عنوان البحث(Papers / Research Title)
التقييم والتقويم وضمان الجودة في التعليم العالي
الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)
حيدر حاتم فالح العجرش
Citation Information
حيدر,حاتم,فالح,العجرش ,التقييم والتقويم وضمان الجودة في التعليم العالي , Time 11/09/2014 04:09:21 : كلية التربية الاساسية
وصف الابستركت (Abstract)
التقييم والتقويم وضمان الجودة في التعليم العالي ركن اساسي من اركان تطوير المؤسسات التعليمية
الوصف الكامل (Full Abstract)
التقييم والتقويم وضمان الجودة في التعليم العالي اعداد أ. م. د. حيدر حاتم فالح رئيس قسم التربية الخاصة وممثل ادارة الجودة الشاملة في كلية التربية الاساسية جامعة بابل مفهوم التقييم: التقييم جمع جملة من المعلومات المناسبة والمصححة و الموثوق بها لمقارنة درجة ملاءمتها لمجموعة من المعايير المتصلة بالكفايات المرسومة ثم لاتخاذ قرار في ضوء ما تفرزه المقارنة من معطيات ونتائج. مراحل التقييم: • جمع معلومات. • فحص درجة ملاءمة المعلومات المجمعة لمعايير الكفايات المقيّـمة • اتخاذ قرار انطلاقا من نتائج عملية قيس درجة الملاءمة. بعبارة أخرى التقييم عملية قياس بالنسبة إلى مرجع محدد و اتخاذ موقف تبعا للنتائج التي أسفرت عنها عملية القياس، من الواضح هنا أن التقييم فعل هادف لا فعل مجاني و من الواضح كذلك أن المقيم لا يتوقف بمجرد إنجاز التقييم، إنه يقيم لغاية معينة و يقيم تحديدا لاتخاذ قرار مؤسس أي لاتخاذ قرار يستند إلى أسس مناسبة و مصححة و موثوق بها. وظائف التقييم: أ- وظيفة توجيهية: التقييم يحدد مستوى المكتسبات السابقة ويوجـــه إلى ما ينبغي الأخذ بـــــه من علاج لــــــسد الثغرات الباقية. ب- وظيفة علاجية: ويكون على امتداد فترة التعلم ويقوم على جمـــــع الملاحظات أثناء التعلم والتدريبات و مختلف الأنـــــشطة عبر وسائل متعـــددة قصد التنبيه إلى الصعوبات و تذليلها بالعــــلاج المناسب الذي يســــتغرق لحظات محدودة أو أياما كاملة.
ت- وظيفة إشهادية (جزائية): يهدف إلى التثبت من تملك الكفاية للحكم بنجاح المؤسسة أو إخفاقها. ث- وظيفة تشخيصية: هو عملية مرتبطة بوضعيات المؤسسة، يقصد بهــا فحص معالم هذه الوضعية و تشخيصها، بهدف الوصــــول على معلومات و بيانات تمكن من اتخاذ قرارات حول وضع لاحق. • مفهوم التقويم: التقويم هو إحدى الفعاليات الأساسية في نشاط النظم والمؤسسات التعليمية لضمان التحقق من سيرها في الاتجاه الذي يحقق أهدافها، ويزيد من فاعليتها وكفاءتها، وانسجام تفاعلها مع البيئة الخارجية، على النحو الذي يؤدي إلى تطورها واستمرارها، فهو يستهدف اتخاذ قرار حول ملاءمة أو صلاحية العمل التربوي، لتحقيق غرض أو أغراض تربوية، ذلك لأنَّ الغرض من جهود المؤسسات التربوية هو إكساب الطلبة، وبقية قطاعات المجتمع، العلوم والمعارف والمهارات والسلوكيات والاتجاهات, التي سبق تحديدها بوضوح، من خلال السياسات التعليمية، والخطط الدراسية, والمناهج والبرامج المختلفة، لذلك فإنَّ التقويم يركز في جودة النتائج النهائية، ومن هنا فإنَّ التقويم بمختلف أنواعه شرط رئيس لتحقيق الجودة في التعليم، من خلال وجود معايير أو مواصفات لمدخلات العملية التعليمية وعملياتها ونواتجها, والتقويم المستمر لها, للتحقق من أنَّها تسير على وفق المواصفات المطلوبة, وأنَّ العمليات توُجَّه الوجهة الصحيحة إذا أظهر التقويم حاجتها إلى ذلك. 2. أهمية التقويم في مجال التعليم العاليّ: تتجلى أهمية التقويم في مجال التعليم العالي فيما يأتي: • التعرف بمدى تحقيق برامج التعليم العالي لأهدافها. • الوقوف على نقاط القوة ونواحي الضعف في المحتوى وأساليب التدريس. • تحديد المستوى النوعي لمخرجات التعليم من القوى البشرية التي تحتاجه إليها الخطط التنموية. • مدى تحقق أهداف التعليم العاليّ في مجال خدمة المجتمع والتعليم المستمر. • التعرف بمستوى تحقيق التعليم العاليّ لأهدافه في مجال البحث العلمي. • التعرف بمستوى إداء أعضاء هيئة التدريس في مجال التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع. • أنتقاء أفضل الكفاءات البشرية للعمل في مؤسسات التعليم العاليّ. 4. أنواع التقويم : قسم التقويم بحسب في الادب التربوي الى أنواع متعددة، اذ قسم كلِّ كتاب التقويم بحسب وجهة نظره، لذا ارتأى الباحث أنَّ يعرض أنواع التقويم وفق التصنيف الآتي: • التقويم بحسب وقت اجرائه: 1. التقويم القبلي (التمهيدي): يتم هذا التقويم قبل البدء بتطبيق البرنامج للحصول على المعلومات الأساسية القبلية التي في تطبيقه, ويرمي إلى قياس مدى استعداد الطلبة وامتلاكهم لمتطلبات التعليم السابق للتعليم اللاحق, لتسهيل عملية التعلم والتعليم, ويقاس ذلك إما باختبار استعداد وإما باختبار قبلي. 2. التقويم التكويني (البنائي): وهو عملية تقويمية منهجية (منظمة) تحدث في أثناء التدريس، وغرضها تزويد المعلم و الطالب بتغذية راجعة, لتحسين عمليتي التعلم و التعليم, و معرفة مدى تقدم الطالب، وسمي تكوينا، لأنَّه يتم في أثناء التعلم، ويكون هدفه تصحيح مسار العملية التعليمية, ومعرفة مدى تقدم الطالب, ويتعرض التقويم التكويني إلى المحتوى, الوسائل والطرائق المستعملة، والقدرة على استعمال التقنيات, ومستوى إداء العاملين في البرنامج, وهي عملية متصلة ومستمرة, تحدث خلال حياة البرنامج, ومن خلال القائمين على تنفيذه. 3. التقويم الختامي (النهائي): عملية اجرائية تقويمية يتم القيام بها بعد نهاية البرنامج التعليمي لا عطاء تقدير وحكم على المحصلة النهائية من سلوك الطالب، إذ يتم في ضوء محددات معينة ابرزها تحديد موعد إجرائه, وتعيين القائمين به، ومراعاة سرية الاسئلة، ووضع الإجابات النموذجية لها, الهدف الأساسي هو قياس مدى تحقيق الأهداف الشاملة للوحدة التعليمية بعد الانتهاء منها, ومن الأمثلة لهذا النوع الاختبارات التي تجري في نهاية كلِّ فصل دراسي, أو سنة دراسية, واختبارات الثانوية العامة والاختبارات الشاملة. • التقويم بحسب مجال اصدار الحكم: 1. التقويم معياري المرجع: وهو عملية اصدار الحكم على إداء الطالب من طريق مقارنة إدائه بإداء اقرانه الآخرين ب المقياس أو الاختبار المستعمل نفسه، وبهذا فإنَّ درجة الطالب تفسر من خلال متوسط إداء الجماعة ثم تحديد الزيادة او النقصان عن هذا المتوسط (المعيار)، أي أنَّ هذا النوع من التقويم يعتمد على مقارنة إداء المجموعة التي ينتسب إليها للحصول على معنى للدرجة التي حصل عليها. 2. التقويم محكي المرجع: وهو عملية تحديد مستوى الطالب فيما يخصُّ محك (مستوى) ثابت من دون الرجوع إلى إداء الأفراد الآخرين, وهذا المستوى يرتبط عادة بالأهداف السلوكية للمادة الدراسية, فالتقويم المحكي ينسب إداء الطالب إلى محتوى الاختبار نفسه، وليس إلى إداء الأفراد الأخرين, كما في التقويم المعياري، فالتقويم المحكي يعتمد على نقطة مرجعية تحدد مسبقاً، وبنحوٍ مستقل عن مستوى إداء الجماعة، كان تكون أهدافا تعليمية أو مستوى معيناً من الاتقان، يحدده اشخاص متخصصون كأساس مرجعي أو محك متفق عليه, وقد يكون المحك نوعياً او كمياً و المحك النوعي عبارة عن وصف نوعي للإداء مرتبط بالأهداف السلوكية للوحدة الدراسية, ولقد شاع استعمال هذا النوع من التقويم حديثاً في مجال التربية والتعليم لما له من فائدة في الحكم على مستوى الطالب، ومعرفة مدى تحصيله واتقانه لموضوعات المادة الدراسية. • التقويم بحسب القائمين به: 1. التقويم الداخلي: ويقوم به المعنيون بالبرنامج التعليمي. 2. التقويم الخارجي: ويقوم به ممن ليس لهم علاقة بالبرنامج التعليمي، ويرمي إلى الموازنة بين برنامج واخر. • التقويم بحسب فلسفته: 1. تقويم ذاتي: وهو الحكم الذي يصدره الفرد استناداً إلى تقديره الشخصي. 2. تقويم موضوعي: وهو ذلك النوع الذي يعتمد فيه الباحث على أدوات قياس دقيقة بقصد جمع بيانات على الظاهرة المدروسة، من دون أنْ تكون لذاتيته تأثير في ذلك، ثم يترجم هذه البيانات عن الظاهرة المدروسة، في صورة معلومات كمية، لتفسير الظاهرة، وعلاج ما تسفر عنها. • التقويم بحسب المجال التربوي والتعليمي: 1. تقويم المدرس: ويبينّ الأثر الذي يمكن أنَّ ينتج عن جهد المدرس الناجح إزاء طلابه، وهنالك ثلاثة معايير تتعلق بتقويم المدرس هي(الطريقة وخصائص المدرس والأنتاج). 2. تقويم المتعلم: وهي العملية التي تستعمل معلومات من مصادر متعددة للوصول إلى حكم يتعلق بالتحصيل الدراسي للمتعلم. 3. تقويم المنهج: وهو تقدير آثار تنفيذه تقديراً يستدل منه على اتجاه نمو الطلاب ومداه، نتيجة للخبرات التعليمية التي وفرها لهم المنهج، وذلك في ضوء المرامي التي وضعت لعملية التعلم. • أغراض تقويم البرامج: يمكن أنَّ نلخص الاغراض الرئيسة من إجراء عملية التقويم لبرامج بالنقاط الآتية: • إدارة البرنامج: كثيرا ما يهتم الإداريون بعملية متابعة نشاطات البرنامج المراد تقويمه، وتوثيق طبيعة الخدمات التي يقدمها البرنامج ومداه، لذا فإنَّ التقويم هنا يكون بقصد إدارة المشروعات والأعمال اليومية للبرنامج. • الابقاء في المسار: يسهم التقويم في ضمان أنَّ نشاطات البرنامج تُظهر خطط وأهداف البرنامج بنحوٍ مستمر، لذا يكون الهدف منه هنا التحقق من أنَّ البرنامج يحقق تلك الأهداف، ويسير على وفق الخطط، ما يضمن أنَّه سائر بالمسار الصحيح. • رفع كفاءة البرنامج: إنَّ زيادة كفاءة البرنامج تسهم في تقديم خدمات أكثر ولعددٍ أكبر من المنتفعين، وتوجيه الخدمة للقطاعات الأكثر حاجة، ويكون التقويم هنا بقصد رفع كفاءة البرنامج على تحديد المواقع التي يكون فيها البرنامج أكثر نجاحاً. • المساءلة: غالباً ما يكون مستخدمو البرنامج وخدماته من الفئات التي تكون خارج نطاق عمليات البرنامج، لذا فإنَّ التقويم يكون هنا بقصد من أجل المساءلة والمحاسبة. • تطوير برنامج جديد وانتشاره: إنَّ تقويم الطرائق الجديدة مهم لتطوير أي برنامج في أي مجال من المجالات، لذلك فإنَّ مطوري البرامج يجب أنْ يضعوا نصب أعينهم أنْ يكون البرنامج الجديد محكماً، وذو نواتج بعيدة المدى، كمتطلب مسبق للتحقق من مدى فاعلية أي نموذج جديد للتقويم وتأثيره. ولكي يؤدي التقويم دوره المأمول في ضمان جودة التعليم، هناك مجموعة من الأسئلة الأساسية التي يجب أنْ يتناولها وهي: • لماذا نقوِّم؟ • ماذا نقوِّم ؟ • ما مستوى التقويم؟ • كيف نقوِّم ؟ لماذا نقوِّم ؟ يمكن أنَّ نقول أنَّ الهدف الرئيس لتقويم التعليم، هو التحقق من جودة العملية التربوية ومخرجاتها وتأثيراتها. ماذا نقوم؟ في العملية التعليمية، هناك أنواع متعددة، للتقويم، تشمل جميع مدخلات وعمليات ومخرجات العملية التعليمية. ما مستوى التقويم؟ هناك مستويات يمكن أنَّ يتناولها التقويم، وهي تتدرج من التقويم الصفي إلى تقويم البرنامج إلى تقويم المؤسسة التعليمية. كيف نقوم؟ سياسات وأساليب التقويم تبني العملية التعليمية أو تهدمها تبعاً لمستوى جودتها، وارتباطها برؤية، وأهداف، واضحة للتعليم والتعلم، فالتقويم المبني على رؤية صحيحة يؤدي إلى بناء أدوات تقويم علمية ذات موثوقية، يمكن من خلالها جمع الشواهد التي تؤدي إلى أحكام صحيحة عن تحصيل الطالب ومن ثمَّ إلى تحسين التعلم. • التقويم وضمان الجودة في التعليم: إذا كان مفهوم الجودة في التعليم ليس من السهل تحديده، إلا أنَّه يتميز بمسارات متشابكة ومترابطة هي: (الكفاءة والإتقان في تحقيق أهدافه، والاهتمام بحاجات الأنسان والظروف البيئية المحيطة به، واستكشاف أفكار جديدة، والسعي إلى التفوق وتشجيع الإبداع ). وإذا كان المفهوم التقليدي للتقويم يعني لكثير من الناس بأنَّه العملية التي يتم بها تقدير درجة الفرد أو ترتيبه بين زملائه، فإنَّ معناه من منظور الجودة يتجاوز هذه المفهوم البسيط، أنَّه عنصر من العناصر الأساسية في الجودة الشاملة للنظام التعليمي عامة، والتعليم العالي خاصة، وإنَّه يركز في تقويم النواتج أو المخرجات التعليمية، وكذلك العمليات التعليمية فضلاً عن دراسة المدخلات، إنَّه آلية لتوافر المعلومات التي تساعد على الحكم، واتخاذ القرارات بشان عدد من المجالات في المؤسسة التعليمية والنظام التعليمي منها: أولاً: جودة تعلم الطلبة: إنَّ جودة التعلم لا تعني استعراض ما خزنه الفرد في حافظته في نهاية الفصل، أو الحصول على درجات عالية نتيجة لذلك، بل تعني: 1. مدى تمكنه من المادة، وكيفية توظيفها في حياته المهنية واليومية 2. القدرة على اتخاذ القرارات وحل المشكلات. 3. مساعدة الطالب على أنَّ يكون أكثر فعالية، وقادرا على التقييم الذاتي والتوجيه الذاتي وأكثر أندماجاً ومشاركةً وفعاليةً في عملية التعليم والتعلم. 4. مدى اكتسابه للقيم والاتجاهات التي تدعم تعلمه، وتكيفه في الحياة الاجتماعية عامة، والمهنية خاصة. 5. مدى إسهامه في تطور المجتمع. ثانياً: جودة العملية التعليمة: مدى ديناميكية العملية التعليمية في قاعة الدرس، ومدى تحقيقها لأهداف البرنامج من حيث المستوى العلمي، وطريقة الإداء، والوسائل المستعملة، ومستويات التفكير التي تنميها، إنَّ تقويم نتائج الطلاب تعطي مؤشرات حول مدى الحاجة إلى تفعيل العملية التعليمية، والجوانب التي ينبغي تطويرها بدًءا بتحديد أهداف المادة تحديداً إجرائياً كنواتج تعليمية، مروراً بطرق التعليم والتعلم والوسائل الموظفة فيها إلى اختيار أدوات التقويم المناسبة التي تستطيع الحكم على مدى تحقيق الأهداف المسطرة. ثالثا: جودة التقويم المستعمل: أنَّ الإصلاحات الحديثة في جودة التعليم تركز في العمليات ونواتج التعلم، وهذا مؤشر أساسي ومهم للحكم ليس فقط على مدى جودة عملية التعلم أو المخرجات المتمثلة في الطلاب، بل على المؤسسة التعليمية عامة، وتبعاً لذلك فإنَّ مفهوم التقويم من منظور الجودة والاعتماد يتعدى مجرد إجراء الاختبارات التي تشمل الأسئلة الكتابية، والتي تقيس المعارف والمهارات البسيطة، والتي تجرى في مراحل زمنية محددة، إلى مفهوم أكثر شمولية إنَّه أنتقال من الاختبارات التحريرية البسيطة إلى التقويم المتعدد ومن قياس معارف ومهارات بسيطة إلى قياس المستويات العليا من التفكير، ومن قياس مستوى المعارف إلى كيفية توظيفها في الحياة المهنية والعامة فضلاً عن تقويم الجوانب الوجدانية كالقيم والاتجاهات. • التقويم والاعتماد الأكاديميّ: تُعدُّ عملية (التقويم الذاتي الأولي ) لمستوى الجودة القائم في أنشطة الجامعات ومؤسسات التعليم وبرامجها هي نقطة الانطلاق الأولى، بل والخطوة الأساسية التي لا مناص عنها في عملية التخطيط الاستراتيجي، لضمان الاعتماد الأكاديميّ, ولذلك يجب أنَّ تتضمن عملية التقويم الذاتي الأولي التركيز في جوانب القوة التي ينبغي المحافظة عليها وتطويرها، وجوانب الضعف التي ربما تحتاج إلى التحسين في الجامعة بصورة موضوعية، ومبنية على الشواهد والبراهين المادية، وليس على مجرد الأنطباعات أو المعلومات غير الدقيقة، كذلك تكمن أهمية هذه الخطوة الأساسية بوصفها ضرورية من أجل وضع خطط الجامعة، بناءً على قواعد موضوعية، و تحديد الأولويات التي ينبغي للجامعة التركيز فيها على وفق جدول زمني يأخذ بالحسُبان الموارد البشرية والمادية المتاحة. والتقويم الذاتي للمؤسسة التعليمية هو نشاط مستمر وإجراءات متتابعة تتم في كافة المستويات العلمية الأكاديمية والإدارية المساعدة، بصورة دورية ودائمة، رامية الى تجنب السلبيات، والنواقص، والتفاعل البناء بين العناصر البشرية في قطاعات المؤسسة التعليمية كلها، بحيث تبلغ المؤسسة بأكملها المستوى اللائق بها. أ. أهداف التقويم الذاتي وخطواته: يرمي التقويم الذاتي إلى مراجعة البرامج الأكاديميّة وتقويمها بما يستجيب لمتطلبات الاعتماد الأكاديميّ، أنَّ التقويم الذاتي للبرامج في ضوء المعايير التي تطلبها جهة الاعتماد يُعدُّ من ابرز خطوات الاعتماد الأكاديميّ واجراءاته، ويكون ذلك في شكل تقرير تناقش فيه المعايير من حيث الواقع أو الحياد، ويُعدُّ هذا التقرير من أهم المتطلبات في عملية التقويم لنيل الاعتماد، وتقوم جهات الاعتماد في بعض الأحيان بتوافر نماذج تساعد على هذه العملية، عند إعداد القسم للتقويم الذاتي الخاص ببرنامجه، وكما هو مطلوب في المواصفات لجهات الاعتماد الأكاديميّ، فإنَّه يجب أنَّ يشتمل على: (مدى مطابقة البرنامج الأكاديميّ للمعايير المطلوبة حسب معايير جهة الاعتماد الأكاديميّ المعتمدة، ومعلومات عن ارتباط البرنامج بأهداف الجامعة واستراتيجيتها، ومدى تحقيق هذه الأهداف وحاجة المجتمع، ومعلومات أولية مثل وصف لمحتوى المواد العلمية ، ومكونات الخطة الدراسية، وخصائص أعضاء هيئة التدريس بالقسم السيرة الذاتية ، والإمكانيات المتاحة). وخلال عملية التقويم يمكن أنَّ تظهر ثغرات أو نواقص للبرنامج الأكاديميّ في ضوء المعايير المطلوبة، وفي هذه الحالات تقوم الكلية بدراسة الحالة، وإيجاد الحلول المناسبة وهذا العمل بحد ذاته من الإيجابيات للتقويم للمساهمة في النهوض بمستوى البرامج الأكاديميّة، ومما قد ينتج عن ذلك تعديل للخطط الدراسية من إضافة مقررات أو حذف بعضها، وبعد ذلك تقوم الكلية برفع التقارير والمخاطبات كافة إلى جهة الاعتماد الأكاديميّ، ويشمل ذلك التقارير الابتدائية والدورية والنهائية، بعد الأنتهاء من عملية التقويم والاعتماد الأكاديميّ تكون الكلية قد أنتهت من أعباء التقويم الذاتي والخارجي، وبذلك سيكون العمل عندهم هو وضع خطة حسب نتائج التقويم الخارجي، وفي الوقت نفسه الاستعداد للزيارات المستقبلية لجهة الاعتماد التي تتحمل الكلية تكاليفها، وتكاليف التقويم الخارجي لهيئات الاعتماد الأكاديميّ، وورش العمل التدريبية، والمدققين الخارجيين، على أنَّ تكون مرة واحد خلال دورة التقويم. ب. ادوات التقويم الذاتي: هنالك أدوات متعددة للتقويم الذاتي، ومن ابرز تلك الأدوات هي: • مقاييس الأداء: وتتمثل في الاختبارات التحصيلية، ومهارات التفكير، وسلوك حل المشكلات، والمحاكاة، وتمثيل الأدوار. • بطاقات التقويم وقوائم الفحص: وهي تلك الأدوات التي يمكن من خلالها التحقق من استيفاء عددٍ من المعايير والمؤشرات، بتطبيقها على القائمين بالعملية التعليمية، والمنوط بهم تحقيق هذه المؤشرات. • الاستبانة: يمكن أنْ تستعمل المؤسسة التعليمية هذه الاستبانات في مراجعة عددٍ من المهمات والإجراءات، التي تقوم بها في تحقيق جودة ادائها. • بطاقة الملاحظة: تؤدي الملاحظة دوراً اساسياً في تقويم أداء المؤسسة التعليمية لأنَّها تعطي تقديرات أكثر دقة خلال قياس مستوى في مواقف طبيعية، وأنَّ تكرار الملاحظات أمرً ضروريً للحكم على ثباتها وصدقها. وبصورة عامة ولكي يؤدي التقويم دوره المأمول في الاعتماد الأكاديميّ، يجب أنَّ يكون الهدف الرئيس له هو التحقق من جودة العملية التربوية ومخرجاتها وتأثيراتها، وكذلك يجب أنَّ يكون الهدف منه تحقيق الآتي : • تحسين مستوى إداء التدريس من الاستناد إلى المعلومات التي يوفرها التقويم، والذي يكشف عن العوامل ذات العلاقة بفاعلية الأداء والكشف كذلك عن المشكلات ومواطن الضعف للتعامل معها بفاعلية. • التحقق من أنَّ متطلبات وحاجات الجهات ذات العلاقة بالتعليم. • التواصل مع القيم التربوية، فالتقويم يحدد المعايير والأهداف ومستويات الأنجاز المتوقع تحقيقها من القائمين على العملية التعليمية. • المساءلة في ضوء التقويم النهائي الذي يرمي إلى تحديد الجهة المسؤولة عن سياسات أو برامج أو ممارسات تربوية. • جمع المؤشرات التربوية عن النظام التعليمي بنحوٍ شامل للمساعدة على التخطيط ووضع برامج التحسين. • تحديد المشكلات التي تعترض تحقيق الجودة للعملية التعليمية ومخرجاتها. • توافر المبررات للموارد المالية والبشرية التي تكرس للتعليم. • توافر تغذية راجعة تسهم في تحسين مستوى جميع عناصر العملية التعليمية وعملياتها ونواتجها.
تحميل الملف المرفق Download Attached File
|
|