معلومات البحث الكاملة في مستودع بيانات الجامعة

عنوان البحث(Papers / Research Title)


دلالة العدول الصوّتيّ بالزيادة في القرآن الكريم


الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)

 
حسن غازي عكروك السعدي

Citation Information


حسن,غازي,عكروك,السعدي ,دلالة العدول الصوّتيّ بالزيادة في القرآن الكريم , Time 9/29/2021 7:32:18 PM : كلية العلوم الاسلامية

وصف الابستركت (Abstract)


دلالة العدول الصوّتيّ بالزيادة في القرآن الكريم

الوصف الكامل (Full Abstract)


دلالة العدول الصوّتيّ بالزيادة في القرآن الكريم
Reverse indication of health lottie in the holy quran

إعداد 1- الباحثة :حنين عبيس جاسم
Researcher: Haneen Obayes Jasim
2- : أ . د حسن غازي
Supervision: pro . Dr Hassan Ghazi
كلية العلوم الإسلامية _ جامعة بابل
College of Islamic Sciences _ University of Babylon
البريد الإلكتروني / com. haneenobais91@gmal

1) مشكلة البحث
تكمن مشكلة هذه الدراسة في اطار مفهومها الاصطلاحي إذ كثيرًا ما يقف القارئ إزاء استعمال مصطلح العدول وبمفهومه الذي ينص على الانحراف والتحول من صيغة إلى أخرى ، موقف المتسائل عمّا إذا يناسب هذا المصطلح وبمفهومه العام مع قداسة النص القرآني المدروس في ظل هذه الدراسة ، فقد عمدت لدراسته لأجل الوقف عند حدود هذه الظاهرة ولبيان كونها ظاهرة لغوية و أسلوبية يعتمده الكاتب ؛ لقصد الميل عن أصل الوضع الصوتيّ للفظ لغاية دلالية و أحيانًا جمالية . أي هو الخروج عن قواعد النظام النمطي لأصوات المفردات ، فضلًا عن التأكيد لنبذ التقليد والابتذال ، لانهما عنصران لا يثيران في نفس المتلقي شيئًا من الاعجاب ، و هذا هو وجه من وجوه الإعجاز القرآني.

2) أهداف البحث
تهدف هذه الدراسة في الكشف عن أوجه العدول الحاصل بين مفردات النص القرآني من طريق استقراء هذه النصوص وعرضها أمام كتب اللغة والتفسير ، ومن ثم استقراء ما دونه هؤلاء العلماء بشأن أصل اللفظ و العدول عنه ، في المواطن المتفرقة من الكتاب المقدس .

3) منهجية البحث
اعتمد الباحثان منهج الاستقراء للنص القرآني في الكشف عن مواطن العدول ، وقد كان ذلك وفق التقسيم الآتي: تمهيدٌ بيّنتُ فيه أهمية الدراسة الصوتية ، و من ثم عرضنا مفهوم العدول الصوتيّ فضلًا عن دلالته القرآنية ، وفصل أوّل جعلته بعنوان (دلالة العدول بالإدغام ) ، فصل ثان جعلته بعنوان ( دلالة العدول بالإبدال )، فصل ثالث جعلته بعنوان (دلالة العدول بالحذف)، فصل رابع عنوانه ( دلالة العدول بالزيادة ) .

4) وصف العينة
يمكننا وصف هذه الدراسة بكونها دراسة صوتيّة في الأساس فهي تسعى لكشف جماليات الزيادة في الصوت المستعمل في لفظ بعينه دون اللفظ الاصل ، فضلًا عن مقصده الدلالي و لغاية جمالية إعجازية .
5) الملخّص:
هذه دراسة صوّتيّة دلالية عن العدول بالزيادة الصوتية داخل النص القرآني المبارك ، حيث إن العدول ذلك الاسلوب الذي غالبا ما يروم صاحبه في استعماله لإظهار خدمة الجوانب الدلالية ، إذ تكمن جمالية اللّغة و ألقها في الخروج عن المألوف فيها ، و خرق أفق السّامع و ذلك بالإتيان بتراكيب مغايره لما عُهد منها هو خروج لكنه منظم وبهذا يكون العدول اسلوبًا ليس اعتباطًا ، بل ذا وظيفة صوتيّة دلالية، كما تبحث هذه الدراسة عن إظهار العناصر المهمة والمتفردة الحضور في مجال الاختيار واستعمال القرآني لها صوتيًّا ودلاليًّا. و من ثم فإن هذه الدراسة تنطوي على أقسام ؛ هي: العدول بزيادة الصوامت ، و العدول بزيادة الصوائت ، و العدول بزيادة الصامت و الصائت معًا ، فهي دراسة تكشف عن أهمية الزيادة وما ينتج عنها من دلالات صوتية وأخرى بيانية إذ إنّ الزيادة هي من سنن العرب في كلامها ، و قد عدت الزيـادة مظهرًا من مظاهر القوة في الأداء اللغوي ، ففي كل زيادة حاصلة في اللفظ تغيير في المعنى ، وهي أسلوب من أساليب التوكيد والمبالغة يلجـأ إليها المنشئ لتمكين المعنى ؛ وذلك حفظا للتوازن وإيثارا له ،إذ تتمثل بزيادة حرف ما في الفاصلة أو في أثناء الكلام ، عناية بنسق البيان في سر اعتداله ليؤثر في النفس تأثيره الحساس، فتشرئب الأعناق ،وتتطلع الأفئدة حين يتواصل النغم بالنغم ، ويتلاحق الايقاع بالايقاع .
الكلمات الدلالية
- القرآن الكريم، دلالة ، العدول الصوتي ، الزيادة
Summary:

This study is a semantic voice research on the return between the vocabulary within the text of the Holy Quran, where the Aladdl that method which is often intended to use it to highlight the service of semantic aspects, as it enables the aesthetic of the language and cast it out of the ordinary, and breach the horizon of the hearer and The study is looking for highlighting the important and unique elements present in the field of selection and the use of the Quranic voice and semantic. Thus, this study includes sections, which is the increase in silence, and the increase in silence, and the increase in silence and silence, a study that reveals the importance of the increase and the resulting indications of sound and other graphical as the increase is from the Sunan Arabs in her speech, In every increase in the word there is a change in meaning، It is a method of affirmation and exaggeration resort to the originator to enable the meaning; in order to preserve the balance and altruism, which is represented by increasing a character in the comma or during the speech, attention to the format of the statement in the mystery of moderation to affect the sensitive self, Vtharb necks, and aspirations when the tone continues In melody, the rhythm is followed by rhythm.
Tagged
Quran, indication, voice tendency, increase


6) المقدَّمة
تأتي أهمية الدرس الصوّتيّ من كونه يُعدّ المستوى الأوّل بين المستويات اللغويّة ، و أساسها الذي تعتمد عليه ، بل إنه يتداخل معها تداخلاً يصعب على الدارسين الفصل بينها .
و جدير بالذكر أنّ علماء العربية غالبًا لم يعالجوا الأصوات وحدها، إنما كانت معالجتهم لها مع قضايا لغوية أخرى ، و هذه المعالجة أخذت اتجاهات متعددة ، فهي موضع اهتمام عند أصحاب المعاجم و النحويين و البلاغيين و المعنيين بإعجاز القرآن، و علماء التجويد و القراءات القرآنية . فمن وجوه إعجاز القرآن الكريم ألفاظه التي اختيرت بعناية شديدة ، و لا يمكن تفهّم اختيار المفردة القرآنية ، ما لم يتم معرفة اختيارها و العدول إليها عن غيرها بإدغام بعض حروفها أو بالإبدال بين حروفها المتقاربة ، أو لحذفها ، أو لزيادة فيها، أو خصيصة بيانية يطلبها السياق.
7) العدول بزيادة الصوامت :- و تمثل في زيادة الهاء في:-
7. 1 _ الزيادة في الفواصل : فقد قيل بجواز إِلحاق هاء السكت والوقوف عليها في مواضع ، وهي : أولها: المضارع والأمر من الناقص، أي المحذوف اللام المتقدم. وثانيها: الاسم الذي آخره حرف علة، مثل "هو" و"هي"، ومنه قوله تعالى: ? ? ? ? ?? القارعة: 10 و كذا "يا وَيْلَتَاهْ يا أَبَتَاهْ" و"يا رَبَّاهْ يا غَوْثَاهْ". و ثالثها : "ما" الاستفهامية المجرورة بالحرف، نحو "لِمَهْ" و"فِيمَهْ" و"كَيْمَهْ" و غيرها من باقي الحروف التي تدخل عليها فتُحذف ألفها و تُلحق بها هاء السكت . رابعها: ما آخره ياء المتكلم نحو "غلاميه". قال تعالى: ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? الحاقة: 28 - 29 . و خامسها: ما عُوّضَتْ فيه ياء المتكلم بالتاء، نحو "يا أَبَه" "يا أُمّه"، فيجوز إِبدال التاء هاء، كذا قيل، و فيه ما فيه. و سادسها : بعد كاف الخطاب للمذكَّر، سواء كانت الكاف ضميرًا مفعولًا أو مضافًا، نحو "رَبُّك قَدْ أَكْرَمَكَهْ ]1 ، 3\ 1483-1484[
و في الذكر الحكيم زيدت هذه (الهاء) في حالتين ، فمرة زيدت بعد ياء المتكلم و منه قوله تعالى ? ? ? ? ? ? ? ں ں ? ? ? ? ? ? ہ ہ ? الحاقة: 19 – 20 في لفظتي( كتابيه ْ، و حسابيه ْ) و في السورة نفسها قال تعالى : ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? الحاقة: 25 - 29 في الألفاظ ( كتابيهْ ، و حسابيهْ ، و ماليهْ ، وسلطانيهْ ) قال الثعالي: " وهاء الاستراحة (يقصد بها هاء السكت) كما قال الله تعالى: ((? ? ? ?? ? ? ? ? ? ))،... وهاء الوقف على الأمر من اهتدى واقتدى كما قال الله عزَّ وجلَّ: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} ] 2، 1\246 [
و حق هذه الهاءات أن تثبت في الوقف وتسقط في الوصل، و قد استحب إيثار الوقف إيثارا لثباتها في المصحف ]3، ص603[
و بهذا يتبين بأنّ إثبات هذ الهاءات و نحوها في المصحف كان ممّا اوقع القرّاء في حرج من عدم قراءتها عند الوصل و إسقاطها ، فيقول الزجاج : " فالوجه أن يوقف على هذه الهَاءاتِ و لا تُوصِل. لأنها أدخلت للوقف، وقد حذفها قوم في الوصل و لا أحبّ مخالفة المصحف] 4 ، 5\217[
إذن بناء هذه الالفاظ على الفتح إلّا أنّه عدل الى زيادة هذه الهاء(هاء السكت) في هذه المواضع و عند البحث عن علة ذلك تبين لنا أن هنالك مسوغا صوتيًّا وراء هذا العدول إذ به تُبين حركة الحرف الموقوف عليه ، فضلا عن ذلك نلحظ أن هذه الزيادة جاءت ليتواصل الايقاع على نسق واحد . فقد بين ذلك النجار عندما قال" إنّ السورة تبدأ بفاصلة (الْحَاقَّةُ) مكررة ثلاث مرات . ثم تليها فواصل ( بِالْقَارِعَةِ ، بِالطَّاغِيَةِ عَاتِيَةٍ ) ... الى أن يسبق هذه الفواصل المزيدة ألفاظ : وَاهِيَةٌ ، ثَمَانِيَةٌ ، خَافِيَةٌ ، لذلك جاءت هذه الزيادة على شاكلتها مراعاة لفواصل الآيات المختومة بالتاء القصيرة و التي اقتضى السياق نطقها هاء للتوافق ]5 ، ص615[
فلو تأملنا السياق الذي وردت فيه هذه الزيادة نجد أنّها زيدت في موضعين أحدهما في الحديث عن أهل الجنة لتوحي بالاسترخاء و الدّعة ، بالمقابل أنّها زيدت ايضا عندما تحول الحديث عن أهل النار حيث بيان التحسر و التأوه عندهم. فجاءت هذه الزيادة و العدول في جملة من آيات سورة الحاقة ، لتقف خاشعا مبهورا، و لتمتلك هزة من الاعماق و أنت مأخوذ بهذا الوضع الموسيقي الحزين ، المنبعث من أقصى الصدر وأواخر الحلق ،فتنقطع الانفاس ،وتتهجد العواطف ،واجمة متفكرة متطلعة فتصافح المناخ النفسي المتفائل حينا ، والمتشائم حينا آخر ، وانت فيما بينهما بحالة متأرجحة بين اليأس والرجاء والامل والفزع والخشية والتوقع فسبحان الله العظيم ]6، ص153[
2.7_الزيادة في الدرج
من صور العدول بزيادة الهاء في صيغة الامر ما ورد في قوله تعالى : ? ? ? ? ?? ? ?? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? الأنعام: 90 حيث عدل باللفظ (اقْتَدِهْ ) إلى زيادة الهاء و السكوت عليها .
حيث عدل باللفظ (اقْتَدِهْ ) إلى زيادة الهاء و السكوت عليها ، و قد ذهب المفسرون الاوئل يعللون هذه الزيادة بأنها تثبت في الوقف، لتبين بها كسرة الدال، فإن وَصَلْتَ قلتَ " اقتدِ ، وايضا قيل و كلّ شيء من بنات الياء والواو في موضع الجزم فالوقف عليه بالهاء ليلفظ به كما كان ] 7،1\307 [ و قال أبو علي الفارسي : الوقف على الهاء و لا ينبغي أن يوصل، و الهاء ثابتة، لأن هذه الهاء في السكت بمنزلة همزة الوصل في الابتداء، في أنّ الهاء للوقف، كما أنّ همزة الوصل للابتداء بالساكن، و كما لا تثبت الهمزة في الوصل ، كذلك ينبغي أن لا تثبت الهاء" ]8 ، 3\315[
فيتبن من ذلك ان وراء هذا العدول بالزيادة إنما كان لأجل الوقف عند اللفظ و بيان حركته، فضلا عما يحمل ذلك من دلالة بيانية يكمن وراءها هذا العدول ففي النص خطاب قد أجمع عليه علماء التفسير على أنه خطاب للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) إذ أمره الله تعالى باتباع من سبقه من الانبياء وقال (فبهداهم ) أي ما ذكر في سياق السورة من ذكره تعالى للأنبياء كإبراهيم ونوح وغيرهم ، ثم بقوله ( فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) و المراد بهداهم طريقتهم في الإيمان بالله و توحيده و أصول الدين دون الشرائع، فإنها مختلفة و هي هدى، ما لم تنسخ. فإذا نسخت لم تبق هدى، بخلاف أصول الدين فإنها هدى أبدا.
نستخلص من ذلك أن إثبات الهاء و السكوت عليها ما هو الا لتحقيق أمر مبتغى إذ من الجائز أن يكون القول ( اقتدِ ) على الأصل إلّا أنّه جاء بالزيادة هنا ليرسم تلك اللوحة الإعجازية البيانيه ، بالسكت عند هذا الأمر و الاقتداء بما أمره به و لذا جاء بهاء السكت. و هي علامة الوقف و بهذا يدل على أنه أمر يجب أن يقف عند هداهم فلا يتعدّاه و لا يسأل عن هدى غيره و لذا قدّم تعالى (فبهداهم) لتفيد الحصر أي اسكت هنا ولا تسأل عن هدي غيرهم و اقتد بهداهم فقط و قف عند هذا الحد ]3، 2\43[
8) العدول بزيادة الصوائت :- و يتضمن زيادة فتحة في
8. 1 _ الالفاظ ( الظنونا ، الرسولا ، السبيلا )
إنَّ أجلى مواطن العدول في بعض ألفاظ الذكر الحكيم ما أصله الفتح الى ألف الاطلاق ( بزيادة الصائت ) ، فقد ألحقت الألف في جملة من الآيات بأواخر بعض كلماتها ، و كان حقها الفتح مطلقا دون مدّ الفتّحة حتى تكون الفا . و من ذلك المظهر الصوتي المتحقق في الالفاظ " الظنونا " من قوله تعالى:?گ گ گ ? الأحزاب: 10 ، و "الرسولا" من قوله تعالى: ? چ چ ? ? ? الأحزاب: 66 ،و"السبيلا" من قوله تعالى ? ? ? ? ? ? ? ? ڈ ? الأحزاب: 67 و التي اجتمعت في سورة واحدة .
قال الاخفش :" و اما قوله (گ گ گ) و (? ڈ ) فتثبت فيهما الألف لأنهما رأس آية، لأن قوما من العرب يجعلون أواخر القوافي اذا سكتوا عليها على مثل حالها اذا وصلوها وهم اهل الحجاز. وجميع العرب اذا ترنموا في القوافي أثبتوا في أواخرها الياء والواو والالف ]7 ، 1\79[
و ذهب الزجاج قائلًا: " و الذي عليه حُذَّاق النحويين والمتبعُونَ السُّنَّةَ من حُذّاقِهِمْ أَن يقرأَوا (الظُّنُونَا) . و يقفون على الألف ولا يَصِلُونَ، و إنَّمَا فَعَلُوا ذَلِكَ لأن أواخر الآيات عِنْدَهُمْ فَوَاصلُ، ويُثْبِتون في آخرها في الوقف ما قد يحذف مثله في الوَصْلِ. وَهُؤلاءِ يتبعُون المُصْحَفَ ويكرهون أَنْ يَصِلُوا ويثبتوا الألِفَ، لأن الآخر لم يقفوا عَلَيْهِ فيجروه مجرى الفَوَاصِلِ ومثل هذا من كلام العَرَبِ في القَوَافِي: (أَقِلِّي اللوم عَاذِل والعِتَابَا )
فأثبت الألف لِأنَّهَا في موضع فاصِلةٍ وهي القافية" ]9 ، 4\218[
من ذلك يمكننا القول بأنّ المفسرين قد اتفقوا على علة صوتية واحدة منتهية إلى أن إطلاق هذه الزيادة الصوتية المتحققة بألف المدّ مراعاة لفاصلة السورة و التي توجب إلحاق هذه الالف في هذه الالفاظ:" الظُّنُونَا"، و" الرَّسُولَا"، و" السَّبِيلَا" فإنما زيدت هذه الألفات في أواخر هذه الأسماء التي لا تنوين فيها لإشباع الفتحات، و تشبيه رؤوس الآي بقوافي الأبيات ]10 ، 2\315[
ثم إننا وجدنا عند الزركشي تعليلًا صوتيًّا لهذه الزيادة فقال (الظنونا ) " لأن مقاطع فواصل هذه السورة ألفات منقلبة عن تنوين في الوقف ، فزيد على النون ألف لتساوي المقاطع ، و تناسب نهايات الفواصل" ]11، 1\61 [
و في معرض حديثه أورد إنكارًا لهذا الرأي فقال :" وَ أنكر بعض المغاربة ذلك وَ قَالَ لم تُزَدِ الْأَلِفُ لِتَنَاسُبِ رُءُوسِ الْآيِ كما قَالَ قَوْمٌ لِأَنَّ فِي سُورَةِ الْأَحْزَابِ: ? ک ک گ گ گ گ ? :4 وفيها: ?? ڈ ? وَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا رَأْسُ آيَةٍ وَثَبَتَتِ الْأَلِفُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى حَالَةٍ أُخْرَى غَيْرِ تِلْكَ فِي الثَّانِي دُونَ الْأَوَّلِ فَلَوْ كَانَ لِتَنَاسُبِ رُءُوسِ الآي لثبت من الجميع " ] 11، الصفحة نفسها[
فيتبين من ذلك ضعف الرأي القائل بزيادة الصائت للفاصلة ، إذ كيف يمكن ان لا يمدّ لفظ للفاصلة في سورة ، ثم يمد اللفظ نفسه للفاصلة في السورة نفسها ، فقد قيل كأنّ ذلك معنيَّ بحد نفسه و مقصود إليه لاريب يبدو أنّ إلحاق هذه الألف يشكّل تلقائيا ظاهرة صوتية تدعو إلى التأمل ، و إلا فما يضير الفتح لولا الملحظ الصوتي ] 6، ص153 [
و لو تمعّنا في السياق الذي مُدّ فيه لفظ (السبيلا) و الآخر في السوره نفسها لكنه دون المدّ فقال (السبيل) ، نلحظ مجيء اللفظ الممدود ضمن سياق قوله : ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ چ چ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ڈ ڈ ? الأحزاب: 64 - 67 و أما سياق اللفظ الذي جاء غير ممدود فهو: ? ? ? ? ? چ چ چ چ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ڈ ڈ ژژ ڑ ڑ کک ک ک گ گ گ گ ? الأحزاب: 4
فنلحظ من الفرق بين السياقين مسوغا دلاليًّا يستدعي ذلك العدول البائن في سياقه الاول و الذي يُخبر عن حال أهل النار و تقلب وجوههم فيها ، و يمدون أصواتهم بالبكاء ، فناسب لذلك أنْ يعدل من الفتحة إلى ألف المدّ(بزيادة الصائت ) ،إذ لا يختلف اثنان كيف أنَّ الله تبارك و تعالى قد آثر إستعمال كلَّ لفظ في موضعه المناسب ، فالمدّ هنا مناسب للمدّ المصحوب عن حكاية حالهم و هم يمدون صّوتهم بالبكاء ، و هذا بخلاف ما جاء مع اللفظ على أصله بحركة الفتح دون المدِّ ففي السياق ما لا يتطلب ذلك ]12 ، ص104[
و مثله كذلك لفظ ( الرسولا) اذ ورد معه في السياق نفسه الذي يروي حالة التحسّر و النّدم و التمنّي ، و هي حالة يناسبها مدّ الصوت و استطالته. و لو تتّبعنا سياق لفظ (الظنونا ) فقد ورد ضمن قوله : ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ چ چ چ? ? الأحزاب: 9 إلى قوله: ? ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ? ? ? ? ? ? ? الأحزاب: 10 -11 فقد زعم أهل التأويل- أنّها نزلت يومَ الخندق، حين لقي المؤمنون ما لَقوا من شدة الجهد، من خوف الأحزاب، و شدة أذى البرد و ضيق العيش الذي كانوا فيه يومئذ، فقد خاطبهم عزّ و جلّ بهذا الخطاب ، فهو خطاب للذين آمنوا. و منهم الثُبَّتُ القلوب و الأقدام،و الضعاف القلوب: الذين هم على حرف، والمنافقون: الذين لم يوجد منهم الإيمان إلا بألسنتهم فظن الأولون بالله أنه يبتليهم ويفتنهم فخافوا الزلل وضعف الاحتمال، وأمّا الآخرون فظنوا بالله ما حكى عنهم. و عن الحسن: ظنوا ظنونا مختلفة: ظن المنافقون أنّ المسلمين يُستأصَلون، و ظنّ المؤمنون أنهم يبتلون ] 13 ، 4\288[
من ذلك تتبّين لنا مناسبة العدول إلى المد هنا إذ جاء منسجما مع كثرة الظنون المختلفة من كلا الفريقين المخصوصين بالخطاب في هذا السياق ، ولذا امتد الصوت بهذه الفاصلة متجاوزًا حدود ما تستحقه هذه اللفظة (الظنون) مما وضع لها من أصوات .


9) العدول بزيادة الصوامت والصوائت : و قد تضّمنه
9. 1 _ زيادة الياء والنون :
مما ورد بالعدول بالزيادة (إلياسين) في قوله تعالى : ? ? ? ? ? ? الصافات: 130 فقد ورد في الاية قوله ( ? ?) ، إذ جاء اللفظ بزيادة الياء و النون قال ابن خالويه : " فالحجة لمن كسر الْهمزَة أَنه اراد إلْيَاس فَزَاد فِي آخِره الْيَاء وَ النُّون ليساوي بِهِ مَا مَا قبله من رُؤُوس الْآي وَدَلِيله مَا قَرَأَهُ ابْن مَسْعُود سَلام على إدراسين يُرِيد إِدْرِيس " ] 8 ، 1\303[ و قيل المقصود منه إلياس و هو الذي كان أحد بني إسرائيل عند جميع المفسرين ، قال الفرّاء :" و إن شئت ذهبت بإلياسين إلى أن تجعله جمعا. فتجعل أصحابه داخلين فِي اسمه، كما تَقُولُ للقوم رئيسهم الْمُهَلّب: قد جاءتكم المهالبة و المهلَّبون" ] 14 ، 2\391 [
و ذهب الزمخشري في تفسيره قائلًا :" و لعل لزيادة الياء و النون في السريانية معنى ،وعلى أنه جمع يراد به إلياس و قومه] 3، 4\60 [ فجمع اللفظ وَ التَّقْدِيرُ: إِلْيَاسِيينَ، وَاحِدُهُمْ إِلْيَاسِيٌّ، ثُمَّ خُفِّفَ الْجَمْعُ .
و قال ابن جني :" أما "الياسَ" موصول الألف فإن الاسم منه "يَاسٌ"، بمنزلة باب ودار، ثم لحقه لام التعريف، فصار "الياس"، بمنزلة الباب والدار. و"الْيَاسِين" على هذا كأنه على إرادة ياء النسب، كأنه الياسيِّين،...و قد يجوز أن يكون جعل كل واحد من أهل "الياس" ياسًا، فقال: "الياسِين" ]15 ، 2\223[
و على ذلك لا عدول هنا ، إلّا أنّنا لو أخذنا قول النحاس : " من أن إلياسين و إلياس واحد كما يقال سيناء وسينين " ] 16 ، 6\56 [ فيكون في اللفظ عدول بزيادة (صائت و صامت ) في آخره و لعلّة بيانية اقتضت يمكننا استخلاصها مما قاله الامام البقاعي في تفسيره " ... لمّا جاهد في الله تعالى و قام بما يجب عليه من حسن الثناء، جازاه سبحانه من الثناء الجميل و جميع ما يسره ،و لمّا كان السلام اسماً جامعاً لكل خير لأنه إظهار الشرف و الإقبال على المسلم عليه بكل ما يريد، أنتج ذلك قوله: (سلام) و لمّا كان في اسمه على حسب تخفيف العرب له لغات إحداها توافق الفواصل، فكان ما كثرت حروفه منها أضخم و أجل و أفخم، و كان السياق بعد كثير من مناقبه لنهاية المدحة، كان الأحسن التعبير بما هو أكثر حروفاً و هو موافق للفواصل ليفيد ذلك تمكينه في الفضائل" ] 17 ، 2\286- 287 [ فيكون بذلك المراد بـ (إلياسين ) هذا الياس المتقدم في سياق قوله: ? ? ? ? ? ? الصافات: 123
10) النتائج
يمكننا القول إن بدراستنا لمفهوم العدول بوصفه دلالة صّوتية يُراد منه
1- ذلك الاختيار الذي وقع للفظٍ بعينه دون نظيره الذي عُدَّ اصلا على وفق ما أثبته علماء اللغة والتفسير ، وهو أولى الاستعمال إلّا أنّه في بعض المواضع تم العدول عنه الى ما هو جائز ليس بالأشهر كان ذلك لدلالات صوّتيّة و أخرى دلالية .
2- كل زيادة حاصلة في الالفاظ المستخرجة من النص المبارك تبين أنها جاءت لتوافق فواصل الآيات المجاورة لها فضلًا عن بيان الدلالة البيانية التي حصل العدول لأجلها ففي كل نص عدل فيه من الاصل الذي وضع فيه الى زيادة قد تطلبه ذلك السياق جاء ليرسم به تلك اللوحة الإعجازية الخالدة و بذلك الخروج المنظم الذي تطّلب تلك الزيادة في اللفظ ليتوافق مع النص في اعطائه المعنى البياني إذ إن في كل زيادة في اللفظ تغييرًا في المعنى .


11) قائمة المصادر والمراجع
1) المرادي ، أبو محمد بدر الدين حسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المصري المالكي (ت: 749هـ) ، توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك ،دار الفكر العربي ،ط 1 1428هـ - 2008م : 3\1483-1484
2) الثعالبي ، أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل (ت: 429هـ) ، فقه اللغة وسر العربية ، حياء التراث العربي ، ط :1 1422هـ - 2002م 1\246
3) الزمخشري ، أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد جار الله (ت: 538هـ) ، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل ، بيروت ط3- 1407 هـ : \603
4) الزجاج ، أبو إسحاق ابراهيم بن السري بن سهل (ت: 311هـ) ، معاني القرآن وإعرابه ، بيروت ط1 1408 هـ - 1988 م : 5\217
5) ينظر : محمد النجار، الدلالة الصوتية : \615
6) ينظر : الدكتور محمد حسين علي الصغير ، الصّوت اللغوي في القران ، بيروت ط:1 1420ه-2000م: \ 153.
7) ينظر : الاخفش ، أبو الحسن المعروف بالأخفش الأوسط (ت: 215ه) ، معاني القرآن ، مكتبة الخانجي، القاهرة ، ط:1، 1411 هـ - 1990 م : 1\307
8) أبو علي الفارسيّ : الحجة للقراء السبعة ، دار المأمون للتراث - دمشق / بيروت ، ط: 2، 1413 هـ - 1993م : 3\351
9) ينظر: أبو الفتح عثمان بن جني : سرصناعة الاعراب، دار الكتب العلمية بيروت-لبنان ، ط: 1 1421هـ- 2000م : 2\315
10) الزركشي: البرهان في علوم القرآن ، دار إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحلبي وشركائه ، ط: 1، 1376 هـ - 1957 م: 1\61
11) ينظر: الدكتور محمد حسين علي الصغير ، الصوت اللغوي في القرآن ، دار المؤرخ العربي –بيروت ط14201ه-2000م: ص\ 153.
12) ينظر: الدكتور فاضل صالح السامرائي ، التعبير القرآني ، دار عمار ط4 1427ه-2006م : \104
13) ينظر : الطبري ، أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي (ت: 310هـ) ، جامع البيان في تأويل القرآن ، مؤسسة الرسالة ، ط: 1، 1420 هـ - 2000 م : 4 \288
14) ابن خالويه ، الحسين بن أحمد ، أبو عبد الله (ت: 370هـ) ، الحجة في القراءات السبع ، بيروت ط4 ، 1401 هـ : 1\303
15) أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ) ، المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها ، وزارة الأوقاف-المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، ط: 1420هـ- 1999م: 2\223
16) أبو جعفر النَّحَّاس: إعراب القرآن ، دار الكتب العلمية، بيروت ط: 1، 1421 هـ: 6\56
17) الإمام البقاعي : نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، دار الكتاب الإسلامي، القاهرة ، د.ط: 2\286-287 .

تحميل الملف المرفق Download Attached File

تحميل الملف من سيرفر شبكة جامعة بابل (Paper Link on Network Server) repository publications

البحث في الموقع

Authors, Titles, Abstracts

Full Text




خيارات العرض والخدمات


وصلات مرتبطة بهذا البحث