دور الجامعة في تدريس اخلاقيات المهنة

أ. م. د. حيدر حاتم فالح العجرش
رئيس قسم التربية الخاصة
وممثل ادارة الجودة الشاملة
كلية التربية الاساسية
جامعة بابل

لا شك في ان اول مكان واول خطوة على طريق الرقي بالممارسة الاخلاقية للمهن المختلفة في اي مجتمع هي الجامعة، فهي تعد الحجر الاساس في اعداد المهني اخلاقيا، فدور الجامعة ليس مقصورا على تقديم المعرفة العلمية فقط، بقدر ماهو اعداد اجيال من المهنيين وتاهيلهم في كل النواحي العلمية والخلقية التي تمكنهم من القيام بمهام المهنة العملية بعد التخرج، ان رسالة اي جامعة يجب ان تتعدى مجرد تدريس الجوانب الفنية للمهن المختلفة فقط بل يجب ان تعمل الى الارتقاء بمستوى وعي الطلبة كي يتمكنوا من ادراك كافة الابعاد الاخلاقية المحيطة بممارسة مهنتهم المستقبلية.
لقد ادركت الجامعات في الكثير من البلدان المتقدمة تلك المسؤولية الملقاة على عاتقها، ولذلك عملت على تدريس مقرر اخلاق المهنة في كليتها المختلفة، فنجد مقررات اخلاقيات الطب والهندسة والقانون والتدريس وغيرها.
ان تدريس مقرر اخلاق المهنة بالجامعة يعد الخطوة الاولى التي لابد منها في اي مجتمع للرقي بمستوى الممارسة الاخلاقية بين المهنيين، لانه يعلم الطلبة ان الالتزامات الاخلاقية للمهنة هي جزء لايتجزا من الممارسة الصحيحة لها، وبذلك يتاكد الطالب ان تمسكه بالأخلاق المهنية هو واجب عليه اتجاه المجتمع.
ان تدريس مقرر اخلاق المهنة يعلم الطالب مبادى التحليل الاخلاقي الذي عن طريقه يستطيع ان يفكر في مختلف المواقف المهنية التي سوف يتعرض لها، وتجعله ايضا يقرر التصرف الاخلاقي الامثل في كل موقف، ومن ثم يحسن التصرف بعد التخرج حين يتعرض لمواقف الحياة المهنية، بدلا من يفاجئ بمواجهة الواقع فيسي التصرف او يتكفي بتقليد ما يفعله الاخرون بدون التفكير في الجوانب الاخلاقية والاجتماعية لأفعاله.
اضف الى ذلك ان تدريس مقرر اخلاق المهنة في كليات الجامعة سوف يساعدها على الحصول على الاعتماد الاكاديمي من قبل هيئات الاعتماد الاكاديمي العالمية المتخصصة، اذ ان تلك الهيئات تشترط على كليات الجامعة الراغبة بالحصول على اعتمادها تضمين مقرراتها مقرر اخلاق المهنة.