ديوان نجاح العرسان((فرصة للثلج)) قراءة في ضوء النقد الثقافي
د.راسم أحمد عبِّيس الجريَّــــاوي
ملخص البحث/
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ,والصلاة والسلام على سيد المرسلين ابي القاسم محمد وعلى اله وصحبه الميامين المنتجبين...
يعد هذا البحث محاولة لتطبيق أحد أفكار ما بعد الحداثة الاّ وهو النقد الثقافي الذي يعد من أبرز تجليات مابعد الحداثة،إذ يسعى إلى البحث عن الأنساق المضمرة والقابعة تحت أقنعة الجمالي الشعري القبيح الثقافي،وهذه الأنساق لايمكن أن نستنبطها ما لم نتمكَّن من معرفة النقد الثقافي الذي يهدف إلى مساءلة النصوص النصيَّة بوصفها حوادث ثقافية ،وعلى الرغم من ذلك لم نجده بديلًا عن النقد الادبي،بل يمكن أن يتكامل معه،ولذا يمكن القول: إنَّ علاقة النقد الثقافي بالنقد الأدبي علاقة تكامل لا علاقة تنافس تتغيَّا زحزحته والحلول محلِّه .وقد تناولت في هذا البحث شاعرًا عراقيًا حديثًا من شعراء الجيل التسعيني من سكنة محافظة كربلاء الاَّ وهو (نجاح العرسان)،وحاولت من خلال دراسة شعره في ضوء النقد الثقافي الكشف عن الأنساق المضمرة والدلالات النسقية المطمورة تحت أقنعة الجمالي والمتَّسمة بخطاب الشاعر المهيمن في بعض الأحيان وما يقابل هذا الخطاب من تهميش للآخر،فوجدت الشاعر قابعًا تحت أنساق اجتماعية أتته عبر تأثره بمجتمعه،وكذلك أنساق سياسية وأُخرَ دينية ،فوجدتُ الشاعر في بعض الأحيان يلغي الآخر ويجعل من نفسه كل شيء في الحياة،أي بمعنى جرى تضخيم للأنا الشاعرة واستعلائها على حساب دونية الآخر وإلغائه،حتى إنه جعل من الآخر مستعينا به في أحيان أُخرَ،ولكنَّني وجدتُ أكثر الأنساق بروزًا في قصيدتي (عبث)و(يازايد البر) فوجدتُ طغيان النسق المدائحي أو السياسي من حيث يشعر او لا يشعر ،ابتداءً من عنوان قصيدته (يازايد البر) الذي أهداها إلى الشيخ( زايد) فجعل منه انسانًا شهيدًا وكريمًا وسخيًا ومعلمًا،ولكنه في قصيدة (عبث) الذي أهداها إلى صديقه (رشيد الدليمي) جعل منه مقتولًا وليس شهيدًا.فكل الأنساق المضمرة لايستطيع البوح بها واستخراجها مالم نتمعن من دراستها في ضوء النقد الثقافي.وقد أفدنا في ذلك من مصادر النقد الثقافي وباقي الكتب النقدية الحديثة.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين