نظام المعرفة الفائقة ( The Hypercognitive System) لدى طلبة الجامعة
د. حوراء عباس كرماش
كلية التربية الاساسية
إن نظام المعرفة الفائقة يأتي من نظام مُعقد يحتوي على أفكار تعد من ضمن الوظائف الإدراكية. وخبرات المعرفة الفائقة عبارة عن عمليات إستنتاجية غير واعية تقودها التجارب العاطفية.
تُعتبر المدخلات في نظام المعرفة الفائقة معلومات تأتي من مستويات غير العقل مثل الاحاسيس, المشاعر, ومفاهيم يسببها النشاط الذهني. وتنظم هذه المعلومات على شكل خرائط ونماذج للوظائف العقلية. وتستخدم لتوجيه السيطرة على عمل أنظمة المجال المحدد والقدرات المعالجة الموجودة. وتشتمل المعرفة الفائقة على نوعين هما:
المعرفة الفائقة العاملة، المعرفة الفائقة طويلة الاجل.
أن المعرفة الفائقة العاملة تدور حول الوظيفة الموجهة الفعالة (و م ف) النشطة المسؤولة عن ضبط ومتابعة الأهداف العقلية والسلوكية حتى الحصول عليها. تحديداً تحتوي الوظيفة الموجهه الفعالة (و م ف) على عمليات تمكّن الفرد من:
(1) ضبط اهداف العقل الحالية.
(2) التخطيط للخطوات اللازمة للوصول إلى هذه الأهداف.
(3) السيطرة على عمليات العقل المستمرة.
(4) تسجيل التناقضات بين الحالة الحاضرة والهدف المنشود وتقديم إجراءات تصحيحية.
(5) تقييم متطلبات كل خطوة نقوم بها استنادا إلى المهارات و الإمكانيات التركيبية المتاحة لنا . ويكون عمل هذه العمليات بالتتابع.
أما المعرفة الفائقة طويلة الاجل، والتي يُعد الوعي الإدراكي جزءاً جوهرياً منها، ذلك لأن عملية تحديد الأهداف الذهنية، والتخطيط للوصول لتلك الأهداف، وادارة الاجراءات بين الأهداف والخطط, وتنظيم العمل الفعلي أوالذهني يتطلب نظام يستطيع تذكر وعرض المعلومات. لذلك، يعد كل من الوعي الادراكي مع كل وظائفه المتعلقة، مثل المفهوم الذاتي (وهو معرفة الشخص لخصائصه الذهنية, ووظائفها, وحالاتها العقلية) ونظرية العقل (وهي معرفة الحالات العقلية للآخرين و وظائفها) كلها تعتبر جزءاً من تركيب المعرفة الفائقة طويلة الاجل. ويضم نظام المعرفة الفائقة طويلة الاجل نماذج وتمثيلات معنية بالتجارب المعرفية الماضية التي تنتج من عمل نظام المعرفة الفائقة العاملة. وتحتوي هذه النماذج على وصف للخصائص الحيوية والتركيبية العامة للعقل. على سبيل المثال: توجد وظائف معرفية مثل الاستيعاب، الانتباه، والذاكرة، وتراكيب معرفية مختلفة كأنظمة المجال المحدد. كما ان هذه النماذج تحتوي على وصفات وقواعد للاستخدام الكفء للمهام.
لذلك تضم المعرفة الفائقة العاملة على السيطرة والوظائف المنجزة للتنفيذ المركزي والعازل العرضي للذاكرة العاملة، أو تنسب إلى المهام التي تقع تحت سيطرة المعالجة، الكبت، والانتباه الانتقائي. وتعزى هذه المهام إلى المعرفة الفائقة اكثر منها إلى حمل الذاكرة العاملة أو سيطرة المعالجة تحمل فرضية أن الوعي الذاتي والسيطرة تنبع من النظام العالي الذي يختص بمراقبة وتنظيم المهام المعرفية الموجهة للبيئة. وقد يكون هذا النظام قد نشأ من الكبت الابتدائي وآليات السيطرة المرتبطة بالفهم وتسلسل العمل الآلي.