تعد المرحلة الجامعية من التعليم من أهم المراحل التي يجب تسليط الضوء عليها وتنال اهتمام بالغ من قبل القائمين على أمور التربية والتعليم العالي لان هذه المرحلة تعتبر من أدق مراحل التطور وبناء الشخصية الإنسانية المتكاملة، إذ يحتاج الفرد المزيد من التوجيه السليم والبناء الهادف .
ويقع على عاتق الإعلام الوفاء بمتطلبات التنمية الشاملة في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الطالب وتلبية حاجاته وميوله ، فالإعلام التربوي يعد ركيزة أساسية للنهوض بواقع العملية التربوية في ميادينها كافة سيما بعد التطور الهائل في وسائل الاتصال الذي تمثل بإلغاء الحواجز الزمانية والمكانية من خلال تقنية البث الفضائي عبر الأقمار الاصطناعية .
وعليه تطور الإعلام التربوي واخذ يشمل الواجبات التربوية لوسائل الإعلام المتمثلة في السعي لتحقيق الأهداف العامة للتربية على الصعيد التعليمي والثقافي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والالتزام بنشر القيم والسلوكيات البناءة والنظرة الى العملية التربوية على أنها عملية شاملة ومستدامة.
من هنا جاءت وسائل الإعلام المتنوعة والمتعددة السمات والخصائص كالفضائيات والانترنيت والصحف والإذاعة لتقدم خبرات ثقافية متنوعة ونماذج سلوكية وتعرض الكثير من القضايا مما يجعلها ذات تأثير كبير على الرأي العام وتوجيهه ووسيلة مهمة من وسائل التربية الشاملة سيما لقطاع مهم من الجمهور هو جمهور الطلبة في محاولة لرسم واقعهم التربوي والانطلاق به نحو آفاقه المستقبلية.
وعن طريق الإعلام التربوي تنفتح الجامعة على المحيط الخارجي وبفضله تتمكن من مسايرة التطورات الحاصلة على المستوى العلمي والتقني والمعرفي وبالتالي الاستجابة للتغيرات الطارئة على المستويات كافة ، غير أن الكثير سواء على صعيد المؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية لا يعرفون الدور الحقيقي للإعلام التربوي وآفاقه المستقبلية مما يجعلهم لا يعطون له الاهتمام اللازم في مؤسساتهم ولهذا سوف تحاول الدراسة إظهار أهمية الإعلام التربوي كما ستتعرض الى تجربة ميدانية لمعرفة واقع وأهمية الإعلام التربوي بين أوساط طلبة الجامعة في محافظة بابل
وأخيراً يمكن القول أن التأثيرات التي يسببها الإعلام التربوي سواء على المدى القصير أم البعيد أصبحت ظاهرة مستقبلية مهمة في العرف الإعلامي والتربوي لم تدرس من قبل الباحثين ولهذا استحقت الدراسة والوقوف عليها وتبيان ملامحها وهنا نبعت فكرة ضرورة التعرف على ما كان عليه الإعلام التربوي وآفاقه المستقبلية.