي المتحصل بسبب إدراك الموضوع الموصوف بالجمالي وذلك نتيجة توفر جملة خصائص ذوقية فيه تفترض على مدركها استيعاب كل خاصية وعلاقاتها ضمن التكوين العام للموضوع المدرك وملاحظة الفروق التأثيرية لكل منها ، مع تقصي مستويات هذا التأثير للحصول على حكم جمالي خالص يكون فاعل في الوعي النقدي العام بما يؤسس لإبانة العوامل المؤثرة في الحكم الجمالي ليس فقط على صعيد الفرد ذاته بل على مستوى المجتمع ككل. عليه ، يشكل توفر الخصائص المفترضة للإدراك الجمالي عنصراً مهماً في تأكيد العلاقة بين الذات الموضوع ، إلا انه يشير إلى مركزية الذات إزاء الموضوع بوصف الذات أكثر استقطاباً للمؤثرات الصادرة من وحول الموضوع المدرك والتي تمثل بالمحصلة فعالية تلقي ، تتحدد وفقها الصياغة الكلية لمستوى الإدراك الجمالي والتي تتأسس ضمن ذاتية التلقي بفعل التواصل مع خصائص الموضوع الجمالي الذي له دوره الفاعل في التحفيز الجمالي لدى المدرك الذاتي الواقع تحت تأثير تلك الخصائص . ووفق ذلك فان مصدرية الإدراك الجمالي ذاتية وموضوعية بوصف الذات محصلة للموروث والمكتسب وتلعب عناصر الذاتية دورها في تحفيز الإدراك بوصفها قوة ضاغطة باتجاه كشف مصادر الجمال في الموضوع عندما تسهم في التركيز على خصائص الموضوع المدرك ، مما يساعد في رفد الذات بعناصر إدراك اللذة الجمالية، لذا فمن الصحيح القول أن التراكم الثقافي للتذوق الجمالي ووجود المحفز الموضوعي بخصائصه الجمالية يؤدي للإدراك الجمالي الصائب ،فالإدراك غير منقطع عن عوامل سابقة وآنية غير مستقلة ، فالإدراك الجمالي تراكم معرفي مؤثر ومتأثر ذاتي وموضوعي يتراكم في الذات وينتظر عوامل تكشفه عند توفر الشروط المناسبة بفعل تواجد الذاتية إزاء الموضوعية بسياق يوحدهما ضمن فعالية الإدراك الجمالي .
تحميل الملف المرفق Download Attached File
|
|