يعد موضوع الخصاء في الدولة العربية الاسلامية من الموضوعات المهمة جدا، وتأتي اهمية هذا الموضوع من خلال عدّه بضمن الموضوعات التي تدخل في باب التاريخ المسكوت عنه، وربما السبب في عده بضمن هذا الباب لما يتميز به الموضوع من الحساسية والابتعاد عن الخوض فيه لأن المفردات المستخدمة ربما تضطر الباحث الى الامتناع عن ذكرها لدخولها في الجانب اللا اخلاقي بحسب نظر القارئ، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى فان التحسس من الخوض فيه ياتي من ناحية المساس ببعض الرموز الدينية، اذ لا بد للباحث الذي يخوض بهذا المضمار ان يتعرض لبعض الخلفاء والشخصيات التاريخية التي كان لها حضور في هذا الموضوع، وحضورهم هنا جاء سلبيا في الكثير من الحوادث المذكورة ومنافيا للشرع الاسلامي والعرف الاجتماعي حتى اسسوا لشيوع ظاهرة حرمها الاسلام، وهي عدم التشجيع بشكل او آخر لعملية الخصاء، هذا من جهة ومن جهة اخرى استخدام عدد من اولئك الرموز الخصيان للأغراض الجنسية وهذا منافي للشرع الالهي المقدس، لذلك فان الباحث في هذا الموضوع بحاجة الى التحلي بالشجاعة والجرأة للخوض به، ومن هنا تأتي اهمية هذا الموضوع، ناهيك عن القول ان الابتعاد عن مثل هكذا موضوعات ربما سيبقي هذه المفاصل المهمة من التاريخ دون تنوير وبحث، وسيبقى في طي النسيان، ولا بد من القول ان المستشرقين خاضوا في امثال هذه الموضوعات وكانت بحوثهم مميزة وفريدة من نوعها، وذلك لتجرد بعضهم في الكتابة وعدم التأثر والميل لجهة من الجهات، فكتبوا بحيادية، وذلك احد اسباب نجاح كتاباتهم وشهرتها.
وبعد اطلاعي على الدراسة الاستشراقية لآدم متز تولدت لدي الرغبة للكتابة بهذا الموضوع فبعد اطلاعي على كتابه: الحضارة العربية الإسلامية في القرن الرابع الهجري، تناول هذا الموضوع وما يتعلق به بعدة صفحات، عند قراءتي لها راودتني فكرة الكتابة بهذا الموضوع، وبدأت البحث عنه وبعد اطلاعي على مجموعة من المصادر التي تناولت موضوع البحث ترددت قليلا بسبب شحة المادة التاريخية، لكن باستمرار البحث والإصرار في الحصول على المعلومة المتعلقة بعنوان البحث بدأت تنكشف أمامي الصعوبات وتسهل حتى اقتنعت ان هناك مصادر عدة تناولته ضمنا.