مقاربة النص القرآني في ضوء المقولات التفكيكيّة

ملخص البحث/
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ,والصلاة والسلام على سيد المرسلين ابي القاسم محمد وعلى اله وصحبه الميامين المنتجبين...
المنهج هو طريق واضح يهتدي به الباحث إذا تبعه وطبّق أسسه المعرفيّة والفكريّة والإجرائيّة ، ولكلّ منهج إجراءاته وأسسه التي يمتاز بها ، ويمكن أنْ نقول أيضاً : إنَّ لكلِّ منهج مميّزات وحسنات تصلح للتطبيق على نصوص معينة والعكس صحيح أيضاً .
نتناول في بحثنا هذا منهج التفكيك أو التقويض بمعنى أصح ، وندرس أسسه التي قام عليها والمرتكزات التي يقوّضها وإجراءاته في معالجة النصوص ومقولاته ، لنتعرّف على الفائدة التي يمكن أنْ يضيفها هذا النقد في الكشف عن المناطق الفارغة في النصِّ أو المسكوت عنها ، وبيان الأثر والاختلاف والانتشار أو التشتُّت وغيرها من مقولات التفكيك .
والقرآن الكريم نصٌّ لغوي محوري قامت عليه الحضارة الإسلاميّة ، هذه الحضارة هي نتاج تفاعل القارىء مع الواقع من جهة وتفاعل القارىء مع النصّ القرآني من جهة أخرى . وللنصّ القرآني خصوصيّته وقداسته في الثقافة الإسلاميّة ، ولا يمكن التفاعل معه إلّا بحذرٍ وعلمٍ كافيين كفيلين بالخروج إلى ساحة الأمان والإيمان .
والتفكيك من أكثر المناهج النقديّة التي أثارت جدلاً واسعاً في الدراسات الأدبيّة والنقديّة ، والسؤال المهم : هل يمكن تطبيق هذا المنهج على النصّ القرآني ؟ وهل تتّفق طروحات هذا المنهج مع ما يملكه النصّ القرآني من ميزات خاصّة وقداسة في الثقافة العربيّة الإسلاميّة ؟
سيتكفّل البحث بالجواب عن هذا السؤال ، وقد تألّفت خطّة البحث من تمهيد ومبحثين ، تناولت في التمهيد مفهوم التفكيك ، وأهم مقولاته ومرتكزاته . وفي المبحث الأوّل تناولت مقولة التفكيك التي لا يمكن تطبيقها على النص القرآني ، والمبحث الآخر تناولت فيه مقولات التفكيك التي يمكن تطبيقها على النصّ القرآني . والخاتمة تناولت فيها أهم النتائج التي توصّل إليها البحث . وأخيراً قائمة بالمصادر والمراجع التي استقى منها البحث أفكاره ونصوصه. وختامًا نرجو من الله سبحانه أنْ يجعل عملنا هذا مسددًا خدمة للقرآن الكريم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، والأئمة الهداة المهديين، وسلم تسليمًا كثيرًا.