عنوان البحث(Papers / Research Title)
استراتجية التسويق السياسي في التنافس الانتخابي (دراسة تحليلة للاساليب التكتيكية للرئيس دونالد ترامب
الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)
قاسم حسين حسن جدي السعدي
Citation Information
قاسم,حسين,حسن,جدي,السعدي ,استراتجية التسويق السياسي في التنافس الانتخابي (دراسة تحليلة للاساليب التكتيكية للرئيس دونالد ترامب , Time 07/02/2020 06:55:33 : كلية الاداب
وصف الابستركت (Abstract)
بحث يبحث في الاساليب التكتيكية للرئيس ترامب التي استعملها في حملته الانتخابية ضد المرشحة كلينتون
الوصف الكامل (Full Abstract)
إنَّ استراتيجيةَ التسويقُ السياسي في التنافسِ الانتخابي ماهي إلاًّ خليطٌ من انشطةٍ متعددة الجوانب بوصفها نشاطاً تسويقياً يستعمل التقنيات التسويقية الحديثة في التأثير على جمهور الناخبين، وهو نشاطٌ سياسيٌ لأنه يُعنى بالكيفيةِ التي يمكن للمرشحِ التحرك لكسبِ أو جمعِ التأييد و حشد الأصوات، وهو نشاطٌ استراتيجيٌ لأنه يعتمد في مضامينهِ على الفكرِ الاستراتيجي في التخطيطِ ووضع الخطط و صياغة الاستراتيجيات بما تتضمن من سياساتٍ و برامج مختلفة للأنشطةِ التسويقيةِ السياسية المراد تحقيقها على وفق الأهدافِ العامة للمرشح ،وهي نشاطٌ سلوكيٌ لأنه يُعنى بمعرفةِ تطلعات ،حاجات ،قضايا ،هموم كل شريحة من المستهلكين السياسيين داخل السوق الانتخابي ،وبالتالي يهدف أيضا لمعرفة مواقف وآراء واتجاهات هذه الشرائح نحو العمل السياسي بشكل عام. ويُعد التسويق السياسي في معانيهِ ليسَ جديدًا ولكنه كمفهوم يعد حديثًا لا يتجاوز في ظهورهِ العقدين من الزمن ، إذ أن التسويقَ للأفكارِ السياسية مصطلحاً سائداً في ادبياتِ العلوم السياسية ،لإقناعها بأنّ الاستراتيجيةَ الانسب للحصول على تأييدِ المستهلكين السياسيين ،والفوزُ بالانتخاباتِ والوصولِ إلى الحكمِ او البقاءِ في السوقِ السياسي والارتقاء فيه في ظل المنافسة التي تميزها ،وهي الاهدافُ الرئيسةُ لأي مرشح سياسي إذا ما امتلكَ القدرة الجيدة على تسويقِ منتجاتهِ ،وهذ الامرُ ليسَ بالهيّنِ لأن التسويقَ السياسي يرتبطُ بعمليةٍ تخطيطيةٍ متعددةِ المراحل والأساليب المعتمد عليها ومن دون الالمامِ بها وتطويعها كنمطٍ من صناعةٍ سياسيةٍ جديدةٍ فإنه يؤدي إلى تقزمٍ من دورِ وتأثيرِ التسويق السياسي. والتسويقُ السياسي للرئيسِ الأمريكي "دونالد ترامب" كان نتيجةٌ لتاريخِ التسويقِ السياسي في الولاياتِ المتحدة الأمريكية الذي شجعَ ظهورهُ معطيات أساسية تتمثل بخصوصيةِ النظام الانتخابي، تحديث الاتصال الديمقراطي واقدمية تغلغل وسائل الاتصال الجماهيري ، والقت هذهِ المعطيات بظلالهِا على تطورِ التسويق السياسي الامريكي بشكل متسارع جداً عن طريق ثلاث مراحل هي: مرحلة الطفولة التي تمثل الانطلاقة الحقيقية للتسويق السياسي ،ومرحلة المراهقة ظهرت فيها الوسائل والاليات لخدمةِ التسويق السياسي ،واخيراً مرحلة سن الرشد التي اعطت للتسويقِ السياسي مميزات وخصائص سيما بعد ظهور تكنولوجيا الاعلام الرقمي، وبهذا يمكن القول: أن التسويقَ السياسي له علاقة وثيقة بالانتخاباتِ الأمريكية؛ لأن الولاياتَ المتحدة صاحبةً الريادة فى الترويجِ للمُنتَج السياسي. وقد قدَّمَ ترامب لنا إنموذجاً يستحقُ عناءَ الدراسة في مجالِ التسويق السياسي عبر حملته الانتخابية كمنافسٍ ليسَ لهُ باع طويل بالسياسةِ او أي خبرة سياسية أمام خصم يُعد أحد الرموز السياسية الامريكية والمتمثل بالمرشحةِ الديمقراطية هيلاري كلنتون ولكنَّ مع ذلك ،تمكنَ ترامب من الصمودِ أمامها لاسيما في مناظراتهِ الرئاسية بل والتفوق عليها عن طريق استعماله لجملةٍ من الأساليب التكتيكية وعرضها بكلِ بساطةٍ ووضوح أمام الرأي العام ليطرحَ هيلاري كلنتون (كمُنتَج قديم ) ،فيصور أنها نموذج لسياسةٍ فاشلةٍ ،وهذا الطرحُ جاءَ متماشياً مع رغبةِ الامريكيين بالتغييرِ في ظلِ الهموم التي خلفتها إدارة أوباما .فضلاً عن التسقيطِ الذي مارسهُ ترامب ضد كلنتون في كثيرٍ من المجالاتِ الذي لاقى على ما يبدو قبولاً لدى الكثير من المستهلكينَ السياسيين الامريكيين . وضمنَ اطار استراتيجية ترامب التسويقية ،فقد أغرقَ سوقهُ السياسي بالعديدِ من المنتجاتِ التي تلبي حاجات شرائح متنوعة من المستهلكينَ الذينَ قسمهم إلى ( الطبقة العاملة ، المزارعين ، الطبقة المتوسطة ، اليهود ، المحاربين القدامى ، المثليين ، البيض، العمال، المهمشين، البرجوازية ) ، حتى شريحة (الفوضويون) الذين يعدونَ من الأصوات المعاندة وجدوا ضالتهم في منتجاتِ ترامب ليسَ رغبةً فيها ولكن بسبب رفضهم للاتجاهِ العام السائد ، فالتصويت لترامب يجسد رغبتهم بالتغييرِ. وقد عَمدَ ترامب إلى تسويقِ نفسه (كمُنتَج رقم1) في سلسلةِ المنتجات التي عرضها في السوقِ فعرض نفسهُ أمام المستهلك السياسي بأنه الرجلَ الذي لا يهاب أيَّ شيءٍ، فهو القائدُ الضرورة الذي سيعمل على جعلِ امريكا عظيمةً من جديدٍ، وهو المُصلحُ لما افسدتهُ الادارات السابقة، وهو القادرُ على هزيمةِ داعش خلال30 يوماً ،فكانت (الأنا) عنده عالية لزرعِ الرهبة بصفوفِ خصمهِ والامان لدى الجمهور ومع ذلك ظهرَ لنا في حملته التسويقية بمظهرِ الرجل العامي البسيط المتواضع ،فهو يلاعبُ الأطفال وكأنه واحداً منهم ويدخل حلبة المصارعين ويمارسُ اللعبة المحببة لنفوسِ آلافِ الامريكيينَ ويغني بصوتٍ دافئ في إحدى مناظراته أمام هيلاري كلنتون ليقف له الجمهور مصفقاً معبراً له مقتنعاً انه قريبٌ اليهم ويمثلهم ومستعد لخدمتهِم وادخال البهجة إلى نفوسِهم . وكانت محصلة ذلك كله هو فوز ترامب بالانتخاباتِ الرئاسية لعام 2016 ليتوج رئيساً للولاياتِ المتحدة الامريكية . وتأسيساً على ماذكر، فإن هذه الدراسة العلمية هي مهمةٌ لكلِ اللاعبينَ أو الممارسين السياسيين لأنها تقدم لهم بكلِ توضيح شرحاً مستفيضاً عن كيفيةِ فوز ترامب بالانتخاباتِ الامريكية ،وفي ثنايا الاجابة تكمن الاستفادة من الأساليب التكتيكية للتسويقِ السياسي التي اعتمدها ترامب لبناء استراتيجيته التسويقية الهادفة إلى دفع أكبر عدد ممكن من الجمهور نحوَ التصويت له ، كما تؤكد الدراسة على أهمية ومردود شبكات التواصل الاجتماعي لا سيما اليوتيوب ،فالانتخابات الامريكية وفوز ترامب بها برهن على امكانيةِ الانتقال من العالمِ الافتراضي إلى الواقعِ المفروض بسهولةٍ ويسرٍ .
تحميل الملف المرفق Download Attached File
|
|