عنوان البحث(Papers / Research Title)
المِيزانُ الصَّرفيّ عِنْدَ المُحدَثِينَ
الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)
حسن غازي عكروك السعدي
Citation Information
حسن,غازي,عكروك,السعدي ,المِيزانُ الصَّرفيّ عِنْدَ المُحدَثِينَ , Time 11/12/2015 02:51:39 : كلية العلوم الاسلامية
وصف الابستركت (Abstract)
المِيزانُ الصَّرفيّ عِنْدَ المُحدَثِينَ و الاختلاف عن الأقدمين و من سار على نهجهم
الوصف الكامل (Full Abstract)
بسم الله الرحمن الرحيم المِيزانُ الصَّرفيّ عِنْدَ المُحدَثِينَ أ.م.د. حسن غازي السعدي / كلية الدراسات القرآنية / جامعة بابل توطئة: لَم يُولِ المُحْدَثُوْنَ الميزانَ الصَّرفيّ الأهميةَ التي أَولاها الصَّرفيّونَ القُدماءُ ، و قد اِهتَمَّ بها مِنَ المُحدَثِينَ د.عبدُالصَّبُور شاهين و عالَجَها كَثِيرًا في كِتابِهِ (المَنْهَج الصَّوتيّ للبِنْيَةِ العَرَبِيَّة _ رؤيةٌ جديدةٌ في عِلْم الصَّرْف العَرَبِيّ) ، لذا اعْتمدتُ عليهِ كَثيرًا في إثْباتِ رأيِ المُحدَثِينَ ، لاسيَّما أنَّهُ مِن أعْلامِ المُحدَثينَ وَ لَهُ مُؤلَّفاتٌ كثيرةٌ في اللُّغَوِيّات و القرآنِ الكريمِ(1) . و قدْ رأى الصَّرفيّونَ القُدماءُ أنَّ الكلماتِ بِحَسَبِ ما يَعْتَرِضُها مِن تَغْيِيراتٍ هيَ على نَوعينِ ؛نوعٌ يُوزَنُ بِحسبِ الصُّورةِ الأصليَّةِ ، و نوعٌ يُوزنُ بِحسبِ الصُّورةِ الحَاليَّةِ ، لِذا قُسِّمَ البَحثُ إلى مَبحثينِ يَسْبِقُهما تمهيدٌ ؛ تَضمَّنَ حديثًا عن الوَزنِ الصَّرفيّ و الوزنِ المَقطعيِّ عِندَ القُدماءِ و المُحدَثينَ ،و تَناولَ المبحثُ الأوَّلُ الوزنَ بِحسبِ الصُّورةِ الأصليَّةِ .أمَّا المبحثُ الثانِي فعالَجَ الوزنَ بحسبِ الصُّورةِ الحاليَّةِ .
التَّمْهِيد المِيزانُ الصَّرفيّ : مِقْياسٌ جاءَ بهِ العُلماءُ لِمعرفةِ أحوالِ أبْنيةِ الكَلمةِ؛ يُبَيّنُ لنا حركاتِ الكلمةِ و سَكَنَاتِها ، و الأصولَ مِنها و الزَّوائِدَ ، و تقْديمَ حروفِها و تأْخيرِها ، و ما ذُكِرَ مِن تلكَ الحُروفِ و ما حُذِفَ، و يُبيّنُ صِحَّتَها و إعلالَها(2). و يُسَمّى الميزانُ الصَّرفيّ أيضًا: التَّمثيلَ" (لِمُماثلةِ حُروفِ الميزانِ لِحروفِ المَوزونِ مِن تَعدادِ الحروفِ، و هَيئاتِها)(3). وفائدةُ الوَزْنِ بَيانُ أحْوالِ أبنيةِ الكَلِمِ في ثَمانيةِ أُمُورٍ: الحركاتِ والسَّكَناتِ ، و الأصولِ والزوائدَ ، و التَّقديمِ والتَّأخيرِ، و الحَذْفِ و عَدَمهِ(4). (( و ليسَ المرادُ أنَّ هذهِ المعرفةَ مَوقوفةً على الميزانِ ،فإنّه لا يُستعمل إلّا بعدَ معرفةِ الأصليِّ و الزَّائدِ ، و ما إليهما بطريقِ القواعدِ التَّصْريفيَّةِ ، فلو توقّفتْ تلكَ المعرفةُ على الميزانِ لَزِم الدَّورُ ، بلِ القصدُ أنَّ الوزنَ يبيّنُ حالَ الكلمةِ و ما طَرَأَ عليها بأخْصرِ عِبارةٍ ، تسهيلًا على المُتعلّمِ))(5) . فإذا قيلَ له إنَّ وزنَ مُنْطَلِق مُنْفَعِل، كانَ أخصَرَ مِن أنْ يُقالَ الميمُ والنونُ زائدتانِ، وكذا إذا قيلَ له أنَّ ناءَ فَلَعَ كانَ أخصرَ مِن أنْ يُقالَ لهُ إنَّ اللامَ مُقدَّمةٌ على العَينِ، و هكذا.(6) و قد اختارَ الصَّرفيّونَ كلمةَ(فعل) لِتكونَ مِيزاناً صرفيًّا، و سببُ اختيارِهم هذا يعودُ لأمورٍ: أ - الذي يطَّرِدُ فيه التَّغيِيرُ و يَكثُرُ إنَّما هو الفعلُ و الأسماءُ المُتَّصلةُ به (الأسماء المُشتقّة). ب - مادة (ف ع ل) أَشْمل المَوادّ و أعمّها فكلُّ حَدَثٍ يُسَمّى فِعلاً. ج -مَخارج الحروفِ ثلاثة: الحَلْق، و اللِّسان، و الشَّفَتان.فأخذوا من كلِّ مَخرجٍ حرفاً: الفاءُ من الشَّفة، و العينِ من الحَلق، و اللّامِ من اللِّسانِ(7) ". وزن الكلمات المجردة و المزيدة 1- لمَّا كانَ أكثرُ كلماتِ اللغةِ العربيّةِ ثُلاثيًّا، عَدَّ علماءُ الصَّرفِ أصولَ الكلماتِ ثلاثةَ أحرفٍ، و قابَلوها عندَ الوزنِ بالفاءِ و العينِ و اللّامِ، مُصَوَّرةً بصورةِ المَوزونِ، فيقولونَ في وزن قَمَر مَثَلًا: فَعَل، بالتَّحْريك، و في حِمْل: فِعْل، بكَسرِ الفاءِ و سُكونِ العَينِ، و في كَرُمَ: فَعُلَ، بفَتحِ الفاءِ و ضَمِّ العينِ، و هَلُمَّ جَرَّا، و يُسمُّونَ الحَرفَ الأوَّلَ فاءَ الكَلِمةِ، و الثّانيَ عينَ الكلمةِ، و الثالثَ لامَ الكلمةِ. 2- فإذا زادتِ الكَلِمةُ على ثلاثةِ أحرفٍ: فإنْ كانتْ زيادتُها ناشِئةً من أصْلِ وَضْعِ الكلمةِ على أربعةِ أحرفٍ أو خمسةٍ، زِدتَ في الميزانِ لامًا أَو لامينِ على أحرُفِ، (ف ع ل)، فتقولُ في وزنِ دَحْرَجَ مَثَلاً: فَعْلَلَ، و في وزنِ جَحْمَرِش فَعْلَلِل(8). وإنْ كانتْ ناشئةً من تكريرِ حرفٍ مِن أصولِ الكلمةِ، كرَّرْتَ ما يُقابِلُهُ في الميزانِ، فتقولُ في وزنِ قَدَّم مثَلًا: فَعَّلَ، و في وزنِ جَلْببَ: فَعْلَلَ؛ و يُقالُ له مُضَعَّف العينِ أو اللّامِ. وإنْ كانتِ الزِّيادةُ ناشئةً مِن زيادةِ حرفٍ أو أكثرَ مِن حروفِ (سألتمونيها) ، الّتي هيَ حروفُ الزّيادةِ، قابَلْتَ الأصولَ بالأصولِ، وعبّرْتَ عن الزّائدِ بِلفظهِ، فتقولُ في وزنِ قائِم مثَلاً: فاعِل، و في وزن تَقَدَّمَ: تَفَعَّلَ، و في وزنِ اِسْتَخْرَجَ: اِسْتَفْعَلَ، و في وزنِ مُجْتَهِد: مُفْتَعِل، و هكذا(9). و يَرَى المُحْدَثُوْنَ أنَّ الكلمةَ يَجِبُ أنْ تُوْزَنَ على ما هيَ عَليهِ فِعْلًا لا عَلى ما كانتْ عَليهِ أصْلًا بِغَضِّ النَّظَرِ عنِ التَّغْييرِ الَّذي أصابَها، يقولُ عبدُالصَّبورِ شاهين : ((... بَقِيَ أنْ نَعْرِفَ أنَّ رَأيَنا أنْ نَزِنَ الكلمةَ على ما هي عليهِ فِعْلًا لا على ما كانتْ عليهِ أصْلًا – هذا الرَّأيُ ليسَ بِدعةً غيرَ مَسبوقةٍ، فقدْ سُبِقَ بِرَأيِ- في هذا الاتِّجاهِ- الإمامِ عبدِالقاهرِ الجُرجانيِّ ،حيثُ أجازَ الوزنَ على البَدَلِ فَيُقالُ في (قالَ) :فالَ، و في (رَمى) :فَعا. و لكنْ يَنبغي أنْ يُلاحظَ الفرقُ بينَ رأيهِ و رأْيِنا فهو يَرَى أنَّ الألفَ في (قالَ) بدلٌ من الواوِ في الأصلِ (قَوَلَ)، و لِذلكَ رأى جوازَ الوزنِ على الأصلِ، و على البدلِ معَ أنَّ البَدَلَ و المُبْدَلَ منه كالشيْءِ الواحِدِ، على ما رأى القُدماءُ))(10). إلا أنَّ شاهينَ خالفَ الجُرجانيَّ بجوازِ الوزنينِ ، و لَم يُجوِّز إلا الوجهَ الثانيَ ؛ إذْ يقولُ: ((و نحنُ لا نرى صحَّةَ هذا الأساسِ الَّذي بَنى عليه الجَوَازَ، فلا إبْدالَ في الكلمةِ ، و لكنَّهُ في الواقعِ سُقُوطُ عينِها أصْلًا ، فيَجِبُ أنْ تُوزنَ على ما تَبَقَّى مِن عناصرِها))(11). و قد نَقَلَ الرَّضِيُّ: (( و قالَ عبدُالقاهرِ في المُبدلِ عنِ الحرفِ الأصليِّ: يجوزُ أنْ يُعَبَّرَ عنه بالبدلِ، فيُقالُ في قالَ: إنَّهُ على وزنِ فالَ ))(12) ،و اعتمدَ على ذلكَ كثيرٌ مِنَ المحدثينَ في إثباتِ وجودِ هذا الوزنِ عندَ القُدماءِ.(13) و الّذي ذكرَهُ الجرجانيُّ: ((و في البدَلِ مِنَ الأصْلِ جَازَ فِيْهِ المِثَالاَنِ، فَمِثْلُ كِسَاءٍ: "فِعَالٌ أوْ فِعَاءٌ))(14). فالجرجانيُّ جَوَّزَ في كِساء وزنَ فِعاء ، و لَم يُجوِّزْ في قالَ وزن فالَ ، لأنَّ هناكَ اختلافًا بينَ الصِّيغتينِ فكِساء تَعَرَّضَتْ للإبدالِ ، أمَّا قالَ فتعرَّضتْ للإعلالِ بالقلبِ ، و هذا يَعني أنّهُ جَوَّزَ لِمَا حَصَلَ فيهِ إبدالٌ الوزنَ على الحرفِ المُبْدَلِ ، و لا أراهُ يَعني جوازَ الوَزنينِ فيما حَصَلَ فيهِ إعْلالٌ بالقَلبِ كَما ذهبَ إلى ذلك الرَّضِيُّ. و قد أوجبُ قسمٌ مِن المُحدثينَ استبدالَ الميزانِ المقطعيِّ بالميزانِ الصَّرفيّ و يَرَوْنَ أنَّ الميزانَ المقطعيَّ أشملُ لِلُّغةِ و أجدرُ بالاعتمادِ ، بَل يُخَطِّئونَ الميزانَ الصَّرفيَّ و يَعُدُّونهُ غيرَ كاملٍ و يَعتمدُ على الأصلِ المُفتَرَضِ ، و لا يُراعي المنطوقَ بل يُراعي الجانبَ المكتوبَ. يقولُ بعضُهم: ((فالوزنُ الصَّرفيُّ إذنْ لا يشمَلُ كلَّ كلماتِ اللُّغةِ . و إنّما يَتعاملُ مع الكلماتِ الّتي قَبِلَتْها الدِّراسةُ الصَّرفيّةُ ، فإذا أعطَينا الدَّارسَ الصَّرفيَّ كلمتَي (كاتِب) و (ضَرَبَ) وَزَنَهما لكونِ الأُولى اسمًا متمكِّنًا مُعربًا ، و الأخرى فِعلًا مُتصرّفًا. بيدَ أنّنا لو أعْطيناهُ حرفَ جرٍّ مثل (مِن) أو فِعلًا جامدًا لَم يستطعْ وزنَهما لِجهلِهِ أساسًا بأصلِهما. أمّا الميزانُ المقطعيُّ الّذي لا تَشغلُهُ فكرةُ الأصولِ فهو يسيرُ معَ فكرةِ علماءِ اللُّغةِ المُحدثينَ مِن أنَّ كلَّ كلمةٍ صالحةٍ للدَّرسِ الصَّرفيّ دونَ استثناءٍ؛ و مِن هُنا فبإمكانِ هذا الميزانِ أنْ يَزِنَ كلَّ كلمةٍ واردةٍ في اللُّغةِ العربيّةِ قَبِلَتِ الدَّرسَ الصَّرفيّ أو لا ، لأنَّه حاسِبٌ لِلمقاطعِ و مقابلٍ لها بما يماثِلُها و يُوازِيها))(15). أقولُ: حِينما نَتكلَّمُ عَن جُهودِ السَّابقينَ في الصَّرفِ ، فإنّنا نَتكلَّمُ عن جهودِ آلافِ العلماءِ لألفٍ و مئتي سنةٍ على أقلِّ تقديرٍ ، و ليسَ من السَّهلِ القَولُ بأنَّ جهودَهم كانتْ مبنيَّةً على الخطأِ أو أنَّها جانَبَتِ الصَّوابَ ، و غيرَ ذلك من الأوصافِ الّتي يَصفُها بعضُ المحدثينَ. و الميزانُ الصَّرفيّ الّذي يَعنِينا موضوعٌ متكاملٌ فيه فوائدُ كثيرةٌ مُثبّتةٌ في مظانّها ، و التَّشكيكُ بعدمِ جَدواهُ ، أو بعدمِ شُموليّتهِ ، أو بعدمِ أهليتِهِ يَنمُّ عنْ عدمِ إدراكٍ لهُ ، و هذا الأمرُ يَنطبقُ على جميعِ الموضوعاتِ العلميَّةِ ، فعدمِ إدراكِ المرءِ لها كاملةً يدفعُهُ إلى أنْ يَسِمَها بالغموضِ أو عدمِ الكفايةِ أو بخطَئِها. الميزانُ الصَّرفيّ لأنَّه يرتبطُ بعلمِ الصَّرفِ ، فإنّه يَزِنُ الكلماتِ الّتي يدرسُها علمُ الصَّرفِ ؛ و هي: الأفعالُ المتصرِّفةُ و الأسماءُ المتمكِّنةُ ، و لا يشملُ المبنيّاتِ من الأسماءِ و لا الأفعالَ الجامدةَ و لا الحروفَ . و تَجِبُ الإشارةُ إلى أنَّ هناكَ أوزانًا أُخرى وضعَها العلماءُ السّابقونَ ؛ مِنها : الوزنُ العَروضيُّ و هو يزِنُ جميعَ الكلماتِ بما في ذلكَ المبنيّاتِ من الأسماءِ و الأفعالِ غيرِ المتصرَّفةِ و الحروفِ. و هناكَ أيضًا الوزنُ التَّصغيريُّ (فُعَيل ، و فُعَيْعِل، و فُعَيْعِيْل) ، و تخضعُ له كلُّ الأسماءِ المصغَّرةِ بِغَضِّ النَّظرِ عن وزنِها الصَّرفيّ ، و هناكَ ميزانُ صيغِ منتهَى الجموعِ ، أو ما يُسمَّى : شِبْهَ فَعَالِل و فَعَالِيْل، و تدخلُ فيه أوزانٌ صرفيَّةٌ كثيرةٌ ؛ مثل: أفاعِل ، و مَفاعِل ، و تَفاعِل ، و يَفاعِل ، و فَعائِل، و غيرِها مع ممدوداتِها. و إذا أرادَ بعضُ العلماءِ المحدثينَ إيجادَ ميزانٍ يَشمَلُ كلَّ الكلماتِ كما في الميزانِ العروضيِّ ، فلا بأسَ في ذلك، و لا داعيَ لِتخطئةِ القدماءِ من الصَّرفيّينَ في ميزانِهم الصَّرفيّ ، مع العلمِ أنَّ الميزانَ العروضيَّ ميزانٌ كاملٌ و فيهِ جميعُ التَّقسيماتِ ؛ من حركةٍ ، و حرفٍ ، و سببٍ ، و وتدٍ ، و فاصلةٍ كُبرى و صُغرى ، و يمكنُ الإفادةُ منهُ كثيرًا في هذا الجانبِ ، و تجدرُ الإشارةُ إلى أنَّ من أكثرِ المحدثينَ الَّذين تَحدّثوا عن الميزانِ الصَّرفيّ و الوزنِ المقطعيِّ هو د.عبدُالصبور شاهين في كتابِه (المنهج الصوتي للبنية العربية) و لَم يذكرِ الوزنَ العروضيَّ إطلاقًا ، مع الشَّبَهِ الكبيرِ بينَ الوزنِ العَروضيِّ و الوزنِ المقطعيِّ.
المبحث الأول/ الوَزنُ بحسبِ الصُّورةِ الأصليَّة أولًا / الإدْغام رأى الصَّرفيّونَ أنَّ الكلمةَ الّتي فيها إدغامٌ تُوزَنُ بحسبِ الصُّورةِ الأصليةِ فيَرَوْنَ مثلًا أنَّ وزنَ الأفعالِ الثُّلاثيّةِ المُضعَّفةِ ، مثل: مدَّ ، و شَدَّ تُوزنُ على: فَعَلَ لأنّ أصلَها مَدَدَ ، و شَدَدَ ، لمّا تماثلَتْ عينُ الفعلِ مع لامِه أُدغِمتا و سُكِّنَ أولُهما(16)، ((لأنَّه لمّا كانا من موضعٍ واحدٍ ثقُلَ عليهم أنْ يَرفعوا ألسنَتهم من موضعٍ ثمَّ يُعيدوها إلى ذلكَ الموضعِ للحرفِ الآخَرِ، فلمَّا ثقُلَ عليهم ذلكَ أرادوا أنْ يرفعوا رفعةً واحدةً))(17). و هكذا في كلِّ كلمةٍ فيها إدغامٌ ؛ مثل : ضالّة : فاعِلَة و انْهَدَّ،.. و هكذا. أمّا المُحْدَثُوْنَ فإنّهم يَرَوْنَ أنَّ الكلمةَ يجبُ أنْ تُوزنَ على ما هي عليهِ فعلًا لا على ما كانتْ عليهِ أصلًا أيْ أنَّ الوزنَ يكونُ بحسبِ صورتِها الحاليَّةِ ((لأنّا نَنطِقُه شَدْدَ بإسكانِ العينِ ، كما لَو أنّا أسْكنّا فِعلًا مثل (عَلِمَ) فقُلنا عَلْمَ كانَ وزنُه فَعْلَ ، لأنَّ مَهمّةَ الوزنِ تقديرُ عناصرِ الكلمةِ على ما هي عليهِ فعلًا في الواقعِ النُّطقيِّ ، و تصويرُ تَغييرٍ في أصواتِها أو في مواقِعِها))(18). و هكذا في كلِّ كلمةٍ فيها إدغامٌ ؛ مثلُ : ضالّة وزنُها: فاعْلَة ،.. و هكذا. و تجدرُ الإشارةُ إلى أنَّ بعضَ الألفاظِ تحتملُ أكثرَ من وزنٍ صرفيِّ ، و لا يتبيّنُ ذلكَ إلّا بالرجوعِ إلى وزنِ القدماءِ ؛ مِن ذلكَ : 1. عَضَّ ، و ظَلَّ و أمثالُهما من الفعلِ الثُّلاثيّ المضعَّفِ من البابِ الرَّابِع ، و وزنُهما : فَعِلَ ، لأنَّ الأصلَ : عَضِضَ ، و ظَلِلَ ثُمّ أُدغِمَ الحرفانِ المتماثلانِ فهما من البابِ الرَّابِع، على حينِ لا نعرفُ البابَ إذا قلْنا إنَّ الوزنَ فَعْلَ كما ذهبَ المُحْدَثُوْنَ، لأنَّه يلتبسُ معَ (مَدَّ) من البابِ الأوَّلِ ، و (خفَّ) من البابِ الثاني. كما أنَّ في هذه الأفعالِ إشكالًا آخرَ إذا ما تجاهلْنا وزنَ القدماءِ ؛ و هو أنَّ الماضيَ و الأمرَ منها بصيغةٍ واحدةٍ ، فـ: عَضَّ ، و ظلَّ يحتملانِ أنْ يكونا ماضيَينِ بِزنةِ فَعِلَ ، و أنْ يكونا أمرَينِ بزنةِ اِفْعَلْ ، الأصلُ في الماضي عَضِضَ ، و ظَلِلَ ، و أُدغِمَ الحرفانِ المتماثلانِ ، و الأصلُ في الأمرِ: اِعْضَضْ و اِظْلَلْ أُدْغِمَ الحرفانِ المتماثلانِ و نُقِلَتِ الفتحةُ من العينِ إلى الفاءِ و لمّا تحرَّكتِ الفاءُ بحركةِ العينِ انتفتِ الحاجةُ إلى همزةِ الوصلِ لأنَّ همزةَ الوصلِ يُؤتى بها للبَدءِ بالسّاكنِ أمَا و قدْ تحرَّكتِ الفاءُ فليسَ بنا حاجةٌ لها ، و حُرِّكتْ لامُ الفعلِ بالفتحةِ لأنَّها حركةٌ خفيفةٌ دَفْعًا لالتقاء السَّاكنينِ. أمّا معرفةُ الصِّيغةِ المُرادةِ فيتبيّنُ ذلكَ من سياقِ الجُملةِ ، فمثالُ الماضي : عَضَّ النادِمُ على يدَيهِ ، و مثالُ الأمرِ : عَضَّ يا زيدُ على يدَيْكَ ندمًا من أفعالِك. و هذا ما لا يتبيَّنُ في وزنِ المحدثينَ ، لأنَّ وزنَ كلَيهما عندَهم : فَعْلَ . 2. رُدَّ ،و عُدَّ ، و غُضَّ و أمثالُها تحتملُ أنْ تكونَ أفعالَ أمرٍ و أنْ تكونَ من المبنيِّ للمجهولِ، و الوزنُ(اُفْعُلْ) و (فُعِلَ) فالأوَّلُ هو فعلُ الأمرِ من الفعلِ الثُّلاثيّ المضعّفِ ، و الآخرُ هو المبنيُّ للمجهولِ منه ، مثالُ الأمرِ في قولِه تعالى چ ? ? ? ? ? ? ? ?? چ (19) ، و مثالُ المبنيِّ للمجهولِ في قولِه تَعالى : چ ? ? ? ? ? ? ? چ (20) ، و وزنُ الفعلِ في الآيتَينِ مختلفٌ ففي الآيةِ الأُولى وزنُه (اُفْعُلْ) و في الثّانيةِ (فُعِلَ) ، و الأصلُ في (رُدَّ ) فعلَ الأمرِ: اُرْدُدْ ،مثلُ اُكتُبْ ،و اُدْرُسْ، أُدغِمتِ الدَّالُ في الدَّالِ لأنَّهما حرفانِ متماثلانِ و نُقِلتْ ضَّمةُ الدَّال إلى الرَّاء قبلَها و حُذِفَتْ همزةُ الوصلِ لانتِفاءِ الحاجةِ إليها إذْ لَم يعُدْ هناكَ ساكنٌ يُتُوصَّلُ بها للنُّطقِ بهِ، و حُرِّكتِ الدَّالُ الثانيةُ بالفتحةِ للتخفيفِ فصارتْ: رُدَّ. و الأصلُ في (رُدَّ) المبنيَّ للمجهولِ: رُدِدَ ، مثلُ: كُتِبَ،و دُرِسَ ،أُدغِمتِ الدَّالُ في الدَّالِ لأنَّهما حرفانِ متماثلانِ فصارتْ رُدَّ ،و مثلها:عُدَّ ، و غُضَّ ، و مُلَّ ، فهي تحتملُ أنْ تكونَ أفعالَ أمرٍ و تحتملُ أنْ تكونَ مبنيَّةً للمجهولِ ، و يُعرفُ ذلك من سِياقِ الجملةِ ، و وزنُها (اُفْعُلْ ) إذا كانتْ للأمرِ، و(فُعِلَ) إذا كانتْ مبنيةً للمجهولِ(21). و هذا ما لا يتبيَّنُ في وزنِ المحدثينَ ، لأنَّ وزنَ كلَيهما عندَهم : فُعْلَ . 3. مُعْتَدّ ، و أمثالُه؛ يَحتملُ أنْ يكونَ اسمَ فاعلٍ و أنْ يكونَ اسمَ مفعولٍ مأخوذينِ من الثُّلاثيّ المضعّفِ؛ فهوَ يحتملُ أنْ يكونَ مُفْتَعِل و مُفْتَعل،أمّا المُحْدَثُوْنَ فيزِنوهُ : مُفْتَعْلٌ ،و قدْ ذكرَ ابنُ جنّيّ قسمًا مِن هذهِ الألفاظِ في الخصائصِ فقالَ في بابِ القَولِ على الاطِّرادِ و الشُّذوذِ: ((مِن ذلكَ اسمُ الفاعلِ و المفعولِ في اِفْتَعَلَ ممَّا عينُه معتلةٌ أو ما فيهِ تضعيفٌ...، و أمّا المُدغَمُ فنحْوَ قولِك أنا مُعْتَدٌّ لَكَ بِكذا و كذا ،و هذا أمرٌ مُعْتَدٌّ به،فأصلُ الفاعلِ معتَدِد كمُقتَطِع، و أصلُ المفعولِ مُعْتَدَد كمُقتَطَع،و مثلُه هذا فرسٌ مُسْتَنٌّ، لِنشاطِه و هذا مكانٌ مُسْتَنّ فيه ؛إذا اسْتَنَّتْ فيه الخيلُ ،و منه قولُهم:اسْتَنَّتِ الفِصالُ حتّى القَرعى ، و كذلك افْعَلَّ و اِفْعالّ من المضاعَفِ أيضًا نحوَ: هذا بُسْرٌ مُحْمَرٌّ و مُحْمارٌّ ، و هذا وقتٌ مُحْمَرٌّ فيه و مُحمارٌّ فيه ؛ فأصلُ الفاعلِ مُحْمَرِرٌ و مُحْمارِرٌ مكسورُ العينِ ، و أصلُ المفعولِ مُحْمَرَرٌ فيه و مُحْمارَرٌ فيه ،مفتوحُها)(22). و فيما يأتي جدولٌ يُبَيِّنُ بعضَ هذهِ الكلماتِ و اختلافَ الوزنِ بين الفريقين الكلمة وزن المحدثين وزن القدماء (الأصل) مَدَّ فـَعْلَ فـَعَلَ مَدَدَ ضالّة فاعْلة فاعِلة ضالِلة انْهَدَّ انْفـَعَلَ انْفـَعَلَ انْهَدَدَ يَسْتـَقِلُّ يسْتـَفِعْلُ يسْتـَفْعِل يَسْتـَقْلِلُ عَضَّ فـَعْلَ فـَعِلَ اِفـْعَلْ عَضِضَ (فعل ماضٍ) اِعْضـَضْ(فعل أمر) عُدَّ فـُعْلَ اُفْعُلْ فـُعِلَ اُعْدُدْ(فعل أمر) عُدِدَ(للمجهول) مُعْتـَزّ مُفـْتـَعْل مُفـْتـَعِل مُفـْتـَعَل مُعْتـَزِز (اسم فاعل) مُعْتـَزَز (اسم مفعول) ثانيًا / الإبدال و المقصودُ بهِ ما كانَ أحدُ طرفَيهِ أو كلاهُما من الحروفِ الصَّحيحةِ ؛ من ذلكَ الإبدالُ في سَماء ، و بِنَاء فوزنُهما : فَعَال ، و فِعال بِحسبِ القُدماءِ لأنَّ الأصلَ فيهما : سَمَاو ، و بِنَاي ، و وزنُهما: فَعَاء ، و فِعاء بحسبِ المُحدثينَ . و مِن مواضعِ الإبدالِ ما يحصلُ في تاء اِفْتَعَلَ ، فتُبْدَلُ تاءُ الافتعالِ في حالَتينِ : أ ـ إذا وَلِيَتْ أحرفَ الأطباقِ (ص،ض ،ط ،ظ) فيجبُ إبدالُ التَّاءِ طاءً في جميعِ التَّصاريفِ . صَبَرَ ــــــ اِصْتَبَرَ ــــــ اصْطَبَرَ يَصطبِرُ اصْطِبار ضرَبَ - اِضْتَرَب - اضْطَرَب يَضْطَرِبُ اِضْطِراب لأنَّ التَّاءَ مُنفتحةٌ مُنسفلةٌ، و هذهِ الحروفُ مُطبَقةٌ مُستعلِيةٌ. فأبدلوا من التَّاءِ أُختَها في المَخرجِ، وأختَ هذهِ الحروفِ في الاسْتعلاءِ و الإطباقِ و هي الطَّاءُ(23). القدماءُ يزنونَها : اِفْتَعَل ، و المُحْدَثُوْنَ: اِفْطَعَلَ. ب ـ و إذا كانتْ فاؤُه دالًا أو ذالًا أو زايًا ، أُبدِلتْ تاؤُه دالًا زَهَرَ اِزْتَهَرَ ازْدَهَرَ اِزْدِهار و السَّببُ في ذلكَ الإبدالِ عندَ القدماءِ أنَّ الزَّايَ مَجهورةٌ و التاءَ مهموسةٌ، و التَّاءُ شديدةٌ و الزايُ رخوةٌ، فتَباعَدَ ما بينَ الزّايِ و التّاءِ,فقرَّبوا أحدَ الحرفينِ مِنَ الآخَرِ لِيقرُبَ النُّطقُ بِهما، فأبدَلوا الدَّالَ من التَّاءِ؛ لأنَّها أختُ التّاءِ في المَخرجِ و الشِّدَّة ، و أختُ الزّايِ في الجَهرِ.(24) القدماءُ يزنونَها : اِفْتَعَلَ ، و المُحْدَثُوْنَ: اِفْدَعَلَ. و إذا كانتِ الفاءُ ذالًا جازَ فيها ثلاثةً أوجهٍ. ذَكَرَ اذْتَكَرَ اذْدَكَرَ اذْدِكار أو اذّكَرَ اذّكار أو ادّكَرَ ادّكار القدماءُ يزنونَها:اِفْتَعَلَ،و المُحْدَثُوْنَ: اِفْدَعَلَ،و اِفّعَلَ ،و اِدَّعَل،على التوالي(25). و مِن ذلكَ: اِدَّارَأَ أصلُه: "تَدَارَأَ، فقُلِبتِ التَّاءُ فيها دالًا؛ ثمَّ أًدغمتِ الدَّالانِ فاحتجْنا إلى همزةِ الوصلِ لاستحالةِ الابتداءِ بساكنٍ. و مثلُه اِطَّيَّرَ ، و اِثَّاقَلَ ، و كذلكَ يَطَّرَّقُ ؛أصلُه يَتَطَرَّقُ ، و الوزنُ: اِدّارَءَ : تَفَاعَلَ ، و اطَّيَّرَ : تَفَعَّلَ، و اثَّاقَلَ :تَفَاعَلَ، و يَطَّرَّقُ : يَتَفَعَّلُ ، وادَّكَرَ: اِفْتَعَلَ.. و هكذا(26). و يتّفقُ د. عبدُالصبور شاهين معَ القدماءِ في وزنِهم لِمَا تَعرَّضَ للإبدالِ و يُعلِّلُ ذلكَ بقولِه: ((لأنَّ تحوّلَها طاءً ليسَ مُطلقًا ، بلْ هو عارضٌ ، و الطّاء ليستْ مِن حروفِ الزِّيادة))(27) ، و رأى بعضُ المحدثينَ أنَّ وزنَها: اِدّارَأَ : اِفَّاعَلَ، و اطَّيَّرَ : اِفَّعَّلَ، و اثَّاقَلَ :اِفَّاعَلَ، يَطَّرَّقُ : يَفَّعَّلُ ، وادَّكَرَ: اِدَّعَلَ ،.. و هكذا(28). و المُحْدَثُوْنَ يختلفونَ مع القدماءِ في تعليلِ الإبدالِ في هذهِ الصِّيغِ . و من ذلك اتَّصَلَّ ، و اِتَّعَدَ ، و اِتَّزَنَ ؛ الأصلُ: اِوْتَصَلَ ، و اِوْتَعَدَ ، و اِوْتَزَنَ ، ذهبَ القدماءُ إلى أنَّ الواوَ قُلِبتْ تاءً ، و السببُ في قلبِ الواوِ في ذلكَ تاءً أنَّهم لو لَم يفعلوا ذلكَ لوجبَ أنْ يَقلبوها ياءً، إذا انكسرَ ما قبلَها، فيقولوا: اِيْتَصَلَ و ايْتَعدَ وايْتَزنَ ، وإذا اِنضمَّ ما قبلها رُدَّت للواوِ فيقولونَ: مُوتَصِل ومُوتَعِدٌ ومُوتَزِنٌ ... فأبدلوا منها التّاء؛ لأنَّها حرفٌ جَلدٌ لا يَتغيَّرُ لِما قبلَه، وهيَ معَ ذلكَ قريبةُ المَخرجِ من الواوِ؛ لأنَّها من أصولِ الثَّنايا و الواوُ من الشَّفَةِ(29). يقولُ عبدُالصبور شاهين: ((يقولُ الصَّرفيّونَ إنَّ الواوَ أُدغمتْ في التّاءِ بعدَها ، فصارَتا تاءَينِ: اِتَّصَلَ، و ذلكَ دونَ أنْ يُناقِشوا العَلاقةَ الصَّوتيَّةَ بينَ الواوِ و التَّاءِ ، و نحنُ نُقرِّرُ أنَّ بينَ الصَّوتينِ تباعُدًا لا يسمحُ بتأثيرِ أحدِهما في الآخَرِ ، فلا مُماثلةٌ بينَهما و لا إدغامٌ. و الّذي نراهُ في رأيِنا : هو أنَّ الواوَ وقعَتْ بعدَ كسرةٍ ، و هوَ تَتابعٌ تَكرَهُه العربيّةُ، لأنَّه تتابعٌ بينَ الحركةِ الأماميّةِ الضَّيِّقةِ (الكسرةِ) و الخلفيَّةِ الضَّيِّقةِ (الضّمَّة)، فكانَ لا بدَّ منَ التَّخلُّصِ مِنه ، و لذلكَ تَصرَّفَ النَّاطقُ بِهذه الطَّريقةِ الّتي تُوحي بأنَّه أسقطَ الواوَ، و حافَظَ على إيقاعِ الكلمةِ بتضعيفِ التَّاءِ: اتَّصَلَ ، تعويضًا موقعيًا))(30). و فيما يأتي جدولٌ يبينُ بعضًا مِن هذه الكلماتِ الّتي طرَأَ عليها الإبدالُ الكلمة وزن المحدثين وزن القدماء (الأصل) سَماء فَعاء (31) فـَعال سَماو اصْطـَبَرَ اِفْطَعَلَ (32) افـْتـَعَلَ اصْتـَبَرَ اضـْطـَرَبَ اِفْطَعَلَ افـْتـَعَلَ اضترَب ازدان اِفْدَعَلَ افتـَعَلَ ازتان اِدَّكَرَ اِدَّعَلَ اِفْتَعَلَ اِذْتَكَرَ ادَّارَءَ اِفَّاعَلَ تـَفاعَلَ تـَدارَأَ اِطَّيَّرَ اِفَّعـَّلَ تـَفـَعـَّلَ تـَطـَيَّرَ يَطـَّرَّقُ يفَّعـَّلُ يتـَفـَعـَّلُ يَتـَطـَرَّقُ اِتَّصَلَ اِتَّعَلَ افـْتـَعَلَ اِوْتَصَلَ
إنَّ في الرُّجوعِ إلى الميزانِ الصَّرفيّ القديمِ فائدةً تَتحقّقُ في تحديدِ الأوزانِ؛ فالقولُ بأنَّ زِنةَ اِنتَصَرَ ، و اِضْطَرَبَ ، اِزدَهرَ ، و اِتَّصلَ: اِفْتَعلَ،أخْصرُ مِن أنْ يُقالَ إنَّ الوزنَ لـ: اِنتَصَرَ : اِفْتَعلَ ، و اِضْطَرَبَ: اِفْطَعلَ ، اِزدَهرَ : اِفْدَعلَ ، و اِتَّصلَ : اِدَّعلَ.كما يُجنّبنا أوزانَ فَعَاء،و اِفَّعَل ، يَفَّعَّلُ، و غيرها ،فتَكثُر الأوزانُ على الدّارسينَ. ثالثًا / الإعلال بالقلب 1-الأجوف ؛و مِن أمثلتِه: قامَ ، باعَ ، طالَ ،خافَ ؛ الأصلُ : قَوَمَ ، و بَيَعَ ، و طَوُلَ ،و خَوِفَ ، و كَيِدَ، تحرَّكتِ الواوُ أو الياءُ و انفتحَ ما قبلَها فقُلبت ألفًا(33)، و العلّةُ استثقالُ الضّمَّة في الواوِ، والكسرةِ في الواوِ و الياءِ في (طَوُلَ ،و خَوِفَ ، و كَيِدَ) ، فقُلِبتِ الواوُ و الياءُ إلى أخفِّ حروفِ العلَّةِ و هوَ الألفُ،و لتكونَ العَيْناتُ مِن جنسِ حركةِ الفاءِ و تابعةً لَها ، و أمّا (قَوَمَ ، و بَيَعَ) ، فقُلِبتِ الواوُ و الياءُ فِيهما ألفًا لاستثقالِ حرفِ العِلَّةِ،معَ استثقالِ اجتماعِ المِثلَينِ - فتحةِ الفاءِ و فتحةِ العينِ- فقالوا فيهما: قامَ و باعَ، فقلبوا الواوَ و الياءَ ألفًا لخفَّةِ الألفِ،و لتكونَ العينُ حرفًا من جنسِ حركةِ الفاءِ).(34) ، فوزنُ (قامَ و باعَ): فَعَلَ ،و (طالَ) فَعُلَ و(خافَ ،و كادَ) :فَعِلَ . أمّا المُحْدَثُوْنَ فيَرَوْنَ أنَّ المقطعَ الأوسطَ مكونٌ من حركاتٍ مُزدوجةٍ على النَّحوِ الآتي: qa/ua/la ba/ia/a ha/ui/fa و هوَ أمرٌ تَرفضهُ اللُّغةُ ، و لِذلكَ كانَ الحلُّ هوَ إسقاطُ العنصرِ الّذي يُسبِّبُ الازدواجَ و هوُ الضّمَّة ( الواوُ) في الأوَّلِ و الكسرةُ(الياءُ) في الثّاني (قَوَم ، و بَيَعَ ) فتَبقى الفتحتانِ اللَّتانِ هما أنفسُهما الألفُ الموجودةُ فيُصبحانِ (قامَ و باعَ) و وزنُهما هو : فالَ ، لأنّهم يزنونَها بحسبِ الصُّورةِ الحاليّةِ . أمّا (خَوِفَ) فتسقطُ فيهِ الضّمَّةُ و الكسرةُ معًا (الواو المكسورة) ثمَّ تُطَوَّلُ الفتحةُ الأولى حَملًا على (قامَ و باعَ) ، و وزنُها أيضًا: فالَ(35). و من الجديرِ بالذِّكرِ أنّ القدماءَ لمْ يُجَوِّزوا القولَ بحذفِ – ما يَطلُقُ عليهِ المُحْدَثُوْنَ الإسقاطَ - الواوِ أو الياءِ و إحلالِ الألفِ محلِّهما ، يقولُ ابنُ عصفور الأشبيليُّ (ت669 هـ): (و أمَّا "قامَ" و أمثالُه فيُقدَّرُ أنَّه كانَ في الأصلِ "قَوَمَ"، ثمَّ استحالتِ الواوُ ألفًا، لا أنَّها حُذِفت و جُعل مكانَها الألفُ)(36). و مِن ذلكَ أيضًا القولُ في وزنِ اسمِ الفاعلِ و اسمِ المفعولِ من الأجوفِ ؛ مثلُ: مُعْتَاد ، و مُخْتَار؛ و الأصلُ فيهِما: (مُعْتَوِد ،و مُعْتَوَد)، و (مُختـَيِر ،و مُخْتـَيَر) ، ثمَّ قُلبتِ الواوُ أو الياءُ ألفًا لِتحرِّكها و انفتاحِ ما قبلِها. أمّا المُحْدَثُوْنَ فيَرَوْنَ أنَّ ما حدَثَ فيهِما هو ما حدثَ نفسُه في (قَوَلَ ، و خَوِفَ) (37). تجدرُ الإشارةُ إلى أنّ الوزنَ بحسبِ الصُّورةِ الأصليَّةِ يمكُنُ منهُ معرفةُ الآتي: 1- معرفةِ البابِ الّذي ينتِمي إليهِ الفعلُ الأجوفُ ، كما في (خافَ) بزنةِ فَعِلَ مِنَ البابِ الرَّابِع ، و كذلكَ الفعلُ(طالَ) بزنةِ: فَعُل من البابِ الخامسِ ، أمّا إذا قُلنا إنّهما بزنةِ : فالَ كما ذهبَ المُحْدَثُوْنَ لالتَبسا بـ قالَ ، و باعَ ، و لم يُعرَفا من أيِّ بابٍ هُما. 2- معرفةِ اسمِ الفاعلِ و اسمِ المفعولِ مِمّا كانَ مأخوذًا مِن فِعلٍ أجوفٍ كَما في مُخْتار فإنّه يَحتملُ النَّوعينِ و هذا يُعرَفُ بالوزنِ الصَّرفيّ مُفْتَعِل(اسم فاعل) ، و مُفْتَعَل (اسم مفعول) ، أمّا إذا قُلنا إنَّ وزنَه مُفْتال فلا يمكنُ التَّفريقُ بينَهما. 2- النّاقص ؛ مثلُ: غَزا ، و رَمى ، و سَعى ؛ الأصلُ: غَزَوَ ، و رَمَيَ ، و سَعَيَ، و يَسْري عليها ما سَرَى علَى (قامَ و باعَ) فوزنُها : فَعَلَ بحسبِ رأيِ القُدماءِ ، و فَعا بحسبِ المُحدثينَ إذْ يَرَوْنَ أنَّ التَّقسيمَ المقطعيّ: ga/za/u-a ra/ma/i-a و هذا التَّقسيمُ يُثبِتُ أنَّ المقطعَ الأخيرَ غريبٌ عِن نسيجِ اللُّغةِ فهوَ مؤلَّفٌ مِن حركاتٍ فَقطْ، و لذلكَ أسقَطَتِ اللُّغةُ العنصرَ الأصليَّ في الازْدواجِ و هو الضّمَّةُ (u) – أو الكسرة (i) ، و هو الَّذي يَنشأُ عنه الانزلاقُ ، أيْ لامُ الكلمةِ، فاتَّصلتِ الفتحتانِ القصيرتانِ لِتُصبحا فتحةً طويلةً (38). و مثلُها يَسْعَى ، و أصلُها يَسعَيُ تحرّكتِ الواوُ و قبلَها فتحةٌ فقُلِبتْ ألفًا ، و الوزنُ: يَفْعَلُ ، بحسبِ صورتِها الأصليَّةِ ، أمّا المُحْدَثُوْنَ فيَرَوْنَ أنَّ الكسرةَ و الضّمَّةَ (الياءَ المضمومةَ) سقطَتا و طُوِّلت الفتحةُ فصارَت يَسْعى بزنةِ يَفْعى . و مثله مُوْقِن أصلُه "مُيْقِنٌ"؛ لأنَّه من اليقينِ، فقُلبتْ واوًا لسكونِها و انضمامِ ما قبلَها (39).و أمَّا المُحْدَثُوْنَ فيَرَوْنَ أنَّ الياءَ سقَطَتْ و طُوِّلت ضَمَّةُ الميمِ(40). و وزنُها : مُفْعِل بحسبِ القدماءِ ، و موعِل بحسبِ المحدثينَ. و فيما يأتي جدولٌ يَتضمَّنُ بعضَ أمثلةِ الإعلالِ بالقلبِ مع الوزنِ الصَّرفيّ الكلمة وزن المحدثين وزن القدماء (الأصل) قامَ فالَ فـَعَلَ قـَوَمَ طال فالَ فـَعُلَ طـَوُلَ خافَ فالَ فـَعِلَ خـَوِفَ رُماة فُعاة فـُعَلـَة رُمَيَة قادة فالَة فـَعَلـَة قـَوَدَة دعا فَعا فـَعَل دَعَوَ سَعَى فَعا فـَعَلَ سَعَيَ يَسْعَى يَفْعَى يَفْعَلُ يَسْعَيُ مُوْقِن موعِل مُفْعِل مُيْقِن مُخْتار مُفْتال مُفْتَعِل مُخْتَيِر مُفْتَعَل مُخْتَيَر مُعْتاد مُفْتال مُفْتَعِل مُعْتَوِد مُفْتَعَل مُعْتَوَد
رابعًا ـ الإعلال بالنقل: - يَقُوْلُ ، و يَطُوْلُ ، و يَبِيْعُ" و"يَكِيْدُ ؛ الأصلُ "يَقْوُمُ و"يَطْوُلُ" و"يَبْيِعُ" و"يَكْيَدُ" و"يَخْوَفُ" ، نَقلوا حركةَ العَينِ في "يَقْوُلُ" و"يَطْوُلُ" فصارا: يَقُوْلُ ويطُوْلُ ، و الوزنُ يَفْعُلُ. ولمَّا نَقلوا في "يَبْيِعُ" صار: يَبِيعُ. ، و الوزنُ: يَفْعِلُ ولمَّا نَقلوا في "يَكْيَدُ" و"يَخْوَفُ" صارا "يَكَيْدُ" و"يَخَوْفُ". ثمَّ قَلَبُوا الواوَ و الياءَ ألفًا، لِتَحرُّكهما في الأصلِ قبلَ النَّقلِ، و انفتاحِ ما قبلَهما في اللَّفظِ ، و الوزنُ يَفْعَلُ. (41) أمّا المُحْدَثُوْنَ فيقولونَ: الأصلُ: يَقْوُمُ ، و يَبْيِعُ سقَطَ الانزلاقُ (الواوُ أو الياءُ) لوجودِ الازدواجِ مع الحَركةِ و بَقيَتِ الضّمَّةُ أو الكسرةُ فطُوِّلتْ لِتعويضِ موقعِ الواوِ السَّاقطةِ أو الياءِ، و الوزنُ: يَفولُ و يَفيلُ (42) ، أمّا يخافُ؛ فيَرَوْنَ سُقوطَ الواوِ مِن يَخْوَفُ و طوِّلتِ الفتحةُ و الوزنُ: يَفالُ (43) و هذا الأمرُ ينطبقُ على اسمِ الفاعلِ و اسمِ المفعولِ و اسمِ المكانِ من الفعلِ الرُّباعيّ الأجوفِ، مثلُ: أقامَ . و فيما يأتي جدولٌ يَتضمَّنُ بعضَ أمثلةِ الإعلالِ بالنَّقلِ مع الوزنِ الصَّرفيّ الكلمة وزن المحدثين وزن القدماء (الأصل) يَقُوْمُ يَفولُ يَفْعُلُ يَهْوُنُ يَبِيْعُ يَفيلُ يَفـْعِلُ يَصْيِحُ يَخاف يَفالُ يَفـْعَلُ يَخـْوَفُ مُقيم مُفيل مُفـْعِل مُقْوِم
خامسًا / الإعلال بالتسكين غالبًا ما يُوضَعُ هذا الإعلالُ في كتبِ الصَّرفِ مع الإعلالِ بالنَّقلِ لأنّ الإعلالَ بالنَّقلِ يَصحَبُهُ تسكينٌ في الكلمةِ . مِن ذلكَ : يَدْعُو ؛ الأصلُ: يَدْعُوُ ، و قد سُكِّنَتِ الواوُ تخفيفًا و تجنّبًا للثِّقلِ و الوزنُ يَفْعُلُ بحسبِ الأصلِ ، و يَهْدي ، و القاضي ؛ الأصلُ: يَهْدِيُ ،و القاضِيُ ، و قد سُكِّنتِ الياءُ تخفيفًا و تجنّبًا للثِّقلِ و الوزنُ يَفْعِلُ ، و الفاعِلُ بحسبِ الأصلِ (44). و المُحْدَثُوْنَ يَرَوْنَ أنّ الواوَ معَ الضّمَّةِ في يَدْعُوُ أُسقِطتا تخفيفًا و طُوِّلتْ ضَمّةُ العينِ، فالوزنُ يَفْعو.أمّا في نحوِ: يَهْدي ، و القاضي فإنّ الياءَ أُسقِطتْ معَ الضّمَّةِ تخفيفًا ، و طُوِّلت كسرةُ العينِ فالوزنُ يَفْعي ، و الفاعِي(45). - و في حالةِ نصبِ المضارعِ: لنْ يَدعوَ و لن يَهْدِيَ فيرىَ المُحْدَثُوْنَ أنَّ حركةَ الإعرابِ (الفتحةَ) قدْ جاءَتْ بعدَ حركةِ العينِ (الواوَ أو الياءَ) فنشأَ ازدواجٌ حرَكيٌّ فتحوَّلتْ حركةُ العينِ إلى حرفٍ (انزِلاق) لِيحملَ حركةَ الإعرابِ الّذي سرعانَما يختفِي في حالةِ الجزمِ، ففي سقوطِ الحركةِ يختَفي الازدواجُ و يَزولُ معهُ وجودُ الواوِ أو الياءِ الطارِئَتَيْنِ(46) . أيْ أنَّ لامَ الفعلِ الواوَ أو الياءَ اللَّتَينِ تَسقطانِ دائمًا من الفعلِ تَرجعانِ في حالةِ النَّصبِ لِحَمْلِ الفتحةِ و الوزنُ في هذه الحالةِ وزنُ القدماءِ نفسُه. - و فيما يأتي جدولٌ يَتضمَّنُ بعضَ أمثلةِ الإعلالِ بالتَّسكينِ مع الوزنِ الصَّرفيّ الكلمة وزن المحدثين وزن القدماء (الأصل) يَدْعُو يَفْعو يَفْعُلُ يَدْعُوُ يَهْدِي يَفْعي يَفـْعِلُ يَهْدِيُ القاضِي الفاعي الفاعِلُ القاضِيُ يَدْعُوَ يَفْعُلَ يَفْعُلَ يَدْعُوَ
المبحث الثاني : الوزن بحسب الصورة الحالية من أمثلته: أولًا/ الحَذْف ، و قاعدتُه عندَ الصَّرفيِّينَ القدماءِ تقولُ : (إنْ حَصَلَ حذفٌ في المَوزونِ حُذِف ما يقابلُه في الميزانِ) من أمثلةِ الحذفِ : حذفُ الواوِ من الثُّلاثيّ المثالِ في المضارعِ و الأمرِ و و المصدرِ ؛ وَعَدَ يَعِدُ عِدْ و عِدَةً ، و إنَّما حُذفتِ الواوُ لِوقوعِها بينَ ياءٍ و كسرةِ ، و هما ثقيلتانِ. فلمَّا انْضافَ ذلكَ إلى ثِقَلِ الواوِ وَجب الحذفُ. و حَذفوا معَ الهمزةِ و النُّونِ و التَّاء، فقالوا: تَعِدُ وأَعِدُ ونَعِدُ، حَمْلًا على الياءِ(47). و لمْ يختلفِ المُحْدَثُوْنَ عن القُدَماءِ في الوزنِ الصَّرفيِّ. و مِن أمثلةِ الحَذْفِ : قُلْ ؛ الأصلُ فيها: اُقْوُل ، مثلُ: اُدْرُسْ نُقِلتْ ضمَّةُ الواوِ إلى القافِ ثمّ حُذِفتْ همزةُ الوصلِ لانتفاءِ الحاجةِ إليها فصارَت: قُوْلْ ، ثمَّ حُذِفتِ الواوُ للالتِقاءِ السَّاكنَينِ ، و الوزنُ: فُلْ. و مثلُها بِعْ ؛ الأصلُ:اِبْيِع ــ بِيْع ــ بِعْ ، بزنةِ فِلْ و مثلُها خَفْ ؛ الأصلُ:اِخْوَف ــ خَوْف ــ خافْ ــ خَفْ ، بزنةِ فَلْ (48) و المُحْدَثُوْنَ يَرَوْنَ أنَّ المقطعَ المديدَ في: قُوْلْ ، و بِيْعْ ، و خَاْفْ مقطعٌ غيرُ مقبولٍ في الكلامِ لِذا اُختُصِرَ إلى الطَّويلِ المُغلَقِ (قُلْ ، و بِعْ ، و خَفْ) ، و لَم يختَلِفوا مع القُدَماءِ في الوَزْنِ(49). أمّا: لَمْ يَدْعُ ، و يَهْدِ ، و يَسْعَ ، الأصلُ: يَدْعُو ، و يَهْدِي ، و يَسْعَى ، فحُذِفَتِ اللّامُ بالجزمِ ، و يرَى المُحْدَثُوْنَ أنَّ الصَّائتَ الطَّويلَ(الواوَ أو الياءَ أو الألفَ) الَّذي هو حركةُ عينِ الفعلِ بسببِ الجزمِ اُخْتُصِر إلى صائتٍ قصيرٍ ، فكما تُحذَفُ ضمَّةُ (يَكْتُبُ) في الجزمِ فإنّنا نَحذِفُ ضمَّةً مِن يَدْعُو فتُصبح يَدْعُ بزنةِ يَفْعُ بعدَ أنْ كانَ وزنُها يَفْعُو قبلَ الجَزم ،و كذلك يَهْدي، و يسْعى يُحذَفُ صائتٌ قصيرٌ منها و يَبقى صائتٌ قصيرٌ لأنّها تنتهي بصائتٍ طويلٍ (صائتَينِ قصيرَينِ)(50). أمّا في نحوِ: (مَقُوْم ، و مَبِيْع) فالأصلُ: مَقْوُوْم نُقلِتْ حركةُ الواوِ الأُولى الضّمَّةُ إلى القافِ فصارتْ مقُوْوْم ،ثمَّ حُذفت الواوُ الثانيةُ (واوُ مَفْعُول) ، لأنَّها الزَّائدةُ ، و هيَ قريبةٌ من الطَّرَفِ، فصارتْ مَقُوْم و وزنُه مَفْعُل .و في مَبْيُوْع نُقلِت حركةُ الياءِ إلى الباءِ مَبُيْوْع ثمَّ تُحذفُ واوُ المفعولِ فتَصيرُ مَبُيْع ، ثمَّ تُقلبُ الضّمَّةُ كسرةً لِتُجانسَ الياءَ مَبِيْع و وزنُه مَفْعِل(51) . و يرى الأخفشُ أنَّ المَحذوفَ(عينَ الاسمِ)و هو الواوُ الأُولى من مَقُوْوْم،و الياءُ من مَبُيْوْع ،لأنَّ الأصلَ في الْتِقاءِ السَّاكنَينِ أنْ يُحذَفَ الأوَّلُ،فالوزنُ عندَه :مَفُوْل،و مَفِيْل(52). و المُحْدَثُوْنَ يُوافقونَ الأخفشَ و يَرَوْنَ أنَّ المحذوفَ هو عينُ الاسمِ و ليسَ واوَ مفعولٍ(53)؛يقول د. عبدُالصَّبور شاهين:((...كانَ لَنا أنْ نُخالِفَهم في هذا التَّقديرِ ، لأنَّ هذهِ الواوَ المحذوفةَ هي واوُ صيغةِ (مَفعول)، و بِسُقوطِها لا تؤدِّي الصِّيغةُ وظيفتَها،و لِذلكَ نَرَى أنَّ المحذوفَ هو عينُ الكلمةِ،الواوُ الأُولى في مَقْوُول،و الياءُ في مَبْيُوع، ثمَّ تَبْقى (مَقول) كما هي، دالةً على المَفعولِين، و تُقلَبُ الضّمَّةُ الطَّويلةُ في (مَبوع) كسرةً طويلةً تحقيقًا للمغايَرَةِ بينَ واويِّ الأصلِ و يائيِّهِ،فيُقالُ: مَبيع))(54) و مثلُ مَقول ، و مَبيع: إقامة ، و اِسْتِقامة ، و نحوِهما ، كما يأتي: مصدر أقامَ: إقْوام ثمّ بالإعلال بالنقل إقَوْام ثمّ بالإعلال بالقلب إقَاام ثمّ بالإعلال بالحَذْف إقَالة(بِحَذْف الألِف الأُولى و تعويضِها بِتاء) ،ومثله:إِقالة،و إدارة مصدر اِسْتَقامَ: اِسْتِقْوَام ثمّ بالإعلال بالنقل اِسْتِقْوَام ثمّ بالإعلال بالقلب اِسْتِقَاام ثمّ بالإعلال بالحَذْف (بِحَذْف الألِف الأُولى و تعويضِها بِتاء) اِسْتِقَامة ، و مثله: اِسْتِقالة ، و اِسْتِدارة. و المُحْدَثُوْنَ يَرَوْنَ أنَّ الواوَ أُسْقِطَتْ بسببِ وجودِ المُزْدوجِ الحَرَكِيّ ، و عُوِّض عنها بالتَّاء(55). و فيما يأتي جدولٌ يَتضمَّنُ بعضَ أمثلةِ الحَذْف مع الوَزْنِ الصَّرفيّ الكلمة وزن المحدثين وزن القُدَماء (الأصل) يَعِدُ يَعِلُ يَعِلُ يَوْعِدُ عِدَة عِلـَة عِلـَة وَعْد قـُلْ فـُلْ فـُلْ قـُوْل بـِعْ فِلْ فِلْ بـِيْع خَفْ فـَلْ فـَلْ اخْوَفْ ـ خافْ اسْعَ افـْعَ افـْعَ اسْعَى ادْعُ افـْعُ افـْعُ ادْعـُو صِلـَة عِلـَة عِلـَة وَصْل يَرَى يَفى يَفَلُ يَرْأى عـُدْتُ فُلْتُ فُلْتُ عُودْتُ مَقـُوْل مَفول مَفْعُل مَقـْوُوْل مَبـِيْع مَفيل مَفْعِل مَبْيـُوْع إقامَة إفالَة إفْعَلَة إقـْوام اسْتِقامة اسْتِفالة اسْتِفْعَلة اسْتِقـْوام
ثانيًا / القَلْب المَكانيّ و قاعدتُهُ عندَ القُدَماءِ تقولُ:(إنْ حصَلَ قَلبٌ في الموزونِ حصَلَ أيضًا في الميزانِ) ، و لا يختلفُ المُحْدَثُوْنَ عن القُدَماءِ بالقولِ إنّ الوزنَ بحسبِ الصورةِ الحاليَّةِ ، إلّا أنَّهم يختلفونَ عَنهم في زنةِ الكَلِمات الَّتي فيها أصواتُ المَدّ ،فَهُم يَرَوْنَ أنّ ما طرَأَ عليهِ قَلبٌ مَكانيّ حدَثَ فيهِ إسقاطٌ لِحروفِ المَدّ و تطويلٌ لِلحركاتِ و ليسَ قلبًا مكانيًّا ، فـ ((ناءَ عندَ التَّحليلِ أصلُها نَأَيَ بوَزْن فَعَلَ ، و لكنَّ الانزلاقَ سَقَطَ (و هو الياءُ) نظرًا للصُّعوبةِ المَقطعيَّة ففَقَدَتِ الكلمةُ بذلكَ لامَها ، و صارتْ بوزنِ (فَعا) كما رأَينا))(56). - و فيما يأتي جدولٌ يتضمَّنُ بعضَ أمثلةِ القَلْبِ المَكانيِّ مع الوَزْن الصَّرفيّ الكلمة وزن المحدثين وزن القُدَماء (الأصل) ناءَ فَاعَ فَلَعَ نَأى جاه عَال عَفَل وَجْه آراء آفال أعفال أرآء حادي عالي عالِف واحِد خُلاصة: ممَّا سبَقَ يَتَبَيَّنُ أنَّ المُحْدَثِيْنَ خالَفوا القُدَماءَ في وزنهم لخمسِ حالاتٍ ؛ هي: 1-الإدْغام 2-الإعْلال بالقلْب 3-الإعْلال بالنَّقْل 4-الإعْلال بالتَّسْكين 5-الإبْدال ، فهم يَزنونَها بحسبِ الصُّورةِ الحاليَّةِ و القُدَماءُ بحسبِ الصُّورةِ الأصليَّةِ ، و لو دَقَّقْنا النَّظرَ لاكتشفْنا عدمَ الخلافِ في معظمِ ذلكَ لأنّ المُحْدَثِيْنَ يُفسِّرونَ هذهِ الحالاتِ- باستثناءِ ما تَعرَّضَ للإبدالِ من دونِ إدغامٍ- على أنّه من بابِ إسقاطِ حركةٍ أو مزدوجٍ صوتيٍّ أو حرفٍ؛ أي أنَّهم يَرَوْنَ ذلكَ من بابِ الحَذْف،و بذلكَ فإنّهُم لا يَختلفونَ عن القُدَماءِ لأنَّهم أيضًا يَزنونَ ما تَعرَّضَ للحَذفِ بحسبِ الصُّورةِ الحاليَّة إلا أنَّ الاختلافَ نَتَجَ عن تفسيرِ الظَّواهرِ ، ففي جميعِ تلكَ الحالاتِ لم يرَ المُحْدَثُوْنَ أنَّ ذلكَ حصلَ إلّا مِن قبيلِ الحَذْف و سمَّوهُ (الإسقاطَ). المُلاحَظُ أنَّ وَزْنَ المُحْدَثِيْنَ فيه سهولةٌ و عدمُ الحاجةِ إلى تَخَيُّلِ الأصلِ و إعطاءِ الوزنِ ، إلّا أنَّ ذلكَ سوفَ يُوقِعُنا في لَبْسٍ في الكثيرِ من المَواطِنِ و لا غِنى لنا عن الرُّجوعِ إلى القَولِ بالوَزنِ على الأصلِ الّذي تَتَحقَّقُ فيه فوائدُ ؛ منها : 1- معرفةُ البابِ الّذي ينتمي إليه الفعلُ لاسيَّما الفعلُ الثُّلاثيّ المضعَّف من البابِ الرَّابِع ؛ مثل: عَضَّ ، و ظَلَّ و وزنُهما : فَعِلَ ، لأنَّ الأصلَ : عَضِضَ ، و ظَلِلَ ، على حينِ لا نعرفُ البابَ إذا قُلنا إنَّ الوزنَ فَعْلَ كما ذهبَ المُحْدَثُوْنَ، لأنَّه يلتبِسُ مع مَدَّ من البابِ الأوَّلِ ، و خَفَّ من البابِ الثّاني. ، و ممّا يُوقِعُ في اللَّبْسِ أيضًا الفعلُ الأجوفُ ، كما في (خافَ) بزنة فَعِلَ من الباب الرَّابِعِ ، و كذلك الفعلُ(طالَ) بزنةِ: فَعُلَ من البابِ الخامسِ ، أمّا إذا قلنا إنّهما بزنةِ : فالَ كما ذهبَ المُحْدَثُوْنَ لالتَبَسا بـ قال ، و باعَ ، و لم يُعرَفا من أيِّ بابٍ هُما. 2- معرفةُ المَاضي من الأمرِ فيما أُخِذَ من الفعلِ الثُّلاثيِّ المضعَّفِ من البابِ الرَّابِع ؛ فمثلًا : عَضَّ ، و ظَلَّ ، يَحتملانِ أنْ يَكونا ماضيَيْنِ بِزنةِ فَعِل ،و أنْ يكونا أمرينِ بزنةِ اِفْعَل،و هذا ما لا يَتبيَّنُ في وزنِ المُحْدَثِيْنَ ، لأنَّ وزنَ كلَيهما عندَهم : فَعْلَ . 3- معرفةُ المَبنيِّ لِلمجهولِ من الأمْرِ فيما أُخِذَ من الفعلِ الثُّلاثيِّ المُضعَّفِ ؛ فمثلًا : رُدَّ ،و عُدَّ ، و غُضَّ ..؛تحتملُ وزنين(اُفْعُلْ) و (فُعِلَ) فالأوَّلُ هو فعلُ الأمرِ من الفعلِ الثُّلاثيِّ المضعّفِ ، و الآخَرُ هو المبنيُّ للمجهولِ منه ، و هذا ما لا يتبيَّنُ في وزنِ المُحْدَثِيْنَ ، لأنَّ وزنَ كلَيهما عندَهم : فُعْلَ . 4- معرفةُ اسمِ الفاعلِ و اسمِ المفعولِ المأخوذَينِ من الثُّلاثيّ المضعّفِ ؛ فمثلًا : مُعْتَدَّ تحتملُ أنْ تكونَ مُفْتَعِل و مُفْتَعل ، أمّا المُحْدَثُوْنَ فيزنوها : مُفْتَعْلٌ ، و في ما كانَ مأخوذًا من فعلٍ أجوفَ كما في مُخْتار فإنّه يَحتملُ النَّوعينِ و هذا يُعرَفُ بالوزنِ الصَّرفيّ مُفْتَعِل (اسم فاعل) ، و مُفْتَعَل (اسم مفعول) ، أمّا إذا قُلنا إنّ وزنَه مُفْتال فلا يُمكنُ التَّفريقُ بينَهما. 5- تَحديدُ الأوزانِ فالقولُ بأنَّ زِنةَ اِنتَصَرَ ، و اِضْطَرَبَ ،و اِزدَهرَ ، و اِتَّصلَ : اِفْتَعلَ ، أخصرُ من أنْ يُقالَ إنّ وزنَها هو: اِنتَصَرَ : اِفْتَعلَ ، و اِضْطَرَبَ: اِفْطَعلَ ، اِزدَهرَ : اِفْدَعلَ ، و اِتَّصلَ : اِدَّعلَ . كما يُجنّبُنا أوزانَ فَعَاء ، و اِفَّعَل ، يَفَّعَّلُ ، و غيرها،فتَكثُر الأوزانُ على الدّارسينَ.
المصادر و المراجع أولًا : القرآن الكريم . ثانيًا : الكتب 1. ارتشاف الضَّرب من لِسَان الْعَرَب :أبو حيّان الأندلسيّ (ت: 745 هـ)، تَحْقِيق ودراسة رَجَب عُثْمَان مُحَمَّد، ط1، 1418هـ، مكتبة الخانجي، الْقَاهِرَة. 2. الأصول في النحو: أبو بكر محمد بن السري بن سهل النحوي المعروف بابن السراج (ت: 316هـ) ،المحقق: عبد الحسين الفتلي ،الناشر: مؤسسة الرسالة، لبنان – بيروت. 3. الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين: البصريين والكوفيين: عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الأنصاري، أبو البركات، كمال الدين الأنباري (ت: 577هـ) ،الناشر: المكتبة العصرية ،الطبعة: الأولى 1424هـ- 2003م 4. إيجاز التعريف في علم التصريف: محمد بن عبد الله، ابن مالك الطائي الجياني، أبو عبد الله، جمال الدين (ت: 672هـ) ،المحقق: محمد المهدي عبد الحي عمار سالم، الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية ،الطبعة: الأولى، 1422هـ/ 2002م. 5. تصريف الأفعال و مقدمة الصرف: عبدالحميد عنتر، ط 2 – 1409هـ ، الجامعة الإسلامية – المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية. 6. التصريف الملوكي:صنعة أبي الفتح عثمان ابن عبدالله ابن جنّيّ (ت: 392هـ)، عني بتصحيحه: محمد سعيد بن مصطفى النعسان ،مطبعة شركة التمدّن الصناعية- مصر، ط 1 , 7. جامع الدروس العربية: مصطفى بن محمد سليم الغلايينى (ت: 1364هـ)، الناشر: المكتبة العصرية، صيدا – بيروت،الطبعة: الثامنة والعشرون، 1414 هـ - 1993 م 8. الخصائص: أبو الفتح عثمان ابن جنّيّ (ت: 392هـ) ، دار النشر: عالم الكتب - بيروت، تحقيق: محمد علي النجار ، بلا ت. 9. الشافية في علمي التصريف والخط: عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس، أبو عمرو جمال الدين ابن الحاجب الكردي المالكي (ت: 646هـ) ،المحقق: الدكتور صالح عبد العظيم الشاعر ،الناشر: مكتبة الآداب – القاهرة ،الطبعة: الأولى، 2010 م. 10. شذا العرف في فن الصرف: أحمد بن محمد الحملاوي (ت: 1351هـ) ،المحقق: نصر الله عبد الرحمن نصر الله ،الناشر: مكتبة الرشد الرياض. 11. شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو: خالد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد الجرجاويّ الأزهري، زين الدين المصري، وكان يعرف بالوقاد (ت: 905هـ) ،الناشر: دار الكتب العلمية -بيروت-لبنان ،الطبعة: الأولى 1421هـ- 2000م 12. شرح التصريف: أبو القاسم عمر بن ثابت الثمانيني (ت: 442هـ)، المحقق: د. إبراهيم بن سليمان البعيمي، الناشر: مكتبة الرشد، الطبعة: الأولى، 1419هـ-1999م 13. شرح شافية ابن الحاجب مع شرح شواهده للعالم الجليل عبد القادر البغدادي صاحب خزانة الأدب (ت1093هـ): محمد بن الحسن الرضي الإستراباذي، نجم الدين (ت: 686هـ) ،حققهما، وضبط غريبهما، وشرح مبهمهما:محمد نور الحسن ،و آخران ،الناشر: دار الكتب العلمية بيروت – لبنان: 1395 هـ - 1975 م. 14. شرح شافية ابن الحاجب: حسن بن محمد بن شرف شاه الحسيني الأستراباذي، ركن الدين (ت: 715هـ) ،المحقق: د. عبد المقصود محمد عبد المقصود (رسالة الدكتوراة) ،الناشر: مكتبة الثقافة الدينية ،الطبعة: الأولي 1425 هـ- 2004م. 15. شرح مراح الأرواح: شمس الدين أحمد المعروف بديكنقوز أو دنقوز (ت: 855هـ)؛ طبع ضمن كتاب:شرحان على مراح الأرواح في علم الصرف ،الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر ،الطبعة: الثالثة، 1379 هـ - 1959 م. 16. شرح المفصل للزمخشري: يعيش بن علي ، أبو البقاء، موفق الدين الأسدي الموصلي، المعروف بابن يعيش وبابن الصانع (ت: 643هـ) ،قدم له: الدكتور إميل بديع يعقوب ،الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان ،الطبعة: الأولى، 1422 هـ - 2001 م 17. الصرف الواضح: د.عبدالجبار علوان النايلة ، وزارة التعليم العالي و البحث العلمي / جامعة بغداد ، طبع و نشر و توزيع: مكتبة الرياحين – حلة – عراق . 18. الصرف الوافي:د.هادي نهر، مطبعة التعليم العالي ، الموصل 1989م. 19. الصرف و علم الأصوات:د. ديزيره سقال، دار الصداقة العربية ـ بيروت، ط1- 1996 20. ضياء السالك إلى أوضح المسالك: محمد عبد العزيز النجار ،الناشر: مؤسسة الرسالة 21. ، الطبعة: الأولى 1422هـ - 2001م. 22. الفلاح شرح المراح: ابن كمال باشا (ت: 940هـ)؛ طبع ضمن كتاب :شرحان على مراح الأرواح في علم الصرف،الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر ،الطبعة: الثالثة، 1379 هـ - 1959 م. 23. كتاب سيبويه: عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء، أبو بشر، الملقب سيبويه (ت: 180هـ) ،المحقق: عبد السلام محمد هارون ،الناشر: مكتبة الخانجي،القاهرة ، الطبعة: الثالثة، 1408 هـ - 1988 م. 24. اللغة العربية معناها ومبناها: تمام حسان عمر ،الناشر: عالم الكتب،الطبعة: الخامسة 1427هـ-2006م. 25. المفتاح في الصرف: أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الفارسي الأصل، الجرجاني الدار (ت: 471هـ) ،حققه وقدم له: الدكتور علي توفيق الحَمَد، كلية الآداب - جامعة اليرموك - إربد – عمان ،الناشر: مؤسسة الرسالة – بيروت،الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987م) . 26. المقتضب: محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالى الأزدي، أبو العباس، المعروف بالمبرد (ت: 285هـ) ،المحقق: محمد عبد الخالق عظيمة.الناشر: عالم الكتب. - بيروت 27. الممتع الكبير في التصريف: علي بن مؤمن بن محمد، الحَضْرَمي الإشبيلي، أبو الحسن المعروف بابن عصفور (ت: 669هـ) ،الناشر: مكتبة لبنان ،الطبعة: الأولى 1996. 28. من وظائف الصوت اللغوي محاولة لفهم صرفي و نحوي و دلالي:د. أحمد كشك ، دار غريب للطباعة و النشر و التوزيع ، القاهرة ـ مصر، ط1ـ 2006. 29. المنصف لابن جنّيّ، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني: أبو الفتح عثمان بن جنّيّ الموصلي (ت: 392هـ) ،الناشر: دار إحياء التراث القديم،الطبعة: الأولى سنة 1373هـ - 1954م. 30. المنهج الصوتي للبنية العربية ـ زؤية جديدة للصرف العربي: د.عبدالصبور شاهين، مطبعة مؤسسة الرسالة ـ بيروت 1980. 31. المهذب في علم التصريف: د. هاشم طه شلاش و آخران ، طبع الكتاب على نفقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي/العراق جامعة بغداد كلية التربية ـ ابن رشد . 32. همع الهوامع في شرح جمع الجوامع: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (ت: 911هـ) ،المحقق: عبد الحميد هنداوي ،الناشر: المكتبة التوفيقية – مصر.
ثالثًا: البحوث 1. التشكيل الصوتي للمشتقات : أ.د. عبدالقادر مرعي الخليل ، و د. فايز المحاسنة ، مجلة جامعة أم القرآن لعلوم اللغات و آدابها ،عدد أول محرم1430هـ ـ يناير2009م. 2. دلالة الاحتمال الصَّرفيّ : د. حسن غازي السعدي ، مجلة العلوم الإنسانية – جامعة بابل ، عدد 4 ، مج1،كانون الأول 2010.
تحميل الملف المرفق Download Attached File
|
|