عنوان البحث(Papers / Research Title)
مفهوم الادراك والعوامل المؤثرة فيهِ Perception
الناشر \ المحرر \ الكاتب (Author / Editor / Publisher)
حوراء عباس كرماش السلطاني
Citation Information
حوراء,عباس,كرماش,السلطاني ,مفهوم الادراك والعوامل المؤثرة فيهِ Perception , Time 20/11/2016 13:43:01 : كلية التربية الاساسية
وصف الابستركت (Abstract)
تهدف الدراسة التعرف على مستوى الادراك
الوصف الكامل (Full Abstract)
الادراك Perception
الإدراك عملية تأويل: قد ينظر الطفل الصغير إلى لعبة ما فيراها أشياء مجسمة لكنه لا يدركها وهو يسمعنا نتحدث لكنه لا يدرك ما نقول، فعليه إذن أن يبدأ في تعلم أسماء الأشياء وخواصها واستعمالاتها، كما عليه أيضا أن يتعلم معاني الألفاظ التي يسمعها ومعاني الكلمات التي يراها مكتوبة ولا شك أن بعض المعاني تكون فطرية غريزية عند الحيوانات الدنيا فالطائر يستجيب بالغريزة، أي دون تعلم سابق للمواد التي يبني بها عشه كما لو كان يعرفها، لكن الإنسان عليه أن يتعلم الغالبية العظمى من هذه المعاني كي يستطيع التأويل على الفور ما يبرز في مجال إدراكه من صيغ إن كانت صيغا مألوفة له، فإن كانت الصيغ غريبة أو جديدة أو معقدة، يصعب عليه عندئذ إضفاء معنى عليها، فهو بذلك يحتاج إلى شيء من الوقت والجهد والتحليل حتى يتضح له معناها. ونحن الكبار حين نكون بصدد شيء مبهم غامض أو غريب ينفتح أمامنا المجال لنأوله تأويلات شتى، وهي تأويلات تتوقف على حالاتنا النفسية والمزاجية الدائمة والمؤقتة، الشعورية واللاشعورية، نئول الحاضر في ضوء الماضي وخبرتنا السابقة، فهذا الصوت الذي أسمعه من بعيد أدركه قطار مقبلا أو مدبرا أو صوت طائرة أو سيارة من نوعا ما، وقد لا ندرك ما يدركه الفلكي في السماء، كما لا ندرك في السيارة ما يدركه الميكانيكي، ولا ندرك في اللحن الموسيقي ما يدركه الفنان، وقد ندرك أشياء ونعرفها من خبرتنا السابقة قد لا يدركها أشخاص آخرون، وعليه نقول: إن الناس مختلفون في إدراكهم للشيء الواحد اختلافا كبيرا أو متوسطا أو ضئيلا وذلك لما بينهم من فروق فردية في السن والخبرة والذكاء والثقافة والمعتقدات ووجهات النظر ... وحوصلة القول هو أن الإدراك ليس كالإحساس الذي هو عبارة عن عملية تسقط فيها موضوعات العالم الخارجي على حواسنا المختلفة فالإدراك عملية معقدة لا تتلخص في مجرد استقبال انطباعات حسية، حيث تتداخل فيه الذاكرة والمخيلة وإدراك العلاقات في تأويل ما ندركه، فالعقل يضيف ويحذف وينظم ويأول ما يتأثر به من انطباعات حسية، فإذا كانا دون الإحساس لا ندرك شيئا فنحن بالإحساس وحده لا ندرك شيئا، وهذا يعني أن نشاط الحواس ليس كل شيء في عملية الإدراك، وبعبارة أخرى نقول: إنه ليس من اللازم أن تؤدي كل إثارة لإحدى الحواس إلى إدراك، أي لكي يتم الشعور بالمثير الخارجي فلابد من توفر عنصر الشعور لدى الفرد حتى يتم إدراك المثير ولابد من النضج الفكري حتى يتميز ويأخذ معنى مطابقا ولابد من وجود الذاكرة ليحفظ ويتحول إلى خبرة جديدة لتتشكل لديه صيغة منظمة متماسكة من مجموعة الأجزاء المتفاعلة.ومن أبرز خصائص الصيغة أنها ليست عبارة عن مجموعة الأجزاء المرصوصة رصا أو مجموعة تجميعا آليا، بل أن هذه الأجزاء متفاعلة يؤثر بعضها في بعض وبينها علاقات تجمعها وحدة معينة، وعلى هذا الأساس فليست الصيغة مجرد مجموعة أجزاء، بل هي صفات غير صفات الأجزاء، فالمربع الهندسي صيغة له خصائص لا توجد في كل خط من خطوطه الأربعة على حده، فالصيغة هي التي تعطي الأجزاء معناها وصفاتها، فليس للأجزاء صفات أو وظائف مطلقة وإنما هي تشتق معناها من الكل الذي يحتويها. واعتمادا على ما سبق ذكره نقول: إن الإدراك يسير من الكل إلى الجزء من المجمل إلى المفصل، فحينما ينظر الإنسان إلى صورة أو إلى منظر طبيعي لكان أول ما يراه من الصور أو المنظر انطباعا عاما مجملا، فلو أطال النظر والتأمل أخذت تفاصيل الصورة أو المنظر تثبت إلى عينيه واحدة بعد الأخرى، وقد يستطيع بعض الرعاة إدراك نقص القطيع دون تعداده، ذلك لأن النظرة الإجمالية العمة والإدراك الإجمالي العام سابق التحليل والتعرف على الأجزاء. أما إذا تكلمنا عن الخداع أو الخطأ في الإدراك فإننا نقول في بادئ الأمر أن الخطأ في الإدراك قد يرجع إلى مرض الحواس نفسها فضعف الإبصار وعمى الألوان وقصر النظر وغير ذلك من الأمراض تؤثر تأثيرا سلبيا في عملية الإدراك، أما الخداع فإنه سوء تأويل للواقع كأن تسمع صرير الباب فتظنه صديقا يناديك أو شخصا آخر يتحدث، أما جميع المؤثرات الصوتية والبصرية التي تستخدم في التلفزة والسينما والرسوم المتحركة ما هي إلا خداع معروض عرضا بارعا، وقد يرجع الخداع في عملية الإدراك إلى عوامل خارجية فيزيقية وأخرى ذاتية نفسية، فمن الخداع الفيزيقي رؤية القلم منكسر في الماء، ومن الخداع النفسي ما يرجع إلى العادة والألفة، كالخداع الذي يعرف بخداع أرسطو بحيث إذا وضعت قلما بين السبابة والوسطى وراكب أحدهما فوق الآخر لأدركت أنك تمسك قلمين أثنين لا قلما واحدا، وهناك أيضا ما يرجع إلى التوقع والتهيؤ الذهني وإلى الانطباعات الإجمالية أو ما يسمى بالخداع البصري الهندسي الذي يعرف بخداع ميلر لير.
تحميل الملف المرفق Download Attached File
|
|