المُلخَصُ
لا جَرَمَ أنّ ابنَ طاوُس الحلِّيّ ( ت 664هـ) وما تركه لنا من منجز معرفيّ ، ونتاج علميّ يُمثّلُ قمةً ساميّة ًفي التّراثِ الإسلاميّ الحلّيّ خاصة والتراث العالميّ عامة .
ولمّا كان ابنُ طاوُسٍ موسوعيًّا – بامتياز – بلحاظ العلوم المتنوعة التي صنّفَ فيها ، والمعارف التي اشتغل عليها، فإنّه يبرزُ على السّطح المعرفيّ لديه في تعاملهِ مع النصوص القُرْآنيّة ، والتراث الإسلاميّ المتنّوع الطابعُ الحِجاجيُّ ، والأسلوبُ الجَدَليُّ ؛ من أجل تقريبِ الصورِ الذهنيّةِ ، وإقرارِ الحقائقِ في أذهانِ المتلقينَ .
إنَّ هذا الاتّجاه الغالب ( الحِجَاج والجِدال ) نلحظه في جلّ اشتغالات السيد ابن طاوُس ، فهو لا يكتفي بتحليل الخطاب المعرفيّ فحسب ، بل يَسعى جاهدًا إلى الغوص في المسألة المبحوثة واستجماع أدلتها ، وإقامة الحجج والبراهين عليها ، ولاسيَّما في متنه التفسيري القيّم ( سعد السعود وأنيس النفوس ) من هنا فإنّنا سنبصر مجموعة من الحِجاجات .
ونحسبُ أنَّ مراتبَ الحِجَاجِ ومحتوياتهِ في سعده أمرٌ بَدَهيّ بسبب ثقافته الموسوعيّة ، إذْ توافرٍ على مكتبةٍ عظيمة الحجم ، متنوعة العناوين فهمَّ بقراءتها والانكباب عليها ، الأمر الذي ولّد قدرةً لديه على الإحاطة واستجماع الآراء ، وتفتيق المسائل فغدا الحِجاج صورةً واضحةَ المعالمِ في نتاجه العلميّ .