تأثير الطفل ذو الاعاقة على الاسرة
أ. م. د. حيدر حاتم فالح العجرش
رئيس قسم التربية الخاصة
كلية التربية الاساسية
جامعة بابل
ان ولادة اي طفل لها اثر مهم على الاسرة ولابد ان يمر الاب والام وبقية افراد العائلة بتغيرات متنوعة للتكيف مع الطفل الجديد، هذا فيما لو كان الطفل عادي غير مصاب بإعاقة ما اما الطفل المصاب بالإعاقة ما فان الاثر في الاسرة يكون اكثر شدة.
فقد يتعرقل الروتين اليومي الخاص بغالبية الاسر الذين يرزقون بذلك الطفل من ذوي الاعاقة، اذ انه يحتاج الى تعديلات في المنزل وفي المهام المنزلية وفي اهداف الام والاب المهنية.
ويمكن ان نقول الى ان الطفل ذي الاعاقة يمكن ان يؤثر في والديه واشقائه بطرق مختلفة، فغالبا ما يصارع اباء وامهات الاطفال ذوي الاعاقة شعورا بانهم يتحملون المسؤولية في وضع طفلهم هذا، على الرغم من انه لا يوجد اساس حتمي لتلك المعتقدات لدى الغالبية العظمى من الحالات الا ان الشعور بالذنب يبقى احد المشاعر التي تنتاب اسر الاطفال ذوي الاعاقة.
وقد يعود ارتفاع نسبة الشعور بالذنب الى حقيقة مفادها ان اسباب العديد من الاعاقات غير معروفة مما يخلق جوا يجعل الاباء والامهات وخصوصا الامهات يعتقدون بانهم الملامين على ذلك وتصف احد امهات اولئك الاطفال ذلك بما يأتي:
اطفالنا انجازات مدهشة تنموا اجسادهم بداخلنا وان نشأت عيوبهم في ارحامنا نلوم اجسادنا غير المناسبة او الظروف الغير ملائمة..
نتقبل المديح المتعلق بجمال اجساد ابنائنا ( وغالبيتنا يقومون بذلك في قلوبهم) ثم نلقي مسؤولية تحدياتهم الجسدية على انفسنا.
ان العلم يقدم الكثير الى المرأة الحامل فيفتح المحيطين بها الابواب لها ويحملون عنها الاشياء الثقيلة ويساندونها ويزودونها بالأحذية الطبية المريحة ويقدمون لها المشورة وجميع هذا الانتباه يعود الى بطريقة ما للاعتقاد بانها تحمل شيئا جميلا مميزا، وحين يولد الطفل ولديه نقص او عيب تشعر الام بانها لم تفشل هي وزوجها فحسب بل فشل معها العالم المحيط بها، وسرعان ما يتولد الشعور بالنقص، وترتبط كل ام تقريبا بعض السمات بسلوكها الخاص والذي يعد سببا فيما حدث.