تتمتع الصناعات الغذائية بمكانة مرموقة في اقتصاد البالد وفي هيكلها الصناعي. وتبدو هذه المكانة
في اقتصاد وصناعة محا
أكثر وضوحا فظة بابل على وجه الخصوص، لتوفر تنوع معتبر من المواد األولية ً
من اإلنتاج الزراعي المحلي النباتي والحيواني، وللتزايد في الطلب على منتجاتها مترافقاً مع التحسن
المستمر في الدخول. ولهذه الصناعات أهمية خاصة أخرى من جهة قدرة منشآتها على توفير فرص عمل
فضالً ثمينة لطالبيها، عن ضرورة توفيرها بتنوع ومقادير مناسبة ألسباب صحية معروفة.
في الطلب على منتجاتها كماً وتنوعاً، فإن إنتاجها المحلي
وفيما تشهد السوق المحلية ارتفاعاً مستمراً
تراجع ألسباب شتى. من هنا جاءت أهمية البحث في موضوع حيوي يحتاج لوقفة بحثية، ومناقشة وافية
لمجموعة من التساؤالت تمثل مشكلة البحث أهمها:
1- هل تتيسر فعالً مقومات كافية لقيام ونجاح هذه الصناعات في محافظة بابل؟ وهل تم استثمار المتيسر
بشكل كفوء؟
منها محلياً
بين الوحدات اإلدارية للمحافظة؟ وما هي أبرز العوامل الفاعلة في هذا
2- كيف تتوزع منشآتها مكانياً
التوزيع؟
3- ما هي صورة هذه الصناعات من جهة فروعها القائمة؟
لما يعرف عنها شهرتها الزراعية،
افترض البحث وفرة كافية من المقومات قائمة في المحافظة استناداً
وإن المزيد من اإلمكانات متاح لتوسع مستقبلي في فروع صناعية جديدة أو مماثل للقائم منها. كما يفترض
بحث أن منشآتها تتوزع بشكل غير منتظم بين الوحدات اإلدارية للمحافظة تبعاً ال للسوق المتمثل بعدد
السكان.
لها. تقع المحافظة وسط العراق بين دائرتي
أما حدود البحث المكانية فقد اتخذت من محافظة بابل إطاراً
- عرض )7
8- ?32 -
- ?33( شماالً، وخطي طول )42
50- ?43 -
?45( شرقاً. وتحدها من الشمال محافظة
بغداد ومن الجنوب محافظتا القادسية والنجف. أما من الشرق فتحدها واسط ،ومن الغرب محافظتا كربالء
2 واألنبار، وكما في الخارطة )1(. تبلغ مساحتها )5119( كم
، وتتكون إداريا من )16( وحدة إدارية، يسكنها
ما يزيد على )1,8( مليون نسمة، يمثلون ما نسبته 5,5 % من إجمالي سكان البالد.
وفي حدود الزمان جرت الدراسة ما بين عامي 2010-2009 .
حيث اختيرت صناعة رئيسة موضوعاً استخدم في الدراسة المنهج الموضوعي، للبحث هي الغذائية.
واعتمدت الطريقة الوصفية في وصف الظاهرة وبيان هيكلها ونمط توزيعها ومواقعها، وقد استعان البحث
بالمنهج التاريخي للوقوف على الخلفية التاريخية لهذه الصناعات ووقت نشأتها وتطورها في البالد
والمحافظة.

_