مايكل أنجيلو
( لن يستعيد الفن قواه إلا إذا أستعاد الناس تقدير أعمال مايكل أنجلو أولا ... إنه
أعظم عبقرية في مجال الفنون ومؤسس الفن الحديث الجدير بكل تقدير...) بهذه
الكلمات أستهل الناقد والفنان الأنكليزي سيرجشوا رينولدز عام( 1772 ) أحدى
محاض ا رته في الأكاديمية الملكية بلندن تمجيدا للفنان المبدع مايكل أنجيلو الذي يمثل
أ ا ردة عصر النهضة الذهبي في أوربا .
ولد عام ( 1475 ) من أبوين في سن الشيخوخة فبعث به رضيعا الى زوجة عامل
في محاجر الرخام في (ستيناتو) بالقرب من (فلورنسا) ليعيش في حضانتها وما إن
أنقضت ستة أعوام حتى ماتت أمه فأستقر نهائيا وسط هذه الأسرة العاملة فأصبحت
محاجر الرخام عالمه الذي يستأثر بولعه.
و?اذا به في أحد الأيام ألتقط أزميلا ليشكل به على الرخام وجوها وأجسادا تلفت
النظر الى ب ا رعته وسرعان ماوجد نفسه وهو في عمر الثالثة عشر تلميذا في مرسم
الفنان (دومنيكوجير لاندايو) الذي أمتع العالم برسومه النابضة بالحياة وأستطاع في
مدة وجيزة أن يلم بكافة المها ا رت الفنية للمهنة وأن يتدرب على صنعة تصوير
(الفريسكو) العريقة وأتقان فن الرسم .
كان لديه ولع بد ا رسة أعمال الأساتذة من أمثال (دوناتللو وما ا زتشيو وجوتو) المودعة
في كنائس فلورنسا وماكاد يكمل عاما واحدا في المرسم حتى هجره ليلتحق بمدرسة
النحت في حدائق (آل ميتشي) ليعيش وسط التماثيل اليونانية والرومانية التي تضمها
مجموعة (لورنزو) حاكم دوقية فلورنسا فدرسها على يد (برتولدو) تلميذ (دونالتو)
محاولا النفاذ الى أس ا رر المثالين القدماء الذين عرفوا كيف يصورون الجسم الأنساني
أثناء الحركة بنبضاته وتوتر عضلاته .
لم يكتفي بتعلم قوانين التشريح عن منج ا زت النحت القديم فأخذ بد ا رساته الخاصة
في تشريح جسم الأنسان وأعضائه وأخذ يرسم النماذج الحية حتى بدا له الجسم
الأنساني بلا سر يخفى عليه وكان يؤمن بأن جسم الأنسان مشكلة يمكن حلها وسبر
أغوارها وتملك قيادها إذا أوتي عزما و?ا ا ردة قوية ،كان أسلوبه في النحت يتسم
بالتركيز والتحديد والدقة والأحكام وتوضيح الأيماءات وتضمينها المعاني والدلالات
فكانت مشبعة ب(الشكل) .
وفي حدائق آل مديتشي نحت مايكل باكورة أعماله أ رس تمثال (جني الغاب) وما إن
ي ا ره الأمير لورنزو فيدعوه للأقامة في قصره وسط الحكماء والأدباء والشع ا رء الفلاسفة
الذين صاغوا فلسفة (المذهب الأنساني) من خلال مناقشات طويلة كان يتشربها
وتتسلل الى أعماق نفسه لتشكل خلفيته الفكرية التي تظل متوثبة في وجدانه طوال
عمره ،وفي السادسة عشر من عمره عام 1491 أبدع لوحة (عذ ا رء الدرج) في نقش
على الرخام ....
وللحديث بقية ....